رواية افنان
عند ايوب
لم يتحمل ان يظل معهم وهو يرى نظرات هارون التي تتهمه وكأنه قتلها هو لا يعرف بتاتا انه حتى لم يقدر على القرب منها من دون رضائها بكائها ذبح روحه تماما وكأنها قطرات من الجمر المشتعل فأستقل سيارته وهرب منهم لم يعي اهتمام لنادائات رنيم وأمه تماما بل ظل يقود من دون وجهه او طريق محدد....
ايوب لنفسه: انا ازاي صغيف كده..... انا غبي ازاي اتكلمت قدامها اكيد دلوقتي هتستغل دا... ثم اكمل بحنق: انا زهقت وتعبت بجد لحد امتى يعني دموعها دبحتني اوي ياريتني كنت.... اااااه
قطع حزنه رنين الهاتف
ايوب: خير؟!
.... : اجهز يا ايوب... وخلي بالك هيحاولوا يإذوك قريب اوي.. صاحبك خبير متفجرات خليك ينفعك في اي حاجه يا ايوب.... واه صحيح خلي بالك من مراتك واضح انك بتحبها اوي والعين بقت عليها خلاص
ايوب بترقب: انت مش ناوي تقلي انت مين؟!
..... : صدقني مش هيفيدك لو عرفت انا مين
ايوب بتساؤل: اي اللي يخليك تحذرني وتحاول تحميني كل السنين دي.... دا انت حتى بتستخدم برنامج علشان صوتك ميكنش واضح انت غريب اوي... ما تقول انت عاوز مني اي ولا انت مين بدل الغموض دا
..... : دا احسن ليك.... واه صحيح خلي بالك من مراتك كويس اوي البنت كويسه ومفيش فيها حاجه... الفلوس مع خالتها وجوزها
ايوب بإبتسامه: انت عرفت كل دا ازاي
.... : عادي عادي.... اللمهم اسمع الكلام هااا
ايوب بأمتنان: انا مش عارف انت مين... بس شكرا
اغلف الرجل الهاتف دون سابق إنذار.... هذا الشخص الغامض الذي طالما ظل سنوات طوال منذ وفاة والد ايوب وهو يحميه من دون قرب منه... دائما يحذره من أعدائه ويعطيه الكثير من الخطط والنصائح والتي دائما كانت تنفع لا يعلم لماذا ولكنه يثق به بشده.... ويبدو ان احدهم سوف يذوق العشق عن قريب
**********************************
في القصر وتحديدا في غرفة افنان
كانت تبكي بحرقه كبيره تشعر وكأن ليس لها قيمه... وكأنها سلعه رخيصه بلا ثمن كانت تود ان تعيش حياه طبيعه مثل أي شخص ولكن من بعد قسوة خالتها وزوجها الان هي سوف تعيش قسوة زوجها المعتوه
نور بحزن عليها: ممكن تهدي لي كل دا... اللي حصل ميستهلش مش انت قلتي انه لما شاف دموعك بعد عنك وسابك.... دا معناه انه خاف عليكي
افنان بصوت متقطع: مش عارفة.... انا... انا عاوزه امشي... انا زهقت بجد
اقتربت منها نور بعفويه واحتضنتها بأخويه كبيره وبدأت في التربيت على كتفها بحنان
نور بهوء: عاوزه تمشي هتبقي غبيه اوي
نظرت لها افنان بتعجب:.....
نور بإبتسامه: عاوزه تفهميني انك مش ملاحظه حبه ليكي.... مصدقش!
افنان وهي تكفف دموعها: قصدك اي؟!
نور بضحك: اول مره اشوف حد اغبى من هارون بجد.... يا غبيه دا بيقلك انا صابر بقالي سنين واشمعنا هو تفتكري قال كده لي وكان متعصب اوي كده لي؟!
افنان بتوهان: لي!
نور بغيظ: يارب صبرني..... يا ترى لي علشان بيحبك طبعا
افنان بنفي: لا طبعا اكيد لا مستحيل..... هو قلي قبل كده انا عجبته ودفع تمني وخدني وخلاص
نور بثقه: لا مش كده.... وبكره هتشوفي بس عاوزه نصحيتي
افنان: اي ؟
نور بصدق: انت طيبه اوي يا افنان كان باين عليكي من اول ما شفتك.... انت مش زي اللي بنتعامل معاهم انت مختلفه جدا مختلفه اكتر من انه يخسرك... انا عارفه ايوب كويس دا اخويا واكتر صدقيني يستاهل انك تحاولي معاه وانا هساعدك بس متسيبهوش لغيرك هتندمي بجد
رأت نور ان افنان قد انجذبت لحديثها فبدأت في الحديث معها براحه اكبر: اعتبريني اختك وبوعيكي.... اي رأيك تستغلي فكرة جوازك دي وتتفقي مع نفسك وتحاولي تصححي حياتك مع ايوب
افنان بتوهان: انا تايهه وخايفه اوي..... انا مكنتش عاوزه حياتي تبقى كده مش انا اللي اتعلق لراجل علشان فلوسه أو اتفرض عليا.... أنا كنت عاوز واحد يحبني من قلبه ويخاف عليا ويتقي ربنا فيا بس مش اكتر
نور بحب: انت معاكي الشخص دا.... انت مش هتخسر اي حاجه... الحاجه الوحيده اللي هتخسريها انك تنتظري انه يزهق منك ويطلقك وايوب مش هيعمل كده عمرك هيضيغ وانت مستنيه ان دا يحصل من غير اي فايده.... وحتى لو دا حصل تقدري تقليلي هتروحي فين ولا هتعيش ازاي... الدنيا مش سهله اوي زي منتي مفكره يا افنان ثقي فيا هتخسري اي يعني مهو على رأيك انت خسرتي كل حاجه
افنان بإطمئنان : طيب ماشي.... اعمل اي
نور بفرحه: انا هقلك يا قمر..... دلوقتي قومي اللبسي علشان في حفله بالليل ولازم نشتري لبس يليق بيكي
افنان بتوتر: لا مش مهم.... هلبس اي حاجه من عندي أو اقلك بلاش اروح
جذبتها نور من يديها وفتحت حقيبة السفر خاصتها واخرجت منها فستان رقيق من اللون الأبيض ومعه حجاب من اللون الأحمر القاني وحذاء ابيض رياضي
نور بحماس: يلا قومي اغسلي وشك واللبسي كده
افنان بإستسلام: طيب ماشي
**********************************
في الأسفل
كان يأخذ هارون الصاله ذهابا وايابا متوتر وقلق للغايه فصديقه ذهب مسرع بالسياره وزوجته الأن في الأعلى ولا يعلم ماذا أصابها والقصر الكبير الأن يتم تجهيزه للحفل وتم دعي الكثير من الناس فماذا سوف يحصل يا الله عقلي الصغير سينفجر ...... كانت رنيم وصالحه يتابعونه بنظرات فرحه لما حدث ولكن قد أصابهم الملل بسبب هذه النحله الحائره (هارون)
رنيم بملل: ما تقعد بقا بجد انت over اوي مش معقول هيحصل اي يعني
تقدم منها والشر يتطاير من عينيه فهو لا ينقصه الأن سوى هذه الشمطاء
هارون بغضب: بقلك اي يا بت انت.... انا على اخري كلمه كمان وهرميكي بره القصر وبره حياتنا خالص فاااااهمه
صالحه بخوف: اي يا هارون يا حبيبي..... هي متقصدش اكيد
كان سيهم بالرد عليها ولكنه لاحظ نور تنزل على الدرج فهم بالركض اللي ها يسألها بقلق : حصلها حاجه؟
نور بإبتسامه وبصوت مرتفع قليلا: افنان هانم كويسه جدا وهي نازله حالا علشان تحضر نفسها الحفله.... علشان نحتفل بالجواز المبارك مع بعض
كانت تلاحظ نظرات الحقد الغيره في أعين صالحه ورنيم مما جعلها تشعر بالنصر فقد عزمت نفسها من الان ان تكون اختًا لهذه الفتاة مثلما ما هي اختًا حقيقيه لزوجها
هارون بإرتياح: الحمد لله...... خلي بالك عليها يا نور... ثم نظر لها بأعين لامعه: لازم نحاول نحافظ علي الناس النظيفه اللي حوالينا والا الدنيا هتبقى خراب
صالحه بغل: وهي الهانم قالت لجوزها ولا هي ماشيه بكيفها..... ولا فاكره نفسها عايشه فين دي
كانت تنزل افنان علي الدرج واشاحت نظرها عنهم فقط كانت تنظر نحو هارون ونور بحب اخوي كبير وكأن الله ارسل لها اخوين ظهر نيران هذه الدنيا..... ولكن قاطعهم صوته البارد
ايوب بهدوء: هي مين دي اللي ماشيه يكيفها يا أمي
صالحه بنصر: مرتك يا ولدي.... قال اي نازله من غير اذنك امال لو مكنتش متخناق معاها من شويه
تجاهل كلام والدته واتجه نحو افنان التي كانت تقف بجانب هارون ونور بخوف شديد فهي لا تريد أن يغضب عليها أمامهم او ان تخسر قرارها في هذه الوقت السريع.... همت نور ان تتحدث ولكنه اوقفها بحركه سريعه من يده.... وثم امسك بيد افنان وقربها من قليلا وقبل يدها برقه شديده ومن ثم نظر لها بتمعن وكأنه عاشق يريد اهلاكها
ايوب بحب: حبيبتي عاوزه تروح فين
افنان بلا وعي: فين؟
ابتسم على سذاجتها وقربها منه واختنضها بأحتواء وحنان ظاهر ودفن وجهه في عنقها بشده وردد أمام اذنها بهمس: انا اسف عن كل اللي حصلك في حياتك يا وردتي انا بوعدك هحل كل حاجه وهاخد حقك اتفقنا
لم تعرف ماذا تقول فهي كانت في قمة خجلها فجميع الموجودين كانوا ينظرون الليهم وكلما حاولت الإبتعاد عنه كان يجذبها الليه اكثر مما جعها متلونه بألف لون تقريبا
هارون بمرح: اي قلة الأدب دي..... راعي حضرتك أن معاك أطفال لسه متجوزتش
ابعدها عنه قليلا ولكنه امسك يدها بحنان
ايوب بضحك: طب انا مش معترض بس طفل ازاي بدقنك دي بزمتك
نور بضحك مبالغ حتى احمر وجهها: طفل مسن
لا يعلموا لماذا تضحك بهذا القدر ولكن يبدو عليها السعاده فضحك الجميع معها وخاصتًا هذا الهائم بها
رنيم بغيظ: اي خلاص مش مضحكه اوي يعني
هارون بإستفزاز: رشلها يا بني نص مليون يدوها ضحكه
ايوب بنظرات ذات مغزى: خلاص يا هارون.... ثم نظر لأفنان بحب: حبيبتي حبه تروح فين؟
افنان بتلعثم: انا.... انا اصل... نور.. هي... اوووف
نور بإبتسامه: كنت هاخدها ونروح نجيب فستان ليها علشان مفيش عندها حاجه مناسبه وانا عوزاها النهارده تبقى قمر يعتبر فرحها
ايوب بتفهم: طيب بس انا هاجي معاكم
نور بجديه: لا طبعا.... انت تاخد هارون وروحوا تجيبوا اي حاجه ليك وانا وافنان هنروح
هارون بمقاطعه: طب ما نروح سوا وانت ادخلوا مكان واحنا مكان تاني كده
ايوب بأقتناع: تمام كده حل وسط
رنيم بغل: طب وانا يا ايوب
ايوب ببرود: انت اي؟
رنيم يغيظ: انت عارف يا ايوب
ايوب بهدوء: روحي اي بوتيك انت عوزاه واشتري اللي انت عوزاه وابعتي الفتوره علي اسمي
رنيم برضى: تمام اوي.... هشرفك النهارده يا روحي
لم يعطها اهتمام بل سحب افنان من يدها وتوجه بها نحو السياره خاصته وتبعه هارون ونور فركب في الإمام هارون وايوب وفي الخلف الفتيات وبدأوا في السير معًا..... يبدوا ان البدايه قادمه يا ساده
**********************************
في سوهاج
كانت تجلس وكأنها في عرفة من النيران فتوترت كثيرًا وقررت ان تترك الصعيد تماما وتذهب لمكان لا يصل لها ايوب ابدا..... قبت فزعه عندما فتح الباب وظهر منه زوجها مرزوق
عبير بلهفه: هااا عملت اي؟! لقيت مكان
مرزوق بلهث: صبرك عليا يا وليه انت.... اخد نفسي
عبير بقلق: هااا اخلص
مرزوق: اه لقيت.... في اسكندرية شقه زي الفل ودكان نفتحه مشروع مش دا اللي كنتي عوزاه
عبير براحه: ايوه هو دا بالظبط..... عاوزه اعوض شقايا وتعبي كفايا خدمه فيهم وتربيه فيها لحد اكده
مرزوق بخبث: فعلا كفايا اوي........ وترتاحي قريب
**********************************
في قصر ايوب
كانت تجلس صالحه تفكر فيما حدث منذ قليل.. فكيف تبدل حال ايوب في دقيقه هكذا فكان منذ ساعات قليله فقط يضاربها بل كان صوته يرج القصر بأكمله... ولم تكن رنيم اقل منها فهي كانت تمثل الامبلاه أمامهم ولكنها في الحقيقه كانت تغلى مثل الزيت
رنيم بغل: شفتيها يا طنط.... شفتي ايوب كان مقرب منها ازاي شفتيه كان مسكها ازاي لا واي رايح بنفسه يجبلها فستان للحفله... انا اللي كان المفروض اكون مكانها مش هي.. بس انا هعرفها تمن اللي بيحصل دا كويس ... انا..
قاطعتها صالحه بصوت مرتفع: باااس... اكتمي شويه مش عارفة. افكر بسببك اي مش بتتعبي اكتمي بقا خليني اشوف حل في اللي احنا فيه دا.... لازم اعرف اي اللي بدل حاله كده... البت دي اكيد سحراله
ساد الصمت مجددًا الا عندما دق هاتف رنيم اكثر من مره فردت عليه سريعًا
رنيم بتمثيل قد اتقنته طبيعي: هاي يا مامي.... وانت كمان وحشاني جدا
ثم خفضت الهاتف قليلا قائله لصالحه: بعد اذنك يا طنط هكلم مامي بره وبعدين اروح اشوف الدريس تمام
أشارت لها صالحه بمعنى نعم... ومن ثم ذهبت رنيم واستقلت سيارتها الغالية الثمن بالطبع
رنيم بإبتسامه خبث: اخبارك يا بوص
.... : تمام اوي.... اخبار النجم بتاعنا اي
رنيم بغل: رايق على الآخر... مقضيها حب وغرام بدأ في الرمرمه ابن الفلاحه
الرجل بضحك: بس انا سمعت انها حلوه اوي
رنيم بضحك: لا مش للدرجادي هي بس محتاجه نظافه.... بس بصراحه مش بطاله خالص مش خساره انها تكون ليك يا بوص
.... : ومالو.... خالي بالك انه هيتم الليله.. خلي بالك كويس يا رنيم اوعى يحصل حاجه غلط
رنيم بثقه: اطمن على الآخر دا انا تربيتك
اغلقت الهاتف ومن ثم ذهبت مسرعه لكي تلتحق بما ستفعله اما هو فقد بدأ يتمعن في الصور التي أعطاها له احدى رجاله وكانت لأفنان
الرجل بتلذذ: صغيره ولذيذه اوي.... خساره فيك يا بن البحراوي... خساره اوي بجد الوش دا مينفعش يتشوه بقربه منك بس اطمن انا هخلي بالي منها اوي... مهو في الاخر البنت يا عيني هتترمل (جوزها يموت) بدري اوي
اللتمعت نظرات الشر والنصر في عينيه وكأنه يملك الدنيا وما فيها
**********************************
في إحدى المحلات الصغيره في شوارع القاهره
كانت تجلس نور تنتظر خروج افنان من غرفة التبديل وعندما خرجت حتى اندهشت من جمال الفستان عليها
نور بصدق: خلاص يا افنان بجد هو دا .... حلو جدا مخليكي زي ما تكوني اميره
افنان بخجل: مش للدرجادي يعني
نور بغمزه: هنشوف
افنان بتوتر من تلميحتها: طب وانت خلاص هتاخدي اول واحد قستيه
نور: اه خلاص..... ثم وجهة كلامها لصاحبة المكان: ياريت تجهزي الفساتين ومعاها الفاتوره
افنان: بس انا مكنتش مفكره ان المكان صغير وبسيط وكده... فكرتك هتوديني مكان قد البحر كده
نور بضحك: اشمعنا يعني.....
افنان: يعني علشان اغنيه وكده
نور بعمليه: بصي يا ستي.... في دا وفي دا.... يعني انت لو كنتي حد تاني يعني من الاخر واحده بتاعة مناظر وماركات كنت هاخدك مكان كده لكن انا بحب المكان دا وانا عارفه انك هتحبيه علشان كده جبتك فيه بس
افنان بإعجاب: بجد انت عظيمه اوي يا نور... انا بجد مش فاهمه ازاي بتعملي كل دا
نور بإبتسامه: الشغل بيعلم كتير اوي يا افنان وبالزات الشغل مع ايوب وهارون لازم السرعه ولازم تلقطي كده وتقري الإنسان اللي قدامك دا بيوفر عليكي كتير اوي فهمتي
دق هاتف نور: ايوه يا ايوب... خلاص خلصنا تعالو
ثم اخذت الأكياس من صاحبة المحل وشكرتها وخرجوا سويا... وكان الرجال في انتظارهم
هارون بملل: اي كل دا بتخترعوا الذره يعني
ايوب بضحك: خلاص يا عم هجبلك اكل
هارون وهو يمثل الاحراج: دايما فضحني كده
ضحك الجميع على هذا المختل وفي وسط هذه الضحكات كانت الأعين العاشقه تتمعن بحب وكأن الدنيا تلونت بالوردي والأبيض معًا فهم مزيج جميل ورقيق للغايه... ولكن هناك جمله أتت على مسامع احدهم وكأنها موسيقى ناعمه
نور: شكلك بالحجاب جميل اوي يا افنان..... حقيقي بفكر اتحجب واكون زيك......
الفصل السابع
كان حديثها قد لمس قلبه بشده... حبيبته تريد أن تخبأ نفسها بداخل الملابس المحتشمه لكي لا يراها احد كم هي عظيمه وانه محظوظ بها للغايه
هارون بهيام: هتبقي فيه زي القمر
كبت ايوب ضحكاته على هذا المعتوه الذي لا يستطيع تخبأت اي شيء بداخله دائما ما يُفضح أمام الجميع
ايوب بجديه: لو شايفه انك قده فا دي فكره كويسه من وجهة نظري
افنان بصدق: اه بجد فكره جميله اوي يا نور
نور بحب: تمام نجرب
انطلق ايوب بالسياره نحو احدى الفنادق ولم يرد الرجوع للمنزل فهو يعرف ان امه ورنيم لن يتركوا هذه المسكينه وحدها مطلقا فأراد ان يبتعد بها اليوم عن الجميع
نور بمكر: انا حجزت اوضتين واحده ليا انا وافنان والتانيه ليكوا
ايوب بغيظ: اي دا ليىِ؟!.... انا عاوز مراتي معايا
نور بخبث: دا هما ساعتين يا ايوب هنلبس بس وهننزل على طول ثم جذبت افنان واعتطهم مفتاح الغرفه: يلا بسرعه احنا متأخرين مفيش وقت
هارون بهيام بالغ: ياريتني كنت افنان
ظل ايوب ينظر له من أعلاه لأسفله ويكبت غيظه: انت يا عم العاشق انت
هارون وهو على نفس الحاله: هشش... امشي انت
ايوب بغيظ: امشي قدامي.... جتك البلاء فضحتنا
وجره من ثيابه
**********************************
في القصر
كانت صالحه تجلس وحيده شارده كثيرًا في ماضيها فكانت هي لا شيء تقريباً.... كانت مجرد خادمه في قصر البحراوي كان قد دُس بها الطمع والجشع مما رأته فكانت جدة ايوب امرأه قويه وقاسيه للغايه كانت لا تتهاون مع أي حد وعندما رأت نظرات ابنها (والد ايوب) التي راقت كثيرا لصالحه حتى انها كانت توبخها دائما وتطلب منها الكثير من الاعمال وهي لم تكن اي شيء سوا فتاه صغيره..... لقد احبها بشده وتمناها من كل قلبه وقد تعبت كثيرًا حتى وصلت لمرحلة الزواج وحتى بعدها لم تعتقها الجدة من الخدمه فكانت تذلها وتكسر خاطرها وكرامتها.... ولكنها تذكرت قولها فكانت على فراش الموت وقد اعتلت الدهشه وجوه الجميه عندما رددت انها تريد رؤية صالحه.... فتقدمت منها بحذر
الجده: تعالي هنا..
صالحه بدهشه: طلبتني.... خير
الجده بإبتسامه غريبه: جيتي على بيتي خدامه يا صالحه وهتخرجي منه خدامه..... خطفتي ولدي مني وانت عارفه انك مش رايداه الا لفلوسه.. وزي ما انت جيتي وحرقتي قلبي عليه هتيجي غيرك وهتحرق قلبك على ضناكي.... بس مظنش ان حفيدي هيبقى في طيبة ابني... وبكره هتتمني لو كنت ست صالحه بجد.....
وبعدها انقطعت أنفاسها وظلت صالحه تنظر لها بصدمه شديده وحتى هذا اليوم لم اقدر ان تفهم كيف تتحدث بهذه الطريقه وما السبب فأنها مرأه على فراش الموت فظنت انها سوف تحسن علاقتها معها قبل أن تواجه وجه الله
رجعت لأرض الواقع وتذكرت قوة افنان على الرغم من انها متأكده انها فتاه ساذجه للغايه
صالحه لنفسها: وبعدين معاك يا ايوب... ناوي على اي مع بنت الخدامه دي وكأن الدنيا كلها فضت ومعدش غيرها بس معلش انا مش هموت مقهوره زيها كده مستحيل..... انا مش هسيب نفسي ليها تلعب بيا الكوره ابني هيفضل في حضني... انا مش هرجع خدامه تاني
ظلت تتحدث مع نفسها وكأنها سوف تجن وظل حديث حماتها يتردد في عقلها وكأنه سم يقتلها ببطئ فأخذت منوم وقررت ان تنام حتى تقدر المقاومه
**********************************
في الفندق
كانت افنان تجلس كرسي أمام المرأه الصغيره ونور تزينها وتضع لها بعض لمسات التجميل البسيطه التي تُظهر ملامحها الرقيقه واجعلها بارزه فهي تريد أن يتعلق بها ايوب اكثر فنور هي أكثر من تعرف النساء التي تترمى تحت اقدامه وهي تريد أن تكن هي الأفضل في حفلة اليوم
افنان بإبتسامه: خلاص كفايا عليا كده.... يلا انت بقا علشان منتأخرش
نور: خدي حطي منوكير من دا
افنان بحذر: بلاش علشان اعرف. اصلي
نور وهي تخبطها على رأسها: هبقى اديكي حاجات تمسحيه يلا انجزي
ابتسمت لها افنان بحب وكانت تشعر ان هناك رابط بينها وبين هذه الفتاه ولكن لم تهتم فيكفي انها مرتاحه لها وانها صديقه جيده
انتهوا من ارتداء الملابس وسعادتها افنان في لف حجابها بشكل بسيط وكانت جميله للغايه ( ملحوظه يجماعه: الحجاب عمره ما بيقلل من جمالك او شكلك... طبعا كلنا احلا بشعرنا بس تفتكري انه بيغليكي اوي بيديك قيمه كبيره اوي فكروا فيه)
**********************************
في مكان الحفله
كانت تقف رنيم وحدها وقد شغل الحقد والغل قلبها فكانت الحفله فخمه للغايه والكثير والكثير من رجال الأعمال وكوادر الدوله واغنى اغنيائها تقريبا ومعهم نسائهم واشترك الحديث بينهم عن نجاح ايوب في فتره قصيره للغايه وعلى الرغم من انه صعيدي الا انه مثقف بشده ولكن السؤال بين الجميع من هذه الذي اوقعت به واصبحت سيدة هذه النجاحات الذي يجمعها ايوب.... فأقتربت احدى حرم رجال الأعمال منها
المرأه: اهلا يا رنيم ازيك
رنيم بغيظ فكانت ترتدي هذه المرأه عقد من الألماس الحر: اهلا يا مدام نورتينا
المرأه بفضول: حقيقي الحفله جميله جدا.... بس بصراحه انا نفسي اوي اعرف مين المحدوده اللي اتجوزت ايوب بيه
رنيم بملل: هتيجي حالا وهتعرفيها
المرأه بفضول: بس كنت عاوزه اعرف اي حاجه عنها.... دا حتى مكنش فيه صور للفرح خالص
رنيم بتصنع الانشغال: اوووه انا اسفه جدا هانم بس في الحقيقه لازم اتابع تحضيرات مهمه جدا ثواني وهكون معاكي
رنيم في نفسها: انا مش هتكلم ولا هقول اي حاجه كده كده هخلص منها النهارده فا بلاش اطلع انا اللي وحشه في عين ايوب..... ايوب دا بتاعي انا مهو مش من بعد تعب السنين دي كلها تيجي هيا وتاخده على الجاهز انا مش هسمح بكده ابدا
**********************************
في الفندق
كان قد هبط الرجال من الغرفه ولازال ايوب لا يستطيع ربط رابطة العنق خاصته وكان قد غضب كثيرًا وكان يتابعه هارون وهو يكبت ضحكاته بصعوبه فكانت هيئته مضحكه كثيرا
هارون مع نفسه: اتعملي بقا.... دا الليله دي ياربي.... ثم امسكها بقوه وظل يشد بها: هقطعك اقسم بالله
ايوب بضحك: منا قلتلك خليني انا اعملها ليك
هارون بغضب: لا انا بعرف اعملها.... خليك في حالك
لا زال يحاول وايوب يضحك بشده حتى هل القمر وأعلن عن هلاله الذي اخد بروح العشاق إلى نهر السند واخذهم في مكان معزول لا يرون ولا يسمعون فيها الا صوت واعين حبيبهم.......
افنان بتوتر: هو بيبصلي كده لي
نور بإبتسامه: انت شكلك متعرفيش قيمة نفسك خالص يا افنان.... انا هاخد هارون وانت يلا روحي لأيوب افتكري الجمايل دي اديني هستحمل القنبله الموقوته دي علشانك انت
ابتسمت افنان لها فكم هذه الفتاه صالحه وجميله للغايه فمن يحمل هذا. القلب فهي رأتها ليومها الاول وتعاملها وكأنها عشره لسنوات طويله......
تقدموا منهم وكانت افنان نظراتها ارضًا فكان ايوب ينظر لها نظرات جريئه للغايه فكان يفحصها من إعلالها لأسفلها وكأنه يحفظها في ذاكرتها فكانت جميله ورقيقه بحق (ترتدي فستانها اللذي بلون السماء يضيق قليلا من منطقة الصدر ويُشد خصره بطريقه مغريه للغايه ومن بعدها متسع بنفشه كبيره فكانت وكأنها سندريلا بحجابها الذي من نفس اللون وقليل من مستحضرات التجميل التي تكاد ان تكون غير موجوده من الاساس)
نور بضحك من هيئه ايوب: يلا احنا يا هارون
هارون بتذمر ولم ينظر نحوهم حتى: مش رايح في حته... حلو عني عاوز اهبب البتاعه دي
شدته نور من ثيابه بملل منه فمنذ الصغر وهو هكذا لا يحب احد ان يساعده بأي شيء ولا يفعله أيضا هو فقد يقوم بتعطيلهم فقط..... اختفوا عن انظارهم وذهبوا للسياره الخاصه بهارون
**********************************
عند ايوب وافنان
كان ايوب لا زال ينظر لها وهي لا حول لها ولا قوه فأصبحت حكبة الطماطم من شده الخجل... حتى ان الموظفين في الفندق لاحظوا هذا وظلوا يتابعونهم مما زاد خجلها اكثر وتجمد لسانها عن الكلام.... اقترب منها وامسك يدها برقه ومشى بها وكل دقيقه تقريبا يقرب يدها منه ويقبلها برقه وحب شديدين.... حتى وصلوا للسياره فتح الباب بطريقه مسرحيه فأبتسمت برقه وركبت بجواره وهو ركب سريعا وانطلق بالسياره
ايوب بهيام: حلوه اوي على فكره.... مكنتش اعرف انك حلوه اوي كده
افنان بخجل:.....
ايوب وقد نظر محل شفتيها الذي لونتها بأحمر شفاه ثم سحب منديل واعطاها اياه: خدي امسحي اللي على شفايفك دا
افنان بتساؤل: لي انا مش حاطه كتير
ايوب بأمر: امسحيه من سكات
مسحته بصمت وقررت الصموت للنهايه
**********************************
في سياره هارون
كان هناك صوت شجار وصراخ عالي يأتي منها
هارون بصراخ: ملكيش دعوه بيا... انا هعملها لنفسي
نور بغضب: انت عمال تربط فيها وانت سايق هتقلب العربيه بينا انت مجنون في عقلك
هارون بغضب: والله ما حد مجنون وغبي غيرك.... اي اللي ركبك معايا انا واحد مزاجي اعمل حادثه النهارده انت مالك
نور بغضب: وقف العربيه..... وقف الزفته دي...
انصاغ لحديثها واوقف السياره بغضب كبير.... فخذبت منه رابطة العنق بسرعه وغضب وربتطها له بسرعه وشدتها على عنقه قليلا
هارون بألم بكتوم: خلاص
نور بغضب ثائر: عمرك ما هتكبر ابدا هتفضل دايما زي ما انت عيل
هارون بغيظ: انا مش هرد على واحده غبيه زيك.
وانطلق بالسياره في غضب جامح
**********************************
في الحفل
كان الجميع ينتظر قدوم ملوك هذه الحفله فقد طال انتظارهم كالعاده ولكن هذه المره الفضول كان كبيرا.... بعد وقت ليس بالكثير دلفت نور ومعها هارون وكانوا يبتسمون للناس وللصحافه بطريقه جميله عكس ما في داخلهم ومن بعدها بدأت نور في التحدث بالمايك
نور: اهلا وسهلا بيكم كلكم... احب اقول ان وجودكم دا شرف كبير لعيلتنا الصغيره انكم تشاركونا فرحتنا النهارده بجواز ايوب بيه..... ومش هنتطول عليكم اكتر من كده رحبوا معايا بأيوب البحراوى وافنان هانم
من بعد هذه الكلمات دلفت الليهم حوريه من الجنه ومعها حبيبها الذي كانت اعينها كالصقر على كل الموجودين والذين من ان رأوا افنان حتى أصبحت نظراتهم خليط كبير من التعبيرات... منهم حالم... حاقد... حاسد..... سعيد بها والكثير والكثير ولكن المتفق عليه أن رنيم أرادت ان تشعلها بالبنزين الأسود......
انصاغ الحفل بشكل لطيف وحتى مع همهمات النساء الذي حاول كل منهم تفاديها ولكن الصدمه الكبرى رؤية احد المدعوين التي ركضت الليه رنيم ترحب به وسعادة كل الموجودين بهذا الرجل صاحب نصف عقارات مصر تقريبا..... ولكن عندما جائت أعين افنان عليه حتى شهقت بصدمه كبيره
افنان بشهقه وقد بدأت الدنيا بالدوران حولها ورأسها لا تتحمل حتى رفعه للنظر الليه : ااااه.... لا لا بلاش ارجوك
ايوب بقلق: حبيبتي في اي
افنان ببكاء: هو يا ايوب.... هو.... اااه
لم استطلع الكلمه حتى وقعت مغشيا عليها في أحضان ايوب الذي كانت الصدمه تعتلي وجهه بشده
