رواية عنان المدمر الجزء الثاني2
الفصل التاسع9 والعاشر10
بقلم فاطمة ابراهيم
خرجت من الشركه قابلته بوجهها هذا الصديق التي التقت به ليله أمس ينتظرها بالخارج كان يقف خلفهم يريد الاعتذار علي
طريقته و أنه سوف يتصرف بهدوء بعد ذلك ، فبعد ليله أمس و تفكير كثير ،
أحس أن لا قدره للعيش بدونها ، فهي حب طفولته الذي عاش علي ذكراه ، سوف يعتذر و يجب عليها هي الاخري تعتذر علي كلماتها لكن
الرجوع أولاً ، صدم عندما وجدها تخرج تقابل هذا الابله مره آخري ، زفر عدت مرات
يحاول تنظيم تنفسه و أن لا يتهور ولا يظن به السوء ممكن أن يكون مجرد صديق من أيام دراسه فقط !
اقترب منهم و ياليته لم يقترب ..
كانت تقف تضحك بكل اريحيه معه قائله
إسراء :
"مش عارفه أنت مستعجل علي أي يا كريم "
اردف كريم بضحك و هو بسحبها نحو السياره :
"يا ستي خير البر عاجلاً ، يلا عشان نلحق نحضر للخطوبه بتاعنا و نكلم الباقي "
"خطوبه !!"
اردف يزن هذه الكلمه بصدمه و كأن صداها يردد بصمامه .
ألتفت تنظر إليه ازدرقت لعابها بتوتر قائله:
"يـزن ، احنا !! .."
بتر جملتها قائلاً بهدوء معاكس لبركان قلبه بالداخل:
"اتمنالك حياه سعيده مع اللي اخترتيه شريك حياتك بجد يا باش مهندسه ، عن أذنكم"
انطلق يسابق الريح يريد أن يختفي من تلك البقعه الارضيه الآن ، يريد أن يقتلع ذلك القابع يساره يخفق بشده ، يريد أن يلقيه و يدهسه بقدميه حتي لا ينبض باسمها مره أخري ، فلم يمر سوي أربعه و عشرون ساعه فقط وكانت و كأنها مسحت ذاكرتها و محت جميع ذكرياتهم سوياً و كأنه لم يكن بحياتها من قبل ، لكن هي علي صواب نظرت لـ مستقبلها ،و وجدت سعادتها، فلما انا تعيس الآن ! انظر لنفسك أنت أيضاً ..
"من حقك تلاقي سعادتك أنت كمان "
كان داخله يردد تلك الجمله ، يحاول أن يبعد حبها و يلقيه بعيداً عن قلبه ، إذا فهي محاوله صعبه و لكن ليست مستحيله او لنقل مع هذا الـ "يزن" أنها مستحيله كيف يقتلع حب طفولته و مراهقته و شبابه ، كيف يقتلع حب عاش عليه كل تلك السنوات ، كيف يقتلع حب رسم مستقبله و حاضره عليه ، كـيـف يريد أجابه ؟!
لكن لا أحد يجيب ! ...
اناره شديده و أصوات مرتفعه و فجاءه كانت السياره تحك بالأرض سريعاً ، لكن هل يا تري بعد فوات الاوان ام ماذا !!؟
"أنا أسف لو كنت بوظتلك حياتك"
كانت هذه الجمله التي لم يعد لها أساس و لا قيمه بعد ما حدث تفوه بها هذا الشخص الجديد "كريم" صديق "إسراء"
اردفت هي بحزن ظاهر بنبرتها لكن تحاول اخفاؤه من معالم وجهها بابتسامه باهته لم تصل حتي عينيها قائله :
"لا ولا يهمك يا كريم ، ولا بوظت ولا حاجه"
فتح لها باب السياره مردفًا بأسف :
" متأكده ! أنا ممكن اصالحكم علي بعض مكنتش اقصد اللي حصل ولا اللي هو فهمه دا "
اردفت بغضب قائله :
"أنت عملتله أي هو اللي شخص همجي و متسرع و أصلا مكناش هنكمل مع بعض ، متشغلش بالك انت "
حاول هذا الـ "كريم" تهدأت الأمور مردفًا:
"أهدي أهدي ، مش دا بردوا يزن اللي كنتِ مصدعانه بيه أيام الجامعة ، أكيد سوء تفاهم و كل حاجه هترجع زي الأول و أحسن كمان "
ادارة وجهها ناحيه الطريق مردفه باختصار مميت و كأنه كان نكره بحياتها :
"و أنا بقولك مش هيحصل يا كريم "
انطلق الاخر بيأس نحو وجهته حتب استقرت السياره بعد ما يقارب الخمسة عشر دقيقة أمام إحدي الكافيهات دخل الاثنان التقوا بأصدقائهم بالداخل يجلس الجميع ينتظر وصولهم صافحت إسراء الجميع عدا هي التي ذهب "كريم" طلي بجانبها صافحتها محتضنه إياها قائله :
"مبروك يا عروسه ، و الله فرحتلكم أوي انت و الواد دا من أيام الجامعه و كلوا عارف بحبكم هو اينعم اتأخرتوا علي ما أخدتم خطوه ، بس الحمد لله خدتوها "
قهقه الجميع علي اخر كلماتها المرحه مرحباً بها فها هي شلتهم أكتملت مره آخري بفضل هذه الزيجه !
______________________
«داخل مشفي روسيا»
ابتلعت لعابها قائله :
"تالا !!"
"أنا عايزه أعرف انتِ مين و مين اللي معاكي دول ، و مين اللي خبطنا بالعربيه و أنا «ازدرقت لعابها بتوتر و بدأ قلبها بالخفقان الشديد مكمله» و أنا ضربته هو حصله أي ، اطلعي بره بدأت تصرخ ، كما يصرخ عقلها و قلبها ، و كأن هناك غشاشه سوداء بدأت تحيط عينيها و تنزاح مجدداً ، لا تعرف ما يحدث حولها أصبحت مشتته للغايه !!
انفتح الباب مره واحده و أطل هو بزرقاوتيه يحيطها غلاف شفاف من العبرات التي تنزر بالهبوط يلتف حول زراعة قماشه بيضاء اللون ، ملامح تتذكرها ترقرقت عبراتها تشعر و كأنها بحلم و سوف تستيقظ منه عما قريب ، ظلت تقنع نفسها أنه فقط مجرد اشتياق للحبيب الغائب ، هو من يجعلها تشعر بتلك المشاعر ، حاولت التماسك و هي ترفض تلك الفكره التي تنبض بعقلها ، لكن كلمه واحده !! كلمه واحده اطاحت بها الأرض عندما تفوه بها :
" ءااا !!؟"
كانت تنتظر كلمته حتي تقتلعها من وحل أفكارها لكن كان للقدر رأي آخر فجاءه انزاح "إسلام" بعيداً عن الباب بفعل هذا الذي يمكس أمامها علي أرضيه الغرفه الآن متمسكاً بيدها بشده مردفًا بقلق :
"حبيبي حصلك حاجه ! ، انتِ كويسه ! ، طب لي في أوضه لوحدك و متعلقلك محلول ! ، لحظات و كانت تنتحب بين ذراعيه و لأول مره تتجرأ علي فعل تصرف كهذا ، دائماً بتعاملان بحدود علي عقائد الدين الإسلامي ، لكن الآن ما حدث جعلها تنتحب هكذا و لا تدري ماذا تفعل ، صعق من فعلتها ، كان سوف يربط علي زراعيها بحنان ، لكن استغفر ربه سريعاً يحاول أن يبعدها عنه بهدوء لكنها متشبثه به بقوه كان عقله و كأنه شُل ، جاءه إنقاذ لا يعرف من أين آتي !
بلحظه واحده كانت تقبع بين زراعيين "عنان" حيث سحبتها بحركه مفاجأة عندما لاحظت توتر الجو حولها و أيضا توتر الظاهر علي و جه هذا المجهول و استعداد إسلام للانقضاض عليه يقتلعها من بين ذراعيه لولا تمسك "أيهم" بيديه ..
صعقت عندما وجدت نفسها تنسحب بأقل من ثانيتين و تقبع داخل أحضان تلك الفتاه التي تلازمها منذ مده تثرثر معها ، احست بشعور مختلف لل تعرف تفسيره لكن رفض عقلها ذلك الشعور مجدداً ، حاولت أن تبتعد عنها بقوه لكنها استمعت لصوت عنان قائله ببرود:
"براحه علي اعصابك يا قطه"
رفعت الأخري أحدي حاجبيها مردفه بسخط :
"أنا نفسي أعرف مين انتِ !؟ أي اللي عملتيه من شويا دا !"
اردفت عنان بهدوء قائله و هي ترجع إحدي خصلات تلك الفتله خلف إذنها :
"أظن أنكم مصرين و مسلمين" أكدت علي آخري كلمه مما جعلها تأكد هي الاخري برأسها أكملت حديثها قائله بهدوء و هي ترجع نفس الخصله بعدما أخرجتها هذه الفتاه مره آخري من خلف أذنها بعناد ..
"و انتِ كـ مسلمه مينفعش تعملي اللي عملتيه دا لأنه مش جوزك لسه ولا محلل ليكي زي ، أخ مثلاً" اتجهت بنظرها نحو إسلام لا إرادياً تنظر له ثم تعيد نظرها لتلك "العنان"
"فا أنا حميتك انتِ و هو من ذنب بدل ما تشكرين بتقوليلي كدا" تصنعت العبوس و هي تدلي شفتيها لأسفل مما جعل الاخري تشعر بالذنب حقاً كان لا يجب عليها التصرف هكذا لكن من هذه الفتاه سوف تجن حقاً جاءت تصرخ بوجهها مجدداً لكن بترت عنان جملتها مردفه بابتسامه بلهاء و كأنها لم تكن عابسه منذ ثوانٍ..
"المهم يعني احنا أحين منك ، و عازمينك انتِ و الأخ «كانت تشير علي الشاب بجانبهم مما جعله يرفع حاجبه بحنق» علي العشا انهارده اعتذاراً عن اللي حصل مننا و اهو نتعرف أكتر علي بعض دا احنا حتي مصريين في الغربه "
جاءت ترفض لكن بترت عنان جملتها للمره التي لا أعرف عددها قائله و هي تهم بالذهاب ساحبه يدها معها للخارج حيث أن محلولها انتهي :
" والله ما انتِ قايله حاجه و لا عزمنا عندك ، و شغل بقي لاء تعالوا عندي انا اقرب و الكلام دا ، يوم عندنا و يوم عندكم ، دي الاصول احنا اللي ضربنا الأول "
"بـ ..!"
قطعت باقي كلمتها مجدداً
"ابداً ، احنا الأول ، لو مش قادره تمشي اشيلك "
رفعت الأخري حاجبيها بسخريه قائله :
"تقدري أصلا "
لوت عنان ثغرها بسخرية:
"تجربي " جاءت تنخفض لمستوي قدمها حتي ترفعها لكن ابتعدت الاخري عنها قائله ..
"يا مجنونه خلاص ، اصلا مش هينفع اخرج الدكتور لازم يجي يطمن عليا و يكتبلي خروج "
نظرت عنان للاسفل بعبوس :
"لاحظي أن كلامك جارح " نظرت لها بجهل بمعني ..
«ماذا فعلت الآن!»
"اللي قدامك دي دكتوره علي فكره ، هو اينعم لسه في الكليه لكن دكتوره و هنمشي دلوقت علي بيتنا يعني هنمشي دلوقت "
تخصرت الاخري قائله بحنق :
"أنا اصلا مش موافقه ولا جاك موافق"
ابتسمت عنان في وجهها ببشاشه و كأنها لم ترفض مجالستهم من قبل :
" حبيبتي و الله حبيتك كدا لله في لله ، يلا بقي عشان معانا واحده حامل متولدش علي الرابع من كتر الوقفه "
اردف أيهم بعد صمت طويل يستمع لكلامهم هو و الجميع بتعجب:
"انا جبت تصريح بالخروج للكل"
"اهو ملكيش حجه " انهت عنان جملتها ساحبه يدها مسرعه نحو الخارج و هي في طريقها للخروج سحب يد رحمه معهم قائله بغمزه لاسلام بصوت منخفض عندما اقتربت منه :
"عد الجمايل " رفعت صوتها حتي يستمع الجميع
"انتو هتفضلوا هنا ولا اي !! يلا تحت علي العربيه "
تحرك الجميع و تحرك ذاك "جاك" كما قالت عليه منذ قليل معهم نظراً لتواجدها معهم و هو لا يفهم شيء بدأ القلق يتسرب إليه من أن يضرهم شيء ، لكن كان أيضاً هناك شعور بالراحه و الأمان.
اتجه الجميع نحو السياره بعد مرور النص ساعه كان يدلف الجميع من باب المنزل تحت معارضه "تاليتا" كما قالت
جلس الجميع و بعد مده من الوقت و الصمت يعم المكان وصل "أيهم" رساله علي
هاتفه المحمول فتحها و كانت الصدمه اتجه أيهم نحوها قائلاً:
"انتِ ...!؟
الفصل العاشر
أجمل وأروع هندسة في العالم أن تبني جسراً من الأمل على نهر من اليأس
جلس الجميع و بعد مده من الوقت و الصمت يعم المكان وصل "أيهم" رساله علي هاتفه المحمول فتحها و كانت الصدمه اتجه أيهم نحوها قائلاً:
"انتِ!؟" صمت و اشار برأسه لذلك القابع خلفه و ابتسم بصمت ثم ابتعد قليلا و بدون سابق إنذار كان إسلام يحتضنها بقوه و هو ينتحب و يتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومه ، ألجمت الصدمه لسان الجميع و لكن ليس جميع من بالمكان الاكثر ذاك الذي يستند علي الاريكه "جاك" و تلك المسكينه أسفله ، قد شل عقلها و حركتها لم تعرف ما عليها أن تفعل ذلك صامته و كأنها صنم ، جاءت تقوم برد فعل بعد دقائق بعدما استوعبت ما يحدث جاءت تهاجمه لكنه شل حركتها للمره الثانيه عندما تفوه بحنان قائلاً بنبره تحمل من الاشتياق ما يكفي و يفيض :
"وحشتيني يا قلب أخوكي"
Flash back..
اتجه "أيهم" نحو غرفه "إسلام" وجد رحمه بالداخل و يبدو عليها أنها كانت تبكي و لكن عندما شعرت به بدأ يفيق جففت دموعها تزامناً مع دخول "أيهم" الغرفه .
بدأ يشعر بدوار يهاجمه انتفض من الفراش وجد زوجته أمامه نظر لها بتيه قائلاً:
"تالا ، هي فين أنا متأكد انها هي" لوي رأسه ينظر لـ "أيهم مكملاً..
" هي فين يا أيهم انا متأكد أنها هي ، دي تالا بس راحت فين اوعا تكون سبتها تمشي و تبعد تاني "
اتجه نحو باب الغرفه يريد الخروج ، يريد أن يراها ، يحتضنها ، كم اشتاقها ، نظرات الغضب الان تحلق بحدقتيه ناظراً لتلك اليد التي أعاقت حركته ، اردف «أيهم» بهدوء و هو ينظر له بثبات بعينيه :
"نتأكد الأول ، أنا عملتلها تحليل DNA ، لو احنا شاكين انها اختك بنسبه 99% فا ال 1% دا ممكن تكون مش هي بلاش نعشم نفسنا و نتعلق با قشايه ، اصبر بس لحد بليل النتيجه هتظهر بتاع التحليل و وقتها أعمل اللي انت عايزه"
ترقرقت العبرات بعينيه :
"مش قادر ، عايز اروح اخدها فـ حضني دلوقت ، أنا متأكد أنها هي ، أنا مستحيل اتلغبط في أختي يا أيهم مهما كان أي حصل في الاخر بيجمعنا دم واحد "
شدد أيهم علي يديه قائلاً :
"اللي خلاك تصبر كل السنين دي مش قادر تصبر كام ساعه لحد ما النتيجه تظهر"
حاول الاعتراض بشكل غير مباشر قائلاً بحنق :
"طيب هصبر لحد ما النتيجه تظهر ، بس أي ضمنا أننا نلاقيها تاني هتفضل معانا لحد بليل ازاي !"
نظر له أيهم بغموض بعض الشيء قائلاً و هو يربط علي كتفيه :
"دي هنعرف نتصرف فيها متقلقش"
طلب "أيهم" الطبيب حتي يفحصه و يكتب له علي خروج و أثناء قيام ذلك بعث أيهم رساله ل"عنان" محتواها ..
”حاولي تخليها تيجي معانا البيت“
قرأت عنان الرساله سريعاً تعجبت من الأمر متمتمه مع نفسها :
"هيقلبوا البيت شقه مفروشه ولا اي!"
دقائق وحدث ما حدث و استطاعت عنان أخذها معهم إلي المنزل .
Back..
انفعل ذاك ال"جاك" كثيراً فمن هو حتي يحق له باحتضانها فهو لم يفعل ذلك ابدا معها و كان متحفظا معها للغايه حتي اليوم التي ستكون له زوجته .
اقترب منهم و اقتلعها من بين زراعيه بعدها قام بلكمه مردفًا بغضب :
"ازاي تجيلك الجرأة انك تعمل كدا ، مين أنت!" صمت بدل صُدم عندما وجدها هي من بادرت باحتضانه متمتمه بكلمات جعلت من عيونه بحر يفيض من العبرات الساقطه :
"يارب ما يكون حلم ، أنت بجد حقيقي ، يعني دعائي استجاب و اتقابلنا تاني ، مش هكون لوحدي تاني ، وحشتني أوي يا إسلام "، ابتعدت عنه بضع انشات صغيره تمسك وجهه بين يديها مكمله بدموع ..
"أنت مش حلم صح ، أنت حقيقه "
جفف إسلام دموعها برقه و حنان قائلاً :
"ايوا حقيقي يا قلب أخوكي ، مش هبعد عنك تاني أبداً ، هنرجع بلدنا و نعيش سوا طول العمر "
لوي ثغره بحنق قائلاً :
"دا اللي هو إزاي إن شاء الله ، مفيش حاجه اسمها طول العمر ، دي خطيبتي و خلاص هنتجوز"
جاء دوره حتي يرد له اللكمه قائلاً بسخريه :
"لما تشوف حلمت ودنك ، بعدين مين أنت أصلا ، انا مش ناسيلك الحضن بتاع المستشفى ولا الضربه اللي ادتهالي من شويه و شديت مني البت"
بدأ الاخر بردح مصري وي كأنه يعيش هناك طوال حياته ولم يكن يمكث بروسيا :
"انســي يابا الكلام دا ، انت اللي مين و أي يثبت انك أخوها هو اي تلقيح جتت و السلام"
جاء إسلام يلكمه مره أخري لكن قاطعه صوت عنان و هي تسحب "تالا" من بينهم تتبعها بسحب "رحمه" قائله بتصفيق و هي تجلس و تجبرهم علي الجلوس بجانبها علي الاريكه مردفه بحماس :
"هتولـع ، بصوا ضرب ع العادي عشان الجيران بس خلينا نرجع بلدنا سُلام ، يلا كملوا ، محدش هنا يجبلنا فشار و يكسب فينا ثواب "
نظر لها الثلاث شباب بتعوق ..
_اهذا وقت مزاح !
_ماذا تفعل هذه !
_يا الله ما الذي تفوهت به منذ قليل !
كان هذا ما يدور بخلدهم نظر لها "أيهم" بسخط مردفًا من بين أسنانه:
"لا و الله مفيش فشار حضرتك تؤمري بحاجه تانيه"
اشاحت بيدها بقرف قائله :
"مستغنين عن خدماتك "
نفخ وجنتيه يحاول أن يلهي نفسه عنها بشتي الطرق حتي لا يذهب نحوها و يقتلع رأسها من جسدها ، ثم يخرج لسانها يحرقه ، يا الله مجرد الفكره احسنت من مزاجه تنفس بعمق ثم وجه حديثه لذلك الشاب الغريب عنهم قائلاً :
"اللي يثبت تحليل ال DNA اللي عملته لهم في المستشفي و نتيجته ظهرت دلوقت ، غير كدا اظن أنهم أخوات و أكيد بيحسوا ببعض من غير أي حاجه و تحليل دا كان لمجرد تأكيد " لف برأسه ناحية تلك القابعه بالمنتصف بين «عنان» و «رحمه» مكملاً..
"ولا أي يا توتا" انهي جملته تزامناً مع فتح زراعيه و بأقل من ثانيتين كانت تمكث بين زراعيه و ابتسامه عذبه تشق ثغرها و أخري اكثر عذوبة و حنان تعرف طريقها لشفتيه ، علي عكس الثنائي الاخر كانا يشعران و كأن دمائهم هناك شخص يقوم بوضعها علي المقود بدرجه حراره مرتفعه لم يكن سوي ”عنان و الشاب الآخر“
انطلقت عنان تقف أمامهم تضع يدها بخصرها بحنق قائله :
"طب دا أخته وحقه يعمل كدا أنت اي بقي !" كانت تتفوه بجملتها و هي تشير علي «إسلام» الذي ابعد عينيه بملل ، لم تجد منه أي رد فعل سوي ابتسامه سمجه و هو يشدد علي كتفيها ، لم تجد عنان جواب يعجبها ، اتجهت نحو ذلك الشاب قائله بتسخين :
"كدا تسيبه يشقط البت منك "
نظر لها بضيق فهو بالكاد يتحمل ما يحدث اردف من بين أسنانه قائلاً :
"مش دا أخوها بردوا ، ما هو دا اللي مصبرني "
عقدت عنان حاجبيها بعدم فهم قائله :
"اخو مين يا عم ، هي ملهاش غير أخ واحد اسمه إسلام"
ابتعدت «تالا» عن «أيهم» قليلاً قائله :
"لاء تلاته أخوات «إسلام و أيهم و إياد» أحست كلاً من عنان و رحمه و كأن دلو ماء بارد سقط علي رؤوسهم و لأول مرة تتفوه "رحمه" بشيء بتلك الجلسه اردفت بتعجب :
"إزاي !!!"
اتجه إسلام نحوها احتضن كتفيها فهو علي علم بحزنها منه ، قائلاً :
"تالا تبقي اختي شقيقتي من الأم و الأب ، انما تكون أخت أيهم و إياد بالرضاعة"
أكمل أيهم حديثه و هو يتجه نحو عنان يسحبها من تلابيب ملابسها من الخلف مردفًا بحنق من تصرفاتها عندما وجد الدهشه تعتلي ملامحهم أكثر :
"والدتي كانت حامل مع والدة إسلام ، لكن يشاء ربنا أنه ياخد الطفل دا بعد ما يتولد باسبوعين ، فا كان في أوقات كتير والدتي بترضع «تالا» ،و مكنش حد يعرف الموضوع دا غيرنا احنا الاربعه أنا و إسلام و إياد و تالا _وجه نظره لذلك الشاب_ بس شكل كدا حد غيرنا كمان كان يعرف "
اتجهت تالا نحو هذا الشاب تعرفهم به قائله :
"أحب أعرفكم ...!" بتر جملتها بسخريه قائلاً
"ياه يا عبصمد انت لسه فاكر تعرفني بيهم بعد كميت اللكمات اللي خدتها دا أنا وشي ورم "
كتمت ضحكتها مردفه بأسف بعدها أكملت قائله :
"معلش حقك عليا فاتتني دي كنت متأثرة شويه ، المهم أعرفكم أعز صديق او مفيش غيره أصلا صديق و حد اعرفه هنا للمصدقيه يعني _لوي ثغره متمتماً_ «صديق!»
اكملت حديثها الذي سبب امتعاض ملامحه من ندائها لاسمه بهذه الطريقه ..
"رورو ، رحيم المالكي الشخص الوحيد اللي دافع عني يوم ما جيت هنا و حتي الآن بيدافع عني مش بيخلي أي حد يفكر حتي يأذيني"
امتعضت ملامحه مردفًا بسخريه:
"رورو ، كنتي قولتلهم أي اسم مستعار أحسن ، بعدين مفيش حاجه نسيتي تقوليها "
احمرت وجنتها متجه نحو الاريكه تجلس بجانب اخيها و زوجته مما جعله يردف بحنق يغلفه نبره مرحه :
"ياتي بطه بتتكسفي يا بت دا أنا اللي مربيكي دا احنا عشرة اكتر من 15 سنه ، أقول أنا _تنهد بقوه_ المفروض اننا عايشين مع بعض من زمان بس كان كل واحد ليه اوضه خاصه بيه عمرنا ما تجاوزنا حدودنا و بنعمل بدينا الحمد لله ، مفيش بس غير المره بتاع المستشفى لما لقتها في حضني ، اتفاجأت بالحركه دي منها لأنها أول مره تعمل كدا بس لقتها منهارة ، دا اللي خلاني مبعدش و مش قادر اتصرف و كأن عقلي اتشل تماماً ، أنا مستنيها تتم ال21 سنه عشان تبقي وكيله نفسها ونقدر اننا نكتب الكتاب و نتجوز بقي " ، انهي جملته بتنهيده أقوي من ذي قبل ، شدد إسلام علي ذراع اخته مردفًا بحنق :
"خلاص بقي مش مضطر انك تتجوزها"
عقد الآخر حاجبيه بغباء مردفًا :
"هو حد كان قالك ان انا مضطر ، انا عايز اتجوزها عشان بحبها اللي كان معقدنا هو السن ، كويس بقي أنك ظهرت تبقي ولي أمرها و نتجوز قبل التلت شهور انا اصلا مش قـ ..!" ، بتر أيهم جملته ساحباً إياها نحو الشرفه و هو يتمتم بكلمات هو فقط من يستطيع سمعها :
"اسكت ولا عايزه يمشي في جنازتك بدل جوازتك ، يا ربي دا أنت مصيبه مش كفايا عنان"
تعجب رحيم كثيراً من ثرثرته الحانقه تلك :
"في أي هو أنا قولت حاجه غلط !"
رفع أيهم إحدي حاجبيه مردفًا بحنق:
"يعني واحد أخته كان مفكر أنها ميته و عايش علي ذكراها طول عمره و بيأنب نفسه ، يوم ما يعرف أنها عايشه و يلاقيها ، بدل ما تفضل معاه شويه ، أنت تقولوا هتجوزها ، أنت غبي يلا"
حك رحيم مؤخرة رأسه قائلاً بحنق هو الآخر:
"طب المفروض أعمل أي يعني دلوقت ، دا أنا مستني التلت شهور دول يخلصوا بفارغ الصبر "
تلقي فجأة ضربه علي مؤخرة رأسه ، لم تكن سوي لأخيها الذي اغتاظ بشده عندم استمع حديثه هذا قائلاً بغضب :
"طب مفيش جواز و اترزع اما نشوف أي حكايتكوا ، عايزين نعيش في أمان شويه"
اردف رحيم بسخريه :
"طب و انتو هتعرفوا تعيشونا في أمان ازاي ، ولا هتجيبوا حق أختكم ازاي من ولاد ... دول "
استند أيهم علي الثور ببرود قائلاً:
"معاك المقدم أيهم العلايلي ، مخابرات "
اعتدل رحيم سريعاً بوقفته مؤدياً التحيه قائلاً بخوف :
"تمام يا فندم ، تؤمر بإيه يا باشا ، بص هي الحكايه بدأت أول ما شفتها فـ ...."
بدأ «رحيم» يقص عليه كل شيء من أول يوم مقابلته بها و أيضاً حياتهم معاً ، كل شيء كان يُـسأل عنه كان يجيب ، أكد لهم أن لم يمسسها أحد بسوء و أنه سعي للحفاظ عليها ، تجنب الحديث عنه و عن مشكلاته النفسيه ، كان يتحدث عنها فقط .
أيهم بجديه :
"انتو تروحوا شغلكم عادي جدا و سيبوا الباقي عليا ، انتو امتي راجعين الشغل !"
اردف رحيم بارهاق :
"انا بقالي ست سنين خرجت منه من بعد ما تميت عشرين سنه ، قدرت أهرب منهم و بعدها تالا ،راحت لشبكه تانيه من شبكه دعاره أطفال للشباب لأن وقتها كانت كبرت ، فا محدش قدر يوصلي ، قدمت في ثانوي و اتعلمت و معايا كليه حالياً فاضلي فيها سنتين و غير الشغل اللي بشتغله عشان اقدر ادفع حق اجار الشقه اللي احنا فيها ، بس هي كل يوم في شغل عندها مفيش غير كل فين و فين لما بتاخد اجازه و بعد ما تمت 18 سنه بدأوا يسمحوا لهم يخرجوا برا البيوت عندهم و فضلوا يرقبوهم لحد ما اطمنوا أنهم مش بيهربوا و بيروحوا الشغل تاني و اللي بيهرب منهم كانوا بيدبحـ!! _علق جملته قليلاً_ قدام الكل عشان يبقي عبره ، غير وصولات و حاجات كتير من ضمن الضمانات عشان البنات ترجع تاني ، كنت كل فتره كدا اروح أنا و ادفع مبلغ كبير عشان تفضل معايا اليوم كله ، بدل ما أي حد يروح كا زياده أمن بردوا "
ربط إسلام علي كتفيه فحقاً كان رجلاً بمعني الكلمه ، حمد ربه كثيراً انه بعث هذا الشاب للحفاظ علي أخته من براثن هؤلاء الذئاب .
أيهم :
"تمام ، و أنا هروح بكره بردوا ادرس المكان و هتواصل مع الشرطه اللي هنا و اللي في مصر كمان نعمل خطه نهجم بيها عليهم "
ضيق أيهم عينيه قائلاً بتذكر شيء ما :
"هو أنت قولت اسمك اي ؟!"
اردف رحيم بابتسامه :
"رحيم .. رحيم المالكي"
ضيق أيهم عينيه قائلاً بشك :
"أنت بقالك قد أي هنا ، او بمعني تاني ، جيت هنا و أنت عندك كام سنه"
اردف رحيم بحزن حاول اخفائه :
"جيت هنا و أنا بحتفل بعيد ميلادي الخامس في اليوم دا اتخطفت من أهلي و لقيت نفسي هنا ، «حمحم» عن اذنكم عايز ارتاح "
نظر خلفه أيهم نظره لم يفهمها بعد قليل نكز صديقه الشارد حتي يلحقوا به ؛ حتي لم يكن لاحظ دلوفه للداخل .
دلف الثلاث شباب و صعقوا مما رأوا حيث وجدوا حقيبه ملابس أيهم بالخارج و الثلاث فتيات جالسات بكل أريحية علي الاريكه ينتظرن دلوفهم حتي ترمي "عنان" قنبلتها عليهم بسخريه لاذعه أثارت غضب زوجها المصون الذي اراد باقتلاع رأسها للمره الذي لا يعرف عددها في هذا اليوم !
"يلا تصبحوا علي خير مرضناش ندخل ننام من غير ما نقولكم ، و آه صحيح شنطة هدومك أهي يا حضرت المقدم كويس انها كانت لسه زي ما هيا سهلت علينا كتير .
سحق أيهم أسنانه بغيظ مردفًا:
"و دا لي بقي إن شاء الله"
نصبت عنان عودها مصطحبه معها الفتاتان ببرود متجه نحو الغرفه و هي تتصنع التثاؤب:
"أصل احنا البنات هنام في الاوضه دي ، و انتو ناموا في الاوضه التانيه ، عشان نبقي واخدين راحتنا من غير ازعاج " ، كانت ترمي بـ جملتها الاخيره عن قصد لشيء آخر جعل حاجبه الأيسر يكاد يصل لفروه رأسه .
"طب ما في اوضه تانيه ، اشمعني أنا يعني" ، كانت هذه جملة «أيهم» الحانقه ، تعجب «إسلام» كثيراً من مجادلة صديقه ، فمن متي و هو يثرثر و يجادل ، دائما من يتعامل ببرود و يقطم الحوار و لا يعطي فرصه التمادي به ، حقاً هذه الفتاه لها تأثير قوي عليه ، بدأت تغير من حياته و أيضاً شخصيته ..
قلب "رحيم" عينيه بملل مما يحدث قائلاً بارهاق :
"فين الاوضه اللي هنام فيها انجزوا"
تأفف "إسلام" مما يحدث بملل هو الاخر أردف و هو يتجه نحو زوجته قائلاً بابتسامه عذبه :
"تقدروا انتو الاتنين تناموا في الاوضه دي ، و هكذا انتو الاتنين_كان يشير علي الفتيات_ و انا هاخد مراتي و ننام في الاوضه التالته "
أوقفته عنان و يعلو ثغرها ابتسامه سمجه قائله باقتضاب :
"لاء"
امتعضت ملامحه و لم تعطي له الفرصه للجدال حيث سحبت يد الفتاتان متجه بهم نحو الغرفه لحظات و كان باب الغرفه يغلق بوجه ثلاثتهم ، امتعض وجه "أيهم و إسلام" للغايه ، اما هذا الرحيم قهقه عاليا عليهم تاركاً إياهم بعدما نظروا له نظره ناريه ، بملل متجه نحو الغرفه التي سينام بها ، لحظات و لحقي به كلا من أيهم و إسلام بعدما اتجه "أيهم" بحنق نحو حقيبته يحملها مما جعل إسلام يقول بمشاكسه :
"الواطي الغدار بعتلك شنطة هدومك كدا «اقترب يربط علي كتفه بتعاطف » معلش ياختي بكره يجيلك سيد سيده " ، وجد لكمه أطاحت به الأرض بعد كلماته التي أثارت إزعاج الآخر .
بعد قليل بغرفه الفتيات كانت كل منهن ترتدي بيجامه مكونه من شورت و تيشرت ذو حمالات عريضه و كل منهن تجلس تمشط خصلاتها عدا تلك العابثة التي تجلس تتحسس بطنها المنتفخه بعض الشيء قائله بعصبيه :
"هو أي الكرش دا ، شكلي بقي وحش اوي حتي البيجاما ضيقه عليا "
اتجهت عنان تجلس بجانبها تربط علي بطنها بحنان قائله بمرح :
"وحش أي بس ، دا حتي بطنك مدياكي رونق خاص ، انتِ بس اضحكي و الدنيا هتبقي فل ، بعدين هو انتِ لسه شفتي بطن دا انتِ لسه في الرابع ، امال لما تكملي شهرين تلاته كمان هتعملي أي ، و أصلا بطنك مش كبيره أوي"
شاركتها "تالا" الحديث قائله ببعض الخجل فهي لم تعتاد عليهم خاصتاً زوجه أخيها:
" أه والله شكلها كيوت أوي"
نظرت لهم "رحمه" بابتسامه ، حمحمت "تالا" بحرج مما حدث في الصباح :
"أنا أسفه بجد لو كنت السبب في زعل بينك و بين جوزك ، انا ءاا" قاطعتها رحمه من التكمله بابتسامه حنونها و هي تقوم بأخذها بين ذراعيه مربطه علي كتفيها بحنان:
"أنا اللي أسفه لاني مديت إيدي عليكي ، متعرفيش أنا فرحانه قد اي أنك موجوده معانا دلوقت ، مفيش زعل ولا حاجه أنا مقدره اللي حصل كويس ممكن لو كان شخص غيرك كان فعلاً حصل زعل بينا خصوصاً أنها أول مره تحصل ، بس كفايا فرحته بيكي ، كفايا أن وجعه هيروح ، أنا اتصدمت في الأول بس بعد كدا قدرت موقفه كويس و لو مكانه كنت ممكن اعمل زيه بالذات أنها كانت صدمه لما لقاكي قدامه مره واحده و كمان كان هيفتقدك لولا ستر ربنا و الشاب اللي معاكي وقف هو قدام العربيه ..
لحظات و كانت رحمه تصدم بالفراش خلفها نتيجه احتضان "تالا" لها بقوه متمتمه :
"شكراً أنك في حيات اخويا ، شكراً علي حبك ليه بحد متعرفيش سعادتي عامله ازاي"
غمزت لها عنان بمرح دون أن تلاحظ "تالا" ، ابتسمت لها "رحمه" بامتنان ، فا لولا تنبيه عنان لها لكانت لم تفكر في الأمر من هذا الجانب و تصرفت بعاطفة و حزنت بل قهرت بشده فا الشكر الحقيقي يجب أن يكون لتلك الفتاه .
اما بغرفة الشباب كان يخرج أيهم من المرحاض يمسك منشفه بيده يدلك بها رأسه يرتدي كالعاده شورت فقط و كان بالخارج كلا من "رحيم الذي ارتدي إحدي منامات إسلام و إسلام ، و قد ارتدوا منامه كامله"
نظر له رحيم بتعجب قائلاً :
"هو انت هتنام ولا تستعرض لنا عضلاتك !"
ضحك إسلام بشده قائلاً:
"أنت لسه فيك العاده دي يابني ، طب عملت أي امبارح نمت ازاي"
رد أيهم بلا مبالاة و هو يلقي المنشفه من يده بإهمال :
"نمت كدا"
لحظه ادراك لحظتان ثم تفوه إسلام بقهقه عاليه قائلاً من بين ضحكاته :
"و هي سابت تنام كدا «ضرب رأسه بكف يده مردفًا» اتاريها مش طيقاك من الصبح و بتكلمك بالعافيه و هتلاقيها كمان اصرت علي ان كل واحد ينام لوحده "
أراح جسده علي الفراش بإهمال قائلاً بابتسامه بسيطه عرفت طريقها عند ذكرها تلك المجنونه :
"امم ، حاجه زي كدا ، بعدين ما هي مراتي مش واحده غريبه يعني ، المفروض تتعود علي كدا هي اصلا كانت نامت و اتفاجأت الصبح "
ضيق "رحيم" عينيه مردفًا بشك :
"اتفاجأت بـ أي !؟"
زفر أيهم بضيق قائلاً:
"هـ نقضيها استجوابات للصبح ولا اي ما تناموا يلا"
اردف رحيم بغيظ :
"ايوا يعني هتنام كدا بردوا !"
قلب أيهم عينيه بملل:
"أنت مكسوف ولا اي !"
قهقه إسلام و شاركه الاخر القهقه مردفًا بهدوء :
"لاء مش مكسوف بس مستغرب حتي في الجو دا بتنام كدا ، كان ممكن اتصرف غير كدا لو كنت شفتك بالمنظر دا من سنتين "
ضيق إسلام عينيه بعدم فهم قائلاً :
"اشمعني من سنتين ! "
رد رحيم بهدوء و اقتضاب :
"قبل ما اتعالج" انهي جملته تزامناً مع ظبط وضعيه نومه و لم يمهل شخص فرصه لطرح أي أسئلة اخري '
فهم أيهم مقصده لكن لم يدرك إسلام ما يعني بذلك سوي بعد مده من الزمن ضرب جبهته دلالاً عن فهمه لما يقصده ، فهو تعالج نفسياً حتي يتعامل مع اشخاص طبيعياً و مواقف مثل هذه يري أي شخص و لا ينكمش أو يشعر بالقلق و التوتر ظننا منه أن سوف يعتدي عليه ، لا يعرفون أن الوضع كان اسوء من هذا فهو كان سيقتل أشخاص اكثر من مره لرؤيته لهم بهذا المنظر ک أيهم ، فا وضعه كان يسوء للغايه لذلك اتجه للطبيب و بدأ مباشره العلاج النفسي معه الذي دام لمدة عامين و بضعة أشهر فا لم يكن الأمر يتوقف علي توتره فقط لا بل مهاجمتهم ..
استكان الجميع و يدور برأس كل منهم أفكار غير الآخر ، منهم من يفكر لطريقه للتخلص من هؤلاء المرضي ، و هناك من يفكر لطريقه لحمايه أحبابه ، و هناك من يفكر بشخص ينير السعاده علي حياته و يدخل عليها البهجه ، هناك من يفكر بمستقبله و بمولوده القادم ، افكار كثيره تدور برأس كل منهم و لكن بعد تفكير طويل قد أرهق العقل و استسلم لسلطان النوم حتي يذهب يري من كان يفكر به بحُلم سعيد أو ربما كابوس يريد أن يستيقظ منه .
_________________________
عوده الى أرض المحروسة مجدداً باختلاف التوقيت حيث أن الشمس اغربت من دقائق فقط
كان ثنائي المشاكسات يمكثوا بالسياره بجانب النيل يتسايرون بعدت مواضيع حتي قطعت "تاره" الحديث فجاءه قائله :
"عايزه أيس كريم و ننزل نتمشي شويه بدل القعده دي"
لوي ثغره بحنق من فصلانها ثم تنهد بارهاق قائلاً:
"ما تخلينا في العربيه و هجيبلك أيس كريم بردوا ، بس مش قادر امشي أنا منمتش بقالي يومين مطحون في الشغل ، و مرضتش ازعلك و خرجتك اهو"
اردفت تاره ببريق لامع بعينيها محاوله استعطافه قائله برقه :
"عشان خاطري يا سيفو ، هنمشي حبه صغيرين و اصلا الجو هنا هادي شبه مفيش حد بيعدي ، يعني مفيش زحمه تخنقك او تزعجك يلا بقي عشان خاطري يا سيفو "
ابعد وجهها متصنع الاشمئزاز قائلاً:
"بعيداً عن «سيفو» اللي طلعتيلي فيها جديد اليومين دول بس اهي احسن من الاسماء اللي قبلها مـ ..!"
قاطعته و هي تتخصر بجلستها مردفه بردح :
"مالها بقي الاسماء اللي قبل كدا يا سي سيف باشا"
لوي ثغره مره اخري بحركه شعبيه :
"لا يا حبيبتي ملهاش لان هي اصلا ملهاش وجود ، مره تقوليلي «أبو ركنه» ، مره «باش ميكانيكي» _ابتسمت هي بفخر و كأنها عملت عمل تاريخي_ مره الواد راح الواد جه ، و انتهينا بـ «سيفو» ، بقي علي آخر الزمن سيف باشا المالكي يتقالوا الاسماء دي ، لا و بتقوليها بفخر "
اردفت بحنق :
"يا أخي تباً لتواضعك ، ثم أن دي ءااا" ، بتر جملتها و هو يفتح باب السياره و يتجه ناحيتها يفتح لها الباب قائلاً بابتسامه بشوشه مصطنعه و كأن شيء لم يحدث :
"اتفضلي يا مولاتي"
وضعت يدها بيده مما جعله ينحني يقبل يدها برقه ، غزت الحمره وجنتها و نست عما كانت تثرثر منذ قليل ، جاء هو يستقيم بوقفته ، لكنه شعر بألم حاد بظهره استقام بتعب متمتماً بسخط :
"آه يا عصعوصك يا سيفو باشا آه"
قلقت هي فهي تعرفه جيداً عندما يمرض لا يوضح مرضه لأحد ، و عندما يتألم يفعل هكذا يتألم لكن بمزاح حتي لا يقلق من أمامه !
"سيف لو مش قادر خلاص خليها يوم تاني و اركب العربيه يلا " اردفت هي هذه الجمله القلقه.
ابتسم هو لها بحنان قائلاً بهدوء :
"لا متقلقيش أنا تمام أوي ، يلا نجيب الايس كريم "
انطلقوا لوجهتهم بعد مرور بعض الوقت استندت تاره علي إحدي الأسوار ناظره للنيل و هو بجانبها فجاءه اردفت جمله جعلته يريد سبها بأبشع الألفاظ لكنه أظهر عكس ذلك ..
" تعرف لو مكنتش تعبان و مكحكح كدا كنت طلعت أجري و خليتك تجري ورايا ، آه علي الحلو لما تبهدله الأيام "
رمش هو عدت مرات بعد جملتها قائلاً :
"مين دا اللي مكحكح يا بت "
اشاحت له بيدها مردفه بلا مبالاة :
"يلا يا عم خلاص راحت عليك يومين شغل جابوك أرض أرض يعيني "
رفع إحدي حاجبيه مردفًا بسخريه:
"طب ما تيجي نشوف " انهي جملته و هو يقترب منها بخبث غامزاً لها بعينيه مما جعلها تهرع من أمامه مردفه بغيظ :
"أنت بتعمل اي يا قليل الادب انت ، دا أحنا في الشارع حتي !"
انطلق خلفها و صوت ضحكته يعلو :
"عايز اعرفك مين فينا اللي خلاص راحت عليه و بقي مكحكح ، دا انتِ كمان خطوتين و هتهنجي و تقفي تاخدي نفسك "
أثار حنقها مما جعلها تسرع من خطوتها و كأنها تثبت له انها تقدر علي الجري لمسافه طويله بلا توقف زادت ضحكتها اتساعاً و لكن لم تدم طويلاً حيث انها بالفعل زادت نبضاتها و توقفت لأخذ أنفاسها بتعب وقف هو علي بعد بسيط منها عندما وجدها توقفت علت ضحكاته أكثر مما زاد من حنقها مردفًا بمشاكسه :
"الله فرملتي لي يا توتا"
اردفت هي بحنق :
"و الله أنت رخم اوي ، و أنا مش هلعب معاك تاني "
"أي رأيك تلعبي معايا أنا يا جميل " انهي ذلك الشاب جملته بغمزه مقززه جعلتها تشعر بالنفور ، اقترب منها في خلال ثانيه واحده و هو يشدد من قبضته و ينظر إلى هذان الشابان بغضب شديد خاصتاً هذا الذي تفوه منذ ثواني جملته ابعدها عن هؤلاء لتقف خلفه بقلق .
"انت بقي اللي مزعلها و خلتها تقولك مش لاعبه معاك تاني" انهي جملته بضحكه عاليه مستفزه للاخر مما جعله يلكمه لكمه اطاحت به مردفًا من بين أسنانه:
"آه يا حيلتها أنا" بدون سابق إنذار كان يلكم الاخر بعينيه تحديداً قائلاً :
"مين أنت و هو يا شويه ..."
قام الآخر و اراد لكمه لكن لم يستطع فا قوه "سيف" أكبر منهم بمراحل بنيته مختلفه عنهم ، نصبت معركه بين الثلاث شباب انتهت بتسطح الشابان علي الارض و تصبب وجه "سيف" عرقاً ، اتجهت تاره ناحيته ، امسكت يده قائله بترجي :
"يلا يا سيف نمشي كفايا عليهم كدا "
استدار معها حتي يتجه نحو سيارته ، لكن بحركه غدر من إحدي الشباب استقام من علي الأرض و أخرج سلاح أبيض صغير من بنطاله من ثم طعن سيف به بكتفه و بلحظه استدار لهم حتي وجدهم فروا سريعاً من أمامه فهكذا رد كل منهم كرامته بتلك الحركه الدنيئه الغير متوقعه ، تألم للغايه مما جعلها تكاد تبكي و هي تصرخ بكلمات غير مترابطه :
"مكنش ينفع ، اللي عملته غلط ، أنت السبب في كدا "
اسندته حتي السياره ، انطلقت هي لمقعد السائق من ثم انطلقت نحو أقرب مشفي حتي تضميد له جرحه و هي تدعي ربها أن يكون جرح سطحي و لا يسبب له شيء ، بعد ما يقارب الساعه و نصف من الآن كانت تمسك يده و هي تتجه به نحو الاريكه بمنزلهم بعدما قام الطبيب بتعقيم الجرح و اخبرها أنه جرح عادي يشفي مع الأيام و لكن يجب المواظبة علي تغيير عليه و أخذ ادويته علي مدار هذا الاسبوع .
اتجهت نحو الاعلي قامت بتبديل ملابسها ثم اتجهت نحو المطبخ تعد له وجبه خفيفه حتي يتناولها قبل أخذ دوائه بعد مده ليست بقليله كانت تحمل صنيه عليها أنواع مختلفه من الطعام:
انطلقت للخارج وجدته يجلس علي الاريكه كما هو لم يتحرك بادئ عليه الإرهاق يغمض عينيه حمحمت عدت مرات مما جعله يفتح عينيه برفق نظر وجدها تضع ما بيدها أمامه قائله باقتضاب قبل أن ترحل بغضب من أمامه :
"الأكل و بعدها ابقي ادهن المرهم دا علي كتفك ، يا سيف باشا المالكي" قالت آخر جمله بسخريه بعض الشيء قاطعها هو بحده قائلاً
