رواية ظلمه
الفصل السابع7
بقلم سارة مجدي
ظلت واقفه تنظر اليه حين قال
- متخافيش انا واخد بالى .. محدش هيعرف حاجه
جلست بجانبه وقالت
- بس انا بجد خايفه كل حاجه تنكشف سعتها الموت هيكون رحمه لينا
ربت على كتفها وهو يقول
- انا هتصل بيه واعرفه كل الى بيحصل ... بس انت لازم تخلى بالك منها .... وبعدين كل حاجه معمول حسابها ... هى حكايه موت خليل دى بوظت الدنيا .... ودخلت مريم اللعبه … ربنا يستر .
ربت على كتفها وهو يقول
- هبلغك تعملى ايه
وغادر سريعا .... لتتهاوى على السرير وهى تتنهد بقلق .
~~~~~~~~~~~~~~~~
مر اليوم سريعا وحين اوشكت ان تضع تلك الوساده الذى القاها لها بعد ان افاقت من اغمائها وقال لها
- مكانك فى الارض ورحمه منى هخليكى تستخدمى المخده دى وانت نايمه
ثم اقترب منها وهو يقول
- فى المطبخ ... هو ده مقامك .
ثم قال لها بذدراء
- لولا انى انا بقرف كنت خليتك تنامى تحت رجلى .... لان الى ذيك انت وابوكى الى بيسرقوا حياه الناس ده مكانهم
لتشعر بالانكسار، بالذل، وبالهوان ... وبعدم الفهم .... تشعر ان والدها فعل شيء سيء لذلك الوحش ولكنها لا تعرفه .... كانت نظراتها المجروحه التائهه لها صدى بداخله لكنه لا ولن يضعف .. لن يترك ثأره مهما حدث كل علامه محفوره فى جسده ستتفع هى ثمنها
ظل ينظر اليها لبعض الوقت ثم تركها وهو يأمرها بان تحضر العشاء له .
وها هو يومها الاول كاد ان ينتهى وهى لم تأكل اى شيء لم ترتاح ... مع كل ذلك الرعب والخوف
كادت ان تضع راسها على الوساده لتنتفض على صوته وهو يقول
- قومى حطى اكل ومايه للكلب .
لتنكمش على نفسها بخوف وهى تقول
- كك.... كلب ... انا بخاف من الكلاب ... ارجوك انا بخا.... بخاف من .من . من الكلاب ابوس ايدك
ليرفع حاجبه بسخريه وهو يقول
- نفذي الأمر فورا والا
لترتعش اوصالها خوفا ليكمل هو ببرود
- هتكونى انت اكل الكلب .
وخرج دون كلمه اخرى .... وترك تلك الضعيفه تنتفض خوفا ورعبا وقهرا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان يجلس فى منزله ينظر من النافذه الكبيره وبيده كأس كبير به مشروب مسكر دائما يشرب ذلك المشروب وهو يخطط لشئ وهو الان يرتب فى رأسه بعض الافكار الذى لابد ان يتبعها مع تلك الطبيبه التى لا تعرف مع من تتعامل ... ولا مع من تلعب .. ابتسم باستهزاء وهو يتذكر شكلها اليوم حين رائها عند المشفى ... انها جميله بشكل ملفت .. بعيونها الزرقاء الامعه
وتذكر دخولها اليه اول مره فى الورشه
لمعت بداخل رأسه فكره ليبتسم بمكر وهو يشعر انه قد اوقعها فى فخه اخيرا
~~~~~~~~~~~~~~~~~
دخل اليه فى الغرفه بغضب كبير وهو يقول
- معقول يا عمى انت تبعتها هناك انت عارف انت بتعمل ايه
نظر سعد الدين الى ابن اخيه وهو يقول
- مسيرها هتعرف ... وكان لازم تروح هناك .. انا محتاج كل حاجه ترجع زى ما كانت ... محتاج اشيل الوزر الكبير ده بقا من على كتافى .
جلس اياد بتهالك على الكرسى وهو يقول
- وهى لوحدها يا عمى ... تاخد كل الصدمات دى لوحدها .
ظهرت نظرات القلق والخوف على ملامح سعد الدين لتجعل اياد يشعر بالشفقه عليه .
اقترب منه وهو يقول
- ان شاء الله كله هيبقا تمام ... هتكون كويسه
نظر له سعد الدين برجاء وهو يقول
- ابقا دافع عنى يا اياد ابقا فهمها .. ابقا وضحلها كل حاجه ... خليها تسامحنى .
~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان يقف فى شرفه غرفته ينظر اليها وهى تقف على بعد مترين من ذلك الكلب الضخم المقيد بالشجره الكبيره ... يرى ارتعاشه جسدها من مكانه يجزم انه يسمع صوت تنفسها ودقات قلبها ... اقتربت خطوه واحده لينبح الكلب بصوت عالى ووقف على قوائمه بعد ان كان نائما على الارض ليظهر حجمه الضخم اما اعينها المزعوره لتلقى ما بيدها وتركض الى الداخل وهى تنتفض بخوف لينبض قلبه القاسى من اجلها بخوف ليركض هو الاخر الى الاسفل سريعا كانت تصرخ بصوت عالى وهى تدعوا الله وكانت تركض بغير هدى ليتلقفها بين يديه وهى مستمره بالصريخ وهى تقول
- ابوس ايدك اعمل اى حاجه بس بلاش الكلب ابوس رجلك ... ارحمنى .. ابوس رجلك
ليضمها بقوه فى محاوله لتهدئتها لتفقد وعيها فى تلك اللحظه ابعدها عن حضنه ليظل ينظر الى وجهها الغارق بالدموع والمنسحب منه اللون كالاموات.... ليشعر بألم فى صدره اخذ نفس بصوت عالى ثم حملها بين ذراعيه ودخل بها احدى الغرف ووضعها برفق على احدى الاسره بعد ان شعر بانتظام انفاسها نظر لها نظره اخيره ثم خرج واغلق الباب .
~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان بعض من رجال القريه يجلس مع الحج منصور يتناقشان فى قصه ذهاب مريم لقصر الصخر ... الجميع كان يشعر بالاستياء ... ولكنهم جميعا اضعف من ان يقفوا امام الصخر وذراعه الايمن ... الجميع يهابه ويخشاه ... وجميعهم كبار فى العمر وهم لا يحترموا احد
ليقول الحج منصور
- يعنى هنسكت عن الى حصل ده ... هنسيب البنت هناك كده فى بيته لوحدها .
فى تلك اللحظه طرق الباب ليقف الحج منصور فى قلق ينظر الى الجميع الذين يبادلوه نفس الخوف فتح الباب ليجد فاطمه تقف امامه وهى تقول
- انا بكره رايحه قصر الصخر .. وعارفه انك قلقان على الست مريم هبقا اطمنك عليها .
نظر الجميع اليها باندهاش لتقول موضحه بعد ان انتبهت لذلك الجمع حين طلب منها الذهاب للحج منصور لم يخبرها ان لديه بعض اهل البلد
- انا شفتها وهى رايحه مع سى كاسر
ليهز الحج منصور راسه بنعم ثم قال
- ارجوكى يا بنتى طمنيها هى كمان وقوليلها هنحاول نلاقى حل .
اومئت له الفتاه براسها وغادرت ليغلق الباب وهو ينظر الى من بداخله بعجز يؤلم
~~~~~~~~~~~~~~
مر اليوم على الجميع مؤلم ومخيف على البعض ... ممل وبطئ على اخرين .... ومهين على البعض الآخر .
وكان هو جالسا فى غرفته يتذكر ما حدث
كان مازال صغير مراهق فى الرابعه عشر يجلس فى غرفته يشاهد بعض الافلام حين استمع لاصوات عاليه فخرج من الغرفه يتبع الصوت ليجد والده جاثيا على ركبتيه امام امه وهو يقول لها
- ارجوكى يا فريده متسبنيش ... هعمل اى حاجه علشانك بس ارجوكى متسبنيش .
وكانت هى تنظر اليه ببرود دون رد يكمل قائلا
- وكمان صخر هيعمل ايه من غيرك ... ابنك محتاجك ومتعلق بيكى .
ابتسمت له بذدراء وهى تقول
- قوم من على الارض وخليك راجل ... علشان كده انا همشى ... انا عايزه راجل فى حياتى احبه واحترمه واخاف منه ... مش راجل رقبته مربوطه فى رجلى زى الخلخال ... وابنك طالع زيك عيل خرع .
ولم يراها من بعدها ... ولكنه رائ وجه اخر لوالده الهادئ ... وجه مرعب مخيف ... لم يصلح معه كل محاولات اعمامه فى اعادته لما كان عليه ... وكان هو ضحيه كل ذلك
