رواية افنان
الفصل الحادي عشر والثاني عشر
بقلم سهيله عاشور
في قصر البحراوي
كانت تجلس نور بجوار افنان وقد اختارت لها نور فستان رقيق من اللون الأزرق الفاتح وحجاب من نفس اللون ووضعت لها بعض اللمسات
الرقيقه فكانت فاتنه بحق... كانت افنان سعيده للغايه ولكن نور كانت شارده وحزينه جدا فلا يعلم احد ماذا بها هذه الفتاه.... ؟!
افنان وهي تربت على كتفها: انا عارفه ان اكيد عندك سبب علشان ترفضي هارون بالطريقه دي.. بس برضه يا نور انا من رأيي انك تديله فرصه
نور بحزن: انت طيبه اوي يا افنان بس للأسف مينفعش
افنان بتساؤل: هو انت بتحبيه؟
نور بدموع: اه.. اوي
افنان بحزن: طب لي بتبعدي كده..... انت عايزه تعزبي نفسك وتعزبيه معاكي وخلاص
نور بجديه: انا خسرت ابويا يا افنان... ابويا كان بالنسبالي اهم حاجه في الدنيا وخسرته في لحظه انا مش عاوزه نتجوز او اتعلق بيه وبعدين يروح مني زيه كده وساعتها انا فعلا ممكن اموت.... او تخيلي مثلا نتجوز ويبقى عندي ولاد وعيالي يتيتموا بسبب ان مفيش حد فيهم هيرضى يتخلى عن الشغل والسلطه والفلوس... كل واحد فيهم راكب دماغه زي ما أهلنا كانوا عاملين بالظبط وكانت نياتهم اي... ماااتو عادي يعني
افنان بحزن: طب لي كل دا يا نور... هو انتو بتشتغلوا في حاجه ممنوعه... هو شغلكم خطير اوي كده
نور بشرود: مافيا البيزنيس أقوى واخطر من كل حاجه يا افنان اهم حاجه عندهم انهم يبقوا التوب (الأعلى) مهما كلفهم الأمر عندهم حياه او موت....وطبعا مفيش حد بيحب يكون حد عالي عليه وخاصتًا ايوب ... ايوب وارث ابوه في كل حاجه هو مش عاوز فلوس ولا طمعان في اي حاجه بس برضه هو دلوقتي مش عاوز اي حد ياخد مكانه وطبعا ايوب والشركات التابعه لينا هي الأعلى في السوق ... اعصابي تعبت مبقتش عارفه اللم وراهم يا افنان تعبت
لم تتحمل افنان ذلك الوجع المكبوت بداخلها فجلست بجواره واحضنها وخانتها عباراتها وظلوا هكذا فتره حتى رن هاتف نور اكثر من مره
افنان: شوفي مين
نور: خير يا ايوب.... اي يعني اي يعني اي الجنان دا... انا جايه حالا
اغلقت الهاتف وظلت تلملم شتات نفسها بإرتباك وخوف ظاهرين مما آثار قلق افنان
افنان بقلق: في اي؟!
نور ببكاء: هارون.... هارون عاوز موت نفسه يا افنان....
افنان بشهقه: ايييي ؟!
ركضت نور مسرعه وخلفها افنان التي لم تلحق خطواتها بالطبع فكانت نور اكثر لهفه بالطبع فجائها خبر ان حبيب عمرها وأمانه الوحيد يحاول الموت الأن بسببها لقد غابت الدنيا أمامها فهي لا تعرف ماذا تفعل الأن... لقد ضاع عمرها وهي تبتعد عنه حتى لا يؤذي نفسه ولكن ماذا حدث هو الأن يقتل نفسه وهي السبب فكلما حاولت الحمايه يتدهور الأمر اكثر......
استقلت السياره الخاصه بها وقادت بأقصى سرعه وكأنها تريد الطيران....
افنان ببكاء: ياربي اعمل اي انا دلوقتى انا مش عارفه راحوا فين حتى
ظبت تبكي خوفا عليهم ولكن قاطها هذا الصوت
... : لا انت هتيجي معايا انا...
**********************************
في إحدى الملاهي الليليه في روسيا
كان تجلس احداهن وقد بدى عليها الكِبر ولكن التصرفات المراهقه تطغو عليها بشده فكانت ملابسها فاضحه بشده لا يسترها شيء تقريبا كانت ترقص وتتمايل وتحتسي الشراب بشراهه حتى اتاها اتصال من احداهن
فيكتوريا: الوو.. خير اي اللي فجر اللورد بيا
الرجل البغيض: عاوزك في حاجه مهمه اوي.... اظن انك ارتاحتي كتير اوي ومن ساعة موت المرحوم وانت في حالك ومحدش يعرف عنك حاجه
فيكتوريا بحنق: ايوه يعني عايز اي دلوقتي.... ادخل في الموضوع على طول مش فضيالك
.... : تمام... ابنك دماغه ناشفه زي ابوه وانا عاوزها تلين
فيكتوريا ببرود: ايوه يعني اعمل اي؟!
... : ترجعي مصر حالا وتتصرفي انا عاوز هارون يبقى معايا بدل ما يبقى ضدي وساعتها انت وهو هتحصلوا المرحوم وانت عارفه كويس اني اعرف اعمل كده كويس... تمام
فيكتوريا بتوتر: طب وانا مالي.... انت عارف كويس اني مليش علاقه بالشغل بتاعتكوا ولا ليا علاقه بهارون من سنين
.... : يبقى ليكي علاقه... واهو اديني بخليكي تعيشي شويه واجبك كأم.... سلام يا حلوه.. واه صحيح خفي على الشباب الروسي شويه ابنك دمه حامي مش زي النطع اللي انت متجوزه
أغلق الهاتف وتكرها غاضبه تسب وتلعن كل شيء... فهي شخص مستهتر للغايه لا يهمها اي شيء في الدنيا سوا راحتها فقط تريد السهر واحتساء المشروب وكل ما هو يجعلها بالنسبه لها طبعا اصغر سنا وأنعم شبابا....
بيتر: في اي حبيبي... حصل حاجه
نظرت فيكتوريا إلى هذا الشاب الثلاثيني الذي يكبر ابنها بقليل فقط وهو زوجها بالمناسبه فقد التقت به عبر مواقع التواصل الإجتماعي وعرفوا بعضهم بشكل قريب وبعد وفاة زوجها والد هارون قررت السفر لبلده روسيا وتزوجوا سويا وقد سهل الأمر انهم الاثنان من الدين المسيحي....
فيكتوريا بملل وتأفف: لازم انزل مصر في أمر طارئ جدا
بيتر بإبتسامه: عادي انزل معاكي (بالطبع كان يجيد اللغه المصريه بطلاقه)
فيكتوريا بحنق: مصر مش زي ما انت فاكر خالص الإعلانات السياحيه حاجه وانك تعيش فيها حاجه.... وانا الواضح أن هضطر اقعد هناك فتره
بيتر وقد هب من مكانه: يلا فيكي... خلينا نجهز الشنط انا بحب التجربه وانت كمان بلاش جبن هنكون مع بعض ونتسلى وبعدين كان نفسي من زمان اتعرف على ابنك هارون
فيكتوريا بتمثيل: هو كمان هيفرح بيك جدا...
(من ناحية الفرح فا كلنا هنفرح ان شاء الله 😂🙃)
**********************************
في قصر البحراوي
كانت افنان تجلس تبكي بشده وكان قلبها خائف بشده عليهم وبجوارها ايوب الذي كان يحاول تهدأتها
ايوب بضحك: يا بنتي والله قلتلك هما كويسين خالص وزي الفل والله مالك بقا
افنان ببكاء: يعني دلوقتي انا كنت هموت من القلق عليهم وحضرتك مستخبي وبتخضني فكرتك حرامي ولا اي مصيبه هو انا ناقصه... وبعدين بقلك نور بتقلي هارون بيموت تقلي كويسين ازاي هاا وبعدين دا الوقت اتأخر ومحدش فيهم حتى اتصل انت عاوز تجنني ولا اي
ايوب بإبتسامه: طب اهدي وانا هفهمك كل حاجه
افنان وهي تمسح دموعها: هاا قول
ايوب وهو يحاول عدم الضحك: بصي يا ستي هارون كويس خالص ومحصلش فيه اي حاجه تمام.... الفكره كلها ان انا اللي قلتلها كده وخليت هارون يروح مكان وقلتله انه هيجيله مهندس علشان يظبطلي المكان دا علشان في عزومه لناس مهمه وبعدين اتصلت عليها وقلتلها هارون عاوز يموت نفسه وانت السبب ولي كده ومش عارف اي علشان انا متأكد انها هتنزل تجري على العنوان اللي انا قلت عليه.... ووقتها هبقى هربتهم من بعض لأني عارفهم كويس اوي لو فضلوا كده 100 سنه محدش فيهم هيتحرك وانا بجد نفسي اشوفهم مبسوطين
افنان بتفهم: طب مكنش اي طريقه تانيه بدل وجع القلب... افرض لا قدر الله حصلها حاجه وهي اصلا كانت سايقه بسرعه كده
ايوب بحنيه: متخافيش انا مأمن العربيه كويس وبعت وراها حرس ومظبط كل حاجه
دخلت عليهم صالحه وهي تبكي بشده فكانت عينيها منتفخه بشده من كثرة البكاء وحالها متدهور
ايوب بقلق: في اي يا أمي
صالحه بثبات: عاوزه اطلع عمره يا ايوب
ايوب بتعجب: نعم؟!.... انت كويسه ؟
صالحه: اي يا ولدي حرام عليا اطلع عمره ولا انت شايفني جن او شيطان
ايوب بهدوء: العفو بس مستغرب مش اكتر هجهز كل حاجه وهسفرك في أقرب وقت
امأت له صالحه بهدوء ومن ثم اتجهت نحو افنان وابتسمت بطريقه غريبه وظلت تتفحصها بشده
صالحه: خلي بالك منه.... متزعليش مني يا بتي الشيطان اشطر من إرادتنا وقدوتنا ومهما كان الأنسان واعي وذكي فالشطان أذكى بكتير
افنان بإبتسامه: عادي ولا يهمك اللمهم انك دلوقتي مرتاحه وكويسه
صالحه بهدوء: مرتاحه اوي يا بنتي.... ايوب انا عاوزه اروح الصعيد دلوقتي عاوزه افضل هناك لأقبل السفر للعمره
ايوب بإبتسامه: جهزي نفسك واطلعي للسواق
ودعتهم وذهبت للداخل تحت نظراتهم المتعحبه بشده فكانت هذه المرأه منذ ساعات فقط تريد ذبح هذه العلاقه وتدمير العالم وتعطيل هذه الزيجه كانت تريد أن تطفئ نيرانها المشتعله من دون سابق لسبب
افنان بفرحه: كويس اوي يا ايوب... الف مبروك خطوه جميله اوي ان ممتك تعوز تعمل عمره مبروك
ايوب بهدوء: هي فعلا حاجه جميله اوي.... بس كمان غريبه اوي ربنا يهديها يلا احنا بقا
افنان بعدم فهم: يلا اي؟!
ايوب بإبتسامه وهو يضربها بخفه على رأسها: يا عبيطه انت مش كنت قابلك تجهزي نفسك علشان هاخدك مشوار الساعه 7 دلوقتي الساعه داخله على 11 قومي يلا
افنان بتذمر: يووه لااا انا تعبانه وعاوزه وانام وكمان هستنى نور تيجي انا قلقانه عليها اصلا وانت مش راضي تتصل عليهم
جذبها من يدها وسار بها هذه المرأه ذو العقل المتذمر الطفل هذه .... وفتح لها باب السياره وركب بجوارها واعطاها علبه من المناديل المبلله وعلبه بيضاء اللون
ايوب بحب: أمسحي وشك وحطي من الكريم علشان وشك احمر وهيلتهب خالص
افنان بخجل: شكرا
مال عليها يربط لها حزام الأمان ومن ثم نظر لها بحب صافي وكأن عينيه تنبعث منها القلوب ووضع قلبه حانيه على وجنتيها
ايوب بضحك: دي تصبيره بس لحد ما نروح يا فراولتي
اشاحت بوجهها بعيدا فكانت تشتعل من كثره الخجل..... ومن ثم انطلق ايوب بالسياره لوجتهه...
**********************************
عند هارون ونور
كان هارون يقف وقد تملك منه الغضب والملل فهو يقف هكهذل منذ اكثر من ساعتين وفي انتظار هذا المهندس الملعون الذي لم يأتي حتى الأن..... فقرر ان يطلب رقمه مره اخرى
هارون: ايوه يا فندم دا رقم المهندس ***
..... : مهندس اي انت هتستعبط يا عم انت
هارون بغضب: استعباط اي يا فندم انا متأكد ان دا رقم المهندس لو سمحتي نديله انا مستنيه من زمان....
.... : والله عال اوي وهي دي بقا الاشتغاله الجديده يلا يا حيو** من هنا معدش في اخلاق... انا مدام نوال يا كل*
ومن ثم اغلقت الهاتف بوجهه وظل هارون في حاله من الصدمه والغضب
هارون بغضب: اااه يا ايوب يا بن ال بتشتغلني انا ماشي لما اشوفك والله لأعرفك
هم ان يذهب ولكن قاطعه هذا الصوت الذي اذاب قلبه بشده وكأن العالم كله ينحني لهذا الصوت
.... : هارون يا حبيبي.... لي عاوز توجع قلبي عليك يا هارون مش كفايا اللي راح.....
الفصل الثاني عشر
تقدمت نور منه وعينها تفيض من كثرة الدمع فهي لم تتحمل فكرة عدم وجوده انه روحها المشتقه انه كل شيء تقريبا اقتربت منه وارتمت بين احضانه بقوه وكأنها تهرب من اي حقيقه قد تصدمها فيها بعد وكأنها تريد اخبار نفسها انه حي فلا تخافي
نور ببكاء وهي تتفحصه: انت كويس.... لي تعمل في نفسك كده يا غبي.. انا بحبك اوي
لحظه اقالت له احبك... هل اعترفت له بهذا ام انه يتخيل كالعاده
هارون بسعاده: انا كمان بحبك اوي
نور بلهفه: انت كويس؟!
هارون بتعجب من سؤالها: اه انا تمام لي في اي؟!
نور بعدم فهم: ازاي كويس مش فاهمه حاجه
هارون: هو كان المفروض ابقى مش كويس؟!!
نور بتلعثم: ايوب.... ايوب قلي انك عاور تنتحر... ايوب
هارون بغضب اكبر: ااااه يا ايوب.... عاوز يموتني كمان
نور بضحك من وسط دموعها: خلاص فهمت...
ضحكت على هيئته فحتى وهو غاضب مضحك للغايه
هارون بإبتسامه: بس بصراحه دي احلا اشتغاله في الدنيا بجد
نور بخجل: طيب طالما انت كويس انا هروح...
كادت ان تذهب ولكن اوقفها سريعا: رايحه فين دا انا ماصدقت يا شيخه نشفتي دمي بقالي سنين على الوضع دا.... اي مكنتيش هترضي عني الا لو مت يعني
نور بإبتسامه: بعد الشر عليك... بس انت عارف يا هارون انا كنت رافضه كل حاجه لي... انا خايفه انك تروح زي باب....
كادت ان تكمل ولكنه اوقفها بيده: كفايا نفكر في اللي فات يا نور.... انت متعبتيش انا عن نفسي مليت وزهقت وقرفت من كل حاجه انا عاوز نعيش بشكل طبيعي زي بقيت الخلق لي منقدرش نعيش كده هو الموضوع صعب اوي كده
نور بحزن: مش صعب بس....
هارون بمقاطعه: سيبيها لله يا نور.... لو منت موظف عادي... او حتى واحد على الله كانت هتكون حياتي مش مضمونه برضه خلينا منفكرش كتير هاااا
نور بإقتناع: انا عارفه ان معاك حق بس.... بس انا خايفه اوي
هارون بإبتسامه: اطمني وانت معايا..... تيجي نروح نجيب ايس كريم
نور بسعاده فهي تحبه بشده: اه اه... يلا
ضحك على طفولتها الطاغيه على الرغم من جديتها في كل شيء تقريبا فكانت نور تقريبا ب10 رجال في عملها وفي حياتها فكانت قويه وواثقه وجديره بتحمل المسؤوليه بشكل كبير ورائع ...... وذهبوا ليقضوا بعض الوقت سويا......
**********************************
في غرفة صالحه
كانت تعد أغراضها لكي تذهب وكانت شارده في تلك الخطوه التي اخذتها فهي لا تعلم ما هذه السرعه ولكنها تعلم انها على الطريق الصحيح ولكنها كانت سعيده انه تم أخيارها من أجل هذا اللحظه
Flash Back ;
كانت قد تملك منها اللم الرأس الذي لا حاكم له من كثرة التفكير الزائد فقررت النوم قليلا... وقد استغرقت بالطبع الكثير من الوقت حتى خلدت للنوم ولكنها لم تنم كثيرا فقد رأت منامًا افزعها وبث الرعب في قلبها.... كانت الناس متجمعه وهناك مجلس للنساء ومجلس للرجال... اللون الاسود يسود على المكان كانت تسمع صوت المجيب والبكاء والوعيل من النساء وتسمع همهمات الكثير
... : الله يرحمها... كانت مكروهه من الكل... عاشت لوحدها وماتت لوحدها لو انها مكانش الأصول ومفيش شماته في الموت لكنت دعيت عليها
.... :معاكي حق عمرنا ما شفنا منها يوم... كانت منشفه ريقنا...
ومن ثم وجدت بعض الرجال يمشون حاملين التابوت الخاص بها وفي المقدمه ايوب ولدها والذي لم تنزل من عينيه دمعه واحده فمنذ ان ولد تقريبا كانت قاسيه معه بشده وكانت الاولويه لنفسها دائما حتى ان من رباه واهتم به الخدم فقط...... ومن ثم جاء في خاطرها صورة زوجها المرحوم وهو يرتدي جلباب ابيض اللون وكان وجهه يشع نور وحمره وكان اكثر صحه وأكثر شبابا.... أما هي كانت ترتدي عبائه سوداء قاتمه ومحزنه للغايه ووجهها شاحب وجسمها هزيل للغايه.......
قامت من نومها فزعه والعرق يتسرب علي جبينها بشده وفأجه وجدت قدمها تقودها نحو المرحاض للتوضأ وتصلي وفي صلاتها تبكي بحرقه وندم.... وقررت انه اذا بقى في عمرها ساعه واحده لن نبقى فيها تحاول الانتقام من الأشيء فأفنان وغيرها ليست مثلها ولا مثل حماتها المرحومه والناس الذين حولنا ليس لهم أدنى علاقه بمشاكلما الخاصه....
Back;
جهزت أغراضها وخرجت أمام باب القصر كان ينتظرها السائق وساعدها في وضع أغراضها... وكانت ستركب ولكن قاطعها هذا الصوت اللعين
نرمين بدهشه: اي دا يا طنطي انت رايحه فين؟!
صالحه بهدوء: راجعه الصعيد
نرمين بصدمه: لي... هو في اي ؟!
صالحه بجمود: مش فاهمه اي المشكله ؟!
نرمين بغيظ: ازاي يعني اي المشكله مش المفروض ان في مخطط لينا وانك هتساعدني أقرب من ايوب.... هو انت كويسه؟!
صالحه بإبتسامه: بقيت كويسه اوي.... انا صحيح فقت متأخر اوي بس الحمد لله ضميري مرتاح ولأول مره في حياتي.... كل حاجه كانت بينا انسيها تماما انا معدش ليا علاقه بإي حاجه ونصيحه مني بلاش تحاولي تدخلي بين افنان وايوب تاني بقوا أقوى مما تتخيلي
ثم تركتها وركبت السياره وانطلق السائق تحت نظرات الدهشه من نرمين التي كانت تقريبا لا تستوعب اي شيء تماما.... ولكن الشيء الوحيد المفهوم ان كل الخطط سوف تتغير الأن
نرمين بغموض: ايوه يا بووص.... امه رجعت الصعيد واضح انها غيرت طريقها ومبقتش معانا
.... : يعني اي مش فاهم
نرمين: ولا انا... بس بقلك مش معانا خلاص... لازم نشوف حل تاني
.... : على العموم انا بعتلك اللي هندي بيها ضربه حلوه اوي لأيوب لو وقع من الضربه دي مش هيقوم تاني
نرمين بإبتسامه: فيكتوريا صح؟!
.... : بالظبط.... عاوزك تختفي دلوقتي خالص
نرمين بتردد: وبعد كده هتعرفي اهلي فين؟!
.... : لما اوصل لهدفي هتعرفي يا نارو
**********************************
عند افنان وايوب
كان قد أوقف السياره أمام احدى المباني الفخمه للغايه من الواضح انه مكان راقي جدا
افنان بتساؤل: اي دا ؟!
ايوب بحب: انزلي بس... هتعرفي دلوقتي
هبط من السياره واللتف لمكانه وفتح لها الباب ومن ثم امسك بيدها بطريقه حنونه وصعد بها في المنى للدور الثاني...فكان هناك باب واحد فقط على الرغم من ظهور ضخامة المبنى...
ايوب بحب: افتحي الباب
افنان بتوتر: حاضر
فتحت الباب ووجدت هناك الكثير والكثير من الزينه والبالونات الملونه بطريقه جميله وبدأت في السير وجدت غرفه بها الكثير من الاقمشه وكأنها محزن من القماش المنوع وبعد ماكينات الخياطه بكل الأنواع..... كانت لا تفهم شيء وتائهه للغايه ولكن تقدم ايوب منها وفتح احدى الأبواب الذي كان مميز عن الباقي.... فدخلت به ووجدته عباره عن مكتب فخم للغايه والوانه كلاسيكيه بطريقه جميله ويوجد على المكتب اسم المصممه: افنان البحراوي
افنان بدهشه وفرحه وعدم تصديق: هو دا علشاني انا.... ؟!
ايوب بإبتسامه: ايوه
افنان بصدمه وسعاده غارمه: يا نهار ابيض... دا بجد... مش قادره أصدق بجد
ايوب بحب: انا عاوزك تصدقي كل حاجه نفسك فيها طالما انا موجود معاكي...
لم تكن تستوعب اي شيء ولكنها تعلم ان عوضها من الله جاء لها على هيئة هذا الرجل... فركضت له وارتمت بين الحضانه فكانت تتمسك به والفرحه تملئ قلبها لدرجة دموع الفرحه التي لا تنزل من عين الإنسان الا مرات معدوده في العمر بأكمله
افنان بحب: انا بجد مش عارفه اقلك اي.... انا بحمد ربنا عليك في كل لحظه لينا مع بعض انا بحبك اوي يا ايوب بجد ربنا يخليك ليا.... بس دا كتير عليا اوي
ايوب بهيام: مفيش اي حاجه كتيره عليكي... انت اللي كتيره على اللي حواليكي وبعدين انا عاوز مراتي تبقى ناجحه في حياتها وانا يشرفني اوي اني اساعدك ولو بحاجه بسيطه
افنان بسعاده: بص بص.... انا عاوز اعمل حاجات كتيره اوي عاوز اشوف القماش والخيط وكتاب ماما بتاع الخياطه في البيت هجيبه وهعمل اوضه للتطريز واوضه للخياطه وهعمل اعلانات وكمان عاوزه.... انت بتبصلي كده لي؟!
ايوب بحب وهو يقترب منها: شكلك حلو اوي وانت بتتكلمي عن حلمك.... انت حلوه اوي بجد
افنان بخجل وهي تحاول الهرب منه: انا.... انا.... تعالي نتصور اي رأيك
ايوب بضحك فهو يفهمها تماما: نتصور يلا...
بدأوا اخذ الكثير من الوضعيات اللطيفه والتي لاقت بهم كزوجين كثيرا... فكانوا مثل العصافير رقيقين وحلوين كثيرا وانتشرت هذه الصور عبر مواقع التواصل بطريقه سريعه كثيييرا......
ايوب بتنهيد: بصي بقا يا ستي.... دلوقتي انا هبعتلك كذا واحده من مراتات صحابي وهجبلك سكرتيره والباقي بقا عليكي يعني أنك تعملي اسم لنفسك وكده تمام... انا عاوزك تعتمدي علي نفسك برضه ولا اي؟!
افنان بسعاده: بالعكس دا كده كتير عليا اوي... اللي تشوفه يا فندم
ايوب بضحك: يبقى الشغل من بكره يا فراولتي.... يلا نروح
افنان بعبوث: لاااا.... انا عاوزه شاورما
ايوب بضحك: والله دلوقتي عاوزه شاورما مش فالبيت كان الوقت متأخر يا ايوب..... انا عاوزه انام يا ايوب
كان يقلدها بطريقه مضحكه ومستفزه كثيرا...
افنان بضحكه فلتت منها: انا بعمل كده
ايوب بإبتسامه: مش اوي بصراحه.... يلا هجبلك شاورما
انطلق بها وسط فرحاتها التي وبالفعل هي لم تعرف كيف تعبر عنها
(حلمك لما بيتحقق او على الاقل جزء منه حقيقي بيكون شعور صعب انك توصفوا لأي حد.... فرحه من القلب كده لدرجة انك بتبقى عاوز تعرف الدنيا كلها انك حلمك اتحقق وخصوصا لو حد واقف جمبك وشايف سعادتك هي أهم حاجه عنده.... هو انا اه لسه موصلتش لمرحله دي وصعب ان الواحد يوصلها بس حقيقي شعور جميل اوي ربنا يكتبه علينا كلنا)
وبالطبع لقد عاشوا ليله جميله جدا بما فيها بكل التفاصيل فكانوا سعداء بشده...... وبالطبع قد اقترب هارون من نور بشكل كبير وبدأ الطرفين في إظهار الحب لبعضهم
**********************************
بعد مرور اسبوع تقريبا
كانت الطائره ممتلئه بالركاب وتجلس فيكتوريا بجوار زوجها بيتر وكانت تتمسك به بطريقه حميميه لم تبالي ابدا بنظرات الناس من حولها فهي من الاساس لا تحترم سنا ولا حدود الله ولا حتى ولدها الذي زوجها اكبر منه بسنوات قليله جدا ويكون من سنه..... هي لم تبالي بردة فعل ولدها حتى ولا يهمها انها تعرف ومتأكده انه سوف يغضب بشده
بيتر بإبتسامه: متشوق اوي اني اشوف هارون وايوب ونور .... حكيتيلي عنهم كتير
فيكتوريا: طبعا وكمان انا عرفت ان ايوب اتجوز كمان وأنهم كبروا وشكلهم اتغير خالص..... مكنتش عاوزه اروح ليهم بالطريقه دي بس اكيد هيفرحوا صح.... واه صحيح في صور ليهم على الانستا شوف.... دي نور ودا هارون ودا ايوب... ودي اكيد مرات ايوب
كان بيتر ينظر لهم بتدقيق وخصوصا افنان التي لفتت نظره بشكل كبير فقد نالت إعجابه بشكل كبير
بيتر بإبتسامه خبيثه: شكلنا هننبسط معاهم اوي يا حبيبتي
فيكتوريا: اكيد.....