رواية افنان الفصل الرابع والخامس بقلم سهيله عاشور

 رواية افنان

 الفصل الرابع والخامس

بقلم سهيله عاشور

لا يعرف لماذا انتابه هذا الشعور... لا يعلم لماذا تسللت هذه الغصه إلى حلقه وشعور النيران التي تأكل بقلبه عندما رأها تقف مع صديقه وتضحك بهذه الطريقه... الم تكن هذه هي الخادمه التي لا تليق به..


ايوب بغضب: اي المياصه وقلة الادب دي؟!


هارون بتعجب: في اي يا ايوب... دا احنا كنا بنتكلم عادي


ايوب بزفر: مش عادي.... مش عادي خالص انكوا تتكلموا بالطريقه دي


هارون بحرج: انا مكنتش اعرف انك تدايق من حاجه زي دي... بس على العموم دا حقك يا صاحبي انا هسبق بالعربيه


هم ليذهب بالفعل ولكن اتاهه هذا الصوت اللعين


صالحه بخطوات سريعه: استنى يا هارون يا ولدي انا هاجي معاك علشان العرسان ياخدوا راحتهم لوحدهم


ايوب بتعجب: وانت اي اللي هجيبك يا امي.... من امتى يعني وانت بتنزلي معايا


صالحه بتمثيل: منا يا بني بزهق لوحدي... وانت بتتأخر عليا


ايوب بملل: طيب خلاص....


تركته وذهبت سريعًا حتى لا يغير رأيه مجددًا فسفرها معه للقاهره سيساعدها في تنفيذ خطتها بشكل  أفضل.... أما افنان فتصنعت البرود من جديد فهي لا تتحمل ان تدخل في جدال معه مره اخري ... فبدأت في الاقتراب من السياره خاصته وركبت في الكرسي الخلفي


ايوب بحنق: اطلعي اتهببي واركبي قدام... انا مش السواق  بتاعك... فاهمه


لم ترد عليه بينما بدلت مقعدها وذهبت لتجلس في الإمام بجواره وكانت شارده في مصيرها معه... أما هو فإنطلق بالسياره سريعًا وكأن الأرض تميد من تحت قدميه فهو لا يستطيع تفسير الشعور اي الحاله التي بها الأن....


**********************************


في سياره هارون


كان يقود بهدوء وصمت تام ووالدة ايوب تجلس بالخلف تنظر له نظرات ماكره فهي تريد استدراجه في الحديث عن نية ايوب بخصوص هذا الزواج...


صالحه بخبث: باينلك مدايق يا ولدي... خير لا يكون ايوب زعلك في حاجه ازعل والله


هارون بإبتسامه: ايوب عمره ما يزعلني ابدا.... دا اخويا يا خاله


صالحه بغيظ: اه اه... طبعا منا عارفه بس اصل سمعت صوته كان عالي خير


هارون وقد فهم مقصدها: لا... اصل كنا بنهزر مع بعض شويه


صالحه بغيظ اكبر: وانا اللي فكرته بسبب مرته الجديده....


هارون بإبتسامه: لا خالص.... دا باين عليه بيحبها اوي


صالحه بصدمه وخوف: لا بجد... بيحبها؟!


هارون: اه اه دا شكله واقع خالص.... دا حتى بيغير عليها اوي


صالحه بغيظ وغضب: طيب طيب يا ولدي خلي بالك من الطريق وانت ماشي


جلست منكوبه في كرسيها وظلت تفكر في حديث هارون فهل من الممكن أن يكون ايوب يبحبها بالفعل فإن كان حديثه صحيح فهذه تشكل كارثه بالنسبه لها ... حيث ستفسد كل خططتها... أما هارون كان يكتم ضحكاته بصعوبه فهو اكثر من  يفهم صالحه والاعيبها فهو تقريبا عاش معها هي وايوب اكثر من اهله الحقيقيين....


************************************


في سيارة ايوب


كانت افنان شارده  في امها والذكريات معها وكم كانت امرأه حنونه مُحبه لأبنتها الصغيره بشده  كانت تداعب شعرها وتلعب معها ويلتقطون بعض الصور سويًا... فقامت افنان بإخراج هاتفها الصغير من جيبها فكان موضته قديمه للغايه ولكن لا بأس به فكان يفي بكل الأغراض تقريبًا... ظلت تعبث به قليلًا حتى وجدت بعض الصور لها ولأمها الحبيبه سويا... فكانت افنان وقتها في الخامسه تقريبا كانت طفله جميله ولطيفه للغايه وامها لا تقل جمالا عنها فورثت افنان  امها وكأنها نسخه مصغره منها... فظلت تنظر للهاتف وهي تبتسم ببرائه غافله عن هذا الذي كان يراقبها مثل الصقر

ايوب وقد نفذ صبره: الااه الاااه.... والله عال اوي هو مضحكك لحد دلوقتي


افنان بإنتباه: هو مين دا ؟!


أوقف السياره في غضب شديد وأغلق النوافذ حتى لا يسمع العامه أصواتهم


ايوب بصراخ: اللي كنتي  معاه وعماله تتكلمي وتضحكي وتهزري.... وشك احمر من كتر الضحك راعي انه صاحبي على الاقل مش اي حد كده معاه فلوس تريلي عليه


افنان بصدمه وغضب: فلوس اي وأريل اي ؟!.... انت اتجننت ولا اي انا اخر حاجه تهمني في حياتي  الفلوس... الفلوس دي تهمك انت واللي زيك مش انا


ايوب بضحك هستيري: لا بجد ابهرتيني يا مدام افنان.... المسرحيه دي جنان... واحده كمان علشان خاطر الجمهور


افنان بغيظ: انت اتجننت ولا اي.... انا بتكلم جد فلوس  اي اللي انت بتتكلم عنها


ايوب بغضب: انت عايزه تجنيني يا بت انت ولا.... هي مين دي اللي مش بتاعة فلوس دا انت علشان توافقي على جوازنا بس خدتي مني خمسه مليون


صدمه.... ماذا؟! بل والف صدمه وكأن القلب توقفت دقاته والعقل لم يستطع الاستيعاب لما يقوله هذا المدعو


افنان بصدمه: اي الجنان اللي انت بتقوله دا... انا مخدتش منك حاجه


ايوب بسخريه: لا بجد هنضحك على بعض ولا اي؟!.... طب اكدبي على حد غيري


افنان بغضب: اقسم بالله اني مخدتش منك حاجه... ورحمة امي


ايوب بغضب: اهلك خدوا مني خمسه مليون غير طلباتك اللي انت كنتي بتطلبيها منهم


افنان وبدأت  تشعر بعدم تمركز الأرض حولها: طلبات اي؟!...اي اللي انت بتقوله دا؟!... ممكن تفهمني


ايوب بجمود: معنديش وقت ليكي..... ابقي راجعي نفسك يا قطه ولا من كتر الاتفاقات والفلوس بقيتي مش فاكره


لم تستطع الرد عليه مره اخرى فقد المها رأسها بشده... عقلها لا يستوعب اي شيء وكأنها مثل الموتى...... وهو ايضا لقد تعجب من ردة فعلها الغريبه ولكن لا بئس بأن تكن كاذبه أيضا


**********************************


في قصر البحراوي في القاهره


قد وصلت سيارة هارون تتبعها سيارة ايوب  وهب الجميع وكان هناك الخدم ومستعدين العمل في انتظارهم... لم تنكر افنان انها قد أعجبت بالقصر بطريقه مبالغه فقد كان زوقه رفيع ورائع للغايه والوانه متناسقه وجميله جدا... كان يقفون حتى سمعوا صوت محبب لدى احدهم


نور بإبتسامه وهي تقترب منهم: حمدلله على السلامه يا جماعه... نورتوا بيتكم


هارون بهيام: طول عمره منور... منور اوي


قد لاحظت افنان نظراته لها وكم فرحت  كثيرًا وكأن نظرت الحب التي في عينيه احيته من جديد


ايوب: كل حاجه جاهزه يا نور


نور بعمليه: كل حاجه تمام يا فندم متقلقش خالص


صالحه بإعجاب: ما شاء الله يا نور يا حبيبتي احلويتي اوي  بقالي كتير مشفتكيش


نور بخجل:  شكرا يا طنط


ايوب: يلا علشان نرتاح


همت نور وصالحه بالدخول اولًا وبعدها تبعهم هارون ومن بعده افنان وايوب... كان ايوب وافنان قد اقتربوا من الدخول الا انهم قد قاطعهم صوت  متبغتر ومغرور للغايه فعرفه ايوب فورًا


..... : ايوب حبيبي  l miss you so much baby


ومن ثم ركضت نحوه  تحضنه بحميميه واضحه وملفته للغايه

*********************************


في سوهاج


كانت تجلس تسب وتلعن بشده وكأنها تريد أن تحرق الأرض يأكلها حتى تطفئ النيران التي بداخلها.... كانت تجوب الأرض دهابًا وايابًا ولا تستطيع الجلوس وتضغط نفسها وسط دوامه من التفكير المهلك 


مرزوق وهو يقوم بلف احد سجائره: اباااه عليكي ما تقعدي علي حيلك فيكي اي 


عبير بغضب وتوتر: انت شفتها كانت بتتكلم ازاي.... دي كانت هتاكلني يعنيها مش دي افنان لا لا... مش دي اللي انا ربتها علي ايدي... انا لو كنت وقفت قدامها كمان شويه حسيت انها كانت هتقتلني 


مرزوق بملل: هو مش اللي انت عوزاه حصل خلاص والفلوس معانا.... هتعوزي. اي تاني ولا  هتخافي من اي؟ 


عبير بسخريه: من ناحية اخاف فا لازم اخاف وارتعب كمان....... ايوب لو عرف الحقيقه هيقتلنا من غير ما يسمي علينا انت متعرفهوش... لا وشكل البت لايفه عليه اوي  


مرزوق بضحك: اسمها رايدها.... بيحبها... لكن لايفه عليه دي لا افنان مش كده 


عبير بسخريه: بيحبها..... وهو ايوب البحراوي بجلالة قدره هيحب   بنت اختي اللي هي خدامه عنده لي 


مرزوق بمكر: تقدري تقولي لي يدفع خمسه مليون فيها وهي حتى خدامه ما كان ممكن يتجوز أجمل البنات  وانت عارفه ان الكل بيترمى تحت رجله.... ايوب بيحبها انا راجل وفاهم 


عبير بتساؤل : وتفتكر هي كمان 


مرزوق بغموض: مش عارف ومظنش.... بنت اختك وش فقر..... بس المفروض علينا اننا نخليه يتعلق بيها اكتر واكتر وان بنت اختك تفضل مكتومه ومتقلبش علينا ودي مهتمك انت 


عبير بمكر: هيحصل.... انا مش هرجع اغسل صحون تاني.... 


**********************************


في داخل قصر البحراوي 


قد وصلت صالحه بغرفتها وخلدت للنوم فكانت متعبه للغايه  وبعدها جلس كل من هارون ونور لكي تحدثه عن تجهيزها للحفل .... كانت تتحدث بلباقه وجديه  ومهاره كبيره للغايه اما هو فكان شاردًا بها كم هي جميله حتي وهي تعمل.... جميله للغايه من دون نقطة ماكياج واحده حتى..... فكيف له عدم عشقهها او البعد عنها كيف له ان يعيش ثانيه واحده من دونها هي فقط السبب الوحيد لحمايه روحه 


نور: تمام كده خلاص.... تحب أضيف اي حاجه 


هارون:..... 


نور: هارون..... هارون بيه 


هارون بإستدراك: ايوه نعم 


نور بتعحب: بسألك كده تمام ولا تحب أضيف حاجه تانيه 


هارون بإبتسامه: لا كلو تمام 


نور بهدوء: طيب تمام انا  هطلع ارتاح بعد اذنك 


هارون بهيام: طبعا طبعا اتفضلي 


ظل يتابعها حتى اختفى طيفها وخلد للنوم مكانه علي الاريكه بطريقه كوميديه للغايه فقد كان متعب  فساعات السفر من الصعيد للقاهره طويله  ومرهقه 


********************************** 


في الخارج 


كانت تتمسك به وتخضنه بلا اي حياء او حتى احترام لوجود التي تقف أمامهم.... حتى ابتعدت عنه اخيرًا ممسكه بيده وكانت ترتدي فستان ضيق قصير للغايه علي الرغم من برودة الجو وتضع الكثير من مستحضرات التجميل والتي منها روج من اللون الأحمر  فاقع اللون 


رنيم: كده يا حبيبي.... اتأخرت عليا اوي المره دي كنت هتجنن عليك اول ما اعرف انك جيت... جريت علي هنا فورًا 


نظر ايوب إلى تلك التي كانت تتابع الحديث بعيون حمراء من شدة الغضب وقد أراد التلاعب معها قليلًا.... فقرب يد رنيم له وقبلها برقه شديه 


ايوب بتمثيل: معلش يا ريري ما انت عارفه 


لم تتحمل إلى هذا الحد بينما ركضت للداخل وصعدت للأعلى ومع اول غرفه دخلت اللي ها حتى جلست وظلت تبكي بشده كبيره.... فكيف له ان يجره كرامتها بهذا الشكل الم يخاف عليها ظلت تبكي وتشهق بشده.... حتى عزمت أمرها على الهروب وعدم الاستسلام 






مره اخرى...... نظرت من النافذه فوجدت ان ايوب ومن معه قد اختفوا من الوسط فنزلت تتسلل السلم بهدوء حتى لا تصدر صوتًا ومن بعده قد تخطت بوابة القصر  ومن بعدها البوابه الكبيره وما ان رأت الشارع أمامها حتى اخذت تركض بسرعه




 كبيره كانت تركض بكل ما في وسعها  وكأن كل خطوه كانت تخطوها  كانت بالنسبه لها احد سلالم الحريه......... لا تعرف كم ركضت ولكن من الواضح





 انها قد قطعت مسافه شاسعه عن القصر  فوقفت وظلت تزفر بشده حتى انها بدأت في التعرق وكثرة الركض  


افنان: اااه ااه..... مش قادره أقف بجد..... ااااه 


.... :تشربي 


افنان بعدم استيعاب: اه فعلا انا عطشانه اوي..... ثم استدركت نفسها 

حتي ذُهلت عينيها: انت؟!! 


..... : اه يا عمري... 



الفصل الخامس


تهجمت ملامح وجهها عندما رأته أمامها وينظر لها نظرات برود وكأنه قطعه من الثلج


ايوب بغموض: عاوزه تهربي مني؟!


افنان بتلعثم: انا... انا... اصل يعني


ايوب بصوت مرتفع وقد امسك بمعصمها بقوه: مش هتعرفي.... مش انت اللي تعرفي تضحكي عليا بالسهوله دي فاهمه.... خدتي الفلوس وعاوزه تهربي طبعا مش كده


افنان بغضب وبكاء: والله ما اخدتش منك حاجه... ومعرفش بتتكلم عن اي اصلا سبني امشي انا مش هعرف استحمل كده.... وبعدين منتى عندك حبيبتك اللي كنت واقف معاها اهي عاوز مني اي بقا


ايوب بمكر: وانت مالك يبقى عندي حبيبه ولا حتى عشره.... انا دفعت فيكي كتير وحتى زياده عن تمنك كمان فلازم تتحملي بقا


افنان بغضب: وانا مش عاوزه افضل معاك... انت اي معندكش كرامه خالص... وبعدين انت مين اصلا علشان تتمن الناس بالفلوس


ايوب بملل: ما تبطلي بقا هو انت مش بتزهقي من الكدب والتمثيل


افنان ببكاء: والله ما بكدب عليك.... انا لو كدابه كان زماني لفيتك من اول يوم علي الاقل كان زماني عملت زي اللي انت كنت واقف معاها دي.... مش صعب اني اللبس زيها واعمل وشي زيها وجايز اكون لما اعمل كده هكون احلى منها كمان.... لكن انت اللي مش عارف تستعمل عقلك ولا قادر تفكر غير   ثم اكملت وهي تقلده: الفلوس.... الفلوس اللي انا اشتريتك بيها... الخمسه مليون..... ثم تحدثت بغضب : انا مفيش في جيبي خمسه جنيه اصلا انت اي مفيش مخ خالص


ايوب ببرود: يعني!!


افنان وهي تكز على اسنانها: روح شوف اللي انت اتفقت معاهم على البيعه  مش مشكلتي بقا دي مشكلتك انت


ايوب بجمود:  امشي من قدامي


افنان بتذمر: لا انا مش عاوزه ارجع هناك بالله عليك سبني.... انا مش  عاوزه منك اي حاجه انا عايزه ابقى في حالي بس والله


ايوب:.....


افنان وقد رأت بصيص من الامل: اي هتسبني


الا انه فاجئها بردة فعله عندما انحنى لمستواها وحملها سريعا وبدأ يمشي بها... كانت في قمة الخجل  والتوتر فا فاجأه شعرت بحركة السيارات والناس من حولها وحاولت مقاومه الا انه ظل ثابتا وسار في طريقه..............


**********************************


في قصر ايوب


كانت تجلس رنيم في حاله من التوتر الشديد فبدأ الرعب بدب في اوصلها منذ أن رأت نظرات القلق من أعين ايوب عندما علم بهروب افنان  فقد بدأت تشعر بأنه يكن شيء لهذه الفتاه 


Flash Back ;


كانوا يتجولون في الحديقه وقد شعرت ببعض الامل عندما لم يسحب يده منها كالعاده.... منذ سنوات تقريبا وهي تحاول التقرب منه دون جدوى فلم يكن ايوب من النوع الذي يغضب الله  في امرأه او بالأخص كان يلعن ويكره قربها منه... فهي متبرجه للغايه وتكاد تفرط في نفسها من اجل اي رجل..... ظلت تفكر في  أحلامها وانها إذا حصلت علي ايوب سوف تحصل على المكانه العاليه وتحصل على كثير من المال فأيوب يملك عمله وماله الخاص غير عمل والده واملاكه فهو خزنه ماليه متنقله بالنسبه لها 

الا ان قاطعها الحارس الذي أتى لهم راكضًا 


ايوب بقلق: في اي؟! 


الحارس بلهث: افنان هانم يا بيه..... كنت عند كاميرات المراقبه شفتها......


ايوب بخوف: اخلص 


الحارس: لقتها  طلعت من البوابه وفضلت تجري معرفش راحت فين 


لم يتردد لثانيه واحده فترك يد رنيم وذهب راكضا نحو البوابه الحديديه  وكان يبدو عليه الخوف والتوتر الشديد..... 


Back:


كانت تقف أمام هارون الذي ما زال مستغرق في نومه بشده ( انا اوي والله 😂).... مكزها الغيظ كثيرًا على هذا البرود الذي أمامها فتقدمت منه وهي غاضبه بشده وظلت توكزه بقوه..... ففتح عينيه وعندما رأها فكانت تضع احمر الشفاه الفاقع وترسم عينيها بطريقه غريبه كثيرًا.. فكان المنظر عن قرب لا يحتاج لوصف 


هارون بفزع: اااااه..... يما يما.... انا بتحاسب ولا اي 


رنيم بغيظ: قصدك اي يعني؟! 


هارون بإستدراك: هو انت!..... معلش معلش مخدتش بالي 


ثم وضع يده فوق فمه لتتاوب ثم اخذ الغطاء مجددا وتمدد وكان سيذهب للنوم مره اخرى الا انها نهرته بقوه 


رنيم بغضب: انت هتنام تاني..... قوم 


فزع من صراخها وهب جالسا بطريقه كوميديه لا تليق بطوله 


هارون بتعب: عايزه اي يا رنيم..... روحي لأيوب يا ستي انا عاوز انام 


رنيم بغضب: هو انا بقلك قوم اوديك دريم بارك..... انت هتقوم دلوقتي وتفهمني في اي بالظبط 


هارون بتساؤل: بخصوص اي؟! 


ذهبت وجلسب أمامه ثم تحدثت بقلق واضح من عينيها: البت اللي ايوب اتجوزها حكايتها اي بالظبط.... دي شكلها مش تسليه خالص زي ما كنتوا بتقولوا 


هارون بجديه: اولا انا مظنش ان انا او هارون حد فينا قلك انه اتجوزها تسليه.... لو حد تاني كان قلك كده فا دي مشكلتك انت مش مشكلتي.... أما يا ستي حكايتها اي فا انا معرفش بس انا بخمن انه بيحبها ثم اكملت بخبث: اصل انا صاحبه وفاهمه وفاهم حركاته دي كويس..... يلا بقا ادعلهم يا رنيم عقبالك كده 


رنيم بغيظ: انت بتهزر يا هارون ولا عاوز تغظني وخلاص..... انت عارف ومتأكد اني بحب ايوب وجاي تقلي بيحبها 


هارون بإبتسامه مسنفزه: يعني اكدب عليكي..... عيب لما ابقى كبير كده واكدب 


ومن ثم اعتدل في منامه وشد الغطاء عليه واخد وضع النوم: بقلك يا رنوووم.... ابقي صحيني لما يعملوا حاجه ناكلها 


ثم غط في نوم عميق من اول خمس دقائق تقريبا 


رنيم بغيظ شديد:  يخربيت برودك بجد 


كانت سبتدأ في السب والتوبيخ الا انه قاطعها هذا المنظر الصادم فكان ايوب يحمل افنان على كتفه وهي تركل بقدمها بشده وتصرخ... ومر من أمامها وصعد السلم وتوجه لغرفتهم وأغلق الباب بقوه اعتلت الدهشه وجهها ولكنها لم تتحمل الصدمه وتوجت لصالحه حتى تفهم كل شيء...... 


**********************************


في الأعلى 


انزلها ايوب والقاها علي السرير وشدد علي شعره بعضب واضح وبدأ في النظر لها بطريقه افزعتها ومن ثم اشغل سيجاره وبدأ في تنفثها وقد جلس علي احدى الكراسي 


افنان ببكاء: انت هتسبني امشي؟! 


ايوب ببرود: لا 


افنان بحزن: لي بس؟..... مش انت صعيدي معروف عن الصعايده انهم رجاله وانكم مش بتجبروا حد عليكم سبني امشي ارجوك انا بجد مش قادره اتحمل 


ايوب بعضب: لييي؟ لييي هاااا؟!...... قرفانه مني؟ ولا تكنش السفيره العزيزه هتروح لرجال الأعمال اللي بيجروا وراها ولا حاجه...... كنتي بتهربي ورايحه فين هاااااا 


افنان ببكاء: مش عارفه 


ظل ايوب ينظر لها بترقب وقد صور له عقله انها تعرف احدهم وكانت ستهرب اليه فوقت الغضب لا يعلم الإنسان في ماذا يفكر 


ايوب بغضب: كنتي ريحاله مش كده...... احسن مني في اي.... انا اللي صابر ومتحمل السنين دي كلها وفي الأخر تساوميني على جوازك مني يا اما الفلوس كاش يا اما مفيش جواز صح..... بس انا بقا هعرفك ازاي تفكري في غيري 


انحشرت الكلمات في حلقها  ولم تستطع حتى الدفاع عن نفسها او فهم ما يقوله هذا المعتوه فكان منظره مخيف للغايه شعره مبعثر وعينيه تشع حراره من كثرة الحمره التي كانت بها.... كانت تقسم بداخلها انها سوف تموت رعبا..... اقترب منها وامسك كتفيها وبدأ في هزها بقوه وهو يكرر نفس  الكلمات 


ايوب: ليييي هاااا..... لي بتعملي فيا كده عملت اي ليكي انت لي قاسيه كده..... بس انا هعرفك ازاي قساوه القلب اللي بجد 


نزع عنها حجابها بقوه مما جعله يقطع بعض الشعيرات... مما نتج صعود بعض الصرخات القويه منها التي هزت القصر بأكلمه 


**********************************


في الأسفل 


هبط الجميع من غرفهم واستيقظ هارون فزعًا من صوت الصريخ 


نور بقلق: في اي. ؟..... اي الصوت دا؟ 


هارون: دا جي من اوضه ايوب.... هطلع اشوف فيه اي؟ 


صالحه بغل: اباااه ما تسيبهم يا ولدي.... دي مرته وزمانه بيربيها 


نور بغضب ولكن حاولت الهدوء: انا هطلع اشوف في اي 


هارون بجديه: انا جي معاكي 


صعد الاثنين لمكان الغرفه في عجله وخوف شديدين فكان صراخها مهرع للغايه 


رنيم بغيره: شايفه يا طنط.... لسه مكملتش يوم وبقوا كلهم في صفها وخايفين عليها اوي 


صالحه: انا قلت من الاول البت دي مش سهله..... بس على مين 


**********************************


في الأعلى 


ظلوا يدقون على الباب بقوه وينادون بصراخ حتى يأتيهم اي رد ولكن لا رد..... حتى خرج لهم ايوب وهو يلهث بشده فدلفت نور الغرفه عند افنان سريعا 


هارون بغضب: اي في اي ؟...... ومالك بتنهج كده لي انت عملت فيها اي 


ايوب بغضب: اللي كان لازم يتعمل فيها من زمان روح شوف هنلبس اي في الحفله متشغلش بالك 


هارون بحزن: هتندم يا صاحبي صدقني 


**********************************

علي الجانب الاخر 


كان يجلس هذا الرجل المقنع  ويحتسي ما حرمه الله في كأسه وكان يترقب احد حتى دلف احدهم من الباب 


..... : هيحصل الليله يا باشا.... هيعمل حفله في القصر عنده وكل اللي انت عاوزه هيحصل 


الرجل: انا عاوز اخلص من الموضوع دا بسرعه..... لازم اخلص من الكابوس دا 


.... : بس مراته حلوه اوي.... وشكلها هبله ومش فاهمه حاجه 


الرجل بخبث: لو تستاهل ابقى هاتها ندوق منها حبه... اصل انا عارف ذوقه 


.... : من الناحيه دي اطمن


تعليقات



<>