رواية انت حياتي الفصل السابع والثامن والعشرون بقلم سارة مجدي

رواية انت حياتي

 الفصل السابع والثامن والعشرون

 بقلم سارة مجدي

كان الجميع يجلسون فى زهول بعد ما سمعوه من ام حسن 


ولكن مشاعر حسن كانت مختلفه لانها مشاعر غضب وليس زهول 

وقف حسن امام أمه وهو يقول


- كنت عارفه وبتجادلينى بالباطل يا امى .... طيب بابا مصعبش عليكى يتعذب باكل مال حرام .وانا كنت عايزانى لنفس المصير ... حرام عليكى .

وقف سلطان وامسك بكتف صديقه وهو يقول 

- خلاص يا حسن أهدى .... هى رجعت للحق مش هتفضل تلوم فيها .

ثم ربت على كتفه فى تشجيع وهو ينظر الى عينيه نظره ذات معنى 

- يلا روح بوس ايديها واعتذرلها على صوتك العالى .


تنهد حسن بصوت عالى وتحرك وجثى على ركبتيه امام امه وامسك يدها وقبلها فى محبه حقيقيه واعتذار وقال 


- انا اسف يا امى .... ارجوكى سامحيني .

ربتت على رأسه وهى تقول 


- انا الى اسفه يا ابنى انت معاك حق ... وربنا يسامحنى بقا 

ثم رفعت عينيها الى رحاب الواقفه  بجانب بطه  صامته  


اشارت لها ان تقترب ... فتحركت رحاب بهدوء  واقتربت منها وجثت امامها بجوار حسن الذى ابتسم لها .


وضعت ام حسن يديها على رأس رحاب وتمسح ملامحها بيدها وهى تقول ...


- انت نسخه من امك .... الله يرحمها .... كأنى شيفاها .... سامحينى يا بنتى .سامحينى 


قبلت رحاب يديها وقالت 


- ارجوكى متعتذريش ... مفيش ما بنا سماح او اخطاء ... حضرتك زى امى ... وانا مقبلش ابدا ان امى تعتذرلى .


كانت بطه دموعها تغرق وجهها الجميل وهى تقول 


- طيب هو انا مليش فى الحب والحنان ده ... ولا انا بنت البطه السوده .


ضحك الجميع على تلك الكلمات البسيطه التى ادخلت السعاده الى ذلك المشهد الباكى 


ولكنها اكملت قائله 


- ها يا حماتى رضيتى عنى انا كمان ... ولا بردو انا بره الحسبه دى 

إجابتها ام حسن وهى تلوى فمها 

- لما تجبلنا الحفيد الى يشيل اسم ابنى وجدوه ... تبقى حبيبتى .

انمحت الضحكه من ملامح بطه ولم تجيبها بشيء وهى تتحرك لتذهب الى المطبخ 

نظر حسن الى امه بلوم و تحرك خلف زوجته ليراضيها 


كان سلطان يود لو يقطع لتلك المرأه لسانها ولكن لسنها احترامه ... فقترب من رحاب وهو يقول


- يلا يا رحاب علشان نروح وترتاح شويه 

اومئت براسها نعم وقالت 

- طيب بطه مش هنطمن عليها .

تحرك خطوتين باتجاه المطبخ ونادا على حسن وبطه 

فخرج حسن بوجه يكسوه الغضب .

فقطب سلطان بين حاجبيه وهو يسأل 

- فى ايه يا حسن ؟

اشار له الى المطبخ وهو يقول 

- اسأل اختك ... باين عليها اتجننت .

دخل سلطان سريعا لاخته ولحقته رحاب 

وجد بطه جالسه على الارض بجوار خزانه المطبخ وهى تبكى 

اقترب منها سريعا وجثى بجانبها وسأل باهتمام 


- مالك يا فاطمه ... ايه الى حصل ؟

شهقت بصوت عالى تحاول ان تخرج صوتها 


- يا سلطان انا بقالى ثلاث سنين متجوزه ... وكل يوم بسمع من حماتى الحفيد ... يشيل اسم ابوه .... وكتير طلبت من حسن نروح للدكتور ورفض .... انا خايفه اووى يا سلطان خايفه .


والقت بنفسها فى حضن اخيها واكملت 


- تفتكر حماتى الى مش طيقانى ... هتفضل ساكته لحد امتى ... خايفه فى يوم يقولى هتجوز هموت ساعتها يا سلطان هموت 

كان حسن يستمع الى كلماتها التى تكوى قلبه حزنا عليها 

فدخل المطبخ كالإعصار وامسكها من يديها وسحبها من زراعها الى حضنه وهو يقول 


- انا بحبك يا بت ومقدرش اعيش من غيرك ..... ولا يمكن ابعد عنك او اكسر قلبك او اجرحك او اوجع قلبك .


كانت رحاب تبكى اقترب  منها سلطان وحاوطها بذراعيه ... وهمس لها قائلا 


- خلينا نسيبهم لوحدهم يلا 

اومئت له بنعم وخرجا من المطبخ لم يجدوا ام حسن فخرجا من المنزل دون كلمه اخرى .... واغلقوا الباب ورائهم .


كانت سهير جالسه فى منتصف سريرها بعد ان عادت الى منزلها سمعت صوت طرقات على الباب انزلت قدميها على الأرض ووضعت الحجاب فوق رأسها وذهبت سريعا لفتح الباب 

كانت ريم تنظر اليها وهى تبتسم وقالت 


- مساء الخير يا طنط

انحت سهير اليها واحتضنتها وقالت 


- مساء الورد يا ريم 

- بابا قالى انك هتعيشى معانا على طول .. ده بجد يا طنط 


ابتسمت سهير وهى تقول 

- وانت هتبقى فرحانه لو عشت معاكى على طول

قفزت ريم فى سعاده وقالت 

- اووووى ... انا بحبك اووى يا طنط .

ادمعت عينيها وهى تحتضن ريم بين ذراعيها وهى تقول 

- وانا كمان يا حبيبتى بحبك اوووى 


كان يوسف يشاهد الموقف من اعلى درجات السلم وعلى وجه ابتسامه رضا وسعاده .


شعرت سهير بوقفه يوسف رفعت عينيها اليه وعلى وجهها ابتسامه سعاده وشكر 

اقترب منهم يوسف وهو يقول 


- مكنتش مصدقه ... فعلشان كده جت تسألك وتتأكد 

وقفت سهير امامه وهى تقول 


- ريم براحتها ... تشرف فى اى وقت 

ضحك يوسف بصوت عالى على غير عادته وقال 

- خلاص اطلع انا منها 

شعرت سهير يالخجل وقالت 

- انا مش قصدى .انا بس 

قاطعها يوسف وهو يقول 

- على فكره انا سعيد جدا بعلاقتك انت وريم ده اكتر حاجه تسعدنى وتفرحنى وطمنى كمان 

ابتسمت فى سعاده حقيقه وهى تضم ريم الى صدرها  

فقالت بصوت خفيض 

- طيب ممكن ريم تبات معايا النهارده 


ابتسم واخفض راسه الى صغيرته وهو يقول 


- اوعى تتعبى طنط ....

ورفع عينيه الى سهير وهو يقول 

- تصبحوا على خير .

وصعد درجات السلم سريعا ظلت سهير تنظر الى خياله المنصرف وهى تدعوا الله ان تستطيع ان تسعده هو وتلك الصغيره التى سكنت قلبها واسعدته .


💕 انت حياتى 💕 الفصل الثامن والعشرون


عندما عاد سلطان ورحاب الى منزلهم كان سلطان يبدوا عليه الضيق  الشديد ... دائما فاطمه كانت ضاحكه ومرحه .. لم يفكر يوما بان بقلبها كل ذلك الالم والخوف ... هل اهمل اخته ولم يهتم بها جيدا ... ولكنه يثق بحسن ... يعلم ان امه لسانها سليط ... لكن ما يهم هو حسن .

تنهد بصوت عالى فاشعل نار الحزن فى قلب من تتابع كل شارده ووارده منه فى صمت ... اقتربت منه فى هدوء وهو ايضا لم يلاحظها وهو شارد فى احزانه جثت على ركبتيها امامه وربتت على فخذه فانتبه اليها والى جلستها ققطب بين حاجبيه وهو يقول بلوم 

- اقعده كده ليه يا رحاب ينفع يعنى . انت ناسيه انك حامل ومرتحتيش بقالك كام يوم قومى .

ومد يده حتى يمسك بيدها فامسكت يده وقربته من فمها تقبلها بحب خالص وعشق يتزايد يوميا ... واحساس بالمسؤليه تجاه ذلك الشخص الذى بذل كل شيء من حب واحتواء واهتمام .... لابد ان تقف بجانبه .. لابد ان تحاول اخراجه من ذلك الشعور .. هى تفهمه هو يشعر بالتقصير فى حق اخته ... وهى تفهم تلك المشاعر 

ابتسمت بحب وهى تقول 

- هو انا قولتلك قبل كده انى بحبك .

ضحك بصوت عالى وهو  يلعب بخصلات شعرها  وهو يقول 

- مش فاكر ... بس احب اسمعها ديما 


قبلت يده مره ثانيه وقالت بصوت يملئه الحب 

- انا بحبك .


ابتسم وربت على خدها وعاد الى شروده من جديد 

تكلمت رحاب دون مراوغه قائله 

- انا عارفه انك قلقان على بطه ... بس متخفش واضح اووى ان حسن بيحبها ... ولا يمكن يتخلى عنها 


نظر لها بتمعن وقال 

- انا انشغلت عنها مهتمتش اسألها سعيده ولا لا ... مفكرتش اعرف ايه مشاكلها ... كانت ديما بتضحك .. كانت ديما بتهزر افتكرت ان كل أمورها تمام ... انا لازم بكره ارحولها اتكلم معاها ... واشوف ايه الى يريحها 


ابتسمت له ابتسامه اطمئنان وربتت على يده وقالت 

- انت مقصرتش صدقنى .. وهى كمان مكنتش بتبين ... متلمش نفسك .... وبكره ان شاء الله كل حاجه هتكون كويسه .


ربت على كتفها و هو يبتسم وقال وهو يقف على قدميه ويوقفها امامه وتحرك بها واراحها على السرير وجلس بجانبها وهو يقول 


- وانت كمان محتاجه ترتاحى تعالى افردى ظهرك .. وارتاحى ...جعانه .. نفسك فى اى حاجه 


ابتسمت بسعاده وخجل وحركت راسها بلا 


فتركها ووقف على قدميه فامسكت يديه سائله 

- انت رايح فين ؟

- مش جايلى نوم هقعد بره شويه 

شعرت بالحزن لانها لم تستطع اخراجه من حزنه .لاحظ حزنها فسائلها باهتمام 

- مالك فى ايه؟

لم تجبه وظلت منكسه لراسها فوضع يديه اسفل ذقنها ورفع وجهها اليه فصدم بتلك الدموع على وجنتيها 

سألها بخوف حقيقى 


- مالك يا رحاب انت تعبانه حاسه بحاجه .

امسكت يده وقالتى


- انا معرفتش اعمل حاجه تنسيك زعلك وقلقك على بطه ... انا فاشله فى كل حاجه ... انا بحبك وخايفه عليك .

ربت على ظهرها بعد ان ضمها الى صدره بقوه و تحرك ليجلس بجانبها واراح راسها على صدره وقال 


- انا كويس صدقينى بس قلقان عليها ... يلا  نامى وانا جمبك اهو .


كانت سهير جالسه بجانب ريم السابحه فى النوم تمسك خصله من خصل شعرها تداعبها 

ابتسمت قى سعاده وهى تتذكر كل ما حدث اليوم خطبتها ليوسف ... وخبر حمل رحاب .. كم فرحت لها وتمنت ان يتم ذلك الحمل على خير .. 


افاقت على صوت الهاتف امسكت به سريعا وكان المتصل يوسف قبلت الاتصال سريعا وهمست قائله


- ثانيه واحده يا استاذ يوسف 

ودون ان تستمع لرد منه ابعدت الهاتف عن اذنها وانزلت قدميها وتحركت الى خارج الغرفه 

اغلقت البال بحرص ..وجلست على الكرسى الكبير بصاله منزلها وأعادت الهاتف الى اذنها  قائله 


- اسفه يا استاذ يوسف بس خفت لريم تصحى .

صمت هى كل ما سمعته فنادت عليه 

- استاذ يوسف انت معايا .

- استاذ ! هو ينفع يعنى خطيبتى تقولى يا استاذ .

صمتت ولم تستطع الرد .

فأكمل هو قائلا

- يا سهير كلها كام يوم وتبقى مراتى ومينفعش تقوليلى يا أستاذ ... وبعدين لازم تخدى عليا 


صمتت ولم تجيبه ..... لا تعرف ماذا تقول ... ليس سهلا رفع الالقاب .....حتى صالح رحمه الله كان يقول له استاذ

ذاد صمتها فنادها لتجيبه قائله 

- نعم 

ضحك وهو يقول 

- الحمد لله طلعتى صاحيه انا خفت تكونى نمتى 

ضحت ضحكه صغيره وهى تضع يدها لتغطى فمها 

فاكمل هو قائلا 

- سلطان قال انا وانتى نتفق على كل الحاجات يعنى معاد كتب الكتاب ... ولو عايزه فرح ولا لا ..

قاطعته وهى تقول 

- فرح ايه ... الفرح فى القلب .. هى قاعده كده على الديق وخلاص .


ابتسم وهو يجيبها قائلا 


- الى تشوفيه .

وبعد قليل من الصمت نادها 

- سهير .

- نعم .

- لو محتاجه اى حاجه قوليلى انا من اللحظه الى قرينا فيها الفاتحه وانت بقيتى مسؤله منى .

وانا كل الحاجات الى سلطان طلب تغيرها فى الشقه هنفذها .

لم تستطهع ان تجيبه احساس الامان والشعور بالراحه جعلت دموعها تنساب دون ان تشعر هناك من يجد فى حمل مسؤليتها حياه .... فى تلبيه كل رغباتها اهداف فى الحياه 

احترم صمتها ولكن تلك الشهقه الخافته التى خرجت منها جعلت قلبه يؤلمه هل قال ما دايقها نادها برجاء 

- سهير . فى ايه انا قولت حاجه دايقتك ... طيب انا اسف متزعليش ومتعيطيش ارجوكى 


قالت من بين دموعها وشهقاتها المتتاليه

- بتعتذر عن ايه ..  انا اول مره حد يهتم بيا كده 

ربنا يخليك ليا يا يوسف  واقدر اسعدك انت وريم .

هتف بصوت عالى اجفلها وهو يقول 

- قولتى يوسف من غير استاذ يا سلام ده انجاز عظيم .


ضحكت بصوت عالى فأكمل  هو قائلا 

- وطالما ضحكتى كده اقدر اقفل وانا مرتاح .... تصبحي على خير .

ظلت تنظر الى الهاتف وعلى وجهها ابتسامه رضا لم تشعر بها من قبل .


كان حسن جالس على الكنبه الكبيره فى صاله منزله وبطه بين زراعيه تجلس على قدميه كطفله صغيره تحتمى من الدنيا فى حضن ابيها 

كان يربت على شعرها دون كلام  ولا يقطع ذلك الصمت سوى شهقاتها المتتاليه التى تدل على بكاء قوى ومؤلم لكلاهما 


كانت عيناه ثابته فى مكان ما على الحائط المقابل له يتذكر كلماتها لسلطان .... وكلماتها التى قالتها له 


« امك هتجوزك يا حسن هى نفسها تجوزك واحده غيرى ... هى مش بتحبنى ... نفسها توجعنى ... نفسها اطلع مبخلفش علشان تحرق قلبى وتموتنى بالحيه وتجوزك غيرى ... مش هقدر يا حسن والله العظيم ما هقدر .. انا بحبك يا حسن ... قابله كرها ليا قابله المعامله الوحشه ... قابله انها تشفنى مجرد خدامه متوصلش تبقا مراتك ... بس لو اتجوزت غيرى يا حسن هموت والله هموت »

تلك الكلمات كانت تدبحه من الوريد الى الوريد  هى تتألم ومن اول يوم زواج ... كان يعلم  ... لا ... لم يتخيل .... لابد من حل جزرى .فى تلك القصه امسك ذراعها ليجلسها معتدلة ونظر الى عيونها الحمراء من كثره البكاء وهو يقول 


- مكنتش متخيل انك فقده الثقه فيا اوى كده ....لكن معلش كل حاجه هتتحل ...  واول حاجه علشان ترتاحى هنروح للدكتور علشان تطمنى .... وتانى حاجه 

اوقفها على قدميها ثم تحرك واحضر المصحف الشريف من مكانه ووضعه بين يديه وقال 


- اقسم بالله العظيم .... عمرى ما هجرحك ولا عمرى ليوم ما قابل وجه كريم هتكون ليا زوجه غيرك .


كانت دموعها تنزل من عيونها دون توقف ... وبعد ان انها كلماته جرت ورمت نفسها فى حضنه وهى تقول 


- ربنا يخليك ليا يا حسن ... ولا يحرمنى منك .... ويقدرنى اسعدك وهنيك ... وحقك عليا ... اسفه لو زعلتك . حقك عليا 


ربت على ظهرها وقبل جبينها وهو يقول 

- حقك عليا انا .... انا الى اسف .. انت حبيبتى .


وحملها وتحرك باتجاه غرفه نومهم ووضعها على السرير وهو يقول 

- ارتاحى بقا انت تعبتى اوى النهارده .... وبكره  ننفذ الى اتفقنا عليه .

    الفصل التاسع والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



<>