رواية باعني من احببت الفصل الخامس5والاخيربقلم الملاك الصغير


رواية باعني من احببت الفصل الخامس5والاخيربقلم الملاك الصغير


مضت الأيام بطيئة وثقيلة على حور فعذابها اصبح اضعاف مضاعفة 
فقد تعمد شامل على تعذيب روحها كما تفنن في تعذيب جسدها 
فأفقدها كل أمل كانت تحارب من أجله
 وأجهض حلمها الذي طالما حلمت به وكانت تعاند من اجله ألا وهو الخروج من هذا الماخور سالمة والعودة إلى حبيبها لتحقق حلمها بالزواج منه  
واظهر لها حقيقة من أحبت وعرفت كم كان  خطأها كبير  حينما سلمت له 
ولم يعد لها شيئ في الخارج سوى الوحدة... 
التي  عاشت تعاني منها اعوام طوال وسلمت لشريف حتى لا تعود إليها... 
وحاصرها شامل من كل اتجاه ففشلت كل محاولاتها للانتحار وفي كل مرة كانت تحاول التخلص من حياتها  كان يزيد من عذابها  ويتفنن في اذلالها بابشع الطرق 
واصبحت تخشى القبو وما تلقاه به من عذاب.. 
فقررت الاستسلام وان تصبح جثة وتترك الديدان تأكلها.. 

شعر شامل بنشوة كبيرة بعد ان أنتصر عليها 
وجعلها تخضع له.. 
وفي ليلة الواحد والثلاثون من ديسمبر ليلة رأس السنة الميلادية.. 
تجهزت كل الفتيات اللاتي في الماخور وقمن بوضع مساحيق التجمل والتزين لكي تأكلهن ديدان الأرض 
وتعالت أصوات الموسيقى الصاخبة وسطعت الاضواء الزاهيه 
وتعالت الضحكات المصتنعة للفتيات.. 
اما حور فكانت تسير جسد بلا روح ك  جثة تتحرك
  اصوات الموسيقى والضحكات كانت لا تعبر اذنيها ف الضجيج الذي بداخلها أعلى بكثير من ضجيج الموسيقى والضحكات 

وعلى مسرح كبير وسط الماخور وقفت جميع الفتيات بجوار بعضهن البعض 

ووقف الجميع يتطلع اليهن وكأنهن سلع تم عرضها للبيع وبدأ المزاد عليهن ومن يعطي اعلى سعر يحصل على السلعة التي يرغب بها.. 
واتى دور حور التي اشعلت المزاد بين جميع الموجودين إلى ان فاز بالمزاد احدهم بعد ان دفع ما يعادل ثروة ليفوز بها 
وهنا بدت على وجه شامل ابتسامة المظفر 
واخذ بيد حور وراح يلقي عليها تعلماته ويحذرها ويتوعدها إذا فعلت شيئ بخالف ما يأمرها به العميل 
كانت حور تسير خلفه وهو يسحبها من يدها  دون وعي ودون ان تسمع كلمة من توعده لها.. 
كان كل شيئ بها ساكن حتى الدموع تحجرت في عيونها 

ودلف بها إلى أحد الغرف وقبل ان يغادر دلف من فاز بالمزاد 
أنه رجل في نهاية الخمسينات طويل القامة عريض المنكبين 
كسا البياض شعر ولحيته الخفيفة 
ونال الزمن من وجهه ما نال ورسم عليه بعض التجاعيد التي لم تأثر على وسامته 
خرج شامل واغلق الباب وظل العجوز الوسيم واقفا يتطلع إلى حور والى ملامحها بشوق ولهفة وكأنه يعرفها منذ زمن بعيد 
كانت عيناه تفيض شوقا لها 
ثم أقترب منها وجلس بجوارها بينما لم تحرك هي ساكنا.. 
طال نظره الى ملامحها وعيناها التي اختفت خلف غيامة من الدموع امتلات بها عيونها ولكنها تحجرت ولم  تتجاوز  جفونها 

طال الصمت وعم الهدوء المكان ولم يحرك اين منهما ساكنا 
ثم قطع الصمت العجوز الوسيم وقال 
هل تعلمين لم دفعت كل هذا المال لكي احظى بكي 
نظرت إليه حور نظرة مبهمه لا تدل على شيئ ثم زاحت بوجهها بعيداً عنه دون اكتراث لسؤاله. 
وعاد الصمت للمكان ثم 
قال  إنك اعادتيني الى الوراء خمسة وعشرين عاماً.. 
فعندما رأيتك تذكرت شبابي وتذكرتها.. 
تذكرت الانسانة الوحيدة التي احببتها  في حياتي 
فانتي تشبهينها كثيراً 
عيناكي ملامحك شعرك كل شيئ بك يشببها 
حتى نظرة الحزن هذه نفس نظرتها.
 حينما  رأيتك شعرت انني اراها.. 
ليتني ما تركتها ليتني ما هجرتها ليتني استجبت لتوسولاتها 
وبقيت معها 
ليتني لم استمع لنداء عقلي الذي رفض ان اتزوج من امرأة سلمت لي نفسها قبل الزواج 
واستمعت لندا قلبي الذي كان يخبرني انها فعلت ذلك لانها أحبتني 
ليتني ما تخليت عن صغيري الذي كان يسكن احشائها.. 
لقد حرمني الله من الأبناء 
بسبب حادث تعرضت له في نفس اليوم الذي تركتها به 
كانت دموعها تسيل ك الانهار وركعت تحت قدمي وقبلتهما  لكي اتزوجها 
ولكن كيف لرجل شرقي ان يتزوج فتاة فرطتت له دون زواج 
كيف يمحي من رأسه أنها لم ولن تفرط لغيره كما فرطتت  له 
ظل العجوز يتحدث وهو ينظر إلى صورة اخرجها من  جيبه 
وحور جالسة بجانبه وعيناها معلقة بفراغ الغرفة... 
وكل ما تفكر به هو ايجاد طريقة تنهي حياتها وتخلصها مما وصلت إليه كيف تتخلص من حياتها دون ان يمنعها شامل 
ظل كلا منهما غارقا في تفكيره 

إلى ان مد العجوز يده ليلامس شعرها وهو يقول كل ما بك يبشبهها وهنا هبت حور من جلستها 
وانهمرت الدموع من عيناها نظر العجوز إلى عيناها فخفق لها قلبه.. 
وشعر بالشفقة عليها وقال لها برفق إذا كنتي لا ترغيين بهذا فلم تفعلينه 
فتبسمت حور ابتسامة ساخرة امتلأت بالحسرة والمرارة وقالت 
وهل لي الحق في الرفض... 
ف أنا لم أأتي إلى هنا برغبتي وتحملت ما لا يتحمله بشر حتى أحافظ على نفسي  من أجل نفسي ومن اجل من أحببت 
ولكني اكتشفت ان هو من اتى بي الى هنا 
لقد باعني من احببت الى شامل ووالده مقابل رزمة من المال 
صمت العجوز وبدى على وجهه عدم الفهم 
كما بدى عليه التعاطف معها.. 
ووقف من جلسته وراح يقترب منها وهنا خفق قلب حور وارتعد جسدها وتراجعت للخلف فأشار لها العجوز بيده 
لا تخشيني لن اجبرك على شيئ ولن اقترب منك  ولكن اشرحى لي كيف اتيتي إلى هنا 
فقالت له حور لقد فعلت كما فعلت حبيبتك وسلمت لم أحببت بعد ان وعدني بالزواج ولكنه فعل بي اكثر مما فعلت انت فانت هجرتها اما هو فقد باعني 
وهنا ظهر الغضب على وجهه العجوز وقال بحدة ولم 
لم سلمتي له لم ارتكبتي هذا الخطأ الكبير.. 
اأجابته حور وهي تعود لتجلس على السرير وهي تقول له بصوت مزقة الحزن والندم 
كنت أعلم أن ما أفعله خطأ وخطيئة كبيرة 
وكثيراً ما حاولت التوقف عن ذلك ولكني كنت أضعف من أن أرفض لأنني كنت أخشى أن أعود إلى وحددتي 
بعد وفاة والدتي 
وأين والدك كيف لم يقوم بمراقبتك ومنعك وحمايتك 





تبسمت حور ابتسامة ساخرة وهي تقول 
أنه  هجر أمي وتركها قبل ان اولد... 
لقد تربية يتيمة وأبي على قيد الحياة كم هو مرير الشعور باليتم... 
هل تعلم شعور الفتاة التي تتربى يتيمة  دون أب 
انها تشعر انها ضعيفة ك نبته خضراء. في. وسط صحراء كالحة 
  اي نسمة هواء قادرة على ان تعريها واي ريح قادرة على كسرها. يضنيها العطش حتى تجف وتيبس وهي في اول ريعانها
ف الأب هو مصدر الحماية خاصة للفتاة 
والفتاة التي تتربى دون أب 
تكون ك وردة دون شوك حولها ليحميها 
فيستطيع اي أحد ان يقطفها عندما يقدم لها بعض الحنان 
عندما يشعرها أنه سيكون لها أب  وضهر وسند 
وهذا ما فعله شريف لقد علم ما أعانيه واستغل حاجتي 
نظر إليها العجوز الذي مازال واقفا يستمع اليها ثم
تقدم منها  وعاد وجلس بجانبها والصورة مازالت بيده 
وقال لها كل هذا لا يبرر فعلتك 
فالتفت اليه حور بحده وغضب وراحت تصرخ به 
لا تصدر احكام فأنت لن تفهم ما عشت اعانية طوال حياتي ولا مدى خوفي 
من كل  من حولي كنت اخشى الناس 
حينما كانت تحدث مشكة بيني وبين احدى زميلاتي كان ياتي والدها ويدافع عنها فأما أنا لم أجد من يدافع عني 
كنت أخشى المرض لأنني لن اجد من يذهب بي إلى الطبيب  
كنت افتقد الامان وأنا نائمة انا وامي بمفردنا 
ثم صممت وهي تنكس رأسها وتقول لن تفهم أبدأ ما اقصة لك لانك لست فتاة تربت دون أب. 
ووقعت  عيناها على الصورة التي بيده 
فراحت تتأملها 
واخذتها من يده وهي تدقق في ملامح الصورة وتقول له. من اين اتيت بهذه الصورة 
نظر اليها بتعجب وهو يقول لها هل تعرفين صاحبتها 
حور. انها صورة أمي 
ومدت يدها وفتحت الطوق الذي حول رقبتها وهي تقول 
انها نفس الصورة 
نظر اليها العجوز والدهشة كادت ان تذهب عقله وهو يقول لها 
هل انتي ابنة حسناء 
اومأت له حور برأسها نعم حسناء أحمد عبد الحي.. 
العجوز  .. هذا يعني إنك انك ابنتي ام انها تزوجت هل لديكي اخوة 
حور... ما كنت عانيت الوحدة بعدها 
كادت الصدمة ان تذهب عقله وظل صامتا يتطلع إليها  
وهو لا يدري ماذا يفعل.... وظلت حور تطلع اليه وهي في حالة من الذهول وراحت تطرح الأسئلة 
هذا يعني انك أبي... نعم لقد أخبرتني امي كل ما قصصته أنت الآن 
الصورة صورتها.... 
كما انها لم تتزوج وزورت شهادت ميلادي... 
وتركت بلدها وعاشت بي في بلد غريب لأنها لم تستيطيع مواجهة اهلها ومعارفها عشنا أنا وهي دون اهل دون اصدقاء 
ظلت تطرح الاسئلة وتجيب عليها وهي في حالة من الذهول 
وراح العجوز يقترب اليها والبكاء يمزق صوته 
وحاول ان يضمها اليه فدفعته حور بقوة.. 
ابتعد عني هل ترى ما وصلت اليه انظر إليا
فراح العجوز يبكي بكاء هستري وهو يعتذر اليها 
حور  : عما تعتذر؟ على ماذا  ؟ 
عن غدرك بأمي وانها عاشت حياتها وحيدة 
ام  عما وصلت  اليه أنا انظر الى ما وصلنا اليه 
لقد دفعت كل هذا المال لتخظى بليلة مع ابنتك  لحمك ودمك 
وهنا خر العجوز على ركبيته وبكاء الحسرة والندم والخجل ينهش روحه 
ولم  يدري  ماذا يفعل.... 
ثم فتح باب الغرفة ودخل سليمان بك الكهلالخبيث وابنه المسخ شامل. فقد راؤا ما يحدث من كاميرات المراقبة 
فنهض العجوز من  جلسته عندما رأهم 
وهنا سأله سليمان 
ماذا يحدث هنا اقترب  شامل من حور واخذ من يدها الصورة ثم  نظر إلى الصورة المعلقة في عنقها.. 
وقال لوالده يبدو  ان  هناك شيء مشترك بينهم يا والدي 





جفف العجوز دموعة واقترب من سليمان وقال له 
دعها تذهب معي وسادفع لك كل ما تطلبه 
شامل: عن من  تتحدث  نظر اليه العجوز دع حور تذهب معي وسادفع لك ثلاث اضعاف ما دفعته الآن 
شامل  الهذا الحد تعجبك الفتاة  عامة إذا كان الأمر هكذا فباماكنك ان تأتي اليها وقتما تشاء وتستمتع بها كيفما تشاء 
مثلك مثل غيرك من الزبائن.. 
اثارت كلمات شامل غضب العجوز فأقترب منه وهو يصرخ به  ايها  الحقير واطبق بقبته على عنقه وهو يقول له انها ابنتي ايها الحقير القذر 
هنا تجمع رجال شامل حول العجوز وقاموا بضربه على رأسه فسقط على ركبتيه وصرخت حور أبي... 
نظر اليها العجوز والدموع تلألأ في عيناه... 
واصدر شامل قهقهاته وهو يقول يا له من مشهد تراجيدي 
نظر العجوز إلى سليمان مترجين اياه
أنت اب وتعلم ما هو شعور الأب  ارجوك اتوسل اليك دعها تذهب معي وسوف ادفع لك كل ما تطلب ولو طلبت كل ثروتي 
فتتدخل شامل هذا لن يحدث فحور  لن  تغاد هنا إلا على جثتي فلن اخسر رهاني عليها وأمر رجاله باخذها إلى  القبو  حتى تنتهي الليلة ويغادر العملاء المكان 
وهنا تعالت صراخت حور مترجية والدها بأن يخرجها من هنا
فتمزق قلب العجوز وراح يقترب من اقدام سليمان والدماء تسيل من مؤخرة رأسه  وقبل قدمه لكي يدعها
فركله سليمان بقدمه وهو يقول له لهذا العمل قواعد لن اغيرها. وهنا اخرج العجوز من  ملابسه  سلاح ناري وهو ينهض من  جلسته 
واطبق بزراعه على رقبة سليمان وهو يقول سأفجر رأسك إذا لم اخرج بها 
هبوا رجال شامل لينقضوا على العجوز فأشار لهم شامل بالتوقف 
فقال العجوز أأمر رجالك يتركوا حور وإلا  سأفجر  رأس  ابيك 
فاشار شامل برأسه إلى رجاله فحرروا حور التي ركضت واحتمت بظهر ابيها 
نظر اليها ابيها وقال لها افتي الباب وراح يتراجع للخلف  وهو يحكم ساعده على عنق سليمان ويصوب سلاحة الناري على رأسه. 
وعندما خرج من الغرفة تعالت صرخات الفتيات وتجمع  كل  من  في المخاور  وراح شامل يهدد العجوز بانه لن يتركه  
واقتربت سونيا من حور متسائلة عما يحدث فاجابته حور أنه ابي الذي اخبرتك عنه.. 

وراحت تصرخ فرحا ساخرج من هنا يا سونيا وسوف اعيش مع ابي لن احتاج ل شريف او  غيره 
واعدك أنني لن اتركك سأحررك انتي وكل الفتيات التي هنا  سنتحرر  جميعنا يا سونيا  وراحت تضمها والفرحة تملأ صوتها... وتقول اخيرا 
 وجدت الامان الذي طالما حلمت به 
وبينما كانت حور تتحدث لسونيا وهي تسير  بجانب والدها الذي  كان ينظر اليها والدموع تتدفق من عيناه  والدماء تسيل من رأسه وفي  سهوة  منه
 استطاع سليمان بأن يتحرر منه  بدعس قدمه  وبضربه اسفل صدره بكوعه 
وهنا وفي لمح البصر اخرج شامل سلاحه من جيبه وصوب نحو صدر العجوز واطلق طلقة من مسدسه استقرت في صدر حور التي حالت بين الرصاصة وبين صدر  والدها 
فعم الصمت المكان  إلا من صرخة قوية صدرت من حنجرت سونيا بأسم حور التي راحت تسقط بين يدي والدها الذي ترك السلاح من يده وضم حور بين يده وقد تحجر  كل شئ به وراح يترجاها بأن تبقى معه.. 
وجلست سونيا بجانبها والبكاء يمزقها وراحت حور تنظر إلي والدها وهي تتحس وجهه بيدها. 
وتقول إنك حقا وسيم كما اخبرتني امي كم تمنيت ان اعيش بكنفك وبجانبك  وغادرت روحها جسدها 





وراح والدها يصرخ بجنون لا  لا  لا  تذهبي انهضي لنخرج من هنا سأعوضك عن كل  ما مضى انهضي يا بنيتي هيا بنا لنخرج  من  هنا  
سوف تعشيين حياة جميلة سوف اقدمك لزوج يصونك وانتي ترتدي الفسان الابيض وتنجبين لي احفاد العب معهم 
وحملها بين يده التي سالت منها دمائها.. 
وسقتط سونيا في بكاء هستري ووقع نظرها على سلاح والد حور الذي سقط منه فلمعت في عيناها فكرة وحملت المسدس ووقفت من  جلستها وفي لمح البصر افرغت طلقات المسدس طلقة تلو الاخرى في  صدر  شامل 
فما كان من رجاله إلى انهم انهالوا عليها بالطلقات ولكنها لم تتوقف عن التصويب إلى صدره حتى افرغت به جميع طلقات المسدس 
وسقتطت أرضا بعد ان تلقى جسدها عشرات الطلقات من رجال سليمان الذي اصيب بالجنون عندما رأي ابنه غارقا في دماءه.... 

بيد من ضاعت حور 
الحبيب الذي باع 
ام الأب الذي تخلى 
ام الام التي فرطتت وانجبتها من طريق غير شرعي؟؟ 
    


                     تمت

تعليقات



<>