رواية انت حياتي
الفصل التاسع والعاشر
بقلم سارة مجدي
كانوا جميعا جالسون لتناول الإفطار ... نظر سلطان الى رحاب التى مازالت تشعر بالحرج ... سوف يقتل بطه ويسلم نفسه الى الشرطه بنفس راضيه
تكلمت بطه كاسره ذلك الصمت قائله
- الحمد لله انك متجرحتيش من الازاز
نظرت لها رحاب وابتسمت وقالت
-- الحمد لله .... سلطان مخلنيش الم الازاز متقلقيش
لم يعلق سلطان بحرف فنظرت اليه بطه قائله
- مالك يا سلطان ساكت ليه
نظر اليها واجابها بستخفاف وقال
-- كفايه انت بتتكلمى
- ايه الحكايه يا سلطان مش طايقلى كلمه ليه من الصبح ...
وقف على قدميه وقال
- ولا حاجه يا اختى انا داخل البس علشان اروح الورشه
ثم نظر الى رحاب قائلا
- شوفى لو عايزه حاجه من السوق اكتبهالى علشان ابعتهالك مع الصبى
اومئت بنعم وتحركت الى المطبخ سريعا
تحرك سلطان خطوتان ثم عاد مره اخرى ووقف امام بطه قائلا بجديه
- سهير جت هنا وقالت كلام فارغ ... انا فهمت رحاب كل حاجه ... بس عيزاك تخدى بالك ماشى
ولو قابلتى سهير عقليها بدل ما عقلها انا بطرقيتى .
لوت فمها وهزت راسها بأسى وقالتى
- سهير من زمان وهى بتحبك ... بس مش هسمحلها تجرح رحاب متخفش
ربت على كتفها وقال
- عليكى نور الا رحاب ... هسبلك الحكايه دى .هروح البس انا
كانت رحاب عائده من المطبخ بعد ان كتبت ما تحتاجه فى ورقه وعند باب المطبخ استمع الى كلمات بطه الاخيره ورد سلطان ... شعرت بسعاده غامره وابتسمت ... ظلت على وقفتها بعض الوقت ثم تنهدت بصوت عالى وخرجت الى. بطه قائله
- تشربى ايه يا بطه
-- ولا حاجه يا رورو .. ده انا اكلت زى البقره فى النجيله مبقاش فى نفس
ضحت رحاب بصوت عالى وقالت
- عليكى كلام يا بطه رهيب
خرج سلطان فى هذه اللحظه وقال
- هى كده على طول لسانها متبرى منها
-- الله يسامحك يا سلطان بس انا عارفه انك بتحبنى
- ايوه يا اختى بحبك اووووى
واقترب من رحاب واخذ من يدها الورقه وقال
- هبعتهملك على طول ... عايزه حاجه تانيه ...
هز رأسها بلا وقالت
- عايزه سلمتك .
ابتسم وقال
-- الله يسلمك ... سلام عليكو
وتحرك بتجاه الباب وخرج ولوح لهم بيده ثم اغلقه
نظرت رحاب لبطه قائله
- هتحكيلى
-- احكيلك ايه يا رورو.
- موضوع سهير
نظرت اليها بطه باندهاش قائله
-- هكليك عارفه ليه علشان عارفه انك عاقله وكمان سلطان معلهوش لوم ...هو دخله ايه فى واحده بتحبه وهو شايفها اخته
- عارفه يا بطه ... بس عايزه افهم الحكايه كلها
-- طيب تعالى نقعد وهحكيلك كل حاجه
كانت سهير تقف أمام المرآه تمسك باحدى خصل شعرها هادئه نسبيا تفكر كيف ستفرق بين سلطان ورحاب .
لديها من الخطط الكثير .... ولكن لابد ان تكون حزره ... فهى لا تعرف هذه الفتاه ... ولا تعرف شئ عن دهائها وذكائها حتى توقع سلطان فى حبالها ... فلابد انها غير سهله ... ولابد من التخطيط الجيد
تحركت من امام المرآه ... وفتحت الدولاب واخرجت ثوب أحمر طويل يبدوا محتشما ولكنه على جسدها فتنه فى حد ذاته ارتدته وعدلت من شعرها وزادت من زينتها وتحركت تخرج من البيت و هى تعلم جيدا ما يجب عليها فعله
وقفت امام بيت سلطان تتطلع اليه وتلمسه باناملها وكأنها تتلمس سلطان نفسه وليس الباب
بعد بعض الوقت انتبهت الى نفسها
و طرقت الباب .. وبعد ثوانى قليله كانت رحب تقف امامها ترتدى عباءة زهريه حريريه وتضع حجابا كما اتفق
شعرت رحاب بالاندهاش والخوف ولكنها لم تظهر ذلك وايضا وجود بطه بالداخل اشعرها بالامان وايضا معرفتها بالقصه كامله ومعرفه مشاعر سلطان الحقيقه
قالت لها وعلى وجهها ابتسامه رائقه
- اهلا وسهلا اتفضلى
-- انا جايه اعتذر عن الى حصل منى امبارح انا مش عارفه اذاى اعمل كده....
- مش هنتكلم على الباب ... اتفضلى جوه
خطت الى داخل الشقه وقبل ان تتكلم ظهرت بطه سائله
- مين يا رورو
-- دى الست سهير يا بطوط
- اهلا ازيك يا سهير ... منوره يا حبيبتى
--- اهلا بيكى يا بطه
قالت ذلك وهى تغلى من داخلها هل فشلت من اول محاوله
💕 انت حياتى 💕
كانت جلسه النساء غير مريحه بالمره بالنسبه لبطه
وحاولت سهير جذب انتباه رحاب اليها ومصادقتها
اما رحاب لم يظهر عليها اى معالم واضحه اذا كانت تصدق سهير .. او لا
تكلمت سهير قائله
- هو صحيح يعنى يا رورو ماتخذنيش يعنى اتجوزتى سلطان .. لسمعنا هيصه ولا شوفنا زينه .
ابتسمت رحاب بشجن وقالت
-- لان ابويا لسه متوفى من قريب ... وسلطان راجل يفهم فى الاصول ... محبش يسبنى لوحدى فكتبنا الكتاب علشان اقدر اجى اعيش معاه هنا وبقا تحت عنيه وفى حمايته وتحت جناحه.
إجابتها اعجبت بطه جدا ... وحرقت احشاء سهير ..
كانت تريد قتلها الان ولكن حين تكلمت كانت تقصد ان تهين رحاب قائله
- اه فهمت يعنى هو اتجوزك علشان خاطر ابوكى مش زى ما الناس بتقول علشان بيحبك وكده
ظلت بطه صامته على الرغم من حنقها الواضح من كل هذا الحديث ولكن كلمات رحاب نزلت على قلبها بردا وسلاما
- سلطان خطبنى من كام شهر ... وكان عايز الفرح الشهر الجاى على حسب اتفاقه مع ابويا ... بس الموت سبقنا كلنا ... وغير كل الخطط ... ربنا يرحمه ابويا كان ديما يقولى سلطان راجل حقيقى ... هكون مطمن عليكى معاه .
لوت سهير فمها بغضب واضح حاولت مدارته ولكنها فشلت فوقفت سريعا قائله
- طيب انا همشى بقا اصل وريا شويه مشاوير.
وقفت رحاب وبطه ليودعاها عند باب الشقه .
قالت سهير قبل ان ترحل
- ابقى تعالى زورينى يا بطه احنى صحاب من زمان ... ولا هو علشان محصلش نصيب مع سلطان تقطعينى
اجابتها رحاب متعمده تخطى تلميحها حول سلطان قائله
- الدعوه دى لبطه بس وانا لا
-- لا ازاى وانت كمان .... هستناكم
وخرجت سريعا وهى تحترق .. وتشعر بغضب شديد قررت الذهاب اليه و فى نيتها العب فى عقله
ظفرت بطه بصوت عالى وقالت
- اوف منها ايه ده قعدتها تقيله
ضحكت رحاب بصوت عالى وقالت
- انت كنت خايفه من ايه يا بطه؟
-- بصراحه خايفه منها عليكى انت وسلطان ربنا يبعدها عنكم
- وليه تخافى علينا منها مش عيزاكى تخافى كده ان شاء الله خير
فى ذلك الوقت كان سلطان فى الورشه الخاصه به يعمل على قطعه خشبيه حتى يحولها الى قطعه فنيه رائعه ... موهبه اكتسبها من عمله مع والده قبل ان يترك له مسؤليه الورشه واخته ... وهو للحق تحمل كل ذلك برجوله حقيقيه
كان يعطى كل تركيزه لما بين يديه حين ظهرت امامه فجاءه ......انها سهير ...
استغفر الله فى سره ووقف على قدميه ووضع يده فى جيب بنطاله ونظر اليها ببرود واضح وظل على صمته منتظر ان يستمع الى ما أتت من أجله ولم تخيب ظنه ولم ينتظر كثيرا ... حين قالت
- ازيك يا معلم سلطان.
لم يجيبها ولكن رفع حاجبه الايمن بتعجب
اكملت هى قائله
- تعرف انا جايه منين ؟
لم يتكلم ايضا ولكنه عاد الى ما كان يفعله قبل دخولها
شعرت بالغضب منه فقالت
- من عند مراتك .
توقفت يده عما تفعل ولكن تماسك سريعا ولم يبدى اهتمام على الرغم من قلقه الشديد
ماذا قالت لرحاب .. وماذا حدث هناك ولماذا لم تخبره بطه
فاق من شروده على كلماتها
- صحيح هى حلوه ... بس مش دى الى تليق بيك يا سيد المعلمين ... انت تليق بيك واحده بتحبك انت مش اتجوزتك علشان خاطر ابوها .... وبتحب غيرك كمان
وكائنها فتحت ابواب الجحيم فى وجهها
التفت اليها فى عنف وامسك بمعصمها بقوه وقالى
- كلمه تانيه وهنسى انك واحده ست ... مراتى خط أحمر وقبل ما تتكلمى عنها افتكرى كويس انى هقطع لسان الى يتكلم عنها ... انت فاهمه
ثم ترك يدها فسقطت ارضا وكان على وجهها كل ملامح الخوف
وقفت سريعا على قدميها وخرجت من الورشه وكأن وحوش العالم كله تجرى خلفها
ظل سلطان على وقفته الغاضبه لبعض الوقت ثم نظر حوله ليجد كل من يعمل عنده بالورشه شاهد على ما حدث
تنهد بصوت عالى واستغفر فى سره ثم قال
- مش عايز ولا كلمه والى هسمعه بيتكلم فى الى سمعه ده يعتبر نفسه مطرود .
وخرج من الورشه فى حاله غضب لا توصف وكلمه تحب غيره ترن فى اذنه .. انه يعلم سهير جيدا ويعلم انها ارادت زرع الشك به ... ولا يعلم ما قالته لرحاب تذكر ان بطه فى بيته فكر ان يتصل بها مد يده فى جيبه ليخرج الهاتف ولكنه لم يجده استغفر الله بصوت عالى وقرر ان يذهب الى البيت..... ان اقصر الطرق هى المصارحه
وصل تحت البيت وهم بصعود السلم حين قابل حسن زوج اخته واقف على اول درجات السلم فى انتظار بطه ان تنزل له
- ازيك يا حسن
-- فى نعمه والله يا سلطان انت عامل ايه؟
- الحمد لله بخير .. تعال اطلع نقعد شويه مع بعض وتتعرف على مراتى يا ابنى ..
-- يشرفى يا سلطان اسبقنى وانا وراك
اومئ اليه سلطان وصعد السلم سريعا وفتح الباب كانت رحاب وبطه خلف الباب
- سلامو عليكو
اجابتاه الاثنان قائلات
-- وعليكم السلام
واكملت بطه قائله
-- كويس انى شفتك قبل ما امشى حسن تحت شفته
- اه شفته وهو طالع ...
ثم نظر الى رحاب التى كانت ابتسامتها تنير وجهها قائلا
- البسى حجابك يا رحاب
--- حاضر
وتحركت سريعا
وبعد ان دخلت الغرفه واغلقت الباب
امسك سلطان بيد بطه سائلا
- سهير كانت هنا
-- اه يا اخويا بس رحاب خلتها نازله من هنا مولعه نار
- بطه سؤال وتجوبينى بصراحه
-- قول يا اخويا
- رحاب قالت لسهير انها بتحب واحد تانى
ضربت بطه على صدرها وقال
-- يا بنت (...) ابدا يا اخويا .. دى فهمتها انكوا مخطوبين من زمان واتجوزتوا بسرعه علشان ما تسيبهاش لوحدها
حمد الله فى سره ... ثم قال
- متقوليش لرحاب حاجه
ثم انتبه انه نسى ان ينادى على حسن
فتحرك الى الباب وفتحه وقال
- اطلع يا حسن
تقدم حسن ودخل البيت فى نفس اللحظه التى خرجت منها رحاب من الغرفه قائله بصدمه
- حسن !
