رواية بنت ليل
الفصل الثلاثون30
بقلم هدير سعيد
في احدي المشافي الكبري كانت ريناد تذهب وتجئ في توتر فزوجها فاقد الوعي منذ ساعات ولا يستفيق ابدا
تنتظر توضيحا احد ما يخبرها ماذا حدث لا إجابة فقط طبيب يأتي وطبيب يذهب حتي تم الاتصال باستشاري معروف ليحل اللغز وها هو بالداخل ولكن هناك ألم في قلبها ينبأها ان الأمر ليس بهين
الام : اهدي يابنتي اكيد هيبقي كويس هو بس بيختبر غلاوته عندك
ريناد: ياريت يا مامي انا مرعوبه خايفه جدا قلبي مقلوض ومش مطمنه خالص
الام : متقلقيش خير بس مش واجب تبلغي منصور بيه و باكينام ماينفعش يبقي ابنهم فالمستشفي وهم مش عارفين
ريناد : بنان حاولت تنتحر الصبح ومحجوزة فالمستشفي مش عاوزة اشتتهم وا اوترهم زياده يمكن يطلغ الامر بسيط ويفوق ونروح
الام : بنان تنتحر احنا بقينا في زمن العجايب الله يصلح حالها هتكون انتحرت ليه دي هي ناقصها حاجه
ريناد : والله انا عمري ما كنت قريبه منها هي طول الوقت بعيد عن الكل في كوكب لوحدها
الام : الباب بيتفتح يارب يكون الدكتور ويطمنا
ركضت ريناد حيث الطبيب
ريناد : بليز يادكتور طمني ايمن ماله
الطبيب بأسف : غيبوبه
ريناد : من ايه مش بتقولو كل مؤشراته الحيويه تمام
الطبيب : للاسف الغيبوبه دي نفسيه هو بيهرب بيها من الواقع واضح انه نفسيته مش في احسن احوالها فعقلة ما استحملش واختار انه يدخل في الغيبوبه دي
كانت كلمات الطبيب كصفعه علي وجه ريناد فقد شعرت انها السبب بما حدث لزوجها حاولت التماسك وتسألت : طب هيفوق امتي
الطبيب : بعد ساعه بعد يوم بعد شهر بعد سنه او سنين يممن ما يفوقش اصلا لو هو مش عاوز يفوق
صفعة اخري وكأن الطبيب يريد يخبرها انها يتمت ابنتها وابيها علي قيد الحياه تمنت لو تجاهلت الصورة التي رأتها او ظلت في منزلها توقفت عن الحديث وكأن لسانها قد عُقد انصرف الطبيب وحاولت امها ان مواساتها ولكنها لم تسمعها
*********
شمس : بابا اتاخر هو مش كان قال هيجي تاني
ورد : ممكن اتاخر في شعله باباكي رجل اعمال واتشغل اليومين اللي فاتو دول معانا واكيد وراه مواعيد كتير اتأجلت وتلاقيه اتشغل فيها
شمس : يمكن
ورد : ما جوعتيش
شمس : ياعني
ورد : طب تعالي نشوف ايه فالبيت ده ممكن يطبخ
دخلت ورد وليل إلي المطبخ يفتشن يمينا ويسارا ولكن بلا معني فالثلاحة مليئة بجميع انواع المرطبات ولكن لا طعام ولا اي نوع حتي فقط يوجد بعض انواع المحمصات والبسكويت وبالتأكيد لن ينفعهم هذا
ورد : ياعني فيلا طويلة عريضه زي دي مفيهاش اكل طب اللي جهز البيت مافكرش اننا هنحتاج ناكل فالح يملا التلاجة بس عصاير وصودا
شمس : طب هنعمل ايه
ورد : هنطلب دليفري طبعا وبكرة ننزل ننزل اي هايبر ماركت بقي
طلبت ورد الطعام
شمس : طب كملي بقي علي ما الأكل يجي
ورد : بعد ما عمتي منعت العيلة كلها من التعامل معانا
احنا مزعلناش قولنا بركه يا جامع كانت المشكله الوحيده انه محمد واحمد كمان لازم يشتغلو بعد ما الفتافيت اللي عمي كان بيبعتها من ايجار الأرض اتقطعت
فلاااااش بااااااااك
محمد : متزعليش نفسك يا صفصف احنا كبرنا وكده كده كنا عاوزين نشتغل
صفاء : ومذاكرتكم يا عيال
احمد : ما تقلقيش هنذاكر ونركز وبعدين مش احما وول ناس فالدنيا تذاكر وتشتغل سيبيها علي الله
صفاء : ربنا يباركلي فيكم يا حبيبي صحيح اختكم راجعه بكرة مش عاوزاكم تجيبو سيرة قدامها خالص وحضرو نفسكم عشان نروح نزورها
محمد : أوبا بقي حاضر يا صفصف ماتقلقيش
وقبل رأس امه واقترب شقيقه ايضا لتقبيل يد صفاء
لتضمهم إليها وتقول : ربنا يفرح قلبي بيكم يارب ويعوضكم خير
كانت ليل في طريقها لمصر
ايمن : مكنتش عاوز ارجع والله ياعني حد يسيب العسل ويرجع
ليل بخجل : ما احنا ممكن نخلي ايامنا كلها عسل سواء هنا او هنا
ايمن : انتي احلي حاجه حصلتلي في حياتي ياليل عارفه انا عمري ما فكرت احب واتجوز اصلا لحد.ما شوفتك جيتي غيرتي كل القواعد انا بعشقك
ليل بصوت يملئة الحرج والخجل : وانا كمان
ايمن : ايه مش سامع قولتي ايه
ليل : وانا كمان بحبك اوي
ايمن : ايوه بقي اخيرا طب اقوم ارقص والناس تقول مجنون
ليل : ما انت فعلا مجنون لكن قلبي اختار يحبك اعمل ايه
كاد ايمن يضمها إليه لولا انا ابعدته بحرج قائلة : الناس
ايمن : واحنا مالنا ومال الناس انتي مراتي وبعدين كلهم اجانب الموضوع بالنسبه ليهم عادي
ليل : بس انا بتكسف
ايمن : وانا وقعني غير خدودك اللي بتحمر من الهوا دي
بقولك ايه انتي تخلصي ورق الجامعه ده ونلف مصر كلها ونعمل honey moon جديد
ليل : تعرف انا نفسي اروح مرسي علم اوي اصلا حلمي اني ابني علي الشط فيها بيت من الخشب واعيش فيه يا علي الهدوء والجمال
ايمن : بس كده انتي تؤمري امر اول ماكان هنروحه هو مرسي علم ولا تزعلي المهم في موضوع عاوز اكلمك فيه انا فضلت مأجلة طول الوقت اللي فات بس خلاص لازم نتكلم فيه دلوقتي
ليل : موضوع ايه
ايمن : مامي بكينام هانم
ليل : مالها
ايمن : بصي يا ستي بصراحه كده مامي اصلا ما كنتش تعرف بموضوع جوزنا و زمانها عارفت و اكيد طول الشهر اللي فات ده كانت بتستعد لحرب علينا عشان تفرقنا لانه ليها افكار قديمه نوعا ما فعاوزك عشان خاطري انا تستحملي معايا الايام اللي جايه انا والله مش هسمحلها تيجي عليكي بس عشان خاطري ما تسلميش الرايه علي طول
ملئت الصدمة وجه ليل ورسم عليها العبوس فقد تذكرت ما قالتة مروة عنها مسبقا فقالت : عشان انا مش من نفس مستواكم ياعني
ايمن : بصي ماما عندها شوية افكار كده مش حلوة بس انا متاكد انها لما تقرب منك وتعرفك هتحبك زي ما انا بحبك لما تتاكد من قلبك الابيض ده زيي يمكن تحبك اكتر مني كمان انتي مفيش حد ما يحبكيش ياليل
بااااااااك
امام الباب الخارجي للفيلا
عامل التوصيل : في اوردر مطلوب علي العنوان ده
الحارس بتعجب : طب استني اتاكد ليرفع هاتفه الداخلي ليتأكد ورد هانم هو حضراتكم طلبتو دليفري
ورد : اه ياريت تدخله
الحارس : تمام يافندم
استلم الطلب و دفع الثمن و دخل لإيصالة للفتاتان
استقبلته ورد تحمل في يدها النقود
الحارس: هو بس استاذنكم لو طلبتو حاجه بعد كده تبلغونا عشان ما نتفاجأش وبعدين هو ان شاء الله الطباخ الصبح هيكون موجود
ورد : تمام اتفضل الفلوس
الحارس : في فيزا معانا يا هانم بس لطلبات البيت
امأت ورد بوجهه فانصرف الخارس ودخلت هي بالطعام
شمس : ايه ده هيبقي عندي طباخ ياعني من مفيش اكل خالص لطباخ
تألمت ورد لما قالته شمس
ورد : انتي علي طول بتقوليلي احكيلي احكيلي انتي بقي ماحكتيليش انتو كنتو فين وعايشين ازاي
فبدات شمس بقص ما عايشته علي خالتها التي كانت تبكي تأثرا بما تسمع
******
في المشفي الخاص بليل دوت صافرة تعلن توقف قلبها عن النبض ليهرع الجميع إلي غرفتها
الطبيب : جهاز الصدمات بسرعه جهاز الصدمات لتعطيه الممرضه اياه وتعدل الفولت وتبدأ اولي الصدمات