رواية بنت ليل الفصل الثالث والثلاثون33 بقلم هدير سعيد


رواية بنت ليل
 الفصل الثالث والثلاثون33
 بقلم هدير سعيد

قد يكون حزننا خيبة امل اكثر منه حب فقد امنت ريناد لإيمن رغم ان حذرها الجميع كونها غير قادر علي تحمل المسئوليه وله ماض ليس بالجيد فقد اعتاد ارتياد اماكن المجون والفساد ولكنها تحدت الجميعه به اصرت ان تصبح إلي جواره ان تصلح ما يخبرونها بفساده فكان صريح معاه بكل شئ الا هذا الأمر لما اخفاه وكيف اخفاه كيف لم يخبرها احد بزواجه المسبق   كانت تبكي وتنعي حظها وهي تنظر إلي الهاتف الذي توقف عن الرنين بعدما يأست شمس من ان تجد رد كلما حاولت الرد عليها منعتها يدها من ان تجيب فمازالت تحاول اقناع نفسها انها ليست ابنته ان هناك شئ غامض قد يكون كافلا لها في تحد دور الأيتام او ابن صديق له قد توفي بالتأكيد ليست ابنته ولكن ماذا عن الصورة كاد عقله ينفجر حتي عاد الهاتف إلي الرنين ظنتها شمس ولكنها وجدت المتصل هشام فتمالكت نفسها وجففت دمعها واجابت وهي تحاول ان يخرج صوتها طبيعي 
هشام : أيمن باشا 
ريناد : ايوه يا هشام انا مداوم ريناد ايمن بيه فالمستشفي تعب امبارح ونقلته 
هشام : ايه ازاي حصل امتي ومستشفي ايه 
اجابته ريناد بهدوء ليجد انها نفس المشفي التي كانت بها ليل وبكينام مسبقا 
هشام : لا حول ولا قوة الا بالله ان شاءالله هكون هناك لو حاضرتك محتاجه اي حاجه اومرك 
ريناد وقد تذكرت ان هشام يعمل مع ال الوزير منذ زمن طويل فلا بد ان لديه علم بالأمر : محتاجه اتكلم معاك ضروري هقبلك بعد ساعه في المستشفي 
هشام : تمام يافندم 
واغلقا الخط 
لتجد ريناد انه لا مفر من اخبار والديه بالأمر 
فاتصلت بمنصور الوزير الذي كاد يفقد وعيه فابنه في غيبوبه وابنته قد حاولت الانتحار فأي سوء يحيط به 
اغلق الهاتف وابلغ زوجته وانطلق إلي المشفي هو الأخر ليطمئن علي ابنه
*******
وصلت شمس وخالتها إلي المشفي واتجهتا مباشرة إلي غرفة الرعايه ليتطلعا إلي ليل المعزوله من خلف ذلك الزجاج 
شمس : الحقي الحقي ماما قعدة علي السرير والممرضه بتأكلها 
ورد : الحمد لله معني كده انه ليل بقيت كويسه يلا نشوف الدكتور يطمنا 
وفي اثناء ذهاب الفتاتان للطبيب وجدت شمس هاتفها يرن كان المتصل هشام
شمس : الو 
هشام : ازيك عامله ايه 
شمس الحمد لله 
هشام : انا كنت بتصل بيكي غشان لو محتاجين حاجه او عاوزين حاجه 
شمس : لا مش محتاجين شكرا بس هو بابا فين مختفي من امبارح وبتصل بيه ما بيردش 
هشام بزعر : اتصلتي بيه ليه بس كدا ليه 
شمس : هو في ايه 
هشام : للاسف ايمن بيه تعبان من امبارح وفالمستشفي 
شمس بصرخة : بابا 
ورد : في ايه 
شمس ببكاء : بابا كمان فالمستشفي 
لتاخذ ورد الهاتف لتفهم الوضع ليقص عليها هشام الامر وتنهي المكالمه لتضم ابنة أختها المكلومه حتي تهدئ 
ورد : ما تخفيش يا بطتي هيبقي زي الفل 
شمس : يارب
******
كان ايمن لا يزال في غيبوبته 
يري الماضي يمر بعقلة كأنه يشاهد فيلما بالسنيما 
فلااااش باااااك
 يستيقظ ايمن علي صوت بكاء يبحث عن مصدره ليجد ليل تجلس بداخلورة المياه تبكي من ألم 
ايمن : مالك ياحبيبي في ايه 
ليل : تعبانه اوي بطني بتتقطع زي ما يكون فيها سكاكين 
طب تعالي نروح مستشفي لتكوني اكلتي حاجه عملتلك تسمم
ويحملها ايمن ويسير مسرعا إلي الخارج ليطلب من الحرس سيارة وينطلق إلي المشفي ويغض طرفه كونه مازال بملابس النوم حتي وصل و حملها و ظل يركض حتي وضعها علي احد الأسرة الخاصه بالطوارئ فطلب منه الطبيب ان يعطيه مساحة لفحصها و سألها الطبيب عدة اسأله ومن ثم فحصها بجهاز الأشعة ليبتسم قائلا : واضح ان النونو بيلعب وبيمبر بس مفيش اي حاجه 
ليجد صوتيهما معا متسألا : نونو ؟ 
الطبيب : هو حضرتكم ما تعرفوش ان المدام حامل واضح انها كمان في اخر شهرها الرابع ازاي متعرفوش 
ايمن : انا هبقي اب انا هبقي اب 
وليل كانت تبتسم كالبلهاء وتمسد علي بطنها وهي تنظر إلي سعادة إيمن لتضاعف سعادوتها 
ايمن : يا دكتور متأكد انها حامل 
الطبيب : يا جماعه السونار اهو بيقول انه في جنين عمرة ١٥ اسبوع ياعني المدام قربت تخلص شهرها الرابع انا مستغرب انها متعرفش او علي الاقل مظهرش عندها اي اعراض 
ليل : محستش بحاجه خالص والله 
الطبيب  : خير عموما الف مبروك هكتبلك فينامينات للحمل 
ليل : مش باين عندك ولد ولا بنت 
الطبيب : للاسف قافل رجله بس ممكن اسمعكم النبض 
فيقترب ايمن ليسمعهما الطبيب نبضات قلب الجنين ليضم زوجته بفرحة وينظر إلي تلك النقطه الصغيرة في جهاز الأشعه وبخبرهم الطبيب انها الجنين وكانت سعادتهما بالغه 
انهي الطبيب عمله وانصرف بعدما اعطاها احد الحقن المسكنه  وحملها عائدا بها ألي السيارة 
ليل : نزلني يا ايمن انا بقيت كويسه 
ايمن : ولا هتلمسي الأرض برجلك لحد ما النونو ده ينور حياتنا 
ليل : تفتكر ولد ولا بنت 
ايمن : نفسي في بنت بنت شبهك 
ليل : لاء شبهك انت 
ايمن : لاء هتبقي شبهك انتي عشان اما تغيبي هي تبقي معايا
ليل : اغيب فين انا علي قلبك وقلبها 
ايمن : ربنا يخليكم ليا 
ليل : يارب
في فيلا ايمن الوزير في اليوم التالي 
باكينام بصراخ : ايه حامل ينهار اسود ياعني كده مفيش طلاق ولا هلاص منها للابد 
ايمن : هو حضرتك بتصرخي وكان في ميت عشان مراتي حامل للدرجه دي فرحتي صعبه علي قلبك مش ممكن تبقي ام انا غلطان اني جيت اشاركك فرحتي
وانصرف غاضبا كانت ليل مازالت نائمه لاستيقظ علي صوت باكينام الصارخ 
باكينام : انتي اصحي فوقي كلميني زي ما بكلمك 
ليل بزعر : ايه في ايه ايمن حصله حاجه 
باكينام : اللي في بطنك ده لازم ينزل مش هيجي الدنيا طفل لابني منك انتي امه لازم تبقي بنت ناس مش واحده زيك انا سيباه يتسلي باللعبه اللي شبطان بيها لكن متوصلش لخلفه وانه يفضل مربوط بيمي باقي حياته انتي سمعاني ولو منزلتيهوش تصرفي انا مش هيعجبك 
وتركتها وانصرفت وتركت تلك الليل لا تدري امان هذا كابوسا ام انها يقظه وان كلماتها حقيقه لا خيال 
كانت بكينام كاعصار مدمر فبعدما خرجت من غرفة ليل اتصلت علي بنان 
بنان : ايوه يا انطي انا مش فاضيه دلوقتي بقيس فستان الفرح هكلمك بعدين 
باكينام : مش قبل ما تسمعي المصيبه اللي انا فيها الهانم مرات اخوكي حامل 
بنان : اوه طب اهدي يا انطي اهدي وهنفكر في تصرف نعمله بصي انا هخلص الفستان والصور اياها هبعتها انهارده لأيمن هو اكيد من عصبيته بعد ما يشوفها هيخلصنا من البيبي 
باكينام : ايوه صح انتي عندك حق بسرعه يا بنان بسرعه 
بنان : اهدي بس يا انطي 
واغلقت بنان الهاتف وهي تقول لنفسها كان نفسي تهتم لفستان فرحي وتقولي لازم اكون معاكي وابتسمت ساخرة علي افكارها وشرعت فيوارتداء فستان زفافها لقياسه
**********
بااااك
كانت مؤشرات ايمن في تذبذب مستمر حتي ان صافرات الاجهزة بالكاد تتوقف ودون ان يمر وقت طويلا تعود من جديد للصفير 
منصور : في ايه ليه الهرجله دي والكل رايح جاي حد يفهمني في ايه 
ممرضه : والله يا منصور بيه الدكتور بس يخرج من عنده ويشرحلك الحاله ده اذا خرج 
منصور : ياعني ايه اذا خرج 
الممرضه : حالة ابن حضرتك مش مستقره وبالكاد بنظبط كل حاجه ومفيش  ساعه بالكتير والحاله ترجع تتلغبط تاني ومحدش فاهم في ايه 
كان القلق ينهش قلب منصور فكلام الممرضه غير مطمئن علي الاطلاق 
انهي الطبيب عمله بعدما حقن ايمن بالمهدئ مرة اخري فمؤشرات نشاط المخ تدل علي انه يري شئ غامض يسبب له هذا الهياج
منصور : طمني يا دكتور 
الطبيب : للاسف الحاله اللي فيها ابن حضرتك غيبوبه نفسيه وللاسف محدش عارف هو ممكن يفوق امتي 
منصور : ننقله برة مصر 
الطبيب : حقيقي مش هيفرق هنا من بره لانه مفيش حد في ايدع حاجه يعملها ولا حتي علاج 
منصور : ياعني ابني هيفضل كده 
الطبيب : واللت معنديش إجابه للاسف الشفا في حالة ابنك من عند ربنا ادعيله 
وانصرف الطبيب ليقف منصور امام ابنه باكيا حتي وصلت باكينام 
باكينام : منصورطمني ابني ماله 
منصور : محدش عارف ابنك في ايه 
باكينام : طب مستني ابه جهزله طيارة خاصه بسرعه وانقله بره 
منصور : حاضر 
وظل ثابتا بلا حراك 
باكينام بعصبيه : انت واقف زي التمثال كده ليه مش بقولك لازم يسافر يتعالج بره 
منصور : بنته ومراته رجعو من الموت 
باكينام : عرفت 
منصور : غيبوبة ابنك نفسيه ياتري عرف ايه يدخله فالغيبوبه دي 
باكينام : قصدك ايه 
منصور : كان ليكي يد فاللي حصل ل ليل ؟ 
باكينام : انت اتجننت انت بتقول ايه 
منصور : ادعي ربك ان ابنك يفوق عشان لو ما فقش انتي اللي هتتحسبي علي ضياعه و
تركه وانصرف ليجري عدة اتصالات كي يجهز طائرة لنقله إلي الخارج 
تعليقات



<>