رواية بنت ليل
الفصل الثامن والعشرون28
بقلم هدير سعيد
كان الوقت امام غرفة الجراحه يمر ببطئ شديد الحميع يدعو الله يحاول التماسك فتخونخ العبرات فتتساقط بلا توقف تتراقص ذكرياتهم مع ليل امام اعينهم كأنهم امام فيلم سينما
ليل : ايمن انا مش متخيله السعادة اللي انا فيها دي عارف لو حد قالي يوم ما شوفتك اول مرة اني انا وانت هنتجوز كنت قولت اكيد مجنون
ايمن : ياقلبي ىبنا يقدرني واسعدك طول العمر
ليل : انا زعلانه اوي عدي اسبوعين بسرعة البرق وفاضل اسبوعين زيهم وننزل مصر
ايمن : لو عاوزانا نطول ونكمل شهر كمان نعمل كده
ليل : ياريت ينفع بس انا لازم انزل اقدم ورقي فالجامعه الدراسه خلاص علي الابواب لما اتصلت بماما قالتلي انهم خلاص بعتولي بطاقة الترشيح
فضرب ايمن علي راسه : تخيلي انا معرفش انتي مقدمه في كلية ايه لحد دلوقتي
ليل : عيب عليك والله طب عين شمس ان شاءالله
ايمن : لو تخبي اخولك جامعه امريكيه ولا المانيه قولي
ليل : ومالها عين شمس انا مبسوطه اني هدخلها
ايمن : ربنا يوفقك يا لولو ثم استطرد وهو يقترب بخبث ويقبلها من خدها قائلا : طب ايه اسبوعين سوا مع مراتي اخوات مش عيب في حقي ده
ابتسمت ليل بحرج واعتبرها هو اشارة القبول
فاق ايمن من شرودة علي صوت انذار قوي ياتي من العمليات وخروج ثلاث ممرضات يركضن في اتجاهات مختلفه ولا احد يعلم مايحدث فتوتر الجميع فيبدو ان هناك خطر ما لم تستطع ورد تحمل ذلك التوتر فسقطت فاقدة للوعي
التف الجميع حولها ورد ورد فوقي انتي كويسه حملها شقيقها وركض بها عدة خطوات والجميع خلفه حتي رأهم احد التمريض فاشار له ان بتبعه وذهب مسرعا واحضر سرير متحرك وضعها عليه
كان الجميع متوتر فازادت اغمائة ورد توترهم
اتي الطبيب الذي اخبرهم انه فقط ضغط نفسي وانه اعطاها مهدئ سيساعدها علي الاسترخاء
الهام: طيب انتو ممكن تروحو عند ليل وانا هقعد مع ورد
وكان الجميع ينتظر تلك الكلمة فذهبو مسرعين
كان اول الوصول ايمن
ليجد احد الممرضات قد عادت
ايمن : يا مس يا مس لو سمحتي في ايه
الممرضة : للاسف الحالة مش كويسه والعمليه خطيرة واضطرينا نخرج نجيب ادويه معينه بعد اذنك
قالت كلماتها وذهبت كان الجميع قد سمع فبدأت شمس بالنحيب وضمتها عبير لتهدئها ولكنها بكت معها فعلا النحيب اكثر واكثر وكانت دموع محمد تهطل بلا توقف ولكن بلا صوت اما ايمن فقد بدا مشدوها او لم يسمع كلمات الممرضة فظل ثابتا بلا حراك وكان عقلة قد توقف عن العمل حتي سقط علي الارض باكيا كطفل صغير تاه عن امه
***********
عادت بكينام إلي قصرها القديم فهي ليست لديها لجدال مع منصور الان فيكفيها ضجيج بداخلها
فلما وصلت وجدت عدد كبير من الحرس حتي انها تعجبت اضطر الحرس ان يسمحو لها بالدخول مع المحاوله للاتصال بهشام كي يبلغ ايمن بما يحدث
اما بكينام فتوقفت امام الحارس القابع امام الباب الداخلي متسألة : هو في ايه ليه كلكم هنا كده هو في حد هنا
الحارس : بنان هانم
بكينام : وهي جايه تستخبي هنا وجيباكم كلكم تحموها ماشاء الله
الحارس : لا يا هانم ايمن باشا هو اللي جايبنا هنا عشان نكنعه من الخروج او التواصل مع حد
هاوي قلب بكينام في قدميها فاذا ايمن قد علم كل شئ وظنت انه كان يلمح لذلك حينما ذهب إلي زيارتها بالمشفى وأخبرها بعودته ولم يعد
بكينام : هي فين
الحارس : في جناحها ياهانم وممنوع حضرتك تكلميها دي اوامر ايمن بيه
بكينام : هتمنعوني ياعني
الخارس يا هانم كلنا هنا مامورين امر واحد بنان هانم ماتتواصلش مع حد واميد خرس البوابه بلغو ايمن بيه بتشربفك وزمانه علي وصول والحرس اللي قدام الجناح مش هيسمحو لسيادتك بالدخول
كادت بكينام تصرخ في وجهه ولكن هي تعلم انها لا يجب ان تزيد من العماء بينها وبين ابنها من اجل بنان فقررت الذهاب إلي جناحها فهي بحاجة إلي اللسترخاء ولكن تراجعت عن تلك الفكرة حينما فكرت انها كفأر اتي إلي المصيدة بقدمية فان دخلت إلي جناحها قد يامر ايمن الحرس بمنعها من الخروج هي الأخري فالتفت لتعود إلي سيارتها ومن ثم تذهب إلي احد الفيلات الاخري
اما بنان قد لان وجهها حينما رات زوجة ابيها قادمة ولكن خاب املها حينما وجدتها تنصرف فصرخت قائلة : يا انطي انتي هتسيبيني وتمشي انا قولت هتخرجيني من هنا
ولكن بكينام لم تجب بل انطلقت بسيارتها وهي في حال يرثي لها
*****
كادت ريناد تفقد عقلها اين ذهب الم يكن متعبا منذ قليل لم لا يجيب علي هاتفه يبدو ان ما يخفيه عنها امر جلل حاولت التواصل مع الحرس علها تصل إلي مكانه ولكنها لم تصل لشئ يذكر دخلت عليها ليل فجاءة
ليل : مامي مامي
ريناد : ايه يالولو
ليل : هو بابي مش هيوديني الملاهي انهارده
ريناد: مش عارفه يالولو تقريبا بابي معرفش يخلص شغل بدري
ليل بوجه عابث : يوووه انا اتفقت معاه وهو علي طول يافق ويرجع في كلامه
ريناد : معلش يا لولتي بس بابي غصب عنه مشغول
ليل : صح يا مامي هو ليه بابي متصور مع عروسه غيرك
ريناد عروسه غيري ازاي
ليل : تعالي اوريكي
واخذت يد امها وصارت بها بأتجاه غرفة المكتب الخاصه بوالدها وفتحت كتاب كان موضوع علي الطاوله لتخرج منه صورة زفاف ليل وايمن
نظرت إليها ريناد بصدمه حتي انها كادت تصرخ لولا انها خشت علي ابنتها اخذت الصورة في صمت
ليل : مامي مامي هي مين انطي اللي فالصورة دي
ريناد : دي دي دي مسرحية بابي كان بيمثل فيها وهو في الجامعه وكان دورهم عريس وعروسه زي المسرحيات اللي بتعملوها فالكلاس مش التيتشر بتلبسكو لبس غير اليونيفورم وتصوركم
ليل : اه صح طيب انا هروح العب تيجي معايا
ريناد لا يا لولي انا تعبانه وهرتاح شويه شوفي الناني فين وخليها تلعب معاكي
ليل بحزن : اوكيه مامي
اخذت ريناد الصورة وذهبت إلي غرفتها لا تدري ماذا تفعل وكيف تواجه ايمن بتلك الصورة رفعتها امام عينها ودققت النظر لتجد ايمن اصغر كثيرا من وقت زواجهم وحتي فستان الفتاه و زينتها يبدو عليها القدم اذن فعمر تلك الصورة اكبر من زواجهم ببضع سنوات ظلت تدقق فالصورة وهي لا تعي كيف هذا فهي زوجته الاولي وتتسأل هل هناك اخري لم تجد مفرا من مواجهو ايمن بذلك ولكونها غير صبورة فأمسكت بهاتفها واعادت تصويرها ومن ثم ارسلتها علي الوتساب لأيمن الذي كان في عالم اخر
*********
كانت بنان حزينة فحتي حينما اتاها طوق النجاة وجدته سراب ومادت تجن لانها تريد تعرف حقيقة زواج احمد و علي ما يبدو ان ايمن لن يعود قريبا فتمالكها اليأس حتي خطر علي بالها شئ لم يكن بحسبان ايمن علي الاطلاق فدخلت إلي الشرفة ووقفت علي السور والقت بنفسها لتقع بلا حراك
سمع الخرس صوت قوي لشئ ارتطم بالأرض فركضو بأتجاهه كي يتبينو الامر ليجدو بنان غارقة في دمائها فاقتربو منها محاولين افاقتها
احد الحرس : دي شكلها قطع النفس
اخر : يادي المصيبه السودا ايمن بيه هيخفينا من علي وش الارض
ثالث : احنا نملم هشام بيه يحي يشوف هنعمل ايه فالمصيبه دي
ليقول اخر : اكلب انت هشام بيه وانا هطلب الاسعاف ومحكش يخركها من مكانها عشان لو في كسور
ليقول الاول : اسعاف ايه دي شكلها ميت
ليرد الأخير : لاء نبضها شغال هاتو حاجه بس نكتم النزيف ده عشان كده هتتصفي
ليعطيه احدهم الجاكت الخاص به
ليأخذها قائلا ده مش هينفع هحطهولها مؤقتا وحد يطلع يشوف اي فوطه فوق بسرعه
وبدا الحرس باتصالاتهم واخبار هشام والاسعاف التي وصلت مسرعه تلاها هشام لتصل بنان في حالة سيئة إلي المشفي
