أخر الاخبار

رواية اخطر من الحب الفصل التاسع9بقلم رحمه ايمن


 رواية اخطر من الحب الفصل التاسع9بقلم رحمه ايمن


« غزل» 

مرت الأيام بسرعة عكس الأيام إلي فاتت وعشت فيهم  الوحدة والاكتئاب ومنكرش أنه جزء من ده كان بفضله وبفضل وجوده معايا 

 - ارفع رجلك من الأرض انجز 

مط جسمه بكسل وهو برد بصوت تنح زيه 
- مش قادر،  فكك من الحته دي مش مهم 

الدم وصل لفوق راسي وسيكا وهغلي زي براد الشاي 
فرفعت المقشه قدامه بديق 
- لاء أسمع بقي،  يعني مخدش أجازة واخيراً وهو يوم واحد وبروق الزريبه إلي حضرتك عايش فيها وبتتأمر كمان،  ده بدل ما تقوم تساعدني وتخلي عندك دم 
- تعالي كُليني قلمين،  كده مينفعش 
- تسمحلي!  يسلام ده يبقي يوم المُنى 

بصلي بقرف وهو بيرجع بضهره علي الكنبه وبتكلم بضجر واضح بعد ما قام من النوم من دقايق 

-  أنا بلم حاجاتي لما اخلص وبدّخل الأكل المطبخ لما أكل،  عايزة أي اكتر من كده،  ده بدل ما تشكريني ورايحه جايه في البيت الدمعه هتفر من عينك من كتر الأمتنان 
- الدمعه هتفر من عيني من كتر الأمتنان آه ! 
لاء حوش يله جيبلي الديب من ديله،  ده الواجب والي مفروض يحصل يا عديم الزوق أنتَ 
حرك إيده علي التربيزه وخد كيس الشبسي وفتحه وكَل منه بصوت مقرف وتكلم ببرود وهو بحرك عينيه علي الشاشة 
- كلميني بسلوب أحسن من كده وشيلي الصينيه دي لما تخلصي. 

جزيت علي سناني وسيكا وكنت هجيبه من زماره رقبته 
لكن اتملكت اعصابي وقلبت عيني بنرفزه وسندت علي المقشه بتعب وتكلمت بحزن طفولي وإحباط 

- أنا بيطلع عيني طول الأسبوع في الشغل وبستنى يوم الإجازة ده عشان أخرج أو ارتاح يا خسارتك في الشقه يا بت يا لوزه أه والله.

بصيت علي أي رياكشن لي ولا الهوا، فحركت المقشه قدامه تاني بغيظ 
- في أماكن غير الچيم والمستشفي وكافيه صفصف والسوبر ماركت علي فكره. 

اتنهد وهو بيلف كيس الشبسي وبرد عليا 
- وعايزة أي يعني بعد فيلم الحرمان ده؟ 
- اخرج، خرجني.. بالله عايزة أخرج ها؟ 

خلل صوابعه بين خصلاته وعمل نفسه بيفكر وبعدها ديق عينيه وهو بزغورلي فعرفت إنه بدايقني لكن مستسلمتش وطبعت قناع البراءة علي وشي وستنيته يوافق. 

- خلاص اتفقنا هنخرج 
- يسسس! 
- لكن مش هقبل بأقل من صنينيه المكرونه بشمل إلي عملتيها أول إمبارح 

ضحكت بمرح لما أفتكرتها وقت م رجعت من الشغل   وضربت في دماغي أني اعمل مكرونه الساعة 3 الفجر 
وهو للأمانه اعترض جداً لدرجه أنه رصلي المكونات جنبي واحدة واحدة وبحماس رهيب في عينيه لحد ما عرفت انه بموت فيها بس مبيعرفش يعملها. 
وغرقنا فيها أنا وهو  
ورغم قاعدتنا طول الليل علي الحمام بنسلم بعض
وعملنا شاي نحبس ومنمتش ليلتها من الانتفاخ الي جالي بعد ما خلصنا عليها إلا أنها من أجمل الزكريات إلي عملتها الفترة دي . 

- روحتي فين؟ 

خرجت من دماغي ومحيت الإبتسامة الغبيه والمكشوفه إلي رسمتها علي وشي وهدفت بضجر لي

- قوم ساعدني طيب عشان اعملها وناكل وننزل علطول 
- أصل إيدي... 
- بل إيدي بل مفصلي،  قوم انجز 
قووووم 

مسكت إيده وشدته بزن ورغم كسله وعناده أنه ميقمش بس قام وساعدني في الآخر. 
عملت المكرونه وشربنا بيبسي وحاليا بنلبس بعد ما غسلت المواعين لأنه خسرت تاني في حجره ورقه مقص... 

لأول مرة هقلها واعترف... أنا مبسوطه 
مبسوطه وأنا معاه. 

وقفت قدام الدولاب عشان أختار حاجة مناسبة للخروج فسرحت غصب عني في أول ذكرى حصلت بعد عيد ميلاد ماما واليوم الطويل والصعب إلي عاشه بسببي 

طنط صفيه بعتت رسالة وقالت أنها جنب ماما وبعتتلي قالب تورته مع لؤي واستلمه هو منه ومتفتحش غير تاني يوم. 

شروق رنت وعتذرت وقالت علي ظروفها وأنها أكيد هتيجي بكره وصوتها إلي كله حنان ورجاء أني اكون بخير 
 
لكن هو كان معايا،  استحمل زني وعياطي وصريخي وحتي كلامي وطريقتي إلي مش مفهومه وأنا بشرحله مواقف كتير بينا كعائله وقعد يسمعني من غير حتي ما يتكلم. 

توقعت تاني يوم  هشوفه المقابلة هتكون مليانه إحراج وكسوف كبير من ناحيتي واعتذرله أني دخلته في مشاكلي وعملت كده قدامه بعد ما تدربت طول الليل وهديت عشان اتكلم معاه عادي،  فلقيته ببادر بسؤال صعقني 

- هو في جيم هنا؟  
- هاه؟ 
- بسال لو في جيم،  من وقت ما جيت هنا و جسمي مرخي محتاج أعمل رياضه 
- هو طبعاً مفيش في الحاره هنا،  بس في واحد شبابي في سودنه جنب المستشفي إلي شغاله فيها 
- يعني بياخد نص ساعة وقت

حركت راسي بالايجاب ف بص لساعة وسكت فترة وبعدها كمل بتفكير 

- طيب هوصلك و... 

حركت إيدي بعتراض قدامه وتكلمت بهدوء 
-  مفيش داعي،  أنا حاجزه اشتراك في القطر وبروح فيه علطول،  متتعبش نفسك 
- متأكده؟ 
- امم 
- تمام أنا هنام دلوقتي وهعدي عليكِ لما أقوم تقوليلي فين مكانه و أنتِ لما تطلعي من المستشفي رني ونرجع سوى 
- خلصانه وهعزمك علي قهوه فرنسية وكافيه هيعجبك 
- كافية؟ 
- هكلمك تمام،  لازم امشي دلوقتي 
ابقي افتح تلفونك... سلام 

قلتها واختفيت بحماس من قدامه وقلبي بدق بسرعة وراحه مش طبيعيه جواية، قعدت ألبس الكوتشي بره علي السلم وأنا مرتاحه انه اتكلم في أي حاجة وفك الحرج بينا.
 
« أزيك يا قمر؟ » 

رفعت عيني ف لقيته شخص مؤلوف،  حسه أني أعرفه 

- الص.. احم موسي جوه؟ 
- آه أنت صحبه صح!  يوسف 
- هه صح يا جميل ،  كان طالب مني شوية حاجات فجبتها 
اتمني ميكنش مدايقك بالقاعدة معاه،  رغم أنه وقح وكسول ألا أنه قلبه طيب وعشري،  ديقك أو حاجة؟ 

حركت راسي بنفي فضحك وظهرت أسنانه فيها فتأملته للحظه وحركت عيني بسرعة ، أقل حاجة تتقال عليه أنه.. برئ أوي 

- دقيقة واحدة 

اتحرك إتجاه عربيته وخرّج منها علبتين قهوه متغلفه بغطى أسود ومكتوب علي غلافها البني «نهارك سعيد بالبن الفريد» ومدها ليا بزوق 

- كنت جايبها ليا ولي لكن مش مهم هو يبقي يعمل لنفسه ميقرفناش 

قلها بمرح وبعدها كمل بهدوء 
- ممكن تقبليها مني؟ 

ضحكت علي كلامه ورفعت عيني لي من وقت ما جيه بسبب وقوفه قدامي واخدتها منه 

- شكراً

قعد جنبي علي السلم وهو بيشرب بإيده الشمال لأن إيده اليمين مربوطه فأكيد طبعا مسألتش عنها ، كنت هستأذن عشان امشي ف بادر هو بالكلام 

-  عارف أنه الي هقله ده غريب لكن دي أول مرة 

جذبني كلامه فبصت له من غير ما ارد،  فحرك عينيه لمرمه نظره وكمل بسرحان 

- أول مرة موسي يثق في حد غيرنا، أول مرة يقعد في بيت غير بيته ويطول المدة دي كلها عنده
متعود علي السكوت والوحده وإلي في دماغه وقلبه محدش يعرفه وبسبب ده أنا بخاف عليه،  بخاف عليه ومنه،  من دماغه الناشفه إلي بتقلقني 

وقف كلام و بلل شفايفه بالقهوه إلي بردت بين إيده وانا ساكته ومركزه في كل حرف بقوله 

- أعرفي أنه لو تعبان مش هيتكلم،  لو زعلان مش هيقول،  لو جروحه بتنزف وكل عضله في جسمه بتأن هيكتم في نفسه ومش هيتحرك 
موسي أناني في نفسه وأكرم واحد في مساعدة أي حد حاوليه،  عايزك تاخدي بالك منه ومن نفسك 
هتفهمي كلامي ده بعدين بسبب ده بقلك خدي بالك

لفيت القهوه بين إيدي من توترى ولقيتني بساله أول سؤال جيه في بالي 

- ولي بتقولي أنا الكلام ده؟ أنا مفيش بينه وبيني أي حاجة وهو يومين وهيمشي،  هو مش هيمشي ول أي؟ 

ضحك وهو بيقفل القهوه بالغطى بعد ما شرب منها وهي مفتوحه واتكلم بهدوء 

- بنسبه لسؤال الأول لأنه غريب قربه منك وأنا لو شايف أنه ده كويس لي هكون سعيد بده 
اما السؤال التاني فلو قلك يومين وهيمشي يبقي هيمشي،  ابن اللزينه ده بتاع أفعال للأسف 
بس متنسيش الإيجار،  لو مدفعلكيش أفرومي؟ 

ابتسمت على نهاية كلامه وهو قام وعدل هدومه وغير الموضوع بسؤال تاني. 

- تحبي اوصلك؟ 

قمت من علي السلم وعدلت الشنطه وبصيت لساعة وتحركت بسرعة 

- لاء هركب القطر،  لازم اتحرك دلوقتي اتاخرت جدا عن اذنك 
- اتفضلي. 

اتحركت من قدامه بسرعة وجريت عشان ألحق القطر نادتني بصوتها القمر عصبح 

- غزوله أصبري ياض 
- انجززي 

قفلت باب السلك بعد الرئيسي وهي بتنزل جري وبتاخدني بالحضن جامد

- كويسه؟ 
- متقلقيش عليا 
- أنا أسفففه 
- ههه بطلي جنان،  أكيد فهمه إنك كنتِ مشغوله 
- اوعدك أني هجيلك المستشفي واقعد معاكِ اليوم كلو 
- طيب ما تخليها عليكِ واقعد انا معاكوا الليل كلو 
ومعايا ضيف كمان 
- مش فهمه؟ 
- تعالي هفهمك في القطر 
- آه صح باقي قد أي! 

جريت قبلها ولفيت ليها بضحك وبرفع ساعتي 

- 10 ددقااايق 
- اجررري 

ضحكنا واحنا بنجري وبنركب القطر وقابلت «الحج خليفه أبو مروان»  وقلتله علي عمايل ابنه وأنه وقفني هو وصحابه الصيع لما رجعت بليل قدام الحانه وموسي شلفطهم وعملنا مشهد تمثيلي أنا وهي رووعه. 
ضحكنا وهزرنا وحكينا إلي حصلنا عبال ما وصلنا 
بحب يومي معاها، بحب وجودها وحضنها.. 

- ابقي تعالي بدري هاه،  متحمسه أشوفه أوي 
- ربنا يسترها ويعدي تحت إيد صفصف علي خير بس 
- متقلقيش «غمزت»  هيتروق 
- طيب غوري من هنا يلا 
- سلااام يا حنينه 

خرجت لبسي علي السرير وبدأت أرتب الميكب بتاعي عشان أبدأ فيه ودخلت في ذكرة تانية 
، أول مقابلة بينه وبين صفصف. 

- تأخرت نص ساعة
- أسف والله صحيت متأخر انهارده 
- تغديت؟ 
- امم 
- طيب كويس،  هنتحرك علي الجيم تشوفه وبعدها السوبر ماركت عشان مفيش شاي والاخير مفاجأة 
- ربنا يسترها منك ومن مفجأتك،  اركبي 

طلعتله لساني بغيظ بأبتسم إبتسامه جانبيه وتحركنا وشاورت له علي الجيم ،  اتفقنا نتقابل بعد ما يخرج منه في المستشفي ويوصلني ولو طولت هينتظرني وشهامته شوية وكانت هتخزوق عيني،  بعدها سمعت هبقي اقعد في المطعم ده عُبال ما تخرجي خلتني صرفت نظر فوراً وشتمته 

- ريحه فين هديتي حيلي؟  مجبناش شاي
يلا بقي 
- اركن العربية وتعالي،  والله هتدعيلي 
-.....
- يلا بالله! 

تأفأف بديق ورجع لورا بيها عشان يلقي مكان يركنها وأنا وقفت استني قدام الكافية بحماس كبير 
لازم اشكره على وقوفه جنبي وأظن عزومه علي كافيه «rêve»  لصفصف هيكون احلي أمتنان 

- صفصااااف 
- نور عيني

خدتني في حضنها الدافي وهي بطبط عليا وبتكور خدي بين آيديها الناعمه وبتسال بحب 

- أحسن دلوقتي يحبيبتي؟ 
- متقلقيش عليا أنا تمام
- كلتي التورته إلي عملهالك مخصوص 
- لسة أنهارده الصبح وكانت تحفه كالعاده يعني تسلم إيدك
- من القمر الي ببصلنا ده تعرفيه؟ 

ضحكت بتوتر علي كلمتها الي كنت متأكده انها هتطلع منها 
وهمست ليها بخوف 

- ابوس إيدك بلاش فضايح ها،  برستيجي مدعوك بيه البلاط من يوم ما عرفني اصلا،  بلاش تشويه اكتر اللهي تنستري
- اوعي يا بت ، معرفش أنتِ والبت شروق وقعتوا علي الحلويات دي فين؟
بقالكوا فترة بتدخلوا عليا بمستورد ، تعالي يا جميل تفضل 
بسم الله ما شاء الله قمر الله اكبر قمررر
- «روحنا في ستين داهيه خلاص» 

مسكت دراعه وتشنج تحت إيديها ودخلت بيه وهو محاوطني بعينيه وبيقولي « الحقيني»  فحركت كتافي ببرائه وأنه دي صفصف يعني مينفعش نعمل حاجة.

- اقعد هنا وهجبلك المنيو حالا،  تعالي يا بت اقعدي معاه
استني دقيقه يا غالي 

حرك عينيه في المكان بأنبهار حسيته في كل حركه منها 
فابتسمت تلقائي وأنا بسرح فيه 

عيونه الي بتلمع مع جمالهم وصفاهم،  منكرش أنها أحلي عيون عسليه شوفتها في حياتي من برأتها 
اتنفضت لما فوقت وسمعت صوته 

- ده ديكوره علي الطريقة الفرنسيه ، دي باتيسيري حقيقة مش تقليد. 
غير العنوان إلي مكتوب بره «rêve »  يعني حلم 
سافرت من تلت سنين ودخلت كافيه شبه
حاسس بنفس الإحساس،  هو في مكان زي ده موجود هنا
أنا مندهش! 

قال كلامه ولسة عينيه بتتأمل المكان والأوان ولسة كنت هتكلم ردت بصوتها الحنون وإلي سابح فيه الزكريات 

- لما كان عندي 20 سنة،  اتقدملي أبو العيال علاء ووفقت عليه وكان بسافر كتير بطابع شغله لكن أكدلي أنه هبستقر في فرنسا لأنها انسب حاجة لشغله ويبعتلنا أنا والعيال 
قعدت سنتين وهو بيجي زيارات وبيمشي وأنا منتظره
حِملت بإبراهيم وشروق ونادية حملت بغزل 
وكنا اقرب من اصحاب،  كانت أختي وحياتنا كانت واحدة 
وبعد ما خلفت إبراهيم وشروق بسنه بعتلي.. 

نزّلت قزازه المايه المتغلفه والكاس القزاز علي التربيزه ووزعت المجلدات وكملت بنفس الإبتسامة المشرقه علي وشها 

استقريت هناك ،  مدارسهم كانت هناك،  الصحاب،  الحياة والعيشه،  بس كانت مصر وحشاني، ريحتها وجواها 
 بلدي الي مقدرش احن غير ليها ورجعتهم معايا بالعافيه بعد 17 سنة تعود هناك بس مقدرتش. 
عشقت هواية الطبخ والأكتر الحلويات الفرنسيه والمختلفه 
وكان حلمي افتح كافيه يشبه للحياة الي شوفتها هناك 
قلت لازم بلدي تجرب وتشوف الجمال إلي شوفنا بره ودعيت من كل قلبي أننا نطور زيهم لاننا مش أقل منهم في أي حاجة 

عبد العال الله يرحمه ونادية ساعدوني كتير،  في الأماكن إلي هجيب منها أولوليات المشروع بتاعي 
محالات الجيرنيت والسراميك الموثوقه 
النجف واللوح والألوان والديكور 
كانوا أكبر داعم ليا وعامل اساسي لنجاح مشروعي هنا. 

ابتسمت وعيوني خنتني وتجمع فيها الدموع قدامهم وأنا شيفاهم مركزين معايا وعيونه بترقبني بقلق
مسحتها بكف إيدي وحاولت اتمالك نفسي علي قد ما أقدر. 
عم الهدوء فنكشته وفكت الجو كالعاده 

- المهم متعرفناش،  انا صفصف حبيبه الملايين وأنت يا حلو؟ 

ضحكت علي كلامها وهو ابتسم ورد عليها 
- أنا موسي،  تشرفت بيكِ يا مدام 
- مدام مين يله!  ده شكل مدام برضه 
ده أنا اصغر منك 
ضحك وسكت فرديت بنيابه عنه 

- أصغر من مين يا صفصف ده ول نهي الحيوانه مأجله الفرح،  كنتِ هتكوني تيتا من سنين 
- هكون أصغر جده في التاريخ،  هو نفسه لما يكبر هيستخسر يقولهالي فهيقولي صفصف علي طول 
أنتِ مش شايفة القمر يا بت!  ،  كفاية غيره بقي وحقد ي ناس مش كده،  أعوز بالله 

شورت عليا بصدمه وبرقتلها وهي بتخمس في وشي 

- أنا يصفصف!  لاء مينفعش الأمور بتخرج عن السيطرة لازم الحج يجي يشوف أم التواضع الي بيتزحلق منك علي الارض ده من كُتره

«غزل أنتِ كدابة،  تواضع مين! ... ده ابليس بخاف منها» 

بصينا ورانا فملقناش غير شوشو إلي لسه داخله بعلب جاتو وتورت،  البت دي بتتهان قوي والله ديما شايلهم في إيديها 
وكأنها مهنتها في الحياة 

- تعالي يام علب تعالي،  ديما بقلك اعملي حسابك وجيبي كتير معاكي الصبح متسمعيش الكلام 
- مبجبش كتير ول زباينك إلي مبيخلصوش والله لتجوز واخليكي تروحي تجبيهم أنتِ عشان تقولي حقي برقبتي 
- يختي أعمليها الاول،  هو في حد معبرك أو باصص في وشك أصلا ببوز أمك وتعقيدك ده 

بصتلها ببرائه وقعدت تصوت زي العيال الصغيره وترد عليها 

- شايفه يا غزل!  الأهل هما الداعم الأول للابن،  شايفة الدعم 
عشان اقلكوا أنها لقياني قدام قطر محدش صدقني 
قلتلك قالت خسارة في القطر اخدها أنا أهو تنفعني ومشغلاني زي العبيد عندها،  بس لن اصمت ولن أَمل
معكيش 220 جنية أجيب بيهم علبة ايشادو عشان بتاعتي خلصت يا صفصف بالله عليكِ؟ 
- شوشو بعد اذن الهوا والأستاذه صفصف 
ما معني ايشادو؟ 
- اقعد يا فتحي علي جنب أنتِ محسوبه علي البنات غلط اصلا

شهقت بصدمه مصتنعه ومسكت دقني ليها بوعيد 

- وحيات امك لربيكي أصبري بس
- اخرك جيبي وتعالي يا موزتيي 

رقصتلي حواجبها فمسكت علبة المناديل وهرميها عليها سمعنا صوت صفصف التهديدي 

- وربنا لو تلميتي أنتِ وهي لقوم انفضكو زي ما الغسيل بيتنفض وهو مغسول قبل ما أنشره
محدش قادر عليكوا ول أي؟ لما الضيوف تمشي امسحوا البلاط بوش بعض عادي وغسوله عشان أنا مكسلة
- ضيوف! 

تجمدت مكانها لما لمحته ورا صفصف إلي كانت مغطيه عليه كُليا ومشفتوش، واول ما رجعت ورا بجسمها ظهر. 
كتمت ضحكتي علي ريأكشن وشها وهي بتقلب طماطم بايظه 

- احم السلام عليكم أنا شروق بنت صفصف وأخت غزل تشرفت بيك 
- الشرف ليا اهلا بيكِ
- ااااا هدخل العلب دي عن اذنكوا
- خدي يا بت هنا قوليلي عملتي ايه في حسابهم 
انا هروح اشوفها يا غزل خدوا راحتكوا وأنا معلمه في المجلد علي إي موجود وإي خلصان،  اختاروا عبال ما أرجع 

اتحركت علي جوه ورا شروق الي جريت زي المجنونة من أحرجها 
 فسالته بإهتمام

- تحب تأكل أي؟  في اصناف كتير موجودة حلوة
- علاقتكوا... 

سكت وانتظرت يكمل جملته فشّبع إنتظاري وكمل بهدوء

- دافيه أوي... ربنا يخليكوا لبعض. 

رجع بصره للمجلد وشاور علي صنف بحماس كان نفسه يجربه ولحسن حظه كان موجود 
وانتهت القاعدة بشكل مختلف جداً عن تخيلي لما شروق وصفصف قاعدوا معانا وعملنا مشروب شوكلاته الاريو المثلج وقعدنا نكلم ونهزر ونرغي وعن سعادة صفصف لما عرفت أنه إلي رفع عليا السلاح وعايش معايا ومسكت في جملة «جوز بنتي التانية » طول القاعدة أما كان نفسه يجري.
 اتقبلوا بسهوله رغم أنهم مبيتقبلوش حد بسرعة دي وخصوصا من طرفي 
وأكدلي ده لما شروق ميلت عليا وقلتلي بهمس 
« متعوده عليكِ تمدي إيدك في الزبالة اطلعي صحاب أو رجاله عره،  أول مرة تستضفي عاش» 
وكزتها في درعها وشتمتها بصفيه ورجعت وشي عادي طبيعي زي ما كان وأنا بأكد جملتها جوايا،  معاها حق.. هو غيرهم.

مرت أيام وبقي هو بروح الجيم وأنا المستشفي ونتجمع في كافية صفصف وقابل إبراهيم وبقوا صحاب مقربين،  لكن مقلناش لي أنه ساكن معايا وأعرفه لانه كان علقنا أحنا الكل ومهموش حد عادي. 

طقطقطق 

فُقت علي صوت الباب وتحركت اتجاهه وفتحت ربعه فظهرت راسي منه ف لقيته قدامي 

- نعم؟ 

رفع حاجبه بإستغراب من طريقتي وأني مفتحتش الباب ككل فمهتمش وجواب هو فسرحت فيه... 

كان لسة خارج من الحمام،  خصلات شعره الرطبه إلي علي عينيه والترنج الجملي إلي بليق عليه أوي وعلي بشرته وعيونه 

- القميص الأسود بتاعي فين؟ 
- علي الحبل 
- كويتي 
- بقلك علي الحبل!  كويته ازاي يعني؟
- هلبسه مكرمش مثلا؟ 
- معلش ابقي افرده 
- بقلك أي والله نقعد واحلف منا خارج متعصبنيش! 
- المكوه علي التربيزه بره،  جيبه من علي الحبل واشتغل 
- طب ما تخليكي جدعه و... 
- لاء والله أنا غداره ومعنديش ضمير،  وكمان لسة ساعة عبال ما البس واعمل ميكب هتكون أنتَ خصلت لبس وشتمتني أصلا فتحرك 
- هتعمليلي فيها بنت وهطولي ول أي ؟ 
- أنا قفلت في وشك ماشي،  غور 
- غزل نصايه لو مطلعتيش هسيبك وامشي 
- مش هتمشي 
- همشي 
- مش هتمشي صدقني،  أنا إلي بدوق مكرونتي بيكون مخلص ليا للأبد 

سمعت ضحكته من ورا الباب وكمل بنبره تنحه عرفاها 

- طب اخلصي يا ست غداره ومعندكيش ضمير عشان أنا ناكر للجميل زيك بظبط.. 

حركته بدأت تختفي فعرفت إنه دخل أوضته الاتجاه التاني للبيت،  مسدت مكان قلبي أهدي وهدي دقاته إلي بقت غريبه عليا الأيام دي بسببه 

نفضت أفكارى كلها وجريت أجهز بسرعة عشان عرفاه مجنون وممكن يسبني ويمشي مبهزرش.. 
وانا متواعدله هو والبت شروق الصفره أنهم هيشوفه غزل تانية خالص.. 

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

«موسي» 

جهزت وبعت مسج لچو يلغي إجتماع انهارده 

" قول بقي أنك خارج وعايز تستفرد بالبت لوحدها 
أنت اخلاقك باظت،  أنت مش الصياد إلي أنا اعرفه" 

ابتسمت علي غتَاته إلي مستحيل يغيرها والايموشن الملزق الي بيغمز بغتَاته أكتر منه.. 

" اتمسي وقول يا مسي چو،  عشان مقفلكش الايميل بتاعك أسبوع وترجع تقول حقي برقبتي" 

" لاء خلاص يا عم،  أنا إنسان مهزق أني بهزر معاك اصلا" 

" حلو أنك عارف يا حبيب اخوك
البنت الجديدة دي شكلها مطوله معاك؟  مفيش تقدم" 

" ول الهوا،  مش عارف اتلم عليها نهائي بأم الحداد الي طابعه في وشها ده"

" احسن أهو تلخيص حق لكل إلي عشمتهم ، لكن بدال صداك ابعد عنها يا چو،  أنا حذرتك كتير وبحذرك تاني اهو.."

" نبقي نتكلم في الموضوع ده علي رواقه، أنت عارف أنا بحب الصيد الصعب " 

حركت راسي بقله حيله عليه،  الإنسان ده مستحيل يتغير. 

افتكرت حاجة مهمه فبعتها ليه 
« چو اقرأ الملف ده وجمع معلومات منه عن مكان الحفله الجاية إلي هيجتمعوا فيها والثغرات والدواخل والمخارج فيها،  وهبعتلك بكره الخطه  إلي هنعملها لما افوق» 

" ده معنى إنك هتكشف عن وجودك تاني صح؟" 

" لازم نرجع يا چو،  كفاية لعب من تحت لتحت 
خدوا راحتهم بزيادة واعطونا الأمان وأني خلاص أنتهيت وأكبر دليل الحفله دي،  لازم اعرف مين الي باعته وبفكره في أيه؟ "
لازم أعرف عرفه منين مكاني وقتها وخدوني غدر 
الحركه دي متخرجش من فرقنا لكن للأسف في خاين وسطنا. 

" قصدك أنه إلي قال علي مكانك وقتها واحد من الفريق؟!  مستحيل! "

بدأت كتابة وببعت جوابه علي المسچ بتاعه سمعت صوت كعب ورايه وصوتها برن في ودني 

« يلا أنا جهزت» 

وقفت صوابعي علي الكيبورد واتثبت نظري عليها وأبتسمت بإعجاب غصب عني. 

فستانها الأسود الواسع لتحت الركبه وجاكت خفيف نبيتي عليه، والجزمه النبيتي بكعب غير الرابطة إلي فوق شعرها ورفعته لفوق بتسريحه قويه ونزلت منها خصلات من الجنب. 
عدسات مكان النظاره وميكب خفيف لايق علي تقسيم وشها،  وآخر حاجه للكسورات الهادية وسلسة الطاووس المحاوطه رقبتها والحلق الفضي الرقيق علي شنطه نفس اللون. 

- فين غزل ناديها من جوه لو سمحتي؟ 
- هاها خفه واستظراف وكده 

ابتسمت ومسحت علي رقبتي بتوتر ومعرفتش انزل عيني من عليها مهما حاولت ،  شكلها... شكلها يسحرك!  يخضك ويعجزك عن التعبير. 
لمحت خدودها إلي تصبغت بالاحمر من نظرتي 
وتوترها الواضح فتحمحمت بهدوء ولفيت عشان أقدر انزل عيني من عليها وقلت بثبات واهي 

- يلا نتحرك؟ 
- اها جاهزه دقيقه اتاكد تلفوني في الشنط... 

قربت منها من غير ما تأخد بالها ،  وقلت بثقه

- اومال لي عايشة في دور عبده موتي ومنشفها علينا ياست الحسن؟ 

كنت فاكر هتنزل عينيها في الأرض بخجل، فلقيتها رفعت عينيها وقالت بتحدي 
 
- قلتلك مرة أنه في واحد رزل كان اسمه موسي 
مكنتش بحبه ول بحب اسمه،  شوف يخي سبحانه الله نفس الرزاله والله، مفيش واحد اسمه موسي مبكنش دبش وبارد 

غظني ردها أوي ف قربت منها أكتر فتخضت ورجعت براسها لورا فرديت بتسليه عليها 

- شوفي مهما عملتي انهارده مش هزعل منك،  الجمال ده مبنشفهوش كتير فلازم نحترمه ونقدره 
وأنا أكتر واحد بحترم الجمال بصراحه وبقدره 

غمزت فضحكت 
وعينيها لمعت فخفت،  خفت عليها مني 
فردت بتحدي تاني وكرمشت وشها تمثل الثبات

- عشان تعرفه أننا لو عايزين نكون حلوين هنكون بس هي النفس،  والبنت بأخلاقها وطبيعتها،  كلو بيعرف يلبس ويحط ميكب بس النفوس عمرها ما بتكون سويه،  لازم تعرفه ده. 

ختمت كلامها وخرجت وأنا متابع اثرها ومبتسم علي قناعتها ومبادئها إلي ديما بتجذبني وبتعجبني فيها. 

فتحت العربية فردت بحماس 

- تيجي نروح في القطر، الهواء بيكون تحفه 
يلا نغامر 
- لاء أنا مبحبش المرمطه،  اركبي 
- بالله تعالي،  هيعجبك والله مش هتندم 
بالله عليك،  الچو بكون حلو وهنفرح بيه اوي 

اتنهدت علي زنها إلي لما بيوصل مبتقدريش تقولها لاء وتحركت معاها بالغصب عشان نلحقه علي كلامها 

- ده انا هديكي 100 قلم علي وشك لما ننزل! 
- أنا أثف،  نسيت أنه انهارده أجازة وكلو بيخرج 

كان القطر مليان وزحمه وضلمه وحر وحسبي الله ونعمه الوكيل في ألي كان السبب. 

بصتلها بوعيد وقلدت نبرتها 
- هيعجبك أوي مش هتندم،  الچو حلو جدااا 
ده....  يلهوي هتشل! 

قوصت شفيفها لتحت وردت بندم واضح 
- مخلاص بقي ياعم قلنا أثف. 

قلبت عيني وكملنا الطريق بصمت 
وكانت قفه جنبي وفي مجموعة هتركب في المنطقة الجايه وهيقفوا نفس وقفتنا وكان باين الاحتكاك إلي هيحصل بينها وبين أي حد داخل 

مسكت في الحديده القريبه من الباب وهي جنبها ووقت قصادها قدام فتحته وأي حد يدخل،  يدخل من ورا ظهري وهي قدامي. 
عملتها رجوله يمكن،  لكن الأكتر أني اديقت لما شفت أنه ممكن حد يلمسها أو يحتك بيها حتي لو بالغلط 
ودي حاجة ديقتني أكتر،  أني بفكر فيها. 
لي دي؟  لي هي إلي اخاف عليها؟  ولي عايز أحميها من كل قلبي. 

وقفت في منطقة قبل وجهتنا الأساسيه «سودنه»  فظهر النور ووضح شكلها 
عينيها إلي في الأرض ومتحركوش من وقت وقفتي قصادها ول رفعتهم فيا. 
صوت بنضات قلبها إلي وصلالي قبلها 
احساسي انها هتعيط من الاحراج والكسوف منعني أني ابعد رغم أنه في فرصه وناس كتير نزلت 
هو في أي؟  أنا تجننت خلاص؟! 

- موسي 
- امم
- في كرسي وراك،  هقعد عليه 

قالت ده وشاورت علي المكان فتقابلت عيونا فنزلتها تاني بتوتر وترني أنا شخصياً
نزلت إيدي من علي العمود المعندي و محاصرها بيه وأنا بقلها بنبره جهدت اخرجها طبيعيه 

- اتفضلي 
- شكرا. 

أول ما تحركت حسيت بأكسچن وهواء فعرفت أنها مش هي لوحدها إلي كانت متوتره ومضطربه... 
~~~~~~~~~~~~~~~
« شروق» 

غيرت هدومي ل لبسي الخاص بعد ما بدلت open ل close وبتنهد بسعادة،  اليوم خلص لولولوي 

افتكرت انه مجاش انهارده الصبح وأول مرة يعملها تقريباً ومنكرش أنه حسيت اليوم ناقص من غيره 

مسدت خدودي وأنا بعاتب نفسي وأقلها «شروق فوقي،  خليكي ثابته علي موقفك للاخر»  فيجي صوت غزل الرزله في دماغي أخر كلام بينا وهي بترد عليا « اتنيلي يختي انتِ وقعه من يوم القاهرة بلاش تحوير» 

ففتكر اليوم ده وترجع الإبتسامة الغبيه علي وشي من جديد. 

- شكرا علي التوصيله 
- العفو،  رغم انه كان نفسي ترجعي معايا لكن حصل خير،  وبكده هروح علطول بدل ما وصلك ورجع تاني 
- أنتَ ساكن هنا؟ 
- امم ربع ساعة فرق بين بيتي والقاهرة نفسها 
- وبتقطع المسافه دي كلها كل يوم عشان تشرب حاجة عندنا في الكافية،  يبختنا والله 
- انتِ عرفه انا بقطع المسافه دي كلها لي يا شروق 
عارفة أنها عشان عيونك. 

نزلت عيني في الأرض وقلبت ألوان وسكت فكمل كلام بضحكه بتخطفني 
- وبروح عشان صفصف على فكرة،  أمك دي عسل اوي ربنا يخليهالك 
- أمك؟ 
- والدتك؟ 

ضحكت علي رياكشنه وهو بعدلها وتحركت عشان ادخل لراجل إلي قاعد في مكان يشبه المصنع في ضخامته وماما شغاله معاه 
بس لفيت ومقدرتش مسالش من كتر فضولي 

- يوسف 
- نعم يا قلب يوسف 
- م تتلم بقي 
- عايزة أي؟ 
- إيدك مالها؟ 
- خايفة عليا 
- تصدق أنا غلطانه أصلا اني وقفتك وسألتك،  اتكل علي الله يلا 
- صحيت من النوم لقيتها وجعاني أوي فربطتها 
- امم طيب خد بالك من نفسك 
- مش هقلك خدي بالك انتي منها عشان انتِ نفسي عشان في حد اتهمني قبل كده أني قديييم في الشقط فهسيب جملتك متعلقه كده وهمشي. 

كتمت ضحكتي علي أسلوبه البارد فنزل عينيه قصاد عيني وهربت منها بسرعة فقلي بصوت خدرني 

- احلي واحدة تضحك والله العظيم،  فكيها بقي علينا،  مصعبتش عليكي طيب؟ 
- مع الف سلامة يا أستاذ يوسف اتفضل 
- استاذ في راسك،  هشوفك بكره الصبح باي 
- أهو انتَ علفكره 
- مع الف سلامة يا أستاذه شروق 

قلها ومشي وأنا قلبي مشي معاه للامانه يعني 
بيجي كل يوم من وقتها،  أي نعم مبيقعدش في الصف بتاعي ودي حركه حبتها منه أوي لكن بلقي ديما أول ما بدخل الكافية وأمي بنت المحظوظه قاعدة معاه معظم الوقت وبضحكوا ويهزروا وأنا تشل بقي بحصرتي جوه 

فتحت تلفوني أشوف الساعة كام فلقيت رسالة منه 
رغم أني مضفتوش ومبردش علي رسايله وفي المحادثات الخارجيه 
بس متهزتش ورديت ول مرة 
جالي فضول اقراها ف فتحتها 

« عارف إنك كنتِ منتظراني انهارده،  متحركيش راسك وتقولي لاء هاه،  مقفوشه اوي لعلمك 
المهم مقدرتش اجي قبل ما نام ونمت،  بس عشان صفصف دي روح قلبي وقلتلها معنديش شغل بليل انهارده عزمتني وأنا قبلت العزومه بكل حب 
اعمليلي حاجة حلوة بقي عبال ما اجي» 

يلهوي عليكِ يا ماما!  أنتِ بتهزري اكيد ومن الصبح وأنا وق... 

« ملحوظه:  متقعديش تصيحي وتنكدي علينا وتقولي من الصبح وانا واقفه وتشتمينا،  جوزك جي يا بنت،  أحلي اكل يتعمل انا بحذرك ول هشتكي لصفصف ومنك ليها بقي، بقلك أي اعمليلي محشي» 

ضحكت وشتمته وتجرأت وعملتله بلوك كرد عليه وعلي استفزازه ده وروحت أشوف امي وعميلها 

~~~~~~~~~~~~~~~

«غزل» 

- الايس كريم ده حلو أوي والخليج ده جميل برضه 
اختيارتك مش بطاله 

كلت معلقه من الكوباية بتاعتي ورديت علية يحماس

- اول حاجة ده أيس كريم توته يعني لازم يعجبك،  فاتح فرع في القاهرة وفرع في الزقازيق وفرع هنا
تاني حاجة ده مش خليج دي ترعه كانت فاضية من سنتين،  مكنش فيها أي حاجه غير زرع خفيف وحشائش كده علي الجنبين منه فظبطوها وأضافه فيها مايه نظيفه ، وعمله حوليها سور السياج ده إلي قاعدين قدامه،  وصاحب البلد الله يكرمه عمل المقاعد والكراسي دي عشان نعرف نقعد 
اما بقي تالت حاجه فأنت كداب لأن أختيارتي كلها مبوظه حياتي زي ما أنت شايف كده 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

ابتسم بهدووء وكمل أكل عادي جداً ول كأني لسة قايله قصيده من شويه،  فقطعت الصمت وسالت أنا المرة دي بفضول حقيقي 

- م تحكيلي عنك؟
- موسي 
- يا راااجل! وربنا يخرااابي! خضتني 

ابتسم وظهرت أسنانه وهو بحرك القرطاس من العلبه وبياكلها بشغف 

-  اقلك أي تاني 
- قولي حاجة جديدة؟  أي السؤال ده! 
انا معرفش غير انك موسي بس
-.... 
- عفوا وبتبيع مخدرات 

ضحك من قلبه المرة دي وأنا بدوب فيه،  يلهوي ضحكته رهيبة ومنكرش أني بحس بإنجاز لما بقدر اطبعها علي وشه وملامحه،  بيكون شبه الطفل وجذاب لدرجة تخوف وأي الي أنا بقوله ده! 

- اساليني وأنا أجوبك 
-  سنك، شغلك،  عائلتك، صحابك،  الجيرل فرند بتاعتك 
هاه؟  اي حاجة كده رستأني 
- رستأني!  أم الفاظك 
- انجز مش أنتَ والheels ده عليا. 
-  سني يا ستي 33 سنه 
بنسبه لشغل فأنا درست في مجال الIT 
اختصار كلمه information technology 
البرنامج ده متشعب ولي كذا تخصص 
عرفه البرمجه؟ 

حركت راسي بالايجاب فكمل بثقه وهو بشرحلي 

- ده تخصص منه،  بس أنا متخصصتش برمجه 
لأني دخلت في حاجة اعمق 
التخصصات ال موجودة ف IT 
زي  Hardware and technical support
او 
Programming
أو 
web development 
او 
Computer Systems
أو 
Network Engineering
واخر حاجة ال
 Cyber Security
يعني الأمن السيبراني وده إلي أنا تخصصت فيه 

قعدت متنحه شوية كده من المصطلحات إلي قلها 
وطريقة نطقه القمر للأنجليزي غير التلوث الي سمعته ده فضحك وشاورلي بإيده بمعني «براحه» 

- بصِ يعني أي امن سيبراني يعني لو واحد هكر عايز يقتحم نظام أنا بمنعه،  عايز يتعدى علي معلومات وانظمه شركة أنا بوقفه يعني مثلا حرامي وهاجم علي بنك والشرطه بتلحقه 
انا نفس الموضوع كده لما بيهجم علي الأنظمة والمعلومات في شركه أو يخترق نظام أمن لبنك او  كاميرات مراقبه وهكذا انا بقف قصاده وبمنعه
فهمتيني 

حركت راسي بمعني «طبعا اومااال»  وانا اصلا راسي هنجت من وقت ما قال أول جملة اساسا

- فلازم اتعلم برمجة الأول فتعلمت الاهم c++
 وبعدها تعلمت «بيثر» عشان اقوي نفسي فيها 
وأخدت كورس في مجال الشبكات الخاصه والعامة وانظمه التشغيل عشان...  غزل معايا 

- هو والله نفسي اقلك آه معاك لكن أنا هنجت من أول جملة ومش قادرة اتخطاها فأي حاجة هتشرحها هتخرج من الناحيه التانيه،  فنصيحه متتعبش نفسك

اتنهد بتعب وهو بياخد العلبه الي ساحت نصها وكمل ببرود نرفزني 

- عشان بعد كده إلي يسالني علي شغلي يسكت 
عشان أنا بتعب في شرح وهو مبيفهمش حاجة ونرجع لنقطه الصفر من جديد. 

- علي فكرة فهمت، احم  يعني مش أوي 
- ههه
- دقيقه متضحكش، والله هقلك يعني مثلا أنت لما هكر يهجم علي انظمه وأماكن مهمه انت بتوقفه صح 
- الله ينور عليكِ براڤو 
- جتك نيلة!  مش بدل ما تقف معاه وتسنده وتسرقه المعلومات سوي وبنص! 
فين الأثاره وتشويق ولو انت هركليز كده الكرش بتاعي الي مشحططكوا 10 سنين ومات للأسف في الآخر مش عرفين تجيبه لي ها؟ 
مش ده بخترق النظام وببهدل الدنيا 
ول هو علي راسه ريشه يعني؟ 
بلاش الفشخره الكدابه دي ونبي،  وأنا عاملة أقول بيبع مخدرات وغني واوعي،  خزلتني. 

برقلي بصدمه تحول بعدها ل هستريت ضحك ووقف الأيس كريم في زوره من كلامي فقدمت المايه لي 

- خد يخربيتك هتموت مني! 
- أنتِ مش طبيعة 
كمل ضحك فسكت وإبتسمت علي ضحكته للمرة الي معرفش عددها فتملكت نفسي وبصيت قدامي عشان مياخدش باله. 
عدل قميصه بثقه بعد ما وشه قلب احمر من كتر الضحك
- احم بنسبه لصياد بتاعك ده أنا وجهته مرة وهو عايز يخترق شبكة مهمه وكان شاطر جدا فمقدرتش امنعه وأخترقها. 
- عشانه شبح طول عمره 
مش عارف تاخده قدوه كنت فلحت علي الأقل 
- علي فكره أنا شغال في شركه كبيرة وماسك قسم برمجه بحاله وبقبض مرتب حلو متقلليش مني 
- انت ول الصياد بتكسبه اكتر؟ 
- هو اكيد الصياد يعني لكن... 
- يبقي تسكت لو سمحت وقوم بقي صدعتني 
- انا برضه الي صدعتك!
هييح هنروح؟ 
- لاء صفصف عزمنا علي العشاء،  هناكل ونمشي 
- تمام يلا 

 المسافه مش بعيده عن كافية صفصف فقرارنا ناخدها مشي وأنا لسة أساله كتير محشوره في راسي عايزة اقوله عليها 

~~~~~~~~~~~~~~~~~~
« يوسف» 

وصله الرسايل ليها وللأسف مظهرش ليا شافتهم ول لاء فتصدمت أنها علمتلي بلوك! 
دي مجنونة شكلها! 

ضحكت بصدمه من ردها الغريب وأنا بتوعد ليها لما اشوفها كمان ساعات. 

لبست القميص وقفلته ورتبت شعري ولسة بلبس الساعة،  لقيت لارين قدامي 

- رايح فين؟ 
- خارج شوية وجي 
- لاء يا چو حالك متغير وانا زهقت الصراحة 
بتخرج بعد ما تخلص شغل وبعدها ترجع علي الضهر تنام وتقوم تكمل شغل ولو خرجت بتيجي متصاب أو في إيدك شغل ومش لاقي وقت ليا خالص زي الأول 

انبت نفسي علي إحساسها ده وندمت عليه أوي فقربت منها وحضنتها وبوست رأسها بحب 

- حقك عليا،  عارف اني مقصر معاكِ لكن أعمل أي 
كل الشغل علي دماغي بسبب انه موسي مختفي ومنعرفش مكانه،  وانا قلتلك اول ما يرجع هاخدك ونسافر يومين نغير جو حصل 
- حصل 
- ممكن منزعلش من چو حبيبنا؟ 
- عايزة شوكلاته كتير،  كتير أوي وعصير زي الي بحبه «مَو».
- حاضر الأميرة عايزة حاجة تانية؟ 

حركت راسها بنفي وغرزتها في صدري فطبطب عليها وتأسفت ليها ف سري،  لو عرفت اني أعرف مكانه مش هتسامحني أبداً 
ودعتها واخدت مفتاح العربية وتحركت للمكان 
بعد تاكيد صفصف باني أجي حالا... 

~~~~~~~~~~~~~
«غزل» 

كنا ماشين فكسرت الصمت بسؤال من الأسئله الكتشير إلي بتتخانق جوه راسي 

- مكملتش، بنسبه لصحابك وعائلتك والجيرل فرند بتاعتك؟ 
- معنديش عائله ومعنديش جيرل فرند بتاعتي 

قلد نبرتي فضربته بالقزازه الفاضيه فابتسم وكمل 

- اما صحابي فانتِ أكيد شوفتي،  يوسف 

- القمر ده! ايوا عرفاه
 صاحبك ده برئ وكيوت بشكل، ملامحه جميلة أوي 
- وحضرتك شوفتي فين؟ 
- أول مرة خالص من الشباك 
تاني مرة لما جالك بعد عيد ميلاد ماما 
وجالك مرتين كمان بعدهم،  لما بجيلك ويجبلك شنطه الهدوم الخاصه بيك وورق غريب.
مش مهم كل ده،  المهم دلوقتي مرتبط؟ 
- لي السؤال؟ 
- عشان لو لاء تقولي أني طلباه في الحلال ومن جمع راسين في الحلال ربنا بيسترها معاه خلي بالك يعني
- علي آخر الزمن هشتغل خطاب كمان 
- ده ينولك الشرف والفخر أنك هتجوز صاحبك لقمرز زي،  قوله بس وملكش دعوة 
الود حلو مينفعش يطير من تحت إيدينا 
- افصلي بدل ما طيرك أنا دلوقتي 
- تعالي كُلني قلمين، كده مينفعش    
- تسمحيلي!  يسلام ده يبقي يوم المُنى 

ضحكنا انا وهو ودخلنا بعد ما الجرس عمل صوت ولسة هنادي علي صفصف اتجمدت أنا وهو مكانا 

- يوسف؟ 
- موسي؟ 

بصه لبعض بستغراب وصدمه متقلش عن صدمتي واستغراب شروق وصفصف 

صفصف:  أنتوا تعرفه بعض؟ 

محدش اتكلم وكلو باصص لبعضه بصدمه وغرابه فسمعنا صوت الباب الي تفتح بعنف 

لارين:  كنت متأكده أنك بتروح مكان بعيد 
عشان كده رقبتك أنا....« مَو»!!! 

- لارين؟! 

وقفنا كلنا بستغراب من هول المفاجأت إلي حصلت ومفهمتش منها غير أنه الي جي مش هيعجبني أبداً. 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close