أخر الاخبار

رواية عروس الالفا الجزء الثاني2من الهجينه الفصل السابع والثلاثون والثامن والثلاثون بقلم ماهي احمد

رواية عروس الالفا الجزء الثاني2من الهجينه الفصل السابع والثلاثون والثامن والثلاثون بقلم ماهي احمد


حينما تعجز عن التقاط أنفاسك،  حينما تعجز عن شعورك بالأمان من المقربين إِليك،  حينما تشعر بضيق العالم من حولك، عندما يهرب منگ دفء جسدك،  حينها فقط أعلم  أن روحك قد ماتت بداخلك ولم تعد تستطيع إن تشعر بشى ولم تعد ترغب فى شىء غير أن يمر يومك فقط بسلام

_ده انا هخرب بيته 

كانت هذه كلمات «ياسين» الأخيره وهو يتبادل النظرات مع «عمار»  ينصتون الى ما قاله «الغريب» منذُ قليل عبر الهاتف «للعربي»  اندفع «ياسين»  للتحرك لكي ينقض على «الغريب»ولكن هناك من وقف أمامه يمنعه عن فعلته المتهوره  أنهُ «عمار» وقف أمام «ياسين» تعتليه نظره تحدي على ملامح وجهُ الصغير ملامح بريئه توضح مدى صغر سنه نظر «ياسين»  الى ملامحهُ بتمعن فهذه هي المره الأولى التي ينظر الى ملامحه من قرب وجد تلك الوحمه الصغيره بداخل خصلات شعره كاد يفقد صوابه بل كاد يجزم انه ُ رأي هذه الوحمه من قبل فهذه الوحمه مميزه ولكن قد خانته ذاكرته فلم يستطع معرفه أين رأها شرد قليلاً في ملامحه حتى افاقه صوت «عمار»  يطالعه باستغراب:  

_سيبهولي انا،  انا هعرف اتصرف معاه 

انكمش حاجب« ياسين» بعدم فهم بعدما فاق من شروده:  

هو مين ده اللي اسيبهولك؟  

الغريب،  سيبلي الغريب بلاش تتهور اكيد في سبب للي عمله 

انهى «عمار» جملته وهو يراقب «ياسين»  بعينيه يراه يضع يده على جبينه و خانتهُ قدماه فخر أرضاً ممسك بجبينه واطبق عينيه  وكأن باب الذكرى المدفونه بداخل رأسه انفتح من جديد فكان مجبر على سؤاله:  

أنتَ كويس يا «ياسين»

قابل سؤاله بالصمت فكانت تراوده في هذه اللحظه  ذكرى أخرى من جديد  يرى بداخل عقله وميض أبيض يأخذه معه  ليرى ما بداخله: 

"كانت ليله ممطره وهناك فتاه عشرينيه تحتضن طفل رضيع أنهكه صراخه المستمر من شده الجوع ترتجف من البرد تدق باب كوخ بسيط بكل قوتها والدماء تسيل من بين اقدامها تنادي بأسمه بصوت ضعيف أنهكهه التعب قائله:  

أفتح ياياسين،  أفتح أنا عارفه إنك جوه 

لم تجد تلك الفتاه المسكينه رد على سؤالها،  جلست على الارضيه بأستسلام تحتضن ذلك الرضيع بقوه تستكمل حديثها:  

أنا بمو ت ياياسين،  بمو ت ومش عايزه ابني يمو ت معايا،  ابننا مالوش ذنب في أنه يطلع للدنيا يلاقيني أنا أمه وأنتَ أبوه

مرت دقائق ولكنها مرت عليها كالدهر، لم تستطع أن تضم وليدها أكثر بداخل صدرها فخانتها ذراعها لم تستطع أن تحمله اكثر من ذلك اصبحت عيونها كالجبال من ثقلها وضعت الصغير بحذر بجوارها وقطرات المطر تبلل كلاً منهما فقدت وعيها بجانب صغيرها أخذت تتعالى صرخات طفلها أكثر فأكثر دون جدوى، بعد ثواني قليله بدأ «ياسين»  بفتح باب الكوخ الصغير ينظر الى الطفل الرضيع بأستغراب بدت على ملامحه نظره عدم معرفتهم وبالرغم من ذلك حمل الفتاه بين ذراعيه وأدخلها بداخل الكوخ هي وطفلها وأغلق الباب من خلفه" 

مع غلق الباب،  أغلق باب ذكرياته من جديد حاول مراراً وتكراراً أن يتذكر ما الذي حدث بعد ذلك ولكن دون جدوى 
جلس «عمار»  القرفصاء يسأله عن حاله:  

_اي اللي جرالك ياياسين،  فيك ايه؟  

رفع «ياسين»  وجهُ لتلتقي عيناهم مره أخرى،  نظر «عمار» لعيناه ليجدها حمراء كالد ماء نظر إليه بصدمه والذهول تمكن من ملامح وجهُ سائلاً أياه باستغراب:  

_أنتَ ألفا!!  

رد عليه بما هو بعيد تماماً عن سؤاله صارخاً بوجهُ:  

_سيبني دلوقتي 

أنهى «ياسين» جملته بصراخاً عالي،  وقبل أن يرمش لـ«عمار» جفن لم يجده أمامه فقد أثره في ثوانٍ معدوده تجمع الجميع على صرخته وكنت« الخاله» هي أول السائلين:  

_في ايه ياعمار،  حصل ايه وفين ياسين؟ 

معرفش 

كان هذا هو جوابه كان جواباً ملىء بلا مبالاه  بسيط ومختصر مما زاد غضـ ب «الخاله»  من ردة فعله مما جعلها قائله:  

_وعشان أنتَ ماتعرفش روح وراه واعرف ؟  

أشار بأصبعه على صدره: 

_أنا ياخاله 

كان ردها حازم:  

_وماتجيش غير بياسين 

ايوه بس مش معنى انا،  انا اصلاً.. 

بترت هي  كلمته من جديد : 
 
واعتراض تاني منك مش هتبقى منا 

صك هو على أسنانه بعدما أخذ نفس بعمق:  

_اللي تشوفيه ياخاله،  بس الغريب.. 

سيبلي أنا الغريب أنا عارفه كل شىء

أشارت« الخاله» بعينيها لعمار لكي يتتبع «ياسين» فما كان عليه سوا الطاعه وتنفيذ ما أمُر بهِ،  طالعت «الغريب» بعدما رحل «عمار» قائله:  

_تعالى معايا ياغريب،  عز وداغر مستنينا جوه 

نطق« بربروس» وهو يطالع«الطبيب علي» 

_ما الذي يحدث لياسين  ياعلي ، فقد عرف القلق طريقه لقلبي من جهته 

تنهد «علي» يستعيد بعض من ثباته المفقود وهو يقول بنبره ثابته:  

ماتقلقش يابربروس كل حاجه هتبقى كويسه،  كل حاجه هترجع زي الاول واحسن 

رأي «بربروس»  القلق بعينيه ولكن أخذ يؤكد على كلامه:  

أواثق انت مما تقول ياعلي فنبرة صوتك غير مطمئنه بالمره 

هز كتفيه دليل على عدم تأكده:  

والله ما انا عارف ياشيخ عجوه اهوه كلام بحاول اصبر بي نفسي ياترى فعلاً كل شىء هيبقى كويس ولا لاء مش عارف ياويلي من اللي هيحصل بعد المعركه 

_____________(بقلمي ماهي احمد)__________

هما الأن في الغرفه الكبيره وكان في انتظارها الجميع   فتحت باب الغرفه ودخل من بعدها «الغريب» نظرت «الخاله» من حولها لكل فرد منهم وهم يقفون يد واحده فقالت:  

_داغر حكالي من شويه انه راح بيت هدير لقى حماه مد  بوح وهدير مش موجوده في البيت وحسام سايبله رساله مكتوبه بالد م عشان هدير ترجع لازم نسلم شمس والسلسله في نفس الوقت وانا اخدت قراري 

طالعها الجميع بأنتظار قرارها الصارم:  

_ انا شايفه ان احنا هنسلم شمس والسلسله عشان خاطر هدير  

طالع الجميع بعضهم الى بعض تتلاقى نظراتهم  وكان الصمت سيد الموقف ولكن نظراتهم كانت بها من الكلام مايكفي لسنين قادمه اسئله تدور بداخل عقولهم ليس لها اجابه بترت  «زهره »  الصمت بحديثها:  

_أنتِ بتقولي ايه ياخاله وتهون عليكي بتي عايزه تسلمي بتى للعربي بأيديكي،  ماتنطق ياعلي أنتَ هتسيبهم ياخدوا بتي 

رد دون تردد ولو للحظه:  

أنا واثق في الخاله يازهره  ،  الخاله مابتاخدش قرار إلا وهي عارفه هي بتعمل ايه؟ 

ابتلعت ريقها وارتفعت نبرة صوتها:  

يعني أيه،  يعني اسيب بتي تمو ت 

علم «يزن» ان الجدال سيزيد التعقيد رفع كفه مقاطعاً يطلب الحديث فصمت الجميع استماعاً لقوله فأشارت الخاله برأسها له قائله:  

_قول يايزن عايز تقول ايه انا بتعجبني دماغك

لفت «يزن» انظار الجميع له فمط شفتيه ثم اردف :  

_احنا لازم نسلم شمس عشان نقدر نقتـ ل العربي،  ونمنعه أنه يجيب العبقري الزمن بتاعنا عشان مانرجعش نعيد الحكايه من جديد طيب هو العربي هيسيبنا نقرب منه بسهوله اكيد لاء بموتـ ـه كل شىء أتحول بعده هيمو ت 

دب الرعب بقلب ميرا من جمله يزن فنطقت سريعاً:  

تقصد ايه، يعني انا همو ت 

امسك رعد بكف ميرا ونظر لها نظره حنونه:  

أكيد لاء،  الخاله مش هتسمح بكده هي وعدتني انك هتلبسي السلسله وهتديهالك وطول ما انتي لبساها مش هتمو تي ابداً 

نزعت كلماته جزء من القلق الذي امتلكها للتو فردت الخاله قائله:  

شيلي الخوف من قلبك يابتي احنا كلنا هنا أيد واحده كمل يايزن كمل كلامك 

اكمل يزن حديثه:  

العربي عنده جيش من المستذئبين،  اكيد هيحمي نفسه بيهم 
وهيبعد هو عن المعركه بس الوحيده اللي هتخلينا نعرف مكانه هي شمس عشان لازم هو اللي يقتـ لها بأيديه واحنا هنسلم شمس جهاز يبقى معاها نعرف منه طريق العربي وبكده ياسين وعمار هيبقى عينهم عليها ومافتكرش يازهره ان لا ياسين ولا عمار هيسمحوا ابداً ان شمس يمسها شىء

ردت شمس موافقه على كلامه ممسكه بكف والدتها لتطمئنها قليلاً:  

لا تخافي يا امي فـأنا بأمان معهم،  أنا على يقين من ذلك 

استرسل يزن حديثه:  

أما بقى عن حسام 

قاطعه «داغر،»  فور سماع اسم اكثر شخص يمقته بالحياه:  

سيبلي انا حسام ده ليا انا 

رد عز قائلاً:  

وانا الجزار ده مسؤوليتي 

أشار يزن بيده:  

كده كويس أما عن المستذئبين التانيين فدي مهمتي أنا ورعد وبربروس وميرا وعلي وطبعاً الخاله  انا عارف ان عددهم كبير،  كبير اوي عشان كده محتاجين كل شخص معانا 

اردفت ساره قائله:  

واحنا روحنا فين، انت نسيتني انا ومارال ولا ايه؟  

دعمت «مارال» حديث «ساره»: 

سايه عندها حق،  ولا أنتَ مش بتؤمن ان الميأه مش زي اليجل 
رد بربروس مسرعاً بلهفه:  

انا اعترض 

نجح في جذب انتباه الجميع له بكلمته فتوتر هو من نظرات البعض لهُ فنطق كلماته بتقطع: 

أنا أعني، أنهم لا يستطيعون القدوم معنا فنحن لا نعلم ما الذي سوف نواجهُ هناك وأنتم نساء ليس لكم باليد حيله 

رفعت مارال رأسها فتقابلت عينها بعين بربروس: 

_تقصد يعني ان احنا ضعفا ومالناش لازمه 

لم اعني ذلك 

كانت هذه كلمته فردت هي عليه باستهجان وكأنها تحاول رد جزء بسيط من كرامتها عندما اخبرته بحبها ولم ينطق بحرفً واحد:  

لاء أنت تقصد، ولو ماتقصدش فعلاً يبقي ياييت ماتتكلمش 

احرجته امام الجميع وعلم هو ما بداخلها فصمت ونظر لها نظره دليل على لومه لها فأشاحت بوجها محاوله الا تنظر اليه من جديد 

خلاص خلصتوا كلام 

كانت هذه جمله الخاله بعد ان انتهى عراكهم فاسترسلت حديثها:  

احنا فعلاً محتاجين كل شخص معانا هنا في الأوضه عشان كده مارال وساره هيبقوا معانا وماتقلقوش عليهم هما هيبقوا بعيد الايام اللي فاتت الغريب ويزن كانوا شغالين على مادة السم اللي كانت في جسم «علي» قدرنا نجمع منها كميه كبيره وهتبقى في مسدسات بحقن هنعلمهم ازاي يقدروا يصوبوا على المستذئبين من بعيد 
القريه اللي احنا هنواجه العربي فيها دي قريتي وقريه زهره وعلي وياسين القريه دي عشنا فيها سنين وحفظنها شبر،  شبر ماتقلقوش كل شىء معمول حسابه هنرجع تاني أخيراً بيت الصاوي اللي الضبع أخده وسماه على اسمه وقـ ـتل عيله ياسين وعلي فيه وهنتخلص من العربي واللي زيه وهنقدر نرجع قريتنا من جديد

ايوه بس اللي انا مش فاهمه 

هذه كانت جمله «عز» بعدما بتر كلام «الخاله» فنظر الجميع لهُ بارتباك لم يبد أي اهتمام بمقاطعته لكلام« الخاله» فأكمل حديثه:  

اللي أنا مش فاهمه ليه انتوا هترجعوا ضعفا من جديد بعد ما العربي يمو ت 

لاحظ «علي» نظرات« الخاله» المحمله باللوم  لـ «عز»  فأردف قائلاً:  

بمو ت  العربي اللعنه هتتجدد من جديد لأن هو اللي فكها  ولو اللعنه اتجددت يعني هنضعف ممكن مش هيبان على شكلنا قد ما هنفقد قوتنا وكمان موهبتنا،  اي حد عنده موهبه هاتروح وهنبقى ضعفا ومحدش فينا هيقدر يحول حد واللي هيتحول هيمو ت من الاخر كل حاجه هترجع زي ما كانت والبشر هتعيش في أمان 

ابتسم عز ابتسامه تظهر لهُ الأمتنان فأردفت الخاله:  

كله يجهز هنتوكل على الله بعد صلاه الفجر 

نطق الغريب بكلامه المتقطع كالعاده:  

و.. وانا..  وانا..  مش..  مش ليا لازمه معاكم انا عملت..  كل..  كل شىء طلبتيه مني ياخاله..  انا..  انا عايز..  اروح لأولادي 

ابتسمت الخاله لهُ فطالعته قائله:  

أنتَ فاكر أن العربي صدق إنك معاه وهتبيعنا عشانه 

رفع الغريب نظارته على أنفه وبدأ بالتوتر:  

اوماال..  ليه..  ليه خلتيني ات..  اتصل بي..  واقوله اني..  اني عايز..  اكون معاه 

_علشان مايقتـ لش مرتك واولادك ياغريب لو مكنتش كلمته كان هينتقم من مرتك وبتك وهيسيب ابنك بس عشان العبقري يتولد لكن بمكالمتك لي هو حط احتمال واحد في الميه انك ممكن تبقى معاه فبقى على حياه عيالك ولو مابقيتش معاه مش فارقه هو كده كده هيقتـ لك لو مكسبناش المعركه 

ابتلع ريقه بتوتر فقد زادت كلماتها ارتباكه:  

شوف اللي وراك ياغريب وكلهم هنا معاك جهزوا الاسلحـ ـه والحـ ـقن والمسد سات 

غادر «الغريب» وهو يطلب من «يزن ورعد»  مرافقته للأسفل 
استعد «داغر»  للمغادره فـ ربتت «الخاله»  على كتفه تطمئنه قليلاً:  

مرتك بخير وهترجعلك هي وابنك بس مش جواها هترجعلك وهي شيلاه ما بين أيديها وخدها كلمه مني من الخاله اللي عايشه بقالها سنين طويله أنتَ دلوك بقيت أب،  لو اكتبلك عمر جديد بعد المعركه خد مرتك وارتاح وعيش في أمان واربي ابنك تربيه طبيعيه بعيد عن كل ده ياداغر 

أشار برأسه بالموافقه وغادر يتبعه عز فهو يعلم مدى جر حه الأن 

_______________( بقلمي ماهي احمد)________

هو الأن يبحث عنه بكل مكان بداخل المزرعه ولكنه لم يجد له أثر ذهب للخارج،  ركز قليلاً وأغمض عيناه وأخذ نفس عميق  ليلتقط رائحته،  وهذه هي المحاوله الأولى لهُ لألتقاط رائحه «ياسين»  فوجدها نفس رائحه جسده أنكمش حاجبه باستغراب ظن أنه التقط رائحه نفسه هو  فرفع طرف كمه الى أنفه ليستنشق رائحته هو وجدها نفس الرائحه فرائحه كل منهما مطابقه للأخر حتى وجده يقول:  

_بتشم نفسك ليه؟  

انفزع «عمار» من نبرة صوته واخذ نفسه بعمق ونظر للجانب الأخر وجد «ياسين» يجلس بجانب الشجره الكبيره وأمامهم ترعه صغيره اقترب منه خطوه ووقف بجواره حتى يلتقط رائحته مره أخرى وكيف يكون لهما هما الأثنان نفس الرائحه أجاب عليه بغير ما بداخله:  

_أصل بحبني أوي  
وأنت مالقيتش حته تحب فيها نفسك غير جنبي 

جلس «عمار» بجانبه وهو ينظر أمامه فطالعه «ياسين» بتكبر:  

انا من رأيي ماتقعدش جنبي!! 

حك بأصبعه جبينه مع ابتسامه صفراء:  

ومن امتى العبيد كان ليها رأي 

اخذ  «ياسين» يطالعه بعدما صك على أسنانه من الغضـ ب
فابتسم «عمار» ابتسامه انتصار  ظهرت بجانب شفايفه قائلاً: 

_بتبصلي كده ليه هتصورني 
تؤ..  هصور قتيل 

انهى «ياسين» ببرود تام فطالعه «عمار» بتحدي:  

انت اخرك كلام،  وكلام فاضي كمان 

ابتسم «ياسين» ابتسامه سخريه مما قاله وهو يشير برأسه يجاوبه بسؤال بعيد عما قاله:  

تعرف ماهو  اعظم سد في التاريخ؟ 

كمش «عمار» حاجبه باستغراب مما قاله ولكن فضوله حثه على السؤال:  

_ايه هو 

أن تسد فمك اللعين 

اشار «عمار» بأصبعه مع ابتسامه سخريه: 

_وانت صدقت نفسك اني جاي اتكلم معاك بمزاجي 

عارف انك مجبور،  بس مع عدم احترامي ليك أمشي 

تنهد عمار بغيظ أخبره وهو يبتعد عنه خطوات قليله: 

انا همشي، بس قبل ما امشي عايز اقولك أنك أنتَ أخر حد ممكن اتكلم معاه، احنا اخرنا مع بعض معركه بكره  وبعد كده كل حاجه هتبقى خلصت وهترجع مالكش لازمه من جديد هترجع ضعيف وشمس هاخدها منك،  وهنتجوز وهنبقى سوا يا «ياسين»  باختيارها مش غصب عنها عارف ليه؟ عشان هي بتحبني أنا.. وعمرها ما حبيتك في يوم مهما حاولت تأثر فيها، مش هتعرف ولو ل 100 سنه قدام الحب اللي زرعته جواها بعمرك اللي عيشته واللى هتعيشه في يوم حبي ليها كفيل انها ماتنسانيش عمرها كله 

كانت كلماته تنزل على قلبه مثل الصاعقه كل كلمه قالها «عمار» صحيحه وهو يعلم بأنها صحيحه أدار «ياسين»  ظهره لهُ، يتكأ على الشجره بيده تظهر على ملامحه الضعف وقله الحيله فاسترسل «عمار» حديثه قائلاً:  

لو عشت بعد المعركه فأنتَ هتمو ت من الحزن وانا هعيش في سعاده جنبها وده وعد مني ليك 

أغلق «ياسين» عينيه من الحزن ليجد دمعه على جبينه فقد اعتصر قلبه بكلماته استدار يطالعه ليتبين خطوته التاليه وأجاب بما بداخله:  

خللي بالك منها  ، دي بنتي اللي ربتها  ،  وحبيبتي اللي حبيتها،  ومراتي اللي اتمنتها، أنا واثق انك حبيتها وهي من حبك ليها اصبحت حبيبها

وقف «عمار» مكانه بعدما كان يستعد للرحيل ادار لهُ وجهُ بعدما سمع كلماته فاسترسل «ياسين» حديثه:  

_مافكرتش للحظه واحده أني أنا كان ممكن امسحلها ذاكرتها واخليها تنساك وتنسى انها تعرفك في يوم  وأنتَ عارف كويس أوي اني اقدر أعمل ده  ،  بس معملتهوش عارف ليه؟  عشان عارف انها مش هتبقى سعيده معايا قد ما هتبقى سعيده معاك اللي بيحب حد بيفضله عن نفسه حتى لو مش هيبقى معاه  عشان كده قولتلك خللى بالك منها ووعد مني بكره انا هحميك قبل ما احمي نفسي عشان أنتَ الأقرب لقلبها مني 

تنهد «عمار» بعمق لصدق كلمات «ياسين» فقد أدرك حب ياسين لشمس فحبه أعمق وأصدق بكثير..  في لحظه لم يجده أمامه وقد رحل  ،  صك «عمار»  على أسنانه محاولاً التقاط انفاسه 

______________(بقلمي ماهي احمد)_________

كان يجلس خلف المقود.. يقود سيارته بسرعه جنونيه أمسكت هي بيدها مقبض الباب تحاول النزول من السياره فأغلق هو صمام الأمان  وضغط على فرامل البنزين بقوه فوقف بالسياره ينظر لها بغضـ ـب مما جعل نبره صوته بها شبه من العصبيه قائلاً:  

_أنتِ أتجننتي ياغرام عايزه تنزلي من العربيه وانا سايق 

حاولت فتح الباب وهي تقول:  

افتح الباب ده ياشريف 

مش فاتح ياغرام  ،  مش هفتح غير لما تتأكدي أني ماليش ذنب في اللي حصلك اديني فرصه حتى اثبتلك اني بريء 

نظرت له تطالعه بعصبيه بالغه:  

وأنت عايز تأكدلي ليه حاجه انا متأكده منها؟  

علشان انا مظلوم وأنتِ مابتوقعيش ظلمك عليا انتِ بتظلمي أخويا معاكي أخويا اللي ماحبش حد قد ما حبك اخويا اللي غير دنيته وكيانه عشانك خليكي معايا للأخر ولو ماطلعتش مظلوم واني فعلاً اغتصـ ـبتك أنا هسلم نفسي وهتحاكم على اللي عملته ياغرام 

انكمش حاجبها وهي ترى صدق كلامه في عينيه بدأت تسترخى من جديد فضغط هو على البنزين بقدمه وأكمل طريقه من جديد 

_______________( بقلمي ماهي احمد)________

هل هذا كثير عليها، كثير على فتاه تحملت العديد والعديد  منذ رؤيته ودخول بيته المرعب،  وكأن العالم اجمع على عدم راحتها لم يستطع عقلها استيعاب  أن ما يحدث لها الأن هو أمراً واقع 
هي الأن تجلس بغرفه مبطنه بالحديد، كان هناك أضاءه خافته تأتي من الخارج عن طريق  بضع فتحات صغيره من بين قضبان الحديد المتواجده على النافذه تشعر بأنقباضات داخل احشائها،  للوهله الأولى شعرت بأنها مجرد تقلصات عاديه تحدث لها ولكنها لا تعلم بأنها ألام ما قبل الولاده فكل شىء جديد وغريب عليها يحدث لها الأن وهي وحيده ، سمعت صوت يأتي من الخارج صوت هي تمقته كثيراً، نعم فهو صوت «حسام»ابن عمها يتمتم بكلمات لا تستطع تمييزها من بُعد المسافه بينهما  ولكنها استطاعت أن تميز اسم «داغر» من بين كلماته  وضعت يدها أعلى بطنها حاولت استجماع نفسها،  قامت تسير بحرص في اتجاه النافذه لتسمع مايقوله «حسام»  وما الذي ينوي فعله شكرت قدمها على تحمل السير وهي في حالتها هذه، لتسمعه يقول:  

_احنا هانروح القريه امتى خلاص مافيش وقت 

حاولت رؤيه الشخص الذي يقف أمامه ولكن دون جدوى فظهره هو الواضح امامها 

رد عليه «العربي» قائلاً: 

هنبدأ نتحرك حالاً لازم نكون موجودين قبلهم 

فأكمل حسام حديثه بتردد:  

هو،  هو احنا هناخد هدير معانا،  اقصد انها تعبانه وحامل وكمان ممكن يجرالها حاجه هناك انا بقول نسيبها هنا يعني احسن 

وصل الى مسامعه سؤاله الذي وجد به شيئاً من الضعف او الحب لا يعلم لذا سأله بخبث:  

_بعد كل اللي عملته فيك ده يا«حسام» لسه بتحبها 

ابتلع ريقه محاولاً الهروب  بنظراته:  

_ايه اللي جاب سيره الحب والضعف انا بس بقول 

بتر «العربي» كلماته بعدما قبض بيده على رقبته قبضه محكمه وكأنه أفعى قررت أن تضغط على فريستها بأحكام: 

أنا أختارتك ما بينهم عشان أنتَ الوحيد اللي حسيت أن مافيش حاجه ممكن تضعفك شوفت الشـ ر جواك بحثت عن أي ذره خير مالقيتش لاقيت الحـ قد والغـ ل مالي قلبك عشان كده اختارتك تبقى معايا ودراعي اليمين سبت الأقوى  مع إنك الضعيف وخليتك تبقى معايا،  بس لو حسيت ولو للحظه أن ممكن البت اللي جوه دي تضعفك وتقلل من كر هك 
وحقـ دك وشًـ رك  مش هتردد لحظه في أني أقـ طعها حتت بسناني قدامك ياحسام أنتَ فاهم 

أصبح وجهُ أحمر كالدماء بل وأشد حمره بسبب عدم وصول الأكسچين إليه فكانت قبضه «العربي»  محكمه كقبضه الأفعى لفريستها  كاد يفقد الوعي فرفع «العربي»  قبضته عنه خر في الأرض يمسك برقبته يحاول ملىء رئتيه بالأكسچين،  جلس «العربي» القرفصاء أمامه قائلاً:  

_جهز البت اللي جوه دي اللي بالمناسبه هي مرات داغر وام ابنه وسابتك وراحتله 

رحل من أمامه و«حسام» يراه يبتعد عنه نظر أمامه وجدها تنظر من النافذه أبعدت ناظرها بسرعه وحاولت العوده الى مكانها وقبل أن تجلس وجدته أمامها في لمح البصر:  

_يلا عشان هنتحرك 

حسام هانروح فين 

كان يفك وثاقها دون رد منه:  

رد عليا ياحسام هانروح فين،  حسام انا تعبانه انا باين عليا بولد ارجوك طلعني من هنا 

ضغط على أسنانه وأمسك بمرفقها بعنف:  

_أنتِ السبب،  أنتِ اللي وصلتينا لكده ياهدير،  منك لله كنت زماني في شغلي لسه ظابط زي ما أنا كان كل حلمي أنك تبقي مراتي في يوم،  ارجع من الشغل الأقيكي مستنياني بأكله حلوه بضحكه مرسومه على وشك، 

انهمرت الدموع من عيناه وتحولت نبرة صوته الى نبره بها من الحنان مايكفيها:   

اسألك عن أطفالنا تقوليلي أنا اكلتهم ونيمتهم على السرير عشان نسهر أنا وأنتَ براحتنا،  أنا ماأكلتش عشان ناكل سوا، وتبقى الفرحه مش سيعاني

رفع سبابته يمسح دموعه برفق:  

ونروح يوم الجمعه لعمي ومرات عمي اللي ربوني نتغدا سوا،  ونلعب انا وعمي شطرنج زي زمان وتيجي وتشجعيني تخيلي ان كل احلامي كانت بس بدور حوليكي جيتي أنتِ هديتي كل أمالي مكنتش عايز حاجه من الدنيا غير نظرة رضا منك،  بس انتي فضلتي داغر عني 

اعتلى الغضب ملامحه عند ذكر أسمه واستكمل حديثه:

فضلتي الأعمى ده عني،  عشان ايه عملك ايه،  انا هوريكي، انا هخليكي تشوفيه بعينك وهو بيتقطع قدامك تعالي معايا

جذبها خلفه من مرفقها بعنف فصر خت هي من الألم:  

أنا بولد الوجع في بطني رهيب،  انا همو ت ياحسام 

اخذ يطالعها بقلـ ق والخو ف يملؤه ابتلع ريقه ينظر لها بحيره:  

أنتِ متأكده أنك هتولدي 

اشارت برأسها بالأيجاب فاسترسل حديثه:  

انتِ محتاجه حد معاكي عشان يولدك 

ابتلعت ريقها واشارت له برأسها بالأيجاب والدموع تنهمر  على جبينها:  

_وانا هجيبلك اللي يولدك 

تركها وغادر الغرفه في الحال تركها تتألم في صمت تواجه كل شىء وحيده تماما 

______________(بقلمي ماهي احمد)_________

مرالكثير من الساعات وغابت الشمس وراء السحاب وبرز احمرار الغروب 
 كانت هناك نسمه منعشه تلامس وجهك،  تستطيع صوت سماع تطاير أوراق الشجر من حولك ورؤيه النجوم  مرصعه بالسماء جاء هو ليجلس بجوارهما من جديد يحاول دفن ألمه بداخله تنهد عند رؤيتهما سوياً يرسم البسمه على وجهُ الحزين ،  مد «ياسين»  كف يده بمشروبه المفضل بعدما  اصبح يلازمه دائماً قائلاً وهو ينظر الى وجهه العابس:  

مالك مكشملنا  وش رجلك ليه ياشيخ عجوه 

رفع «بربروس» رأسه فتقابلت عينه بعين «ياسين» نظر له نظره تبث عما بداخله من توتر وقلق ونظر أمامه من جديد:  

هز «ياسين» كتفيه بلا مبالاه ومد كف يده الى ذلك  الجالس بجواره:  

تاخد انت يا على 

مد الطبيب «علي»  كف يده بابتسامه زادت من وسامته:  

هات 

أشار«ياسين» بعينه على الطرف الثالث بينهم وهو يرتشف من مشروبه:  

ماعرفناش برضوا ماله ده 

اجابه الطبيب«على»  وهو يشمئز من ذلك المشروب الذي أعطاه له منذ قليل:  

اي القرف ده،  اي البتاع ده 

ابتلع «ياسين» ريقه وهو يمد كف يده و يتحدث بحنق:  

هات انا غلطان  ، تصدق خساره فيك الشيري كولا ده، أنتَ مش اخويا يا «علي» 

ابعد «الطبيب» يديه وهو يحاول بلعه:  

لا، لا خلاص هشربه، أهوه أي حاجه نشربها في الحر ده

نظر «على»  الى «بربروس» الصامت مره أخرى وتوجه بحديثه اليه:  

بص انا عارف ان سكاتك ده وراه مارال فا أنتَ قولنا كده أيه اللي حصل مابينكم 

وضع «بربروس» وجهُ بين كفيه وقد تملك الحزن من ملامحه قائلاً:  

لقد اعترفت مارال لي بحبها هذا الصباح 

اعتلت البسمه وجه الطبيب مردداً:  

قالتلك ايه،  اقصد يعني اعترفتلك ازاي 

مال «بربروس» بعينيه لـ «الطبيب على»  مع ابتسامه لطف:  

«كنت أظنگ صاحبي وفجأه دخلت الراء والتاء بين الصاد والحاء»  

أرتشف «ياسين» من زجاجته وانكمش حاجبه عند سماع جملته وهو يشاور بسبابته يحاول استجماع ما قاله للتو:  

"صرتاحبي" ازاي يعني مش فاهم 

ضرب  الطبيب« على »«ياسين» بمرفقه  بلين:  

يابني افهم هي تقصد ان هي كانت فاكره انهم صحاب بس بعد كده صار حبها من الاخر "صرت حبي" 

أشار بأصبعه على باطن يده بأصرار:  

أيوه ماشي بس فين الألف انا عايز الألف أكلت الألف ياشيخ عجوه ده حتى عيبه في حقك 

صك «بربروس»  على اسنانه ينظر لـ «ياسين»  بغيظ:  

فليلعنك الله وما همك أنت من حرف الألف ،  يكفي انها حاولت ان تتحدث بلغتي 

وقف «ياسين»  أمام «بربروس»  الجالس أمامه وكلامه يظهر به السخريه:   

لالالا،  مسمحلكش معلش كله إلا لغتنا الأم مانغلطش فيها ولا ننسى حرف من حروفها أبداً، هو يعني حرف الألف ده مالهوش صاحب يدور عليه 

رد «الطبيب»  عليه بلا مبالاه:  

سيبك منه يابربروس كمل وبعدين عملت ايه؟ 

جلس« ياسين» مره أخرى ولكن هذه المره جلس بجوار «بربروس» اشار بعينيه له:  

ماتنجز ياشيخ عجوه؟  

_لم استطع قول شىء،  لم يكن ببالي شىء استطيع قوله في هذه اللحظه وهذا مايقهرني 

ارتشف القليل من مشروبه المفضل قائلاً بجديه :  

كنت قولتلها "يا أحلى البشر والشين قاف"  

ضحك «الطبيب»  بصوتً مرتفع لم يستطع تمالك نفسه قائلاً  وضحكاته  تظهر في كلامه:  

_او كنت قولتلها كنت  اظنك مقرب حتي تبدلت الميم عين 

علت ضحكاتهم هما الأثنان سوياً مد «ياسين» كفه لـ «للطبيب»  فضرب كفه بكف اخر وهما يبتسمان معاً قائلاً:  

_ لا حلوه،  دي اجمد، اهوه انت دلوقتي طلعت اخويا بحق وحقيقي يابيضا 

قاطعهم «بربروس»  وقد اشتعلت ثورته من «ياسين» ومن «الطبيب علي»  أيضاً فنظر لـ«ياسين» قائلاً:  

_اتعلم أنك أنسان سىء للغايه 

فرد «الطبيب»  مدافعاً عنه:  

ماتقولش كده يابربروس 

فدعم« ياسين» ماقاله «بربروس»:  

لا أنا انسان سىء فعلاً هو ماكذبش

تبادلا النظرات وعم الصمت الأجواء انمحت البسمه من ملامحهم ببطىء عند رؤيتهم لمدى جدية« بربروس» ألقى «ياسين»  الزجاجه من يده بعيداً بعدما أدرك من ملامح «بربروس» التى ارتسمت عليها الحزن  أهميه الموقف وضع ذراعه على كتف «بربروس» بحب بعدما اعتلت الجديه وجهُ قائلاً:  

_  لاتكن قفاشاً ومحراچاً ياسيدنا 

نظر له بربروس نظره بعدم رضا فابتسم هو قائلاً:  

للدرجه دي هي مهمه بالنسبالك؟

ابتلع «بربروس» ريقه وتنهد لتخرج كلماته مع  تنهيدته:  

نعم..  اعتقد ذلك 

وضع «الطبيب علي» ذراعه على كتف« بربروس» بحب:  

طيب ومستني أيه،  دور عليها وقولها اللي جواك وافتكر أنك عارف كويس انه يجوز جداً انك تتزوج مسيحيه 

ضربه «ياسين»  بكتفه بلين: 

_يلا اتحرك مستني أيه  ،  ماتسيبهاش تضيع من أيدك 

ابتسم «بربروس»  لهما هما الأثنان فأكمل حديثه:  

_أتعلمان  ،  ما الحسنه الوحيده الذي فعلها العربي بمسيرته المسيئه؟  

رد ياسين قائلاً وهو يضع يدهُ بجيبه الخلفي:  

_اكيد انه عرفك عليا دي حاجه معروفه يعني 

ابتسم بربروس وهو يحرك رأسه يميناً ويساراً:  

_ايها اللعين  ، مع قبح وجهك هذا  ولكن كلماتك صحيحه 

ابتسم الطبيب لهما هما الأثنان  ،  انت اخونا التالت يابربروس 

رد قائلاً:  

_انا احبكما 

ابتسم ياسين ابتسامه سخريه:  

_لا  ياعم ماليش في الألوان 

انكمش حاجب بربروس باستغراب:  

ماذا؟  

رد الطبيب مسرعاً:  

لا ابدا مافيش  ، سيبك منه وروح شوف مارال 

رحل بربروس ليستدير كلاً من ياسين وعلي ليجدوا الخاله أمامهم فأردف  «ياسين»  بقوله:  

_أي ياكوكي مش تقولي أي حاجه كده بدل ما تجيبلنا ساكته تقلب بجلطه في الركب 

جلست «الخاله»  وهي تنظر لهُ:  

مش ناوي ترجع تقولي ياما من جديد 

جلس «ياسين» بجوارها يضرب كتفه بكتفها بلين:  

_مش لايقه خاالص كلمه ياما على شكلك الجديد وبعدين ده أنتِ اصغر مني 

جلس «علي» بجوارها من الجانب الأخر فاسترسلت هي حديثها: 

وحشتني قعدتنا مع بعض ياولادى،  بقالنا زمن ماقعدناش القعده دي 

رد «على» وعيناه تطالع« ياسين» بثبات: 

ساعات كتير كنت بتمنى  نتلم تاني من جديد 

_للدرجه دي أنا شخص مؤثر في حياتكم 

ضربته الخاله بخفه على رأسه:  

_بطل نرجسيه ياياسين،  بس أنتَ بتتكلم صح أنتَ فعلاً كنت مأثر في حياتنا كتير 

فسألها هو سؤاله التالي:  

انا ليه كنت بقولك بأمي وانتِ مش أمي الحقيقيه 

عمرك ماندهتني بأمي دايماً بتقولي ياما وبعدين انتوا عيالي 

" حتى لو البطن ماشلتكوش القلب حضنكم وقفل عليكم ياولدي"

واليوم اللي هترجع تندهلي في بأسم ياما من جديد هيبقى بالنسبالي عيد 

ابتسم «علي»  بعدما تنهد ينظر اليها بامتنان فأخذته هي في حضنها لتضمه أليها تفرد ذراعها الأخر لتضم ياسين ولكنه استغرب مما حدث للتو قائلاً وهو يهز رأسه بالنفي:  

_لا ماليش في العلاقات المحرمه انا 

ضحك الثلاثه معاً فوجد تلك الصغيره تقترب منهما ابتسم لها بلطف يجلس القرفصاء أمامها ليصل الى مستواها:  

_اهي الزبله جت اهيه 

ظهر الحزن على ملامحها فأنمحت البسمه من على وجهُ ببطىء:  

مالك وشك مكرمش ليه؟  

_هي هدير فعلاً حسام خطفها 

نظر خلفه الى الخاله التي كانت تطالعه هي الأخرى فأشارت له بعينيها أن يجاوب على سؤالها فأجاب عليها بما هو بعيد تماماً عن سؤالها:  

_ايه رأيك لو اسألك سؤال لو جاوبتيه صح هقولك هدير فين بالظبط 

أشارت الطفله برأسها بالأيجاب متحمسه لسؤاله فأردف هو قائلاً:  

لو معانا سبع كراسي ومعانا عشر اطفال هنعمل اي عشان نخلي عدد الكراسي قد عدد الأطفال

استغرب كلاً من« علي والخاله» سؤاله فاجابت غدير بعدم تأكيد مما تقوله:  

هنجيب ٣ كراسي تانيين 

غلط،  هنقـ ـتل تلاته  احنا لسه هنجيب كراسي 

انهى جملته وقف واستقام ينظر لها بثقه:  

انتِ كده جاوبتي غلط وعشان كده مش  هجاوبك على سؤالك بس بكره لما تلاقي هدير رجعتلك وبقت معاكي هي هتجاوبك بنفسها وهتقولك هي كانت فين؟ 

اجابت الطفله بفرحه تملىء وجهها:  

يعني بجد هدير هترجع 

اشار براسه بثقه:  

اكيد هرجعهالك وعايزك ماتنسيش هتجيبي كراسي لو بقيتي في مشكله 

اشارت الطفله برأسها بالنفي:  

لو هتجيبلي هدير هبقى قويه وهقـ ـتل التلاته 

ابتسم ابتسامه رضا:  

حبيبه قلب ياسين والله 

______________(بقلمي ماهي احمد)__________

ترجل من سيارته يفتح باب السياره لها يجذبها من مرفقها بلين قائلاً: 

انزلي ياغرام 

وكان جاوبها كالتالي:  

مش نازله 

جذبها بقوه من ذراعها واغلق باب السياره أبعدت هي يده عنها بقوه:  

سيبني خلاص هاجي معاك 

ترك شريف مرفقها ينظر خلفه ليتأكد من مجيئها دق باب صديقه« مازن» المقرب لهُ فتح صديقه باب منزله فلكمه على وجهُ بشده وقع أرضاً مغشياً عليه قيد يديه وقدمه بالحبال وكانت تقف معه غرام مذهوله مما يحدث:  

_بتعمل ايه ياشريف 

ادار رأسه يطالعها وهو مازال يستكمل تقييد صديقه:  

_بربطه زي ما أنتِ شايفه 

شريف انا مش فاهمه حاجه 

دلوقتي هيفوق وهنفهم احنا الاتنين سوا 

ذهب شريف الى المطبخ بعدما قيد مازن بالحبال جيداً وأتي بزجاجه كبيره من الماء القاها بوجهُ فاستعاد صديقه وعيه وهو يشهق مما حدث نظر لهما بعدما افاق سائلاً:  

_في ايه ياشريف أنتَ بتعمل كده ليه؟  

اجاب والبرود ملازم لملامحه:  

أنتَ اللي هتقولنا دلوقتي وحالاً أنت عملت كده ليه؟  

ابتلع ريقه بعدما سحب نفساً جاهد في التقاطه:  

أنت عرفت؟ 

شاور براسه بالأيجاب فرد هو مؤكداً:  

انا عملت كده ياشريف عشانك كنت وقتها ضايع ومضايق كنت بدور على العيال اللي اغتصـ بوا غرام معاك  دي بأي طريقه مكنتش بتنام ولا بتاكل ولا بتشرب لحد ما لقيتهم ولما طلبت مني اني القاهم أنا ما اتأخرتش  وجيبتلك عيل منهم هنا فاكر ياشريف 

أشار «شريف» بأصبعه بحركه دائريه:  

وبعدين كمل ايه اللي حصل لما جيبته هنا:  

_اتكلمت معاه قبل ما انت تيجي و العيال دي طلعت غلابه ياشريف اضحك عليهم من جابر المنفلوطي زي ما اضحك عليك بالظبط دي عيال صغيره ومستقبلهم كان هيضيع ووقتها لو كانت غرام عرفت إنك اغتصـ ـبتها فعلاً مكانتش هترضى تتجوز أخوك وأنتَ كنت هتحس إنك السبب  وكانت هتبقى مشكله كبيره 

انكمش حاجب غرام سائله:  

يعني أيه،  يعني شريف هو اللي اغتصـ ـبني فعلاً 

ايوه هو اللي اغتـ ـصبك بس هو مكانش في  وعيه جابر المنفلوطي أمر  والعيال دي يحطوله مخـ ـدر  عشان يحصل اللي حصل ولما مسكت عيل منهم لاقيتهم غلابه عايزين يعيشوا مش أكتر يعني أكتر واحد كان هيضر فيها هو شريف  

لكمه شريف على وجنته بقوه:  

انجز،  أخدت  كام؟ 

تألم بعدما صك على أسنانه:  

٢٥٠ الف أخدت ربع المبلغ اللي المنفلوطي ادهولهم ولما انا اتصلت بيك وجيبتك والواد كان هنا اخترعنا عليك حته انك مغتصـ ـبتهاش وبكده الكل يكون فرحان 

طيب والدكتوره!! 

كانت« غرام» تسأله والرجفه تظهر على شفتاها فرد هو على سؤالها:  

لااا دي سهله احنا عارفين بتشتغلي في أنهُ مستشفى وأكيد هتكشفي فيها.. اديناها اللي في النصيب عشان تقول اللي احنا عايزينه وبكده الكل بقى مبسوط انتِ رديتي تتجوزي عز وشريف الذنب اتشال من عليه والعيال دي مادخلتش السجن وشريف ماتحبسش وانا اخدت اللي فيه النصيب ما هو كده كده شريف مكانش في وعيه وانا عملت كده عشانه 

امسك شريف بهِ بغيظ بعدما قبض يده يستعد لضربه من جديد فأوقفته غرام عن فعلته:  

كفايه كده ياشريف،  انا خلاص عرفت الحقيقه 

فتحت الباب تستعد الرحيل فجذبها هو من مرفقها قائلاً:  

غرام استني،  انا مكنتش في وعيي اليوم ده،  انا كنت ضحيه مؤامره دنيئه عملها جابر عشان يوقع أخويا،  ياريتني كنت 
مـ ـت ولا إني اشوفك واشوف اخويا بتتعذ بوا بسببي في يوم 

نظرت له غرام والدموع تملىء عينيها جاوبته بكل تلقائيه:  

_ياريتك كنت مـ ـت وقتها،  انا مش عارفه اعمل ايه،  واتصرف ازاي مش قادره اشوفك قدامي وانت دمرتني،  وارجع اقول غصب عنك نفسي أخد حقي منك ومش عارفه 

رحلت تبعد عن ناظره يراها تبتعد عنه اوقفت  تاكسي حتى وصلت الى منزلها  نزلت أمام منزلها لتجد من يضعها بالسياره عنوه ويأخذها من أمام المنزل ظلت تصر خ كثيراً فضر بها على رأسها ضر به افقدتها الوعي تماماً 

____________(بقلمي ماهي احمد)__________________

ذهب هو يحاول البحث عنها بكل مكان حتى وجدها تحضر علبه  الحقن وتحاول فتح الصندوق الخاص بها ولكنها لا تستطيع فكان الصندوق محكم الغلق فوجدته أمامها وفتح لها الصندوق بكل سهوله تبادل بربروس ومارال النظرات قليلاً فارتبكت هي قائله:  

شكياً 

انكمش حاجبه باستغراب سائلاً:  

من أجل ماذا؟ 

ادارت ظهرها لهُ تنحني لتلتقط ما بداخل الصندوق بيديها:  

عشان فتحتلي الصندوق 

ابتسم هو بعدما أشار برأسه وهو يقول:  

على الرحب والسعه 

حاولت تركه وترحل لاستكمال ماتفعله ولكنه وقف أمامها من جديد يحاول التكلم معها:  

_أريد التحدث معكِ لدقائق قليله 

قاطعته هي:  

بيدقوس  ،  صدقني مافيش حاجه تتقال 

تركته لتستكمل ما كانت تفعله ويراها تبتعد أمام ناظره فارتفع صوته قائلاً: 

ماذا لو أخبرتك بأنني اشتاق إليكِ كل ليله ، وأنكِ لا تفارقين عقلي، وأني لا أشعر بالحياه إلا بوجودك

استطاعت كلماته أن تلمس قلبها وتوقفت قدماها عن الحركه ظلت ثابته مكانها أغلقت عينيها تستشعر مذاق كلماته التي اخترقت قلبها دون استئذان شردت لثواني بعدما عرفت البسمه طريق شفتاها،  ثم افاقت من شرودها حاولت عدم الأنخراط فيه انمحت البسمه من على وجهها ببطىء ثم استدارت له ُ لتصبح أمامه من جديد قائله:  

ماينفعش يابيدقوس، ماينفعش أنتَ مسلم وانا مسيحيه و 

بتر كلامها قائلاً:  

فديني يسمح بالزوا.. 

قاطعته هي قائله:  

لكن ديني أنا اللي مقتنعه بي مايسمحش  ،  ولا الكنيسه هتوافق في يوم وانا مش هيتد عن دين المسيحيه مهما حصل  ،  حتى لو كنت 

توترت بكلماتها الأتيه فتنهدت قائله:  

حتى لو كنت بعزك 

اقترب منها خطوه واحتضنت عينيه عيناها، يرتوي من ملامحها الصغيره ارتسمت البسمه على شفاه فزادت من وسامته  فوجد قلبه  يقول حروف يترجمها لسانه الى كلمات :  

"يؤمن العقل بعقيدته ويعشق القلب من عقيده غيره، فقد أحبك القلب يالبه القلب" 

وضع يده على خصلات شعره بحنق:  

ربـــــــــاه،  لقد أحبك القلب بصدق 

خفق قلبها بشده عند سماعها جملته تلألأت الدموع بعينيها فرحت عند سماع جملته وحزنت أكثر عندما أدركت مدى حبه لها وهي لا تستطيع ان تجاريه في مشاعره مسحت دموعها من على خديها قائله:  

أنا لازم أمشي

كان قرارها حاسماً مما جعله يقول:  

_لا اعلم ما الذي سيحدث بالغد  ، ولكن أريد أن  أوصيكِ بشىء فربما تكون هذه المره الأخيره التي نتقابل بها يامارال 

"فليشهد الله أني احببتك ،  فأذا نمت وغابت النون فالدعاء وصيه بيننا يا أخت عمار" 

أبتلعت ريقها وتنهدت دون النظر اليه مكمله سيرها ليقول هو بداخله:  

_تــبـــاً، للبشر 

______________(بقلمي ماهي احمد)_______________

كانت تقف بعيداً نسمات الهواء تداعب خصلات شعرها أغمضت عيناها لتملىء رئتاها بنسمات الهواء البارده المنعشه 
فتحت عيناها من جديد لتجدهُ أمامها تغلل التوتر  الى قلبها مما جعل «ياسين» سائلاً:  

_خوفتي 

ابتلعت ريقها تحاول تهدئه نفسها فقربه منها يزيد  من توترها و نبضات قلبها ابتسمت ابتسامه تحاول فيها اخفاء توترها قائله:  

ومم أخاف!! 

كان جوابه سريعاً وهو يقترب منها خطوه ليصبح أمامها:  

من قربي منك أو ممكن من  اللي هيحصل بكره،  ومن اللي هيحصل بعد اللي هيحصل بكره 
_ولكني متأكده من فوزك،  طالما وضعت يدك بيد عمار سوف نفوز بالتأكيد 

تحدث «ياسين» موافق على كلماتها:  

أنتِ عندك حق انتوا هتفوزوا بس أنا في الحالتين هخسر

انكمش حاجبها باستغراب فلم تستطع فهمه بجملته الأخيره 
وهو لم يستطع كبت ما بداخله أكثر من ذلك لمعت الدموع بعيناه،  كل كلمه بداخله تحدث بها نابعه وصادقه من قلبه:

مالك مستغربه ليه؟  
أيوه ياشمس في الحالتين أنا اللي هخسر،  في الحالتين أنا اللي  همو ت،  لو مامتش في المعركه،  فهمو ت لو فوزنا،  مش هقدر اتحمل لو شوفتك بعد ما نفوز يبقى  هو أول واحد تجري عليه وتترمي في حضنه في الحالتين همو ت ياشمس 

وضع صوابعه بين خصلات شعره ينظر بالأتجاه الاخر  يحاول اخفاء دموعه حتى لا تراه وتلمس نقطه ضعفه 

عارفه المشكله في ايه: 

أغلق عيناه ووجد دموعه تنهمر منه أمام عيناها بغير رضاه استسلم لقلبه أخيراً وطاوعه عقله قائلاً: 

المشكله إني مش قادر افضل احبك 
ولا قادر حتى اكر هك،  حاولت،  حاولت اكر هك كتير بس معرفتش..  ماقدرتش 
أنا مش عايز حاجه منك،  أنا بس كل اللي عايزه إني ماحسش بحاجه تجاهك، قلبي واجعني،  مش عايز افكر فيكِ،  ولا عايز أهتم بيكِ ولا عايز احبك، انا مش عارف اعمل ده ازاي، مش عارف أكر هك ازاي، اوعي تفتكري أني ماحاولتش،  حاولت  ، وحياه ربي حاولت  .. حاولت اشيلك من قلبي ماعرفتش،  ياريتني ما كنت شوفتك ولا دخلتي بيتي في يوم 

كانت تطالعه بأهتمام زائد فكل كلمه نطق بها الأن كانت صادقه،  من صدق كلماته النابعه من صميم قلبه لامست كلماته قلبها وجدت الدموع تلمع بعينها حاولت اخفاء ملامح وجهها ولكنها لم تستطع فلامست دموعها خديها،  كانت هناك لحظات صمت بينهما فنظرات عينهما أعظم من الكلمات الأن كسرت هي صمتهما بقولها هذا: 

_انساني ياياسين

 قالت كلماتها  وهي تسمع صوت تحطيم قلبها، فدعم هو قوله بقولها ممسك بمرفقها بعنـ ـف:  

انا عايز انساكي بس ازاي  ،  لازم تساعديني عشان انساكي  ساعديني،  انا كسرت نفسي قدامك الف مره،  ولسه بكسر نفسي تاني وانا واقف قدامك بترجاكي

"الروح تعبت من الرفض ياشمس" 

لحد ما كر هت نفسي، وكر هتك، وكر هت الدنيا كلها  كر هتك عشان وصلتيني للي انا فيه دلوقت انا حتى مش عارف عشقتك ليه؟  

فاستكمل حديثه قائلاً:  

"وإن سألني أحدهم لماذا أحببتك لهذه الدرجه وأنا ورب العزتي لا أعلم سوا أنني وجدت روحي فيكِ" 

ادار ظهره لها يستعد للرحيل فنطق لسانها حروف اسمه دون ان تشعر:  

_يـــــاسـيـن 

تحدث دون ان ينظر لها فكان الامر اشبه بشعور طفل ابكم، اغلق الباب على يده ولم يستطيع الصر اخ فرد قائلاً: 

أي كلمه هتقوليها بعد اللي قولته هعتبرها شفقه وأنا ماقبلش أن حد يشفق عليا بحبه في يوم من بعد المعركه أوعدك ووعد الحر دين مش هتشوفيني تاني ياشمس 

وعد «ياسين» لم يكن بأي وعد فعندما يوعد يوفي وكان هذا الوعد، الوعد الثقيل على قلبه

_______________(بقلمي ماهي احمد)_______________

هي مارال جابت الصندوق اللي بره ولا لسه 

كانت هذه جمله يزن للواقفين أمامه نظر أمامه يبحث بعينه عليها حتى اردفت ساره:  

لسه ماجاتش من بره انا بعتها تجيبه 

فسألت ميرا قائله:  

أنتَ متأكد أن احنا ممكن نفوز بكره فعلاً يايزن 

أشار برأسه بالنفي على سؤالها: 

والله مش عارف ياميرا بس على الأقل هنحاول،  هنحاول نعمل كل شىء في ايدينا ونسيب الباقي على ربنا 

أشارت «ميرا» برأسها تدعم قوله فاقترب« يزن» من ساره قائلاً:  

ممش ناويه تعقلي بقى وماتجيش معانا بكره

اخذ «رعد» يطالعهم فنادى على «ميرا»  

_ميرا عايزك بره ثواني 

رحلت ميرا معه فلاستكمل «يزن» حديثه مع «ساره»  

_بلاش ياساره تيجي بكره معانا أنا مش هتحمل لو جرالك حاجه 

فردت هي عليه بقوله بعدما جلست على الأرضيه تربع قدمها: 

ولو أنتَ جرالك حاجه تفتكر أنا اللي هتحمل وبعدين بقولك ايه يانعيش عيشه فل يانمو ت أحنا الكل ايه رايك بقى 

انطق هو كلماته سريعاً:  

بعد الشر عليكي من المو ت،  أنتِ هتعيشي لحد ما يبقى عندك ١٠٠ سنه وهتبقى عجوزه كركوبه في سريرك وحوالينا احفادنا بيتنططوا حوالينا وأنتِ مش هتبقي طايقه نفسك وتقوليلي ابعد عني العيال دي يايزن  ما انتي هتبقى كبيره بقى ومش متحمله 

ابتسمت هي تضربه بخفه على يده:  

ياسلام وأنا هكبر لوحدي وأنتَ مش هتكبر يعني ما أنتَ هتكبر وهتبقى عجوز وكركوب قد كده كمان 

"العجز في قربك،  ولا الشباب في بعدك ياساره"  

ابتسمت هي بخجل لاحظه هو: 

الضحكه دي ياكوتي ياخلاثي ياجماله 

احمرت وجنتيها اكثر قائله:  

بطل بقى يايزن بس تعرف انك عسل اوي وجميل اوي 

فرد هو يغمز لها بطرف عيناه:  

"ده جمالك ياساره هو اللي محرك الستاره ونافخ في السيجاره ومحير العماره" 

ردت هي معترضه على جملته السابقه:  

_لالا.. بطل اي القرف ده سيجاره، وعماره، وستاره بطل يايزن 

_طب  والله حلوه ياساره 

لاء وحشه اوي وبعدين خلينا نتكلم جد شويه 

 تنهدت هي قائله:  

أنا بجد اسفه يايزن انا  مش عارفه ازاي ضيعت الوقت ده كله في بعادك ازاي ماحسيتش بيك وبحبك من زمان:  

نظر بجواره ممسكاً بكف يدها:  

"تحت رجلك الوقت  إللي ضاع و إللي بيضيع و إللي لسه هيضيع ، فداكي الدنيا بناسها وهمومها ياساره" 

______________(بقلمي ماهي احمد)__________

كنتى فين ياشمس؟  

كان هذا سؤال «عمار» لها بعدما تعب في البحث عنها  ، مسحت هي دموعها سريعاً حتى لا يراها، فسألها برفق:  

أنتِ كنتي بتعيطي؟ حد زعلك؟  في حد ضايقك؟  

هزت رأسها تنفي ما يقوله:  

لا  ، لم أكن أبكي من سبب معين بل طرفت عيني لا أكثر 

لم يصدق كلمه مما قالته فسألها سؤالاً اخر:  

أنتِ خايفه من بكره عشان هتيجي معانا صح  ، انا مش عايزك تخافي المره دي انا بقيت أقوى من الأول بكتير ياشمس وهعرف احميكي منهم،  وهقـ ـتل العربي وهنرجع بكره كلنا مبسوطين عارفه ايه اول حاجه هعملها أول ما نرجع 

نظرت لهُ تحاول أن ترسم البسمه على شفتيها:  

_لا اعرف 

قالها سريعاً:  

هتجوزك، هنتجوز ونبعد عن اي مشاكل ممكن  تحصلنا في يوم هنخلف عيال كتيره وكلهم هيبقوا بنات وكلهم هسميهم شمس 

نظر الى الأرضيه فوجد رباط الكوتشي مفكوك فانحنى وهو يذم شفتيه يربط لها رباط الكوتشي:  

_رباطك ياشمس 

ابتسمت ابتسامه عريضه من كلمته هذه قائله:  

بعد يوم الغد سأحاول تعلم ربطه الكوتشي منك 

فرد عليها هو يطالع ملامحها البريئه:  

وانا لما ارجع من المعركه هطلب أيدك من مامتك 

_____________(بقلمي ماهي احمد)________________

كان الجميع مشغولاً بما يفعله الا هو  ،  فالقلق ينهش من قلبه يتمنى مرور الساعات بفارغ الصبر شعر وكأن الدقائق تمر ببطىء كبطىء سلحفاه عاشت من الزمن ما يكفي لتقف مكانها دون حراك فنطق «عز»»  قائلاً:

حاول تهدي نفسك ياداغر  ،  انا متأكد ان هدير بخير عمره ما هيعمل فيها حاجه 

أنا حاسس ان هيجرالي حاجه ياعز  ،  عايز اتحرك بس عمايا مخليني واقف مكاني مستني أمر حكيمه مش عارف أتحرك من غيرها،  أنا معرفش حتى فين القريه اللي بيقول عليها الزفت اللي اسمه حسام  ، مش عارف  أعمل اي حاسس ان ايديا متكتفه  ازاي اسيبها وانا عارف انها بتتألم دي بتكر هه بتكر ه حتى سيرته ازاي اسيبها معاه طول الوقت ده شيفاه قدامها  

رد عليه عز قائلاً وهو يحاول تهدئته قليلاً: 

 طيب ايه رايك،  ايه رايك لو نفكر شويه ما برضوا عصبيتك دي مش هتفيد بشىء 

رد على كلامه بسؤال اخر:  

الساعه كام، قدامنا قد أيه على الفجر 

نظر «عز» في ساعه يده:  

الساعه دلوقتي 

بتر «بربروس»  كلامه بدخوله عليهم الغرفه:  

_أذان الفجر سيؤذن بعد قليل هيا فلنتوضأ جميعاً ونصلي الفجر حاضر ندعي الله عز وجل حتى ينصرنا عليهم بأذن الله

ذهب بربروس لياسين ليجده يجلس وحيداً فسأله:  

_ألم تسمع أذان الفجر وهو يؤذن 

تنهد واخذ نفسه بعمق 

_ااه سمعته 

جلس بربروس بجانبه:  

حسناً،  هيا لنصلي سوياً

_ايوه بس 

أمسك بكف يده يجذبه خلفه قائلاً:  

صلاه الفجر ياياسين، هيا أيها العاق 

_____________( بقلمي ماهي احمد)__________

شروق يرتدي لون النقاء بعد عتمة الليل فيبث أنفاسه بنسمات تبعث في الروح أملاً بأن القادم أجمل بإذن الله 

كان الكل يستعد ليتوضأ ويصلي الفجر اجواء جميله تحدث بينهما وكأنهم عائله تجمعت من بعد غياب الكل يتوضأ النساء ترتدي ملابس بيضاء يرتدون الحجاب الأبيض على رأسهم والرجال تستعد للوقوف في الصفوف الأماميه يترأسهم بربروس يصلي بهم صلاه الفجر ما أجمل صوته في تلاوة  كلمات ﷲ عز وجل يقول: 

«يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ  وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا» 

وفي هذه اللحظه وعندما قال «بربروس»  الله اكبر  ركع  الجميع لكي يدعي بما داخل قلبه حتى سلم وانتهى من صلاه الفجر رفع يده ليدعي ربه وأخذ يدعي والكل من خلفه يوئمن من خلفه : 

اللهم ارحمنا،  وخذ بيدنا ولا ترجعنا الا ونحن منتصرين 

االجميع من خلفه بصوتٍ واحد:  

_أمــــين 

وفي هذه اللحظه اشعلت مارال شمعه تضم كفيها وهي مغلقه العينين تدعي الله عز وجل قائله:

«أبانا الذي في السموات،تمجدك كل الطغمات،نصرخ إليك في الضيقات،يا أبانا الذي في السموات ليتقدس إسمك يا معين،
وليتبارك في كل حين،» 
__________________

واجعلها سنة حصاد يوسف بعد تعبه وراحه ايوب بعد صبره

الجميع من خلفه:  

أمـــين 

____________________

مازالت مارال تدعي رب العالمين:  

إرحم عبيدك الخاطئين،كما في السماء كذلك،على الأرض أنت السيد المالك،نج عبيدك من المهالك،
يا أبانا نج بربروس من هذه الضيقه ورجعه سالماً غانم» 

أغلقت عيناها ونفخت من روحها في الشمعه،  وسلم بربروس يساراً ويميناً وسلم الكل من بعده يستعدون جميعاً للمعركه تحرك الجميع يصعدون الى السيارات ولكن بدون الغريب وزهره  تاركين الطفله معهم ليجد عز شريف يصعد بجانبه الى السياره فاعتلت الصدمه على وجهُ:  

_شريف ايه اللي جابك 

وانت تفتكر ولو للحظه أني ممكن اسيبك لوحدك،  انا في كتفك ياعز 

ابتسم عز لشريف بامتنان ليتحرك الجميع باتجاه القريه 
____________( بقلمي ماهي احمد)__________________

وجدت نفسها بغرفه مظلمه تحاول أن ترى ما حولها ولكنها لا تستطيع بسبب القماشه السوداء التى تغطي وجهها،  نزع القماشه من على وجهها ينظر لها باشمئزاز فدب الرعب بقلبها عند رؤيته:  

_ايه شوفتي شيطـ ـان ياغرام،  ده انا حتى ملامح وشي تستحق تبقى بُصله لكل ضائع 

أخذت تدمدم بكلمات لا يفهم معناها بسبب ذلك اللاصق على شفتيها فنزع هو اللاصق بقوه فشعرت بالألم الشديد على شفتاها مما جعل صرخاتها ترتفع:  

_كنتي بتقولي حاجه ياغرام 

صكت على أسنانها بغضـ ـب عارم:  

أنتَ عايز مني أيه؟  

ادار لها ظهره يتكلم ببرود:  

مش انا اللي عايز 

اشاح الستاره بيده وأشار بأصبعه على تلك الموجوده هناك:

شايفه اللي موجوده هناك دي هي دي اللي عايزه مش انا 

اعتلت الصدمه ملامح وجهها قائله:  

_هديـــر 

______________( بقلمي ماهي احمد)_________

كانت الشمس تتوسط السماء تبث اشعتها الحارقه بكل مكان دخلوا هما من جهه الصحراء طريق لا يعلمه سوا حكيمه و«ياسين»  قبل ان يفقد ذاكرته 

_______________

وقف «العربي» أمام منزل «ياسين»  ينظر لهذا المنزل بابتسامه سخريه يتذكر ما حدث بهذا المنزل قديماً بأجتماعه هو والضبع والمهدي ينظر لنفسه نظره انتصار فهو الناجي الوحيد بينهم الأن 

ادار وجهُ لجيشه الذي صنعه حديثاً قائلاً: 

القريه دي كانت قريتنا زمان والبشر أخدوها مننا احتلها عيله الصاوي بس دوام الحال من المحال من اللحظه دي هنبيد أي حد من عيله الصاوي اللي فاضل منهم هج،  واللي باقي منهم هنقـ ـتله اللي هيحصل النهارده مش هيحصل تاني في يوم عشان هيحصل مره واحده بس 
___________________

بدأت «حكيمه» بتوزيع الأدوار عليهم جميعاً:  

البسوا دي 

كانت الملابس التى توزعها عليهم عباره عن عباءات سوداء بها عشبه القصيص حتى لا يشتم «العربي وحسام»  رائحتهم وزعت الأدوار عليهم كالتالي: 

مارال وساره زي ما علمتكم ازاي تطلعوا الشجر العالي هتطلعوه دلوقتي 

اعتلت كلاً من« مارال وساره» شجره عاليه بعيده عن القريه ومعهم قناصات بها من الحقن ما يكفي على ظهورهم 

فأشارت للبقيه بيديها:  

ميرا،  بربروس،  علي،  ياسين،  داغر،  عمار انتوا معايا جوه المعركه ياسين وعمار من اللحظه دي مهمتكم العربي انتوا أيد واحده 

شريف،  عز،  رعد،  يزن

هتبقوا جوه البيوت الفاضيه اللي قدامكم 

أشار الجميع برأسه بالموافقه وكل منهم  أتخذ مكانه على حدا 

ذهبت حكيمه يتبعها الأخرون يتوغل كل منهما بداخل الواقفين يتخذ مكانه على حدا فيستكمل العربي حديثه:  

بعد ما نكسب معركه النهارده اللي أكيد هنكسبها ونقـ طع أعدائنا لقطع بأسننا، عايز أقول لكل واحد فيكم أن العالم هيبقى ملكنا مش هيبقى ناقصنا شىء 

ارتفع هتاف الموجودين في الأرجاء بينما يتوغل داغر بينهما هو وحكيمه وياسين وعمار والأخرين على حدا يستمعوا لما يقوله العربي ينظرون هنا وهناك بحذر فأستكمل العربي حديثه:  

أنتوا عارفين المشكله في أيه،  ان اللي بيحاربونا مننا من 
د منا عايزين يقطعوا نسلنا، دول مش من أهلنا دول اعدائنا ولازم يمو توا ونقلع جذورهم من ارضنا، مايستاهلوش نقول عليهم من جنسنا 

فهتف الجميع وارتفع الصياح موافقين على ما يقوله العربي:  

نظر «العربي» الى جهه اليمين يوجه كلامه اليها:  

خيبتي ياحكيمه ومابقاش ليكي عازه خلاص،  لو افتكرتي للحظه أن عشبه القصيص مش هتخليني اشم ريحتك بعد ما اللعنه اتفكت فتبقي عبيطه مابقاش في حاجه تقف قدامي خلاص

أتجهت جميع الأنظار من المستذئبين جهه اليمين ينظرون للخاله فاستكمل العربي حديثه ووقف بجانبه حسام والجزار داعمين له ُ:

أنا شامم ريحه كل واحد فيكم حتى لو مكنتش شايفكم،  انتوا دخلتوا النار برجليكم بس ماجيبتوش الشمس معاكم عشان كده 

اشار العربي بعينيه الى حسام فجاء بغرام وهدير الممسكه ببطنها بألم شديد قائلاً:  

هدير بتولد ياداغر،  هستمتع بتقطيع أبنك بعد ما امص د مه 

نظر عز الى غرام وقد اعتلت الصدمه وجهُ فهذا هو أخر مكان ممكن أن يراها فيه حاول أن يخرج من المنزل المهجور هذا ولكن منعه كلاً من رعد وشريف 

_اهدى ياعز لسه الاشاره ماجاتش ماتبوظش كل حاجه 

أنهى شريف جملته وصك عز على أسنانه من الغـضـ ـب محاولا تهدئة نفسه من جديد 

وضع حسام أظافره  على رقبه غرام والعربي وضع أظافره على رقبه هدير فسال د مها من بين يديه فاستنشق جميع المستذئبين د مها فقال العربي: 

دي آخر مره هطلب منك فيها أنك تسلمني «شمس»  ياداغر وإلا بعد كده هسيبها ليهم 

دخلت« شمس» من بين الجميع مرتديه القلاده  ، دخلت دخول مميز وكلما تحركت خطوه يفسح الجميع لها المجال فوقفت أمام العربي بينها وبينه مترين تقريباً تضع السلاح على رأسها:  

_أنا أمامك بكامل أرادتي ولن أسلمك نفسي قبل أن تتركهما معاً 

ابتسم العربي على هذه الخدعه التافهه ولكنها نجحت بجذب انتباهه لها فتحرك «ياسين»  و «عمار،»  بين الحضور يحاولون الأقتراب منه، كل واحد منهم من جهه يقتربون ببطىء حتى لا يلتقط رائحتهم سريعاً:  

وأنتِ بقى عايزه تفهميني إنك فعلاً هتقـ ـتلي نفسك 

فردت عليه بثقه مبالغ بها: 

نعم،و أنت َ تعلم جيداً أني قادره على فعلها.. اذا مـ ـت أنا على يد أي شخص هنا غيرك سيمتلك هو القوه وستصبح أنت الضعيف 

نظر المستذئبين لبعضهم البعض بحيره أحقاً ما تقوله صحيح فأستكملت شمس حديثها:  

وإذا قتـ لت نفسي بيدي ستظل أنت ضعيفاً والموت سيحاوطك من كل مكان 

اعتلى الغـضـ ـب ملامح وجهُ فقد نالت منهُ بنت المهدي حقاً وقالت بنبره بها من الأصرار مايكفي:  

أتركهم في الحال 

انزل العربي أظافره من على رقبه هدير ببطيء وأشار بعينيه الى حسام فبعد يديه عن غرام قائلاً:  

قربي يابت المهدي 

اقتربت شمس منه بحذر فأمر الجزار رجاله أن يحاوطوه العربي فأصبحوا كالجدار يحموه بأرواحهم ترك هدير وغرام فابتعدوا خطوه وتقترب هي خطوه أخرى منهم ويقترب داغر معها ليأتي بهدير نظر حسام لداغر يحدث نفسه قائلاً:  

مش بالسهوله دي هتاخدها مني ياداغر 

وقبل ان ترمش لها عين وقف حسام  أمامها يأخذها لبيت من البيوت المهجوره أمامهم يخبأها  من «داغر» استطاعت
« غرام» الهرب وعمت الفوضى في الأرجاء بعدما اعطت «حكيمه» الأشاره لهم فكلاً من «ساره ومارال» يصوبون بالحقن عليهم فيقع المستذئبين أرضاً وحكيمه سرعتها عاليه حقاً كانت تقتـ ـل كل من يعترض طريقها أما عن ميرا فتحولت لذئب شرس  يستطيع أن يفتك بأسنانه  ما يقابله أمامه و«بربروس» وقف بظهر« علي» يحمي كل منهما الأخر تجمع حولهما عدد كبير من المستذئبين فتحولت عينه للون الاسود وفرد اظافره ليهتك بهم وظهر الجانب السىء من شخصيته فكان يقف« علي» خلفه يشق رقبه كل من يتعدى عليه في الحال 

دخل المستذئبين البيوت المهجوره فكان يطلق عليهم« عز» الرصا ص الممزوج بالفضه في قلوبهم يمنعهم من دخول البيت ويحاول الوصول الى« غرام» يحمييه «شريف» من الخلف 

اما عن« يزن» فهو يجلس فوق السطوح يملىء قناصته بالرصاص يحميه «رعد» من الخلف ويقتل كل كائن حي يتحرك بالمكان 
___________________

يريد جميع المستذئبين الأن الوصول الى« شمس» فمن  
يقتـ ـلها تصبح قوته أكبر يحميها كلاً من «ياسين وعمار» بروحهما يفتكون بكل من يحاول الوصول إليها ينظر« ياسين» الى «عمار» نظره صارمه قائلاً:  

حاول تخرج بيها من هنا وسيب الباقي عليا:  

يفتك« عمار» برقبه واحد منهم وهو يقول:  

مش هتقدر عليهم لوحدك 

فكانت نبرته هي الأقوى وهو يحول عينيه للون الأحمر قائلاً:   

اسمع كلامي بقولك 

قبض «عمار» على  كف يدها بقوه محاولاً الخروج بها من هذا المكان البغيض فتجمع المستذئبين من حول «ياسين»  فعددهم كبير، تحولت عين
« ياسين»  للون الأحمر القاتم وأخذ يهتك بهم هنا وهناك فكانت سرعته مبالغ بها هو نفسه لم يصدق ما يحدث لهُ، فكان يقـ ـتلهم بسهوله بالغه

_________________

كان «داغر»  يبحث عنه بكل شبر بالقريه وبكل بيت بها حتى وجدته غرام والنهجه تعتلي صدرها من كثره الركض خلفه ذهبت إليه مسرعه قائله:  

_هدير في البيت اللي وراك ده.. انا شوفتهم وهما بيدخلوه ياداغر هدير بتولد لازم ابقى معاها 

صك هو على اسنانه يقبض يديه بقوه قائلاً:  

اتحركي أنا وراكي 

رحلت غرام وبدأ هو يركز سمعه على خطوة قدمها حتى ذهبوا الى ذلك البيت المهجور،  فتح الباب بحذر و «غرام» خلفه لم يجدوا شىء به استغربت غرام قليلاً تسأل داغر:  

_ ازاي انا شيفاهم وهما داخلين هنا بعنيا 

أغمض هو عينه بعدما حاول التقاط رائحته فألتقط رائحته اخيراً،  فتح مخبأ تحت الأرض ليجده بأنتظاره يبتسم له ُ تعتليه نظره مليئه بالخبث قائلاً:  

أتأخرت ليه ياحبيب أخوك مراتك بتولد  ،  كده كنت هتفوت عليك الولاده بتاعتها 

ابتسمت هدير عند رؤيه داغر أمامها وهي مستلقيه على ظهرها شعرت بشعور غريب عند رؤيته ذلك الشعور حينما تهجم علينا موجه حاره شديده وينقذنا سريان  اول خيط من نسيم الهواء المنعش،  ذلك الأنتعاش المحبب لقلوبنا هو ما اصابها عندما وجدت داغر يتوسطهما منتظراً ما سيفعله حسام ولم ينتظر كثيراً حتى وجده يقول:

استنيتك كتير ياحبيب اخوك ودلوقتي جه وقت الانتقام وهدير بتشوفني وانا بقطـ ـع من جسمك حتت عشان تعرف مين فينا الاقوى 

صر خت« هدير» صر خه بها ما يكفي من ألم فذهبت «غرام»  إليها مسرعه وهي تقول:  

_هدير حاولي تتنفسي  ، اتنفسي ياهدير 

رفع حاجبه ينظر خلفه بابتسامه صفراء:  

الظاهر ان ابنك هيتولد ويشوفك وانت بتمـ وت قدامه 

ابتسم داغر ابتسامه لئيمه واكتفى بها عن الكلام فأخرج كلمه واحده فقط من بين شفتيه:  

خلصت كلام  ،  يلا نبدأ 

نظر حسام أمامه فلم يجده نظر يميناً ويساراً يبحث عنه فسمع صوت داغر وهو يقول:  

بص فوقك 

رفع حسام رأسه ليجده يغرز أظافره بالسقف ويسقط عليه مسرعاً ليوقعه أرضاً 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-