رواية المافيا
الفصل الثاني عشر12
بقلم سالي سيلا
فتح باب الشقة بعد رنتي الاولى للجرس. وياليته لم يفتح وياليتني لم اسمع كلام مايكول وجعلني اذهب لهذا المشوار من اصله.
_لااا لا يمكن!! ايعقل ان تكون انت هنا ايضا ؟!
_ولما لا ياهيلينا .هل ازعجك حقا وجودي هنا؟
_لا ليس القصد ولكن. ..
_هل سنظل نتحدث امام الباب.؟ تفضلي بالدخول إلى الداخل ونكمل حديثنا بعدها.
_لا اصدق ما ارى. فعلا انها مفاجأة بالنسبة لي كما ذكر لي ذلك مايكول.
_بل صدقي ماترينه ياهيلينا. انا الحقيقة الوحيدة التي لا تكذبينها قط في حياتك.. .وعلى فكرة سأكون ابعد مما تتخيلينه حتى ولو كنت على ظهر القمر سألحق بك المهم انني اكون بجوارك.
_ردولف .
_ردولف لم يستطع ان يعيش حياته بدونك. .إشتقت لك هيلينا. .لا تعلمين كم إشتقت لك.
_وانااا وانااا..
اخبرني كيف علمت بوجودي هنا.؟ على الاغلب مايكول هو من فعل ذلك.
_ولكن لما غيرتي كلامك ياهلينا.. ! هل إستخسرتي ان تصارحيني انك اشتقتي لي كذلك. .على الاقل راع تكبد مشاق الوصول إليك من بلد لبلد هههه ألى استحق كلمة حلوة منك؟
_لما الان ياردولف؟ كنت لعدة سنوات انتظر منك نصف كلمة. ولكن لم تفعل.. لما الان بالدات.
_لانني طيلة هذا الوقت اعشقك بصمت كالغبي إعتقدت انك تحبين صديقي مايكول.. وبالتالي لم استطع ان اخون اعز اصدقائي وفضلت الصمت وكلي وجع من الداخل كلما رأيتك معه.
_مايكول صديقي ايضا بل هو صديق الجميع فهو طيب وحنون يوثق به ويلبي نداء الصداقة في اي وقت.
_صحيح. لكن هذه المرة غضبت منه كثيرا عندما لم يعلمني بسفرك المفاجيء. فلما لاحظت غيابك وسألته عنك اخبرني انك سافرتي إلى إيطاليا.
صدمت حينها وطاش عقلي. وتألم قلبي بشدة. ولم اتحكم بأعصابي إلا وانا اجد نفسي امسك مايكول بقوة من كتفيه وانا ارنجحه للامام والخلف .اعاتبه كيف له ان يتركك تسافرين بمفردك بعد كل الظروف التي عانيتي منها.
_مايكول ليس له دعوة بقراري. مع انه حاول كثيرا كي يمنعني. .ولكن الامور تحتمت علي فعل ذلك.
_ هيلينا انا احبك. ولن اخفي بعد الان شعوري نحوك. خاصة عندما لمح لي مايكول انك تبادليني ذات الشعور بأنك مغرمة بي.
_هل مايكول هو من اخبرك بذلك؟
_مايكول يحبك ياهيلينا اعلم ذلك والجميع ايضا يعلم مايكنه إتجاهك. .لكنه ادرك بالاخير ان القلوب هي التي من تختار توأمها خاصة انه فشل بعد مرور كل هذا الوقت ليجعلك تحبينه.
_هو من طلب منك ان تلحق بي إلى هنا؟
_بل هو من ساعدني للوصول إليك بسهولة ونصحني ان اقنعك ان نعود سوى إلى بلدنا لكي نبدأ حياة جديدة نحقق فيها معا احلامنا المتبقية.
_كل احلامي ياردولف ألغيت منذ الحادث.. ولم يبقى سوى حلم واحد.
_استطيع ياهيلينا ان اساعدك بتحقيقه. ثقي بي فقط.
_مستحيل ياردولف ان اجعلك طعم لاحلامي. فكفاية ماخسرته حتى الان .ولا اريد ان اخسر من احب ايضا.
_إذا انت تحبيني ياهيلينا. قولي لي انك تحبينني.. انظري إلى عيوني وقولي العكس ..تعالي إلى هنا لاتتهربي. .هيا إعترفي وقولي انني لست الرجل الذي احبه قلبك. .قولي ذلك.
_انا احبك. احبك احبك ياردولف بل انا متيمة بك. احبك وكأني لم احب واعشق شخصا في حياتي مثلك.. .خذني مابين ضلوعك.. شدني بقوة إلى صدرك كم انا محتاجة إلى من يحضنني وينسيني ما امر به حاليا...ضمني إليك اكثر.
_اااه ياحبيبتي.. كل هذا الشعور في قلبك وتخفينه عني.. انا معك. انا هنا الان. ولن ادعك بمفردك ثانية. .يكفي. لا اريد ان ارى دموعك. فهي غالية عندي.. يكفي ياحبيبتي انا هنا.. انا هنا معك.
في تلك الاثناء اردت من ردولف ان يشق صدره ويخفيني بداخله.. يخبئني من شر نفسي. يخفيني من العالم السيء الذي تورطت بولوجي به . اردت ان يأخذني بعيدا. بعيدا عن كل الضوضاء التي اعيش فيها. و ينسيني كل الالم والحقد الذي اشعر به حاليا..
في تلك اللحظات المجنونة لم استطع ان ابتعد عن ردولف. فهو قدم في الوقت الذي تعبت فيه نفسيتي وكأني طفلة صغيرة تطلب الحماية ممن هو اقرب إليها فتركت مشاعري تنجرف نحوه حيث تبادلنا كل الحب الدفين لكلينا. وتركنا عواطفنا تعبر عن دواخلنا وفضلنا بعدها الصمت لتتحدث الاعين عن مدى إشتياقها.
بعدها غفوت وانا مابين احضان ردولف وقلبي مرتاح ومطمئن معه. ولكن عقلي الباطني كان مستيقظا طيلة الوقت مؤنبا ضميري. كيف لي ان انسى ماجئت من اجله و أهنأ مع حبيبي وادع اختي مابين الوحوش تنهش في لحمها..كيف ذلك؟
لذى عندما تأكدت ان ردولف دخل في سبات عميق قمت بخفة من جواره كي لايحس بي. إرتديت ملابسي وقبل ان اخرج من المنزل قبلته القبلة الاخيرة. وتمعنت مطولا في وجهه الجميل.وكأنني انسخ صورته في ذاكرتي لكي لاتتنسى للأبد. ثم وضعت امامه رسالة الوداع ذكرت فيها بإختصار ان لايحاول ان يبحث عني لأنني اصبحت لا املك نفسي فلن يجد السعادة المرجوة منه معي.
بعدئذ خرجت من الباب وعيوني تفيض من الدمع الذي لايريد ان يتوقف طيلة الطريق. مكثت في منزلي سويعات قليلة اعيد فيها شريط ماحدث بيني وبين ردولف الذي كان كالحلم. وقبل المساء لممت شتات احزاني وعزمت ان اكمل مصيري ثم توجهت مباشرة إلى صالون الحلاقة .لأقوم بتغيير مظهري للمرة الثانية. ولكن هذه المرة ليكون أجرأ انثويا اكثر شعر ملون ومساحيق صاخبة.. مع لباس. ... .
