رواية المافيا الفصل السابع عشر18والاخير بقلم سالي سيلا

رواية المافيا 

الفصل السابع عشر18والاخير

 بقلم سالي سيلا

بعد مرور خمس سنوات. 


بعد عودتي للوطن اراد مايكول ان ينبهني بأن الشرطة قادمة للإمساك بي... ولكن الوقت قد فات الاوان على ذلك.   لأجد نفسي وانا على قبر والدتي محاصرة من كل نواحي المقبرة.. 

ولكن الخطأ الذي إرتكبه مايكول انه أمر اعوان الشرطة ان لا تكبل يدي. ووضع ثقته بي في الحين الذي كنت فيه لا احتمل ان اتلقى عذابا او ألاما اخرى تنتظرني بعد الذي مر علي طيلة تلك السنين الخمسة الفارطة. 

فكيف له ان يعاتبني على الرجوع الى وطني. والغربة هي كذلك اصبحت السوط الذي يعذب ذكرياتي ليلا نهارا.. خاصة بعد وفاة من فعلت المستحيل كي انقذها وقضت على الحلم كي نعود لنعيش سوى بقية حياتنا مع بعضنا البعض..وننسى كل الذي مررنا به سابقا... ولكن للاسف لم استطع ان احميها حتى من نفسها..

كيف اخبرك يامايكول ان سيلفيا ذهبت ولن تعود كما فعل والدي من قبل وبقيت في هذه الحياة البائسة بمفردي. 

كيف اخبرك ان سيلفيا انقذتها من الموت الموشك بعد الرصاصة التي تلقتها من زوجها اوجاستن. لن انسى ابدا تلك التفاصيل.  التي دمرت نفسيتي وانا اجلسها واناديها باختي حتى اتاكد انها لاتزال على قيد الحياة. شكرت الرب وسقطت دموع فرحتي بأنها لاتزال معي. فحملتها على الفور. ونزلت بها الدرج بسرعة قبل ان يأتي الحرس ويكتشف موت سيده... خرجنا من الباب الخلفي للقصر وتوجهنا إلى المرآب وركبنا سيارة اوجاستن الهامر السوداء وانطلقت بها كالبرق. وعندما وصلنا امام حاجز  الحرس اردت ان اخترقه. ولكن اختي التي كنت اتواصل معها لفظيا حتى لاتفقد وعيها. هي من اخبرتني ان اشعل واطفء المصابيح الامامية ثلاث مرات... هي اشارة سرية يعلم بها حراس اوجاستن انه هو من بالسيارة... وبما ان النوافذ حالكة سوادها لم يلاحظ احدا منهم نحن من نكون بداخل سيارة سيدهم.. ففتح الحاحز وضغطت على الزناد وانطلقت دون مراعات اي شروط للسياقة.  كل ماهمني في تلك الاثناء ان انقذ اختي قبل ان يزداد النزيف من تدفقه مابين ضلوع كتفها الايمن.. 

ولكن ماكنت اخشاه في تلك اللحظات الصعبة اين سآخذ اختي لاعالجها. ونحن تركنا قتيلا وراءنا. فبديهي أي مستشفى ستؤخذ إليها سنتلقى منها السين والجيم اللذان لا ينتهيان.  حتى المستوصفات الصغيرة لا اعلم مكان وجودها اين؟ فانا بالاخر في بلد غريب عني لا اعرف الامكنة... والمذهل انني في وسط تلك الحيرة.و الفوضى العارمة التي يسبح فيها عقلي  تذكرت على حين غرة ردولف. تذكرت عندما سألته في اخر لقائنا مالذي يعمل به حاليا؟  اخبرني انه يكمل دراسة الماجستير وفي نفس الوقت يأخذ كرسات في التمريض.. فتوجهت مباشرة إلى الشقة التي بالعمارة متمنية اني اجده بها ولم يرحل بعد من البلد. 

وثواني كنت امام الباب ارن الجرس ممسكة بذراع اختي الذي اطوقه خلف عنقي كي لاتسقط.. وكم عادت لي انفاسي عندما فتح ردولف الباب وهو في دهشة من امره بعد الذي رآه ما صوبه.  


_اشكر الرب انك هنا..ارجوك ردولف ساعدني من فضلك.

_مالذي يحدث يا هيلينا؟ مابها سيلينا اهي كذلك موجودة هنا بإيطاليا؟

_سيلينا تموت ياردولف..حاول ان تنقذها.ولا تسألني اكثر.فالقصة معقدة وطويلة. سأرويها لك لاحقا..هيا ساعدني ان نلقيها على السرير.

_إنها تنزف بكثرة..اظن فقدت الكثير من الدماء...اوووا ايعقل الجرح عبارة عن اصابة لرصاصة!! لا اصدق ذلك ياهيلينا انكما وصلتما لهذا الحد من الخطر.

_اتعالجها اردولف ام اخرجها من هنا؟

_لا بأس سأرى ما افعله  سأحاول ان اخرج الرصاصة اولا. ثم اطهر الجرح.  وعليك ان تساعديني يا هيلينا بإحضار مانحتاجه. ارجوا ان نجد اللوازم الطبية.. اذهبي وجديلي حقيبة الإستعجالات ربما هي في الحمام. 


مرت بعد ذلك ساعتين وردولف يخرج الرصاصة من صدر كتف سيلينا   بعد ذلك عقم وقطب الجرح بعناية شديدة   وشكرنا الرب ان النزيف توقف. وزال الخطر على سيلينا   بعد ان إطمأنينا عليها جلست انا وردولف وقصصت الحكاية له من البداية.  والتي مختصرها. انني لم اختار البقاء معه سابقا ليس لاني لا اريده او لا احبه. بل من اجل ان انقذ اختي فقط. وتفهم الوضع. ولكن الامر الذي احزنني انه ابلغني ان طائرته ستغادر بعد ثلاث ساعات. فهو عليه الرحيل. واخذ القرار ذلك بعد ان خيب امله بما كان يحلم به انفا..

حينها تأسفت لردولف كثيرا عن مابدر مني ناحيته.و ان كل الامر خارج عن سيطرتي   ولو كان بيدي لعدت للوراء   واعترفت له بحبي يوم كنا بالجامعة ندرس فيها مع بعض. ولكن ليس كل مايتمناه المرء يدركه. 


سافر بالفعل ردولف الى امريكا وانا من اوصلته للمطار   إذ ودعته الوداع الاخير بكثير من العناق مصحوبة بالدموع التي تتساقط كالسيول. بعد ان منحني مفاتيح شقته التي لا تزال مدة استئجارها لم تنقضي مدتها بعد بما انه استعجل رحيله. فارادني ان امكث فيها حتى تشفى اختي ونرى مانفعله بعد ذلك.. والذي اخافني واربكني في تلك الاثناء هو تحذيره لي عن اختي. حيث نصحني ان اخذها الى اقرب مصحة حتى تتعالج من الادمان.. فسيلفيا تتعاطى الممنوعات. والدليل ان ذراعيها كلتاهما مشوهتان من كثر الحقن الوريدية التي تحقنها بوخز الابر الملغمة بالسموم .  


مرت الاسابيع و تعافت اختي من الجرح الذي خلفته الطلقة النارية   ولكنها لم تستطع ان تتعافى من السم المنتشر بجسدها... في البداية ظننت ان الوضع هين بالنسبة لما قاله ردولف عن اختي. ولكن ماعشته معها بعد مرور الايام كارثي بكل المقاييس.. لدرجة ان سيلفيا حاولت الانتحار بعد ان منعتها من الخروج لتجلب لنفسها المخدر حتى تهدأ. ويهدأ كامل جسدها الذي يرتجف وكانها اصابتها حمى.. وانفها المصاب بالحكة المفرطة التي لا تكاد تتوقف  والوجع ايضا الذي لايحتمل برأسها... كنت اقاوم ضرباتها لي  ونوباتها الصراخية. ولكنها المسكينة كنت اتفهم وضعها واحزن كلما اراها تتعذب وهي تتوسلني ان تأخذ جرعة واحدة ولن تعيدها بعد ذلك...فلولا الوحوش البشرية الذين خطفوا براءتها   لكانت اختي الان اميرة في احسن حالاتها  .. ولكي تعود كما كانت لم اطاوعها بل شددت المراقبة عليها. ولم اتركها بمفردها  حتى اتاكد انها في سبات عميق بعدها اذهب للتبضع واعود للمنزل بسرعة .

ولكن في احد الايام إستغفلتني سيلفيا ومثلت علي انها نائمة. وبعد خروجي من المنزل.  فعلت هي الامر نفسه. وذهبت  مباشرة لشراء السم الذي تتعاطاه..ثم عادت للمنزل لا يستطيع احد ان يتعرف على ملامحها الباهتة التي تميل إلى الزرقة.. 

في تلك الاثناء كنت انتظرها بخوف كبير عليها. وما إن فتحت الباب سيلينا ودخلت ادركت مالذي فعلته بنفسها.. حينها استشطت غضبا منها وقمت بصفعها عدة مرات متتالية اؤنبها واعاتبها لما استسلمت بهذه السهولة بينما كنا نسير في خطى العلاج.. 

ولكن للاسف ليتني لم أقم بضربها فبعد عدة ثواني فقط سقطت سيلينا ارضا لم تتحرك ساكنا. ظننت انها اغمي عليها. عندما طال الامر معها. حملتها هذه المرة للمستشفى ونسيت كل العواقب التي سأتلقاها هناك. المهم سلامة سيلفيا.. ولكن الفاجعة كانت اكبر من كل التوقعات.. حيث ابلغني الاطباء ان اختي توفت إثر جرعة زائدة اخذتها بالوريد.. فانصدمت اثناءها وسقطت بدوري ارضا. ولم استفق إلا بعد عدة شهور. اذ دخلت غيبوبة الانكار لما حصل معي مؤخرا وهذا ما اخبرني به الاطباء بعد استفاقتي. 


بعدها عشت كالميتة الحية مرت السنين التالية ولم اجد الراحة والاطمئنان يوما.. لذى عدت إلى وطني لكي اكون مابين عائلتي.. فأنا اسفة يا مايكول علي ان آخذ مسدسك الان  علي الرحيل فانا لا استطيع ان اعيش بمفردي وعائلتي بعيدة عني. إنهم ينتظرونني ..انظر هاهم جميعا هناك. بابي ومامي وسيلفيا كلهم معا... والان سنجتمع كلنا ولن يستطيع احد ان يفرقنا من جديد. 

                      تمت

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



<>