رواية المافيا الفصل الرابع4 بقلم سالي سيلا

رواية المافيا 

الفصل الرابع4 

بقلم سالي سيلا

بإقترابي من الملهى دب في الخوف عندما وجدت الدراجات النارية ذاتها مركونة امامه بكثرة. فعادت بي ذاكرتي مجددا إلى ماقبل الحادث وهم يراوغون في الطريق يحاصروننا من كل ناحية حول السيارة وانا وسيليا نمسك بأيدي بعض من شدة الرعب..قطعت شريط ذاكرتي قبل ان اصل إلى الشعور المرعب ونحن نلتف وندور كالكرة في داخل السيارة حتى لا اتأثر وتتغير صورتي الانثوية القوية التي اصطنعتها لتكون واجهة امام الجميع  . 

حينها ركنت دراجتي امام الملهى الليلي ودخلت بصعوبة حتى اظهرت لهم كلمة سر الدخول والتي تكون شعارهم   وهي صورة الوشم المرسومة بذراعي لرأس صقر ذات العيون الحمراء.. 

وعندما اصبحت بالداخل صعقت مما اراه.. كان عدد الشبان والشابات اكثر مما تخيلتهم هناك   مظاهرهم مرعبة. اذ شعر رؤوسهم ولحاهم طويلة. ومنهم من يجعلون التسريحة كظفائر كثيرة يجمعونها للاعلى بعد ان يلفونه برباط معدني مخصص لربط الشعر.   اما اجسامهم فهي قوية ولا يكاد يظهر جلدها من كثرة الوشوم التي تكسوها...اما الفتيات فهن عكس الرجال من حيث تسريحة الشعر..كانت شعورهن قصيرة ملونة بألون مختلفة واغلبها ذات الجانب القصير جدا  والجانب الاخر نوعا ما طويل يغطي إحدى عيونهن.  اما ثيابهن فهي لاتكاد تستر عوراتهن. 


عند دخولي عليهم كانت اغلبية الانظار موجه نحوي وانا متعمدة امر امامهم اتظاهر باللامبالاة    وفي نفس الوقت اجلب نظرهم حتى اختصر المسافات بإبتسامتي التي اوزعها عليهم كي تسحرهم لأكون بها اصدقاء تقربني إلى التعرف على عالمهم  و تعرفني ايضا على شبكتهم السرية في اقرب وقت ممكن . 

كان المكان مريب.  صاخب جدا بالموسيقى العالية. الطاولات متناثرة عليها زجاجات الخمر  وانواع المخدرات التي يتناولونها كحبات من الحلوى اللذيذة.. حتى بودرة السكر الابيض فهي تتنافس لتكون من اولويات الشباب يتنفسونها كالاكسجين فيخلف وراءها دائرة بيضاء ترسم على انوفهم تجعلهم يشبهون المهرجون   كل هذا توقعته. ولكن الذي لم اتوقعه هي كثرة الاسلحة المتواجدة معهم فوق الطاولات. وتحت ستراتهم الجلدية.  وكأنها لعب بلاستيكية.  فتأكدت فعلا انني مابين اكبر العصابات بالبلد. 


_اسقني بكأس نبيذ من فضلك. 

_مزدوج؟ 

_لا عادي

_تفضلي انستي

_شكرا

_رجاء سجل المشروب هذا على حسابي فالانسة ضيفتي. هل اجلس معك انستي لنتشارك نخب الإحتفال؟ 

_بكل سرور سيدي تفضل. 

_انت لفتي انظار الجميع بجمالك الاخاذ .وانا منهم هههه. .. هل انت عضوة جديدة بالمجموعة لم ارك هنا قبلا؟ 

_لا انا عضوة قديمة. ولكن كنت مسافرة لمدة طويلة خارج البلاد فقط.. وها انا عدت لأصلي هههه. 

_حسنا.. لنا الشرف بعودتك من جديد.. نخبك. 

_نخبك.. ارى اليوم الملهى مكتظ ع.. ... 

_ماذا قلتي.  إرفعي صوتك فانا لا اسمعك .

_قلت لك ان اليوم الملهى مكتظ عن غير عادته .وكأنهم يحتفلون بشيء غائبة انا عن تذكره! 

_اكيد فانت بسفرك نسيتي عاداتنا ..ذكريني من كان اخر من رأس طائفتنا. 

_اااه.. كان. كان.. 

_رودريڨوا الجماعة تناديك إلى الصالة بالداخل. 

_حسنا أنا قادم. إسبقني انت. 

_اظن ياحسناء ستكونين الحظ الذي سأفوز به هذه السهرة. .. ادعوك ان تشاركينا اللعبة... تعالي معي. 


بل كان رودريڨوا في ذاك اليوم هو الحظ الاوفر الذي عرفني على كثير من امور طائفتهم   حتى انه تسرع وادخلني معه في شبكتهم الخفية.. حيث ادخلني إلى صالة المخصصة للعب القمار وعرفني على رئيس شبكتهم الجديد. وهذا هو سبب إحتفالهم. بعد ان قتل الرئيس السابق في غارة دست به من طرف عصابة مافيا اخرى تكون من خارج البلد...وذلك بسبب صفقة خاسرة نتجت عنها عداوة كبيرة مابينهم..خلفت اكثر من 12 قتيلا من الطائفة. 

ولكن الذي لم اتوقع ان اصل إليه بهذه السرعة...وكانت مفاجأتي به غير عادية   ان من بين الشباب الذين يجلسون حول طاولة القمار   هو نفس الشاب الذي كان السبب الاول في إغتيال والدي. 

ملامح وجهه لم تنتسى من مخيلتي.ولو وضعوه من بين ألف رجل لتذكرته...

 كل هذا الوقت كانت صورته كالكابوس.   في كل ليلة استيقظ مفزوعة    ارى وجهه بعد  نزعه للقبعة عن دونهم من على رأسه وهو يقهقه ويرمي قبلاته بيده لي ولأختي.. بعدها لايزورني النوم ثانية حتى يطلع ضوء النهار ليوم اخر من الارق والمعانات.. 

 والان لم اصدق انه هو امامي اللحظة. هو حقيقة وليس مجرد حلم لخيال.. فقررت حينها ان انتهز الفرصة حتى يكون الوضع مناسبا لأتقرب منه. .وكان كما أردت بالضبط..

           الفصل الخامس من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



<>