رواية العالمه الفصل الثامن8بقلم سالي سيلا


 رواية العالمه الفصل الثامن8بقلم سالي سيلا


(#جواد)*عدت ذات يوم للمنزل مبكرا. لكي آخذ هيثم ونذهب سويا لسوق الخضر حتى نزود المتجر بما ينقصه من اغراض وهذا ماتفقنا عليه سابقا .. فتفاجأت بوجود اختي 




دانية هناك في منزلنا   لا ادري أأفرح بقدومها ام احزن لرؤيتها والجميع يبكي بكاء الالم والحسرة. فشعرت بخفقة قوية ضربت قلبي. وما أحسسته في تلك اللحظة أكدته لي دانية بأن أمي قد توفيت. 
شعور لا يوصف. مهما عبرت عنه لا أحد سيصل إلى مدى سوئه ومرارته.. كيف يستطيع أي إنسان تحمل فكرة ان والدته توفيت وهو لم يرها بأيامها الاخيرة. حتى انه لم يحضر يوم دفنها   والمحزن اكثر الاغراب من فعلوا ذلك بدل اولادها الذين اصبحوا رجالا.. كم هذا موجع   وسيظل الوجع





 والندم يرافقني لأبد الدهر... ليتها تكون قد سامحتنا على مافعلناه بها فقط..ليتها تكون قد فعلت. 
_رحمة الله عليك يا امي وغفر لك من ذنب واسكنك فسيح جناته  . 

(#دانية)*إجتمعت انا وإخوتي ثانية اخيرا وكم كنا سعداء بلمتنا من جديد. فرغم الحزن على فقدان والدتنا وخسارتها مابيننا. إلا ان هناك شعور بالراحة والطمأنينة بعد لم شملنا. 
رأيت في وجوه إخوتي في تلك الاثناء شيء لم اعتد ان اره من قبل.  الهدوء والسكينة  تتحلى بها ارواحهم  وما أكد لي نظرتي بهم    هي احوالهم الجيدة التي آلوا إليها مؤخرا.  هو تعويض من المولى عز وجل عما كل مامروا به من سوء وخزي سابقا..فالحمد لله على نعمه علينا. 
فكم فرحت  لما باءت عليها حياتهم. وخاصة حبيبتي جومانا   فهي بمثابة إبنتي التي لم تلدها بطني.   صغيرتي أرتني خاتم خطوبتها.   وضحكت من الأيام كيف تمر بسرعة بهذا الشكل   فالبنت الصغيرة التي كانت تخاف بالأمس من ظلها وكل الوقت ملتصقة بي.     فاليوم كبرت واصبحت عروسا. 
و ما ادهشني كذلك هو التحول الذي آل إليه أيضا هيثم   فهو كان كثير التذمر من كل شيء.   كيف له ان يكون  مسؤولا ويعتمد عليه  بهذا الشكل مابين ليلة وضحاها .. أما جواد فهو لم يخيب ظني به     فانا اراه إنتحل دور الاب الذي يخاف على أولاده.  يلبي جميع طلباتهم ويهتم بشؤونهم  ويخاف عليهم من كل ضر. 







كم سرني التغيير الجذري الذي اصبحوا عليه إخوتي.. ولكي لا افسد بقدومي كل ما وصلوا إليه   كنت ارى في اعينهم سؤالا يدور في اذهانهم وهذا ما أحسسته منهم ونحن مجتمعون نتسامر ونتبادل اطراف الحديث. 
_هل مازلتي تحيين الاعراس بالرقص؟ 

(#الشيخ أسعد)*قابلت اليوم فتاة جميلة حسنة المظهر والخلق إسمها دانية. تسألني إن كان هناك وقت مخصص في حفظ القران بهذا المسجد.لأوجهها بمعيتي حتى تتم حفظه    بما انها تحفظ الكثير من الأحزاب ولم يبقى منه إلا القليل حتى تختم كتاب الله... فاستغربت من هذه الفتاة. فرغم سنها وجمالها. إلا انها تفكر بشيء الأقلية الأقلية امثالها يفكرون به. 
فلم اجبها قبل ان اضعها في إختبار الحفظ. وكم دهشت أنها تحفظ القرآن بسلاسة متبوع بتجويد مدروس بدقة عالية.. سألتها عن الشيخ الذي علمها ذلك   فاخبرتني انها ليست من هذه القرية..  ولا أظن بذكر إسمه سأتعرف عليه..   حينها إحترمت سريتها بالموضوع. وعدم ذكر من معلمها وقريتها التي جاءت منها.. كل ماهمني في تلك اللحظة ان هذه الفتاة  تعتبر كنز قد يغير الجهل الذي يسود اهل قرية شجرة البلوط.. فبدل ان تتعلم عندنا ستصبح معلمة لنا. 

(#دانية)*منذ وصولي إلى القرية الموجودة فيها إخوتي    لم أجد ما افعله وأشغل بها نفسي.  فالوقت هنا يمر ببطء شديد  





 خاصة عندما يذهب الجميع للعمل.وابقى بمفردي في المنزل.   إقترحت علي اختي ان اعمل معها في معمل غزل الصوف. فرفضت لأنني لا اجد نفسي في ذاك العمل. كانت روحي تناديني في مكان ثان. ربما تناديني كي اكمل مابدأته وهذا ما نصحني به بدران منذ الاول .. لذى قررت ان انهض وامسح الغبار عن كاهلي..وأبحث عما يستهويني....فأول مابدأت به     هو عروجي على المساجد الموجودة بالقرية والتي هي لا تتعدى اقل من أصابع اليد الواحدة... لحتى وجدت من يتبناني ويخرج الطاقة المشعة التي بداخلي. 
حيث إلتقيت في أحد المساجد الشيخ الملقب بالشيخ اسعد. أخبرته عما ابحث عنه فأقترح لي امرا لم يكن في حسباني مطلقا.. إقترح ان اكون معلمة لأطفال القرية. اعلمهم حروف الهجاء وبعض صغار السور القرآنية فقط. وان نجح الامر  ولقى إستحسانا وتجاوبا من طرف اهالي الاطفال سيأمر ببناء مدرسة مخصصة للتعليم. وساكون انا ملزومة بإدارتها.. كان إقتراح الشيخ كحلم صادم  يصعب بالنسبة لي






 تصديقه    والاكثر من كل ذلك هو منحي مفتاح لمكتبة القرية مع انها صغيرة. إلا أنها تحتوي على كتب قيمة وبعضها نادة في اصول الفقه والدين وغيرها من الكتب التثقيفية.  حينها اخبرني الشيخ وهو يتأسف لي انه لا أحد يستطيع مساعدتي هنا كي اصل إلى مبتغاي في إكمال ما بدأته. لذلك علي أن أتمم ذلك بنفسي وهو




 إطلاعي على مختلف الكتب بمفردي. واجمع اكبر عدد من المعلومات التي تجعلني أنمي بها عقلي وفكري. 
وبدون تفكير وافقت مباشرة على كل ما إقترحه علي الشيخ الفاضل.. ولم يمضي سوى اسبوعين من التجهيزات حتى بدأت أول درس أمنحه لتلاميذي الأعزاء. 

تعليقات