
رواية حياة مريرة
الفصل الخامس والعشرون25
بقلم امل صالح
- بس إحنا متفقناش على كدا يا جابر!
- ودي حاجة مفيهاش نقاش ولا محتاجين نتفق فيها، رغد أنا دماغي أنشف من الحيطة اللي وراكِ دي، وهعمل اللي عايزه يعني هعمله.
عينها دمعت - بس دي حاجة تخصني أنا، وبقولك عليها لأ! ماتضغطش عليا.
مسك إيدها - بس الوضع دلوقتي اختلف، أنتِ بقيتِ مراتي واللي يخصِك يخصني.
وطت راسها واتكلمت بصوت مخنوق - مش هعرف والله.
ضغط على كفها اللي محاوطه بإيديه ووطى راسه يبصلها - وأنا معاكِ ليه؟ عشان تعرفي يا رغد، عشان تمسكي في ايدي بدون خوف، أنا أمانِك دلوقتي يا رغد.
بصتله بتفكير وهو ابتسم ليها بتشجيع، رفعت رغد إيدها التانية ومسحت عينها - طب ... طب لو ضايقوك!
رفع إيده ومسح عينها التانية وهو لسة محتفظ بالإبتسامة على وشه ورد بهزار - عيب على فكرة تقولي كدا على راجلِك، شاكة في قدراتي ولا إيه؟؟
- أنا اللي هشك السكيـ.ـنة اللي في ايدي في بطنك دلوقتي يا جزمة يابن الجزمة..
لفوا الاتنين بصوا ناحية عزة اللي واقفة عند باب المطبخ، بِعد جابر لورا بسرعة ورغد شاورت عليه - هو اللي مسك ايدي.
بصلها بصدمة - آآآه يا بياعة!
قربت منهم عزة بخطوات سريعة وهي بتتكلم بعصبية - أنا مش قولت ممنوع تلامس وتهامس ياض منك ليها؟ قاعدلي على رُكبك قصادها وماسك إيدها!!! أنت عقلك تعبان ياض؟!!
بصت لرغد وكملت - وأنتِ ... أنا منبهة عليكِ وقايلالِك إيه؟؟!
بصت رغد للأرض وبدأت تسمَّع ليها اللي حفظته - ممنوع تقربي منه لحد ما نشهر، شباب الأيام دي مش مضمونيين، الواحد منهم بعد كتب الكتاب يفضل يتمحلس ويتلزق فيكِ وقبل الفرح بيوم ولا اتنين يا يفلسع يا يقول كل شيء قسمة ونصيب.
مسكت ودنها - ولما أنتِ حافظة زي الببغاء كدا مابتنفذيش لييه؟
قعدت على كرسي قصادهم وهي بتبصلهم برفعة حاجب، بصت لجابر - الراجل قالك هيجي يبلط امتى؟ مش عايزين نطول في أم الجوازة دي.
- قالي من بكرة الصبح هيجي يبدأ فيه وعلى آخر اليوم يكون خلص.
- وباقي أشكال العفش، اختارتوها؟
ردت رغد وهي بتفتح تلفونها - آه، هنعمل زي دول..
ناولتها التلفون - قَلِّبي يمين.
- الله!! دا حلو خالص، والألوان لايقة على الدهانات.
اتحمحم جابر - من الحق يامّا..
رفعت عينها عن شاشة التلفون فكمل - أنا ورغد هتنزل البلد عندها بكرة، في شوية حاجات ليها هتشوف لو لسة موجودين وكدا.
اخدت رغد نفس طويل وسرحت في اللاشيء قصادها، بتفكر في اللي هيحصل بعد تنفيذ جابر للي بيدور في دماغه، مُصّر يثبت لكل اللي قالوا عليها كلمة مش في حقها إنها مش كدا..
يمكن يكونوا أصلًا نسيوا بس هو واخد القرار ومن بدري، وبسبب عناده ودماغه مش عارفة تخليه يتراجع، من يوم ما كتبوا ااكتاب من حوالي شهر ونص وهوا كل شويك يفاتحها في الموضوع لحد ما جِه النهاردة قالها إنه خلاص لازم يروحوا.
في بداية ما قالها جابر إنه عايز يتجوزها ومن إلحاحه واصراره على موافقتها بيه كانت عارفة إنه بيحبها، لكن مكنتش تعرف ان دا حُبه السطحي ليها وخلال الشهر ونص دول شافت حبه العميقة الدفين؛ فعلًا وقولًا.