رواية راضيه الفصل الثالث3بقلم روان محمد صقر
: ابنك ضيعنا يا حاجة
قالها والد هارون وهو بنظر لزوجته بكسرة لاتليق به أبدا مسحت زوجته على ضهره بحنان وهتفت بعطف : هتعدى يا حاج جول يا رب ومادام ناوى خير ربنا عمره ما يردك خايب أبدا نظر لها بأمل وترتسم على شفتاه ابتسامة مبهمه ولكنها أمله بالخير ليس إلا قطعت تلك الابتسامة زوجته وهى تحثه على الدخول الى المنزل ولكنه رفض لتدلف والدة هارون إلى الداخل لتحضير وجبة الفطار وبمجرد أن تأكد من دخولها حتى ضرب عدة أرقام على الهاتف وهتف بشر وكره : الدنيا هنا ماشية زين خليك عندك وما تجيش البلد وأصل فاهم ولا لع ليردف على الجهة المقابلة بصوت جهورى وصارم : ازاى يعنى ما جيش البلد أنا لازم أجى أنا مش هقبل أنه يلمسها أو يتمتع بيها لوحده ليبتسم والد هارون بسخرية وهتف له بأستخفاف : اكتم اجفل خشمك وأصل مكفكش اللى عملته سيبها لحالها بجا أنا ماصدقت أن هارون وافج على جوازته منيها..... ليهتف الآخر بشر وهو يترقع بأصابعه: لا يا حاج أنا مش هعمل كده راضية بتاعتى ممنوع أى حد يلمسها أو حتى يقرب منها حتى لو مجرد تفكير وإذا كانت المشكلة هارون ما تقلقش هضبط أنا وهو هو يوم وأنا يوم أى رأيك لم يكمل والد هارون المكالمة وأغلق الخط فى وجهه ذلك الحقير ليهتف بضيق : ملعون ابو البطن اللى شليتك وجابتك .....
فاقت راضية وفتحت فنجان قهوتها بنعاس فهى لم تتعود بعد على الغرفة ولا ذلك السرير لتستوعب فجأة أنها بين أحضانه وهو يلف يديه على خصرها بتحكم وعشق وقوة كانت كل معانى العشق فى تلك اللحظة حدقت عيونها بشهقة فى أول الأمر ولكن بعد ذلك تقربت إليه بحذر وهدوء لتبدأ بأستنشاق ملامح وجهه التى جعلت قلبها ترتجف لم تكن تعرف ما سبب تلك النبضات والحركات الغريبة التى يحدثها قلبها بقربه ولكن كل ما تعرفه أنها تشعر بأن قلبها بات خادم أمام ذلك الهارون التى لم تعرف لماذا هو وكيف ومتى لا توجد أجوبة لكل تلك الأسئلة " أنه القلب الذى لانعرف كيف ومتى يقع فى العشق " ولكن هل راضية أحبته أو أنها تفعل ذلك لتجعله يعشقها لأنها علمت بأن مادام النهاية سيئة لتكن سعيدة سيئة ..... تقربت منه راضية بعشق واغمضت عيونها بشوق ودابت مع شفتيه فى قُبلة شغوفة كانت هى نفسها تتعجب لجرأتها معه من اين جاءتى بتلك الجرأة يا راضية ليستيقظ هارون عليها وهى هكذا تقبض على شفتيه وتتعمق به ليغمض الآخر عيونه ويتعمق أكثر وأكثر معها فى قُبلتها حتى ابتعد عنها هارون محاولًا أن يفرغ طريق للأكسجين خرجت وهى تأخذ أنفاسها بصعوبة ليلصق هارون جبينها فى جبينه ويتنهدًا معًا بعشق وأخذ هارون يلهث أمام شفتياها بعشق تقرب هارون ليأخذ قُبلة أخرى ولكن راضية أبعدته عنها بخوف فهى لم تكن بالنسبة له سوية إطلاقًا وكأنها شخصان فى جسد واحد .... ابتعد عنها بإحراج ودلف إلى الحمام المرفق بالغرفة وهى قامت بسرعة لتلتقط بعد الثياب من الخزانه حتى تبدل ذلك الفستان وبمجرد أن فتحت الخزانة حتى هتفت بصوت جهورى خرج على أثره هارون من الحمام بخوف : أى اللى جاب الشال ده هنا ..... جاه هنا ازاى ......
: اظن موضوع راضية خلص صح
قالها شخص ذات هيبة كبيرة وهو جالس على مكتبه بحرية وجبروت مبالغ فيه ليهز الجالس أمامه رأسه بخوف وهو يفرك يديه من التوتر من تلك القامه الماثلة أمامه : أيوة يا سعادة الباشا خلص واتقفل عليه بالضبه والمفتاح كمان .... ليتلعثم فى بقية الحديث من خوفه منه : بس كان عندى طلب يا باشا ... أشار الآخر إبهامه كناية عن الموافقة ليكمل الآخر حديثه بجرأة مبالغ فيها : بس أنا كنت عايزه ارجع البلد تانى يا باشا ...
وقف الآخر على قدميه بسرعة وصدمة وهو يكاد يفتك بالآخر وهتف له بصوت ملئ بالشر : قوم أمشى وحسك عينك تروح تانى هناك .... بلع الآخر ريقة بتوتر وردف بخوف : اللى تؤمر بيه يا باشا... أكمل وهو يكاد ينهى حياته بتلك الجرأة المضاعفة : هى يعنى هتعرفنى حتى لو شافتنى يا باشا .... ربنا يشفيها ...