رواية انت الترياق والسم الفصل السادس عشر16بقلم امل احمد


رواية انت الترياق والسم 
الفصل السادس عشر16
بقلم امل احمد

في المستشفى

 يقف كل من " زاهر " و " فاطمة " ينتظران خروج الطبيب  بعد دقائق خرج من الغرفة ركض " زاهر " تجاهه بلهفة وقلق في آن واحد أردف 
_ طمني يا دكتور ، بنتي بخير؟ 
رد عليه 
_ الحمدلله هي بخير سبب الإغماء هو ضغط نفسي   ياريت تبعدوها الفترة دي عن أي قلق وحزن وتوتر لأن ده غلط عليها وعلى الطفل اللي في بطنها  تقدروا تدخلوا تشوفها 
عن إذنكم
لم تنتظر " فاطمة" سماع باقي حديث الطبيب ركضت للداخل تطمئن على ابنتها 

دلفت للداخل وجدت " رحيق " مازالت فاقدة وعيها لفت نظرها  كفها الأيمن  داخل وريدها إبرة محلول 
جلست بجانبها ودموعها تسيل على وجنتيها بصمت تام في انتظار عودتها لوعيها 

خارج الغرفة 
جلس " زاهر " على الكرسي يشعر بالخجل  يلوم نفسه على ما فعله مع ابنته ولكن الأمر ليس بيده كان غضبه هو المسيطر عليه جعلته لم يراعي أحوالها 

 شعر بالاختناق فقرر النهوض والابتعاد  لدقائق معدودة يفكر كيف يراضي صغيرتة قبل أن يغادر وقف على عتبة الباب نظر لها بحزن وندم  شديد على ما فعله معها   لم يستطيع السيطرة على دموعة سمح لها بالسقوط رفع إصبعه وأزالها من وجنتيه ورحل  

بعد دقائق عادت " رحيق " لوعيها 
اقتربت فاطمة منها وقبلت جبينها وأردفت
_ حمدالله على السلامة كده تخضينا عليكي يا نور عيني 

أخذت " رحيق " تحرك بصرها تبحث عن والدها أردفت بصوت يشبة البكاء 
_ لدرجة دي  طلعت رخيصة عند بابا كده مكنتش عارفة أن قسوتة توصل أن افتح عيني ميكونش جمبي من غلطة 
حبه ليا اتحول لكره 

جلست فاطمة بجانبها وضمتها داخل أحضانها 
_ بلاش  هبل أبوكي يكرهك ده أنتي روحه مفيش أب يقدر  يكره بنته مهما عملت الضنا غالي أوي بكره لم تولدي تعرفي قيمة كلامي   هو بس مصدوم من اللي حصل أنتي مشفتيش شكله  كان قلقان عليكي إزاي دلوقتي يجي يصالحك أنتي عارفاه مش بتهوني عليه يسيبك زعلانة 

ردت على والدتها 
_ المره دي هونت وده اللي كسرني  يا ماما 
ممكن بعد إذنك تجيبي لي مايه 
فاطمة 
_ حاضر يا حبيبتي 
نهضت من جانبها وخرجت من الغرفة لإحضار الماء 

بعد دقائق عادت إلى الغرفة وجدتها فارغة سقطت قارورة الماء من يدها أخرجت هاتفها تتصل على زوجها أردفت بصوت مرتعش 
_ رحيق مشيت يا زاهر وانفجرت في البكاء 

بعد دقائق وصل لها وجدتها تجلس على الأرض تبكي في صمت  أردف 
_ فين  رحيق يا فاطمة مش كنتي معاها مشيت إزاي  ده أنا مطمن عليها بوجودك 

نهضت من على الأرض واتجهت نحوه أردفت بصوت يشبه الصراخ 
_ بنتي مشيت بسببك ارتحت كده   ، لو جرالها حاجة مش هسامحك يا زاهر أنت فاهم تتصرف وتجيب لي بنتي 
بنتك مكسورة منك يا عالم ممكن تعمل في نفسها ايه ؟ شوفت بقسوتك ضيعتها يا زاهر  أنا عايزة بنتي ......

لم ينتظر سماع باقي 

 حديثها ركض للخارج للبحث عنها 

ليست كل الجروح تحتاج لدواء فبعض الجروح مهما حاولت أن تداويها لن تشفي أبدآ فالجروح التي تصيب الروح لا دواء لها 

بعد عده ساعات عاد " زاهر " لمنزله منهمك الجسد والروح 

اتجهت فاطمة نحوه أردفت بصوت مبحوح من البكاء 
_ فين رحيق ؟ مش قولتلك  مترجعش من غيرها 

رد عليها 
_ دورت عليها في كل مكان مش لاقيها حتى عند غادة مش موجودة  روحت القسم عملت بلاغ فقد لو في جديد هيكلموني 

ردت عليه 
_ يعني ايه ؟ بنتي لازم ترجع النهاردة  وتبات في حضني يا زاهر  أتصرف وإلا لو بنتي مرجعتش الليلة هسيب لك البيت وامشي 
أنهت حديثها واتجهت لغرفة ابنتها وأغلقت الباب خلفها بعنف جعلت جدران المنزل تهتز من شده الصوت 

في منزل يزن 
دلف " يزن " وجد غادة تبكي بصمت تعجب من سبب بكاءها أردف
_ مالك يا غادة بتعيطي ليه 
ردت عليه 
_ رحيق يا يزن 
رد عليها 
_ مالها حصل ايه؟ 
غادة 
_رحيق اختفت  ومش عارفين راحت فين ؟ الكارثة مش  في اختفاءها بس
 رحيق حامل من" بلال"  يا" يزن" عرفت الكلام ده من أبوها
إزاي قدرت تخبئ عني حاجة زي دي لو حصل اللي في بطنها حاجة مش هسامحها طول عمري لأن دي  الذكرى الوحيدة اللي من أخويا  هيعوض عليا ويخفف ألم فراقه
يزن بذهول 
_ نهار أسود  حامل ؟! طيب  ممكن تهدي إن شاء الله ترجع وتكون بخير هي واللي في  بطنها 

في الثلث الاخير من الليل تحديداً الساعة الثانية والربع صباحاً  دق هاتفه رد على الإتصال بلهفه أردف 
_ أيوة يا فندم في اخبار عن رحيق بنتي  وصلتوا لحاجة ؟
 
الضابط 
_  مش عارف أقولك ايه ؟ في حادثة حصلت علي الدائري من ساعة وفي اشتباة أن البنت اللي توفت تكون بنتك لأنها نفس المواصفات  ممكن حضرتك تيجي وتشوفها للتأكد من هويتها 

نزل هذا الخبر كالصاعقة على أذنيه سقط الهاتف من يده  وضع يده على قلبه يحاول أن يلتقط أنفاسه أردف بهمس 
_ مستحيل  بنتي 

تعليقات



<>