CMP: AIE: رواية سانتقم لكرامتي الفصل الثالث والستون63والاخير بقلم رحمه جمال
أخر الاخبار

رواية سانتقم لكرامتي الفصل الثالث والستون63والاخير بقلم رحمه جمال


رواية سانتقم لكرامتي الفصل الثالث والستون63والاخير بقلم رحمه جمال


«القرار»
لم يكن اليوم مشمس كالعاده أو يوجد تلك النسمات التي تتغلغل داخل الروح 
كان يوم شديد البرودة وعاصف السماء مغيمه تماما كحالنا عندما ننطفئ بعدما نتخذ قرارات ضد رغبة قلوبنا ولكن ما يجعلنا نكمل فيها هي عقولنا 
الذي دائما وابدا ستظل في صراعات مع قلوبنا 
ونشعر بخيبة الأمل عندما نجد عقولنا تفعل الصواب 
ونجعل قلوبنا تظل مخبئ بداخلنا 
لكن ليس دائما القلب يخسر 
فهناك صراعات لا يفوز فيها غير القلب والمشاعر 
لذلك قبل أن تخطئ خطوه فكر جيدا بمن ستستخدم 
القلب ام العقل وتذكر سواء ربحت أو خسرت فسيظل القرار الذي اتخذته قرارك 
®_____________________®
كان يقف أمام الشاشه المتصله بكاميرا المراقبه التي تتواجد داخل الغرفه ، يستمع لحديثهم بعدها أمر الجميع الرحيل ظل يستمع لهم دقائق ومن ثم أمسك هاتفه ، أرسل رساله لشخص ما ومن ثم وضعه مره اخري ليكمل استماعه لهم 
®___________________® 
_ ليك وحشه والله يا حمدي ، طب مش كنت تقول انك رجعت تاني ، اهو علي الاقل الواحد يحتفل بيك 
حمدي : انت ، انت ازاي انت المفروض
الفيومي : عارف عارف ، المفروض اكون ميت وشبعت موت كمان ، بس ايه هتعترض علي حكمه ربنا 
حمدي : لا حوش وانت تعرف ربنا اوي 
الفيومي : علي أساس انك تعرفه ، ده انت بايعلي بنتك و خطط لقتل مرات اخوك ويتمت ابنه لا وكمان وهمت مراتك أنها تعبانه ولعبت في الادويه بتاعها عشان تورثها 
حمدي بغضب : اخرس يا غبي ، انت عرفت كل ده منين ، مش مهم المهم دلوقت انك تسكت لحد يسمعنا 
( ضحك الفيومي بضحكات عاليه أشبه بالجنون تحت أستغراب حمدي )
الفيومي : انت عبيط يا حمدي ولا ايه ، هو انت فاكر أننا هنطلع عايشين من هنا ، تبقي بتحلم 
حمدي : بقولك اخرس ، انت هنا من أمتي ، ومين اللي جابك 
الفيومي : علمي علمك ، اخر حاجة فاكرها اني كنت في باريس معرفش ايه اللي جابني هنا 
حمدي : والكلام ده من امتي
الفيومي بلا مبالاة : من اسبوعين باين 
حمدي : واخرتها ايه ، احنا هنفضل هنا لحد امتي ؟
_ خلاص خلاص شكلكم مستعجلين اوي ، أو بالأخص انت اللي مستعجل يا عمي 
حمدي بصدمه : شهاب 
®_______________________®
(في فيلا محمد البحراوي كان تجلس هايدي بجانب عمها يستمع لحديث فارس الذي كان يتقدم ل هايدي الذي أصر أن يتقدم اليوم دوناً علي بقيه الايام لكي يجعل ذكري مولد هايدي مميزاً)
فارس : وبس يا عمي ده كل اللي حصل بينا في خلال الفتره اللي فاتت دي ، واول ما ضبط اموري جيت علي طول ، وطبعا بناءا علي رغبه هايدي أن اجاي اتقدم لحضرتك لأنها معتبراك ولي أمرها 
محمد : شهاب حكالي علي كل حاجة وانا عندي علم من هايدي بردو ، بس هو القرار قرار هايدي ، رايك ايه يا هايدي 
هايدي بخجل : هو الرأي رأيك يا عمي ، بس يعني حضرتك عارف ...... 
( لم تستطع هايدي أخبارهم بما يجول بخاطرها ، ليت شهاب هنا كان هو من سيفهمها ، كيف تستطيع اخبارهم ، فهي مازالت زوجه شهاب ) 
محمد : لو علي شهاب في موضوعكم منتهي 
هايدي : منتهي ازاي 
محمد : قصدي أن شهاب طلقك من حوالي شهرين ، بس مقالكيش وهو بنفسه اللي اتفق مع فارس أنه يجي النهارده ومتوقع موافقتك 
( كان فارس يستمع لذلك الحديث ويراقب ملامح هايدي ، هل هي حزينه لطلاقها ، فحتي وان كانت لا تحبه ف معرفه المرأه بطلاقها اصعب احساس تمر به ) 
هايدي : بتتكلم بجد يا عمو 
محمد : وهو ده في هزار ، ها قوليلي رايك ايه ، هتسيبي فارس مستني كده كتير 
( نظرت هايدي الي فارس الذي بان التوتر علي ملامحه بالرغم من معرفته بموافقتها ولكن تلك الجلسة بأكملها تصيبه بالتوتر فتلك اول مره يمر بتلك المشاعر ويتقدم لخطبه أحد )
هايدي بخجل : اللي تشوفه يا عمي 
فارس : علي خير الله ، نقرأ الفاتحه ونكتب الكتاب كمان شهر 
محمد بأبتسامه :من غير خطوبه كده ، مالك مستعجل كده ليه ؟
فارس : ماهو كتب الكتاب بدل الخطوبه يا عمي ، ولو علي الفرح هايدي هي اللي هتحدده في الوقت اللي يعجبها ، ها قولتو ايه ؟
( نظر محمد الي هايدي التي بان علي ملامحه الاضطراب فهي لم تتوقع حديث فارس وايضا لم يخبرها بذلك قبل مجئيه ، نظرت هايدي الي عمها لكي يتحدث ولكن قاطع محمد حديثها الداخلي وجعلها هي اللي تتخذ القرار فتلك حياتها وليس له الحق في التدخل به)
محمد : المره دي بقي قرارك انتي ، مش أنا 
هايدي بارتياح : أنا موافقه يا عمي 
محمد : يبقي نقرأ الفاتحه 
( رفع كلا منهم يديه ليبدأو في قراءة الفاتحه ، كان فارس لا يصدق أن كل الامور تمت علي مايرام يشعر بتلك السعاده الساحقه ف ذلك شعوره فقط عندما وافقوا علي الارتباط الرسمي ، إذن كيف شعوره عندما يرأها زوجته و تعيش معه في بيته ) 
®_______________________®
كانت تنظر من نافذه السياره وهي شارده في كلام الطبيبه 
الدكتوره : يا مدام سمارا ، صدقيني مفيش اي موانع لا منك ولا من الاستاذ بسيط ، هو الموضوع كله شويه وقت ، وحتي كل العمليات اللي خضعتي ليها باتت كلها بالفشل ، وده وارد جدا أنه يحصل 
سمارا بإنفعال : ايوه بس انا اعرف ناس بتحمل من اول عمليه ، اشمعنا أنا 
بسيط : سمارا ، اهدي شويه مش كده 
الدكتوره بهدوء : يا مدام حضرتك مؤمنة بالله ، وكل حاجه في حياتنا في إيديه واحنا الدكاترة أو العمليات أو الادويه ما هي إلا وسيله مش اكتر و زي ما قولتلك كلها مسأله وقت 
سمارا : كل الدكاتره اللي قبل حضرتك قالو كده
الدكتوره : مدام سمارا حضرتك بقالك قد ايه بتدوري علي الخلفه
سمارا : سنتين ونص 
الدكتوره : فضلتي تسمعي كلام الدكاتره المده دي كلها ، ليه مفكرتيش تسلميها لله ، أنا قابلت حالات قعدت ب ١٠ و ١٢ سنه من غير خلفه ويشاء ربنا أنهم يحملو ويخلفو ، الحاله اللي قبل حضرتك كان متجوزه وهي عندها ٤٠ سنه وكل الناس والدكاتره قالولها ان نسبه حملها ضعيف وبعد جوازها بشهر كانت حامل في ٣ توائم وحالات تانيه كانت مستعصيه وعلمياً مستحيل بل من سابع المستحيلات أنها تحمل بس حصل ، كله بمشيئه الله يا مدام سمارا ، ومكتوبالك تحملي في وقت معين ، أنا بأكدلك أن مفيش اي مشاكل تمنع الحمل ، بس نصيحتي ليكي سلميها لله و ربنا هيراضيكي 
( ظلت سمارا تستمع لحديث الطبيبه ، حتي اومأت رأسها بالإيجاب ولكن في داخلها قد يأست ) 
بسيط : شكرا يا دكتوره ، عن إذنك 
( قام بسيط وأمسك يد زوجته و خرجو من مكتب الطبيبه ومن ثم صعدو الي السياره و ظل كلا منهم صامت ، سمارا شارده في الطريق وبسيط يراقبها من الحين للآخر حتي قام بقطع صمتهم ) 
بسيط : تيجي نتكفل بطفل 
(أفاقت سمارا من شرودها ومن ثم نظرت إلي بسيط تحاول تصديق كلماته )
أمسك بسيط يدها وقام بتقبيلها : سمعت كلامك ، تيجي المره دي تسمعي كلامي ، نسلمها لله ونكفل طفل ، وأوعدك أن نفسيتك هتتحسن كتير بعد الموضوع ده ، موافقه 
نظرت سمارا لزوجها بتأثر ومن ثم أراحت رأسها علي كتفه و شددت يديها علي يديه : انا قررت خلاص 
بسيط : قررتي ايه ؟
سمارا : هنسلمها لله ، بس مش هنكفل طفل 
نظر بسيط لها باستغراب : ليه 
سمارا : نخليهم طفلين وكل اسبوع نزور دار ايتام ، ايه رأيك 
( كان رد بسيط عليه هو أخذها في أحضانه ، ويدعي ربه براحه قلب زوجته ، يعلم أنها تحاول إخفاء حزنها ، يعلم كم تشتاق لتسمع خبر حملها ، ولكن ليس بيده حيله ، الأمر كله بمشيئه الله ، وحتي يأذن الله فهو سيحاول بشتي الطرق التهوين عليها وفعل كل شئ يجعلها سعيده ، ذلك كان قراره وقرارها أيضًا ، منتظرين معجزه الله لهم ) 
®_______________________®
ليث : انتي بتهزري صح ، ده مقلب مش كده 
صفاء : وليه بتقول انه مقلب ، ايه اللي يمنع أنه حقيقي
نظر ليث لها ولكن غضبه تمكن منه وأمسك ذراعها بقسوه : اسمعي أنا صبرت عليكي كتير ، لكن المره دي مفيش اي حاجه هتمنعني عن اللي عاوزه حتي لو كان انتي 
صفاء : ومين قالك اني همنعك ، بالعكس أنا معاك في اللي انت هتعمله ، وموافقه كمان علي عرضك ، بس بشرط تنفذ عمليتك الاول 
ليث بشك : انتي بتتكلمي بجد 
صفاء : مممم عشان أثبتلك حُسن نيتي ، هفضل هنا لحد ما عمليتك تتم ، ايه رأيك 
ليث بأبتسامه جنونيه : موافق ، هخلص العمليه دي و نسافر علي طول ، هخليهم يجهزولك اكبر جناح لحد بكره ، اخيرا يا صافي أنا مش مصدق 
(رسمت صفاء الابتسامه علي وجهها وهي تتابع حركات ليث ، تقسم أنه مختل عقليا ، ومكانه الحقيقي في المصحه العقليه ولكن يحتاجونه لكي يعلمو تفاصيل اكثر عن عمليه الغد كان ليث يعلم صفاء بكافه تفاصيل عمليه الغد وكانت بين الحين والآخر تملس تلك الساعه التي كانت ترتديها والذي كان تحتوي علي كاميرا صغيره الحجم تسجل كل شئ بدايه من وصولها للقصر )
في ذلك الحين كان حسام (امان) يرسل رساله الي الذراع اليمين للملكه كان محتواها 
( لقد عبث ليث معكم ، هو لم ينفذ شرطكم ولن ينفذ العمليه في الغد أيضاً ، يجب عليكم القدوم لتكملو ما يريد تخرببه)
ومن ثم أخرج تلك الشريحه وحطمها ومن ثم أبتسم براحه ، ف غذا سينتهي ذلك الكابوس ، الكابوس الذي كان يعيش بداخله خمس سنوات 
®____________________® 
_ بابا أنا موافقه 
( كانت تلك كلمات بدور التي ألقتها علي مسامع والداها و والداتها الذي كانو منشغلين بمشاهده ذلك المسلسل التلفزيوني) 
سبعاوي : موافقه علي ايه يا بنتي 
بدور : علي الدكتور شريف ، أنا فكرت كويس وموافقه
( قاطع ذهول والداها صوت زوجته بذلك الصوت ( زغروطه) ومن ثم قامت تعانق ابنتها وتبارك لها ) 
سبعاوي : متأكده يا بنتي من كلامك 
عزيزه : يعني هي لو مكنتش متأكده كانت هتقولك موافقه ، الف مبروك يا بنتي فرحتيني يا قلب امك 
( كان سبعاوي يتابع ما يحدث وهو علي يقين أن هناك شيء ما حدث فكيف وافقت بتلك السرعه ، انتظر قليلا حتي تترك زوجته ابنته )
عزيزه : عشان الخبر الحلو ده هدخل اعملكم حاجه حلوه إنما ايه هتأكلو صوابعكم وراها 
( اكتفت بدور أن ترسم ابتسامه بسيطه لوالدتها ومن ثم دلفت الي غرفتها انتظر والداها دقائق ومن ثم طرق علي بابها ودلف عندما سمع إذن الدخول ) 
بدور : اتفضل يا بابا اقعد 
سبعاوي : هتقوليلي علي طول ولا أسال انا 
بدور : علي ايه بالضبط 
سبعاوي : تعرفيني حصل ايه غير رايك
بدور بابتسامه : ابدا يا بابا ، فكرت كويس بس ، لاقيت أن الدكتور محترم ويستاهل فرصه ، وانا لما شوفت مرات يوسف امبارح
سبعاوي باستغراب : شوفتيها فين 
بدور : كانت واقفه في شباك بيته امبارح الفجر ، وطلعت حلوه اوي ولايقه علي يوسف كمان ، بس كانت حزينه اكيد بسبب المشاكل اللي بينهم ، أنا محبتوش يمكن إعجاب ، اتشديت ليه شويه عشان اول مره اختلط بحد ، اي مسمي تاني غير الحب ، لاني لو كنت حبيته  مكنتش هشوف شريف اساسا ولا هسمحله  يدخل حياتي ، ف عشان كده يا بابا بقولك ده قراري أنا موافقه علي شريف 
سبعاوي : أنا فرحان بالكلام ده والله ، وربنا يفرح قلبك يا بنتي كمان وكمان 
( خرج سبعاوي من غرفه ابنتها ، تاركها شارده فيما فعلت تقدمت و وقفت أمام شرفتها تنظر إلي نافذه يوسف ، لم تحبه ولكنها تمنته ، رأت فيه بعض الصفات التي تمنتها ولكن بعد تفكير ، هل لو قابلته قبل دخوله السجن كانت ستعجب به أيضاً ، لا والان عندما انصلح حاله كيف تطمع به لتأخده ، وماذا عن زوجته التي عاشت في عناء معه قبل السجن ، أليست هي الاحق بتغييره فكان جوابها نعم ، هي الأحق ولن تعلق فؤداها بشخص لم يراها اكتر من جاره ، فهي تستحق أن تغرم بشخص يكون ملكا لها كليا وتكون هي أول من في حياته تعلم ذلك ، فلتعطي فرصه لشخص آخر حاول بشتي الطرق لكي تعطي له اهتمام فقط ، قلبها لم يميل له بعد ولكنها تعلم أن مع مرور الوقت إذا كانت صائبه في اختيارها ام لا فذلك كان قرارها ولن يستطيع أحد ردعه حتي ولو كان ذلك الجار الوسيم ، ابتسمت بيأس وأغلقت شرفتها وكأنها تطوي تلك الصفحه من حياتها 
®_____________________®
اغلفت مصحفها عندما سمعت صوت رساله وصلت لهاتفه ، اخذت هاتفها تنظر لتلك الرساله التي ارسلت لها منذ قليل ، ف قفزت من مكانها بفرحه عارمه لتذهب لزوجها التي تركته من دقائق ليصلي فرضه 
دارين بفرحه : هيثم يا هيثم ، انت فين لسه مخلصتش صلاه 
هيثم باستغراب : أنا هنا ياداري ، مالك في ايه 
دارين : شهاب يا هيثم شهاب ، لسه بعتلي مسدج دلوقت بيقولي فيه أن هايدي اتقرأ فتحتها وكتب الكتاب كمان شهر ، وغير كده كمان قالي أنها هتقابلني النهارده في النادي علي الساعه سته ، وباعتلي رقمها ، عملتله save ودخلت اشوف صورتها علي الواتس ، ( ثم أكملت بشوق ) شوف يا هيثم حلوه اوي ازاي ، فيها كتير من ملامحي ، تفتكر هتكون حابه تعرفني ، تفتكر هتتقبلني أختها لو عرفت حاجه عن اللي كنت بعمله ، طب .....
قاطعها هيثم وهو يأخذها بين ذراعيه : داري ، أنا مش عايزك تتكلمي بالطريقة دي تاني ، ولا عايزك تفتكري اي حاجه من اللي عدت ، هتفضلي تلومي في نفسك لحد امتي ، لو انا وانتي فضلنا نعمل اللي بتعمليه ده يبقي مش هنعرف نعيش ، حياتنا بدأت من ساعه ما كل واحد تاب عن اللي كان بيعمله ، وحياتي أنا وانتي بدأت لما اتجوزونا ، يعني أنا مش فاكر حياتك لما كنتي في الجامعه كانت ازاي ، ولا عايز اعرف ولا افتكر اي حاجه من اللي فاتت ، احنا بدأنا صفحه جديده وانتي كنتي موافقه ، بترجعي لورا تاني ليه مش كنا ماشين لقدام 
دارين بدموع : أنا حاسه ان ربنا مش قابل توبتي يا هيثم ، حاسه اني لسه مش بخير وان ربنا مش هيسامحني 
هيثم بحزن : يا حبيبتي احنا مين عشان نقول ربنا تقبل مننا ولا لا ، احنا كل اللي علينا أننا نتوب توبه نصوحه ومنرجعش للي كنا فيه ، ونقرب منه ، وبعدين متنسيش أن ربنا أحن علينا من نفسنا ، وطول ما فينا النفس ولسه في يوم بيزيد في عمرنا مش لازم نيأس ولا نرجع لورا ، متخليش الشيطان يكسبك ويشكك في توبتك وفي اللي بتعمليه ، وبعدين متفتكريش أن اللي بيحصل ده انا هنسه تسميع الورد بتاع النهارده ها 
( ابتسمت دارين علي حديث زوجها الأخير ، ف كل يوم تمر عليها بجانبه يزداد عشقها له ، تُري كيف كانت عمياء من قبل ولم تراه كل ذلك الحب بعينه ، وكانت تركض خلف الأموال و شخص لم تحبه مطلقا) 
دارين : هيثم أنا بجد مش عارفه اقولك ايه ، وغير كده كمان أنا مش عارفه أنا ازاي مكنتش واخده بالي من حبك ليا قبل كده ، مش عارفه ازاي كنت مغفله للدرجادي
هيثم : وايه الجديد يا حبيبتي 
دارين وهي ترفع حاجبها : والله 
هيثم بضحك : مش قولتلك بلاش نتكلم في اللي فات ، وبعدين خليكي عارفه أن كله حب وليه وقته ، والوقت اللي بتتكلمي عليها ده اكيد مكنش وقتنا ، تفتكري لو كنا مع بعض في الوقت ده كان زمانا عملنا ايه ولا أذينا مين ، وبعدين انتي لو قولتليلي بحبك هنكون خالصين
ابتسمت دارين علي حديث زوجها الذي دائما يقلبه ل مزاح ليهون عليها : بحبك ومحبتش في حياتي قدك يا هيثم 
هيثم : حيث كده بقي ، اتفضلي ( أخرج من جيبه علبه قطيفه صغيره الحجم ) كل سنه وانتي طيبه يا حبيبه هيثم ، وعلي فكره انا اللي اتفقت مع شهاب أن احسن هديه ممكن نقدمها ليكي انتي وهايدي انكم تتجمعو تاني في اليوم اللي اتفرقتو فيه 
نظرت دارين لهيثم بذهول لتذكره عيد ميلادها ومن ثم تحولت نظرتها الي امتنان وحب تجاه كبير ، لم تعرف كيف تعبر عن فرحتها كل ما شعرت به أنها ارتفعت قليلا لكي تتشبث في أحضانه وتشدد عليه وهي تردد : بحبك بحبك اوي يا حبيبي
(لم يضيع هيثم تلك الفرصة ورفعها حتي تصل لمستواه ويشدد علي احتضانها وهو يحمد الله بداخله علي كل شئ حدث له كي يغير حياته ، وإعطائه فرصه ثانيه ليعود إدراجه عن ذلك الطريق الذي كان نهايه الموت لا محالة ، تلك اللحظة يشعر أنه حصل علي مكافأته بعد كل ذلك العناء الذي مر به ، وعن كل الأخطاء الذي فعلها 
اليوم فقط يشعر بمعني الراحه من داخله ، ولم يعد يهتم بأي شئ في تلك الحياه ، أصبحت علاقته بالله هي العلاقه الوحيده الذي يريد أن يصلحها حتي اخر يوم في عمره ، لم يكن مخير في أي شئ في حياته ، ولم يكن بجانبه الوالد الصالح ليعلمه الخطأ من الصواب ، يشعر بالامتنان تجاه فقط لأنه جعله يخضع للإقلاع عن الإدمان ، علم بعد ذلك أنه هدفه كان فقط مظهره أمام شركائه ولكنه لم يهتم لذلك ، فمنذ ذلك اليوم الذي وضع قدمه في تلك البلاد مره اخري وهو اخد القرار الاستقلال في عمله وفي حياته أيضا ، لم يكن يتوقع أن سيأتي أحد ليشاركه تلك الحياة معه ولكنها حدثت ، يحمد ربه مره اخري لأنها لم تكن عائق بل كانت مثله تبحث عن دار تشعر بها بالأمان فوجدته و كل يوم يمر تتأكد انهم برغم ما فعلوه سابقاً ولكنهم خلقو خصيصاً ليكونو معا ، ومنذ ذلك اليوم لم يلفت أحدهم يد الاخر فذلك فظهورهم مره اخري بحياه كلا منهم لم يكن عبثاً بل كان مصيرهم ، حبهم ، بدايه جديده لحياتهم وأخيراً قراراهم الذي لم يندمو عليه يوماً 
®______________________®
حمدي بصدمه : شهاب 
حاول حمدي إخفاء صدمته وحاول ابتزاز شهاب عاطفياً : إلحقني يا بني أنا بقالي كتير هنا ومعرفش حاجه
شهاب : لا ما هو أنا اللي جايبكم هنا 
حمدي : انت ، ليه 
الفيومي : معلش بس لو هقاطعكم ، حضرتك مين ؟
شهاب بثقه : شهاب البحراوي ، أبن اخو شريكك
الفيومي : ممم تشرفت يا سيدي ، طب دي مشاكل عائليه جايبني انا ليه 
شهاب : يا راجل يعني شريكك في كل أعمالك السوداء موجود هنا ومش عايز تشوفه ، علي حد علمي يعني بقالكم اكتر من عشرين سنه مشوفتوش بعض ، اخر مره شوفتو بعض امتي ياتري ، هفتكر هفتكر وقت ما كنتو بتخططو لقتل امي ولا لما بعت بنتك دارين ل صاحبك يا عمي 
حمدي : ايه اللي بتقوله ده ، مين قالك الكلام الفارغ ده ، اكيد هايدي هي عايزه تخلص مني من زمان ، اصل انت متعرفش هايدي من يوم وفاه امها وهي مش متزنه وفاكره إن أنا اللي قتلت امها 
شهاب : مممم كلام مقنع ، بس انا عندي حاجه تقنعك اكتر 
عندما انتهي شهاب من حديثه ، صفق بيده ليضئ أمامهم شاشه تعرض أمامهم ذلك الفيديو الذي رأه شهاب من قبل
حمدي : نعم يا روح امك ، عايز عيل من عيالي
الفيومي بسخريه : يا اخي الدمعه كانت هتفر من عيني ، انت هتعيش في الدور ده انت لسه بتكلمني في قتل مرات اخوك وعلي حد علمي أن اخوك عنده ابن يعني هتيتمه ولا ايه ، وبعدين انا بقول عيل واحد بس ، انت عارف ان مراتي مش بتخلف أو بمعني اصح أنا اللي مش بخلف بس مفهمها ان هي اللي مش بتخلف عشان لو عرفت هتتطلق وتتجوز غيري وطبعا أنا مش هسمحلها أن ده يحصل ، ف هاخد العيل منك واعرفها أننا اتبنيته وبكده هتفضل شايلني علي رأسها طول العمر 
حمدي : و دي اعملها ازاي يعني ، مراتي ممكن تولد في أي وقت وهي عارفه انها حامل في بنتين دي كمان مسميهم من قبل ما يجو 
الفيومي : بأي طريقه انت هتغلب يعني ، صحيح مسميهم ايه 
حمدي : هايدي و دراين 
الفيومي : ممممم هايدي الفيومي ، دارين الفيومي ، دارين احلي مش كده ، خلاص هاخد دارين ويوم ما أخدها هنفذ 
حمدي : اتفقنا ، ومن بعدها مشوفش وشك تاني
 ومن ثم انطفأت الشاشه مره اخري تزامنا مع حديث شهاب : ايه رايكم ، رجعتلكم بالذكريات ل ٢٠ سنه 
الفيومي بعصبية : الفيديو ده اتصور ازاي ؟
شهاب بهدوء : أسال شريكك 
حمدي : اخرس يا شهاب ، وانت فاكر يعني هيحصل ايه بالفيديو ده ، ولا حاجه الفيديو مش مبين وشنا ولو علي الصوت ، ف النت وبرامج تغير الاصوات ماليه الدنيا و الفيومي كده كده ميت قدام القانون ، وانا هخرج منها ، يعني مش هتوصل ل حاجه
ظل يستمع شهاب الي حديث عمه ومن ثم ارتفاعت ضحكاته تحت استغراب حمدي و الفيومي
شهاب : sorry يا جماعه بس كلامك ضحكني اوي ، عيب عليك يا عمي ده احنا حتي نفس الدم تفتكر هجيبك انت وهو وامرمطكم هنا اسبوعين من غير اي أدله خالص ، الفيديو ده نقطه في بحر اللي اللي معايا 
حمدي : قصدك ايه ؟
شهاب : قصدي ، أن معايا دليل تاني غير الفيديو ده ، ومعايا اوراق وفيديوهات تدينك في قتل مراتك فيكتوريا ده غير طبعا شغل الآثار والمخدرات اللي مع شريكك ومحاولتك ل قتل ابويا ، وكل خططك وكلامك مع هايدي ، شكلك مخدتش بالك يا عمي أن القصر مليان كاميرات وخصوصا بقي مكتب ابويا 
(شحب وجه حمدي بعد حديث شهاب وكان شهاب يستمتع بهيئته تلك )
الفيومي : طب اسمع يا شهاب أنا ممكن اعملك اي حاجه عايزها بس رجعني ما كان ما كنت 
شهاب : فيومي بيه ، ده انت لسه دورك جاي ، من اول خياناتك ونزواتك اللي كنت من وراه مراتك و التقارير اللي انت ضربتها عشان تعرف مراتك أن العيب فيها هي ، غير شغلك بردو اللي انت مشاركه فيه ، ده غير بقي تزيف موتك وهروبك ل بلد تانيه ، تفتكر فيها كام سنه سجن ، بلاش سجن انت عارف لو جوز دارين وصلك بس هيعمل ايه فيك 
حمدي بعصبيه : انت عايز ايه يا شهاب ، ها عايز تتأكد  من ايه ، اه قتلتها وكان الثمن دارين  وكنت بخطط لقتل ابوك كمان وكنت هدفع الثمن في بنتي التانيه ، واه كنت بشتغل شغل شمال 
الفيومي بأنفعال : اخرس يا غبي انت بتقول ايه ، شهاب أنا ماليش دعوه بكل ده ، أنا مقتلتهاش 
حمدي : لا قتلتها ، ولو رجع بيا الزمن تاني هعملها تاني وثالث ، كلهم كانو السبب ، كلهم حتي امك قولت هتغير عشانها و راحت لابوك مختارتنيش ، ومش هسيب كل ده عشان كله حقي أنا ، كل اللي ابوك فيه ده بتاعي أنا مش هو 
الفيومي : اخرس بقي ، هتودينا في داهيه 
حمدي : احنا روحنا في داهيه خلاص ، بس انا هفضل احرق قلبك يا شهاب أنت وابوك ، ايوه انا اللي قتلت امك وكنت هقتلك انت وابوك كمان ، بس بنتي هي اللي غبيه 
( كل ذلك كان شهاب يتصنع البرود فهو يريد أن يعترفون بالمزيد من مصائبهم ) 
الفيومي : شهاب ، عمك كبر وخرف ومش عارف بيقول ايه ، متسمعلوش ، كل ده كان قضاء وقدر ولو علي دارين أنت قولت اتجوزت وانا اهو بعد عنكم ، سيبني امشي من هنا 
شهاب : هتمشو ، بس مش زي ما انتو مفكرين 
( دلفو رجال الشرطه مقتحمين المكان بعد ما سمعو وقام بتسجيل كل كلمه تفوه بها ، فك إحد الرجال وثائقهم تحت محاولات الفرار منهما ) 
حمدي بعصبية : مخلصتش يا شهاب ، مخلصتش ، هقعد في السجن قد ايه يعني ، هطلع واكمل اللي انا عايزاه ، مش هسيبك لا انت ولا ابوك تتهنو بحاجة ، مخلصتش 
( ظل شهاب يسمع الي ذلك الحديث حتي اختفوا من أمامه ، جلس علي الارضيه وهنا سمح لنفسه بالانهيار ، وبكي علي كل ما مضي ، لم يشعر بالوقت ، ولم يشعر بأي شئ ، يشعر فقط بسكين حاد تتطعن داخل قلبه مرارا وتكرارا ، لم يعد يشعر بصوته من كثره صراخه ، تتزاحم كل تلك المشاهد امامه ، موت والداته وانهياره النفسي ، معاملته الجفا تجاه والداه ، وعندما انصلحت العلاقه بينهم جاء ذلك المدعو بعمه ل يقتله أيضا ، وابنه عمه التي تزوجت منه لكي تملك إرثه ومن ثم يقوم عمه بقتله ، انهيار علاقته بجنه كل شئ كان ينهار من حوله ، لم يعد يشعر بشئ فقط ارتاخت أعصابه كليا ، وأسند ظهره علي الحائط واغمض عينه يشعر بنيران في عينه من كثره البكاء ، مرت دقائق يشعر بذلك الهدوء من حوله ، ومن ثم لمسه ناعمه علي يده يعلمها جيدا ويعلم صاحبتها ، فتح جفونه بتعب ليري صاحبه تلك اللمسه ، نعم هي لم يخيب توقعاته قد ، يري طيفها ملامحه التي يشع منها الطيبه ، ابتسامتها الدافئة ، نظراتها الحنونه لصغيرها 
شهاب بوهن : شوفتي عملو فينا ايه من بعدك ، ما صدقوا انك مشيتي  ، داسو عليه من غيرك وانا والله ما كان ليا غيرك 
شعر بأحتضان والداته له وهي تربت علي ذراعه 
وفاء بهدوء : من يوم ما مشيت وانا مكاني هنا ( تشير بيدها علي موضع قلبه) وربيتك علي انك غالي كرامتك فوق محدش يجي عليك ، تحكم عقلك ومتتعميش بغضبك ، النهارده بس انا مرتاحه مش عشان اللي حصلهم ، لا عشان تربيتي نجحت ومحكمتش غضبك علي عقلك ، تعاله يا حبيبي نام في حضني وارتاح ، انت بقالك كتير تعبان 
( وضع رأسه التي كانت تضج بضيجيج العالم في احضان والداته أو كما صوره له عقله ، ف المظهر الخارجي أنه لا يوجد احد بالمكان سواه ، ام هو يراه والدته تحتضنه وتطيب خاطره من قسوه العالم ، يريد أن يبقي هكذا فلا يعلم متي ستأتي له مره اخري ، لم يكن بيده شئ لينقذها مما حدث لها ولم يكن يعلم أن أقرب المقربون إليه هم من يريدون أذيته وقتله هو وعائلته ، لم يكن له القرار ولكن عندما أتي فتمسك بقراره ، لم تمس عائلته بسوء و لن يغفر لأحد حاول العبث معه أو مع أحد قريب منه ، ولكن اهم قرار اتخذه هو المكوث هنا لدقائق داخل أحضان والداته ، ليرتاح قليلاً ، قبل البدء في مباراه جديده لا يعلم ماذا ستكون نهايتها ولكن كان ذلك قراره 


                     تمت
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-