رواية ضجيج الروح الفصل الخامس والعشرون25والاخير بقلم فرح احمد

رواية ضجيج الروح

 الفصل الخامس والعشرون25والاخير

 بقلم فرح احمد

أول ما دخلت منزلها فجأة شافت " حمزة " واقف أمامها و علامات الغضب مرسومة على وجهه فـ أبتعدت قليلًا وقالت:-

_مالك يا " حمزة "...؟!


حمزة و أمسك بـ ذراعها بـ قسوة و لم يراعي علامات التعب و اليائس البادية عليها:-

_ممكن أفهم فين الورق إلي إديته لـ " نادية " من يومين...؟!


آرام بـ وجع و تحاول أن تسيطر على دموعها لإنها ليست قادرة:-

_معرفش


حمزة بـ إنفعال أكتر:-

_أمك قالت إنها إديتهالك .. يبقى تعرفي


آرام بـ صراخ:-

_معرفششششش


حمزة و صفعها على وجهها و قال بـ نبرة إنفعال تحمل كل معالم القسوة و الحدة:-

_متعليش صوتك عليا 


بعد الصفعة ... فقدت السيطرة على نفسها وقالت بـ إنفعال أكثر و هيا تضع يدها على وجهها المحمر من البكاء و الصفعة القاسية حتى أنها تركت أكثر:-

_معرفشششش ... معرفششششششش


و صرخت هكذا و فجأة وقعت مغشي عليها ... نظر لها " حمزة " بـ صدمة .. لم يتوقع أنه زاد من ردة فعله .. و حمل أخته


آتى " حسين " على الصراخ هو و " نادية " ... و رأوا " حمزة " يحمل أخته .. فـ نظروا لها بـ صدمة .. و لوجهها الأحمر

حسين بـ إنفعال:-

_بسرعة نوديها المستشفىىىىى .. و حسابك معايا


و أخذ ابنته لـ مشفى ... كانت كالمرة السابقة شاحبة اللون زرقاء الأطراف ... و لكنها تختلف أنها بـ خد محمر من أثر الضربة ... و أصابعه الموجودة على الخد بـ شكل واضح 


الطبيب وقف أمامهم و هما واقفون و علامات الذعر على وجههم و قال:-

_إنهيار عصبي 


نظر له الجميع بـ صدمة و أكمل الطبيب:-

_و واضح إن  بنتكم بتاخد أدوية ضد الإكتئاب ... و زودت الجرعة 


أنصدم أكثر الجميع من جملة " أدوية ضد إكتئاب " .. كيف يصل حال ابنتهم لهذا الإنحدار !! ماذا بها !! قطع تفكيرهم الطبيب:-

_هيا حاليًا نايمة ... ياريت بلاش كلكم تدخلوا عليها ... فرد واحد بس


و غادر الطبيب ... و تركهم منصدموين ... و إقترب " حسين " من ابنه و ضعفه على وجهه وقال بـ  نبرة حدة و قهر على ابنته:-

_قولتلك بلاش معاملتك دي معاها ... و عرفتك ألف مرة إن ممنوع تمد إيدك على بناتي .. بس واضح إن مليش لازمة ... إمشي من هنا و مشوفش وشك 


نادية كانت تمسك بـ ذراعه و تهدئه و البكاء متجمع في عينيها على ابنتها و لكنها صامدة متحكمه بها حتى لا تنهار:-

_إهدى يا حسين .. إحنا في المستشفى


نظر لها " حسين " بـ نظرة قرف و توجهه للجلوس بالكرسي المقابل للغرفة .... أما " حمزة " بعد الصعفة و كلام أبيه ... رحل من المشفى ... و فجأة بكى ... يشعر بالذنب ... و أنه أوصلها لـ أنها تأخذ أدوية ضد الإكتئاب ... و كان يقسو عليها ... و عندما رأها شاحبة و قاعة مغشي عليها.. شعر بجريمة فعلته ... و لن يسامح نفسه إن حصل لها شئ...!!


في غرفة " آرام " 


كانت نائمة تتحدث بـ أنين متوجع ... و الدموع تسقط على خديها ... و دخلت عليها والدتها .. التي ما إن رأتها قالت بـ صوت عالي:-

_براااا


نادية لم تعبئ بـ طرد ابنتها لها و أقتربت أكثر ... و فجأة صرخت " آرام ":-

_إبعديييي عنيييي ... إنتِ لييه مصرة تأذييييني ... ليييييه ... حرام عليكِ إنتِ ليييه بتكرهيني ... دا أنا بحبك ... بتضربيني لييييييه ... إبعديييي عنيييييي حرام عليكِ ... أبوس إيددك إبعدييييي عنييييييييي


و دخل الممرضات عليها يمسكوا "آرام " المنفعلة يحاولوا التحكم بها ... و " نادية " تنظر بها بـ قهر ... مادا قعلت حتى تكره ابنتها وجودها بـ جانبها !! .. و سقطت دمعة حارة على وجهها و قالت لها الممرضة:-

_ممكن حضرتك تخرجي برا 


و خرجت " نادية " بـ خطوات ثقيلة ... على صوت صرخات ابنتها التي تهذئ بالكلام حتى أعطوها المهدئ و سكنت ... فـ نظرت نظرة أخيرة لها و خرجت و مسحت الدموع القليلة من عينينها على خدها....!!


حسين و أقترب منها:-

_بتصرخ ليه " آرام "...؟!


نادية بـ نبرة ثقيلة:-

_أنا كرهت بنتي فـيه يا " حسين " ... أنا عملت حاجة لا يمكن أسامح نفسي فيها ... بنتك مبقتش متقبله وجودي جنبها 


و بكت في أحضانه فـ نظر لها بـ حسرة ... يعرف أنها كانت تقسو عليها ... و بـ رغم دلك كان لا يعطي ردة فعل ... فـ شعر بالذنب .. أنه أشترك في تلك الجريمة بـ ابنتهم ... و لم يتوقع أن يوصل بها الحال لذلك  ... و تجمعت الدموع في عينيه حسرة على حالها ... و ظلت هكذا لـ بعض في حضنه تبكِ بـ صمت ... حتى رأى " بلال " و " عالية " و زوجها الحامل لـ ابنتها على ذراعه .. آتين 


عالية بـ قلق:-

_مالها " آرام " يا بابا ...؟! حصلها إية...؟!


نادية و أنسحبت من أحضانه بـ هدوء و توجهت لـ مرحاض ... لم تتابعها " عالية " و لا " بلال "  فـ قالت:-

_مالها يا بابا...؟! .. جرالها إيه...؟!


تنهد الأب بـ ثقل و نبرة حزينة:-

_أختك كانت بتاخد أدوية ضد الإكتئاب ... و حصلها إنهيار عصبي 


نزل الكلام عليهم كـ الصدمة ... كان " بلال " و اقفًا ... كيف !! .. كيف لم يرى تعبها و آلمها .. برغم من أنه أقرب واحد لها .. و كيف تأخذ الأدوية ؟! ...


كيف حدث كل ذلك لـ أخته و لم يلاحظ !! .. كان يسمع بكائها في ليالً و لكنه يعرف أن أخته حساسة فـ فكر أنه بسبب فيلم تشاهده أو خبر حزين قرأته ....!!


عالية:-

_عايزة أدخلها 


حسين:-

_مش دلوقتي ... وخده مهدئ 


فـ جلس الجميع ... و بكت " عالية " ... فـ طبطب عليها " حسام " بـ يد واحدة و الثانية يحمل ابنته ... يعرف أن عائلة " عالية " كانت تقسو على " آرام " ... حتى و إن كانت " عالية " لا تبكِ ... و لكنه كان يرى الخلافات الدائمه بينهم خاصة معاملة " حمزة " السيئه و القاسية ... و أين هو الآن !! معقول يترك أخته في لحظات كهذا !! .. هو من أخبرهم أن " آرام " في المشفى عندما إتصلت به " عالية " و تخبره بـ أنها من إخذت الورق ... و وضعته في غرفة " بلال " فـ أخبرها بـ وجود " آرام " في مشفى (...) و أغلق المكالمة سريعًا....!!!


كانت " شيرين " جالسة في فرأشها تحادث " منال " في الشات ... و قطعها عن ذلك رسالة في طلبات المراسلة ... فـ ضغطت عليها و رأت أنها من " عمران " فـ إستغربت !! لماذا يرسل لها .. فـ دخلت الشات و قرأت:-

_أنا آسف على دخولي ... بس " آرام " مختفية من الصبح .. و مش عارف أوصلها .. فـ ممكن تتصلي على والدتها تطمنيني .. و آسف على دخولي مرة تانية 


قرأت الرسالة .. و أتصلت على والدة " آرام " عدة مرات .. و لم تجيب ... فـ شعرت باليائس .. و رأت رقم " عالية " عندها على الهاتف .. و أتصلت لعله يكون رقمها .. لإنه عندها منذ سنوات .. كلمتها " آرام " عليها من خلال هاتف أختها و هيا في الفرقة الأولى من الجامعة ... و أجابت " عالية " بـ صوت باهت:-

_ألو


شيرين:-

_معايا " عالية التركي "..؟!


عالية:-

_أيوة


شيرين بـ إبتسامة صغيرة و نبرة معتدله:-

_أنا " شيرين " صاحبة " آرام " فـ كُنت عايزة أطمن عليها ... لإنها مبتردش على موبايلها


عالية:-

_آرام تعبت ... و في المستشفى 


شيرين بـ صدمة:-

_حصلها إيه...؟!!!


أخبرتها بـ السبب ... و سألتها على مكان المشفى و اسمها ... و شكرتها على السريع .. و أغلقت المكالمة


و دخلت لـ " عمران " أخبرته بـ كل التفاصيل  .. و أتصلت  بـ " حسن " 


حسن:-

_مساء الخير على القمر


شيرين:-

_حسن ... أنا لازم أسافر بكرا إسكندرية


حسن:-

_عايزة تتفسحي...؟!


شيرين:-

_لا ... صحبتي حصلها إنهيار عصبي .. و إكتشفوا إنها بتاخد أدوية ضد الإكتئاب .. فـ لازم أروحلها بكرا يا " حسن " من الصبح بدري 


حسن:-

_حاضر 


شيرين:-

_بكرا على ٦ هنتحرك .. و هروح أبلغ أهلي ... سلام


و أغلقت المكالمة دون أن تنتظر رد ... تشعر بـ صدمة و حزن على صديقتها التي أهملتها لـ سنوات .. تود أن تبكِ عليها ... ستحزن إن حصل لـ " آرام " شئ ... فـ برغم هدوء روحها و حزنها المرافق لها لـ سنوات ... ألا أنها كانت مثال للصمود و القوة ... إجتازت كل الصدمات وحدها و لم يساعدها أحد و لو حتى كلمة ... رأت معاملة قاسية من أهلها ... و برغم من ذلك أكملت و لم تستلم لـ أكتئاب ... و تفوقت في الجامعة ... و أجتهدت و قوت من نفسها حتى تأهلت لـ عمل في الجريدة ... و حققت حلمها أن تعمل في الجريدة ... كانت تنبهر بـ قوتهت و صبرها ... و تشفق على الحزن و اليائس الذان لا يغادران روحها ... و إن حاولت أن تسعد نفسها....!!


في المشفى


كانت " آرام " نائمة ... و إن إستيقظت تصرخ ... و يحاولو أن يهدؤها ... و دخلت عليها " عالية " رأتها و هيا تصارع مع كوابيسها ... و وجهها المتعرق الباهت .. و شفتيها البيضاء الشاحبة .. فـ بكت ... و غادرت الغرفة ... إرتمت في أحضان  أبيها الصامد ... أما زوجها فـ ذهب بـ ابنته لـ  أخته " ترعيها ... لإن " عالية " غير قادرة بسبب أختها 


فجأة دخلت " شيرين " و أقتربت منهم ... فـ أستغربوا من وجودها عدا " عالية " ... هم يعرفون " شيرين "  ... لإنها  صديقة " آرام " المقربة .. و تحكي عنها دائما ... و قابلتهم مرة واحدة


شيرين و سلمت بـ هدوء عليهم بـ نبرة حزينة ... فـ بدالها الجميع بـ نبرة يائسة متحسرة ... من الواضح أن حالة " آرام " تسوء فـ قالت:-

_أنا هدخلها


و دخلت .. وسط صمت الجميع .. حتى أن " نادية " لا تأتي بـ أي رد فعل ... صامته .. حتى و إن بكت


شيرين تمشي بـ خطوات ثقيلة .. إقتربت من " آرام " .. و فوجئت من منظرها الباهت ...لم تتوقع كُل ذلك .. أمسكت بـ يدها وقالت بـ نبرة حزينة و مرتبكة:-

_آرام


لم تجيب " آرام " 


شيرين بـ دموع متحجرة بـ عينيها:-

_روميو ... حبيبتي ... أنا " شيرين " .. زتونة ... وحشتيني يا قردة ... ممكن تقومي تحضنيني طيب بـ حضنك الدافي إلي بحبه .. و تنامي طيب


لم يأتيها رد فـ سقطت الدموع على وجهها:-

_روميو ... يعني أنا مش وحشاكي ... ليكِ حق ... أنا عارفة إن قصرت معاكِ سنين ... بس إنتِ دايمًا تقولي على نفسك إيه " أنا روميو .. يعني يا جبل ما يهزك ريح ... وقعتي يعني نهايتي " ... الجبل متبقاش دي وقعته ... أنا لسه عايزاكِ في حياتي .. مقالاتك إلي بستناها من أسبوع لـ أسبوع ... سؤالك عني ... عارفة إن عمري ما قولتها ... بس إنتِ عارفه إن بحبك ... و بعتبرك أختي الصغيرة .. إلي دايمًا تقوليلي ... أنا أول واحدة تثقي فيها ... و أول صديقة مقربة .. و إن محدش كسر الحواجز ألا أنتِ و " عمران " ... فـ أنتِ وحشاني ... ممكن تقومي و متسبنيش 


و بكت و هيا تجلس على الكرسي الذي بجانب الفراش الواضعه عليه " آرام " ... ظلت هكذا لـ بعض الوقت حتى تكلمت " آرام " بـ نبرة ثقيلة و إبتسامة صغيرة مجهده تحاول أن ترسمها:-

_وح...وحشت..يني


إبتسمت " شيرين " بـ سعادة وقالت:-

_و إنتِ وحشاني أوي أوي يا  روميو


و عانقتها و هيا تبكِ ... و تبتسم " آرام " و تحنو عليها بـ تعب ... و رأوا أحدًا يدخل ... فـ ألتفت " شيرين " و رأت ....إنها  الطبيبة " سها " 


سها:-

_إزيك يا " آرام "...؟!


آرام بـ نبرة ثقيلة بـ فعل المهدئات و جسد مثقل متعب:-

_بـخير


سها و وجهت كلامها لـ " شيرين ":-

_ممكن حضرتك ... تتفضلي برا شويه 


شيرين:-

_حاضر " ثم أمسكت بـ يد " آرام " وقالت:

_هجيلك تاني


و خرجت " شيرين " ... و جلست بـ جانب " عالية " الذي قالت:-

_إنتِ كُنتِ تعرفي إن " آرام " بـ تتعالج نفسيًا...؟!


شيرين بـ صدمة:-

_لا .. كانت من كام سنه راحت مرة و مكملتش


سمعوها الجميع ... و تحسروا أكثر ... أن هذه ليست أول مرة ابنتهم تذهب لـ طبيب نفسي ... و أنهم تعرفوا على الطبيبة " سها " الذي قالت أنها طبيبتها ... و أن الأدوية لم تأخذها من نفسها خاصة إنها أدوية لا تصرف بـ سهولة الإ بـ شهادة من الطبيب ... فـ صعقوا ... و بكت " عالية " و مازال " حسين " ستلقى الصدمات  هو " نادية " و " بلال " ... الصامد يقاوم شعوره بالبكاء....!!


خرجت " سها " من الغرفة وقالت:-

_أستاذ " حسين " و أستاذة " نادية " ... ممكن تتفضلوا معايا 


و ساروا وراها بـ خطوات يائسة صامته ... و توجهوا ناحية المكتب .. الذي خصصه طبيب تعرفه لها ...و عندما داخلوا رأوا " عمران " جالس ... و عندما رأهم إرتسمت الحدة على وجهه .. و لم يعرفوا السبب ... و لا يعرفوا من هذا الشخص الذي يبادلهم النظرات الكرهية 


جلست " سها "... وجلس بـ مقابلها " نادية " و " حسين "


سها:-

_دا أستاذ " عمران " ... معالج نفسي من ٥سنين و أكتر لـ بنتهم " آرام " 


إنصدموا ... و نظروا لـ " عمران " الذي مازال بـ نفس النظرة الحادة 


سها:-

_آرام ... مجتليش ألا بعد ماساءت حالتها .. و فقدت السيطرة على نفسها ... و لولا  " عمران " كان زمانها أنتحرت ... نظرًا إنها حاولت كذا مرة ... دا غير لما تفقد السيطرة على نفسها و تأذيها بـ أي آداة حادة ... و آخر مرة لما كانت خلاص هتنتحر ... قررت تروح تتعالج نفسيًا ... " آرام " بتعاني من إكتئاب شديد ... مسيطر عليها ... و دا ناتج عن معاملتكم القاسية ليها ... و العنف الجسدي .. من ضرب و إهانة ... و فقدها للإمان فـ وسطكم ... و معاملة " حمزة " بـ تقليل منها أو تهمشيها ... و تفضيل أخواتها عليها سواء منه أو منكم ... و خاصة حضرتك يا مدام " نادية " .... و معاملتك السيئة العنيفة ... و إنك بتبعدي أي مشاعر أمومة و رحمة من  نحيتها ... و تدليلك لـ ابن زوجك و تفضيله عليها ... و لو حصل أي إشتباك بينهم ... تغلطيها  هيا ... فـ طبعاكُل دا تراكم جواها لـ سنين ... أما أستاذ " حسين ".....بـ ردود أفعاله السلبية ... و ميجبلهاش حقها ... و تغلطيها على حساب راحته ... و إنه مش عايز مشاكل ... ولد جواها إحساس عدم الأمان ... و معاملته الباردة معاها ... خاصة إنها كانت بتشوف معاملتك الحلوه لـ بنتك " عالية " و " بلال "....فـ طبعًا سنين تراكمت جواها من شعور سلبي و حزين جواها ... و قهر ... فـ خلاها تلجأ لـ معالج نفسي على السوشيال " عمران " ... و إلي مفروض تشكروه ... لإنه هو السبب إن بنتكم عايشة لحد دلوقتي ... و سبب وجودي معاكم 


كانوا يستمعون لها و الصدمة و الحسرة و الذنب تعلتيهم ... حتى أن " نادية " لم تستطع التحكم فـ نفسها و بكت ... و  الحزن و الحسرة  جعل " حسين " أكبر سنًا و همًا 


عمران بـ نبرة ساخرة:-

_حضرتك بتعيطي دلوقتي ... بعد ما وصلتوا بنتكم للمرحلة دي .. بتعيطي !!!


نادية بـ جدية:

_عمران ... لوسمحت أسكت دلوقتي


عمران بـ إحترام:-

_أنا أسف يا دكتور ... بس إلي عاشته " آرام " ... يكفي إن أكره العيلة دي .. العيلة إلي مفروض سند و ضهر لـ عيالهم ... بقوا سبب بـ كسرها ... و إنهم كانوا يشوفوا دموعها و يتريقوا عليها .. خاصة أمها ... إلي مفروض إنها نبع الحنان و الصدر الحنين ... فـ أنا آسف


و غادر المكتب ... بعد أن حسرهم أكثر بعد كلامه الجارح لهم و لـ أبويتهم ... و تقصيرهم ناحية ابنتهم....!!


و قابل " عالية " الواقفة أمام المكتب وقالت بـ نبرة تعيسة حزينة:-

_إزيك يا " عمران "...؟!


عمران بـ خنق و نبرة يحاول السيطرة عليها:-

_بخير ... ممكن أروح لـ " آرام " ...؟!


عالية:-

_إتفضل .. بس قول لـ حد للممرضات يلبسها طرحة الأول 


عمران:-

_حاضر


و رحل و هيا تتابعه ...


فـ هيا تعرفه من " آرام " التي كانت تحكي عنه دائمًا ... و لكنها توقفت منذ سنوات عن الحديث عنه ... فـ فكرت أن علاقتهم إنقطعت ... و لكنها من فترة سمعتها و هيا تحادثه في الهاتف ... و أندهشت أن أختها لم تعد تحكي لها عنه ... و لكنها إلتزمت الصمت .. و برغم أنها تفاجئت بوجوده ... ألا أنها سعدت .. لإنه الوحيد الذي يطمئن " آرام " ... أختها الصغيرة التي قصرت معاها ... و التي كانت ترى معاملة والدتها السيئة و أخيها ... و لا تفعل شئ


فـ دخلت لـ غرفة المكتب لهم ... بعد أن أستئاذنت و رأت والدتها الباكية و أبيها الحامل للهم.... فـ عرفت أن الطبيبة أخبرتهم بالذي خبته " آرام " لـ سنوات بـ داخلها....!!


ذهب " عمران " ناحية الغرفة ... و لم يكن أحد بالخارج .. فـ " بلال " ذهب لـ يصلي .. و " شيرين " في المرحاض .. أخبر الممرضة .. أن تضع الحجاب على " آرام " و تتأكد أنها مستترة لـ يدخل ... و نفذت كُب ذلك و أخبرته بالدخول ... دخل بـ خطوات واثقة .. بـ عيون حزينة و إبتسامة تعيسة على حال " آرام " المتعب .. فـ رأها ممددة على الفراش ... تنظر له بـ عيون حزينة و خجلة على حالها ... و إبتسامة صغيرة مجهدة فـ أقترب منها:-

_ألف سلامة عليكِ يا روميو


آرام بـ لسان ثقيل و أيدي مرتعشة قليلًا:-

_الله يسلمك يا " عمران "  ... عرفت منين....؟!


جلس على الكرسي الذي بجانبها وقال بـ نبرة حزينة:-

_خليت " شيرين " تكلم والدتك ... و تعرفني ... قلقتيني عليكِ يا روميو ... بس الحمدلله إنك بخير .. و هتقومي من هنا كويسة ... و كل حاجة هتتغير ... أهلك خلاص عرفوا كُل حاجة ... و الدكتورة قالت الكلام إلي كان يتقال من زمان ... شوفت في عيونهم حسرة عليكِ .. و شعور بالذنب ... لدرجة إن والدتك عيطت ... حاولت أكون رحيم معاهم و أسكت .. مقدرتش ... دموعهم حسيت إنه إنتصار ليكِ بعد إلي شوفتيه منها ... و ربنا بيجبلك حقك ... لما سمعت بـ خبر وقعوك و إنك في المستشفى ... حسيت بـ نار جوايا .. نار نحيتهم ... قولتلها كلام كان نفسي أقوله من زمان ... من أول ما حكتيلي عن معاملتهم الوحشة ليكِ ... حقك بيرجعلك يا روميو .. بس قومي و شوفي ... عايزك تبقي بخير


كانت منصته لـ حديثه ... و عندما قال لها عن حسرة والديها .. بكت فجأة .. فـ هدئها وقال:-

_عشان خاطري متعيطيش 


آرام:-

_مكنتش عايزة دا يحصل بالمنظر دا ... مكنتش أحب 


و أستمرت بـ البكاء ... و دخلت عليها " شيرين " .. التي لم تتقاجئ من وجود " عمران " .. لإن " عالية " أخبرتها بالخارج بوجوده ... أخذت " آرام " في حضنها ... و قرأت بعض الآيات في سرها لتهدئها 


عمران بـ نبرة متوسلة:-

_عشان خاطري متعيطيش ... هتتعبِ أكتر ... عشان خاطري


آرام من بين بكائها بـ نبرة عير معتدلة:-

_ليه ... ليه وصلوني .. ليه وصلوني لـ كدا...؟! .. ليه يا " عمران " !! ... أنا متبسطش بـ ال حكيته ... حسيته نار موايه نازله على قلبي ... بس هما ليه وصلوني لـ كدا ...؟! ... أنا مقدرتش أستحمل وجودها في الأوضة ... و طردتها ... و مش عايزة أشوف حد منهم ... لا بابا ولا هيا ولا " حمزة " ... وجودهم مصاحب للإهانة .. و بخاف ... بترعب لما أشوفهم ... قولهم يمشوا من هنا ... أنا مش عايزاهم ... قوللهمممم يمشوووا " و أضافت بـ إنفعال:-

_قولهمممم إن " آرام  " مش عايجزة تشوف وشهممم ... لإن ب...ك...رهممممممممم


و دخل عليها الممرضات و " عالية " و أخيها " بلال " ... على صوت صراخها الذي أزداد ... و " شيرين " و " عمران " اللذان يحاولان تهدئتها ... و لكنها خرجت عن السيطرة ... و أعطوها المهدئ ... فـ نظروا لـ حالتها التي تستكين يالتدريج و تردد بـ كلمات مبهمة:-

_مش ... عا..يزة ... عمران ... خليك ج..نبي


عمران يطمئنها:-

_حاضر ... بس نامي ... و كل حاجة هتبقى كويسة


و مرت دقائق .. يتابعها الجميع بـ نظرات حزينة ... يائسة ... و بكاء " عالية " و " شيرين " الصامت ... و " بلال " الذي يحاول أن يجمع أكثر .. كيف وصلت حالة أخته لـ هذا!!! و وجود " عمران " المعالج النفسي ... كما أخبرته الطبيبة ... فـ هو ذهب و أخته لها ... و تحدتث معهم و أخبرتهم بـ حالة " آرام " ... و دور " عمران " في حياتها....!!


أمام الغرفة


كانت " نادية " جالسة بـ صمت مميت ... و " حسين " يشاركها الصمت بـ عيون حزينة ... متحسرة على ابنته ... و خاصة بعد كلام الطبيبة .. الذي أكدت له أنه مذنب .. بـ مشاركته السلبية ناحية ابنتها ... و عدم الدفاع عنها من والدتها التي في أوقات العصبية تتجردد من مشاعر الامومة ... و تقسو على ابنتها و كأنها عدوة لها ... و أخيها " حمزة " الذي آتى ... و تحدتث معه الطبيبة و وبخته ... و أخبرته بـ كل أفعاله العنيفة و الإهانه لـ أخته الصغيرة .. و خاصة أنه السبب في دخولها المشفى بـ صفعه لها ... و سردت له ما سردته لـ والديها ... و علاقتها بـ " عمران " الذي لم يكن في حال ان يستفسر أكثر...!!


عندما آتى ناحية الغرفة و الخيبة و الحسرة إحتلت وجهه ...


و رأه " عمران " ... إنقض عليه فجأة وسط صدمة الجميع وقال بـ نبرة شرسة:-

_إنتَ جاي ليه...؟! جاي ليه و إنتَ السبب في إلي حصلها !! 


حاول الجميع إبعاده ... و " شيرين " التي تستوعب الصدمة ... فـ هذة أول مرة ترى فيها " عمران " بـ ذاك الوحشية .. لطلما كان هادئ الطبع .. متسامح ... و لكنها تعرف أن الوحش الذي بداخله خرج لـ أجل " آرام " التي تعني له الكثير ... و أخيرًا أبعدوه عنه ... و غادر " حمزة " المشفى متحسرًا على حاله .. و بكى....!!


توجهه ناحية  المرحاض .. و عاد الجميع لـ أماكنهم .. لم يكونوا في حال للإستفسار و الإندهاش من ردة فعل " عمران " العصبية .. و كأن " حمزة " عدوه و يعرفه !!


و مرت الأيام ... و خرجت " آرام " من المشفى ... و رفضت أن تذهب لـ بيتها .. و قررت أنها سترتاح في بيت أختها ... و لكنها قالت ذلك مبرر .. أما الحقيقة فـ هيا غير متقبلة أحدًا منهم .. و عندما ترأهم تبكِ و تنفعل .. فـ نصحت الطبيبة أن لا يعرضوها على طلبها 


أخذت " آرام " أجازة من العمل .. و وافق " رأفت " بعد أن اى حالتها السيئة عندما زارها في المشفى هو و زوجته و " سهير " 


كانت تمر الأيام ... يأتي " عمران " لـ زيارتها في مكان قريب من بيت " عالية " ... و تجلس معه بـ روح منكسرة صامته ... يحادثها ... و يحكي لها عن عمله و الإتفاقيات التي يربحها... و لكنها ما إن تتحدث تبكِ ... تذهب لـ الطبيبة تحادث معاها ... و تصف لها بعض الأدوية ... و نصحتها أن تعود للعمل ... حتى عن طريق الإنترنت ... لـ تخرج من حالتها الكئيبة ... التي وضحت أكثر عليها ... بـ شحوبها و جسدها الهزيل ... و بكائها الدائم ... حتى أنها تحمل " ياسمين " بـ عيون شاردة و إبتسامة لا تستطيع أن ترسمها حتى ... و " عالية " تحاول أن تفرحها و تفعل بعض المهام التي طلبت منها الطبيبة ذلك 


أما والديها ... يأتيان ... و بـ مرور الأيام ... أصبحت " آرام " ترد على أبيها قليلًا ... حتى أنه أشترى لها سيارة صغيرة و توجهه ناحية منزل ابنته ... و فتحت " عالية " له الباب بـ إبتسامة مرحبة:-

_إزيك يا بابا...؟!


الأب بـ إبتسامة صغيرة و لكنها حزينة:-

_بخير ... و إنتِ..؟!


عالية:-

_الحمدلله


و دخل ... و رأى " آرام " ممسكة بـ حاسوبها .. فـ قد عادت للعمل .. و أصبحت روحها زاهية قليلًا و صحة أفضل


حسين و هو يجلس بـ جانبها:-

_عاملة إية يا روميو...؟!


أغلقت حاسوبها وقالت بـ نبرة هادئه:-

_في حال أفضل الحمدلله


حسين و أشار لـ " عالية " أن تغادر ... فـ فهمت 


حسين و هو يمسك بـ يد ابنته بـ حنو و تفاجئت " آرام " من ذلك:-

_أنا آسف يا " آرام " ... أنا مستاهلش أكون أب ... إن أوصل بنتي للمرحلة دي ... مستاهلش ... كُنت فاكر إن بعمل كدا و إن صح .. عشان ميحصلش مشاكل أكتر ... بس كُنت سبب في إن أدمرك ... و أخليكِ عايزة تنتحري ... بدل ما أكون سند ليكِ .. إلي تلجأيله ... بعدتك عني ... و دوست عليكِ و فاكر كدا إن صح ... طالما بديكم فلوس و تلبسوا و تاكلوا ... فاكر إن كدا صح ... أنا آسف


و تجمعت دموع فـ عينيه رأتها " آرام " فـ حزنت و ... أحضنته و ظلوا هكذا لـ دقائق وقالت "آرام " من بين دموعها الحزينة الراضية:-

_أنا مش زعلانة منك يا بابا ... ربنا يخليك ليا و لا يحرمني منك


و ظلوا هكذا ... حتى إبتعد " حسين " وقال وهو يمد بـ مفاتيح السيارة:-

_و دي العربية إلي كان نفسك فيها


نظرت " آرام " للمفاتيح بـ سعادة وقالت:-

_لونها أزرق..؟!


حسين:-

_أيوة


عانقته ثانية و قبلته في خده ... عبرت له عن السعاده ... حتى لا تحزنه ... أنها لم تشعر بـ أي سعادة بـ السيارة .. كانت تود أن تكون هدية في موقف غير ذلك ... تعويض عن إنكسار روحها على يده..!!


و مر عدة أشهر ... كانت " نادية " و " حمزة " يتواصلان مع " آرام " التي كانت تجيب بـ فتور .. و عادت "آرام " للعمل .. و رحب بها الجميع ... و أحتفلوا بـ رجوعها ... تشعر أن روحها عادت مضيئة ... و زاهية ... أصبحت تبتسم بـ حق ... حتى و إن كان فيها بعض الحزن .. و لكنها أفضل ... مرت الشهور و هيا حبيسة في المنزل .. و إهتمام " عمران " و " شيرين " و الجميع بها ... حتى أنها تسمع كلام والدتها مع أختها و سؤالها عنها ... و " حمزة " التي مازلت غير متقبلة وجوده .. أما " بلال " فـ كان يأتي لـ زيارتها يوميًا ... يخرجها من حالتها ... و بكى بـ أنه يشعر بالذنب ... و بكنه أحتوته و أخبرته أنه ليس له علاقة بـ ما حدث لها ... فـ هو أخيها الصغير الذي تعتبره ابنها 

و مر عدة أشهر ... كانت " نادية " و " حمزة " يتواصلان مع " آرام " التي كانت تجيب بـ فتور .. و عادت "آرام " للعمل .. و رحب بها الجميع ... و أحتفلوا بـ رجوعها ... تشعر أن روحها عادت مضيئة ... و زاهية ... أصبحت تبتسم بـ حق ... حتى و إن كان فيها بعض الحزن .. و لكنها أفضل ... مرت الشهور و هيا حبيسة في المنزل .. و إهتمام " عمران " و " شيرين " و الجميع بها ... حتى أنها تسمع كلام والدتها مع أختها و سؤالها عنها ... و " حمزة " التي مازلت غير متقبلة وجوده .. أما " بلال " فـ كان يأت لـ زيارتها يوميًا ... يخرجها من حالتها ... و بكى بـ أنه يشعر بالذنب ... و لكنها أحتوته و أخبرته أنه ليس له علاقة بـ ما حدث لها ... فـ هو أخيها الصغير الذي تعتبره ابنها ....و أنتهى اليوم في العمل

و عندما نزلت من الجريدة ... رأت " عمران " واقف أمام الجريدة منتظرها و أشار لها بالركوب فـ أستقلت الكرسي و تحرك بالسيارة وقالت:-

_موضوع إيه بقى إلي عايزني فيه...؟!


عمران:-

_هتوصلي و تعرفي 


و توجهوا ناحية المطعم الذي تحبه ... و دخلوا و جلسوا على المائدة الموجودة أمام البحر 


عمران:-

_آرام


آرام:-

_أيوة


عمران:-

_أنا عايز أتجوزك 


نظرت له " آرام " بـ صدمة ... 


و أستغل صمتها وأكمل:-

_أنا أكتشفت إن مقدرش أعيش من غيرك ... كُل مرة بخطب و مكملش ... لإن كُنت بدور على روحك فيهم ... مكنتش متوقع دا ... و كُنت بكدبه ... بس لما وقعتي ... تأكدت من دا ... كُنت عايز أحضنك ...و أطبطب عليكِ .. بس مكنش ينفع... أنا بحبك يا " آرام " ... بحب روحك المضيئة ... الهادية الشعنونة .. بحبك طريقة كلامك  ... و مقدرش أتخيل يومي من غيرك ... فـ عايز أتجوزك يا روميو ... تقبلي بيا...؟! بـ معالجك النفسي و صديقك .. و أبقى حبيبك و جوزك..؟!


آرام ظلت مستمعه له و علامات الصدمه تحتلها أكثر ... و تجمعت الدموع فـ عينيها و نهضت فجأة وهيا تقول:-

_مقبلش ... أنا مريضة نفسية ... إنسانة غير سوية .. منفعكش يا " عمران " ... أنا آسفة


و فجأة جرت ... و جرى خلفها ... و خبط في الجرسون فـ عطله عن الحركة ... و أختفت من أمامه... فـ شد شعره بـ عصبية و يقول شتايم بذيئة لـ حاله ... كان لابد أن يمهد لها ... و لكنه لم يستطع التحكم بـ نفسه ... و لم يرتب الكلام فـ خرج تلقائي ... ظل يتصل على هاتفها و لكنه مغلق فـ سب نفسه ثانيًا و الوقت و المكان ... و ركب سيارته و تحرك بها..!!


مر أسبوع على هذا اليوم


أعطت له " آرام " حظر على السوشيال و الهاتف ... و هو لم يظهر بعد تلك الليلة ... و سأل عليها عن طريق " شيرين " التي أخبرتها أن لا ترد عليه و لا تخبره بـ شئ عن حالها ... تبكِ .. كانت تود أن توافق ... و لكنها غير صالحة فـ هيا مريضة نفسية ... فـ كيف ستصبح زوجة و أمًا!! و ترى أن " عمران " سيعوضه بـ أفضل منها ...دائمًا ما تدعو لها بالزوجة الصالحة ... فـ كيف ستكون هيا الزوجة الصالحة و هيا غير سوية نفسيًا !!


مرت أيام و هيا تبكِ بـ صمت ... لم تخير أحدًا بما حدث .. تذهب عملها بـ صمت ... و تحمد ربها أنه لم يظهر منذ تلك اليوم ...و في يوم ... لبست فستان شيفون خفيف بـ لون " الأسود " و حجاب " كافية " و كعب عالي .. وضعت بعض مساحيق التجميل ... نظرت لـ نفسها بـ حزن .. فـ هيا تفتقد " عمران " ... و لكنها قررت أن تزيله من حياتها ... فـ هيا لن تقبل بـ ذلك !! ... خرجت لـ "عالية " التي أعجبت بـ طلة أختها الراقية الجميلة ... و تحركوا لـ قاعة صغيرة مطله على البحر فـ كتب كتاب " أحمد " اليوم


دخلوا القاعة ... و لكنها صامتة ... لا يوجد أحدًا فـ قالت " آرام " بـ إستغراب:-

_شكلنا دخلنا قاعة غلط


حسام:-

_لا هيا ... بس مش عارف


و فجأة علت المكبرات وتحدث " حمزة "وقال:-

_آرام ... أنا عارف إن أخ وحش و زبالة ... أنا آسف ... آسف على إلي عملته فيكِ ... أرجوكِ تسمحيني ... أنا مش عارف أرتب كلام يعبر ... فـ آسف ... يارب تقبلي إعتذاري 


و أقترب منها و فجأة أحضنته و هيا تبكِ ... و هو يطبطب عليها ويقول:-

_أنا آسف 


و ظلوا هكذا ... و أقتربت منها "نادية " ... التي ظلت صامته .. ينتظروها لـ تتحدث 


نادية تنهدت وقالت بـ نبرة هادئة:-

_إنتِ عارفة .. إنتِ كُنتِ طفلة متعبة ... و مراهقة عنيدة و عصبية ... تعبتيني معاكِ ... و كنت بقسي عليكِ ... كُنت شايفة إن دي تربية و إن بطلعك بنت متربية كويسة .. كُنتِ عكس أخواتك قي حاجات كتير ... مكنتش بقدر أفهمك .. لإن شخصيتنا شبه بعض ... و شبه الشكل ... بقيت شايفه نفسي و أنا صغيره فيكِ ... و خدتي كل عيوبي إلي تغلبت عليها بـ فضل أبويا ... إلي كان بيفهمني ... بس أنا مكنتش بحاول أفهمك ... محاولتش أعمل معاكِ زي ما أبويا عمل معايا ... و ندمانة ... عارفة يا روميو أنا بسببك عيطت ... لما شوفت بنتي بتقع قدامي ... لما سمعت كلام الدكتورة ... قلبي وجعني عليكِ أوي ... و شعوري بالذنب ... " آرام " ... ممكن تقبلي إعتذاري


و مسحت دمعه هاربه من عينيها فـ أقتربت منها " آرام " بـ خطوات واثقة و وقفت أمام والدتها فـ أصبحت  كـ نسخة مصغرة منها وقالت:-

_هقبل إعتذارك بس بشرط


و صمتت للحظة و أكملت:-

_ممكن تحضنيني 


أخذتها " نادية " في حضنها و بكوا هما الإثنين وقالت " آرام ":-

_حضنك إحساسه حلو أوي يا ماما ... حرمتيني منه لـ سنين ... ياما كان نفسي أترمي فيه 


نادية بـ بكاء:-

_أنا السبب ... أنا إلي حرمتك منه ... أنا آسفه يا بنتي ... آسفة


و ظلوا هكذا لـ دقائق


و أمسك " حمزة " الميكروفون:-

_بالمناسبة الحلوة دي ... حابب أقولكم إن " جيهان " حامل


و بدأ الإحتفال ... و مرت نصف شاعة و أصبحت القاعة كبها مملؤه بـ أصدقاء " آرام " في الجامعة و العمل ... و عائلتها من أعمامها و أخوالها ... و إناس لا تعرفهم ... و مندهشة من وجودهم ... و ما علاقتهم بـ ما حدث  ... و لكنها تجاهلت الإسئلة ... و أكملت الإحتفال وسطهم و الفرحة العارمة التي لم تشعر بـها منذ سنوات أخيرًا تذوقت إحساس العناق مع والديها ... و المشاعر الهادئه السعيدة الحنونة بينهم ... تشعر و كأنها ولدت من جديد ... و لكنها للحظة تذكرت " عمران " و أفتقدته ... تشعر و كأن سعادتها ناقصة ... لطالما إنتظر هذا اليوم معاها


و لكن قاطعها عن حديثها صوت الميكروفون:-

_أستاذ " حسين " تقبل إن حضرتك أتجوز بنتك الصحافية الشهيرة " آرام التركي....؟!


حسين أجاب في الميكروفون  بـ جانب " عمران " واقف بـ سعادة:-

_المهم موافقتها هيا


أقترب منها " عمران " وقال بـ نظرته الحنونة و نبرته اللينة و إبتسامتة الجذابة:-

_تقبلي بيا يا " آرام التركي"....؟!


هزت رأسها بـ دون شعور ... و فجأة ظهر المأذون ... الذي تفاجئت بوجوده ... و عندما إنتهى من كتب الكتاب علت الزغاريط و الصفير وسط صدمة " آرام " !!


فـ أقترب " عمران " منها و فجأة أحضنتها ... و قال في أذنها:-

_أيوة أنا رتبت لكل دا ... مكنتش هسيبك تضيعي من إيدي يا روميو ... الحمار هو إلي فرط في الجوهرة زيك ... و يالا إضحكي عشان الصورة تطلع حلوة


و أوقف " آرام " بـ جانبه و ألتقطت صورة بـ إبتسامة سعيدة راضيه و عيون مدمعة ... بـ إكتمال صورة كانت تحلم بها ... و أخيرًا تحققت .. 

                      تمت

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



<>