رواية ضجيج الروح
الفصل الثالث عشر13
بقلم فرح احمد
قاطعتها " آرام " من كلامها لـتقول بـ برود:-
_أنا مش ضحية يا ماما ... ولا بجحه ولا غلبانه ... ابنك إلي عاملني وحش فـ حين كُنت عايزة أصالحه و هو طنشني ... و لما عليت صوتي عشان مشي و حط الهاند فري و لا كإن حد بيكلمه ... و هددني إنه هيمد إيده عليا ... هيمد إيده على أخته عشان عايزة تصالحه
نادية بـ إندفاع و مازال العصبية و الغضب يسيطران عليها:-
_كدابه ... و حتى لو صح ... تستاهلي ... عشانك بجحه
آرام و نظرت لها نظرة باردة لا تحمل أي شعور ... هذا لإنها لا تعرف ... أتحزن أم تبكِ .. أم تشعر بالشفقة على نفسها .. أم بالقهر على ما تقوله والدتها و ظلمها لها .. فـ ظلت تنظر لها و تبادلها " نادية " نظرة غضب و تقرأ فـ عينيها أن لولا وجود والدها .. لـ أنقضت عليها و ضربتها ضرب مبرح ... و ليس مجرد صفعة تعتبر تافه بـ جانب ما تفعله " نادية " ... و قطع هذا الصمت " حسين " بـ لهجة آمر:-
_أدخلي على أوضتك دلوقتي يا " آرام "
و توجهت بسرعة لـ غُرفتها .. تتابعها " نادية " بـ نظرة ذات معنى و لكنها لم تتكلم ... و مُجرد أن دخلت غرفتها ... سقطت منها دموع صامته لم تعرف أن تسيطر عليها ... و ظلت هكذا لساعات لم تنم برغم التعب الذي يعليها بشدة من السفر و الأحداث ... و في ظل ما يسيطر عليها رأت أمامها سكين صغير جدًا فـ هبت عليها و كانت ستأذي نفسها و لكن فجأة قطعها صوت داخلي يقول " بلاش يا آرام ... مهما حصل متآذيش نفسك ... متستاهلش دا ... أعملي أي حاجة و لا إنك تيجي جنب نفسك و جسمك ... دول أمانة هتتحاسبي عنها " فـ رمت السكين و نظرت لها بـ صدمة لـ دقائق وقالت و الدموع تنهمر منها كالشلال:-
_أنا بعمل إية...؟! .. بعمل إيه ... و ليه بيحصل معايا كدا ... ليه ... عملت إيه فـ حياتي عشان أستاهل كُل دا ... يااارب ... يااارب إنتَ العالم بـ حالي ... ريحني
و أرتمت على السرير تبكِ بـ حرقة ... و أحست أنها ستختنق إن ظلت هكذا ... فـ حاولت السيطرة على نفسها و مسحت وجهها فـي أكمام جاكت منامتها ... و أمسكت هاتفها و قامت بالإتصال على " عُمران " و بعدها بـ دقيقة أجاب وقال بـ صوت ناعس:-
_ألو
آرام تقول من بين بكائها:-
_أنا تعبتتت يا " عُمران " ... تعبتتتتت
عُمران و أنتفض من سريره وقال بـ قلق و خضة:-
_في إية يا " آرام "..!! ... حصلك حاجة...؟!
آرام بـ قهر و آسى:-
_محدش بيرحمني ليه..؟!! ... ليه بجد!! ... أنا لو عدوة مش هيعملوا كدا ... مش هيعملوا ... مش هيعمللوووووواااااا كدااااا ... دا أنا بنتهمممم يا نااااس ... بنتهمممممم
عُمران و يحاول أن يسيطر على إنفعالها و بكائها:-
_طب صلي على النبي ... خدي نفس بس عميق و خرجيه ... عشان تهدي ... بالله عليكِ إهدي ... و أنا معاكِ أهو ... و جنبك ... إنتِ دلوقتي فـ أمان ... معكيش الأ " عُمران " ... فـ براحه خالص ... و خدي نفس عميق
حاولت " آرام " تنفيذ ما قاله و أخذت زفير و قامت بإخراجه بالتدريج لعبه يهدئ من روحها المنكسرة....
عُمران بـ حنان و إطمئنان:-
_آرام
أجابت " آرام " بـ صوت خافض مرهق مبحوح من أثر صراخها و بكائها:-
_عُمران ... أنا ... أنا
عُمران:-
_براحة خالص ... أنا معاكِ ... براحة
آرام:-
_أنا عايزة ... أو أنا قررت ... إن أكمل المشوار تاني
عُمران:-
_إنتِ أذيتي نفسك لـ تالت مرة يا " آرام "...؟!!!!!!
آرام:-
_لا ... بس كُنت هعمل ... فـ مش مستعدة أدخل فـ دوامة علاج تاني على الفاضي
عمران:-
_يبقى يومين بالضبط ... و هكون مضبطلك كُل حاجة ... و المرادي هكون معاكِ ،، عشان متتراجعيش ... و تهربي زي المرة إلي فاتت
آرام:-
_حاول تشوفها ست ... مش عايزة رجالة ... و خاصة إلي كُنت هروحله ... مش هروحله تاني .. لإنه مستفز ... مستفز بجد
عمران:-
_حاضر ... بس نامي دلوقتي و إن شاءالله هضبط كُل حاجة ... يومين بالضبط
آرام:-
_إن شاءالله
عُمران بـ نبرة هادئه و حنونة لعلها تطمئن " آرام ":-
_حطي رأسك على المخدة يالا ... و نامي
آرام و وضعت رأسها على الوسادة غير عابئة بـ بلل وسادتها بـ شعرها:-
_حاضر ... و نام إنتَ كمان
عُمران بـ إبتسامة هادئة:-
_حاضر ... تصبحي على خير يا روميو
آرام:-
_و إنتِ من أهل الخير يا " عمران "
و أغلقوا المُكالمة .. تاركًا " آرام " هادئه بعض الشئ على عكس ما كانت عليه في أول المُكالمة ... يقدر أن يسحب طاقتها السلبية و يحتويها ببعض كلمات ... بعض كلمات منه مُحمله بالحنان و الأمان يشعرها أنها ملكت العالم بهم .. فـ تنام بسلام ولو بسيط
أما " عُمران " بـرغم من فرحته أنها أخيرًا و بعد سنتين و نصف قررت الرجوع ... الأ أنه حزين عليها ... و يعرف إنها لم تتأخذ القرار الإ إذا خرجت الأمور عن السيطرة ... فـ توجهه ناحية الحمام ليتوضئ و يصلي ...!!
و أتجه ناحية المطبخ لـ يعد الفطار ... فـ قرر حين يعود من الصلاة سيطمئن على " آرام " و ينام بعدها ... فـ هو قلق عليها ... حزين على حالها .. المليئة بالهموم و الحزن و الإنكسار ...
الذي يحاول أن يداويه ... يحاول أن يجعلها سعيدة بـ بث داخلها بعض الطمئنانية التي تحتاجها ... أحيانًا يخاف أن يفشل في ذلك ... خاصة في حالتها الإنفعالية ... خاصة أن ذلك حدث عدة مرات قديمًا ... فـ قديمًا حين تحدث لها تلك النوبات ... تقوم بإعطائه حظر و تختفي بالشهر و أكثر ... يجن منها حين كانت تفعل هذة الحركة .. التي تشعره بالعجز و الشلل ... و لاحظ أنها تحاول في هذه الفترة تصنع مشاكل من أتفه الأسباب .... و لكنه فهم ألعبها و أصبح أكثر ذكاء منها و يتجنب إفتعال المشاكل ... و يتعامل بـ شكل حنان مبالغ بها و ود و لطافة حتى تستسلم .... و بطلت هذة العادة منذ زمن ... و أصبحت أكثر هدوء و سيطرة ... حتى أصبحت روحها مستكينة هادئة معه ... !!
و تمر الساعات و يأخذ حمامًا دافئ سريع و يبدل ملابسه و يتجه للمسجد القريب من بيته و يرى " وليد " و يرسم إبتسامة بسيطة فـ يقول:-
_صباح النور
وليد بـادله الإبتسامة:-
_صباح الخير
ساروا بجانب بعضهم و يسلم " عمران " على أصدقائه و الناس الموجودين بالحي ... و دخلوا للمسجد...!!
عند " آرام "
إستيقظت بعد عناء مع كوابيس التي بسببها لم تحصل على نوم هنئ ... و كأنها تستكثر عليها الراحة المؤقته... فـ فركت عينيها بـ تعب و أتجهت للحمام تغسل وجهها بـ إيعاء و أسنانها و تتوضئ ... تخرج من الحمام لـ تدخل غرفتها لـ تصلي ... و أنها صلاتها و أمسكت مصحفها التي تحبه و تملكه منذ أن كانت بالعاشرة من عمرها .. برغم من قدمه ألا أنها تتعلق به و لا تستطيع أن تقرأ في مصحف من غيره ... شاركها أيام و ليالي فرح و حزن ... فـ هيا تشعر أن آيات القران تطمئنها و تشعر براحة و أن هموم الدنيا تنزاح من عليها بمجرد قرأتها.. و تنتهي من ذلك و تبدأ بقراءة الآذكار لـ تنهيها و هيا ترفع يدها مقربه بها من وجهها لـ تقول:-
_يارب أصلح حالي و حال المسلمين ... و ريح قلبي يارب ... مبقاش قادر .. يارب
لـ تلمم سجادتها و تمسك هاتفها لـ ترى مسدچ من عُمران:-
_صباحو على القمر صغيرتي ... آتمتى تكونِ نايمه كويس .. لما تصحي طمنيني عنك ( قلب أزرق )
تقرأ " آرام " المسدچ و ترسم على وجهها إبتسامة باهته بسيطة مطمئنة فـ تكتب:-
_نمت الحمدلله كويس ...طمني عليك إنتَ ... صليت..؟! ... و نمت ولا لسه..؟!
و تضغط على زر " الإرسال " ... و تجلس على سريرها بـ صمت ... لـ يقطع هذا الصمت صوت بطنها تستغيث لشعورها بالجوع الشديد ... خاصة أنها لم تأكل شئ من إمبارح ...أ كلت سندوتش صغير عرضته " سهير " عليها .. فـ تنهدت و تحاول أن تتحلى بالقوة و تخرج من غرفتها و تمشي بـ ثقة و برود زائفين ... هذا لإنها تعرف أن والدتها نائمة حاليًا ... و أن والدها و أخيها غادروا مبكرًا لـ يصلوا " الجمعة " و أن هذا اليوم يفطر والدها و أخيها مع أصدقائه على " القهوة " لهذا لم تستقيظ والدتها مبكرًا... فـ تتوجه للمطبخ و تفتح الثلاجة لـتنظر ما بداخلها يوجد كل أنواع الجبن التي تحبها ... و لكنها رأت طبق يوجد به " بامية و رز و لحمة " الطبق الذي تعشقه ... فـ لم تستطع أن تقاومه لتأخذه بـ فرحة بسيطة و كأنها حصلت على كنز كبير تعويضًا لها عن ما حدث لها أمس .. فـ تضعه في " الميكرويڤ " و تفتح الثلاجة مرة أخرى لـ ترى عُلبة عصير بـ " الخوخ " و قطعة كيك فـ تأخذهم بـ فرحة عارمة و هيا تضعهم في الصنية و تشعر أنها ستطير من الفرحة و الإنبساط على هذا التعويض الكبير ... فـ إن هذا الأكل يداوي روحها حتى لو بـ شكل مؤقت .. خاصة لو صنف تحبه ... و ترى كيك و عصير فـ إنه التعويض و الراحه الأكبر لها.. فـ تأخذ الطبق و تضعه على الصينية و تتجه نحو غرفتها على عجله ... حتى تحصل على بعض المتعة مع هذه الوجبة اللذيذة التي تعشقها لـ تقابل والدتها التي ما إن رأتها بطئت من مشيتها و تنظر إلى الأرض ... محاولةً أن تتجنب النظر إليها أو تنادي إليها والدتها فـ تعطلها عن الأكل .. خاصة أنها تشعر بالجوع الشديد..!
و تدخل غرفتها و تتنهد بـ راحة كبيرة و كأنها كانت في سباق و تجلس على سريرها ... و تبدأ بتناول الطعام بنهم شديد و قامت بتشغيل مسلسل كوميدي يسليها أثناء طعامها...!!
في منزل " شيرين "
إستيقظت على صوت زغاريد أتيه من الخارج فـ تقوم و علامات الغضب و الضيق على وجهها فـ هيا تكره الصوت العالي ... و تكره الإزعاج...!!
شيرين تقول بـ ضيق:-
_إيه.!! .. إيه الزغاريط إلي على الصُبح دي..!!!
شادية و هيا تُمسك بـ " شيرين ":-
_مرتات عمامك يا حبيبتي جم و بيبركولك ... إغسلي وشك و تعالي يالا سلمي عليهم
شيرين بـ نفس نبرة الضيق و الخنق:-
_على الصُبح كدا يا ماما ... حرام عليكِ والله
شادية:-
_ما أنا عزمتهم عندنا ... و عزمنا العريس و عيلته ... فـ يالا روحي صلي و تعالي سلمي عليهم
رحلت " شيرين " و هيا تضرب رجلتيها فـ الأرض من الضيق ...
و تتوجه للحمام و تأخذ حمام بارد و تبدل ملابسها لـ بنطلون مريح من خامة القطن و بلوزة بيضاء خفيفة بحمالات رفيعة و فوقها جاكت قصير بـ خامة القطن ... و تعدل من شعرها و تضع أحمر شفاة ... و تخرج لـ أقاربها لـ تبدأ مرحلة القُبالات و الأحضان التي تستغيثها بشدة ... و لكنها مضطرة...!!
زوجة عمها " ميرڤت ":-
_مبروك يا " شيرين " ... ربنا يتمملهالك على خير يارب
زوجة عمها الثانية " سناء ":-
_فرحتي ليكِ متتوصفش يا حبيبتي ... ربنا يفرحك دايمًا يارب
شيرين تستمع لهم بـ إبتسامة مصطنعه ... فـ هيا مازلت تشعر بالضيق من إزعاجهم لها ... و إيقظها بالإجبار من نومها...
و يمر الوقت و يأتي " حسن " و والده و عمه و زوجة عمه و ابنتهم الصغيرة... و تبدأ " شادية " و " سوسن " بوضع الطعام على السفرة بـ كل الأنواع و الأصناف ... و تشعر بسعادة بداخلها لـ أن ابنتها أخيرًا ستتزوج
و يجتمعوا على مائدة الطعام ... و يجلس " حسن " و " شيرين " مقابل بعضهم فـ يبتسم " حسن " لها و تبادله بـ إبتسامة لطيفة و رقيقة ... و يبدوأ بتناول الطعام ... ليتخلله بعض المحادثات و الآسئلة التي هيا:-
_ناوين تعملوا الخطوبة فين..؟!
أجاب حسن بـ جدية:-
_أنا إتفقت مع عمي ... إن شاءالله هتبقى فـ (...) هيا مش قاعة أوي ... هيا جنينة كبيرة .... و قُدام النيل
عم " شيرين ":-
_ناوين تخلوها كتب كتاب و خطوبة مع بعض..؟!
حسن:-
_أيوة .. بإذن الله
الأب بـ جدية:-
_ناكل دلوقتي ... و نكلم بعدين
شادية و أمسكت بـ بطرمان العصير و قالت وهيا تعطيه لـ " شيرين " بـ صوت خافض:-
_كوباية حسن فاضية ..، إمسكِ و صبيله يالا
أمسكت " شيرين " البطرمان و أخذت كوب " حسن " و بدأت بملئها بالعصير و هو ينظر لها بـ إبتسامة إعجاب و لطيفة لا تفارقه...
شيرين:-
_إتفضل ... لو عايز محشي كمان قول
حسن:-
_شكرًا
جلست ثانيةً .... ليمر الوقت و ينهض الجميع و متممين بالحمد شاكرين " شادية " على هذا الطعام اللذيذ الطيب ...
في البلكونة
يجلس " حسن " ينظر للشارع يتابع الأطفال التي تلعب الكُرة .. فـ تدخل عليه " شيرين " بالشاي و الكيك و بعض الفاكهة و التسالي المكونه من " بونباني .. لب بكل أنواعه ... شوكولاته صغيره كثيرة "
حسن وهو يأخذ منها " الصينيه " الكبيرة:-
_هو إنتِ دخلتي على هنا على طول..؟!
شيرين و هيا تجلس:-
_لا كُنت فـ الصاله مع ماما بحط الفاكهة و الشاي معاها ... و جيت بعدها
حسن:-
_يعني عايزه تفهميني إن دا كله .. ليا أنا و إنتِ بس..!!
شيرين ضحكت ببساطة:-
_بالضبط كدا
حسن:-
_ماشاءالله ... إنتم متوصين بيا جامد
شيرين بـ ثقة:-
_مش ضيفنا .. يبقى لازم نتوصى
حسن بـ نبرة ذات معنى:-
_و لما أبقى جزء من العيلة...؟!
شيرين:-
_ساعتها هتقوم تجيب الحاجات بنفسك ... لإن هيبقى زيك زي
ضحك حسن وقال:-
_زوجة مطيعة فعلًا
شيرين:-
_طبعًا
و أخذت الشاي لتعطيه له ... و أخذه و قال وهو يرتشف الشاي:-
_بس مرات عمك " كريمة " لطيفة و طيبة
شيرين:-
_فعلًا ... طيبة .. كانوا أولادها زيها بـ نفس الطيبة و الحنية ... كُنت بحبهم جدًا
حسن بـ إستغراب:-
_طب وهما فين حاليًا..؟!
شيرين بـ حزن:-
_توفوا .. أولادها ال٤ و زوجها توفوا فـ حادثة ... كانت من ٥سنين و أكتر
حسن و أحتلته الصدمة و شعر بالحزن و الشفقة:-
_الله يرحمهم و يغفرلهم و يرحم أمي و موتى المسلمين
شيرين:-
_آمين يارب " و قالت مغيرة الموضوع:-
_الشوكولاته دي هتعجبك ... بالبندق و حلوة
و أعطته لها فـ أخذها وقال وهو يتذوقها:-
_طعمها حلو و سكرها قليل
شيرين:-
_بابا دايمًا يجبهالي مخصوص ... لإنه عارف إن مبحبش السكر الكتير
حسن:-
_ربنا يحفظهولك
شيرين:-
_يارب
و أستمروا في الحديث ... عن عملهم و أمور الخطوبة وهكذا...!!
عند " عُمران "
يجلس مع أصدقائه على إحدى المقاهي ... يلعبون " الدومنو " و يحاول " سعيد " أن يغلب " عُمران " لـ ينتهي الدور بـ قول " عمران " بـ ثقة و غرور هزلي:-
_قولتلك متتحدنيش ... عجبك شكلك كدا و إنتَ خسران كدا
لـ ينتشر الضحك بين خمستهم ... " مازن " و " عُمران " و "رفعت " و " وليد " و " ساهر " أصدقائه من الصغر أو من الجامعة
ساهر بـ ضحك و إشتياق:-
_وأخيرًا إتجمعنا يا رجالة ... ليكم وحشة حقيقي
لـ يتجاوبوا معه بتآثر و يبادلونه الإشتياق ... فـ آخر مرة تجمعوا بهذا الشكل الجميل كانت منذ ٦ أشهر
وليد:-
_من ساعة ما دخلنا فـ مصيدة الجواز و الخطوبة مبقيناش نتجمع الأ قليل ... كإنه سجن يا جدع
لـ يضحك " مازن " ويقول:-
_قفلوا السيرة ... لإنها بتيجي على...
ولم يكمل جملته حتى قاطعه صوت هاتفه بـ رنه مميزة فـ يقول بـ إستياء وسخرية:-
_شوفتوا ... مكملتش الجُملة ... ثواني و جاي
و أخذ هاتفه و نهض لـ يحادث " خطيبتة " القلوقه دائمًا ... و لحوحه بـ شدة ... و لولا أنه يحبها ما أكمل هذه الزيجة الآتية عليه بـ خسارة من وجهة نظره..!!
رفعت يتكلم بـ ثقة مستاء على حال أصدقائه:-
_عرفتوا ليه أنا سنجل لحد دلوقتي ... عشان زن الحريم إلي يكرهك فـ حياتك دا
وليد بـ إبتسامة حنونة:-
_هو زن و يضايق ... بس إنك تلاقي حد قلقان عليك و بيهتم بـيك ... هتحبها لما تجرب ... لإنك بتبقى كل دنيتها ... و لما تخلف منها و تجيب حتة عيل .. الموضوع هيختلف ... على قد المسؤلية .. على قد حلاوة شعور الأبوه و البيت و أسرة مسؤلة منك
عُمران بـ آسى :-
_ياعم إرحم واحد سنجل زي حتى ... و أنا مفيش خطوبة كملت معايا سنه على بعضها
ساهر بضحك:-
_عاملين ليك عمل على ضهر نملة مطلقة باين
رفعت:-
_دا عشان إنتَ صحبي بس ... لو بعدت عني ربنا هيكرمك و تتجوز و تخلف و تجيبه قرطة عيال تنحة كدا زيك يا " عُمران "
و ينهي جملته بـ ضحكه عالية فـ يخبطه " عُمران " على كتفه ويقول:-
_شكلي كدا هقبل بالعروسة إلي أمي جايبها ... ولو طلع صح .. تبعد عني و مشوفش وشك تاني لا هنا و لا فـ شركة ... أنا يا بني عايز أفتحلي بيت و أشوف عيالي قبل ما أموت
ساهر:-
_إنتَ قلبتها خالتي اللتاته كدا ليه ..؟!
و أستمروا بالضحك و السخرية على حالهم...!!
بعد مرور الوقت يرحل الجميع ... و عند باب البيت يقف " حسن " ويقول:-
_عايزة حاجة...؟!
شيرين بـ إبتسامة لطيفة لم تفارقها منذ الصباح:-
_تسلم ... سلام
حسن و بادلها الإبتسامة:-
_سلام
و تغلق الجميع و تتجه " شيرين " نحو غُرفتها لـ تمسك بهاتفها التي تركته طول اليوم ... و تدخل قائمة الإتصال و تختار اسم " آرام " لـ تنتظر بعض الوقت فـ يآتيها صوت " آرام " المتعب:-
_سلام عليكم
شيرين بـ إستغراب:-
_وعليكم السلام ... مال صوتك...؟!!
آرام:-
_جالي برد ... تقريبًا من الجو و كدا
شيرين بـ مواساة:-
_ألف سلامة عليكِ يا روميو
آرام بـ إبتسامة تعب:-
_الله يسلمك ... طمنيني بقى هتعملي إية مع العريس...؟!
سردت لها " شيرين " الأحداث بـ إختصار و أنهت بـ:-
_هستناكِ إن شاءالله فـ (....) لازم تحضري يا روميو
آرام بـ إبتسامة فرحة و حماس:-
_هيا دي الأخبار الحلوة ولا بلاش ... إخيرًا يا معنسه إتحلت عقدتك ... لولا إن مبعرفش أزغرط كُنت زغرطتلك من هنا لللصبح .. بس إستني
و فتحت " اليوتيوب " و أختارت أغنيه تعبر عن الفرح و تقرب هاتفها و هيا تضحك ... و في الهاتف تضحك أيضًا " شيرين " على رد فعل صديقتها المُحببة وتقول:-
_الله يبارك فيكِ يا روميو ... هستناكِ لازم
أوقفت " آرام " الأغنية و قربت الهاتف من أذنها وهيا تقول بـ إبتسامة فرح و إنبساط و رضا:-
_هحاول إن شاءالله ... ما انا لازم إحضر بردو ... و أخيرًا ستتزوج الصيدلانية المُعقدة " شيرين كارم " ... دا ينزل فـ الصفحة الأولى يا بنتي
و يضحكوا بشدة لـ تقول:-
_متتآخريش عليا ... لو مجتيش .. هلغي الخطوبة و كتب الكتاب ... و هتبقي إنتِ السبب خدي بالك
آرام بـ ضحك:-
_لالا متقلقيش ... هاجي ... ميرضنيش بردو " ثم تكلمت بـ حنان و إبتسامة رضا على وجهها و صوت دافئ:-
_و ربنا يتمهالك على خير يا شيري
شيرين:-
_يارب ... عقبالك
آرام و رفعت يدها للسماء وتقول بـ تنهيدة عالية:-
_يااااااربب
ضحكت "شيرين " بـ سخرية:-
_بتقولي يارب ... و وقت الجد بتخلعي أصلًا
آرام:-
_صدقيني المرة الجاية مش هخلع ... عندك عريس...؟!
شيرين بـ تفكير:-
_لا بس أشوفلك
آرام:-
_طب بسرعة ... صحبتك مستعجلة
شيرين بـ نفس نبرة السخرية:-
_شكل هرموناتك عالية النهاردة
آرام بـ إبتسامة و نبرة حزينة لم تلاحظها " شيرين ":-
_أوي أوي ... مش قادرة أوصفلك
شيرين:-
_لا باين ... المهم أنا هدخل أنام دلوقتي
آرام:-
_ماشي يا حبيبي ... نوم الهناء
شيرين بـ إبتسامة:-
_الله يهنيكِ
و تنتهي المُكالمة ... و تبتسم " آرام " برضا و تتنهد بـ فرح أنها إخيرًا إطمئنت على " شيرين " و واضح على صوتها أنها أعجبت به ... فـ دعت لها و أكملت مسلسلها ...
و يقطعها عن ذلك......
