رواية كيندرا الفصل الاول والثاني بقلم حليمه عدادى

رواية كيندرا
 الفصل الاول والثاني 
بقلم حليمه عدادى 
صباحا في أحدي القري و تحديدا في ذالك المبني المتهالك استيقظت الام باكرا تعد لزوجها فطوره لكي يذهب إلى عمله فهو مزارع بسيط يعمل في اراضي احدي الاغنياء استيقظ الأب على نداء ابنه الصغير ارتدى ثياب عمله ثم  خرج من غرفته نظر الى ابنته التي تجلس في احد أركان المنزل تنظر امامها الى  الفراغ جلس جانبها و ضع يده على رأسها نظرت له في صمت فهي خرساء لا تتحدث خرجت زوجته و ضعت لهم فطورهم البسيط 
زينب :: قلبي بيتقطع كل ما اشوف بنتي وهى  بالحالة دى.. بدعى ربنا كل يوم انه ينتقم من اللى  عملوا فيها كده. 
خالد :: يا ريت كان معايا فلوس  تكفي.. كان زمانى بعت بنتي تتعالج  لكن ما باليد حيله.. 

 جلسوا على الفطور بدأت امها تطعمها فهي منذ ذالك الحادث لم تأكل وحدها تذكر يوم ذالك الحادث 
المشؤم الذي غير حياة ابنتها التي كانت مثل زهرة و ذبلت

فلاش باك..... 

أحضرت له الاكل الى مكان عمله و هي تقفز بين الأزهار بسرور حتى وصلت قبلت يده ثم جلست و بدأ ترتب له 
كيندرا :: بابا حبيبى.. بص انا طبختلك ايه النهارده.. زوزو ما طبختش حاجه النهاردة على فكره و زين ساعدني بس. 

خالد :: بنتي القمر... انا عارف ان كل حاجه بتعمليها جميله زيك بالظبط..

  نظرت إلى العمال و جدت كل واحد بتناول وجبته الا احد الرجال كان عجوزا
كيندرا :: بابا... بعد اذنك طبعا هاخد شوية اكل للراجل الغلبان اللى هناك ده.. 
خالد :: طبعا يا بنتى...خدى اللى انتى عوزاه و روحيله.

 قسمت الطعام و اخذت له فهي كانت محبوبة بين العمال ثم عادت الى ابيها
كيندرا:: بابا انا هروح بقى دلوقتي... يوم سعيد عليك يارب. 

 ودعت أباها ثم ذهبت في المساء عندما عاد خالد المنزل وجد زوجته تنتظر امام المنزل و القلق ظاهر على وجهها
زينب :: هى فين بنتك.. انا هضربها خلى بالك.. النهارده مش هتفلت من ايدى. 

خالد :: كيندرا مش معايا... هو انتى عاوزة تضربيها ليه ايه اللى حصل. 

زينب ::ازاى مش معاك..انا بعتهالك الصبح بالاكل..و ما رجعتش من ساعتها فكرتها معاك عشان كده عاوزة اضربها لانها اتاخرت اوى.
 
خالد :: انتى بتقولي ايه يا زينب...كيندرا مش معايا...دى رجعت من بدرى و احنا بقينا فى عز الليل..هى فين.

زينب :: ازاى الكلام ده.. عشان خاطرى يا خالد دور عليها.. دى متعرفش حد هنا.. هتكون راحت فين. 

ذهب خالد للبحث عنها و معه اهل القرية كان منتصف الليل و الجميع يبحث حتى رأو شيء بين الاشجار ركضوا له وجدها تجلس و تنظر امامها بصمت

خالد :: كيندرا.. ايه يا بنتى انتى قاعده كده ليه و بتعملى ايه هنا.. 

 لم يجد منها رد احضروا اهل القرية شاحنة احد العمال و ذهبوا بها الى المستشفى خاف ابيها ان يكون فعل بها احد شيء بعد مدة من الوقت خرج الطبيب 
 ‏
 ‏خالد :: بنتى محصلهاش حاجه يا دكتور صح... هى كويسه مش كده. 
 ‏
الطبيب :: هى للاسف اتعرضت لصدمه قويه جدا.. خلتها فقدت النطق.. لدرجة ان عقلها مستوعبش الصدمه... دى حالتها حاليا.. انما لو بتسأل عن حاجه تانيه متقلقش هى كويسه.. 

خالد :: لا اله الا الله.. و انا اعمل ايه دلوقتي يا دكتور عشان ترجع كويسه

الطبيب ::لازم توديها لدكتور نفسى عشان يعملها جلسات. 

اخذ خالد ابنته و ذهب الى بيته و من ذالك اليوم وهي على حالها هذا... اخذها الى الاطباء ولكن لم يقدر على دفع المال فتوقف عن علاجها 

باك

زينب :: خالد..انت سرحت فى ايه..كمل فطارك عشان انت اتاخرت.
 
خالد :: تمام ماشي.. انا قايم اهو.. لازم اخلص شغلى النهاردة بدرى.. صاحب الاراضى جاى الصبح بدرى و مبيحبش يلاقى حاجه ناقصه 

زينب :: انا جهزتلك اكلك.. خده معاك و انت ماشي. 

خالدبحزن ::انا  اتعودت على كيندرا بتجبهولى و تيجى و تملى اليوم بهجه.. 

زينب :: كل يوم بقول اجبها و اجيلك هناك والله.. لانها عاوزة تيجى تشوفهم. 

خالد :: طيب انا همشى.. مع السلامه زين خلى بالك من اختك متخلهاش تطلع بره البيت 

خرج من منزله حتى وصل إلى عمله وجد الجميع يعمل بجد 

احد العمال ::عم خالد.. كيندرا عامله ايه دلوقتي.. دى وحشتنا اوى.. 

خالد :: لسه زى ما هى والله.. بس لسه مصممه تيجى هنا و تشفكوا. 

احد العمال :: ربنا يستر.. الاسبوع ده صاحب الارض جاى الناس بتقول انه راجل قاسى و صعب اللى مبيشفش شغله بيطرده على طول. 
************************************************

في ذالك القصر الجميل كان يشرب قهوته و هو يرتب احد ملفاته حتى دخل صديقه
حسام :: جاد.. هو انت شغال على طول صبح و ليل. 

جاد :: معنديش حاجه اهم من الشغل اعملها. 
حسام :: انا مش عارف انت ازاى عايش لوحدك فى القصر الكبير ده.. ما تتجوز و تخلف ولد حلوين يسلوك فى حياتك كده. 
جاد :: كفايه انت معايا و عملى ازعاج.. اتجوز انت لو عاوز. 

حسام :: هو انت عاوز ريم تقتلنى يا ابنى.. انا متجوز و معايا طفلين.. 

جاد :: حسام.. ده مش وقت الكلام ده.. انا عاوز اخلص اللى فى ايدى عشان انزل اروح القريه عاوز اشوف العمال هناك و اعرف الشغل عامل ايه. 

حسام :: كل ما اكلمك فى موضوع الجواز تقولى مش وقته.. بقى عندك اربعين سنه هيجى وقت الجواز امتى يعنى لو مش دلوقتى. 

جاد :: هو انا اشتكيت لحد فيكوا يوم.. انا مبسوط كده ومش عايز اتجوز 
حسام :: طيب خلاص براحتك.. انا ماشى عندى شغل.
الفصل 2

تجول بين العمال يرى عمل كل واحد منهم... 
جاد :: انا شايف العمال كلهم شغالين كويس جدا... بس فى راجل عجوز جدا وسطهم.. اعتقد ان الشغل ده ما ينسبوش. 
حسام :: انا كلمته و قولتله كده بس هو صمم انه يشتغل.. مقدرتش امنعه مع اصراره ده. 

 ذهبوا اتجاهه شعر الرجل بالخوف من فكرة طرده من العمل.. 

جاد :: يا حاج الشغل ده صعب جدا عليك.. ازاى هتعرف تشتغل شغل محتاج المجهود ده. 

الرجل :: ابوس ايدك يا باشا.. متطردنيش من الشغل.. انا محتاج الشغل ده جدا والله. 
جاء ليقبل يده منعه جاد و طلب منه أن يهدأ. 
جاد :: انا مش عاوز اطردك ولا حاجه.. بس انا شايف ان الشغل ده لا يناسب صحتك ولا سنك.. انا هشوفلك شغل تانى يناسبك.. 

الرجل ::ربنا يخليك يا باشا.. ربنا ما يحرمنا منك ابدا. 

جاد :: تقدر دلوقتي ترجع بيتك..  وحسام هيجيلك الصبح يبلغك ايه شغلك الجديد. 

الرجل :: يا باشا معتش الا حاجات بسيطه هخلصها و اروح على طول. 

جاد :: يا حاج متشغلش بالك باللى لسه روح انت و يوميتك كده كده محسوبه متقلقش. ذهب الرجل و هو في قمة سروره 

جاد:: حسام تابع انت مع العمال و انا هتمشى شويه هنا حواليك. 

حسام :: تمام متتاخرش لازم نرجع قبل الليل. كان يمشي بين الحقول و الزهور وينظر إلى المناظر الجميله حتى توقف على اجمل ما رأته عينه كانت تجلس و سط الازهار و الهواء يحرك شعرها و هي تنظر إلى الفراغ سرح في جمالها لم يرى مثلها من قبل وقف يتأملها من بعيد كم هي جميله و ملامحها مثل طفله نظر لها كأنه يرسم صورتها في عقله لا يعلم كم مر من الوقت و هو يتأملها فاق من شروده على صوت هاتفه نظر له 

جاد :: فى ايه يا حسام منا لسه سايبك من دقيقتين. 

حسام :: دقايق ايه يا جاد احنا هنهزر.. بقالك نص ساعه سايبنى و انا واقف مستنيك هنا. 

جاد :: طيب انا جيلك اهو.. نتكلم بعدين 

( اغلق و لم يسمع رده ثم عاد ليراها ولكن لم يجدها بحث عنها و لكن كأنها اختفت و انشقت الأرض و اخذتها بحث بكل الاماكن القريبه و لكن لم يجد لها أثر 

جاد :: اه انا ايه اللى جرالى.. عملت فيا ايه البنت دى.. انا شوفت بنات كتير اشمعنا دى... انا بقالى ساعه عمال بدور عليها.. 

_____________________________________________  
 زينب:: فين اختك مش شيفاها فى اى حته.
 ‏ 
زين :: كانت فى اوضتها مشفتهاش عشان كنت بره.
 
زينب :: انتى فين يا كيندرا... انا خايفه يكون حصلها حاجه. 

زين ::ممكن تكون راحت لبابا..انتى عارفه انها بتحب المزرعه.
 
زينب :: طيب تعالى خلينا نشوفها فين قبل ما يحصلها حاجه بعيد الشر. 

(جاءت لتخرج و جدتها تدخل ركضت لها و عانقتها بدموع
 
زينب:: انتى كنتى فين يا بنتى.. انا كنت خايفه يكون حصلك حاجه. 

( نظرت لها وجدت الدموع في عينيها 

زينب:: انتى حصلك ايه يا حبيبتي.. انا مش عاوزة اشوفك بتعيطى. 

 جلست وضمتها الى حضنها::
 ‏ ما تعمليش كده تاني. 
 ‏
************************************************بعد مدة من البحث غضب من نفسه ماذا فعلت به الفتاة جعلته مثل مراهق يبحث عنها عاد إلى المزرعة وجد حسام ينتظره بغضب 

جاد :: فى ايه مالك غضبان كده ليه حصل حاجه من ورايا   

حسام :: بقالى ساعه مستنيك.. و جهزت الاكل و قعدت استناك كنت فين كل ده.. 

 ثم نظر الى حذاءه الذي ملئ تراب و ملابسه غير مرتب
حسام :: هههههه فى ايه انت وقعت فى السكه ولا ايه... مش قادر منظرك يضحك اوى انت متبهدل عالاخر. 

جاد :: حسام كفايه.. هو فى ميه هنا.. عاوز استحمى. 

حسام :: مية ايه اللى بتسأل عليها.. احنا نضفنا المزرعه بسرعه عشان نرجع بدري.. انا قولت لريم انى مش هتاخر. 
جاد :: مش هنروح النهارده.. هنبات اللليله هنا. 

 تركه دون أن يسمع كلامه
حسام:: هو ايه اللى حصله ده.. راح فى حال و رجع فى حال تانى. 

_____________________________________________
زينب ::الشغل كان عامل ايه النهاردة.. كل اهل البلد. بيقولوا ان صاحب المزرعه جه النهارده و كل اللى بيلاقيه مقصر فى شغله بيطرده من غير رحمه. 

خالد :: والله اللى شفته عنيا مش هو اللى سمعته ودانى.. الراجل طيب جدا. 

زينب :: هو عمل ايه عشان تقول عليه طيب برغم اللى سمعناه. 

حكى لها كل ما فعله مع العجوز و تعامله مع العمال
 
زينب :: يعنى مطلعش زى ما الناس بتقول عليه.. 

 قاطع كلامهم صوت 
زين :: ماما تعالي بسرعة.. كيندرا
تعليقات



<>