رواية هديتي
الفصل الثالث3
بقلم سماح ناجى
أم أباد مره واحده حست بوجع وحطت إيدها على قلبها وهمست أباد ..
أنس وأبوه لاحظوا سكوتها ووشها المخضوض وقربوا منها بسرعه : في إيه ياهناء ؟؟
: إبنى ياعبده آباد إبنى ..
أنس : ماله بس يا أمى ، أنا مكلمه النهارده وكويس الحمد لله..
هناء : لأ إبنى مش كويس ، إبنى فى حاجه وجعاه ، وأكيد زى عادته كاتم وجعه ومش هيتكلم ..
: لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم ، ياستى فى إيه بس ، ما هو لسه مكلمنا النهارده وكان كويس هتقلقينا ليه بس ..
أنس وأبوه إتسربلهم قلقها بس مش عايزين يبينولها علشان ماتتعبش ..
: رنولى عليه ، اسمع صوته وقلبى يتطمن ..
: يا أمى مانتى عارفه إنه ماعندهوش شبكه ولازم علشان تلقط يتحرك شويه ..
: علشان خاطرى يا انس جرب ترن عليه ..
: حاضر يا امى هجرب ..
أنس حاول مره وإتنين ومافيش شبكه ..
شايف امه بتنهار فكر فى محمود وإفتكر إنه بيطلع من الموقع علشان يكلم خطيبته زى ماأباد قايله ، وفعلا جرب يرن عليه ولقط من اول رنه بص لامه اللى مراقباه ومراقبه حركاته فاخد التليفون وطالع البلكونه صوت أمه وقفه : رايح فين يا أنس ؟
: هاقف فى البلكونه ياحبيبتى علشان لو تليفونه لقط اعرف اسمعه ..
: اقعد مكانك الشبكه عندنا قويه ماتوترنيش اكتر منا متوتره..
محمود بيبص لسمير : غريبه انس اخو أباد بيرن ، دى اول مره يعملها ..
سمير : إصبر ماتردش لما أباد يطلع من الاشعه ونطمن عليه ونبقى نكلمه علشان دلوقتى لو رديت هنقلقه وإحنا اصلا لسه مانعرفش حاجه عن حالته ..
الرنه خلصت ومحمود ماردش انس اقنع نفسه إنه بيتكلم ومش عارف يرد عليه ، بص لامه اللى مركزه مع كل حركاته وسكناته : مش بيرد ، عموما هابعتله رساله علشان اول ماتوصله يتصل هو ويكلمنا ..
أنس بعت رساله بس لمحمود: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته باشمهندس محمود أنا انس اخو أباد لو أباد جنبك خليه يكلمنا الله يكرمك لأن الحاجه قلقانه عليه اوى ومش عارفين نتواصل معاه
واسف لإزعاجك ..
الرساله وصلت لمحمود ..
: إيه دا ؟ دى رساله من أنس ..
سمير : إستنى ماتفتحهاش إصبر .
محمود قرأها من بره من غير ما يفتح علشان مايظهرش عند انس إنه شافها ..
آباد عملوله إشاعه وطلع كسر وهيجبس لمده شهر وهيبقى كويس ..
خلصوا الجبس ومحمود بلغ أباد برساله أنس وإنه رن عليه وقاله اللى حصل..
آباد ضحك : أكيد الحاجه حست بألمى زى عادتها ، من وإحنا صغيرين كانت دايما تعرف بقلبها إننا حصلنا حاجه من قبل ماتشوفنا ولا نحكيلها حاجه ..
أنا تليفونى فين ؟
سمير : مش عارف ، إحنا يادوب جبناك وجينا على هنا .
محمود : التليفون اهو إتكلم منه يابنى وطمنهم عليك ..
أباد أخد الفون وإتصل على انس .
أنس اول ماسمع الرنه بص لامه وفتح : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته..
: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته ، إزيك يا انوس عاملين ايه..
انس فتح المايك : الحمد لله ياحبيب اخوك ، إنت طمنى عليك ..
قبل مايرد أمه اخدت منه الفون : عامل إيه ياحبيبى..
: أنا الحمد لله ياحبيبتى بخير والله مالك صوتك عامل كدا ليه ؟
: إنت بتكذب عليا ، إنت تعبان وبتخبى عليا صح ..
: طيب بذمتك دا صوت حد تعبان مالك بس ياست الكل ؟
: والله مهما تدارى وتخبى عليا ، أنا قلبى حاسس بيك وعارفه إنك حصلك حاجه ..
آباد بتأثر : ربنا يخليكى ليا ياقلبى أنا والله زى الفل المهم إنتى عامله ايه ؟
: أنا طول مانت وابوك واخوك كويسين وبخير أنا ببقى كويسه ، ربنا ما يحرمنى منكم ابدا ياحبايب قلبى ..
كلهم ولا منك ياأم انس .
خلصت المكالمه بعد ماابوه كلمه هو كمان وإطمنوا عليه وهو إطمن عليهم ..
سمير إتكلم : ماقولتلهومش ليه يا ابنى ..
آباد: ماينفعش امى تعرف دلوقتى ، ممكن يجرالها حاجه واديك سمعت هى اصلا مش مصدقانى ، لما تشوفنى قدام عنيها كدا هاعرف أهديها إنما دلوقتى كانت هتجيب ابويا وانس ونلاقيها فوق دماغنا هنا .
محمود: أظن هتاخد الشهر دا اجازه ..
: أكيد يعنى ، منا مش هأفضل نايم هنا كدا يعنى ..
سمير : هتقول لأنس يجى ياخدك ولا نوصلك إحنا ..
: والله ماعارف..
محمود: نوصلك إحنا وخلاص يابنى ونطب عليهم فجأه ..
آباد : تنوروا والله يابنى خلاص إستاذنوا ويلا بينا الصبح بإذن الله وتقضوا معايا اليوم وترجعوا آخر النهار ...
سمير: هو دا الكلام ، وطبعا الحاجه لما تشوفك كدا هتعملنا المحمر والمشمر..
آباد : والله يابنى مش ضامن الموضوع دا ، وبالذات لما اقولها إنك السبب ..
سمير : أنا السبب فى إيه بقى إن شاء الله..
: اهو كدا وخلاص عاجبك ولا مش عاجبك ..
: لا ياعم عاجبنى ، أنا بس اشوف الحاجه وهنتفاهم مع بعض إطلعوا منها إنتو ..
محمود : طلعنا ياسيدى بس عيل اللى يرجع فى كلامه ، ماتبقاش تيجى تقول إلحقونى ..
سمير : إنتو بتخوفونى ليه بس ، دى حتى الست أم أنس بلسم وبنت حلال ..
ضحكوا على سمير وكلامه ..
اشرقت شمس يوم جديد ..
البنات كالعاده قاموا لصلاة الفجر وجهزوا الفطار مع مامتهم وفطروا ونزلوا لمدرستهم وزى كل يوم ركبوا مع الاسطى عبده اللى بيحسوا من معاملته إنه أب بيخاف على بناته ...
أباد زى ماإتفق مع أصحابه وصلوه للبيت مع آذان الظهر والشباب ساعدوه يطلع السلم ووقفوه قدام الباب بالعكاز ووقفوا بعيد علشان الباب لما يتفتح ..
رن الجرس ويادوب رنه واحده ومامته فتحت الباب واول ماشافته شهقت من الخضه..
آباد إتكلم بسرعه : أنا قدامك اهو وزى الفل مافيش أى حاجه علشان تتخضى كدا ..
هناء بدموع : إنت كدا كويس ؟
: ايوه طبعا قدامك اهو وواقف على رجلى وباكلمك وشايفك وسامعك ..
: ورجلك دى والجبس دا والعكاز؟
: الحمد لله إنها جات لحد كدا إحمدى ربنا بقى ياقلبى ووسعيلى ادخل لاحسن رجلى السليمه وجعتنى هى كمان ..
: هاا يقطعنى يابنى موقفاك على الباب كل دا ، سامحنى والله ماخدت بالى ..
: بعد الشر عليكى ياروحى ، ماتقوليش كدا تانى ، ربنا يبارك لنا فى عمرك ياحبيبتى..
أمه قربت منه تسنده : ويباركلى فيكم ياضى عيونى ...
سمير ومحمود قربوا منهم ..
سمير : عنك إنتى ياطنط ..
: بسم الله الرحمن الرحيم ، خضتنى يابنى ..
سمير : ليه بس ، يعنى تفتكرى كنا هنسيبه يجى لوحده ..
: لا ياحبيبى عارفه إنكم فيكم البركه ومش هتسيبوه ..
محمود : عامله ايه حضرتك ..
: الحمد لله ياحبيبى ، إتفضلوا إدخلوا ..
سمير ومحمود ساعدو آباد يدخل الشقه وقعدوه على كنبه ورفعوله رجله وريحوه ..
: طيب مش كنت تقول إنكم جايين يابنى اقله ابوك واخوك كانوا هيروحوا يجيبوكم ..
آباد : ماحبتش أقلقكم عليا ، وكمان كنت هاعطلهم عن شغلهم ، واهو الرجاله معايا اهم وقاموا بالواجب ..
: ربنا يباركلكم ياحبايبى ويجازيكم كل خير ..
محمود : ربنا يكرمك ياطنط ، آباد دا اخونا مش صاحب وزميل بس.
: ربنا يديم مابينكم المحبه ياولاد ، هاقوم اتصل على ابوك واخوك يجوا لو عرفوا إنك جيت وماقولنالهومش هيزعلوا ..
: طيب بس لما يخلصوا شغلهم ونبقى نكلمهم يجوا والشباب قاعدين معانا شويه ، إحنا عدينا من قدام الورشه وأنس ماكانش هناك تقريبا طلع يجرب عربيه ولا حاجه..
: ماشي يا حبيبي زي ما تحب ..
سمير بيبص لمحمود وآباد بمعنى مش هنتغدى ولا إيه..
هما فاهمين بس بيشتغلوه ..
محمود بيبرقله بمعنى هتفضحنا إخرس ..
طيب عن إذنكم ياحبايبى البيت بيتكم ..
أم أباد دخلت المطبخ وبعد شويه طلعت بصينية عليها عصير وحلويات ..
سمير اول ماشافها قام وقف : عنك يا أمي تعبتى نفسك ليه بس.
: تعبكم راحه ياحبيبى ، دى حاجه بسيطه تتسلوا فيها على ما أجهز الغدا وعمك عبده وأنس يجوا ونتغدى ...
: ايوه بقى هو دا الكلام المظبوط، إتفضلى حضرتك وأنا هأشرب آباد العصير بإيدى وأأكله كمان ماتشغليش بالك خالص حضرتك..
هناء ضحكت على سمير وخفة دمه ودخلت المطبخ تجهز الغدا..
اول مادخلت سمير راح قعد بالصينيه بعيد عنهم وبدأ ياكل الحلويات ويشرب فى العصير وآباد ومحمود متنحينله ، آباد شافه خلص كوبايته وبيمسك كوبايه تانيه زعق لمحمود : إلحق يابنى المفجوع دا هيمسح الصينيه وإحنا مش هندوق منها فتفوته ..
محمود كان محرج من سمير وعمايله بس قام بسرعه ووقف قدامه واخد الصينيه منه : خلى عندك إحساس ياعدييم الإحساس الواد تعبان وأمه جايباله حاجه تقويه وتبل ريقه وإنت نازل أكل وشرب ، غلبتنى يافاضحنى ..
سمير خلص الكوبايه: إستنى بس يا أخى ماتبقاش حمقى اوى كدا ، وحط الكوبايه اللى فى إيده على الصينيه وخطف قطعه من الحلويات وشاور لمحمود : روح يابنى سديتوا نفسى ..
محمود بغيظ : لا وااضح اوى إنها مسدوده ..
محمود ماسك الكوبايه وبيديها لآباد : معلش يابنى إنت عارف سمير وغتاته مش جديد عليك يعنى ...
أباد مد إيده اخد قطعه حلويات: لا إشرب إنت وأنا هانادى على الحجه دلوقتى تجيب لى كوبايه تانيه .
محمود : لا يابنى بلاش إحراج بقى إشرب وإنت ساكت ، وبص لسمير : وإنت يازفت أول وأخر مره اخدك معايا مكان ..
سمير رفعله حاجب : ماشى ياماما ، إنت ليه يابنى محسسنى إنك أمى وبتستحلفلى فى علقه لما نروح ..
محمود هز دماغه بيأس من سمير واللى بيعمله وآباد اول ماسمع كلامهم ضحك لأن فعلا محمود بيقول الكلمه اللى كل الامهات بيهددوا عيالهم بيها علشان يسكتوا ..
أم أباد طلعت تانى بس المرادى بصينيه عليها فواكهه : ماتدخلوا اوضتك ياحبيبى علشان ترتاح على السرير وكمان اصحابك يرتاحوا شويه من الطريق ..
الشباب إستحسنوا الفكره بس محمود محرج جداا : لا مالوش لزوم حضرتك إحنا خلاص هنقوم نتوكل على الله علشان نلحق وقتنا بدرى بدرى ..
آباد : بس ياض ، إحنا مش متفقين من إمبارح إنكم هتقضوا معايا اليوم وتروحوا آخر النهار ..
محمود: ماحنا خلاص اهو يادوب اخر النهار ..
أم أباد: إتصرف مع اصحابك يا آباد على ما اخلص الاكل ..
سمير : محمود عنده حق يا أبو إحنا خلاص إرتاحنا من الطريق وكمان الحاجه عملت معانا الواجب وزياده ، إحنا هندخلك اوضتك ترتاح ونتوكل على الله وهنبقى نكلمك كل يوم نطمن عليك ..
آباد : والله مايحصل إنتو عايزين الحاج والحاجه يغضبوا عليا ويقيموا عليا الحد ، لا إنسووو ..
فضلوا فى محاولاتهم دى وآباد هو اللى إنتصر فى الاخر ..
هناء اول ماطلعت من عندهم كلمت عبد المجيد وانس وقالت لهم على اللي حصل وقالوا لها ان هم جايين على طول.
عبد المجيد كان فى الموقف وحمل الركاب وطلع على البيت ..
أنس استاذن من اللي شغالين معاه ساعتين وقالهم لو في حاجه كلموني وطلع هو كمان على البيت
الشباب ساعدوا آباد يدخل اوضته وينام على سريره ويرتاح.. وبعد شويه أبوه واخوه وصلوا وإطمنوا على آباد ورحبوا بالضيوف وشكروهم على تعبهم مع آباد وإتغدوا مع بعض وقضوا وقت لطيف وخاصه بعد هزار سمير وكلامه وإستأذنوا ومشيوا على وعد بزياره تانيه فى الأجازه الجايه ..
مر كام يوم والوضع على ماهو عليه البنات فى المدرسه وأنس فى الورشه والاسطى عبده على عربيته ..
آباد زهق ومل لانه مش متعود على النوم والقاعدة فى البيت طول اليوم..
: يا جماعه انا مليت بقى من النومه دي انا مش متعود على قاعده البيت انا عايز انزل ..
أنس : يا ابني غلط تدوس على رجلك ، اصبر شويه عشان ربنا يكرمك ورجلك تخف بسرعه ..
: يا ابني امك قاعده تعلف فيا لما بقيت قد الجاموسه ..
: بقى كدا يا أباد ده جزاتى ، ايه رايك من النهارده هاكلك جبنه وعيش ، وانسى بقى أيام الدلع اللي فاتت ..
: والله يا قلبي مش قصدي بس انا قاعد طول اليوم اكل واشرب حلويات وعصائر ومش بتحرك انا على كده لغايه ما افك الجبس هكون بقيت قد الفيل ..
عم عبده: خلاص يا حبيبي ولا يهمك ليك عليا كل يوم هاخدك انزلك عند اخوك الورشه واجيبك معايا لما تزهق ..
: تشكر يا حاج والله ربنا يخليكم لي ويبارك لي فيكم يا رب ..
عم عبده بقى كل يوم العصر ياخد آباد يوصله عند انس في الورشه ويجيبوا معاه البيت بعد المغرب وهو جاي ..
آباد لاحظ ان انس دايما بيرفع عينه على البلكونه زي ما يكون مستني يشوف حد ..
مارضيش يتكلم معاه لما يشوف اللى فى دماغه صح ولا ايه..
راقبه يوم اثنين لغايه ما عرف السبب ..
شاف ملامح وش اخوه إتغيرت والإبتسامه نورت وشه لما بنوته طلعت البلكونه وفى خلال ثوانى كانت لمت الغسيل ودخلت تانى..
آباد بمراوغه لأنس: هى السلوك لمست ولا إيه ؟
أنس : سلوك إيه ؟
: البطاريه ، سلوك بطاريه العربيه لمست ..
آباد ضحك بصوت عالى وأنس إتغاظ من تلميحاته اللى هو مش فاهمها وماردش عليه ..
آباد : إسلك يابنى وخليك دوغرى دا أنا أبو اللى بيفهمها وهى طايره
أنس : وحضرتك فهمت إيه بقى ياأبو العُريف ..
فهمت إن البلكونه دى عاجباك وشاغلاك بس فى نفس الوقت منفضالك ولا دريانه بيك اصلا ، بمعنى اصح مش حاسه ولا شايفه إن فى حد وقع بسببها ..
أنس : مين دا ؟ لا طبعا ، مافيش حاجه من اللى إنت بتقوله دا ..
: طيب اهى طلعت اهى إيه رأيك ناخد رأيها ..
أنس رفع عينه بسرعه يبص على البلكونه ..
أباد بغرور مصطنع : عيب عليك ياأنوس هههه..
أنس : على فكره بقى أنا عارف إنها ماطلعتش..
: ياسلام وعرفت إزاى بقى ياسى روميو ..
أنس حط إيده على قلبه : علشان دا بقى بيحس بيها اول ماتقرب أو تظهر .
: أمممم وإيه كمان ..
أنس : إحم إحم إحم ، خلاص بقى إنت ماصدقت ولا إيه ؟
آباد : لا بجد إنت حبيتها ..
: مش عارف ، بس بقيت استناها تطلع البلكونه ، بقيت بافتح الورشه بدرى علشان اصطبح بوشها فى أول يومى ، باستناها وهى نازله من العربيه بعد ماترجع من الشغل ..
: لا دا إنت حالتك بقت صعبه على الاخر ..
: طيب وهى ؟
: هى إيه ؟
:ماحستش بيك خالص طول الفتره دى ؟
: هى اصلا ماتعرفش إنى موجود فى الدنيا ..
: يعنى إنت ماحاولتش تلفت نظرها ولا مره ..
: يابنى إنت مش فاهم ، هى بتنزل هى واختها كل يوم الصبح يركبوا مع ابوك ويروحوا مدرستهم لا بتبص شمال ولا يمين من الباب للعربيه ، وهى راجعه اخر اليوم نفس الوضع من باب العربية لباب البيت ، تطلع البلكونه تاخد اللى لازمها فى ثوانى وتلاقيها قفلت الباب ودخلت لا تبص هنا ولا هنا اوقات كدا بأحسها جنيه مش من البشر بتظهر فجأه وتختفى فجأه ، عامله زى نسمه الهوا البارده فى يوم من الصيف حر مولع تيجى هى كل فين وفين تلطف الجو وترطبه وتمشى ..
: الله الله الله ، اخويا بقى شاعر ياناس ، إيه دا يابنى دانت متدهول على الآخر يخربيت الحب وبهدلته اللى شقلب حالك وخلاك مش على بعضك كدا ..
: ماتخلينيش اندم إنى إتكلمت معاك ..
: والله ماقصدى بس إنت فعلا متبهدل بتحبها الحب دا كله ومافيش مره حاولت تعمل أى حاجه تلفت نظرها بيها ..
: لا ولا عمرى هأعمل ، أنا يوم ما اطمن إن مافيش حد فى حياتها ولا مرتبطه بحد هادخل البيت من بابه واطلب إيدها للجواز ، أنا هاتقى ربنا فيها علشان ربنا يباركلى فيها ويوم مايبقالى بنت تلاقى اللى يتقى ربنا فيها هى كمان زى ما أنا عملت ..
: طيب وإفرض طلعت مرتبطه ولا مخطوبه ولا أيا كان ..
: يبقى دا نصيبى ونصيبها وأنا لسه نصيبى ماجاش وهاتمنالها السعاده من كل قلبي..
: لا بإذن الله هتطلع مش مرتبطه وهتكون من نصيبك إنت ..
: يااارب يااارب ...
آباد سرح وهو بيفكر ياترى اللى اخوه بيحبها أى واحده فيهم : يارب تكون التانيه مش اللى باشوف عينيها دايما، يارب مش هأقدر اجرح اخويا ولا اخسره..
مالك يا أبو بتتكلم وكأنك بتحبها فعلا وخايف تخسرها ، ياارب ساويها من عندك ياااارب ...
عند هدى وبناتها
هدى : يلا يابنات قوموا بقى ..
رضوى : ياماما النهارده الجمعه يعنى أجازتنا يعنى ننام براحتنا ونصحى براحتنا ..
هدى : بس دا ماكانش أتفاقنا ، إحنا مش متفقين أننا بعد الصلاه هنروح الشقه اللى فى بيت العيله نفتحها ونهويها ونجيب حاجات من هناك ..
(هدى لما نقلت من شقتها مانقلتش كله اللى فى الشقه لأ اخدت الضروريات بس وكل فتره بتروح تهوى الشقه وتجيب اللى لازمهم)
هدايه : خلاص ياحبيبتى صحينا أهو ويلا فعلا يارورو علشان نلحق وقتنا بدرى بدرى..
: يااربى حتى يوم الاجازه مش عارفه أتخمد فيه ، الصبر يااارب ..
هدى : إمممم مانتى اللى طول الليل سهرانه على الفيس وكل ماقولك نامى بقى تقولى بكره أجازه ..
رضوى قعدت على السرير : خلاص ياحبيبتى قومت اهو ، يلا بينا نجهز الفطار ..
هدى وهدايه ضحكوا عليها لأنها دايما بتفكر فى الاكل ومع ذلك رفيعه على عكس هدايه اللى جسمها مليان شويه بالنسبه لرضوى ..
البنات حضروا الفطار وظبطوا الشقه ونشروا الغسيل وبعد صلاة الجمعة نزلوا وراحوا لبيتهم القديم ..
عند عم عبده..
الشباب فطروا وأنس ساعد والدته فى ترتيب البيت كعادتهم كل جمعه لازم يساعدوا والدتهم فى البيت ودى عاده عندهم من وهما صغيرين ودا أقل حاجه يعملوهالها بعد تعبها معاهم ونزلوا للصلاه وبعد الغدا أنس اخد آباد معاه ونزلوا الورشه وبعد ماكان واحد بس اللى بيراقب البلكونه بقوا الإتنين وكل واحد منهم منتظر يروى عينه برؤيه حبيبه .
البنات وصلوا البيت وقبل مايدخلوا إتقابلوا مع رامى إبن عمهم محمود ..
رامى : يادى النور وأنا أقول الشارع والبيت منورين كدا ليه أتارى هدهد وكتاكيتها هنا النهارده.
رضوى : كتاكيتها ، إنت ليه محسسنى إننا واقفين نصوصو قدامك ..
رامى تجاهلها : دودو عامله ايه ياقمر ؟
هدايه : الحمد لله يارامى ، إنت عامل إيه ؟
رامى : الحمد لله رب العالمين ، إيه رجعتوا البيت تانى ولا إيه ؟
رضوى : لا ماتقلقش مارجعناش ..
رامى : وأنا هاقلق ليه ، البيت بيتكم ترجعوا وتنوروه فى أى وقت ..
هدى : عن إذنك يارامى ، علشان نلحق نخلص ونرجع تانى قبل مالليل يدخل علينا ..
رامى : إتفضلوا حضرتك ، ولو إحتاجتوا أى حاجه نادوا عليا هاطلع لكم فورا .
هدى والبنات طلعوا فتحوا الشقه ووقفوا كل واحده بتسترجع ذكرياتها اللى عاشتها هنا مع ابوهم وهدى بتسترجع كل لحظه بينها وبين رؤوف وذكريات البنات اول مره يحبوا واول مره قالوا بابا وماما واول خطوه خطوها واول كل حاجه عملوها هدى شايفاها قدامها فى شريط ذكرياتها اللى بيمر قدام عنيها...
امينه تحت فى شقتها سمعت صوت على السلم قامت تشوف مين اللى طالع رامى قابلها على الباب ..
: هو إنت اللى كنت طالع ؟ بس صوت مين اللى كنت بتتكلم معاه دا ؟
: مرات عمى رؤوف والبنات طالعين شقتهم ..
يووووه مش هنخلص ، ودول جايين عايزين إيه إن شاء الله..
: بيقولوا ناقصهم حاجات وجايين ياخدوها ..
:خليهم كدا كل يوم والتانى جايين بحجه شكل ..
: لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم ليه بس ياماما ، دول كل فين وفين لما بيجوا ويادوب بياخدوا اللى لازمهم ويمشوا. ...
: هما موكلينك محامى ليهم ولا إيه ؟
: خلاص ياماما إنتى هتتخانقى معايا ولا إيه ؟
إطلعى سلمى عليهم وشوفيهم لو عايزين مساعده ولا حتى إعزمى عليهم بالغدا ..
: نعم نعم ، اعمل ايه ياضنايا ، ماهو دا اللى ناقص ، روح ياخويا شوف كنت بتعمل ايه..
رامى ضرب كف بكف ودخل اوضته وهو مستغرب ومش عارف سبب التغيير اللى أمه ومرات عمه إتغيروه مره واحده كدا ..
أمينه رنت على سلوى وبلغتها بوجود هدى وبناتها فى البيت وسلوى قالتلها إنها جايالها فى الحال ..
هدى والبنات بدأو يفتحوا فى الشبابيك ويطلعوا اللى محتاجينه وينفضوا ويكنسوا الشقه ..
سلوى وأمينه بيتكلموا ورامى طالع من اوضته سمع كلامهم فوقف يشوف ناويين على أيه وبالذات بعد اللى سمعه ..
أمينه : وبعدين بقى فى الهانم اللى كل يوم والتاني جايالنا دى وقال إيه عايزه حاجات من الشقه .
سلوى : وإنتى بيخيل عليكى الكلام دا ؟ دى لقت ماحدش عبرهم ولا سأل فيهم قالولك نروح نفكرهم بينا لعل وعسى نرجع المايه لمجاريها ..
أمينه : بعينها خطافه الرجاله ، ناكرة الجميل اللى عضت الإيد اللى إتمدتلها ..
سلوى: بقى دى تبقى جزاتنا بعد مانمديلها إيدنا بالخيرونقولها بناتك بناتنا وإحنا مسؤولين عنهم وبنعاملهم بكل طيبه وفى الاخر عايزه تخطف رجالتنا وتوقعهم فى شباكها ..
أمينه : وياريت باين عليها إلا طلعت سهونه وبتخطط من تحت لتحت ، مفكره إننا هنقبل إنها تتجوز واحد من رجالتنا ..
سلوى : ومش بعيد اللى تاخده تخليه يطلق مراته وينساها وينسى عياله وتكوش على البيت كله هى وعيالها ..
أمينه : ايوه طبعا ماهى مخططه إن بناتها يتجوزوا من عيالنا بس على مين ، دا بعدها ..
سلوى : لو اخر بنات فى الدنيا ولا واحده منهم تدخل بيتى ولا إسمها يبقى على إسم عيل من عيالنا ، دا إحنا ماصدقنا خلصنا منهم نقوم نجيبهم وسطنا من تانى ؟
رامى مستغرب كلامهم وطلع ليهم: حيلكم حيلكم إنتوا بتألفوا وتغنوا وتردوا على بعض ؟
أمينه : ولد عيب ، إيه اللى إنت بتقوله دا ؟
سلوى : إبنك ماله هو كمان ياامينه ؟
أمينه : هو إنتى ماتعرفيش مش البيه بقى المحامى بتاعهم ، وكل ماأجيب سيرتهم يرد عليا بدل الكلمه عشرة..
رامى : استغفر الله العظيم ، ياجماعه هو اللى يقول كلمه الحق يتزعل منه ويبقى شرير ..
سلوى وأمينه بصوله بغيظ وقبل ماينطقوا إتكلم هو : اولا كدا مين قالكم إن هدى بتفكر فى الجواز ، لا ويوم ماهتتجوز هتتجوز ابويا أو عمى ، إنتوا بجد مصدقين نفسكم ..
أمينه : إنت لسه صغير ومش عارف كهن الحريم ولا سهوكتهم..
رامى : بس عارف مرات عمى وقد إيه كانت بتحب عمى رؤوف وهو كمان بيحبها واعتقد إنها عمرها ماهتفكر فى الجواز من راجل بعده ..
سلوى : يابنى البعيد عن العين بعيد عن القلب ، وعمك خلاص الله يرحمه ، وهى صغيره واكيد عايزه تعيش حياتها ..
: لااا لا طبعا ، أنا واثق إنكم فاهمين غلط ، هدى عمرها ماتفكر كدا ولا هتقبل حد ياخد مكان عمى فى حياتها هى والبنات ..
أمينه : ولا شوف إنت رايح فين ومالكش دعوه بكلامنا إنت مش فاهم حاجه..
رامى : أه وعلى فكره انا لو عايز اتجوز واحده من البنات محدش هيقدر يرفض ..
أمينه : والله مايحصل ولا عمرها تكون لك ولا لاخوك .
سلوى : ولا لحد من عيال عمك علشان تبقوا عارفين..
رامى : ولا سلسبيل بنتك هى كمان ، ماهو اللى يسرى عليهم يسرى على الكل ..
مشى وسابهم وقفل الباب وراه بعنف ..
سلوى : شايفه إبنك وكلامه يا امينه ؟
أمينه: سيبك منه والله مايحصل ولا يقدر يعمل حاجه من غير موافقتنا..
سلوى : وبعدين مين قال إنى هاوافق إنه يتجوز سلسبيل ..
أمينه : ليه إن شاء الله ، ماتوافقيش ليه بقى ؟
سلوى : يعنى إنتى عايزانى اوافق بعد كلامه دا ؟
أمينه: دا من زعله علشان كلامنا بس إنما هو يطول اصلا دى سولى قمر والف مين يتمناها ..
عند هدى وبناتها
خلاص بيخلصوا تنظيف وترتيب
رضوى بتلمع المرايات : أنا خلاااص جبت اخرى..
هدايه : إنتى جايباه دايما مش جديد يعنى ..
رضوى حدفتها بالفوطه اللى كانت فى إيدها ....
وقبل ماهدى تحدفها بيها تانى سمعوا جرس الباب..
هدى : خير يارب ، ياترى مين إفتكرنا وطالعلنا دلوقتى..
رضوى قربت من الباب وبصت من العين السحريه : دا رامى الزفت ..
رامى حس بحد جاى يفتح ولما عرف إن حد بيبص من العين فضل يعمل حركات بوشه علشان متأكد إن اللى واقفه رضوى ..
هدى وهى بتعدل حجابها : عيب كدا يارضوى ، مايصحش يابنتى ، إفتحى يلا بسرعه ..
رامى اول مالباب إتفتح زق رضوى ودخل لهدى وهدايه بعد مابص لرضوى بطرف عينه بقرف.
رضوى : لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم فى إيه يا اخ هو فى حد يدخل على الناس كدا ..
رامى : ايوا فى ، أنا ..
هدى قبل مارضوى تتكلم : تعالى يارامى واقف كدا ليه..
: بنتك مش راضيه تدخلنى ..
: لا والله اومال مين اللى جوا من ساعه دا ..
رامى بغمزه : أنا برضه ، المهم إتفضلى ياهدهد ..
هدى : إيه دا يابنى ؟
: دول شويه عصائر على كيكات وشوكولاتات علشان عارف إن هدايه بتحبهم..
رضوى بصتله بقرف وقعدت جنب مامتها ..
هدى : ومكلف نفسك ليه بس ياحبيبى ، إحنا خلاص قربنا نخلص اهو وهنمشى ..
: مافيش تعب ولا حاجه ، دى حاجات خفيفه ،اكيد تعبتوا من التنفيض والتنضيف..
هدايه : شكرا يارامى مكانلوش لزوم تتعب نفسك ..
: تعبكم راحه يابنت عمى ، يلا قولولى بقى اساعدكم فى إيه ؟
رضوى : بس يامعلم جيت تحت إيدى ، عندك الشرشوبه اهى يلا خودلك لفه بيها فى المكان ..
هدى : بس يارضوى عيب كدا ..
رامى : سيبيها يامرات عمى ، تحت امرك يامعلمه ، وراح لعند الشرشوبه وقبل مايمسكها بص لرضوى اللى فهمت اللى فى دماغه ..
رضوى : وقسما بالله ماتعمل اللى فى دماغك لاخلى وقعتك سوده..
رامى ضحك علشان رضوى لسه بتفهمه من قبل مايتكلم زى ماطول عمرهم بيفهموا بعض ..
رامى ساعدهم يخلصوا شغلهم وساعدهم ينزلوا حاجاتهم قدام البيت وراح يوقف تاكسى علشان يروحوا فيه الشقه الجديده..
أباد قاعد مع انس فى الورشه زى كل يوم انس بيشتغل فى عربيه وأباد بيتكلم معاه شويه ويتابع الفون شويه وكل شويه يرفعوا عينيهم على البلكونه ..
اثناء مابيتكلموا شافوا تاكسى بيقف قدام العماره ..
شافوا شاب فتح الباب ونزل وبيفتح الباب اللى ورا وحد بينزل منه وهو بيمدله إيده ..
وحد تانى نزل من الباب التانى ..
أنس إتفاجأ لما شاف البنات نازلين من التاكسى ، يعنى معنى كدا إنها طول الوقت دا كانت بره ومش فى البيت وقلبه ماحسش ..
أباد لاحظ تعابير وش اخوه وبيتابع البنات ، شاف الشاب وهو بيوصل الست اللى نزلها من التاكسى لحد باب العماره وكمان منع البنات إنهم يشيلوا أى حاجه ورجع هو طلع الشنط والكراتين من التاكسى وحاسب السواق ومشى ..
أنس وأباد كان نفسهم يعرفوا مين دا وإيه علاقته بيهم وعايزين يسمعوا هما بيتكلموا فى إيه لأن واضح إنه بيتكلم معاهم بأريحيه وبيشاكس واحده من البنات ..
هدايه ساعدت مامتها تطلع السلم ورامى كان شايل الحاجات وبيطلعها فوق قدام الشقه ورضوى كانت بتساعده وتشيل حاجات خفيفه ..
هدى : إدخل يابنى إشرب حاجه ولا ترتاح من السلم ..
: لا أنا يادوب الحق الشباب تلاقيهم بداو الماتش من غيرى ..
رضوى : إنت برضه مش بتحرم ولسه بتلعب كوره ..
رامى : دى العشق يابنتى ماقدرش افوت يوم الجمعه من غير ما ألعب ماتش ..
رضوى : وتيجى متخرشم كالعاده.
رامى: يخربيت فقرك ياشيخه دا بدل ماتدعيلى ، وأه ياستى الكوره دى إدمان زى الشوكليت بالنسبالك كدا ..
رضوى : تصدق فكرتنى فى شويه باقيين من اللى كنت جايبهم الحق اكلهم ..
رامى : طفسه طيب إعزمى حتى.
رضوى : غلط على صحتك ياعم الرياضى ..
رامى بضحك : أه غلط عليا وعليكى حلو ، يلا أنا ماشى ولو إحتاجتوا أى حاجه في أى وقت رنولى بس هتلاقونى هنا فى ثوانى ..
هدى : ربنا يباركلك ياحبيبى ، عاينينك لوقت عوزه ماتقلقش ..
رامى : تسلمى ياست الكل ، يلا مع السلامه..
ردوا عليه : الله يسلمك ..
رضوى راحت تقفل الباب وراه بصلها وطلع من جيبه كيس تسالى : خودى يابت قرقضى فيهم فى السهره عالله يطمر ..
رضوى وهى بتشده من إيده : بت لما تبتك عموما تشكر يا كابتن ..
رامى نزل ورضوى قفلت الباب ودخلت..
أباد وأنس كل واحد بيفكر ياترى مين دا وإيه علاقته بيهم وليه طلع معاهم فوق ..
بعد شويه شافوه وهو نازل وبيتكلم فى الفون بس ماسمعوش بيقول إيه ووقف تاكسى ومشى ..
أباد لأنس : مين دا ؟
أنس : ولا اعرف ..
: يعنى ماطلعش لهم قبل كدا ؟
: لا دى اول مره اشوفه هنا ..
