رواية عشقتها رغم تمردها الفصل الخامس والعشرون25بقلم ياسمينا رجب

 


 

رواية عشقتها رغم تمردها 

الفصل الخامس والعشرون 25

بقلم ياسمينا رجب


وقفنا الحلقة الي فاتت علي أصابة أسر ويوسف ودخولهم المستشفى

ظلت بين احضان اخيها تبكي قلبها لن يتحمل الخسارة والهزيمة أن مات احدهم ستبقى مجروحة العمر كله الاول قد قبل ان يخسرها مقابل أن يحمي اخيها اما الثاني فهو من عشقها لن تسطيع تخيل الحياة بدونه أنه الامان بالنسبة لها تذكرت  السلسال الذي اعطه لها رفعت يدها ممسكه به وتقربه من قلبها اعتلي صوت شهقتها والم قلبها دموعها لما تقل بل تزيد تشنج بعض اجزاء جسدها شعر بها اخيها ابعدها عنه وجدها تغيب عن الوعي ولكن جسدها قد اصبح مثل الثلج صاح بصوته عسي ياتي اليه احد

سيف: دكتور اي حد ينادي دكتور بسرعة

احدى الممرضات: شيلها حضرتك ودخلها اي اوضة فاضية وأنا هنادي للدكتور حالا

قام بحملها وادخلها اقرب غرفة امامه اتي الطبيب وقام بفحصها واعطي لها ابرة علها تنام بعض الوقت

سيف: هي مالها يا دكتور

الطبيب: للاسف عندها انهيار عصبي شديد واضح انها بتضغط علي أعصابه بطريقة شديدة وكمان من الوضح انها مش بتتكلم عن مشاكلها علشان كده اعصابها تعبت

سيف: هو ممكن حضرتك تديها ابرة متفقش منها غير بعد 8 ساعات 

الطبيب: أنا اديتها ابرة تخليها تنام وأن شاء الله تكون بخير

سيف :  شكرا يا دكتور ألف شكر

الطبيب: ده واجبي بعد إذن حضرتك

خرج الطبيب من غرفة نور وبقي سيف معاها اقترب منها وامسك كفها بين يده وقبله

سيف: أنا آسف يا نور الظاهر كده اني طلعت أخ فاشل وكمان ظابط فاشل أنا عرضت الكل للخطر كان لزام أرفض فكرة أنك تدخلي عالم المخابرات أنا عرضتك للموت ومش مسامح نفسي علي الي حصل ليوسف واسر بسببي نهض من مجلسه متجه الي الخارج حتي يهاتف عادل اخرج هاتفه وضغط علي بعض الارقام 

في شقة مينا ظل عادل مستيقظ لم يذوق طعم النوم حاول اكثر من مرة ولكن عقله منشغل بمن اعترفت له بحبها قلبه يؤلمه حين يفكر بانها تبكي الان عينيها التي لمعت فيها الدموع حين كانت تحدثه كانت مثل الخنجر المزروع داخل قلبه طلب من الله ان يهديه الي الطريق الصحيح ويختار له الخير نظر الي هاتفه الذي كان يرن وهو شارد لما يسمعه نظر الي اسم المتصل وجده سيف اخذ الهاتف 

عادل: ألو

سيف: كنت فين يا حيوان مش بترد ليه من اول مره

عادل: أنا اسف يا فندام بس التيلفون كأن صامت بس حضرتك متعصب ليه

سيف: مين أنا متعصب لا خالص أنا هادي اهو مهو لو كنت مشغل معايا رجاله بتفهم مكنش ده كلوا حصل تقدر تقولي يا حضرت الظابط يا محترم لما خلصت مهمتك مجتش علي مكان التسليم ليه أنت والضباط الي معاك

عادل: يا فندام احنا خلصنا مهمتنا وكنا تعبانين علشان كده رحنا نريح

سيف: تريح لا فعلا يعتمد عليكم انت عارف ايه الي حصل كل شغلنا ده كله راح في الهواء الكلب عمر هرب ومش بس كده ده ضرب يوسف واسر بالنار يعني موت وخراب ديار واختي جالها انهيار عصبي  

عادل: اي كل ده حصل أنا جي حالا مسافة السكة

اقفل عادل الهاتف وخرج من المنزل مسرعا الي المستشفى حتي أنه لم يخبر أحد بما علم به

انهي سيف الاتصال وذهب ليطمئن علي أسر ويوسف وجد الطبيب خارج من غرفة العمليات 

أسر: ها يادكتور اي الاخبار طمني

الطبيب: الحمد لله الاتنين دلوقتى بخير بس الدكتور يوسف إصابته كانت صعبة شوية لان الرصاصة كآنت جانب القلب بالظبط بس ربنا ستر أما سيادة المقدم وضعه احسن بكتير لانه بيعافر علشان يعيش كل الي علي لسانه قبل العملية انه كان بيقول متخافيش يا نور أنا معاكي مش هتخلي عنك

سيف: بيقول نور

الطبيب: آه إسم نور هو الي علي لسانه هما دلوقتي في العناية المركزة وأن شاء الله الصبح هيتنقلوا اوضة عادية

سيف: شكرا يا دكتور 

الطبيب: الشكر لله بعد اذنك

غادر الطبيب وتركه يعاني من عذاب الضمير فقد علم الآن بحب اسر لشقيقته فسوف يبدأ عذاب يوسف وينكسر قلبه شعر بالحزن عليه فهو لا يستحق ذلك ولكن لا يمكنه أن يظلم اخته فإن كآنت تحب اسر فهذا الامر اصبح صعبا من ستختار إذا فالأكيد هناك احد سوف ينكسر قلبه بين الثلاثة

في غرفة نور بالمستشفى كآنت تغط في سبات عميق بسبب تلك الابرة رأت نفسها أمام غرفة العمليات تبكي ولا احد معها سوي اخيها

ظلت جالسة امام غرفة العمليات منتظرة خروج الطبيب حتي يطمئن قلبها دموعها لم تجف من علي وجها كآنت تشعر بالاختناق تذكرت يوم حادثة اخيها تشعر بنفس الالم من داخلها ظلت تدعو الله في داخلها أن يشفي الاثنين خرج الطبيب بعد حوالي اربع ساعات ويظهر علي وجه الحزن شعرت بألم يعتصر قلبها رجفة سرت في جميع أنحاء جسدها وكاد قلبها ينشق نصفين هرولت اليها مسرعة حتى تعرف اخبارهم

نور: أي اخبارهم يا دكتور

الدكتور: للاسف الوضع ميطمنش

نور: يعني ايه الكلام ده

الدكتور: للاسف في واحد فيهم الرصاص صابت القلب ومحتاج قلب ضروري والتاني البقاء لله

صدمة اشلت تفكيرها قلبها يعتصر من الوجع والالم الذي به شعرت كأن الدنيا توقفت 

الدكتور: احنا لزم ننقذ المريض التاني والحل الوحيد أننا ناخذ قلب المقدم ونزرعه في المريض التاني

صدمة للمرة الثانية اختناق حزن الم وجع كلها مشاعر ضربت قلبها هل فقدته ايعقل خلف بوعده لها كيف له ان يتركها هكذا 

نور: أنت بتقول مين مات

الدكتور: للاسف المقدم

نور: لا أنت فاهم غلط اكيد مفيش حد مات هو مستحيل يسابني كده مستحيل يخلف وعده

سيف :نور اهدي يا نور ده قضاء ربنا

دموعها اعلنت النزول وعقلها يرفض تصديق حديثهم لتصرخ بهسترية تهز ارجاء المستشفى جميعا وتصيح في وجه الطبيب واخيها قائلة

نور: لا مستحيل اسر يسابني انتو كلكم كدابين هو اكيد عايش

سيف: يا نور اهدي

نور: أبعد عني انا لزام اشوفه هو مش هيبعد عني بالطريقة دي مش هقدر اخسره يا سيف مش هقدر أنا لقيت قلبي معاه هو الي لقيت الامان والدفي جانبه مقدرش اعيش من غيره كنت فاكرة اني بحب يوسف بس طلع في مرحلة اكبر من الحب والي هي العشق مستحيل يبعد عني حرام عليكم خليني اشوفه

الدكتور: للاسف مش هينفع 

سيف: الدكتور معاه حق يانور اهدي الله يخليك

رغم الالم الذي تشعر به الي انها تحولت الي شخص غاضب كاره كل من حوله مدت يدها واخرجت سلاحها ورفعته في وجه الكل

نور: اي حد هيفكر انه يقف في وشي هقتله علشان مش هخسر اكتر من الي خسرته

الدكتور: يا حضرت الظابط كده غلط

نور: أنا قولت الي عندي يلا الكل يبعد عن طريقي

سيف: اعقلي يا نور

نور: لو قربت هنسي انك اخويا الكل يبعد عني الساعة دي

خاف الجميع من نظرت الشر التي بعينيها فترجع الجميع الي الخلف واستطاعت هي الدخول الي غرفة العمليات لتجده ساكن بدون حركة وجه شاحب ومتعلق بالأجهزة نظرت اليه بكل الحزن والالم شعرت بجميع معاني الانكسار كأنها هي من فقدت الحياة اقتربت منه وامسكت يده

وقبلتها وتركت لدموعها العنان

نور: كده يا اسر عايز تسابني لوحدي أنا مصدقت اني لقيت حد انسند عليه اهون عليك تبعد عني انت وعدتني انك هتقوم منها وترجعلي ليه خلفت الوعد قوم علشان خاطري أنا محتاجه لك جانبي مش هقدر اكمل حياتي من غيرك أنا ما صدقت لقيتك ولقيت الامان معاك بلاش تكسرني يا اسر قوم بقا علشان خاطري قوم لسه في حاجات كتير ناقصة عايزين نكملها مع بعض قوم يا اسر قوم بقا بلاش تكسرني كده 

ظلت تهز به وتنادي عليه ولكن ما من مجيب ظلت تصرخ وتنادي عليه احست بصوتها لا يخرج كانه شئ يطبق عليه نادته باعلي صوتها ولكن لا يستجيب ظلت تتململ في الفراش حتى فتحت عينيها لتجد نفسها داخل غرفة بالمستشفى نظرة حولها وجدت اخيها نائما علي الأريكة التي بجوارها كانت تتنفس بصعوبة فهل كان كل ذلك كابوس فاحمدت الله أنه كان كابوس ولكن من داخلها خائفة من أن يتحقق حاولت أن تنادي علي اخيها حتي يستيقظ لتعلم منه اخبارهم وكيف أتت الي هنا

نور: سيف يا سيف سيف

فتح عينيه علي صوت شقيقته نظرا اليها وجدها شاحبة الوجه خائفة وترتجف

سيف: نور حبيبتي انتي كويسه

جاهدت ان يخرج صوتها بدون الم: أنا كويسه اسر عامل أيه طمني عليه يا سيف اوعي يكون حصله حاجة

سيف: اطمني والله بخير وكمان خرج من العناية ودخل اوضه عادية

نور: بجد هو بخير صح طب يوسف اخباره هو كمان عامل ايه 

سيف: اطمني يا نور والله الاتنين بخير

تنهدت في راحة كبيرة وحاولت النهوض من الفراش لكي تخرج تطمئن عليه

سيف: ريحه فين يا نور

نور: ريحة اشوف روحي يا سيف رايحه للهواء الي بتنفسه رايحه اطمن قلبي عليه 

سيف: حبتيه يا نور

نور: معرفش حبيته امتي بس الي أنا فيه اكبر من الحب يا سيف ده الامان الي أنت كنت دايما بتقول عليه عمري ماكنت افتكر اني اتحمي في راجل كنت فاكرة اني قوية بس لما قبلت اسر عرفت أن البنت محتاجة راجل يكون سندها وضهرها في الدنيا

سيف: فعلا دنيا غريبة لما كنت بكره يوسف وعايزك تلاقي راجل بجد انتي كنتي بتحبي يوسف ودلوقتى الي أنا كان نفسي فيه حصل وجالك احسن ظابط وأنا عرفت قيمة يوسف اكيد في حد ما بنكم قلبه هينكسر بس يوسف مايستاهلش يحصل معاه كده حتي اسر لو خسرك يبقى هو كمان اتظلم خسر مرته يوم فرحه واتقتلت وهو لحد النهاردة مش عارف تفتكري بقا هتقدري تكسري قلب مين فيهم

نور: مقدرش اخسر اسر يا سيف لو بعد عني روحي هتبعد معاه أنت مش عارف اسر بقا حته من روحي

سيف: ربنا يقدم الي فيه الخير يا نور تعالي اوصلك عند اسر

قام بمساعدة اخته للنزول واخذها الي غرفة من ملك قلبها


كآنت عائدة من المكتبة فقد خرجت لتشتري بعض الكتب فهي في السنة الثانية من كلية الطب فتاة رقيقة تعيش هي والدتها منذ سنتين في عمارة مينا لقد وقف الي جوارهم مثل الأخ وكان السند لهم تعرف عليها حين اصيب في احدى المهمات ووقع في الوادي بين الأشجار فعثرت عليه وكانت إصابته صعبة اخذوا الي المستشفى وتبرعت له بالدم ومن وقتها اصبح لها أخ وحماية وعندما علم بانها تبحث عن شقة عرض عليها أن تستأجر عنده 

وبينما هي عائدة تعرض لها احد الشباب

الشاب: القمر لسه مش عايز يحن علينا ولا ايه بس احنا مش قد المقام مهو الواد المسيحي مظبطك طبعا دايرة علي حل شعرك وبره عامله فيها الخضرة الشريفة وقبل ان يكمل حديثه صفعته علي وجه حتي يقف عند حده 

اغتاظ الشاب منها وكاد ان يضربها حتي يرد لها القلم ولكن هناك من امسك بيده ولكمه في وجه حتي لا يتجرأ ويرفع عينه او ينظر اليها مجرد نظرة 

مينا: المفروض انتي الي تحميها مش أنا أنت الي تدافع عن شرفها مش تطعن فيه 

الشاب: ياسلام احمي واحدة رخيصة زي دي وأنت داخل وخارج معاها والله اعلم في بنكم ايه

قام مينا بضربه مرة أخرى وظل يسدد له الكمات 

مينا اخرس يا حيوان أنت ازي تتكلم عنها كده وهي من دينك ازاى أنت مسلم وعارف عقاب رمي المحصنات

الشاب: مش أنا بس الي بتكلم ده كل الحي بيتكلم حتي جيرانك المسيحيين بيقولوا أنو في بنكم حاجة

مينا: خلاص انعدم الضمير فيكم كلكم الفتنة عمت قلبكم مبقاش في خوف من ربنا مفيش في اي دين نزل أنك تطعن في شرف امرأة ده اسمه رمي المحصنات وده عقابه اشد حرام عليكم بقا كفاية فتنه احنا خلاص بقينا ناكل في بعض خلاص المسلم والمسيحي مينفعش يكونوا اصحاب معقول خلاص الغل والحقد عمي قلوبكم بجد يا خسارة يا الف خسارة مد يده وجذب اسراء خلفه وهي مازالت تبكي

صعد مينا ووقف امام شقة اسراء

مينا: ممكن تبطلي عياط بقا كفاية كده

اسراء : شايف يا مينا بيقولوا عليا ايه معقول الناس بقت وحشة كده أنا كنت فاكرة انهم بيخافوا ربنا وهيخافوا عليا علشان أنا من دينهم انما يحصل العكس

مينا: بصي يا اسراء احنا بشر وكلنا بنغلط وزي ما في المسلم الوحش في المسلم الكويس الي يخاف ربنا وكذلك الامر في المسيحي الوحش والمسيحي الطيب كل الي عايز منك انك تعرفي اني معاكي واني سندك وامانك انا اخوكي الكبير فاهمه 

ابتسمت لها ولكن من داخلها تنزف تركته ودخلت شقتها تبكي على حالها فهي اصبحت مثل العلكة في فم الناس الكل يتحدث عنها بالسئ

كان هناك من يتابع في صمت شعر بالحزن عليها فقد رائ ما حدث معها بالاسفل كان يقف خلف الشرفة يتابع الناس وفجأة لفت انتبه  تلك الفتاة الجميلة التي تعبر الشارع و رائ كل ما حدث معها تألم من اجلها فهي لا تستحق ذلك


في المستشفى

دلفت الي غرفته وجدته ممدد علي الفراش وأجهزة كثيرة متصلة بجسده ادمعت عينيها اقتربت منه وامسكت يده وقبلت جبينه ظلت تنظر إليه علها تحفر ملامحه داخلها

جلست بجواره و دموعها تتكلم قبل لسانها

نور: تعرف يا اسر أنا عمري ما حسيت بالفرحة غير معاك كنت فاكرة اني كنت عايشة بس للاسف الحياة الي فاتت دي كلها كآنت هامش انما حياتي ابتدأت من يوم ماعرفتك أنت مستحيل تسابني أو تتخلي عني صح أنا بحبك قوي بلاش تبعد خليك متمسك بالحياة علشان نعيش كل لحظة مع بعض حاجات كتير لسه عايزة اكملها جانبك قوم بقا علشان خاطري بحبك قوي 

كان يستمع الي كل كلمة قالتها له ولكن ظل صامتا حتي يسمعها وهي تردد كلمة احبك لم يتحمل اكثر من ذلك فشدد بيده علي معصمها

نظرت اليه وجدته ممسك بمعصمها وقد عاد الي الوعي أخير

نور: اسر أنت بخير

اسر: دي اول مرة اكون فيها بخير ومبسوط كده 

حاول أن يجلس نصف جلسة حتي يستطيع أن يتحدث فهو يكره المستشفيات والجلوس هكذا

نور: أنت بتعمل أي

اسر: عايز اقعد مش بحب النوم كده

نور؛ خلاص اصبر أنا هساعدك

قامت بمساعدته حتى جلس

امسك كفها ونظر في عينيها قائلا

اسر: كنتي بتقولي ايه من شوية

توردت وجنتها بحمرة الخجل

نور: مش كنت بقول حاجة أنت الظاهر كنت بتحلم

أسر: لا والله بحلم بس أنا حاسس انه كان بجد

نور: لا ده خيالك المريض هو الي صور لك كده

أسر': اممممممم يعني انتي مكنتيش بتقولي بحبك وبلاش تبعد عني

نور: يعني انت كنت صاحي

ثم لكزته في كتفه بجوار الجرح

اسر: آه آه حرام عليكي يا نور

نور: أنا آسفة وجعتك 

أسر: اه وجعتيني قوي تعالي شوفيها  كده

أقترب منه حتي تره جرحه ولكن هو كان مسلط عينيه عليها وبمجرد أن اقتربت منه جزبها اليه ليخطف منها قبلة سريعة من شفتيها

ابتعدت عنه وجها يزينه حمرة الخجل التي تجعلها اجمل

نور: أنت قليل الادب علي فكرة

اسر: ههههههه عارف مش مستني انك تقولي ليا

نور: أنا هامشي علشان لو فضلت هنا دقيقة كمان احتمال اقتلك

اسر: انتي لو فضلتي هنا دقيقة هقوم واخدك علي المأذون علشان يبقى حقي وبراحتي بقا

نور: مش قلت لك انك قليل الادب 

اعتلي صوت ضحكته حتي ملك قلبها بابتسامته الساحرة 

اسر: عارف وسافل كمان هههههههه

نور: أنت مجنون يا اسر

اسر: مجنون بيكي

نور: أنا هخرج علشان سيف بره وكمان هروح اطمن علي يوسف

اسر': ابقى تعالي طمنيني علي يوسف يا نور

نور: حاضر مش هتاخر عليك

اسر: اتفضلي

خرجت تركض ودقات قلبها مثل الطبول احست بأن الجميع يسمع تلك الدقات

اما هو ظل يفكر بها يحاول أن يسعدها ولكن حزنه ماذا بشأن


بعد خروج عادل من منزل مينا عاد مباشرة الي المعسكر لكي ياخذ ليلي معه فهو يعلم بأنها تعتبر اسر في مقام اخيها الاكبر كل ما شغل تفكيره كيف سينقل لها هذا الخبر السئ وصل الي المعسكر بحث عنها في غرفتها لم يجدها نزل الي الساحة وجدها تجلس أمام ماكس وتحدثه اقترب منها حتي يستمع الي ما تقول

ليلي: شايف يا ماكس الي حبيته رفضني شكلي مليش نصيب من الفرحة هعيش لوحدي واموت لوحدي كنت فاكرة اني ليا مكانة في قلبه بس الظاهر كده أنا مليش نصيب في الحب والسعادة هو عايز يعيش علي ذكري الماضي طب أنا هعيش ازاي معقول هايجي اليوم وانساه هقدر اكمل بعده 

تنهدت بقوة علها تخرج ما بداخها من حزن و وجع اوشكت علي النهوض والتفتت خلفها وجدته يقف ساكن وضعا يده في جيوب بنطاله توترت فهل سمع حديثها

أما هو ما أن سمع كلماتها بانها تفكر في نسيانه شعر بالحزن والضيق ولكن ما السبب لم يكن يعلم

كسرت حاجز الصمت قائلة: أنت هنا من امتي

لما يعير حديثها اي انتباه ورد 

قائلا

عادل: هنا من بدري كنت جاي علشان اقول لك ان اسر في المستشفى

ليلي: ليه خير ماله هو بخير طب نور كويسة اتكلم ساكت ليه

عادل: اطمني هو بخير دلوقتى

ليلي: هو ايه الي حصل ممكن افهم

عادل: عمر هرب بس قبل ما يهرب ضرب نار على اسر ويوسف

ليلي: معقول يوسف كمان طب إزاي سيف كان فين واسر ازاى سكت لحد ما عمل عملته وهرب

عادل: اهو اللي حصل بقا هنعمل إيه يعني

ليلي: خلاص يلا بينا علي المستشفى

كادت أن تغادر ولكن اوقفها حديثه المفاجئ

عادل: لحقتي تستسلمي مش قادرة حتي تستني الظاهر كده أنك اضعف من ريهام انتي وهي بت لجأوا للهرب

ليلي: نعم

عادل: أنا سمعتك وانتي بتتكلمي مع ماكس بتخططي ازي تبعدي ومتكمليش 

ليلي: بلاش تحكم عليا بالطريقة دي أنت مش عارف حاجة

عادل: لا عارف أن كلكم ضعاف مش بتفضلوا لحد النهاية الكل بيجي في نص الطريق ويستسلم

انتي مش بتحبيني يا ليلي الي بيحب حد بيحارب عشان يفضل معاه مش من اول مشكلة بيهرب

ليلي: مستعدة اقف في وش الدنيا كلها علشانه بس هو يحس بيا يفهم ويقدر الحب ده مافيش طير بيطير بجناح واحد لازم التاني علشان ما يوقعش 

عادل؛ ولو هو خايف اصلا يطير مش عايز يقع مرة تانية علشان المرة دي مش قلبه بس الي هيوجعه ده احتمال يموت

ليلي: طب ليه تفكر انه ممكن يوقع مش يمكن يكمل ويوصل لهدفه والحياة تبتسم له

عادل: بس هو قلبه خلاص مبقاش في مكان للحب انسيني يا ليلي انتي لو فضلتي معايا هتتوجعي قلبك مش هيتحمل وأنا مش عايز اكون وجع لقلب حد ارجوكي ابعدي الحب ده عن قلبك عشان أنا هكون اكبر وجع ليكي

ليلي: أنت ليه مستسلم كده ليه شايف الحقيقة بنص عين افتح عينك يا عادل ريهام اتجوزات واستمرت في حياتها أنت الي لسه واقف مكانك أنت بتعذب نفسك عشان هي ضحت بحبها علشان أنت تكمل طريقك بس هي كمان مطلبتش منك انك تبطل تحب حد وترتبط بيه

عادل: وانا مش عايز حب حد أنا عايز اكمل طريقي لواحدي ابعدي عني يا ليلي ارجوكي طلعي حبي من قلبك علشان ترتاحي وأنا كمان ارتاح

ليلي: انت ضعيف قوي يا عادل يا اخي ملعون ابو الحب الي يخلي الانسان ضعيف كده

عادل: ده مش ضعف بس أنا تعبت ممكن افهم حبيتي فيا ايه أنا انسان مستهتر وهزاء وكلكم شايفين اني جبان ايه بقا الي عجبك فيا

ليلي: حبيت عادل الطيب ابو قلب ابيض الي يقدر يرسم الابتسامة علي وش الكل علي الرغم من انه تعبان من جوه مش بيتكلم ولا يحكي وجعه لحد بس يقدر يشيل واجع اي حد تعبان يقدر يزرع ابتسامة في عز المواقف الصعبة عرفت بقا حبيت فيك ايه أنا هبعد عنك يا عادل بس مش هنساك هبعد لحد ما أنت لوحدك تعرف قيمة حبي ولو معرفتش يبقى كفاية عليا اني اكون ذكري حلوة في حياتك أنا هطلع اغير هدومي واجي معاك ولو مش عايزني اكون معاك اقدر اروح لواحدي بعد أذنك

تركته وغادرت بينما هو ظل ينظر الي طيفها حتي اختفت تماما من امام عينيه كان في داخله واجع لا يوصف احس بان الدنيا جميعها تدور به شعوره بأنها سوف ترحل وتتركه قد ألم قلبه كثير ولكن هو من اراد هذا اذا فليتحمل نتيجة اختياره

في عمارة مينا


ظل جالسا في غرفه يتذكر تلك الفتاة ودموعها التي ما ان رآها حتي شعر كأنها مثل الخنجر في وسط قلبه لا يعلم لما انجذب اليها تبدوا بريئة هادئة رقيقة كل ما بها حتى حزنها مميز شعور يعرفه جيدا لقد عاشه من قبل فهل دخلت قلبه هل تمكنت من اصابته بالعشق  

قطع ذلك الشرود دخول مريان والدات مينا

مريان: قاعد لواحدك ليه يا نور عيني

مصطفى: لا عادي مفيش

مريان: يا واد عيب ده أنا عجناك وخبزك قولي مالك بس وأنا اريحلك قلبك

مصطفى: بصي أنا شفت اسراء مرتين بس حاسس اني مشدود لها بتوتر بحس بقلبي بيدق جامد كأنها حتة مني لما شفت دموعها وجعوني قوي

مريان: أسمع يا مصطفى أنا عارفه أنك بتحاول تكمل حياتك بس الي متأكدة منه أنك بتعمل كده عشان تخلي مريم هي كمان ترتبط بس أنا مش هسمحلك تحط اسراء سد خانه 

مصطفى: بس أنا مش عايز انها تكون سد خانه أنا محتاج اكمل حياتي بجد وكمان أنا عايز ارتبط بها عشان اكون ضهر لها ومحدش يقدر يتكلم عنها نص كلمة 

مريان: قصدك شفقة لا اطمن اسراء مش محتاجة شفقة من حد أنا ومينا معاها لحد آخر نفس

بس لو أنت عايز بجد فرصة عشان تحبها يبقى ادخل من الباب واطلب ايد البنت

وقتها أنا اول واحدة هكون معاك اسراء بنت طيبة وجميلة وتستاهل كل خير وهي دي الي هتصونك وتخلي بالها من اسمك وسمعتك

مصطفى: ان شاء الله وأنا اوعدك اني احاول احتويها واحبها

مريان: ربنا يكملك بعقلك يا نور عيني اسيبك أنا بقا

مصطفى: رايحه فين خليكي قاعدة معايا شوية

مريان: ههههههههه لا يا اخويا أنت فاضي انما أنا هروح اغسل السجادة 

مصطفى: يالهوتي انتي لسه بتغسليها في الصالون زي زمان 

مريان: اكيد هو الواحدة تحس انها غسلت السجادة غير لما تغسلها في بيتها

مصطفى: خلاص انا معاكي وهساعدك زي ايام زمان

مريان: لا مستحيل اخليك تعمل كده انت كبرت وبقيت ظابط قد الدنيا وتقعد تغسل سجادة

مصطفى مات الكلام خلاص يلا نغسلها سوي 

مريان: هتفضل زي ما أنت عنيد مش بتتغير


في المستشفى


ظل يفكر كيف ستكون حياته القادمة كيف ستكون مع من ستكمل لو كان عليه سوف يخطفها ويذهب بها بعيد عن هنا ولكن ماذا بشأن ذلك الشاب الذي خاطر من اجلها وهنا تذكر ذلك الحيوان الذي استطاع وبكل دم بارد أن يحاول قتل شقيقه هل هناك اشخاص بكل هذه الندالة

تذكر بعض ملامح وجهه ولكن الظلام الدامس لما يساعده في معرفة من تحديد ملامحه جيدا وجه يبدو مألوف كانه يعرفه ولكن تلك الملامح لما تكن كافية لمعرفة من يشبه أو اين رأي ذلك الوجه من قبل قطع شروده دخول سيف غرفته

سيف: صباح الخير

أسر: صباح النور

سيف: اخبارك ايه دلوقتى

اسر: بخير الحمد لله بس اخبار يوسف ايه

سيف: والله الوضع لسه زي ما هو ربنا يستر ويقوم بالسلامة المهم في ناس برة عايزين يدخلوا

اسر: ناس مين

سيف: هما اتنين واحدة اسمها نيهال ومعاها واحد اسمه رامي

أسر: اعوذ بالله هي الحكاية ناقصة

سيف: هما مين دول وبعدين البت مش علي بعضها كده حاسس أنها ملزقه كده وطريقة كلامها مستفزة

أسر: يبقى ولاد خالتي بس البت نيهال دي عايزة الحرق

سيف أنت بتقول فيها أنا عصرت على نفسي فدان لمون عشان اقدر اقف معاها خمس دقائق الي زي دي لو نور شافتها احتمال ترميها من فوق المستشفى وخصوصا أنها قاعدة برة تعيط وتقول أسر حبيبي يعني اعتبر نفسك منفوخ النهاردة عشان هتجرب غيرة نور

أسر: هو أنت عرفت الي بيني وبين نور

سيف: آه ده انت مشاء الله فضحت الدنيا كل شوية بحبك وبتاع حاجة فظيعة مش هقدر اقول أنت هلوست بأيه

اسر : أنا قولت كده

سيف: يعني هكدب عليك مثلآ المهم استعد أنت بس عشان الدم هيكون للركب انا هطلع اعطل نور لحد ما تصرف كائن البطاطا الي برة دي

أسر: لأ متسابنيش معاها لواحدي حكم دي ممكن تعمل اي حاجة ومحسوبك قاعد محلك سر عشان خاطري

سيف: ما أنا لازم ابعد نور وإلا ممكن تضربها أنت متعرفش غيرة نور وحشه قوي

اسر: مهو لو أنت خرجت اعتبر نور هتقتلني لو جات ولقيتني معاها لوحدي 

سيف: ههههههههه يا عيني على الرجال الي بتخاف من البنات فعلآ رجاله ورق الله يرحمك يا سارة كانت تموت في جلدها اول ما تلمح خيالي بس

ظل اسر يكتم ضحكاته حتى يتركه يعك أثناء الحديث

نظرا سيف الي ماينظر اليه اسر وجد سارة تقف علي الباب واضعة يدها حول خصرها ونظرات الشر تتطاير من عينيها تنهد في خوف وحاول اخفاء ذلك التوتر نطق في تعلثم قائلا

سيف: حبيبتي جيتي امتي

سارة من بدري بس اتفضل كمل كلامك اعتبرني مش موجودة 

اقترب منها وأمسك كفيها ونظر في كلتا عينيها بكل عشق وحب

سيف: انتي وجودك في الدنيا هو الهواء بالنسبة ليا حياتي انا من غيرك عدم مش موجود مليش اثر فاهمه لازم تكوني موجودة في حياتي عشان أنا مليش غيرك يا روح وقلب وعقل سيف

ابتسمت له في رضا وحب قائلة: ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك 

اسر: احم احم نحن هنا

سيف: يا ساتر يارب تعالي يا ستي اعرفك ده المقدم اسر غني عن التعريف

سارة: أهلا بسيادتك أنا ابقى سارة خطيبة سيف

اسر: تشرفت بيك وطبعا أنا سبق وشفت صورة ليكي في ملف نور

سارة: ده الشرف ليا انا يا فندم بس فين نور

سيف: خرجت تطمن علي يوسف وانتي بقا مهمتك تروحي تعطليها ومش تخليها تيجي دلوقتى

سارة: بس ليه

سيف: هتفهمي كل حاجة دلوقتى بس اعملي الي قلت لك عليه

سارة : حاضر

وقبل ان تخرج سارة من الغرفة وجدت شاب وفتاة يدخلون الغرفة وتلك الفتاة تقدمت من اسر وارتمت بين احضانه

نيهال: اسر حبيبي مين الحيوان الي عمل فيك كده

أسر: نيهال لو سمحتي ابعدي شوية

نيهال: أنت وحشتني قوي وبعدين أنت اختفيت فجأة ومش كنت عارفه اوصلك

همست سارة في إذن سيف

سارة مين دي مراته

سيف: لا بس تقريبا ده الحضن الاخير

ساره: مش فاهمه

سيف: نور لو حد لمس حاجة تخصها بتعمل ايه

سارة: يبقى يومه اسود

سيف: بالظبط هو ده الي هيحصل لو نور شافت الوضع ده

سارة: طب ونور مالها با اسر اوعي يكون الي في بالي

سيف: بالظبط كده

سارة: أن لله وأن اليه راجعون هتوحشني البت دي

سيف: طب بس يا أختي عشان كآنت حطة عينها عليا

لتنظر لها بدهشة وتقول بصوت مرتفع نسبيا

سارة: نعم ياالدلعدي مين دي

سيف: هشششششششش ياخرب بيتك

جذبها وخرج من الغرفة الي الخارج

سارة: ابعد كده لما اشوف البت دي

سيف: يابت بس خلاص مفيش حاجة

سارة: نعم يا اخويا محصلش حاجة يعني تحط عينها عليك واسكت لها 

 سيف: يا ستي خلاص هي هتاخد جزاء مضاعف من نور

سارة: أنا ممكن اقتلها

سيف: بس هي ايه جامدة بنت الايه مش شبه عود القصب

لتقول وهي تمسح بدموع التي بدأت في التساقط

سارة: اقولك علي حاجة أنت زبالة يا سيف عشان تبص لواحدة تانية وأنا معاك واذا كان عود القصب ده مش عجابك يبقى سيبه احسن وبلاش تهينه كل شويه يا اخي

اقترب منها ومد يده يمسح دموعها التي مزقت قلبه ليردف بنبرة تحمل كل معاني العشق قائلا: وحياة غلاوتك عندي عمري ما رفعت عيني في واحدة غيرك ولو حصل يبقى اكيد بتكون احتقار لها زي الي جوه دي أنا محدش يملي عيني غيرك انتي واذا كان علي عود القصب ده أنا بعشقه ومقدرش اتخيل حياتي من غيره فاهمه اوعي تقولي اسيبك دي تاني لان يوم ما اسيبك هيكون اخر يوم في عمري

وضعت يدها علي فمه حتي لا يكمل حديثه

سارة: اوع اسمعك تقول كده فاهم أنت هتفضل جانبي ومش هعيش واجع خسارتك تاني أحنا هنعيش سوي لحد اخر نفس مش هتتخلي عني فاهم

طبع قبلة خفيفة علي جبينها 

وقال في صوت اقرب للهمس

سيف: أنا لو عايش وبحارب في الدنيا دي يبقى عشان خاطر مستني اليوم الي اكون جانبك فيه انتي متعرفيش أنا بحبك قد ايه

شخص ما: بس أنا عايز اعرف

التفت الي مصدر الصوت وجد عادل وليلي وماكس خلفه

سيف: أنت شرفت

عادل: اكيد بتقول انه مش وقتي خالص

سارة: اتلم يا عادل احسن لك

عادل: حاضر احنا اسفين علي الازعاج

سارة: تقبلتم

عادل: ما بلاش الفشخرة الكدابة دي يا دكتورة

سيف: وأنت مالك ياض تعمل الي هي عايزة خطيبة سيف عبد الرحمن يبقى براحتها 

عادل: اشطا يا عم الرومانسي بقا

ليلي : أنا داخلة اشوف أسر بعد اذنكم

سيف: هي ليلي مالها دي حتي مسلمتش علينا

عادل: اصلها زعلانها عشان اسر ما أنت عارف هو بالنسبة لها ايه

سارة : ربنا يشفيه يارب

عادل: امال نور فين

سيف: راحت تطمن علي يوسف

عادل طب يلا ندخل عند اسر

توجهت بعد خروجها من غرفة اسر الي العناية المركزة وجدته معلق بالأسلاك وبجواره العديد من الأجهزة وجه شاحب ويظهر عليه الضعف احست بقلبها يتمذق من ذلك الوضع الذي اصبح به بسببها هي قد افدها بعمره لما يبالي بحياته بل قدمها لها حتي ينقذها من بطش اخيه هو  صاحب قلبه لا يوجد به سوى الحب للآخرين هو اقوى مما كآنت تتوقع كيف سوف تخبره حقيقة مشاعرها هل ستكون انانية اذا أخترت من تحب تبا لهذا القلب الذي لا يعطي صاحبه الحق في الاختيار 

قطع ذلك الصمت دخول احد الاطباء الغرفة

الطبيب: حضرتك ممنوع الدخول هنا

نور: أنا بس كنت حابه اطمن عليه

الطبيب: حاليا هو في تحت تأثير المخدر واحتمال يدخل في غيبوبة لقدر الله بس طبعا ده لسه في علم الغيب

نور: طب هو وضعه الصحي عامل ايه

الطبيب: حاليآ بخير بس لازم يفوق الاول لانه كمان كان عنده اصابة في الضهر واحتمال كبير تاثر علي المشي

نور: ازاي يعني هو أصلا اتصاب في صدره مش في ضهره

الطبيب: معاكي حق بس تقريبا لما واقع علي الارض كان في حجر أو أي حاجة كآنت تحته ودي سببت مشاكل له ادعيلوا هو محتاج الدعاء اكتر

نظرت اليه للمرة الاخيرة قبل أن تغادر الغرفة وفي داخلها عذاب لأ يوصف فهل يعقل أن يضحي احد بحياته من اجل من يحب 

غادرت وهي تأنيب الضمير مسيطر علي كل انش في قلبها وجدت اخيها وعادل أمام غرفة اسر فاقتربت منهم  بعدما امتلك الخوف قلبها

نور: في ايه أسر حصله حاجة

سيف: اطمني هو بخير بس في عنده ناس جوه

نور: الحمد لله أنا كنت خايفه يكون حصله حاجة خصوصا بعد الي حصل ليوسف

ليردف سيف في خوف وقلق قائلا: ماله يوسف

قصت عليه كل ما قاله الطبيب لما يستطيع كتم غضبه ليصيح بصوته قائلا: هدفعك التمن غالي يا عمر وحياتك يا يوسف هخليه يندم علي الي عمله فيك بس الصبر

نور: طب أنا هدخل اشوف اسر 

عادل وأنا جي معاكي

في حجرة اسر كان الوضع غير مستحب بالنسبة لكل من اسر وليلي بسبب الاخوين نهال و رامي حيث جلست نيهال علي الفراش بجوار أسر ممسكة بيده

وكذلك رامي الي جلس يلقي النكات علي ليلي وهي شاردة في من تحب

دلف كل من نور وعادل الي الغرفة وبمجرد دخولهم حتي اشتعلت نيران الغيرة في قلوبهم 

بالنسبة لنور كنت تشتعل من داخلها فمن تكون تلك الفتاة الجالسة بكل هذا القرب من حبيبها واكثر ما اشعل النيران داخلها بأنها تمسك يده

نور: صباح الخير

نظر اسر الي مصدر الصوت وجد نور تقف علي الباب ويبدوا عليها الغضب الشديد ابتلع ريقه وحاول الابتعاد عن تلك المدعوة نيهال

أسر: صباح النور ادخلي يا نور تعالي اعرفك دي نهال بنت خالتي وده المهندس رامي اخوها

ودي يا جماعة الملازم نور معاي في الفريق الي بدربه

نيهال: اهلا

رامي: اتشرفنا بيكي يا نور

نور: الشرف ليا

نيهال: انتي بقا نور الي بسببك أسر انصاب وهو الدكتور الي كان معاه

اسر: نيهال نور ملهاش دخل في الموضوع واحب اطمنك لو كآنت عايزة حياتي مكنتش هتردد دقيقة

نيهال :ليه بقا أن شاء الله

اسر: شئ ميخصكش ومش من حقك تعرفيه 

نيهال: اه زي يوم ملك قلت نفس الكلام وفي الاخر طلعت اسغفر الله العظيم

اسر: انتي تقصدي ايه

ليلي: احترمي نفسك وانتي بتتكلمي عن اختي

اسر: تقصد ايه بكلامها ده يا ليلي

وقفت نيهال وذهبت في مقابل ليلي ثم نظرت اليها في سخرية لتردف قائلة

نيهال: أنا الي هقولك يا اسر المدام المصون بتاعتك كانت

وقبل أن تكمل حديثها سقطت علي الارض ليرططم وجها ببلاط الغرفة 

نظرت اليها نور بكل انتصار فهي لو كان بيدها لكانت قتلتها ولكن ليس الان فهي لا تريد أن يعلم اسر سر موت زوجته

نور: اوبس قومي يا حبيبتي اي وقعك كده معقول مش قادرة تمسكي نفسك

نيهال: آه دراعي اه أنا مش عارفة وقعت ازي محستش بالي حصل 

نور: تؤتؤ اكيد دوختي شكلك مش بتتغذي كويس تعالي معايا نشوف لك دكتور

اسر: استني مش قبل ما افهم في ايه

نور: أنت مش شايف البنت مش قادرة تصلب طولها وبعدين هيكون في ايه يعني أنت اكتر واحد عارف ملك الله يرحمها

تعالي معايا يا انسة نيهال

اخذتها نور الي الخارج وبعدما تأكدت بأنها ابتعدت عن الغرفة تماما دفعتها مرة واحدة علي الحائط وقامت بلوي ذراعها خلف ظهرها وقامت بالضغط عليه ثم اكملت بلهجة تحمل كل معاني التحذير قائلة: أول حاجة متتعوديش تقربي علي حاجة متخصكيش ولو لمحتك قريبة من اسر او بس رفعتي عينك فيه هقلع لك عينك ثانيا اياكي ثم اياكي تجيبي سيرة ملك علي لسانك وإلا قسما عظما هتشوفي شئ ميعجبكش انتي فاهمه

حاولت التملص منها ولكن هيهات في اقوي منها بكثير ونظرات الشر التي بعينيها لا تبشر بالخير تحدثت بصوت متلجلج يظهر عليه الخوف والتوتر

نيهال: حاضر حاضر والله مش هقرب تاني ولا اجيب سيرة ملك تاني بس ابعدي عني ارجوكي أنا اسفة والله مش هتشوفي وشي تاني

نور: يبقى احسن لو تبعدي عن هنا بس قسما بالله لو شطانك لعب بعقلك وفكرتي بس تلعبي بديلك يبقى الله يرحمك فاهمه

نيهال: حاضر فاهمة

دفعتها لتسقط علي الارض تتأوي من الوجع والخوف 

غادرت نور وفي داخلها خوفا من اسر حين يعلم بحقيقة موت زوجته ملك 

أما نيهال فقد كانت تشتعل بنيران الحقد فهي ظنت بانها اصبحت تمتلك اسر بعد موت زوجته ولكن اتي لها من هي اقوى وانضج ويصعب عليها التخلص منها

نيهال: يعني نخلص من الست ملك تطلعي انتي شكل الموضوع كبير وأنا لازم اتصرف وإلا كده هخسر اسر

في غرفة اسر خرجت ليلي وهي تكاد تنفجر من الغضب من التي اسمها نيهال كيف تتحدث هكذا عن اختها من اعطها الحق لكي تتهم ملك بهذا الاتهام البشع

وبينما هي بالخارج اتي اليها رامي معتذرا لها عما فعلته اخته

رامي: ليلي أنا اسف بالنيابة عن طريقة نيهال والله هي اكيد مش قصدها حاجة

ليلي: كله إلا سيرة ملك نيهال قصدها تشوه صورة ملك في عين اسر كلكم عارفين ايه حصل ليه مصرين أن ملك غلطانه 

رامي: يا ليلي أنا عارف والله الحقيقة وأن شاء الله كل الناس تعرفها وحق اختك يرجع وان شاء الله الي عمل كده يتعاقب

ليلي: مش باين يا رامي الي عمل كده هرب اختي حقها راح خلاص

امسك كفيها وقربها منه قائلا

رامي: متخافيش يا ليلي أنا معاكي وأن شاء الله حق ملك هيرجع وهتشوفي بنفسك

ليلي: يارب يا رامي


كان هناك من يتابع في صمت ولكن من داخله نيران مشتعلة لو خرجت لكانت اشعلت ما حولها ولنا تهدأ حتي تفتك بمن يحاول الاقتراب من شئ يخصه شعور لأول مرة يشعر به غيرة قاتلة تنهش قلبه حاول كبد ذلك الغضب ولكن هيهات نيران الغيرة لا تطفئ سوي بوجود الحبيب ومما اشعل النيران مرة اخري حين رأي ذلك الشاب يحتضن ليلي كان الغضب امتلك كيانه فتوجه اليهم وهو لا يري امامه


في عمارة مينا

كآنت جالسة تقراء احدي الروايات حين اعلن هاتفها عن مكالمة واردة نظرة الي رقم المتصل فابتسم حين علمت من هو صاحب الرقم اجابت عليه قائلة: أبو الصحاب

مينا: حبيبي يا وحش

اسراء: اشطا يا ريس أنت فين كده

مينا: أنا في الكنيسة في قداس النهاردة 

اسراء: قداس ولا رايح عشان تشوف لك عروسة

مينا: اتلمي يا جزمة بدال ما اجي لك

اسراء: احنا اسفين يا صلاح ها كنت عايز ايه بقا

مينا: يا ساتر يارب يا بت لسانك ده ايه مبرد اتلمي شوية

اسراء: ههههههه طب حاسب احسن المبرد ده بيعور

مينا: أنا عارف اني مش هخلص معاكي المهم هاتي مصطفى وماما وطنط وعدوا عليا في الكنيسة عشان نخرج سوي عندي لكم مفاجأة انما ايه لوز

اسراء: ها مفاجأة طب هي ايه

مينا: وانا لو قلت ليكي كيف تكون مفاجأة يلا روحي قولي لماما ومصطفى عشان برن عليه مش بيرد

اسراء: مسافة السكة نكون عندك يا مونا سلاموز بقا عشان اطير أنا واقول لمصطفى ومامتك 

مينا: ههههههه سلاموز

خرجت اسراء من شقتها متجه الي شقة مينا التي ما أن وصلت وجدت باب الشقة مفتوح دلفت الي الداخل وجدته امامها يرتدي فنلة حملات تظهر جميع عضلاته وبنطاله يصل الي بعد ركبته بعد أن رفعه حتي لا يتبلل من الماء وكان واقفا علي الارض وامامه سجادة وهو يقوم بغسلها ولكن كان صوته عالي نسبيا وهو يغني قائلا  : يخربيتك يا سجاد ويخربيت معرفتك😭🎤

صحيح شكلك نضيف بس ياريتنى مغسلتك 😂😂😂

وستارة تجيب سجاد وسجاد يجيب مشاية 

مشاية تجيب تسييق ارحمو ضهرى وقفايه

لما تسطيع كتم ضحكتها اكثر من ذلك لتضحك بعلوا صوتها حتي سمعه هو فنظر اليها والي جمال ابتسامتها التي اثرت قلبه


يا ترى اي سر موت ملك وازاي ماتت 

وعادل هيعمل ايه في رامي 

واي هيحصل ل مينا واسراء

وعمر هيكمل انتقامه ازاي.....


              الفصل السادس والعشرون من هنا 



تعليقات



<>