روايه سامحيني الفصل الخامس والعشرون والاخير 25 بقلم نسمة مالك

 

روايه سامحيني

 الفصل الخامس والعشرون والاخير 25

 بقلم نسمة مالك



..مرارا..وتكرارا..

تهاتف اولادها..حتى اخيرا اتاها الرد..

شاديه:بلهفه..هند..اخيرا رديتى..عامله ايه..؟

هند:بجمود..كويسه..وانتى عامله ايه..

شاديه:الحمد لله..هتيجو امتى..

هند:لسه شويه كده..


صمتو قليلا..فقطعت شاديه الصمت..

شاديه:ببكاء..سامحينى يا بنتى..

جملتها هذه جعلت ابنتها تنتفض بفزع وتحدثت بخوف وقلق وبكاء ايضا..

هند:مالك يا ماما..فيكى حاجه..؟

استمعت لصوت بكائها وشهقاتها تتعالى فاكملت برعب..

ونبى يا ماما ردى عليا..فيكى ايه يا حبيبتى..؟

شاديه:ببتسامه من بين سيل دموعها..صحيح يا هند بتحبينى؟

..بكت بنحيب اكبر..وهتزعلى عليا لو مت..ولا هتقولى اهى ريحتا من قرفها وشرها..؟

هند:ببكاء..بعد الشر عليكى يا امى..ايه اللى بتقوليه دا بس..

شاديه:انا ندمانه يا هند..بعدكم وغربتكم عنى ووحدتى ربتنى وعلمتنى ان الله حق..بكت اكثر واكثر واكملت برجاء..ارجعو يا بنتى كفايه بعد..مبقاش فى العمر اد اللى راح..

وانا والله اتغيرت ومش هزعلكم تانى.. و ندمت على اللي عملته ليكم

وبرغم كل شئ فعلته هى بالأخير والدتها..

ألم حاد اعتصر قلبها حين تخيلت فقدنها..


ابتسمت من بين دموعها وتحدثت بتساؤل..

هند : و سيد ؟؟ ما ندمتيش على اللي عملتيه معاه ؟

شاديه بندم : ندمت و لو عليا هروح معاكى واتأسفله قدامك يا بنتى.. و اطلب منه يرجعك انا عارفة أنه بيحبك 

هند:بس سيد سافر يا ماما..

شاديه:انا مستعده اروح له فى اى مكان هو فيه..بس تسامحونى يا هند..

صمتت قليلا واكملت بأحراج..وكمان اسامه ومراته يسامحونى وهعترف لاسامه ان انا اللى كنت بسرق من فلوسه مش مراته..


هند:بزهول..يعنى لما اسامه اتهم صفاء بالسرقه ورمى عليها اليمين كنتى انتى اللى واخده الفلوس؟!!..لا و كمان سخنتيه عليها و خلتيه يصدق انها بتسرقه بجد؟؟

ابتلعت غصه مريره وهمست بأسف..

شاديه:ايوه..بكت بنحيب واكملت بلهفه..بس أهو  ردها يا هند ومستغناش عنها..

هند:بأسف..بس بعد ايه يا ماما..؟؟ بعد ما عمل شرخ فى علاقتهم مش عارفين يعالجوه لحد دلوقتى..!! الثقة اتمحت ما بينهم يا ماما ..انا شايفة معاملتها ليه ...مش هي أبدا معملتها قبل ما يطلقها 

شاديه:بتاكيد..انا مستعده اعمل اى حاجه علشان ترجعو ونتصافى..


هند:تعملى اى حاجه..اى حاجه..؟؟

شاديه:بلهفه..اه والله اعمل اى حاجه يا بنتى علشان مبقاش من غيركم تانى..

هند:طيب يا ماما ايه رأيك تعملى عمره..؟؟

شاديه:ببكاء اشبه للانهيار..بتتكلمى جد يا هند..؟

هند:بتأكيد..ايوه يا حبيبتى..بتكلم جد..انا هبعتلك تجيلنا زياره تقعدى معانا وبعدين نطلع عمره رمضان الجاي مع بعض انا وانت


و  نظرت للجالس بجوارها محتضنا إياها بعشق واكملت..

وسيد جوزى يا ماما..

شاديه:بزهول وفرحه..بجد يا هند..انتى رجعتى لسيد..؟؟

هند:ايوه..رجعتله من اول يوم سافرت فيه..


صمتت قليلا واكملت ببكاء..وانتى حضرى نفسك وحضرى شنطتك علشان هحجزلك فى اقرب وقت..

زادت حده بكائها وهمست من بين شهقاتها.. مش هاقدر اجيلك انا لاني   هولد الاسبوع الجاى يا ماما ...ومحتجالك جنبى..


لحظه..اثنان..تحاول استيعاب ما قالته ابنتها..!!

دموعها هبطت على وجنتيها بغزاره وهمست بصعوبه..

شاديه:حاااامل !!! مبروك يا بنتى..الف مبروك يا حبيبتى


هجيلك..احجزيلى يا هند..هجيلك يا ضنايا..قولى لأخوكى ومرات اخوكى كمان امك جايه تستسمحكو..


انتهى الجمود..القسوه..الجحود.. واخيرا..انتصر ضميرها..وفاقت لنفسها بعدما تلقت درسا قاسيا لن تنساه طيله حياتها

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

تأخرت عليه كثيرا..

ارتدى ثيابه واتجه للاسفل يبحث عنها..

اقترب من شقه حماه و تنحنح بصوت عالى يعطى اشاره انه قادم..

عبد الخالق:تعالى..

خطى للداخل..اهلا..ابو تيمو..

ادهم:بحب..حبيبى يا عمى سلام عليكم  يا غالى.. عامل ايه..

عبد الخالق:بخير الحمد لله يا حبيبى..ربت على كتفه..نورت بلدك وبيتك..

ادهم:منور بيكم يا عمى..صمت قليلا واكمل بمتنان..انا بشكرك يا عمى عبد الخالق..بشكرك على كل حاجه..

عبد الخالق:بعتاب. ..هو ااحنا فى بينا شكر..انت ابنى..انا بعتبرك زى محمد ومحمود تمام..؟؟

اقترب ادهم وقبل راسه وتحدث بحب شديد..

ادهم:وانا والله اتشرف اكون ابنك..

خرجت جيهان من احدى الغرف حامله يامن بيدها وتحدثت بترحاب..

جيهان:يادى النور..منورنا يا ابو تيام..اعطته صغيره واكملت..خد بقى الواد اللى كله مراتك دا اتصرف معاه..

قبله ادهم بحب وتحدث بفرحه..

ادهم:الواد مسبش من مريم حاجه..

جيهان بغيظ ونظره حارقه مش زي حالتي .... اقتربت من زوجها سريعا وامسكت برقبته واكملت بغضب مصتنع..الا ما فى واحد فيهم طلع شكلى حتى بنتى الوحيده طلعت نسخه منك ..

عبد الخالق:بخوف مصتنع..انت واقف تتفرج عليا يا ادهم احقنى حماتك هتموتنى..

ادهم:بمزاح..هههههههه..متقلقش هحصلك انا كمان..انزل الصغير وحدثه بأمر..حوش عن جدو يا يامن على ما اشوف ماما وارجعلك..نظر لحماه الذى ينازع بين يد زوجته وتحدث بستعجال..الله معاك يا عمى..انا هطير اشوف مريم فى الهايبر تحت


..نهى حديثه وخرج سريعا..انتظر عبد الخالق حتى اغلق الباب خلفه ومن ثم..جذبها سريعا داخل حضنه وتمدد بظهره على الاريكه جعلها تعتليه وتحدث بخبث..

عبد الخالق:بقي عايزه تموتينى ؟..بتحبينى اوى انتى يا جيهان..

ابتسمت له ابتسامتها الرائعه وملست على وجهه ولحيته بأصابعها وقبلت طرف شفاتيه وهمست بعشق..

جيهان:بعد الشر عليك يا سيد الرجاله..ربنا يجعل يو؟!..

قطع حديثها كعادته بشفاتيه.. ولكن شيئا صغيرا صعد فوق ظهر جيهان وجلس برتياح ويضحك بفرحه عارمه بعلو صوته انتشلهم من قبلتهم .

وانفجرو هما ايضا بالضحك على حفيدهم الشقى الصغير الذي نسوه تماما .

ضحكه نابعه من القلب..لامرأه احتواها زوجها وجعلها ملكته المتوجه رغم انها فقدت الكثير من رونقها وجمالها بسبب مرضها...لكن؟!..بحب واهتمام زوجها تستعيد صحتها رويدا رويدا💕..

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

..بالهايبر..

..اسأل ام تيام..

لما تيجى ام تيام.

.هستأذن ام تيام..

يستمع لتلك العبارات كلما سأل احدى العمال عن اى شئ بمشروعهم التى انشأته زوجته بغيابه..

ينظر حوله بنبهار وفرحه فشل فى اخفاءها..

ها هو سنوات غربته قد حصدتها زوجته وحافظت على كل قرش وانشأت هايبر ماركت على اعلى مستوى..تديره كالساعه..

ينظر هنا وهناك بعيون متسعه من شده زهولها..

لم يخيل ان هذه المريم الخجوله الباكيه دوما تدير مكان كهذا..

بل وايضا تشغل كم العماله الهائل وجميعهم من الرجال بأعمار مختلفه..

كلمتها مسموعه.. لها منهم كل احترام وتقدير..

جلس على اقرب كرسيى يشاهد ما يحدث بفخر..

متزوج هو من ست البنات ابنة الاصول..

وبموعدها المنضبط.. ها قد اتت ام تيام..

اكثر من شاب ركض للخارج لاستقبالها..

تسمر مكانه واتسعت عيناه على اخرهم حين وجدها تقود احدى السيارات الحديثه بمهاره عاليه..

يا الله هذه زوجته التى كانت لا تخرج للشارع بالشهور بأمر منه 

و لا تخرج الا برفقة والدته و تحكماتها ! 

عبست ملامحه قليلا حين تذكر انه لا يفقه اى شئ عن قياده السيارات..

اخره يقود دراجه وليس حتى موتسيكل..

اعطت هى مفاتيح سيارتها لاحد العمال..

وخطت للداخل بهيبتها وشياكتها المعهوده..

ترتدى نظارتها الشمسيه وجهها مشرق تسير بخطى امرأه واثقه كل الثقه بنفسها تلقى رساله لكل من يراها انها..

الزوجه الخلوقه.. القويه.. الاصيله..

مريم..زوجه مغترب قد عاد ولكنه أصبح يشعر بالغربه بوطنه..

رأت هى نظرته هذه فقتربت منه وتحدثت بهدوء..

مريم:احححم..عجبك الهايبر..حرك راسه بنعم فاكملت هى..كنت بجيب تيام من درس القرأن..

ابتسم هو ابتسامه فخوره وهمس برجاء..

ادهم:طيب ممكن يا زوجتى العزيزه تتكرمى وتعلمينى السواقه..

مريم:امممم..اوك..وماله..نظرت له بجديه شديده وصرامه..

الساعه ب500ج..ودا علشان انت جوزى..

اقترب منها وهمس باذنها بانفاس ساخنه وتحدث بخبث..

ادهم:بس انا ميكفنيش ساعه..نظرت له بخجل وتفاجئ فاكمل هو بعبث..متقلقيش انا هدفعلك بالدينار الكويتى يعنى 500 دينار.. والدينار ب60ج احسبيها بقى..نهى حديثه وغمز لها سريعا..

مريم:بجمود مصتنع همست..عقابا لنيتك السو اللى انا فهماها كويس هتدفع فعلا ال500دينار بس فى النص ساعه..

اشارت بيدها للخارج..يله خلينا نبدأ حالا علشان انت اللى هتجيب ابنك بكره من الحضانه والدرس وهتوديهم النادى يا ابو تيام

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

..عقابها مستمر.. بل وازداد....فقد عاد من غربته..من اسبوعين واكثر.. وحتى الأن لم يتمكن من احتضانها..

يحترق شوقا لها.. وهى تبادله شعوره هذا بلامبالاه وبرود تام..

يفكر ويفكر كيف يستعيدها..

تنهد بألم وحدث نفسه بغيظ وتشفى..

ادهم:فالح يا ادهم الز"فت....مبسوط دلوقت ؟؟ بعدتها عنك بأيدك اشرب بقى اهى طلعت غبائك كله من عنيك يا بهيم.

خبط بقبضه يده بغيظ وهب واقفا واتجه لخارج الغرفه يبحث عنها..

دار بعينيه  بالشقة حتى وجدها جالسه امام التلفاز تشاهد احدى الافلام بتركيز..

بتوتر..اقترب وجلس جوارها..

وهى حتى لم تنظر له مجرد لمحه عابره..

التزم الصمت قليلا ومن ثم تنحنح وتحدث بتساؤل..

امال فين الولاد يا مريم..

ينظر لها بلهفه.. كم اشتاق لنظره عيونها..

يتمنى تنظر له لعلها ترى مدى شوقه وندمه واسفه ايضا الظاهر بعيناه..

ولكن!؟؟..

ردت هى بكلمه واحده فقط بكل هدوء دون النظر له..

مريم:تحت..

زم شفاتيه بخيبه امل..

اذن ماذا يفعل اكثر حتى ترضى عنه..

التمعت عيناه بخبث وابتسم بعبث وتحدث بتعب مصتنع..

ادهم:مريم انتى مولعه البوتجاز على حاجه..

مريم:بجمود..لا..

ادهم:امال انا شايف زى دخان او شبوره..

نظر لها وجدها جامده لا تنظر له فاكمل بتعب اكثر..

انا شكلى دايخ ولا ايه..

نهى حديثه ومال بجسده قليلا..

واخيرا..

نظرت له..

وتحدثت بجمود ولكن هذه المره مصتنع..

مريم:احححم دايخ ازى يعنى..

ادهم:بوهن..اااه مش قادر..الحقينى يا مريم..!!


نهى جملته ومال بجسده اكثر حتى تمدد على ظهره..

لهنا وانهارت جميع حصونها..

وبلحظه كانت اقتربت منه تتفحصه بقلق ظاهر على وجهها..

ينظر هو لها بدموع تلتمع بعيناه..

يا الله كم اشتاقها..

ملست هى على وجهه بحنان وتحدثت بقلق..

مريم:مالك يا ادهم..حاسس بأيه..؟؟


اغمض هو عيناه ببطئ لتهبط دموعه بغزاره وهمس بغصه مريره..:وحشتينى.. همووووووت من بعدك و انتي جنبي ...

فتح عينه ونظر لها برجاء وتوسل شديد واكمل..

سبينى احضنك....كفاية قسوة مو"تيني يا مريم 


نظرت له نظره تحمل من الالم والعتاب الكثير والكثير..

ابتعدت عنه قليلا وظلت صامته..

فقط نظراتهم تتحدث بما تحمله قلوبهم..

اعتدل هو واقترب منها بشده حتى اصبح يتنفس انفاسها..

اخذ نفس عميق يستنشق عبيرها بستمتاع وهمس..

ندمان..والله ندمان..

امسك يدها يقبلها بعمق مرات ومرات..

رفع وجهه مره اخرى ونظر لها بعيون عاشقه وهمس..

مشتاق لك اوووي ..مشتاق لكل حاجه فيكى..


هبطت دموعه بغزاره واكمل بعدم تصديق..

- مش قادر اصدق انى موحشتكيش..!!!

ابتلع ريقه بصعوبه واكمل بغصه مريره..

للدرجادى بقيتى تكرهينى يا مريم..؟؟

ابتعدت بنظرها عنه..


لكنه سريعا امسك وجهها واقترب منها ثانيا وتحدث وهو على وشك تقبيلها..

هموت فى بعدك عنى..

همت هى بالابتعاد لكنه بلحظه كان لف يده حول خصرها و التقطها داخل حضنه اجلسها على قدمه واكمل..

مش هقولك علشان خاطرى..

هبطت دموعه بغزاره اكثر..

بس علشان خاطر ربنا يا مريم متحرمنيش من حضنك كفايه اتحرمت منه اكتر من سنتين..

تنظر له بعيون شديده الحمار..

تجاهد بكل قوتها للتحكم بدموعها..

طالت نظرتهم قليلا..

ودون اى مقدمات..

وبنفس اللحظه..

ارتمو بأحضان بعضهم يبكون بنحيب وصوت شهقاتهم تتعالى..

وبصعوبه همس بأذنها.. سامحينى بالله عليكى.. أوعدك مش هبعد عن حضنك تاني انا اتعلمت الدرس بس كان قاسي اوي 

جذبته داخل حضنها اكثر تسحبه لعالمها الخاص وهمست بعشق..:غصب عني ...قسوتك و إهمالك موتوني ...و مع كدة مسمحاك يا ادهم..

يقبل كل انش تقابله شفتيه..يعتذر بحراره وأسف وندم حاد..

وبكل ما يحمل من عشق ولهفه وشوق..اخيرا..

ارتمى باعماق حضنها يغرق بعشقها الذى اشتاقه حد الجنون وهمس وهو على وشك التهام شفاتيها..

ادهم:انا بعشقك يا مريم..يا اصيله يا بنت الاصول ..نهى حديثه والتقط شفاتيها بقبله اتى بعدها الكثير والكثير..

                   تمت بحمد الله.

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



<>