رواية جرح الأحبة
الفصل الثالث 3
بقلم فاطيما يوسف
_اعرفك على بناتي جودي وجوري هم توأم ايه رايك فيهم مش حلوين قوي .
حضنت البنات وابتسمت لهم بصت له باستغراب وسالته:
_ما كنتش اعرف ان انت متجوز ومعاك بنتين زي القمر كده،
وكمان اللي يشوفك يقول عليك مش متجوز خالص و مش شايفاك لابس دبلة في ايديك ليه .
هي كانت بتتكلم بتلقائيه لأنها ما كانتش شايفه مريم وهي واقفه وراها وسامعه كل الكلام ،
وفاجأه لقيت اللي جايه من وراها وبترد على كلامها بحدة :
_لا يا حبيبتي ما تستغربيش قوي كده يزيد متجوز ومخلف البنتين اللي زي القمر دول .
في نفس اللحظه اتكلم يزيد وصلح الكلمتين اللي قالتهم وما همهوش ان هو يحرجها ما هي يا ما حرجته واستحمل :
_مش لابس دبله لاني ببساطه منفصل عن مامة البنات ،
وكمل كلام وهو بيشاور على مريم وبيعرفها على مها:
_احب اعرفك يا انسه مها على مريم طليقتي ام بناتي .
وبص لمريم نظرات لا مبالاة وقال لها:
_ودي انسه مها يا مريم المستثمر اللي اتبني الاختراع بتاعي واللي هيظهره للنور .
مريم اتغاظت جدا من نظراته ليها المقلله منها وكانها هوا ومش شايفها اصلا ،
وابتسمت ابتسامه بارده وردت على كلامه:
_الف مبروك .
وبصت لمها واتكلمت بنفس البرود :
_اهلا وسهلا تشرفت عن اذنكم .
ومسكت ايد بناتها وأمرتهم انهم يمشوا وقبل ما يتحركوا حضنهم يزيد،
وركب هو كمان عربيته مع مها ومشيوا يروحوا يقابلوا باباها وأثناء ما هما ماشيين اتكلمت مها بعفويه :
_تعرف ان مريم طليقتك ما كانتش طايقاني من اول نظره عيني جت في عينيها عايزه اقول لك ان نظرات الغيره باينه من عينيها وكانت بتغلي من جواها وطالما بتحبك كده ليه اطلقتو وليه سبتها ،
وكملت كلامها وهي بتعتذر :
_انا اسفه اني بتدخل اللي ما ليش فيه بس انا اعتبرتك زي اخويا بالظبط .
يزيد كان تعب الدنيا كله جواه لما قالت له الكلام ده وجاوبها :
_ما قدرناش نتأقلم مع بعض ما كانتش مستريحه فانفصلنا بهدوء واحترمت رغبتها .
=بس هي باين عليها بتحبك جداً ليه سبتها؟
_قرار الانفصال كان رايها هي ما اقدرش اجبرها انها تعيش معايا غص/ب عنها .
_معقوله تكون بتحبك الحب ده كله اللي باين من عينيها وهي اللي تختار الانفصال؟
=بتهيألك ممكن ما نتكلمش في الموضوع ده تاني لانه بيضايقني ؟
استوعبت ضيقته وحست الخنقه باينه على وشه وقالت له باعتذار:
_تمام زي ما تحب معلش ان كنت ضايقتك بسؤالي او بكلامي .
قفلوا الكلام في الموضوع ده وتقابل يزيد مع باباها اللي هيمول الاختراع بتاعه وهيتبناه واتفقوا على كل حاجه النسب ووقت الاستلام وكمان من ضمن الاتفاقات انه هيعمل له حمله اعلانيه كبيره تليق باختراعه ،
ومرت الايام وكل يوم مريم تركز مع يزيد وبقيت متابعه كل التفاصيل اللي تخصه بعد ما كانت مش
اتحرجت جدا من كلام والدتها وانها كشفاها وحاولت تداري موقفها:
_ايه الكلام اللي انت بتقوليه ده يا ماما انا واقفه عادي ما ببصش على حد وما ليش دعوه بحد؟
ابتسمت والدتها بسخريه وقالت لها:
_واضح جدا انك ما بتبصيش ده انت مش بتبصي بس !
ده انت عينيكي هتتقلع وانت واقفه تبصي عليه وهو بيتكلم مع البنت دي .
وكملت وهي بتطبطب على ضهرها :
_جوزك في ايدك يا بنتي لحد دلوقتي وانتم لسه في شهور العده ارجعي لمي بيتك و بناتك قبل ما تخلص العده وامسكي فيه بايد من حديد علشان مش هتلاقي زيه تاني انت من ساعه ما سبتيه وانت مش على بعضك ومش مرتاحه .
كلام والدتها خلى دقات قلبها مع افكار عقلها وبقت مش عارفه تعمل ايه وحاولت تداري ماء الوجه اللي انكشف قدام والدتها ورفضت كلامها:
_لا انا مش هرجع ومين قال ان انا عايزه ارجع انا كده مرتاحه بخرج على مزاجي انا وبناتي ولا حد بيقول لي رايحه فين ولا جايه منين ولا لابسه كده ليه وبنام براحتي وبقوم براحتي وبعدين انا ما ليش علاقه بيه يا ماما مش كل شويه هتكلميني في الموضوع ده .
والدتها كل يوم تقول لها الكلمتين دول وهي الكبر والعند واخدها ،
وقعدت في البلكونه وهي بتبص عليه بالشرود وبتفتكر من شهرين بالضبط قالت له ايه وجرحته ازاي بكلامها اللي ما يستحملهوش اي راجل ،
بسم الله الرحمن الرحيم
لا اله الا الله وحده لا شريك له يحيي ويميت له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .
#فلاش_باك
بتتكلم مريم بعجرفة لجوزها :
_ايه بقى المنظر اللي انت طالع لي بيه ده افرض انا راجعه من الشغل حالا وانت طالع بالمنظر ده وكانت صاحبتي معايا وشافتك انا بجد زهقت من العيشه دي من كتر ما بتكلم معاك .
بص لها يزيد بغ/ضب ورد عليها :
_انت ايه يا بنتي كميه العجرفه اللي انت بتتكلمي بيها دي انا نفسي اعرف انت اتغيرتي كده امتى ما كنتيش كده؟
اتأففت من كلامه لانه مش قادر يستوعبها ولا يفهمها وجاوبته:
_انا زهقت من كتر الكلام في الموضوع ده وخلاص انا ما بقتش طايقه العيشه هنا في البيت ده ولا طايقه اني اشوفك بالشكل ده وطالما ولا انت بتاخذ بالك وبتهتم بشكلك يبقى خلاص كل واحد فينا يروح لحاله .
ضر/ب يزيد كف على كف باندهاش وبص لها بص/دمه واتكلم :
_انتي امتى بقيتي كده يا مريم مش إنتي اللي أخدتها وهي معاها الاعداديه ويدوب كانت مخلصاها من سنتين واتجوزتها وعيشت معاها اكتر من 12 سنه!
ايه اللي جرى لك انا لحد دلوقتي صابر عليكي علشان ابوكي الله يرحمه موصيني عليكي قبل ما يم/وت .
استنكرت كلامه اللي ما بيعجبهاش او اللي ما بقاش يعجبها وقالت له :
_شوف يا يزيد انا اتجوزتك وانا صغيره وما كنتش فاهمه حاجه وما كنتش لسه وصلت للي انا وصلت له دلوقتي والمفروض ان احنا الاثنين نراعي شكل بعض ومستواه لكن انت عايز تفضل كده وبراحتك لكن انا عايزه اعيش حياتي بالطريقه اللي تريحني اظن كده فهمتك قصدي بكل هدوء .
كان حاسس ان كل كلمه بتقولها كأنها خن/جر بين/طعن فيه بيحبها ده بيعشقها علشان كده بيغفر لها طريقتها الجافه معاه وبرده مراعي وصيه ابوها والدتها اللي عمرها ما كلمته الا بكل حب وخير وكمان علشان بناته الاتنين،
وقف قدامها وبص لها بحيره واتكلم:
_ما فيش اي راجل يقبل على نفسه طريقه الكلام دي يا مريم وانا حذرتك بدل المره 1000 مره انا لحد دلوقتي متعاطف معاكي جدا لكن مش هقدر استحمل اكثر من كده ،
وقرب منها وجاي يحط ايده على كتفها علشان يحتويها اكتر وقبل ايده ما توصل لكتفها بعدت هي بسرعه وقالت له وهي بتبص له باشمئزاز :
_ايه ده ما تقربش مني انت مش شايف ايدك فيها ايه ؟
الطقم اللي انا لابسه ده غالي جدا لو سمحت ما تجيش ناحيتي خالص يا يزيد .
يزيد: انجرح جدا من نظراتها من كلامها ولحد هنا واستكفى وما بقاش قادر يستحمل ولا معاملتها الجافه ولا نظراتها المشمئزة منه وفاجأه طلعت من لسانه الكلمه اللي ما كانش عايز يقولها :
_انتي طالق يا مريم!
قلتها لك أهو علشان تستريحي بهد البيت وتشريدنا انا وانتي والبنات .
اول ما سمعت الكلمه دي حست بهزه في جسمها كله ما كانتش تعرف انها هتاثر فيها قوي كده او بالاخص ما كانتش تعرف انها هتبقى صعبه عليها قوي كده لانها للاسف بتعشق يزيد بس السك/ينه سرقاها ومش حاسه بده خالص ،
حاولت تهدي من ضر/بات قلبها وردت عليه:
_مش احنا اول ناس اللي نتطلق في الدنيا وهنعمل زي الناس المتحضرين ومش هنأذي بعض وباذن الله البنات مش هيتشردوا ما بينا انا وانت متحضرين يا ريت تجيب المأذون وننفصل بهدوء ،
واديته ضهرها وطلبت منه:
_وليا رجاء عندك ان احنا ما نخرجش انا والبنات من الشقه وهدفع لك ايجارها كل شهر لان انا مش هسيب بناتي انا متعلقه بيهم جدا وانت عارف .
ما كانش متوقع انها هتتقبل سماع كلمه انت طالق بكل هدوء كده وكمان كملت عليه بالجمود الرسميه على وشها وهنا حس يزيد ان ال 15 سنه اللي قضاهم معاها بيعشقها وبيتمنى لها الرضا ترضى راحوا هباء،
اتنهد بتعب بعد ما استوعب طلبها وطمنها:
_اطمني يا مريم مش انا الراجل اللي يرمي بناته في الشارع الشقه هسيبها لك باللي فيها وهخرج بهدومي ولا ايجار ولا يحزنون انتي عارفه اني الحمد لله مش محتاج .
حست مريم ساعتها في اللحظه دي إنها غلطت في حق يزيد وفي حق حياتها وفي حق بيتها لكن هي ما كانتش مرتاحه هتعمل كل اللي هي عايزاه من غير تحكمات يزيد وغيرته الزايده عن اللازم،
وفي نفس اليوم بالليل بعت يزيد لوالدتها تروح لها علشان خاطر الماذون هيجي يطلعهم هم الاثنين واول ما والدتها عرفت انصعقت من الخبر وراحت لها فورا وكلمتها بص/دمة :
_نفذتي اللي في دماغك يا بنت بطني وعملتي اللي على كيفك يا رب تكوني مستريحه دلوقتي لما خسرتي راجل عمرك ما هتعرفي تعوضية وخسرت بيتك اللي كان يزيد محتويكي فيه على الاخر وعمره ما قصر في حقك ولا في حق بناتك .
كلام والدتها أثر فيها بس اتعاملت بعند مع الموضوع وردت على مامتها:
_انت ليه بتعملوا فيا كده ربنا سبحانه وتعالى حلل الطلاق انا مش مرتاحه حاسة إني بطلع لفوق ويزيد زي ما هو مش عايز يتغير بقى منظري مش لطيف قدام صاحباتي كل لما يشوفوني يا ماما انا بقيت في السما وهو لسه في الارض زي ما هو .
ابتسمت والدتها بسخريه وقالت لها:
_بصي حواليكي يا حبيبتي هتلاقينا كلنا على الارض زي ما احنا علشان لما الارض تنشق بيكي ساعتها مش هتعرفي ترجعي الغالي اللي راح فكري تاني قبل ما يجيب الماذون ما تهديش بيتك يا بنتي،
وكملت كلامها وهي بتستنكر عليها الحجج اللي عماله تقولها :
_وبعدين منظر ايه اللي انت بتتكلمي عنه ده انت متجوزه راجل محترم وابن ناس وشياكه لما بيخلص الورشه بتاعته وبيقفلها بعد تعب طول اليوم بيطلع ياخد شاوره وبيلبس احسن لبس وبياخدكم احسن اماكن يخرجكم فيها وعنده عربيه محترمه وعلى الموضه زي ما بتتكلمي صدقيني يا بنتي هتندمي في وقت ما ينفعش فيه الندم انت دلوقتي تروحي تعتذري له وتطلبي منه السماح وهو طيب وهيقدر كده .
يزيد سمعها وهي بتقول لها الكلمتين إللي في الاخر وكان بعت للماذون يجي وراه ورد على حماته :
_ما بقاش طيب يا حاجه ومش هسامح،
بنتك جابت اخرها معايا استحملت منها معامله جافه ونظرات استح/قار ما يستحملهاش اي راجل وكنت بصبر علشان خاطرك وعلشان خاطر ابوها الله يرحمه وعشان خاطر بيتي وبناتي مش ضعف مني لكن كل شيء له اخر وله حد وطالما هي اختارت يبقى تتحمل نتيجه اختيارها .
كان كل كلمه بيقولها صحيحه جدا لانها كانت شايفه طريقتها في المعامله معاه وراح طبطبت على ضهره وهي بتطيب خاطره بكلمتين:
_طول عمرك شهم وراجل وجدع قوي يا يزيد وكنت بالنسبه لي الابن اللي انا ما خلفتهوش،
وكل كلمه بتقولها صح جدا وحقيقي مهما حاولت تنكر كده لكن انا ست بتخاف ربنا سبحانه وتعالى لازم اقول كلمه الحق بس لية طلب عندك .
رد عليها يزيد بكل رجولة :
_ طلبك اوامر يا أمي وعلي راسي من فوق.
حزنت جدا على ان بنتها تخسر راجل زي ده كل كلمه بيقولها بتخليها قلبها يدق بخ/طر على بنتها من بعده وطلبت منه برجاء:
_ما تقفلش الباب بينك وبينها يا ابني على الاخر سيبه مردود شويه مهما كانت هي صغيره لسه وانت طول عمرك قلبك كبير وطيب انت رميت عليها اليمين بس ما تجيبش الماذون لحد ما نشوف الدنيا توصل بيكوا لفين وهي هتكتشف غلطها بنفسها .
وافق يزيد على كلامها وقال لها:
_طلبك على راسي من فوق ياأمي بس انا حابب اعرفك ان مهما حاولتي مريم عنيده وانا لحد هنا مش هستحمل اكتر من كده انا عملت اللي عليا وزياده قوي .
بصت لبنتها نظرات من نا/ر وردت عليه :
_تبقى تتنفس كده على اللي انا قلته وانا والله ولا هبقى امها ولا هي بنتي ولا هعرفها وهيبقى قلبي وربي غض/بانين عليها .
مريم ما كانش يفرق معاها طلاق ماذون اهي طلقت وسمعت الكلمه وخلاص ومسير والدتها هتاخد على الامر الواقع ده وقالت لهم انها موافقه بس هي حاليا مطلقه وهو ما لهوش اي حكم عليها ،
واخد يزيد هدوم وساب لهم الشقه ووالدتها جت نقلت معاها وده كان طلب من يزيد ليها علشان ما يسيبهاش لوحدها ويبقى مطمن على البنات في وجود جدتهم معاهم
وفي نفس اليوم اعلنت مريم على موقع التواصل الاجتماعي انها انفصلت عن زوجها وكل أصحابها اللي شغالين معاها عرفوا .
عودة من الباك
يزيد للاسف بيحبها جدا ومتعلق ببيته وبناته وده نوعا ما مد/مره بس مش هيقدر يغص/بها على حاجه هي مش عايزاها ،
ومرت الايام واختراع يزيد بدأ يظهر للنور وكان ولد مها عملوا حمله اعلانيه رهيبه على مواقع التواصل الاجتماعي وكمان كان مجهز له برنامج تلفزيوني لان ده هيفيد الاختراع اللي هو اتبناه وصرف عليه اكثر ما هيفيد يزيد هيحقق له ارباح اكتر ،
وكل ده شايفاه مريم ومتابعه اخباره كويس جدا ففي مره كانت هي وصاحبتها في النادي فمسكت فيديو وبتوريه لمريم بتقول لها:
_ الله هو مش المز القمر ده يبقي يزيد طليقك يامريم ؟
أخدت منها مريم الفيديو تشوفه وكان يزيد فيه ولا النجوم بحق واتغاظت من وصف صاحبتها وقالت لها:
__ أه هو يزيد ،
مالك منبهرة أوي كدة هو حلي دلوقتي مش ده إللي كنتي بتقولي لي عليه مشحم ومزيت ومش لايق عليكي خالص يا روما ؟
شايفه عيونك بتلمع وانت بتتفرجي عليه مش ده اللي انتوا لمتوني كلكم في المكتب وكل يوم والتاني في دماغي وتقولوا مش لايق عليكي.
ردت عليها وهي بتبص للفيديو وعلامات الانبهار لسه على وشها:
_ بس انا لما كنت بشوفه دايما يا اما تحت عربيه يا اما واقف وعلى وشه علامات الشحم وبيبقى شكله متبهدل خالص بس ما كنتش اعرف انه شيك قوي كده ووسيم قوي كده.
غلت من جواها وبقت مش على بعضها من كلام صاحبتها اللي قاعده قدامها واللي هي كانت السبب الرئيسي في انها تنفصل عنه من كتر كلامها،
وغلت اكتر بسبب انها عماله تتغزل فيه وهاجمتها:
_لا يا حبيبتي هو شكله كده من زمان وبيلبس كده من زمان بس وقت الشغل بس هو اللي بيكون متبهدل ولو سمحتي تقفلي الفيديو وتفكينا من الحوار ده دلوقتي علشان انا بدات اتخنق .
وقفلوا على الحوار وهي بتاكل في نفسها اكل وعدى اليوم ده،
وقعدت مع نفسها في اوضتها ولقت دموعها نازله على وشها وهي بتكلم نفسها:
_مالك متضايقه وبتعيطي ليه مش ده اللي انت هنتيه في كرامته بدل المره مية!
مش ده اللي كان يجيب لك لبن العصفور كان هيجيبه لك عشان ترضي عنه!
وفي الاخر انت اللي طلبتي ولا بقيتي مرتاحه ولا بقيتي عارفه تعيشي ،
وخلاص فاضل ايام بسيطه في العده وهتخسرية الى الابد وهو ما سألش فيك من ساعه الطلاق.
دخلت والدتها عليها لقيت دموعها نازله ومغرقة وشها ،
فقالت لها بنصح:
_مش عيب إن البني ادم يغلط ويعترف بغلطه
يا مريم روحي له واطلبي منه إنه يسامحك ولمي بيتك وبناتك في حضنك وسيبك من طبعه الجامد القاسي معاه علشان يا بنتي مش هتلاقي زيه تاني ،
وخلي بالك لو ايام العده انتهت وما رحتلهوش هتخسرية لي للابد وساعتها نظره عيونك اللي بتبقى عامله زي جمر الن/ار لما بتشوفيه واقف مع واحده مش هتستحملي وهتتقلب لن/ار هتقيد في جسمك كله ومش هتخلي فيكي حتة سليمة .
فضلت تقول لها كلام خليتها ما بقتش على بعضها من كلامها لحد ما قالت لها بانتفاضة :
_ واحدة تانية إيه ياماما!
معقوله يزيد ممكن يحب ويتجوز واحدة تانيه غيري !
لاااا عمره مايعملها .
زادت والدتها من كلامها إللي بتقول لها وإللي بقي عامل زي البنزين اللي بيتحط علي الن/ار بتو/لعها أكتر :
_ وليه لأ ياحبيبتي راجل ملو هدومه وقمر ويملي قلب وعين أفهمها برنسيسه ،
طيب أقول لك علي حاجه كمان،
صاحبتك إللي بتاكل معاكي عيش وملح بشوفها بتجي له كل يوم بحجة عربيتها البايظة وبتبقي واقفة معاه وهو بشحمه وعينيها هتتقلع عليه ،
وتقريبا كدة والله أعلم بترسم عليه وهتخطفه منك اسأليني أنا دي كلها حركات انا حافظاها كويس جداً.
هبت من مكانها واقفه وهي بتشد حجابها وبتقول لمامتها باستنكار:
_ إيه الكلام الفارغ ده انا مبشفهاش هنا ومبتقوليش إنها بتيجي هنا خالص ليزيد .
رفعت مامتها حاجبها وجاوبتها بتأكيد وهي بتوريها شاشة الموبايل ومصوراها في مرة من المرات فيديو :
_ ماهي مش هتقولك ياحبيبتي انها عينيها من جوزك وأبو بناتك وإنها راسمة عليه وهتخطفه منك ،
دي بتختار الساعتين إللي إنتي بتناميهم مخصوص علشان تجي له وبصي علي الفيديو اللي صورته لها ده وشوفي لمعة عينيها وهي واقفه قدامه ياعنيا ،
أو أقول لك تعالي كدة معايا علي البلكونه وهتلاقيها ربع ساعه بالكتير وجياله دلوقتي.
وراحت البلكونة معاها وهي بتبص عليه وهو نايم تحت العربيه كالمعتاد وبالرغم من إن اختراعه نجح وبقي ماديا يقدر يقفل الورشة إلا إنه اعتزازه وحبه لصنعته زي ماهي منقصتش ومتكبرش عليها ،
بس المرة دي نظرتها اختلفت نظرة ندم على حب حقيقي ضيعته ،
نظرة قه/ر علي قلب جرحته ومكانش يستاهل منها كدة ،
وأثناء ما هي واقفه جت فعلاً صاحبتها ووقفت مدت ايديها وسلمت عليه ،
فتحت عينيها علي وسعهم باندهاش وسمعت مامتها بتقول لها :
_ مش دي إللي كانت بتتريق علي منظر إيديه وبتقولك ياي كلها شحم وشكله مق/زز ،
كانت بتقولها وعلامات وشها التريقه علي صاحبتها ،
وكملت وهي بتشعلل الغيرة اللي هتحركها :
_ أهي هي إللي بتمد إيديها وبتسلم ومش عايزة تشيل ايديها من إيده كمان ،
خليكي بقي واقفه محلك سر لحد ماتروحي تباركي لهم وهي خاطفاه منك .
انفعلت من كلام مامتها وبدون ماترد عليها نزلت جري علي عنده وهي بتغلي من جواها غليان السنين ،
واول ما وصلت لعندهم بصت لصاحبتها نظرات كلها ش/ر وسألتها باستفسار:
_بتعملي ايه هنا يا عزه مش من عوايدك تيجي تصلحي عربيتك كل يوم والتاني عند يزيد ؟
يزيد سابهم الاتنين يتكلموا مع بعض لما وصلوا رن التليفون ودخل يرد وكانت مامت مريم اللي قالت له اول ما فتح الخط :
_شوف انا سويتها لك على الاخر وجايباها لك جايبه اخرها مش عايزاها تمشي من عندك الا وهي مكلبشه فيك بايديها وسنانها .
اتنهد يزيد بارتياح مراته ام بناته ويعتبر اللي مربيها على ايده واخدها وهي لسه صغيره وبيعشقها ومهما عملت بيغفر لها فرد عليها:
_الله المستعان يا امي ادعي لي ربنا يرزقنا التوفيق انا وهي .
جاوبته بابتسامتها:
_داعيالك يا حبيبي ربنا يخليك لينا ويحفظك لبيتك ومراتك وبناتك يا رب .
وسابها وخرج كانت بتتكلم بتهديد ووعيد مع عزه وبتقول لها:
_طب يا حبيبتي اتفضلي ما عندناش ورشه بتصلح عربيات واكرم لك تبعدي عن يزيد وما تجيش هنا تاني واديني حذرتك .
يزيد كان واقف مبسوط جدا من جواه لكن حب يستفزها لكن عمل نفسه مش واخد باله لحد ما صاحبتها خدت بعضها ومشيت ،
وكان في الوقت ده بالتحديد تحت العربيه ولما شافها بتتحرك قام وقف قصادها وقال لها باستنكار مصطنع :
_بأي حق تمشيها من الورشه وتقولي لها احنا ما عندناش حد بيصلح كان حد قال لك تتكلمي عن لساني ؟
بصيت له بتعب وبلوم وطلبت منه:
_ممكن ندخل نتكلم جوه الورشه او ممكن تيجي تطلع البيت ونتكلم عشان عايزك في موضوع ضروري .
بص على البيت بعين كلها حزن وجاوبها:
_البيت ده ما بقاش ليه مكان فيه بأي صفه ادخله ؟
=ازاي ده بصفتك انك جوزي وابو بناتي
_كنت جوزك وكان ده اختيارك .
مسكته من ايده ودخلت بيه الورشه وهو ماشي معاها قلبه بيدق جدا،
واستغل فرصه مسكتها لايده وقال لها وهو بيضغط عليها وبيمسكها جامد:
_غريبه يعني مسكتيني من ايدي اللي مليانه شحم ولسه حاطه ايدك جواها ومش راضيه تسيبيها مش غريب موقفك ده؟
اتألمت جداً من طريقه كلامه ونبره صوته ومسكت ايديه الاتنين واعترفت له بندم :
_كنت غلطانه ورجعت لعقلي يا يزيد .
=وجايه تصلحي غلطتك بعد ما سبتيني بعيد عنك وعن بناتي تلت شهور بحالهم ؟
_كان لازم اعمل كده علشان افوق واعرف اني ما ليش غيرك حبيب ولا زوج ولا اب ولا روح تحتوي قلب مريم يا عمرها كله .
نبضات قلب في قربها بتزداد وما عرفش يكرهها ولا يشيل منها مهما عملت وقال لها:
_بس مريم وجعت يزيد وداست على كرامته بالجامد قوي ومش قادر ينسى.
قربت منه وحطت ايديها الاتنين على وشه واتكلمت وهي بتبص له باشتياق:
_ومريم اللي وجعت يزيد بتوعده انها هتنسيه كل لحظه الم سببتها له من النهارده .
غمض عيونه من حركتها وهمسها ورد عليها:
_ومريم هتقدر تنسي يزيد ولا مجرد كلام دلوقتي وترجع لكلامها الجا/رح وجلدها لي كل شويه خاصه ان يزيد هيفضل في الورشه لحد ما يم/وت وهيفضل بشحمه وزيته هتقدري تستحملي ؟
مسكت ايديه الاتنين وديتهم عند شفايفها وباستهم باشتياق ورغبه خلته بقى واقف مش على بعضه من حركتها واتأسفت له :
_اوعدك اني خلاص اتغيرت واتعلمت من الدرس كويس صدقني انا لما بشوف واحده بتقرب منك نا/ر بتقيد في جسمي كله وما بقاش طايقه نفسي علشان يزيد لمريم ومريم ليزيد ومش هسيبك ولا هبعد عنك وعمري ما هجرحك بكلمه تاني .
قرب منها وحضن وسطها بإيديه وقال لها:
_ويزيد ما يقدرش يزعل من مريم بدليل انه مرجعها من زمان تقريبا من تاني اسبوع وقبل العده بيوم كنت هاجي لك عشان اقول لك انك انت روحي اللي ما اقدرش تفارقني ولا تبعد عني .
بصت له بص/دمة متغلفه بالارتياح وسألته:
_ بجد يا يزيد كنت مرجعني لعصمتك ؟
=بجد ياقلب يزيد وعمري ماكنت هعرف أعيش مع واحدة غيرك ولا إيدي تلمس ست غيرك .
_قد إيه أنا كنت هبلة وكنت هخسر حب كبير أوووي زي ماما ماقالت لي .
=مكنتش هسمح لك أصلاً ده إنتي بنت قلبي وبنت عمري ده إنتي عشق يزيد .
= عارف لو قلت لك كلمة بحبك قليلة جداً عليك ،
إنت فعلاً مثال للشهامة والرجولة والحب والاحتواء وأهمهم حنين قوووي يا يزيد عندك حنية تكفي العالم كله وربنا طلع بيحبني إنه خلاك من نصيبي ياعمري كله .
واتجمعوا الحبيبين من تاني واتعلمت مريم الدرس إللي هيفضل ذكري مؤ/لمة تعلم في قلبها وطول العمر مش هتنساها ،
وكانت مامتها بتبص عليهم بعيون مليانه اطمئنان وسلام وأخدت البنات معاها ومشيت زي ماكانت متفقة مع يزيد .
تمت بحمد الله
