
رواية عروستي ميكانيكي
الفصل الخامس والاربعون والسادس والاربعون والسابع والاربعون
بقلم سما نور الدين
""في الفضاء قابلتك ولا اعلم انك ستملأ فضاء قلبي بحبك !!
حاربت قلبي ولكن دقاته كانت بسهام قوية حقنتني بداء حبك !!
دوائي قربي منك ولن ارضى غيره بديلا ... !!
هل لي بالدواء ام سيبقى قلبي عليلا ...!! ""
(خاطره على لسان ايمان لابراهيم بقلم العبد لله 🙈🙈🙈)
..ردت زهرة بغمزة وابتسامة خافتة لمراد التي ضربت كتفه اسيا وهي تقول بصوت خافت ..
..".. ليه قلتلها كدة ..دلوقتي هتتخانق مع جوزها .."..
..امسك مراد بكف اسيا يقبلها وهو يقول بهدوء وابتسامة حانية ..
.."..حبيبتي دي خطة عشان يتصالحوا مش يتخانقوا .."..
..سحبت اسيا يدها مسرعة وهي تنظر حولها بتوتر وهمست بخجل ..
.."..مراد مايصحش اللي عملته دا ..العيون كلها علينا .."..
..كان يتفحصها بعينيه وهو يقول بحب ..
.."..بحبك يااسيا .."..
..رفعت اسيا عينيها اليه بصدمة جعلت قلبها بتراقص بين جنباته ثم اخفضتهما مرة اخرى وهي تهمس بإسمه ..الذي همس بدوره قائلا ..
.."..ياحياة مراد ..مراد قلبه تعبان و عايز دكتورة تكشف عليه ويكون اسمها اسيا .."..
****
..كل ذلك حدث في حين تابعت زهرة ابنة اخيها بعينيها وهي تتجه مسرعة ناحية ابراهيم الذي تفاجئ بزوجته التي امسكت بمرفقه وتجره بجانبها وهي تقول بصوت حاد خافت ..
.."..لموأخذة عايزاك في كلمة ضروري .."..
..قطب ابراهيم جبينه وتركها تقوده حتى وجد نفسه يخرج من الشقة ويقف بقبالة زوجته بجانب سور السلم ..رفعت ايمان اصبعها أمام وجهه وهي تهدر بقوة ..
.."..شوف بقى ..احنا صحيح خلاويص مع بعضينا وانتهينا... بس الا دبلتي انا بقولك اهو .....البت المكببة دي اخدتها منك وقاستها ولبستها ولا لا .."...
..ضاق مابين حاجبي ابراهيم وهو ينظر لأصبعها التي تلوح به امامه وقال بتعجب ..
.."..هي مين اللي اخدتها ..وقاست ايه ..واصلا مين دول اللي خلاويص .."..
..ضربت كتفه بأصبعها عدة مرات وهي تقول بغضب كالذي يشع من نظراتها ..
.."..ابراهيم ..ماتمثلش عليا ..البت بتاعتك اللي اسمها محدش عارف معناته ايه ..لما شافت دبلتي ..اخدتها ..يعني مسكتها بايديها ..حطيتها في صوباعها اللي عايز قطعه .."..
..كتم ابراهيم ضحكته و مع انه لم يفهم او يعي مايدور ولكنه بدأ يجاريها فقد كانت امامه بغيرتها الواضحة لذيذة شهية تستحق ان تؤكل ..فقال بصوت بارد ..
..".. ونفترض ان دا حصل ..انتي زعلانة ليه ..مش هي دي الدبلة اللي بمنتهى السهولة قلعتيها ورميتيها ..بتسالي عليها ليه دلوقتي .."..
..ظهر الحزن جليا فوق صفحة وجهها وهي تردد بضعف ..
.."..يعني اخدتها منك ياابراهيم ...سمحتلها انها تلبسها .."..
..ثم تفاجأ بها تنقلب كموج البحر الغادر عندما ضربت مقدمة صدره بقبضتها وهي تصرخ ..
.."..وبعدين انا مارميتهاش .."..
..دارت مقلتيه ناظرة للمكان ليرى ان كان احدا ما انتبه لصراخها وقال وهو يمسك بمعصمها ..
.."..وطي صوتك ..الناس هتتلم علينا .....ولأ ياايمان انتي بالفعل رميتيها ..".
..خفت حدة صوتها ولكن زاد غضبها وقالت وهي تحاول ان تخلص معصمها من بين قبضته ..
.."..انا مرميتهاش ياابراهيم .. وحتى لو رميتها دبلتي وعايزاها ومقبلش واحدة تانية تلبسها .. "..
..شعر كمن نكز قلبه عندما رأي لمعة الدموع بعينيها ..فترك معصمها وهو يقول بهدوء..
.."..اطمني يابنت عمي ..محدش لمس دبلتك .."..
..رمشت بعينيها واسرعت بمسح دمعتها الهاربة فوق وجنتها وهي تقول بصوت باكي جعل قلبه يرتجف حبا بها ..
.."..بجد يابراهيم طب .. طب هاتها .."..
..مال ناحيتها ليقترب وجهه من وجهها اكثر وقال بصوت جامد ..
..".. بأي حق .. "..
..ظلت تنتقل بعينيها الدامعة بين عينيه تحاول ان ترى ولو بصيص امل في حكايتهما الطويلة ..لم تجد اي اجابة غير ..
.."..بتسأل بأي حق يابن عمي ..انا هقولك ....بحق اني حبيتها ..بقت غالية عندي من اول ماشوفتها .. لما لمست صباعي حسيت انها بقت حتة مني .. كنت هموت من الغيرة لما عرفت ان ممكن واحدة تانية لمستها واتجننت لما اتخيلت انها لبستها ......عرفت دلوقتي انها حقي .."..
..ظهر التأثر بملامح وجهه وهو يتفحص ملامحها ..ثم نظر حوله حتى يستطع ان يقترب منها ويغمسها داخل صدره يلثم شفتيها بقبلة حارة ولا يتركها الا وهي تعترف بحبه اكثر واكثر ..
..امسك بكتفيها وقال وهو يهزها بغيظ ..
.."..حرام عليكي اللي بتعمليه فيا دا .."..
..فتح صلاح الباب ليجد ابراهيم يهزها بعنف ..فدفع به بعيدا عنها وهو يقول ..
.."..انت شكلك اتجننت .."..
..استدار ابراهيم له بحدة واقترب منه وهو يهدر به بغضب ..
.."..انت زودتها اوي ولازم تقف عند حدك .."..
فاسرعت ايمان بالوقوف كحائل بينهما وهي تتوسل برجاء ..
.."..بس ..بس ..ياخالي محصلش حاجة ..احنا كنا بنتكلم عادي .."..
..خرجت على اثر اصواتهم عمتها زهرة وقالت وهي تمسك بإطار الباب وتنتقل بعينيها بينهم وبين من بالداخل ..
.."..ايه اللي موقفكم هنا ..وصوتكم عالي ليه..اتفضلوا على جوة ..والد العروسة حس ان في حاجة مش مظبوطة ..اتفضلوا جوة ولا عايزين تبوظوا الليلة .."..
..ظل الاثنان ينظران لبعضهما شزرا حتى دفعت ايمان بهوادة صدر خالها وهي تقول ..
..".. يالا ياخالي ندخل ..."..
..افسحت زهرة لهما المكان بفتحها الباب على مصراعيه وما ان دلف للداخل ايمان وصلاح حتى وقفت زهرة بقبالة ابراهيم وهي تقول بصوت هادئ ..
.."..ممكن تحكم عقلك شوية وبلاش عصبية .."..
..زفر ابراهيم بضيق واغمض عينيه وه. يلتفت برأسه للناحية المعاكسة ثم قال بتأفف ..
.."..عمتي لو سمحتي.."..
..وضعت زهرة يدها فوق صدره وهي تقول بحنو ..
.."..حبيبي اهدا ..عشان خاطر جدك ومراد و.....وايمان مراتك ..".
..نظر لزوجته التي جلست فوق كرسيها بجانب خالها الجلف وهي تختلس نظرات جانبية له قرأ فيها رجائها بأن يهدأ من اجلها ..
..اخفض عينيه لعمته وقال ..
.."..متقلقيش ياعمتي ... انا هادي اهو .."..
..وقفت والدة العروس امامهما والتوتر ظهر جليا فوق ملامحها وهي تقول ..
.."..في حاجة يابني ..حصل حاجة .."..
..ابتسمت زهرة وقالت بصوت هادئ ..
.."..لا خالص مافيش حاجة ..دا ابراهيم جاله تليفون شغل ومضطر يمشي ..فانا بقوله ميصحش عشان خاطر مراد .."..
..ابتسمت السيدة بعد ان اطمئنت وقالت بتودد ..
.."..معلش يابني خليك ..الشغل ممكن يتاجل شوية ..لكن فرحتك بابن عمك لا ..وكمان ماينفعش تمشي من غير ماتتعشى .. دا حتى ابو اسيا يزعل اوي وياخد على خاطره .."..
..ابتسم ابراهيم وربت بيده فوق كتف السيدة وهو يقول ..
..".. اكيد يا حجة .. شكرا ..مكانش في داعي تتعبي نفسك .."..
..ابتسمت السيدة وهي تقول ..
.."..تعبكم راحة يابني ..اتفضلوا وخمس دقايق بس والعشا يكون جاهز .."..
..مرت عدة دقائق وكان الجميع حول مائدة اعدت خصيصا لهذا العدد الضخم ..وقامت اسيا وايمان وزهرة بمساعدة الام بتحضيرها ..
..جلست ايمان بجانب صلاح الذي قال ..
.."..ايمان الافتتاح هيكون بعد يومين ومتحاجلك معايا .."..
..اختلست ايمان نظرة لزوجها الذي لم تحد عينيه عنها ولو للحظة واحدة ثم نظرت لصلاح وقالت ..
.."..تحت امرك ياخالي ..هفضي نفسي خالص ومن بكرة هاكون معاك .."..
..استطردت قولها ولكن بنبرة صوت خافتة ..
.."..على ياخالي انت ظلمت ابراهيم ..احنا كنا بنتكلم عادي ..هو كان ماسكني بيعاتبني مش حاجة تانية .."..
..وضع صلاح قطعة من اللحم يلوكها بفمه ثم قال بتهكم ..
.."..انتي بداري عنه ..خايفة عليه لاكسرلك دماغه ..مش هو دا اللي قلتي هطلعي عينيه .."..
..امسكت بذراعه العضلية بكفيها وهي تقول بصوت خافت وابتسامة تزين وجهها ..
.."..ياحبيبي مانا هطلع عينه ..بس المرادي والله هو كان بيعاتبني ..متخافش عليا ابدا ..بنت اختك سبع .."..
..حاوط عنقها بذراعه لتميل ناحيته فقبلها من راسها وهو ينظر بحاجب مرفوع لذاك الذي يغلي غضبا وغيظا بمكانه ..
..كاد ان يهب ابراهيم بوقفته فامسكته زهرة بقوة لتمنعه وهي تقول بخفوت..
.."..اتهد مكانك بقى .. ثم انت مالك بيها ..انت مش خلاص هتسيبوا بعض .. "..
..التفت بحدة لينظر لعمته وقال ..
.."..انا مستحيل اسيب ايمان ..ايمان مراتي وهتفضل مراتي ولو غصب عنها هي شخصيا .."..
..ابتسمت زهرة وتنهدت بأريحية وهي تقول ..
.."..الحمد لله ...واخيرا ...المهم ان هي تفهم الكلام دا وتستوعبه كويس ..عشان تتجوزوا بقى وتخلصوني عشان تعبت منكم انا وبابا .."..
..رمق ابراهيم زوجته بنظرة غاضبة وهي تحاول ان تتملص من ذراع صلاح وقال بتوعد وغيظ..
.."..هيحصل .."..
..انتهى اليوم بمغادرة الجميع على اتفاق بإقامة حفل خطوبة اسيا ومراد بجانب عقد قران زهرة وكمال بعد اسبوعان من اليوم ..
..وعند باب بيت الطبيبة كان صلاح يقف موجها حديثه للجد وزهرة بدعوتهما لحفل افتتاح مشروعه الجديد وقد قبل الجميع الدعوة ماعدا ابراهيم الذي نظر له ببرود وامتعاض وقال ..
.."..هنشوف لو وقتنا يسمح .."..
..وبتلعثم قالت ايمان لفض حالة التوتر التي سادت الموقف ..
.."..طبعا ياخالي طبعا هنيجي ..وانا معاك طبعا مش هسيبك .."..
..امسك ابراهيم بذراع زوجته ليلصقها جانبه وهو يقول بصوت جامد كملامحه ونطرة عينيه لصلاح ..
.."..يالا ياايمان .."..
..ليعلو صوت صلاح وهو يقول بتهكم ..
.."..زي ما اتفقنا يامنوش ..متتأخريش عليا .."..
..وبعد برهة من الوقت كان الجميع بطريقهم للبيت ..وبسيارة الجد مالت زهرة ناحية ابيها وهي تقول..
.."..كله تمام يا بابا ..انا اتاكدت من ابراهيم ..وخلاص باقي المهمة عليه هو في رجوع ايمان .."..
..هز الجد العجوز رأسه وهو يقول بصوت هادئ ..
..".. تمام ..كنت عارف انهم في الاخر هيرجعوا لبعض وان جنانهم مش هيستمر كتير ..الحمد لله اني اطمنت عليهم ..ودلوقتي الدور على اخوكي المحترم .."..
..ربتت زهرة بيدها فوق مرفق ابيها وهي تقول ..
.."..انا عارفة ان ذنبه كبير يابابا ..بس هو في الاخر ابنك ..بليز يابابا ..حل الموضوع من ماتأذيه .."..
..وبنظرة ميتة قال العجوز ..
.."..هو اللي هيختار عقابه يازهرة ..هو اللي هيختار ......."..
..انتفضت ايمان عندما ضرب ابراهيم مقود السيارة بقوة دون ان ينطق ..
فزفرت ايمان بضيق وهي تقول..
.."..انا مش عارفة ايه اللي ركبني معاك .."..
..التفت اليها ابراهيم بحدة وهو يقول بسخرية ..
.."..اومال ياهانم كنتي عايزة تركبي مع مين .."..
..شبكت ذراعيها وهي تستند بظهرها باريحية فوق ظهر كرسيها وقالت بهدوء ..
.."..اركب في عربية جدي ..كنت هرغي ساعتها مع اؤمؤم بدل الركوبة الغم دي .."..
..اصطكت اسنان ابراهيم بغيظ ثم قال بنبرة صوت حاول ان تكون هادئة ..
..".. انتي عارفة انك حسابك تقل اوي ..ويكون في علمك كلمة كمان تعصبني ..مش عارفة هعمل فيكي ايه .."..
..نظرت اليه وهي تقول بسخرية ..
.."..ودا على اساس ايه ان شاء الله احنا مش خلاويص .."..
..رفع ابراهيم اصبعه يهدد ويتوعد وهو يلوح به قائلا..
.."..اسمع منك كلمة خلاويص وانتهينا تاني يابنت عمي هكسرلك دماغك ..انتي مراتي وهتفضلي مراتي ..فاهمة ولا لا .."..
..حاولت ان تخفي ابتسامتها ولكنها لم تستطع فأسرعت بالنظر للطريق عبر نافذتها الزجاجية وهي تهمس بصوت غير مسموع ..
.."..فاهمة.."..
..ولكنها انتفضت فجاة والتفتت اليه تنظر شزرا لجانب وجهه وهي تقول بصوت غاضب ..
..".. والبت شفطيناز دي موضوعها ايه بقى بالظبط .."..
..التوت شفتي ابراهيم وهو يقول ..
.."..اشكيناز زميلة دراسة ياايمان ..بعد ماتخرجت اتجوزت وسافرت ..ومن حوالي شهر اتصلت بيا وقالتلي انها اطلقت ورجعت مصر و عايزاني اساعدها انها تلاقي مكان كويس تشتغل فيه ..وانا عرفت منها انها عندها خبرة في التسويق و عشان الزمالة القديمة قلتلها تيجي تشتغل في شركتنا ..وبس ..مافيش اكتر من كدة .."..
..اعوجت شفتيها وهي تتمتم ..
.."..حنين اوي حضرتك .."..
..ثم ارتفعت حدة صوتها وهي تقول ..
.."..يبقى يامحترم تقولها بلاش مياصة وهي بتتكلم معاك ..وتناديك بإسمك من غير دلع ماسخ ..وتفضل في مكتبها مش كل شوية تنطلك زي نطاط الحيط .. امين .."..
..هز ابراهيم راسه ياسا و استسلاما وهو يردد ..
.."..امين يا ايمان هانم .."..
..تراخى جسدها وهي تعتدل بجلستها قائلة ..
.."..طب ..يعني ..احنا دلوقتي ايه ..متصالحين ولا متخانقين ولا خيلف خلاف مع بعضينا .."..
..ثنى ابراهيم ذراعه فوق حافة نافذته وقال وهو يستند براسه الى كفه ..
.."..مع اني مش فاهم اخر جملة .. واني لسة مسامحتش في إهانتك ليا ..بس احنا نعتبر لسة في مرحلة التفاهم وبناء الثقة .."..
..رفعت ايمان احدى شفتيها لأعلي امتعاضا مما سمعته ثم قالت ..
.."..ايوة يعني هاخد دبلتي امتى ..قبل مانبني ولا مانخلص بونا .."..
..هدر بها بغيظ ..
.."..دبلتك اللي رميتيها دي مش هتاخديها الا بشروطي انا ..فاهمة ولا لا ..وشروطي دي هقولك عليها بعدين ..بعد مااتاكد ان اللي حصل مش هيحصل تاني و انك واثقة في نفسك قبل ما تكوني واثقة فيا وفي حبي ليكي .."..
..ابتسمت لجانب وجهه وهي تقول باريحية لم تشعر بها الا الان وبعد فترة كانت تسودها الحزن والالم ..
.."..حلوة كلمة حبي ليكي دي ...وماشي ياسيدي ..اووكي ..نتفاهم ونبني ونثقثق ..مادام في الاخر هاخد دبلتي حبيبتي .."..
..وعند باب الفيلا وقف ابراهيم بسيارته وفك حزام مقعده لينظر مستغربا لايمان وقال ..
.."..ايه مش هتنزلي .."..
..فكت حزامها هي الاخرى واستدارت وهي تقول ..
..".. بص ..طالما احنا لسة في مرحلة التفاهم ..وانت جوزي ..وانا جوزتك ..عايزة اقولك واعرفك اني من بكرة ولمدة تلات اربع ايام ..هبات في بيتي مع خالي وستي هنية .. واديني بلغتك اهو عشان متظرظرش.."..
..قطب ابراهيم جبينه وهو يتساءل ..
.."..ليه ..وكمان انا مش موافق ان مراتي تبات برة بيتها يوم واحد ..مش تلاتة اربعة.."..
..كتمت غيظها وهي تقول ..
.."..ابراهيم ..انت لسة قايل اننا بنتفاهم ..يبقى تسمعني عشان تفهم ..خالي صلاح الكام يوم الجايين هيبقى مشغول لشوشته في افتتاح المشروع بتاعه ..ومش معقول اسيب خالتي تهاني لوحدها مع ستي هنية ..هي كمان ليها بيتها وعيالها ..لازم اكون معاها تساعدها ..امين يابن عمي .."..
..زفر بضيق وهو ينظر أمامه ثم قال ..
.."..ماشي ..عشان بس الست هنية .. لكن بعد كدة تحطي في راسك ان ممنوع بعد كدة البيات برة البيت .."..
..تخصرت ايمان وهي تتذمر قائلة ..
..".. على فكرة بقى دا بيتي ..بيت ابويا .. ومالكش انك تعترض .."..
..خرج ابراهيم من السيارة وقبل ان يصفق بابها في وجهها قال ..
.."..انا قلت اللي عندي ..وبلاش تناطحيني عشان متزعليش في الاخر .."..
..صفق الباب بقوة جعلتها تنتفض وتنفخ وجنتيها لنزفر بغيظ وغضب وتقول وهي تخرج من السيارة لتلحق به وهي تهدر بعصبية ..
.."..استنى عندك يا عم انت ..انا مخلصتش خناق .."..
..اسرعت بخطواتها لتلحق به فوجدته يصافح كمال الذي كان مترقبا دخول الجد العجوز ..فهدأت واقتربت منهما لتصافحه وهي تقول بتهكم ..
.."..عم القانون ..مساء الفل ..طب والله كويس انك جيت عشان اباركلك وابلغك ان جدي حدد معاد الجواز بعد اسبوعين ان شاء الله .."..
..اتسعت عيني كمال هلعا وهو يردد بلا وعي وبصوت عال ..
.."..اسبوووعين ...لييه.."..
..اجابه العجوز الذي ظهر عند الباب وورائه زهرة ..
.."..من غير ليه ..انا قلت اسبوعين يبقى اسبوعين ..عند حضرتك مانع .."..
..امتعض وجه كمال وهو ينظر لزهرة التي رفعت كتفيها واخفضتهما بإستسلام وقلة حيلة ليقول من بين اسنانه بغيظ واضح أمام جميعهم وهم يكتمون ضحكاتهم بصعوبة ..
.."..لا طبعا ياعمي ..معنديش .."..
..ضاق مابين حاجبي الجد وهو يقول بنزق ..
.."..ثم انت جيت في الوقت دا ليه.. ايه مافيش تليفون تبلغني فيه باللي عايز تقوله وجيت عشانه .."..
..مط كمال شفتيه وقال والحرج يشوب نبرة صوته..
.."..يا عمي .. لو سمحت نتكلم في المكتب .."..
..تخطاه العجوز متجها للمكتب وهو يقول ..
.."..اتفضل تعال ورايا .. "..
..تقدم كمال من زهرة ليقول لها هامسا بغضب ..
.. ".. عمي من ساعة ماتقدمتلك وهو بيعاملني وحش ليه .."..
..عاودت زهرة رفع اكتافها وهي تتمتم بكلمة ..
.."..معرفش ياكمال ..معرفش .."..
..صاح صوت العجوز بإسم كمال عاليا فأجفل الجميع كاتمين ضحكاتهم ماعدا كمال الذي اسرع باتجاهه للمكتب بهمهمات غير مفهومة ..
..وبوجه ملامحه تتسم بالامتعاض اشار الجد وهو يقول ..
.."..اقعد وفهمني في ايه .."..
..جلس كمال وهو يستند بذراعه فوق سطح المكتب وقال ..
.."..سمير كلمني في التليفون .."..
ففي خلال هذا اليوم كان كمال بمكتبه يدرس احدى القضايا الهامة فصدح رنين هاتفه ..نظر كمال للهاتف فوجد اسم سمير يضيئ شاشته فتعجب وهو يجيبه ..
.."..سمير ..خير ..".
..وبصوت كان يشوبه الكثير من الانكسار ردد سمير ..
.."..انا عايز اقابل بابا بس بعيد عن البيت والشركة .."..
..جلس كمال فوق كرسي مكتبه وقال ..
.."..هكلمه وابلغك .."..
..ردد سمير بكلمة شكرا واغلق الهاتف وبأكتاف متهدلة رمى بهاتفه فوق الطاولة الصغيرة التي امامه ..
..تأففت اصلي وهي تنظر له وتقول ..
.."..المفروض انك تكون مطمن ان اللي بيبعت الورق دا هو عمي حافظ بيه ..لان لو حد غريب كان ممكن ابتزك .."..
..رفع عينيه لينظر لها بغضب فابتلعت ريقها بصعوبة وهي تنكمش بمكانها ..قال سمير بصوت اجش هادئ ..
.."..بتقوليلي اطمن ..على اساس انك متعرفيش مين هو حافظ بيه ..بابا لو قرر انه يسجني بالورق اللي معاه محدش هيقدر يقف قصاده ..حتى لو هربت من البلد ..عنده اللي يقدر يجيبني لحد عنده .. وعشان كدة انا عايز اتكلم معاه .. ادعي ربنا انتي بس انه يوافق والا هفضل كدة زي اللي محكوم عليه بالاعدام ومش عارف هيتعدم امتى .."..
****
..شبك الجد العجوز اصابع كفيه ببعضهما وتنهد وهو ينظر للفراغ امامه ثم قال ..
.."..بلغه اني هقابله في مكتبك ياكمال ..بكرة الساعة 10 الصبح .."..
..هز كمال رأسه بالموافقة وهو يقول ..
.."..امرك ياحافظ بيه .."..
.امتعض وجه العجوز وقال وهو يتجه لباب غرفته بكرسيه ..
.."..قولي ياعمي انت عارف مبحبش تقولي حافظ بيه ديه ..ومافيش جواز قبل اسبوعين ..امين .."..
..رفع كمال حاجبيه تعجبا واسرع بقوله ..
.."..امين مين ياعمي بس .."..
..شوح له الجد وهو يقول بتهكم ..
.."..اسال ايمان وهي تقولك .."..
..حاول كمال اللحاق بالجد وهو يردد بتوسل ..
.."..حاضر هسالها ..بس ياعمي اسبوعين كتير ..خليها اسبوع او خليها بكرة .."..
..وصل الجد لغرفته واغلق الباب بوجه كمال الذي وقف واسنانه تصطك غيظا حتى سمع صوت زهرة وهي تقول من خلفه ..
.."..كمال ..انت واقف كدة ليه .."..
..التفت اليها بكامل جسده ثم اتجه اليها مسرعا رافعا اصبعه بوجهها وهو يقول بغضب ..
.."..ابوكي مصمم ان الجواز يبقى بعد اسبوعين .."..
..شبكت ذراعيها امام صدرها وقالت بصوت حاد ووجهها يتسم بملامح جامدة ..
.."..اولا ..اسمه باباكي او حافظ بيه ..ثانيا هو حر في قراراته ..عن نفسي موافقة يكون بعد اسبوعين .."..
..ضم قبضتيه ولكنه حافظ على ثباته امامها وحاول ان تكون نبرة صوته باردة وهو يقول ..
.."..اوك يازهرة هانم زي ماتحبي حقك طبعا ...وانا بردو هعرف اخد حقي كويس اوي ..الصبر جميل يازهرتي.."..
..شعرت زهرة بالقلق يعتمل بمعدتها وهي ترى عينيه تنظر لها نظرات عابثة ماكرة ..فكت ذراعيها وقالت بتلعثم وهي تهرب من نظراته ..
.."..انا ..انا هروح اشوف ايمان .."..
..ضحك كمال وهو ينظر اليها ولخطواتها المتعثرة بكعبيها الذي اظهر انوثتها بشكل مثير وهو يقول بتوعد ..
.."..ان غدا لناظره قريب .."..
..وعند باب الفيلا تقابل كمال بمراد الذي كان يخطو خطوات راقصة فوق درجات السلم الرخامي وشفتيه تصدر صفيرا يشبه لحنا لاغنية رومانسية..
تصافحا وتبادلا التهنئة واسرع مراد بسؤال كمال ..
.."..عمي كمال بما ان حضرتك محامي كبير ..ممكن تقولي ازاي اقنع والد خطيبتي ان الخطوبة تكون كتب كتاب وجواز بالمرة .."..
..ضحك كمال وقال ساخرا وهو يربت فوق وجنة مراد بأصابعه ..
..".. كنت نفعت نفسي ياحبيبي ..تصبح على خير ياعريس .."..
..دلف مراد للداخل فوجد زهرة تقف حائلا بين ايمان وابراهيم الذي صاح بغيظ ..
.."..ياعمتي من فضلك ..دلعك دا هو اللي بيخليها تتنطط علينا .."..
..صاحت ايمان بدورها وهي تحاول الوصول اليه ولكن ذراع زهرة يمنعها ..
.."..ايه اتنطط دي يامحترم ..شايفني قرد قدامك ..وكمان انت متقدرش تعمل حاجة من اساسه .."..
..وقف مراد بالقرب منهم وقال وهو ينظر لغرفة جده ..
.."..لا ياجدي مافيش حاجة .."..
..تسمر الجميع بمكانه خوفا من الجد الذي نظروا تجاه غرفته فوجدوا بابها مغلق ولا يوجد احد هناك ..فاتجهوا بانظارهم شزرا الذي ارتسم على وجهه ابتسامة سمجة لم تدم طويلا عندما قام كل من ابراهيم وايمان بضربه بالوسادات ..فقام بتغطية راسه وهو يقول بتلعثم ..
.."..طب ..اعرف بتتخانقوا ليه ..وبعدين اضربوني .."...
..ضحكت زهرة وهي تجلس فوق اريكتها تنظر بحب لابناء اخوتها وبداخلها تشكر خالقها بتلك النعمة...
..وبعد برهة من الوقت كانت ايمان بغرفة زهرة جالسة بجانبها فوق الفراش تهز ساقها بعصبية وهي تسمع عمتها وهي تقول ..
.."..هو مافيش مرة تتصالحوا فيها الا وبعدها بخمس دقايق تتخانقوا تاني ..
"
..هبت ايمان واقفة تقول بصوت غاضب ..
..".. ياعمتي ماهو السبب ..هو كان خلاص وافق اني هروح ابات الكام يوم الجايين في بيتي مع خالي وستي هنية ..يقوم فجأة الجنونة تطلع ويقولي .."..
تخصرت وبدات تقلد نبرة صوته الاجش وتقول ..
.."..هعدي عليكي كل يوم الصبح اخدك الشركة وارجعك في اخر اليوم ..ياكدة يامافيش مرواح.."..
..وضعت زهرة يدها فوق فاهها لتكتم ضحكتها التي قطعتها فور دخول ابراهيم الغرفة وهو يقول ..
.."..محدش قالك قبل كدة انك فاشلة في التقليد ..ودمك تقيل ..نصيحة مني متكررهاش تاني .."..
اشارت اليه ايمان باصبعها ولكنها كانت تنظر لعمتها وتقول بغضب ..
.."..شوفتي جر الشكل .."..
..نظرت عمته له باستنكار وقالت بصوت هادئ ..
.."..ممكن تقعدوا الاتنين قدامي وتسمعوا هقولكم ايه وتنفذوه ..والا والله هنزل لبابا واحكيله وشوفوا انتو بقى لو تعب او زعل منكم .."..
..زفرا الاثنان بضيق واتجها للاريكة ليجلسا سويا فوقها ..فاغتنم ابراهيم الفرصة والتصق بها فالتفتت اليه ايمان بحدة وهي تحاول ان تتزحزح بعيدا عنه ..ولكن كان ابراهيم لم ينظر اليها وظل كلما ابتعدت انشا يقترب هو بالمقابل حتى منعها ذراع الاريكة من مواصله زحزحتها فقالت من بين اسنانها ..
..".. ماتزحزح شوية ياعم انت الكنبة واسعة .."..
..ظل ابراهيم بمكانه ملتصقا بها وقال دون ان ينظر اليها ..
.."..مالكيش فيه ..انا مرتاح كدة .."..
..تأففت زهرة وهي تقول ..
.."..قسما بالله لو ماعقلتوا لاطردكم برة الاوضة ..انا تعبانة وعايزة انام .."..
..تنحنح ابراهيم وقال وهو يعتدل بجلسته محاوطا كتف ايمان بذراعه..
.."..اسف ياعمتي ..اتفضلي عايزة تقولي ايه .."..
..حاولت ايمان ان تتملص من قبضة ذراعه حول كتفها ولكنه شدد من قبضته وهو يهمس ..
.."..اسكتي بقى عشان عمتك .."..
..تسائلت عمته وهي تنظر اليه ..
.."..انت ليه مصمم ان ايمان تروح معاك الشركة كل يوم .."..
..ابتسم ابراهيم وهو يقول بصوت بارد وكفه يربت فوق كتف زوجته ..
.."..ما حضرتك عارفة ياعمتي ..ان الشغل بقى معتمد اعتمادا كلي على وجود ايمان في الشركة وامضتها لازم تكون جمب امضتي بكل ورقة.."..
..رددت زهرة قائلة بهوادة ..
.."..ايوة بس ياحبيبي انت عرفت ان خالها محتاجلها اليومين دول ..فمافيش مانع الشغل اتأجل يوم او اتنين ..او تبعتلها حد بالورق لحد عندها تمضيه .."..
..هبت ايمان واقفة وهي تقول بحماس ..
.."..الله ينور عليكي ياعمتي ..البت لوزة ماهي بتشتغل في الشركة ..يبقى يبعت الورق معاها .."..
..امتعض وجه ابراهيم وقال بجدية..
.."..وتفتكري اني ممكن اجازف وابعت ورق مهم مع صاحبتك .."..
..تخصرت ايمان وهي تنظر له شزرا وتقول بغضب ..
.."..قصدك ايه ..هي لوزة عبيطة ممكن تضيع حبة ورق .."..
..وقبل ان يجيبها ابراهيم بغضب هو الاخر ..وقفت وهتفت بهما بغضب ..
.."..اسمعوا انتو الاتنين ..هو حل واحد مافيش غيره .. ايمان هتروح معاك الشركة بكرة بس عشان تخلص كل الشغل ..وبعدها هتقعد اليومين التانيين مع خالها ..وكذلك انت ياابراهيم لو في اي حاجة انت بنفسك تاخد الورق المطلوب وتروح لمراتك في بيت خالها عشان تخلصه وبالمرة تقعد معاها وتتفاهموا وتشوف لو عايزة حاجة او حتى تساعد خالها لو احتاجك ..دا اللي عندي واللي هتنفذوه ..ويالا اتفضلوا كل واحد على اوضته .."..
..هرولت ايمان لعمتها تقبل وجنتيها بقوة وهي تقول من بين قبلاتها..
.."..عفارم عليكي ياست الكل ..اهو كدة الاحكام ولا بلاش ..تصبحي على خير ياقمر .."..
..ارتفعت شفة ابراهيم العليا امتعاضا وقال وهو يتجه اليهما ..
.."..امرك ياعمتي واجب النفاذ ..عشان خاطرك انتي بس ..تصبحي على خير .."..
..رمت زهرة بجسدها فوق الفراش وهي تزفر بأريحية فور خروج ايمان وابراهيم من غرفتها فقالت وهي تنظر للسقف..
.."..واخيرا هنام .."..
..ليصدح صوت هاتفها عاليا لتجد اسم كمال فوق شاشته ..فارتسمت فوق شفتيها ابتسامة خجول وهي تجيبه ..
.."..الو ياكمال ..انت لسة صاحي .."..
..ليجيبها كمال هائما بجمال صوتها الناعم ..
.."..مع اني متغاظ منك ومن ابوكي ..بس مقدرتش انام الا لما اسمع صوت حبيبتي .."..
..اصدرت ضحكة خافتة ناعمة اذابت قلبه اكثر واكثر لتهمهم بعدها بإسمه غير عابئة بصوت من بالخارج والذي كان عبارة عن صراع بالايدي بين ابراهيم وايمان الذي هتفت بصوت خافت غاضب ..
.."..يعني ايه مش هتديهالي ..بقولك روح هاتها ..انت مدوخني عليها ليه .."..
..امسك ابراهيم بمعصميها ليمنعها من مواصله ضرباتها فوق صدره وقال ..
.."..محدش قالك اقلعيها وعشان تلبسيها تاني لازم اسامحك الاول على اهانتك ليا وبعد مااسامحك في حاجة من الاتنين لازم تنفذيها .."..
..وقفت هادئة والتعجب مرتسم بملامحها وهي تقول ..
.."..حاجتين ايه ان شاء الله اللي لازم انفذ واحدة منهم بعد ما تمن عليا بالسماح .."..
..فجاة لثم وجنتها ثم قام بعضها وهو يقول ..
.."..هقولك عليهم بعد مااسامحك "..
..وضعت يدها فوق وجنتها بعد ماتأوهت من وجع العضة ..
..ارتبك ابراهيم من احمرار وجهها وصوت اعتراضها الناعم ونظراتها البريئة فهرب من امامها وهو يقول ..
.."..انا هنام ..تصبحي على خير .."..
..مسدت فوق وجنتها وهي تهمس ..
.."..وانت من اهله يابن عمي .."..
..وبصباح اليوم التالي ..كانت ايمان تستند بوجنتها الى كفها فوق سطح مكتب ابراهيم الذي كان يجلس فوق كرسيه يقلب باصابعه اوراق الملف الذي امامه مختلسا بين الحين والاخر نظرات جانبية التي تجلس بتأفف وملل واضح ..
..مد يده لها بالملف وهو يقول بجدية..
.."..اتفضلي امضي ..مع اني مش موافق انك تمضي من غير ما تعرفي الملف دا بيتكلم عن ايه .."..
..اخذت منه الملف وبدأت بتوقيع اسمها بجانب اسمه بنهاية كل ورقة وهي تقول ..
.."..معلش الايام جاية كتير ابقى اعرف واتعلم ..انا دلوقتي بالي مشغول .."..
..وبامتعاض قال ابراهيم ..
.."..مشغول بايه ياست المشغولة .."..
..رفعت جفنها لاعلى لتنظر اليه بتوعد وتشير له بالقلم ..
.."..من غير تريقة ..وكمان مش لازم تعرف انا مشغولة بايه ..مش انت لسة مسامحتنيش ..يبقى مش هقولك على حاجة .."..
..وقف ابراهيم واستدار حول مكتبه بخطوات هادئة وقال عندما وقف بقبالتها وامسك كتفيها لتقف امامه لا يبعد بينهما الا انشات بسيطة ..
.."..ماهو علشان اسامحك لازم تصالحيني .."..
..امسك بخصرها ودفع بها داخل صدره بقوة وهو يقول ..
.."..ولا انا غلطان.."..
..ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تبعد صدره عنها بكفيها الضاغتين على صدره وقالت ..
.."..انت ..انت راجل اونطجي .."..
..وبصوت يشوبه الكثير من البراءة الزائفة قال ..
.."..انا اونطجي ..ابدا ..ابسلوتلي ..دا انا راجل مظلوم ومراته مزعلاه .."..
..ضاقت عينيها وهي تميل بوجهها جانبا وتقول ..
.."..والنبي ايه .."..
..ليجيبها هو مسرعا ..
.."..والنبي اه .."..
..وقبل ان يميل ليلثم شفتيها الممطوطة صدح صوت هاتفها عاليا ..فانتفضت بعيدا عن ذراعي ابراهيم تبحث عنه فوق سطح المكتب حتى وجدته وهي تقول بصوت يشوبه الكثير من التوتر ..
.."..ايوة ياخالي .."..
..تأفف ابراهيم وزفر بغضب واستدار حول مكتبه ليعاود الجلوس فوق كرسيه وهو يتمتم بسبات خافتة لصلاح وللساعة التي راي فيها هذا المخلوق البغيض ..
..هتفت ايمان بصوت قوي وحماسي ..
.."..حاضر ياخالي ..لا ..لا ..مش هتاخر .....عزة ..ماشي ماشي ..هجيبها معايا ......على طول يابو صلاح حاضر ..."..
..اغلقت ايمان هاتفها وهي تقول بوجه باسم لابراهيم الذي ينظر لها بجمود..
.."..خالي في صالة الالعاب بتاعته وعايزني انا وعزة وانت يعني لو حبيت نروحله دلوقتي ..عشان كل المعدات وصلت وعايزنا نكون معاه ونساعده .."..
..قلب ابراهيم القلم بين اصابعه وهو يقول بتذمر ..
.."..احنا ورانا شغل كتير ..ماينفعش نروح دلوقتي ..ساعتين تلاتة كدة وابقى اوصلك .."..
..ظهر الحزن بملامح وجهها وهي تقول ..
.."..ابراهيم ..عشان خاطري ..انا اتخنقت من قعدة المكتب ..انا هروح انا وعزة ..ولو انت عايز تيجي بعدين اوكي ..ها قلت ايه .."..
..رمى ابراهيم القلم فوق سطح المكتب وقال وهو يقف وينفض طرفي سترته للامام كعادته وهو يقول ..
.."..اتفضلي ياهانم قدامي ..هوصلك واشوف بالمرة معاكي مشروع الرخم خالك .."..
..تبدلت ملامحها تماما من الحزن للسعادة والفرح وكادت ان تقفز فرحا لتجاوب ابراهيم معها ليترسخ بعقلها واخيرا انه يحبها وان مهما كانت الفروق فأمام سلطان الحب لاقيمة لها ولا معنى ....
..وصل ثلاثتهم للصالة التي كانت بمنطقة وسط البلد ..مكان حيوي وجاذبا لكل المستويات ..فتأففت عزة وهي تقول ..
.."..انا مش عارفة ايه اللي خلاكي تجيبني معاكي ..مالي انا ومال مشروع الاستاذ البطل خالك ..".
..ضحكت ايمان وهي تنظر حولها للمكان الواسع وقالت ..
.."..ياختي انا ماليش دعوة ..خالي هو اللي طلبك بالاسم ..قالي هاتي عزة معاكي ..ابقي اسأليه انتي بقى .."..
..لمح صلاح بمن يقف عند الباب فأسرع بخطوات واسعة اليهم يتخطى المعدات المغلفة باكياسها البلاستيكية والمرمية ارضا حتى وصل اليهم وهو يقول بصوت عال وملامح وجه باسمة ..
.."..اهلا اهلا ..تعالو اتفضلوا .."..
..تعلقت ايمان بعنق خالها وهي تقول بصوت عال ..
.."..الف الف مبروك ياخالي ..ربنا يباركلك فيه ويبقى اجمد واجدع جيم في مصر كلها .."..
..مد ابراهيم يده لينزع زوجته من حضن خالها لتقف بجانبه وهو يقول ..
.."..اهلا بيك ..مبروك الافتتاح .."..
..ضرب صلاح كتف ابراهيم بذراعه العضلي بقوة وهو يقول بحماس ..
.."..الله يبارك فيك ..بس الافتتاح بعد يومين وانت اكيد هتشرفنا .."..
..لم يدع صلاح فرصة لابراهيم ليجيبه ونظر لعزة التي كانت تهرب بعينيها عن نظراته الثاقبة ولكن شعرت بالهواء ينقطع عن رئتيها وجدران قلبها تذوب عندما سمعت نبرة صوت صلاح الحانية وهي تقول..
.."..نورتي الجيم ياانسة عزة .."..
..استطرد قوله عندما وقف بقبالتها ..
.."..كنت عايز اتكلم معاكي كلمتين ..ايه رايك تيجي معايا افرجك ع الصالة ونتكلم بالمرة ..."..
..كانت تتعهد مع نفسها من قبل انها لن ترضخ لرغبة قلبها المتلهف لرؤيته ..وانها ستكون مثل التمثال لا حياة فيه عندما يتحدث معها ..ولكن كل تلك التعهدات ذهبت مع الريح كقطع اوراق ممزقة عندما سمعت صوته واستقبلت نظراته فقالت بصوت خافت متلعثم..
.."..ماشي ...مافيش ..مانع ..نتفرج ...ونتكلم .."..
..ذهبا الاثنان سويا دون ان يعوا ولو بايماءة للاثنان اللذان كانا يشاهدان مايحدث بحواحب مرفوعة وشفاه ملتوية ..
..امسك ابراهيم بكف ايمان لتسير بجانبه حتى وصلا لمقعد جلدي عريض بجانب الحائط ..جلسا فوقه ينظران لما تحتويه الصالة العريضة من معدات تختلف في اشكالها والغرض منها ..
وبعد برهة من الوقت قليلة كانت ايمان تنظر بتلذذ لعزة وهي تغدو ذهابا وايابا بارجاء النادي وصلاح يلاحقها ولكنها تتعمد تجاهله انتقاما منه ..
..اجفلت عندما وجدت من ينقر بأصابعه فوق ذراعها وشفتيه قريبة من اذنيها يسألها بصوت خافت ولكنه قوي..
.."..هو كان لونه ايه ؟!!! .."..
..التفتت برأسها لتجد وجهه كاد ان يلامس وجهها فقالت بتعجب وهي تتراجع برأسها للوراء قليلا ..
.."..هو ايه دا ؟!!! .."..
..اعتدل بجلسته ووضع ساق فوق الاخرى ثم شبك ذراعيه وهو ينظر امامه مستندا بظهره على الحائط ويقول بهدوء..
.."..انا حاولت افتكر لونه بس مقدرتش ..".
..التفت اليها وغمز بعينيه وهو يعاود قوله بصوت ماكر ..
.."..اصلي ساعتها كنت بدقق باللي تحت القميص .."..
..زفرت بضيق وقالت وهي تلتف بجسدها جانبا وتتخصر بيد واحدة قائلة بتأفف..
.."..انا مش فاهمة حاجة من اللي بتقولها ..ماتجيب من الاخر وتقول انت عايز ايه .."..
.. انزل ساقه وفك ذراعيه ليلتفت هو الاخر بقابلتها متخصرا بدوره قائلا ببرود ..
.."..عايز اعرف قميص النوم اللي كانت لابساه مراتي لما كانت بترقص وتغني بصوتها الوحش قدام مرايتها لونه ايه .."..
..فغر فاهها ثم اطبقته بغيظ وحاولت ان تجد كلمات تجيب بها وقاحته فلم تجد الا ابتسامة زوجها وهو يقول ..
.."..اهدي ياايمان في ايه..هو لونه مشكلة اني اعرفه ..دا مجرد فضول ..عشان الصورة تكتمل مش اكتر ولا اقل .."..
..رفعت اصبعها كالعادة أمام وجهه وهي تقول بتوعد ..
.."..احترم نفسك انا بقولك اهو ..عيب .."..
..التوت شفتيه بابتسامة جانبية وهو يردد بهدوء ..
.."..هو عيب اني اسال مراتي قميص نومها لونه ايه ..مش يمكن بسالها عشان حابب انها بعد كدة تلبس الالوان اللي بحبها ...واللي على مزاجي.."..
الفصل السادس والاربعون
....سارت عزة بجانب صلاح الذي لوح بيده وقال وهو يشير لارجاء الصالة..
.."..ايه رأيك في الصالة ..عجبتك .."..
..رسمت فوق شفتيها شبح ابتسامة وهي تنظر حولها وقالت بصوت هادئ ..
.."..ماشاء الله ..جميلة وواسعة ..ربنا يباركلك فيها........"..
..تعثرت في احدى المعدات المرمية ارضا وكادت ان تقع فأمسكت بدون ان تعي بمرفق صلاح وهي تصيح بفزع ..
.."..يالهوي عليا .."..
..وضع صلاح كفه الضخم فوق كفها المتشبث بمرفقه وقال بلهفة ..
.."..خلي بالك .."..
..رفعت راسها لتنظر اليه فوجدته يتمعن بملامحها بنظرات ثاقبة عميقة ثم نظرت لكف يده الذي يحتضن كفها..
..فاعتدلت بوقفتها وسحبت يدها وهي تتنحنح وتتعثر بكلمات متفرقة ..
.."..انا ...شكرا ..انا كويسة ..محصلش حاجة .."..
..التفتت ورائها تبحث بعينيها عن صديقتها ولكنه عاودت النظر اليه عندما قال بصوت تهكمي قوي ..
.."..كل يوم افتح شباك المطبخ على امل اسمع اغنية حلوة وانا بشرب قهوتي ..بس للاسف مافيش ..هو الراديو عندكو بايظ ولا حاجة .."..
..التوت شفتيها وارتسم الغضب بملامح وجهها وهي تقول ..
.."..ايوة ياكابتن باظ ومبقاش نافع .."..
..وقفا هما الاثنان أمام نافذة عريضة تتوسط الحائط لينظرا من خلالها لشارع طويل ينبض بالصخب والحركة فعاود صلاح سؤاله وهو يضع كفيه بجيبي بنطاله ..
.."..مرتاحة في شغلك .."..
..نظرت لهاتفها لتتلاعب به بين يديها وقالت بصوت هادئ..
.."..كويس ..هو صحيح بحس فيه ان وسط ناس غريبة عليا بس احسن من بهدلة شغل المحلات .."..
..نظر الى جانب وجهها الذي يتسم ببراءة الملامح وقال ..
..".. يعني معندكيش مانع تسيبي الشغل دا وتيجي تشتغلي معايا هنا .."..
..رفعت رأسها لتنظر له بقوة وهي تسرع بقولها..
..".. معاك .. "..
..نزع كفه ليستند به الى اطار النافذة وقال وهو يقترب منها خطوة واحدة ..
.."..اه ياعزة معايا .. انا محتاجك هنا تساعديني في شغل الورق والكمبيوتر ..بصراحة انا معنديش صبر للحاجات دي ..ها ....ايه رايك .."..
..لأول مرة يطول الحديث بينهما هكذا ..لأول مرة تكون قريبة منه بهذا الشكل .. احتل بهالته وحديثه وكلماته ونظراته كيانها فبدون ان تعي وهي تنظر بقوة لعينيه همست ولكن بصوت مسموع ..
.."..موافقة .."..
ارتسمت فوق شفتيه ابتسامة زينت وجهه فزادته وسامة لتجيبه هي بدورها بابتسامة مماثلة ليقول حينها ..
.."..اتفقنا .. يومين وتكوني معايا .."..
..رمشت بعينيها عدة مرات وقالت بتلعثم وهي تبتعد وتنظر حولها ..
.."..لا لا معاك ايه ويومين ايه ..انا ادهولت على نفسي وقلتلك ماشي ..انا لازم الاول اخد رأي امي واجيب الورق بتاعي من شركة ايمان واقول لايمان واقول ل......وبس .."..
..اصدر صلاح ضحكة خافتة وقال وهو يقترب منها وعينيه يتراقص بهما نظرات ماكرة ..
.."..بس في الاخر عارف انك هتوافقي .."..
..اغتاظت منه فرفعت اصبعها وهي تقول بوجهه ..
.."..اسمع ياكابتن ..وانت بتكلمني تحترمني ..واقولك كمان ..انا غيرت رأيي ..واقولك تاني ..انا ماشية .."..
..استدارت بكامل جسدها بحدة وبخطوات واسعة ابتعدت عنه تبحث عن باب الخروج وهي تتمتم بكلمات غير مفهوم منها الا كلمتي ..
.."..شايف نفسه ..اكمنه مز .. "..
..لاحقها صلاح وهو يهتف بخفوت ..
.."..انسة عزة ..استني بس ..انسة لوزة .."..
****
..تأففت ايمان من وقاحته وهي تقول ..
.."..بص انا مش هرد عليك ..عشان عيب الواحدة مننا تتكلم في المواضيع ديه .."..
..اقترب منها ابراهيم وهو ينظر بعبث لشفتيها هامسا ..
.."..خلاص ياستي مش عاوز اعرف لونه ..بس لازم تفهمي انه مع جوزك مش عيب الكلام في المواضيع ديه بالذات ..امين يابنت عمي .."..
..التوت شفتيها جانبا امتعاضا ثم قالت ..
.."..لو عايز تمشي اتفضل ..انا هروح مع خالي ولوزة ..ونشوف بعض على خير بعد يومين ان شاء الله ..هنا في الافتتاح .."..
..وضع ابراهيم نظارته الداكنة فوق عينيه ثم قال بهدوء وهو يشير للباب ..
.."..اتفضلي ياهانم قدامي اوصلك انتي وصاحبتك ..العمال وصلوا وهايساعدو خالك ..يعني مالكيش مكان او لازمة هنا .."..
..وقفت بقبالتها عزة وهي تقول والتوتر يشوب صوتها ..
.."..مش يالا ياايمان ..مش هنمشي .."..
..نظرت ايمان لصلاح فأشار له بعينيه بالموافقة وقال ..
.."..روحوا انتو عشان امي مستنياكو ..ومن بكرة هتبقي معايا يامنوش في الصالة تشوفيها بعد ماتفرشت وتشرفي عالمعدات وتشغليها .."..
..ابتسمت ايمان وقالت بحماس ..
.."..واخيرا هنشتغل حاجة بنفهم فيها ..مش نقعد زي عبد التواب ونمضي شوية ورق .."..
..التمعت عيني ابراهيم بنظرة غضب عندما صدحت ضحكات صلاح عاليا ..فقال ابراهيم بنزق ..
.."..الورق اللي مش عاجبك دا هو اللي جاب الالات دي من برة ..اتفضلي ياهانم قدامي .."..
..خرج ثلاثتهم من الصالة وقبل ان تختفي عزة عن نظر صلاح التفتت اليه لتجده يغمز لها ويحرك شفتيه وكأن لسان حاله يقول ..
.."..هستناكي بكرة .."..
..وبدون ان تعي ابتسمت له بخجل والتفتت لتلحق بصاحبتها التي كانت تلوح بيدها وتصيح ..
.."..انا مش بتاعة قعدة مكاتب ..انا المكان المناسب بتاعي تحت عربية وفإيدي مفتاح سبعاتشر ..مش تقولي اجتماعات وصفعات ... وقلم وورق وهاتك ياإمضا ..ياعم روح كدة .."..
..امسك ابراهيم بكف زوجته وقال وهو يتجه بها لسيارته ..
..".. اولا اسمعها صفقات ..ثانيا متقلليليش من شغلنا ياهانم وإسكتي ..طالما مش فاهمة حاجة ياريت تسكتي .."..
..التوت شفتيها جانبا وهي تهمس بتأفف ..
.."..سكتنا .."..
..ركبوا ثلاثتهم السيارة وما ان جلست عزة صاحت بدون ان تعي..
.."..صلاح خالك عايزني اشتغل معاه في الصالة ياايمان ..انا موافقة ..لا لا ..انا لسة موافقتش ..انتي ..انتي رايك ايه ..موافقة ..صح .."..
..التفتت ايمان بجذعها وقالت بصوت يشوبه الحزن المزيف والبراءة المتهكمة ..
.."..عايزة تسيبيني ياصاحبتي ..عايزاني اقعد لوحدي بين اربع حيطان مع الورق ..مكانش العشم .."..
..كانت عزة تنظر لها ببلاهة وعينيها ضيقتين ..ثم صفقت بكلتا كفيها وهي تضحك بصوت عال ..
.."..ملعوبة يااسطي ..بس مش وقته صعبانيات ..ها ..اعمل ايه .."..
..فاجابها ابراهيم متسائلا وهو ينظر اليها من خلال المرآة الصغيرة..
..".. وشغلك في الشركة .."..
..اجابته عزة وهي تبسم خجلا وتنتقل بنظره بينه وبين ايمان..
.."..هو يعني الشغل في شركة حضرتك حاجة اخر فخامة وكل حاجة ..بس بصراحة ياابراهيم بيه .. الناس اللي هناك مش شبهي ..بيبصولي دايما من فوق وكانهم عايزين يقولوا ..واحدة زيك ايه اللي جابها هنا ..لولا انهم عارفين اني تبع ايمان كانوا طردوني بطول دراعهم وحرموني اعدي من دام باب الشركة.."..
.. ارتسم الغضب بملامح ايمان وقالت بتوعد ..
.."..طب كان يستجري حد فيهم يكلمك كلمة .."..
..رفع ابراهيم حاجبه وقال بتعجب ..
.."..للدرجاتي ياانسة عزة .."..
..فركت عزة كلتا كفيها وهي تقول بصوت ضاحك ..
.."..متآخذنيش ياابراهيم بيه ..مش كل الناس الاوبهة زي حضرتك كدة ..في ناس مراخيرهم وجعاهم فدايما رافعينها لفوق وشايفين ان هما ناس واحنا ناس تانية ..لكن الشهادة لله .. حضرتك غير.. ووالله مش عشان انك جوز ايمان صاحبتي ..لأ .. عشان كلك زوق ومتواضع و عشان كدة الناس كلها بتحترمك وبتحبك .."..
..نظرت ايمان لزوجها نظرة حب واعجاب وهي بداخلها تحمد ربها لكون هذا الرجل حبيبها وزوجها ..
..هز ابراهيم راسه وقال بتودد وابتسامة خافتة فوق شفتيه ..
.."..اشكرك ياانسة عزة .."..
****
وفي اثناء ذلك كان سمير يجلس مطأطأ الراس امام والده بمكتب كمال الذي ترك لهما المكتب ليتحدثا بأريحية..
..تردد سمير ان يرفع عينيه لينظر لوالده الذي قال ..
.."..غريب ان عندك ولو احساس بالخجل عشان كدة مش قادر ترفع عينك وتبوصلي.."..
..بلع سمير ريقه بصعوبة عندما رمي الجد العجوز بورقة على سطح المكتب وهو يقول بصوت جامد ..
.."..الورقة دي فيها ارقام حساباتك ببنوك برة ..حساباتك اللي اللي وضعت فيها فلوسي اللي انت سرقتها .."..
..وبيد مرتعشة امسك سمير بالورقة لتتسع عينيه وهو يقرأ ويقر بداخله بصحة البيانات الموجودة ..فرفع عينيه وهو ينظر لابيه بذهول ويقول ..
.."..لكن ارقام الحسابات دي سرية ..ازااي ...ازاي حضرتك عرفت بيها .."..
..رسم الجد ابتسامة سخرية فوق ملامح وجهه وقال وهو يستند بذراعيه فوق سطح المكتب..
..".. للدرجاتي متعرفش ابوك ياسمير ..ابوك اللي بني الامبراطورية دي كلها ..كل صفقة مشبوهة وكل قرش دخل حسابك بالبنك انا على علم بيه ..ومش من دلوقتي ..لأ ..من سنين وانا شايفك وانت بتسرقني وبضحك عليك كمان .. تعرف اني كنت ساعات اتدخل واسهلك بعض الامور .."..
..القى الجد بورقة ثانية بوجه ابنه الذي كان ينظر له بذهول ثم اخفض عينيه ليرى مابالورقة التي كانت تضم تواريخ وارقام وعنواين وسمع باذنه ماقاله الجد ..
..".. ورقة بكل العمليات اللي عملتها بتواريخها وتفاصيلها ..كنت فاكر ان لما قعدت ع الكرسي المتحرك وبقيت عاجز ومش قادر امشي اني خلاص انتهيت ..لا ياسمير ..حافظ بيك صاحي و عارف كويس اوي كل نملة بتدب على ارض شركته بتروح فين وبتعمل ايه .."..
..ضرب الجد سطح المكتب بقوة جعلت مافوقه من اشياء تهتز بقوة وهو يهدر بغضب ...
.."..وفي الاخر وبعد ماسرقت كل الملايين دي ..رايح ترفع عليا قضية حجر عشان تستولي على الباقي ..واللي هو حق اخواتك وولادهم .."..
..تلعثم سمير الذي صفدت جبهته بحبات العرق وهو ينطق بكلمات غير مترابطة عندما وقف مترنحا..
.."..انا ...مش ...انا مسرقتش ..."..
..تحرك الاب بكرسيه واستدار حول المكتب وقال عندما وقف بقبالته ..
.."..عارف ان كنت سايب القضية تاخد مجراها الطبيعي ليه ...عشان كنت ناوي وفي اول جلسه اقدم ملف كامل بكل جرايمك للقاضي وبلاغ للنيابة ..عشان بدل ماكنت هترميني في دار للعجزة كنت انا هرميك في السجن متطلعش منه ابدا جزاءا على عملته زمان مع اخوك وحرماني منه وعلى سرقتك لحقوقهم ..لكن اللي خلاني اظهر الورق دلوقتي ..هي خستك انت ومراتك مع حفيدتي اللي عايز تحرمني منها زي ماحرمتني من ابوها .."..
..نزل سمير على ركبتيه امام والده واضعا كفيه فوق ساقيه يبكي قائلا ..
.."..ابوس ايدك يابابا ..ابوس ايدك متعملش كدة ..انا ..انا اسف ..سامحني .."..
..نفض العجوز عن ارجله يدي سمير وقال وهو يتراجع للوراء بكرسيه ..
.."..حقي انا يمكن افكر واسامحك عليه ..لكن حق اخواتك وولادهم ..لا ..
مافيش قدامك غير حل واحد بس عشان تتقي شري ورميك في السجن .."..
..اسرع سمير بقوله بعد رؤيته ولو لبصيص امل في نجاته ..
.."..انا تحت امرك يابابا .."..
..شبك العجوز كفيه فوق فخذيه وقال بصوت جامد كملامح وجهه ..
.."..اولا كل الفلوس اللي في بنوك برة ترجع وتدخل حساب الشركة الام ..
ثانيا ..انت ومراتك تسافروا تركيا تباشر الشغل اللي هناك ومترجعش الا لما اقول انا ..
ثالثا ..نرمين ترجع تعيش في بيتي مع معمتها وولاد عمامها ..
رابعا ودا الاهم ..تروح زيارة انت ومراتك لأهل خطيبة مراد وتعمل الواجب .. وتبلغهم اسفك ان حتى فرح ابنك الوحيد مش هتحضره .."..
..تراجع سمير للوراء وهو يترنح حتى رمى بجسده فوق الكرسي وهو يقول ..
.."..بابا ..كل اللي حضرتك بتقوله ..صعب ..صعب جدا .. وكمان هو مراد ابني انا خطب .. امتى وازاي من غير علمي وموافقتي .."..
..رد الجد بصوت اجش حاد..
.."..الصعب اللي انت بتقول عليه دا مش هيكون اصعب من السجن ياسمير ..وايوة مراد خطب بعد موافقتي ومباركتي لجوازه من بنت الحلاق .."..
..اتسعت عيني سمير عن اخرها وهو يردد بذهول ..
.."..حلاق ..مراد ابني انا هيتجوز واحدة ابوها بيشتغل حلاق .."..
..هز الجد راسه بالايجاب وهو يقول ..
.."..ايوة حلاق ..راجل شريف وسمعته طيبة ..ربى ولاده بالحلال لحد ماوصل عروسة ابنك وبقت دكتورة جميلة وعلى خلق ....قدامك اربعة وعشرين ساعة ياسمير عشان تنفذ كل اللي قلتلك عليه ..يإما انت عارف كويس انا ممكن اعمل ايه .."..
..استطرد الجد قوله بصياح عال ..
.."..كماال .."..
..دلف كمال للمكتب وهو يقول ..
.."..أمرك ياعمي .."..
..استدار الجد بكرسيه وهو يقول بعصبية ..
.."..قول لإمام السواق يحضر العربية وتعال نزلني ..عايز امشي .."..
..امسك كمال بذراعي الكرسي ودفع بهوادة الكرسي تاركا ورائه من يجلس بجسد متخاذل ورأس منكس وقبضة مضمومة ضربت سطح المكتب مصاحبة لصرخة غضب عالية لم تجد من يعيرها اهتمام او اهمية ....
****
..ركن ابراهيم سيارته بجراج عم اسماعيل ونزل منها غير عابئ بنظرات زوجته التي تتسم بتعجب حين قالت ..
.."..ممكن اعرف حضرتك ركنت العربية ليه ..هو انت جاي معانا .."..
..استدار حول السيارة وقال وهو متجه ناحية باب الجراج الخشبي ..
.."..هسلم على الحاجة هنية والست تهاني ..عندك مانع .."..
..ضحكت عزة وهي تتأبط ذراع ايمان وسارا خلفه وهي تقول ..
.."..طب والله انتي مفترية ..حد يزعل منه راجل سكرة كدة .."..
..امتعض وجه ايمان وهي تنظر اظهر زوجها العريض وتقول ..
..".. طب ياختي ..تعالي لما نشوف الجدع دا ناوي على ايه ..تصدقي انه منشف ريقي على دبلتي .."..
..ضحكت عزة وهي تهمس ..
.."..احسن ..تستاهلي .."..
..فصاحت ايمان بصوت عال من الغيظ
..
.."..طب والله لاخدها وبعديها اطلع عينه .."..
..التفت اليها ابراهيم بوجه جامد لينظر لها بغضب ويقول عندما وقف ممانعا اياهما من مواصلة السير ..
.."..بتزعقي ليه ..احنا في الشارع .."..
..رفعت ذقنها عاليا وقالت وهي تتخطاه متأبطة بذراع صديقتها ..
.."..حارتنا وازعق فيها براحتي ..هما متعودين على كدة .."..
..ضم قبضتيه بغضب وغيظ وتابع سيره ورائها وهي تلوح بيدها يمينا ويسارا لتحية من يناديها ..
..وعند باب غرفة الجدة هنية قال ابراهيم..
.."..ادخلي استأذنيها عشان اسلم عليها قبل مامشي .."..
..لتقاطعها الخالة تهاني بقولها وهي تسمح يدها بمنشفة صغيرة ..
.."..وليه يابني تمشي ..خليك دا انا عاملة اكل هتاكل صوابعك وراه .."..
..نظر ابراهيم لايمان التي أماءت له بنعم ليومئ راسه هو الاخر وقال ..
.."..حاضر ..ولو اني مش عايز اتعب حضرتك ياهانم.."..
..ضحكت تهاني وقالت وهي تتجه للمطبخ لمعاودة ماكانت تفعله ..
.."..تعبك راحة يابني ..قال هانم قال .."..
..امسكت ايمان بمرفق زوجها ودلفت به داخل غرفة الجدة هنية وهي تقول ..
.."..اسمها خالتك تهاني ..مش هانم .."..
..تركت مرفقه واسرعت ناحية الجدة وهي فاتحة ذراعيها قائلة بصوت عال ..
.."..ستي هنية وحشتيني ..منورة مصر كلها .."..
..تحركت مقلتي العجوز بتعجب وقالت وهي تنزع نفسها من حضن ايمان ..
.."..انتي مين يابت انتي وبنت مين .."..
..جلست ايمان بجانبها فوق الفراش وهي تتنهد باستسلام ..
.."..ياستي انا ايمان ...ايمان بنت منى ..لحقتي تنسيني .."..
..نظرت الجدة لابراهيم الذي كان واقفا يرمقهما بابتسامة خفيفة وقالت وهي تشير له ليتقدم ناحيتها..
.."..تعال هنا ياواد ياحليوة انت ...انت ابراهيم ..صح ..ابراهيم جوز البت ام لسان طويل دي .."..
..اتسعت عيني ايمان وشهقت بصوت عال ثم قالت بتذمر ..
.."..اشمعنا فاكراه هو ..دا انتي مشوفتيهوش غير مرة واحدة بس ..وانا اللي عيشت معاكي اسبوع بحاله مش فاكراني .."..
..دفعتها العجوز لتقع ارضا وهي تقول ..
.."..الواد الحليوة دا ..واد مؤدب ولسانه حلو ..مش زيك لسانك طويل ..تعال ..تعال ياحبيبي اقعد جمبي واحكيلي .."..
..ضحك ابراهيم لتذمر زوجته وهي تحاول الوقوف ويدها تمسد فوق مؤخرتها لتهمس له بغيظ وهي تفسح له المكان ليجلس..
.."..بتضحك على ايه ..عجبتك اوي .."..
..جلس ابراهيم وامسك بكف الجدة العجوز يقبلها ويقول ..
.."..ازي صحتك دلوقتي ياجدتي .."..
..تخضب وجنتي العجوز وقالت ..
.."..قولي ياستي هنية ..انا اسمي هنية مصري الاسكندراني ..ابويا الله يرحمه كان شيخ الصيادين ..وكان عنده اكبر مركب فيكي يابحري ..بس يابني البحر مالوش كبير غير ربنا سبحانه وتعالى..
في يوم كانت بشايره الغامقة باينة وظاهرة زي عين الشمس للكل ..بس نقول ايه ساعة القدر تعمى البصر ..في اليوم دا ابويا هو والصيادين اللي بيشتغلوا معاه نزلوا البحر بالمركب عشان يشوفوا اكل عيشهم ..راحو ومرجعوش ولغاية يومنا دا محدش عارف جرالهم ايه ..الله يرحم الجميع .."..
..استطردت قولها بحماس وهي تشير لنفسها ..
.."..بس ايه ..ستك هنية وقفت ولا اجدعها راجل فيكي يابحري ..فتحت محل سمك كبير ..ووقفت فيه ابيع واشتري عشان اصرف عليا وعلى امي واخواتي .."..
..تخضب وجنتيها بالاحمرار مرة اخرى وهي تعاود قولها ..
.."..اومال جد البت الهبلة دي وقع في حبي ازاي ..حارب شباب كتير اوي كانوا يستمنوا كدة ابصلهم بصة ..و في الاخر النصيب حكم واتجوزنا ..وعرفت بعدها انه كان متجوز ست البت دي ومخلف بنت ..بس هو مقدرش يستحمل طولة لسانها وطفش ..عرفت بقى يانن عين امك البت دي طالع لسانها طويل لمين.. بس ولا يهمك عروستك عندي ..البت زبيدة......."..
..شهقت ايمان بصوت عال وصاحت بغيظ وهي تضع يدها فوق صدرها ..
.."..يانهار اسوح .. بقى عندك عروسة لجوزي ..وكمان بتحكيله قصة حياتك اللي مسمعتش منها كلمة واحدة طول قعدتي معاكي .."..
..ضحك ابراهيم بصوت عال وعاود تقبيل يد الجدة وهو يقول ..
.."..ربنا يخليكي ياجدتي ..قصدي ياستي هنية ..بس انا خلاص اتجوزت ايمان ..وراضي الحمد لله ..ادعيلي .."..
..ظلت ايمان على وضعها فاغرة الفاه وبعينين متسعتين ..تخصرت ثم قالت ..
.."..بقى كدة ..ماشي ماشي ..براحتكم .."..
..وبخطوات تدب الارض من تحتها خرجت ايمان من الغرفة وهي تغلي وتزبد من الغيظ والغضب تاركة ورائها من يضحكان بصوت عال ..
..دلفت للمطبخ وصوت انفاسها العال جعل الخالة تلتفت اليها وبيدها الملعقة الخشبية وهي تقول ..
.."..مالك ياايمان .."..
..وقفت تستند بظهرها الى الحائط وقالت وهي تكتف ذراعيها ..
.."..مماليش ياخالتي .."..
..التفتت الخالة تهاني لتعاود تقليب الطعام بالملعقة وهي تقول ..
.."..طب ادخلي غيري هدومك ..عشان كلها ربع ساعة والاكل يجهز .."..
..اتجهت اليها ايمان لتقبل كتفها وهي تقول بإمتنان ..
.."..تسلم ايدك ياخالتي ..معلش انا تعبتك معايا..واخدة بالك من ستي والبيت ..ربنا يخليكي لينا .."..
..ربتت الخالة فوق ظهر كف ايمان وهي تقول ..
..".. يابت دا انتي بنتي .. يالا يالا ..وانا شوية وانده عزة ومحمد ..وشوفي خالك كدة جاي ولا هيتأخر .."..
..هزت ايمان راسها وقالت وهي تقبل وجنتها ..
..".. حاضر ياخالتي ..هتصل بيه واشوفه ..ولو اني عارفة انه هيتأخر ..العدة وصلت الصالة وهو قاعد هناك لغاية مايركبها.. "..
..دلفت ايمان لغرفتها لتغيير ملابسها في حين خرج ابراهيم من الغرفة يبحث بعينيه عن محبوبته الغاضبة ليجد الخالة تهاني تستقبله بابتسامة ودودة فقال ..
.."..هي ايمان فين .."..
..اجابته الخالة قبل ان تخرج من البيت ..
.."..في اوضتها يابني ..انا رايحة انده لعزة ومحمد عشان نتغدى كلنا .."..
..اماء ابراهيم لها واتجه لغرفة زوجته التي حين دلف اليها دون طرق الباب وجد زوجته ترفع شعرها عاليا لربطه كذيل حصان ..تخصرت ايمان وهي تنظر اليه وتقول بغيظ ..
..".. هو هناك وهنا تدخل كدة من غير لا إحم ولا داستور .."..
..تنحنح ابراهيم وقال وهو يتجه اليها بوجه باسم..
.."..داستور .."..
..التفتت براسها للناحية المعاكسة وهي تقول ..
.."..داستورك معاك ياخويا ..خير ان شاء الله ..مكملتش قعدة مع ستي ليه .. ماتكونش كنت بتستفسر عن العروسة اللي اسمها زبيبة دي .."..
.. حاوط خصرها بذراعيه دافعا اياها داخل حضنه وهو يقول ..
..".. بتغيري عليا ياايمان .."..
..شهقت وقالت وهي تحاول ان تدفع صدره بكفيها..
..".. بقولك ايه ابعد واطلع برة احسنلك واحسنلي ..بدل ماخالتي ولا حد يدخل علينا ويبقى شكلنا مش ولا بد..."..
..شد بذراعيه حول خصرها الطري وقال بتهكم ..
.."..طب مش عايزة دبلتك .."..
..هدات محاولاتها للتملص منه وقالت بصوت هادئ وهي تنظر له بترقب ..
.."..دبلتي ..اه طبعا عايزاها ..هي معاك .."..
..مال ناحية اذنها وهمس قائلا .
.."..انا هقولك ازاي تاخدي دبلتك ......"..
..لمس بشفتيه اذنها وهو يستطرد قوله والذي عن اثره اتسعت عينيها عن اخرهما عندما سمعت ما همس به..رفع وجهه عن وجهها ليكتم ضحكته عندما رأي ملامحها المصدومة وفاهها وعينيها المتسعتان ..فعاود همسه العابث قائلا ..
.."..دييل يابنت عمي .."..
..وبحدة نظرت اليه بغضب وغيظ ثم بقبضة يدها ضربت صدره لتبتعد عنه وهي تهدر بقوة..
.."..دييل في عينك ياللي مشوفتش بجنيه واحد تربية ولا حد من العيلة المانخولية بتاعتنا دي علمك فيها الادب ..."..
..ضحك بصوت عال وهو يتلقى ضرباتها ليفاجئها بامساك يديها ودفعها بقوة داخل صدره مرة اخرى وهو يقول بنبرة صوت ماكرة ..
.."..تقدري تقولي الكلام دا قدام جدك وعمتك ..وكمان انا قلت ايه ..انتي طلبتي حاجة و عشان تتنفذ قولتلك المطلوب ..زعلانة ليه دلوقتي .." ..
..لم تستطع منع رجفة جسدها الذي التصق به حاولت ان تتملص بعيدا عنه ولكن قوة قبضته التي حاوطتها منعتها من ذلك ..اكتسى وجهها باللون الاحمر وهي تقول بتلعثم واضح بكلماتها مانعة نفسها من النظر اليه..
.."..طب ..اوعى كدة ..سيبني ياجدع انت .. وهاخد اللي انا عايزاه بالذوق بالعافية هاخده .."..
..كادت عظام ظهرها ان تتحطم عندما اشتدت قوة احتضانه لها وهو يقول ..
.."..بوصيلي.. "..
..تفاجئت بنفسها تسكن تماما بصدره ولكنها لم تنصاع لامره فقد هزت راسها بالنفي ..فرفعها ليكون وجهها بقبالة وجه ..وجدت نفسها تنظر اليه بعد ما شهقت فور عدم ملامستها للارض..لتسمعه يقول هامسا بصوت هادئ وهو ينتقل بعينيه على كافة ملامح وجهها ..
.."..انتي عارفة انتي عملتي فيا ايه .."..
..ظلت تحدق بعينيه ثم هزت رأسها بالنفي ..
..استدار بها ليجلسها فوق طاولتها ..ومال وهو يقول ..
.."..اتهمتيني ..واهنتيني ..وفي الاخر جننتيني بغيرتي عليكي ..فاضل ايه تاني لسة معملتهوش .."..
..ضمت طرفي بلوزتها بقوة وحاولت ان تصدر صوتا فلم تجده .. حاولت ان تهرب من نظراته وهي تتنحنح وتقول ..
.."..الاولانية والتانية عندك حق فيهم ..وليك عندي حق عرب ..لكن التالتة دي انا ماليش دعوة ومافيش في دماغي اصلا اخليك تغير ..دا انا حتى استغربت من عمايلك ..اكمننا خلاص متفقين ان كل واحد فينا يروح لحاله .. يعني انا ...انا بريئة "..
..التوت شفتيه بابتسامة جانبية ومال اكثر حتى كاد ان يلامس شفتيها وهو يقول هامسا بصوت اذابها امامه ..
.."..طب ياست بريئة ..حق العرب اللي ليا عندك ..انا عايزه ..اخده منك ازاي ..فهميني .."..
..تلعثمت ورمشت عدة مرات وانفاسه تتخلل رئتيها فقالت ..
..".. شوف عايز ايه ..بس ...بس من غير قلة ادب .."..
..ضحك وهو يلثم جانب شفتيها فأغمضت عينيها بقوة عندما وجدت شفتيه تتحرك بنعومة فوق شفتيها وتعاود تقبيلها مرة ثانية وثالثة ..وهمس قبل الرابعة ..
..".. مقدرش اوعدك .."..
..لم يستطع ان يمنع نفسه من تقبيلها بقوة وهو يحاوط خصرها ويحملها مرة اخرى.. رفعت ذراعيها ببطء لتحاوط عنقه .. مرت لحظات شعر الاثنان فيها بشعور يتخلل كيانهما لاول مرة تمنيا ان لا يفارقهما ابدا طوال حياتهما معا ..انزلها لتلمس الارض بقدميها تاركا شفتيها على مضض حتى تستطيع ان تتنفس فوجدها تفتح عينيها بهوادة عكس صدرها الذي كان يعلو ويهبط صارخا طلبا للهواء ..عاود همسه امام شفتيها قائلا ..
.."..ها ..اخترتي ايه عشان تاخدي دبلتك ..اوضتي .. ولا اوضتك واوعى تنسي القميص .."..
..ضاقت عينيها بغيظ منه ومن نفسها وقالت بصوت خافت ..
.."..يعني هو مافيش طريقة غير دول .."..
..ترك جانب خصرها ليمسح شفتيها بإصبعه ببطئ وهو يهز وجهه بالرفض ويتأتأ ويقول ..
.."..لا مافيش .."..
..طبع قبلة خفيفة فوق شفتيها ثم قال وهو ينتقل بعينيه بين ملامح وجهها ..
.."..هسيبك تفكري ..ونشوف هتعملي ايه لما ترجعي الفيلا .."..
..اتجه ناحية الباب وما ان فتحه وجد امامه عزة رافعة قبضة يدها لأعلى تبتسم ببلاهة وقالت وهي تنظر ليدها ثم له ..
.."..كنت لسة حالا هخبط عليكم عشان اقولكم ان الغدا جاهز .."..
..تخطاها ابراهيم وهو يومئ لها ..فاسرعت هي للداخل لتجد ايمان جالسة ارضا فوق ركبتيها تنفض بمقدمة بلوزتها القطنية وتزفر بتافف قائلة ..
.."..هي الدنيا حر ولا انا بردانة ولا حرانة ..مانيش عارفة.."..
..جلست عزة بقبالتها القرفصاء وقالت متلهفة ..
..".. لا ياختي الدنيا ربيع والجو بديع ..احكي حصل ايه خلاكي قعدة زي ام حمدي بتاعة المخلل .."..
..تنهدت وهي تنظر لها بضعف وقالت بصوت خافت ضعيف..
.."..انا بحب ابراهيم اوي ياعزة .."..
..اعوجت شفتي عزة وقالت وهي تضرب فخذ ايمان بقوة ..
.."..وحياة خالتك ..مانا عارفة ياختي انك بتحبيه وبتموتي فيه كمان ..انا عايزة اعرف حصل ايه من شوية هنا والاوضة مقفولة عليكم انتو الاتنين ومكنتوش محتاجين الشيطان يكون تالتكم عشان انتو جاهزين كدة كدة للرزيلة ..هاااا ...احكي .."..
..صدح صوت الخالة تهاني وهي تقول ..
.."..يااااايمان ..بت ياعزة ..اتاخرتوا كدة ليه ..الاكل هيبرد .."..
..تاففت عزة بضيق وهي تهب واقفة وقالت بصوت خافت ..
.."..اكل ايه دلوقتي ياما بس ..كانت البت لسة هتحكي حصل ايه خلاها موردة كدة ومزنهرة .."..
..اجتمع من بالبيت حول اوراق الجرائد المفروشة ارضا والتي تحمل فوقها الكثير من الاطباق الممتلئة بما لذ وطاب ..ابتسمت ايمان بحب عندما رأت ابراهيم يخلع سترته ويجلس فوق وسادة صغيرة ثاني احدى ركبتيه ورافع الاخرى متهيأ لتناول الطعام .. اما الجدة العجوز فكانت جالسة فوق الاريكة وامامها صينية تحمل نفس انواع الطعام ..نظرت الجدة لعزة وقالت بتساؤل عندما انتقلت بعينيها لايمان..
.."..مين البت دي ياعزة وبنت مين .."..
..ضربت ايمان فخذيها بكفيها وهي تقول بغيظ ..
.."..يالهوتي عليا ..يعني ياستي فاكراهم كلهم وجت عليا انا قرمط الغلبان .. انا ياااااستي ...ايماااان ...ايمااان بنت منى.."..
..ضحك الجميع وبداوا بتناول طعامهم ..وبعد برهة من الوقت وعند باب البيت وقفت ايمان تودع ابراهيم الذي قال بغيظ من بين اسنانه ..
.."..انا مش عارف ازاي وافقتك انك تباتي هنا يومين .. "..
..رفعت ثلاثة من اصابعها وقالت بصوت هادئ ..
.."..تلاتة ياابراهيم .."..
..ضرب اصابعها بيده وهو يقول ..
.."..تلاتة في عينك ..هما يومين وهاجي اخدك ع الفيلا ..امين .."..
..امسك بمؤخرة راسها لقربها منه وطبع قبلة فوق جبهتها ثم قال وهو يستدير ..
.."..سلام يابنت عمي ..ومتنسيش تفكري .."..
..امسكت ايمان بإطار الباب تقبله ولكنها انتفضت عندما سمعت صوت عزة ورائها ..
.."..هي وصلت لكدة ..بتبوسي الباب يابنت الاسطى احمد ..العوض ع الله فيكي ياصاحبتي .."..
..اغلقت ايمان الباب واستدارت اليها مكتفة ذراعيها قائلة ..
.."..وفيكي ياختي .. ياللي اول المز ماشاورلك بصباعه تيجي تشتغلي معاه .. احمريتي واخضريتي وكان فاضلك تكة وتتحزمي وترقصي كمان .."..
..تخصرت عزة ورفعت انفها شامخة وهي تقول ..
..".. خالص ..دا هو اللي فضل يتحايل ويتحايل ويتحايل عليا عشان اوافق ..فوافقت .."..
..انزلت عزة كلتا ذراعيها جانبا وهي تقول بقلق ..
..".. انا خايفة امي هي اللي متوافقش.."..
..ربتت ايمان فوق كتفها ثموحاوطته بذراعها وهي تقول ..
.."..بصي هي ممكن متوافقش ..وبصراحة هيكون معاها حق ..لان ماينفعش تروحي وتيجي معاه كدة قدام الناس في الحارة .. بس لو فكرنا صح ياهبلة ..هنلاقي ان دي فرصة كويسة عشان نعرف نوايا خالي ايه بالظبط ..عشان ممكن ممانعة خالتي تهاني تخليه يتحرك ويعمل حاجة .. كلامي في الجون ولا لأ ياصاحبتي .."..
..هزت عزة راسها ببلاهة وهي تقول ..
.."..يبقى اوعي تسيبي شغلك دلوقتي ..وسيبي عليا انا خالي .. انا هعمل عليه عبيطة وهكلمه وافهمه كدة من تحت لتحت ..ولو فعلا انتي في باله وعايزك ..ساعتها هنقيم الافراح والليالي المملحة .."..
..ذمت عزة شفتيها وقالت بنزق ..
.."..مملحة ايه ياايمان ومشطشطة ايه..اسمها الليالي الملاح .."..
..ضربت ايمان مؤخرة راس عزة وهي تقول ..
.."..والله انتي جاهلة ومش عارفة حاجة ..المملحة ياعبيطة عشان بيرشوا ملح عشان العين والحسد ..لكن ايه ملاح دي ..ملهاش معني ..اتثقفوا بقى وبلاش جهل ..بليتو البلد .."..
****
..عندما حل الظلام تفاجئ ابراهيم قبل ان يدلف داخل الفيلا بنرمين ابنة عمه تصعد درجات السلم الرخامي حاملة بيدها حقيبة ملابسها ..ضاق ما بين حاجبيه وهو يقول بتعجب ..
.."..نرمين ..بتعملي ايه هنا .."..
..رمشت نرمين عينيها التي التمعت بدمعاتها وهي تقول عندما وقفت بقبالته ..
.."..بابي ومامي اصروا اني ارجع اعيش معاكم هنا ..وهما هيسافروا تركيا .. ولما قلتلهم اسافر معاكم رفضوا بإصرار غريب ..وحجتهم ان الدراسة قريت ولازم استعد .."..
..فتح ابراهيم الباب ودلف للداخل وبجانبه نيرمين التي ما ان رات جدها وعمتها هرولت ناحيتهما ..وقف مراد اخيها وهو يردد اسمها بتعجب ..وبعد بضعة دقائق كان ابراهيم بغرفة مكتب جده يسأله ..
.."..ازاي عمي هيسافر تركيا ..طب والقضية اللي معادها خلاص كلها يومين تلاتة.. انا مش فاهم حاجة.."..
..نظر ابراهيم لمراد واستطرد قوله ..
.."..انت فاهم حاجة يا مراد .."..
..هز مراد راسه وهو ينظر للفراغ وهو يقول ..
.."..اومال لو عرفت انه اتصل بيا من ساعة طالب مني تحديد معاد مع ابو اسيا عشان يزورهم هو وماما ومعاهم هدية الخطوبة لأسيا .."..
..اتسعت عيني ابراهيم وهو يهتف بتعجب ..
.."..ااافندم ..عمي... سمير بيك هيزور
والد اسيا في بيته .."..
..نظر ابراهيم لجده العجوز الذي كان جالسا بملامح وجه جامدة مشبكا اصابع كفيه ببعضهما فوق سطح مكتبه ..
.."..جدي ..ماتفهمنا ياجدي ايه اللي بيحصل ..اكيد حضرتك عارف كل حاجة .."..
..رفع الجد عينيه لينظر لابراهيم ويقول ..
.."..ايه اللي مش مفهوم بالظبط ..طبيعي ان عمك يزور اهل خطيبة ابنه ويعمل الواجب ..وبردو طبيعي انه يسافر تركيا عشان يباشر الشغل اللي هناك ويخفف عنك العبأ شوية .."..
..قطب ابراهيم جبينه وهو يردد ..
.."..هو ايه اللي طبيعي ياجدي ..معقولة كل دا يحصل ..وبعدها بكام يوم هنقف قصاد بعض بالمحكمة ..طب ازاي.."..
..تنهد الجد وهو يقول بعد ما رجع بظهره للوراء مستندا الى ظهر كرسيه ..
.."..مافيش محكمة ..عمك اتنازل عن القضية خلاص .."..
..هتف كل من مراد وابراهيم بنفس اللحظة بصوت عال ..
.."..اتنازل.."..
..جلس كل من مراد وابراهيم بقبالة بعضهما امام المكتب وقال ابراهيم متلهفا لفهم مايحدث
.."..جدي من فضلك اشرح ازاي دا حصل .."..
..تحرك الجد بكرسيه ناحية الباب وهو يقول ..
..".. مافيش شرح ..قضية وخلصت من قبل ماتبتدي ..المهم دلوقتي تستعد لجوازك بعد اسبوعين هيكون مع جواز عمتك وخطوبة مراد .."..
..لحق به مراد ليسرع بقوله ..
.."..ماتجوزني انا كمان ياجدي معاهم .."..
..لوح له الجد بذراعه وهو يقول قبل ان يختفي عن انظارهما ..
.."..شششش مش عاوز دوشة ..تصبحوا على خير .."..
..تأفف مراد متمتما ببضعة كلمات اعتراضية ..لينظر لابراهيم الذي حك ذقنه وهو ينظر للفراغ قائلا ..
.."..في حاجة حصلت خلت عمي يتنازل عن القضية ..وجدي طرف اساسي في الموضوع دا ..بس ازاي وامتى دا حصل ..دا اللي مش قادر اتخيله .."..
..نظر ابراهيم لمراد الذي رمي بجسده فوق الاريكة الجلدية واستطرد قوله بصوت عال ..
.."..ماتفكر معايا يامراد ..تفتكر ايه اللي حصل بين جدي وابوك .."..
..اشار له مراد بذراعه وهو يقول باستسلام..
..".. اللي حصل حصل ياابراهيم..المهم ان خلاص مابقاش في قضية ولا خلاف بين بابا وجدي ..وماتفكرش كتير وتتعب نفسك لانك مش هتعرف اكتر من اللي جدك عايزك تعرفه .."..
..هز ابراهيم راسه وهو يردد .
.."..عندك حق .."..
****
..استقبلت ايمان صلاح بعد دخوله للبيت وهي تقول بوجه بشوش ..
.."..اهلا ياخالي ..انت اتاخرت اوي كدة ليه ..خالتي تهاني وعزة ومحمد مشيوا ..وستي هنية نامت .."..
..جلس صلاح بجانبها فوق الاريكة وهو يقول بصوت هادئ..
.."..معلش ..المعدات اخدت وقت طويل ع بال ماستلمتها وشايكت عليها .."..
..رددت ايمان وهي تقف ..
.."..طب احضرلك العشا ..دي خالتي تهاني عاملة اكل هتاكل صوابعك وراه .."..
..اشار لها صلاح بان تجلس جانبه وهو يقول ..
..".. لا حبيبتي انا اتعشيت ..المهم دلوقتي ..خالتي تهاني وافقت ان عزة تشتغل معايا في الجيم .."..
..جلست ايمان القرفصاء فوق فراش الاريكة وهي تقول بتهكم ..
.."..بصراحة ياخالي ..هي موافقتش .."..
..تجهمت ملامح صلاح وهو يقول ..
.."..ليه ..مقالتش رافضة ليه ..دا مرتبها هيكون اكتر من اللي بتاخده من الشركة اللي بتشتغل فيها .."..
..قالت ايمان بتهكم اكثر ..
.."..ياخالي مش مسألة فلوس ومرتب اكتر ولا قليل ..الموضوع ان عزة لو اشتغلت معاك ..هتفضل رايحة جاية معاك ..ودا يعني ياخالي متأخذنيش ماينفعش ..خصوصا انك زي مانت شايف عايشين فين ومع مين ..وهنا البنت ماتملكش غير سمعتها ..فاهم قصدي ياخالي .."..
..بوجه جامد الملامح هز صلاح رأسه وقال ..
.."..فهمت ..صح عندك حق .. "..
..جازفت ايمان بكذبتها التي سوف تلقيها بوجه خالها قائلة بمكر..
.."..وكمان ياخالي في عريس متقدم لعزة ..وتقريبا كدة ماافتكرش انه هيرضى انها تشتغل في جيم وسط شباب عضلات وكدة يعني .."..
..التفت صلاح بحدة لايمان وقال بصوت حاد غاضب ..
.."..عريس ..عريس مين دا ..واتقدملها امتى وفين ..وقعدوا مع بعض فين وازاي .."..
..كتمت ايمان ضحكتها وقالت وهي تعتدل بجلستها ..
.."..لا ياخالي لسة عزة مشافتوش ولا قعدت معاه .. دي امه كلمت خالتي تهاني ان ابنها اول ماشاف عزة انهبل عليها و عايز يجي يتقدم بسرعة .."..
..هب صلاح من مكانه ووقف وهو يقول بصوت حاد ..
..".. طب خلي خالتي تهاني تبلغ ام المهبول دا ..ان مافيش لا عروسة ولا جواز .."..
..رسمت ايمان البلاهة على ملامح وجهها ووقفت بدورها قبالته وهي تقول بتعجب زائف ..
.."..ليه ياخالي لا سمح الله ..انت عايز توقف سوق البت .. مش يمكن يطلع عريس كويس .."..
..اسرع صلاح بقوله ..
.."..كويس لنفسه ولواحدة تانية ..لكن عزة لا .."..
..رمشت ايمان بعينيها عدة مرات وهي تعاود بلاهتها بسؤاله ..
.."..عشان انا اللي هتجوزها ياهبلة ..ومتصيعيش عليا عشان انتي عارفة وفاهمة كويس .."..
..فغر فاهها وهي تشير لنفسها ببراءة ثم قالت ..
..".. انا ياخالي ..خالص ..اسبلوتبي .. طب وحياة سيدي السحلولي مافاهمة حاجة .."..
..حاوط عنقها بذراعه العضلية وهو يقول بحماس ..
.."..سيدك السحلولي ..ماشي يابنت منى ..انا هطلع كل اللي عملتيه على جتت جوزك الجلف دا.."..
..حاولت التملص من ذراعه وهي تقول بلهفة ..
.."..حرمت ياخالي حرمت ..سيبني بقى ازغرط ..مع اني مابعرفش ..بس هزغرط .."..
..ترك صلاح عنقها وقال وهو يقبل راسها ..
.."..خلي الزغاريط لبعدين ..لما امها توافق الاول .."..
..احتضنت وهي تهتف بفرح ..
.."..دي هتوافق ونص كمان ..هي تلاقي زيك يابطل ..الف مبروك ياخالي ..الف مبروك .."...
.. وبعد عدة ساعات وبزوغ شمس النهار كانت تتأفف ايمان فوق فراشها من سماع اهتزاز هاتفها القابع تحت وسادتها والتي عندما عثرت عليه فتحت احدى عينيها لتجد اسم زوجها يضيئ الشاشة..فابتسمت وهي تتمطع بجسدها بدلال وسعادة مرسومة بملامحها وعينيها الناعسة..
..بصوت خافت اجابت ..
.."..قالت صباح الخير .."..
..صاح ابراهيم بصوت عال جعلها تنتفض وتفتح كلتا عينيها..
.."..صباح........"..صمت قليلا ثم قال ..
.."..من بالليل وانا بتصل بيكي ياهانم ..كنتي فين ومابترديش ليه .."..
..اعتدلت بجلستها فوق فراشها واستقامت بجذعها وهي تقول ..
.."..في ايه ياابراهيم ع الصبح ..متظرظر كدة ليه ..يعني هاكون فين ..الموبيل عاملاه صامت وكنت سهرانة مع خالي ..ونمت على طول من غير ماشوفه ..معلش حقك عليا .."..
..كتم ابراهيم عصبيته وهو يسب بداخله خالها الذي ياخذ حيز كبير في حياة زوجته ..قال بعد ان هدات سرعة انفاسه ..
.."..ماشي ياستي ..متخليش تليفونك صامت عشان لما ارن عليكي تسمعيني ..فاهمة .."..
..اجابته بصوت هادئ ..
.."..فاهمة ..في حاجة تانية ولا خلاويص كدة .."..
..هز ابراهيم راسه بالنفي وقال وهو ينظر للطريق اثناء قيادته ..
.."..لا ياستي مش خلاويص ..انا جاي في الطريق عشان افطر معاكي ..ها قوليلي ..عايزة بكام فول وبكام طعمية ..واد ايه عيش مقفع ..وفكريني لو ناسي حاجة .."..
..وثبت ايمان من فوق فراشها وقالت وهي تقفز فرحا ..
.."..بجد ياابراهيم جاي تفطر معانا. .."..
.. ابتسم ابراهيم وشعر بالسعادة تتراقص بين اضلاع صدره وردد وه. يقول ..
..".. اعمل ايه ..وحشتيني ..وماينفعش اروح الشركة من غير ما اخد بوسة من حبيبتي اللي لسة مسمحتهاش .."..
..تخضبت وجنتيها وقالت بصوت خافت ....
.."..ابراهيم ..وبعدين ..تعال بسرعة ومتجيبش حاجة ..هنا كل حاجة ..تعال انت بس .."..
..مرت الساعة وكان كل من ايمان وابراهيم وصلاح والجدة العجوز حول طاولة صغيرة تقبع امام الاريكة التي تتوسطها الجدة العجوز ..كان كل من صلاح وابراهيم ينظران لبعضهما شزرا حين قال صلاح بصوت خافت تشوب نبرته الكثير من السخرية..
.."..منور.."..
..ليجيبه ابراهيم بنفس النبرة ..
.."..دا نورك ..شكرا .."..
..ابتسمت الجدة العجوز وهي تقول لابراهيم ..
.."..والله ياواد ياحليوة انت ...انت اللي محلي القعدة دي .."..
..ارتفعت شفة صلاح عاليا امتعاضا لما سمعه في حين ابتسم كل من ايمان وابراهيم وهو يقول ناظرا لصلاح ..
.."..حبيبتي ياستي .. القعدة حلوة بيكي ياست الكل .."..
..ظلت شفة صلاح عالية وهو ينظر شزرا لابراهيم الذي تراقصت حاجبيه وهو يضحك نكاية به ...
..انتهت وجبة الافطار ..وقامت ايمان لتمسك بالاطباق متجهة بها للمطبخ ..وقبل ان يلحق بها ابراهيم ..
..صدح رنين الباب ليقوم صلاح بفتحه لتتسع عيناه تعجبا عندما راى صديقه عمرو واقفا أمامه ..
..خطى عمرو اولى خطواته داخل البيت وهو يقول ..
.."..اسف ياكابتن اني جيت كدة فجأة ..بس انا دوخت ع بال ما لقيت تذكرة قطر للقاهرة في وسط الرحمة دي كلها .."..
..صافحه صلاح واشار له بأن يدخل ..فتقدم عمرو ناحية المراة العجوز وهو يقول بحماس ..
.."..ازيك ياست الكل ..اسكندرية ضلمت من بعد ماسبتيها .."..
..نظرت العجوز له بعدم فهم وقالت لصلاح ..
.."..مين دا ياصلاح وابن مين .."..
..وقبل ان يجيب صلاح سؤال والدته المعتاد ظهرت ايمان بمنامتها الرقيقة لتأخذ بقية الاطباق من فوق الطاولة فأبتسم عمرو ومد يده للمصافحة وهو يقول بلهفة وتودد اثار بركان غضب الواقف بجانبه ..
.."..ازيك ياانسة ايمان .."..
.. هتف بها ابراهيم بعصبية قبل ان تمد يدها
.."..ادخلي جوة دلوقتي .."..
..انتفض صدرها بقوة واسرعت بالاختفاء من امامهم ..
..نظر صلاح لابراهيم وقال وهو يشير له ..
.."..اقدملك ابراهيم بيه يبقى ابن عم ايمان و........"..
قاطعه عمرو بحماس وهو يقول .."..والله كويس انه موجود حظي حلو..طب طالما خالها وابن عمها موجودين ..فا انا يشرفني جدا اني اطلب منكم ايد الانسة ايمان ..."..
.
الفصل السابع والاربعون
..تفاجئ عمرو عندما نطق بكلماته الاخيرة بمن يمسك بتلابيب قميصه ويهمس بصوت حاد قوي أمام وجهه ..
.."..سمعني كدة تاني جاي تطلب ايد مين .."..
..اسرع صلاح بقوله وهو يمسك بمرفق ابراهيم ..
.."..اهدى ياابراهيم وانا افهمه منوش تبقالك ايه .."..
..ارتج جسد عمرو وأخذ ينتقل بعينيه بينهما وهو يردد بعد محاولته لفض قبضة ابراهيم عن قميصه..
.."..هو في ايه ياجماعة هو انا غلطت في حاجة..انا داخل البيت من بابه ..انا بحب الانسة منوش وطالبها في الحلال .."..
..اهتاج ابراهيم كالثور لسماع اسم زوجته المدلل واعلان حب رجل غريب لزوجته فلم يعي بنفسه الا وركبته تضرب مابين ارجل عمرو الذي جحظت عيناه وكسى وجهه الاحمرار فامسك ابراهيم برأس عمرو ليوجه له ضربة رأس قوية ليفترش عمرو الارض على اثرها ..
..حاول صلاح ان يبعد ابراهيم عن عمرو الملقى ارضا ولكن ابراهيم كان كالثور الهائج فلم يستطع صلاح منع ابراهيم من ضرب عمرو المتكوم ارضا بضربة قوية استهدفت معدته وابراهيم يصرخ به ..
.."..جاي تطلب ايد مراتي ياكلب .."..
..لم يجد صلاح الا محاوطة ظهر ابراهيم بكلتا ذراعيه العضلية محاولة منه للدفع به بعيدا عن ذاك المتكوم ارضا ..وهو يصيح بصوت عال ..
.."..قلتلك اهدى وبلاش الجنان دا..الواد مايعرفش انها مراتك .."..
..تملص منه ابراهيم وهي يهدر بحدة وغضب ..
.."..اوعى سيبني ..جايبلي صاحبك يطلب ايد مراتي .."..
هرولت ايمان بعيون جاحظة ناحيتهم وهي تهتف بعد سماعها بأصواتهم العالية ..
.."..يالهوي ..هو في ايه .."..
..نظرت لعمرو المرمي ارضا فاتجهت ناحيته لتجثو بركبتيها ارضا بجانبه تربت فوق ذراعه وهي تصيح ..
.."..يالهوي يالهوي ..كابتن حيسام ..كابتن حيسام ..جرالك ايه .."..
..ومع تأوهات عمرو همس بضعف ..
.."..اسمي عمرو يامنوش .."..
..اهتاج ابراهيم لينقض عليهما مرة اخرى فامسك بمرفق ايمان لتقف امامه يهز جسدها بقوة وهو يهتف بغضب ..
.."..كابتن حسام جاي يطلب ايدك ياهانم .."..
..ردد عمرو من بين تأوهاته ..
..".. اسمي عمرررو .."
..اتسعت عيني ايمان التي انتقلت بهما بين عيون المحاطين بها لتتلعثم وهي تشير لنفسها ..
.."..جاي يطلبني انا .."..
..هتفت العجوز بتذمر ..
.."..جالك عريس يامنيلة .."..
..قام صلاح بمساعدة عمرو ليقف وهو يقول بصوت غاضب مغتاظ ..
.."..مش كنت تكلمني الاول يااهبل .."..
..دفع ابراهيم بزوجته ناحية غرفتها وهو يقول ..
.."..غيري هدومك بسرعة عشان نمشي من هنا .."..
..حاولت ان تقف بقبالته قبل ان يغلق باب غرفتها وقالت بصوت مرتعش ..
.."..نمشي ..طب والافتتاح ..وخالي .."..
..اقترب منها بخطوات بطيئة وملامح وجه لاول مرة تشعر بالخوف حين رأتها فوجدت نفسها تتراجع للوراء تتشبث بمقدمة بلوزتها.. توقف واقترب بوجهه من وجهها ليهمس من بين اسنانه بصوت غاضب حاد ..
.."..لو عايزة خالك هو والزفت صاحبه يباتوا في المستشفى وانا ابات في القسم انهاردة خليكي قاعدة ....هما تلات دقايق يابنت عمي بالظبط والاقيكي قدامي ..يالاااا"..
..انتفضت بمكانها وقالت بتلعثم ..
.."..طب ..حاضر ..بس ..اخرج عشان ..عشان اغير .."..
..تكتف وهو يقول بحزم ..
.."..لا ..يالا قلت .."..
..التمعت عينيها بالدموع وقالت بصوت باك وتشير للباب..
.."..انت متعصب عليا ليه ..انا مالي ..انا اللي قلت لحيسام ييجي يتقدملي .."..
..كان صدره يعلو ويهبط من بركان الغضب الذي كان يغلي ويذبد بداخله ..حاول ان يكبت انفجاره وبالاخص عندما لمست شغاف قلبه بدمعاتها المحبوسة وصوتها المبحوح ..فقال من بين اسنانه..
.."..تلات دقايق والاقيكي برة .."..
..خرج بعد ان صفق الباب بقوة اهتزت لها الارجاء..ليقف خلفه وعينيه تتابع صلاح الذي امسك بقطعة قطن واخذ يمسد بها فوق وجه عمرو الذي جلس بجانب الجدة العجوز وهو يقول ..
.."..انت اللي غلطان ياكابتن صلاح.. ازاي متقوليش انها متجوزة .."..
..وبعنف ضرب صلاح وجه عمرو بقطعة القطن وهو يقول بغيظ ..
.."..وانت كنت اتنيلت وسألتني وانا مرديتش عليك .."..
..فتحت ايمان الباب لتجد هذا الذي يعترض طريقها بظهره فقالت بتأفف ..
.."..انا لبست خلاص .."..
استدار ليقف بقبالتها ينظر اليها من اسفلها لاعلاها ليجدها ارتدت بنطلون جينز وبلوزة قطنية تصل حافتها لفخذيها ..فتح راحة يده التي مدها له ..انتقلت بنظرها بين يده وعينيه جامدة النظرات ..وضعت كفها بيكفه الذي احتضنه بقوة ومشى بها ناحية الباب لتقف فجاة فالتفت اليها ليجدها تهمس بهدوء وتوسل خفي مابين كلماتها..
.."..هنمشي كدة من غير مانسلم على ستي وخالي .."..
..وقبل ان يجيبها ابراهيم توجه اليهما صلاح وهو يقول بصوت حاد قوي ..
.."..على فين .."..
..تقدم ابراهيم خطوة تتسم بالعدائية تجاهه فوقفت ايمان كحائل بينهما وهي تقول برجاء لكليهما ..
..".. خلاص بقى انتو الاتنين ..انا تعبت والله العظيم .. " ..
..نظر الاثنان شزرا لبعضهما وبشق الانفس منعا نفسهما من الاشتباك سواء بالكلمات او بالايدي ..فامسك صلاح برأس ايمان ليقبلها وهو يقول بجانب اذنها ..
.."..هستناكي يوم الافتتاح متتاخريش عليا .."..
..هزت ايمان راسها بالايجاب وقبل ان تخرج نظرت للعجوز عندما صاحت ..
.."..مع السلامة يابنت منى ..ابقي تعالي زوريني يابت .."..
..وبعد برهة من الوقت كانت ايمان بسيارة ابراهيم تنظر اليه بتوجس لتتنحنح وهي تقول بصوت خافت ..
.."..ابراهيم .."..
..اشتدت قبضتيه حول المقود دون ان يجيبها غير بانفاس متسارعة ملتهبة ..
..التفتت تراقب الطريق من خلال نافذتها الزجاجية لتجد نفسها بنهاية الطريق امام بوابة فيلا جدها ليقول ابراهيم وبصوت جامد ..
.."..انزلي ..ولو احتجتك في الشركة هبعتلك العربية ..اتفضلي .."..
..اصطكت اسنانها من شدة غيظها ..امسكت بمقبض بابها وقالت بغضب وهي تترجل من السيارة ..
.."..و ايه رايك بقى لو طلبتني مش هاجي وخلي شغل الشركة يطربق فوق دماغكو .."..
..ارتسم الغضب فوق ملامحه واكتسى وجهه باحمرار الغضب عندما صفقت الباب بقوة وبخطوات واسعة صعدت درجات السلم الرخامي بطريقها لباب الفيلا ..
..دلفت ايمان بخطواتها القوية داخل الفيلا لتجد نيرمين تجلس بحضن عمتها فرق الاريكة الوثيرة بمنتصف الصالة الواسعة لتهتف بصوت مستنكر عال ..
.."..اهلااااا ...انتي هنا ...يالا عشان اليوم ال...... يكمل .."..
..هبت زهرة لتقف وهي تسألها بتعجب ..
.. "..ايمان ..ايه اللي جابك دلوقتي ..مش قلتي هتقعدي يومين عند خالك .."..
..اتجهت اليها ايمان وهي تهتف بغضب ..
.."..وهو طول ما ابن اخوكي ورايا هروح في حتة واتهنى بيها ..جابني لغاية هنا بعد ماضرب صاحب خالي في بيتي .."..
..اتسعت عيني زهرة وهبت نيرمين لتقف وهي تتحدث بالانجليزية ..
..".. What ?!! .."..
..اشارت اليها ايمان بعصبية وهتفت ..
.."..بت انتي ..هتوطوطي هجيبك من شعرك ..انا بقولك اهو .."..
..تمسكت نيرمين بمرفق عمتها وهي تهمس بخوف ..
.."..عمتو ..بليز ابعديها عني .."..
..تأففت زهرة وهي تلوح بيدها وتقول لكلتاهما ..
.."..وبعدين معاكو انتو الاتنين .."..
..استطردت قولها وهي تنظر لايمان..
.."..ايمي حبيبتي ..نيرمين خلاص رجعت تعيش معانا من تاني .. فعايزاكي تنسي اي سوء تفاهم حصل بينكم ..وتعيشوا مع بعض كاخوات .."..
..نظرت ايمان لنرمين بتوجس وهي تقول بمكر ..
.."..على اساس ان الحلوة هتقبل تكون اخت البنت الشوارعية البيئة زي مقالت عليا قبل كدة .."..
..نظرت العمة لنيرمين وقالت بهدوء..
.."..نونا حبيبتي احنا اتفقنا على ايه ..مش قلنا هنفتح صفحة جديدة مع ايمان ..لانها بنت عمك وزي اختك .."..
..مطت نيرمين شفتيها وهي تقول بصوت خافت متلعثم ..
.."..اوك ياعمتو ..بس .."..
..ربتت زهرة فوق وجنتها وهي تقول بتودد ..
.."..من غير بس .. يالا سلموا على بعض وتنسوا اي حاجة حصلت قبل كدة وتبتدوا من اول وجديد .."..
..مدت نيرمين يدها بتردد واضح أمام ايمان وعمتها وهي تردد ..
.."..Shake Hands ايمان.."..
..التوت شفتي ايمان وهي تصافح نيرمين وتقول ساخرة ..
.."..شيك بدون رصيد ياختي ..معايا فلوس فكة تنفع .."..
..ضحكت العمة زهرة وهي تحوطهما بكلتا زراعيها وتقول وهي تتجه بهما ناحية السلم المؤدي للطابق العلوي ..
.."..انا عايزاكم دلوقتي تطلعوا فوق وتلبسوا فساتين حلوة عشان نحضر خطوبة عائشة بنت دادة فاطمة وإمام السواق .. هنا في جنينة الفيلا ..انا كنت لسة هتصل بيكي ياايمي عشان تيجي .. "..
..اتسعت عيني نيرمين وهي تقول باستنكار واضح ..
..".. What ......No way ..ياعمتو.."..
..ثم اشارت لنفسها وهي تستطرد قولها بتذمر ..
.."..انا احضر خطوبة السواق بتاعنا .."..
..ارتفعت شفة ايمان العلوية ثم اصدرت شهقة خفيفة وهي تقول بسخرية ..
.."..ومالو بقى يابنت عمي.. إمام ..السواق ..تكونيش انتي بنت تسعة وهو ابن اربعة ونص ..البني ادم باخلاقه مش بثروته كام في البنك ..وشوفي بقى عشان نكون على نور من اولها ..ياتنزلي من برجك العالي دا وتعيشي معانا زي بقية الخلق من غير عنطظة فارغة .. ياتقعدي في اوضتك ومالكيش دعوة بحد فينا .."..
..التمعت عيني نيرمين وهي تنظر لعمتها التي عاتبت ايمان بقولها ..
.."..ايمي ..نرمين متقصدش ..بالراحة عليها .. هي من حقها تستغرب لاننا اول مرة نتصرف قصادها بالشكل دا .."..
..صعدت نيرمين السلم وهي مسرعة كاتمة شهقة بكائها ..فاستطردت زهرة قولها وهي تنظر بغيظ لإيمان ..
.."..ايمان وبعدين معاكي ..لازم اسلوبك يكون احسن من كدة وانتي بتتكلمي مع بنت عمك ..خصوصا بعد اللي حصل .. ".
..نظرت لها ايمان بتوجس وهي تقول ...
.."..وهو ايه اللي حصل ياعمتي .."..
..تنهدت عمتها وهي تقول ..
.."..عمك سمير اتنازل عن القضية اللي رفعها على جدك ..وهيسافر هو واصلي تركيا ومش هيرجع الا لما جدك هو اللي يقرر .."..
..ابتهجت ملامح ايمان وانغمست بحضن عمتها وهي تصيح بفرح..
.."..والنبي صحيح ..يعني مابقاش في قضية ..الحمد لله ..".
..مسدت زهرة فوق ظهر ايمان وهي تقول ..
.."..ايوة خلاص مبقاش في قضية ..وكان شرط جدك عشان يحاول انه يسامح عمك ..هو ان نرمين ترجع تعيش معانا وهما يسافروا تركيا.. نرمين مرتبطة بمامتها وسمير ..وصعب عليها تعيش بعيد عنهم ..يبقى لازم نعوضها ياايمي مش نصعب عليها العيشة هنا معانا ..نرمين بنت طيبة صدقيني ..جايز تكون مدلعة شوية ..ومامتها مأثرة عليها بشكل كبير ..بس من جواها بنت كويسة جدا ..فاهمة ياايمان ..حاولي تصاحبيها.. "..
..نزعت ايمان نفسها من حضن عمتها وهي تقول بهدوء..
.."..حاضر ياعمتي ..انا هصبر عليها ومش هاكشملها من اول مرة ..بس لو طولت في دلعها المرق دا ..هجبهالك من شعرها ..انا بقولك اهو .."..
..صعدت ايمان السلم دون ان تعي لرد فعل عمتها التي ضربت جانبيها وهي تقول ..
.."..مافيش فايدة فيكي .."..
..ترددت ايمان عندما وقفت أمام غرفة نيرمين ولكنها طرقت بقوة ودلفت عندما سمعت صوت نيرمين يقول ..
.."..اتفضلي يادادة .."..
..رفعت نرمين حاجبيها عندما رأت ايمان واقفة تلوح بيدها وتقول ..
.."..بصي ..من الاخر كدة انا جاية افتح صفحة جديدة معاكي زي ماعمتي ماقالت عشان احنا ولاد عم ..لكن هتسوقي فيها العوج وتتأصعي عليا او تتمايصي على جوزي ..هاقطم رقبتك على صدرك ..امين يابنت عمي .."..
..تقطب جبين نرمين وببلاهة تساءلت ..
.."..امين مين ..".
..شدت ايمان مقدمة بلوزتها وهي تصيح بيأس ..
.."..ياختااااااي عليا وعلى عم امين في ساعة واحدة .."..
..تقدمت ناحيتها وجلست بجانبها فوق الفراش وقالت ..
..".. متزعليش ياختي ان امك وابوكي مسافرين وسايبينك ..ع القليلة هما شوية وراجعين ..او ممكن انتي تسافريلهم ..لكن انا بقى لا ينفع ابويا وامي الله يرحمهم يرجعوا ولا انا اروحلهم الا لما يأذن ربنا ..فاحمدي ربنا ...واحنا اهو ياستي كلنا حواليكي ..جدك وعمتك واخوكي مراد وانا ...ابراهيم لا .."..
..ضحكت نيرمين وهي تقول ..
.."..اطمني ..ابراهيم انا اتاكدت انه بيحبك اوي و عشان كدة خلاص ..هو دلوقتي بالنسبالي ابن عمي واخويا الكبير وبس .. انا كنت بعمل كدة معاه.. كنت بغيظك عشان كنت غيرانة منك .."..
..رفعت ايمان حاجبيها بتعجب واعتدلت بجلستها فوق الفراش وهي تقول ..
.."..انتي تغيري مني ليه ..دا انتي عاملة زي البسكوتة ..صحيح مايصة شويتين ..بس مش قادرة افهم ازاي تغيري من اسطى ميكانيكي زيي .."..
..اعتدلت نيرمين مثلها بجلستها لتكون بقبالتها وهي تقول ..
.."..عشان من اول يوم جيتي فيه البيت ..استوليتي على انتباه واهتمام الكل ..حتى الخدامين بقوا بيحبوكي وبيفرحوا وهما قاعدين معاكي ..جدو وعمتو الابتسامة مش بتفارقهم طول مانتي حواليهم ...حتى مراد اخويا بيكون مبسوط وهو قاعد معاكي ..اما ابراهيم لقيتو بيبصلك بطريقة عمري ماشوفته بيعملها مع حد تاني ..حتى نبرة صوته بتتغير وهو بيكلمك ..لقيت نفسي على الهامش محدش واخد باله مني خالص ..و عشان كدة فرحت اننا سيبنا البيت ..لان كل مابقيت اشوفك بحس بنفسي اد ايه انا ولا حاجة ..". .
..ضربت ايمان صدرها وهي تقول بصوت عال ..
.."..يالهوي بالي ...كل دا في قلبك يابنت عمي ..بس انتي غلطانة على فكرة ..غلطانة عشان استخسرتي فيا حب اهلي اللي كنت محرومة منهم تلات سنين بعد ما مات ابويا وامي ..وانتي طول حياتك متنعمة بحبهم وحنانهم ..انتي بس لو كنتي اديتيني فرصة ..كنتي هتلاقيني ولا اجدعها اخت فيكي يا منطقة .."..
..اصدرت نيرمين ضحكة خافتة وهي تفرك كلتا كفيها ببعضهما ..وضعت ايمان يدها فوق كفيها وقالت بهدوء عكس مايعتمل بصدرها من خوف ..
.."..انا عايزاكي تصارحيني ..انتي ..انتي بتحبي ابراهيم ..جاوبيني بصراحة .."..
..التوت شفتي نيرمين بابتسامة ساخرة ثم قالت وهي تربت فوق كف ايمان ..
..".. ابراهيم بالنسبالي كان
Like .. حاجة كدة زي movie star ..
..كنت معجبة بيه ..دا غير ان مامي كانت دايما تقولي ان ابراهيم في النهاية هيتجوزني ...بس انا كنت بشوف ان مافيش حاجة زي دي هتحصل ..معاملة ابراهيم ليا وكأني اخته ..دا غير علاقته بالتشين ..وبصراحة انا من جوايا مكنتش زعلانة اوي للي بيحصل ..بس قلت انه لو حصل اوك يمكن اكون مبسوطة وقتها ..لغاية ماجيتي انتي واتاكدت ان مستحيل انا وابراهيم نرتبط ..و believe me ..مكنتش مضايقة ..كنت عادي ..ودا يأكدلي قبل مايأكدلك انتي ..ان الاحساس اللي حسيته ناحية ابراهيم مش حب خالص .."..
..اتسعت ابتسامة ايمان وقالت وهي تتنهد بأريحية ..
..".. طب الحمد لله ..انا كنت خايفة اشيل ذنب كسرة قلبك .."..
..صاحت ايمان بصوت عال وقالت بابتهاج ..
..".. بصي بقى يابنت عمي..انهاردة عندنا فرح ..يعني تنقيلي فستان على زوقك بس يكون محترم مش خليع زي اللي بتلبسيه دا ..وتمكيجيني ..عشان ابن عمك مخاصمني وعايزة اصالحه .."..
..ابتسمت نرمين وبحماس قالت ..
.."..طبعا طبعا هخليكي سوبر ستار ..بس احكيلي الاول هو مخاصمك ليه .."..
..ارتاحت ايمان لبداية علاقة جديدة مع ابنة عمها وبدأت بسرد ماحدث بإهتمام .....
****
..واثناء ذلك كان سمير بسيارته التي ركنها على احدى جانبي الشارع الذي يقطن بإحدى بيوته والد اسيا يزفر بضيق وهو يقول لزوجته بصوت غاضب ..
.."..انزلي يااصلي من العربية ..قلتلك مليون مرة هنقعد معاهم نص ساعة ونمشي على طول .."..
..كادت اصلي ان تبكي وهي تردد ..
.."..مستحيل ياسمير ..انت مش شايف ..مش شايف المكان شكله عامل ازاي ..oh my god.. انا اصلي هانم ابنها مراد بيك رجل الاعمال يخطب بنت عايشة هنا في المكان البيئة دا .."..
..ضرب سمير مقود سيارته بغضب وقوة وهو يصيح بها فارتعدت بمكانها ..
.."..قلت انزلي ..وحسك عينك يااصلي تزعليهم بكلمة من كلامك اللي زي السم دا ..فاهمة ..بابا لو عرف اننا زعلاناهم او قللنا من بنتهم قدام ابنك ..هتلاقي نفسك ياهانم في الاخر بتزوريني في السجن والناس كلها بتتسابق عشان تاخد معاكي سيلفي ..انززززلي .."..
..نظر سمير لمرآة سيارته ليجد سيارة مراد تركن ورائه ..
..نزل مراد وبيده باقة مم الورود الملونة وعلبة تحتوي على حبات شيكولاتة من النوع الفاخر ..
..قال سمير بصوت جامد ..
.."..ابنك وصل ..انزلي وزي مافهمتك وحذرتك يااصلي .."..
..وبتأفف قالت اصلي وهي تمسك بمقبض الباب استعدادا لنزولها ..
.."..حاضر ..قلت حاضر ياسمير .."..
..وبعد برهة من الوقت كان مراد ووالديه جالسون بالصالة وبجانبهم يجلس والد اسيا واسيا التي كانت تنظر بتوجس لأصلي الجالسة بحذر ان تلمس أي شيء حولها خوفا من ان يصيبها عدوى او مرض ما ..
..وضعت والدة اسيا الصينية فوق الطاولة وهي تقول ..
.."..نورتونا وشرفتونا ..دا انهاردة ولا اكنه عيد .."..
..اجابتها اصلي بهزة من رأسها وابتسامة سمجة فوق شفتيها فأسرع سمير بقوله حتى لا ينتبه احد لصلافة اصلي معهم..
.."..احنا اللي اتشرفنا بيكم ياهانم .. احنا جينا انهاردة عشان نتعرف عليكم ونعتذر مقدما اننا مش هنقدر نحضر الخطوبة بسبب ظروف الشغل اللي بسببها لازم نسافر تركيا في اقرب وقت ..لكن طبعا يوم كتب الكتاب والفرح اكيد هنكون موجودين .. "..
..كان والد اسيا يراقب الموقف بحذر شديد وايقن بداخله بأن هؤلاء وكأنهم مرغمون على تلك الزيارة ..فقال بصوت هادئ ..
..".. ان شاء الله ..كله في علم الغيب يا استاذ سمير .. "..
..نظر سمير للرجل وتنحنح وهو يقول ..
..".. أكيد طبعا ..طبعا .."..
..نظرت اصلي بتمعن لأسيا وكأنها تقوم بتقيمها فقالت بصوت يشوبه الكثير من التعالي..
..".. وياترى انتي تخصص ايه .."..
..وبثقة تحسد عليها اسيا قالت بصوت هادئ..
.. ".. جراحة عامة .."..
..رفعت اصلي حاجبها ومطت شفتيها للأمام وهي تهز رأسها بالايجاب دون ان تنطق بكلمة ..ولكن مراد قطع هذا الصمت الذي يتسم بالاحراج العام وقال وابتسامة ماكرة تزين شفتيه ..
.."..المفروض كنتي تخصصتي قلب يادكتورة .."..
..تخضبت وجنتي اسيا بالاحمرار فاسدلت اجفانها في حين شعرت اصلي بالغيظ يأكل قلبها ..
..وقف سمير وهو يقول بضيق غير واضح ..
.."..استأذنكم وارجو منكونش ازعجناكم ..بس انا مضطر امشي بسبب الشغل ..و اكيد طبعا لما نرجع لينا زيارة تانية .."..
..هتفت والدة اسيا بحزن ..
.."..ياخبر ابيض تمشوا ازاي بس ..هو انتو لحقتوا .. لازم تتغدوا معانا انهاردة .."..
..وقف الاب وهو يستند على عصاه الخشبية وقال ..
.."..سيبيهم على راحتهم ياأم اسيا ..شرفتم وانستم .."..
..تصافح الجميع ببرود ظاهر ليقول الاب بعد ما خرجوا جميعا وانغلق الباب ..
.."..الناس دي غير اهل مراد اللي جم اول مرة .."..
..نظر الاب لابنته واستطرد قوله بقلق ..
.."..لازم يادكتورة تفكري كويس اوي في الارتباط دا ..ابو مراد وامه مش موافقين ع الجوازة دي..و زيارتهم مجرد حاجة شكلية ..لكن من جواهم رافضين يابنتي .. والناس اللي بالنفسية دي انا اخاف عليكي منهم.." ..
..امسكت اسيا بكف والدها لتلثم ظاهره ثم قالت ..
.."..انا اهم حاجة عندي مراد يابابا ..هو مستقل عنهم تماما ..سواء في البيت او الشغل .. دا غير ان لسة في فترة خطوبة ..متقلقش عليا ياحبيبي .. اناه اعرفهم مين هي اسيا بنت ابوها اللي تعرف ازاي توقفهم عند حدهم لو حاولوا او فكروا بس يتعدوها ..."...
*****
..استدارت ايمان حول نفسها أمام المرآة ثم وقفت تهندم فستانها وهي تقول لنرمين التي ورائها تتفحصها بإعجاب ..
.."..يابنت اللذينا يابنت عمي ..الفستان اخر حلاوة ..وكل الحاجات الغريبة اللي حطيتيها على وشي دي مخلياني ولا نجوم السيما ..تسلم ايدك يابت يانرمين .."..
..اشارت نيرمين لنفسها وهو تقول باستنكار ..
.."..بت ..انا بت .."..
..التفتت اليها وهي تقول..
.."..ياستي متزعليش كدة .. اومال انتي ايه لو مكنتيش بت ..تكونيش واد وانا مش واخدة بالي ...بصي انتي بعد عملتك الحلوة دي معايا مش هقرص عليكي ..وليكي عندي خدمة ..لو احتجتيني في اي مصلحة انا في ضهرك ياستي ..ديييل .."..
..تعجبت نيرمين وهي تردد ورائها ..
.."..ديييل .."..
..خرجت ايمان من الغرفة لتجد ابراهيم انهى صعود درجات السلم ليقف متسمرا عندما لمحهها ..اتجهت اليه بخطوات هادئة لتقف بقبالته وتقول ..
.."..اهلا ..كويس انك جيت بدري عشان نحضر خطوبة اؤمؤم وعيشة .."..
..بلع ريقه بصعوبة وهو يقول بعد ان ضم قبضتيه بقوة ليمنع نفسه من احتضانها ..
.."..وانتي هتحضري الحفلة بالفستان دا .."..
..نظرت ايمان لفستانها الذي كان يكشف جزء عريض من كتفيها ولكنه يغطي صدرها بالكامل والذي بضيقه رسمه بحرفية فظهرت ملامحها الانثوية بقوة وبالأخص عند رسمة خصرها ..وبقية الفستان الذي نزل باتساعه لينتهى بحافته عند ركبيتها لتقول بخوف..
..".. ايه ..الفستان وحش عليا ولا ايه.."..
..رمش ابراهيم عينيه وقال وهو ينظر للفراغ متحاشيا النظر اليها ..
.."..بالعكس ..الفستان جميل جدا ..بس اكتافك دي ..ياتحطي شال ..ياتغيري الفستان دا .."..
..ابتسمت وهي تقول ..
.."..ماشي ..نحط الشال ياسيدي ولا تزعل نفسك .."..
..تخطاها وهو يقول بضيق ..
.."..لا وانتي بصراحة بتخافي على زعلي اوي .."..
..تأففت وهي تلحق به وتقول ..
.."..عيب على فكرة اكون واقفة بكلمك تقوم تسيبني وتمشي .. المفروض انا ليا بستاچير بتاعي وانت لازم تحترمه..".
..توقف ابراهيم بمكانه والتفت اليها فجاة فكادت ان تنصدم بصدره فحاوطها بين ذراعيه وهو يقول بتعجب..
.."..المفروض نحافظ على ايه ..."..
..اعتدلت بوقفتها قبالته وهي تتنحنح وتقول ..
.."..الباستچير ..لا ..لا ..استنى ..البراچتيز ...لا مش دي بردو ...متساعدني يااخي وتفكرني بالكلمة اللي دايما عمتي وهي بتتكلم ان لازم البتاع دا نحافظ عليه ..مع اني معرفش نحافظ عليه من ايه ..او هو فين اصلا ومستخبي ليه .."..
..مسح ابراهيم وجهه وقال وهو يشير لغرفتها ..
.."..على اوضتك ياايمان قبل ماافقد برستيچي انا معاكي .."..
..صفقت بكلتا يديها وهي تقول بفرح ..
.."..اسم الله عليك ..هي بريستيچ ..شاطر ياابراهيم .."..
..داعبت طرفي سترته بيدها وهي تهمس ..
.."..انت لسة مزنجر من ساعة اللي حصل الصبح ..والله ياابراهيم مكنتش اعرف هو جيه ليه ..انا اصلا مشوفتوش في اسكندرية الا مرة ولا اتنين ومكنتش اصلا واخدة بالي من وجوده اساسا.."..
..انزل بيدها جانبا والتفت بطريقه لغرفته دون ان يجيبها ..فضربت الارض بكعب حذائها بغيظ واتجهت لغرفتها لتصفق بابها بقوة ..
..وبعد اقل من خمس دقائق ..امسكت بهاتفها وضغطت فوق شاشته لتتصل به وانتظرت الرد ..
..رنين متواصل دون اجابة ..زفرت بضيق واعتدلت فوق فراشها وهي تتحدث لنفسها وتقول..
.."..اكيد في الحمام..او يمكن يكون عامل تليفونه اخرس مابينطقش ..اجرب تاني واشوف .."..
..شعرت بالخيبة مرة اخرى عند انقطاع الرنين دون اجابة ..فرمت بهاتفها وصاحت بغضب وغيظ ..
.."..انشالله عنك مارديت ..انا عملت اللي عليا..والنعمة مانا معبراك تاني .."..
..ولم تمضي الا دقيقتين حتي امسكت بهاتفها مرة اخرى وتضغط فوق شاشته وهي تقول..
..".. يابني رد ..تعبتلي قلبي .."..
..اتسعت عينيها فرحا عندما وصل لاذنها صوته الجامد الحاد..
.."..نعم .."..
..تلكئت بكلماتها وهي تجيبه ..
.."..نعم الله عليك...انا ...انا ......"..
..وبنفس نبرة الصوت الهادئ حتى الموت قال..
.."..انتي ايه ..ياريت تقولي عايزة ايه بسرعة عشان مشغول .."..
..ذمت شفتيها وارتسم الحزن بملامحها وقالت..
.."..مش عايزة حاجة ..انا بس كنت .. اه .. انا عايزة دبلتي .. عايزة البسها وانا نازلة خطوبة عيشة.."..
..اصدر ضحكة خافتة ثم قال بصوت جاد ..
.."..والله انا قلت اللي عندي بخصوص موضوع الدبلة دا .."..
..هتفت به غاضبة ..
.."..انسى يامحترم ..انا مش هجيلك اوضتك ..ولا هالبس القميص واستنى سيادتك تيجي اوضتي وتديهالي .."..
.. اجابها بثبات وهدوء ..
.."..انتي حرة ..ومافيش دبلة .."..
..وثبت من فوق فراشها وهي تقول بغيظ ..
.."..هو ايه اللي مافيش ..دبلتي ياعم انت ..عايزاها ..ياريت كدة ولو سمحت وبالذوق يعني تبعتهالي .."..
..اخذ نفسا عميقا لتهدا نوبة غضبه المكتومة فقال..
.."..اللي عايز حاجة ييجي ياخدها .."..
..وقبل ان ترد شهقت بقوة عندما اغلق هاتفه بوجهها. نظرت لشاشته وهي تصيح..
.."..بتقفل في وشي ..ماشي ماشي..انا هوريك .."..
..اخذت تقضم اظافرها باسنانها وهي تارة تجلس وتارة تقف .. وتارة تلف حول نفسها حتى وجدت نفسها أمام المرآة فقالت ..
.."..انا هروح ...هخبط عليه ..اقوله لو سمحت الدبلة بتاعتي واصمم مادخلش الاوضة ..يقوم هو يديهالي ..وخلاويص على كدة.."..
..نزعت حذائها ذو الكعب العال وعقدت العزم وبخطوات بطيئة خرجت حافية من غرفتها متجهة لغرفته ..ترددت وهي ترفع يدها لتطرق بابه ..وبقوة طرقت فوق سطحه ..
..ارتسمت فوق شفتي ابراهيم ابتسامة ماكرة وهو يستند فوق سطح بابه فقال بصوت عال جامد..
.."..مين .."..
..وبصوت متحشرج اجابته..
.."..انا ..انا ايمان.."..
..فتح ابراهيم الباب فاتسعت عيني ايمان وهي تنظر لصدره العاري ذو العضلات البارزة ..تكتف ابراهيم وقال بعد ان تفحصها بعينيه التي التهمتها من اعلاها لاسفلها ..
.."..نعم ..افندم ياهانم .."..
..اتسعت عينيها هي الاخرى وفغر فاهها وبلحظة دفعته للداخل وهي تهتف به بغضب قبل ان تغلق الباب خلفها وتقف بالبهو الصغير الضيق المتصل بالغرفة ..
.."..ازاي تفتحلي الباب وانت كدة ..مش تستر نفسك ..ولا مش واخد بالك ان في بنات في البيت .."..
..ضحك بصوت عال وهو ينظر لها بعجب ويقول ..
..".. بنات واستر نفسي.. ماشي ..هبقى استر نفسي قبل ماافتح الباب .."..
.. اقترب منها ووضع كفيه فوق خصرها وقال بصوت هادئ ..
.."..المهم دلوقتي انك جيتي بنفسك لحد اوضتي .."..
..ضربت صدره بغيظ وهي تهدر بوجهه لتدفع به خطوة للوراء..
.."..لا يااستاذ اوعى تكون فاكر اني جاية اتغزل في عضلاتك مثلا ..انا هنا عشان دبلتي ..انطق هي فين .."..
..هز كتفه وتمطت شفتيه وهو يقول بغيظ ..
.."..لسانك الطويل دا هقطعه واعلقه على باب اوضتك ..عشان كل ماتشوفيه تتأدبي وانتي بتتكلمي معايا.. اتفضلي ياانسة ..دبلتك جوة دوري عليها .."..
..حاولت ان تختلس نظرة داخل الغرفة ولكن صدره العريض منعها من ذلك ..فلوحت بيدها وهي تتلكأ بقولها ..
.."..طب ماتجيبهالي انت ..انا ايه اللي يدخلني اوضتك لموأخذة .."..
..مال بجذعه للأمام ليقترب بوجهه من وجهها وقال بصوت حاد وعينيه الثاقبة تنظر بقوة لعينيها ..
.."..انتي بالذات بطلت اتعب عشانها في حاجة ..وكفاية اوي اني هسمحلك تدخلي اوضتي من الاساس .."..
..ضاقت عينيها واصطكت اسنانها ببعضها فقالت وهي تحاول بيدها ان تزيحه من امامها لكي تدخل لغرفته..
.."..طب فسح كدة شوية عشان ادخل.."..
..تنحى جانبا وهو يشير لها بذراعه ويقول من بين اسنانه ..
.."..اتفضلي .."..
..زفرت بغيظ وبخطوات تدب الارض من تحتها دلفت للغرفة التي كانت تطئها وللمرة الاولى .. غرفة واسعة لا تحتوي الا على اثاثها الفاخر والذي يليق بغرفة نوم رجل اعمال كبير ..
..وبتردد اتجهت للفراش ومالت لترمي بالغطاء وبالبحث اسفل الوسادات .. تبتلع ريقها بصعوبة وهي تختلس النظر للذي تكتف بذراعيه واستند بها الى جانب الدولاب الخشبي ينظر لكل تفصيلة منها وبالاخص لما يظهر عند انحسار فستانها وهي تميل تارة يمين وتارة يسار .. زفرت بضيق عندما انتهى بحثها بالفشل وقبل ان تصرخ لفت نظرها تلك الصورة التي تقبع فوق الكومود الموجود بالناحية الاخرى .. استدارت بخطوات بطيئة حول الفراش وهي تتمعن اكثر بمن في الصورة مدت يدها لتمسك باطار الصورة.. فرمشت عدة مرات وهي تتفحص نفسها .. فالصورة كانت لها وهي تقف بوسط مكان واسع ومن ورائها بحر ميناء البوسفور .. التفتت اليه وهي تتساءل بذهول وتلعثم يتخلل كلماتها ..
.."..ايه الصورة دي ..انا مش فاكرة اني اتصورت كدة .. وكمان انت ليه.. ولا ازاي .. وكمان حاططها جمبك .. انا مش فاهمة حاجة ياابراهيم .."..
..ابتسم واقترب منها ليمسك بالصورة ويضعها بمكانها ولكن كانت عينيه لم تحد عن عينيها ثم قال وهو يحاوط وجهها ..
..".. الصورة دي لما كنا في تل العرايس بتركيا ..وخليتيني اصورك بتليفوني عشان ساعتها كان تليفونك فاصل شحن .."..
..التوت شفتيها بابتسامة جانبية وهي تهمس ..
.."..وليه حطتها جوة برواز وخليتها جمبك كدة .."..
..انزل كلتا كفيه ليحاصر بهما خصرها وهو يقول ..
..".. مراتي وحاطط صورتها جمبي ..عندك مانع .."..
..هزت رأسها بالنفي وابتسامة ناعمة تفترش صفحة وجهها .. ثم همست ..
..".. هات دبلتي بقى .."..
..هز راسه بالايجاب ثم مال بوجهه ليلثم شفتيها بطريقة ناعمة وهمس من قبلاته التي تعددت ..
..".. دبلتك ......هاتلبسيها ....بس الاول .....توعديني ....ان مهما حصل ...متقليعهاش ابدا .....مفهوم .."...
..كانت مغمضة العين وهي تجيبه بهز راسها بنعم وشفتيها التي انمحى طلائها الاحمر بفعل قبلاته لتتلون بلون احمر طبيعي تهمس بخفوت ..
.."..مفهوم ..اوعدك .."..
..ابتسم وهو ينزعها على مضض من حضنه ..ففتحت عينيها لتجده يضع كفه بجيب بنطاله ليخرج به وبين اصبعيه محبسها الالماس وبفصوصه المتلئلئة تلتمع بعينيها التي التمعت بدون ان تعي بدمعاتها ..
..ضاق مابين حاجبيه وهو يسألها ..
.."..حبيبتي .. ليه الدموع دي .."..
..اخذت منه المحبس تنظر اليه وقالت بصوت باك ولكن تشوبه الكثير من السعادة ..
..".. مش عارفة .."..
..استطردت قولها عندما رفعت عينيها ..
.."..انا اول مرة في حياتي احس بكدة ..بفرح وبعيط في نفس الوقت.."..
..امسك بمحبسها والبسها اياه وهو يهمس بقوة ..
..".. بحبك .. بحبك يابنت عمي .."..
..تخضبت وجنتيها بالاحمرار ولكنها لم تمنع عينيها من الانتقال بين ملامح وجهه حتى ارتكزت بعينيه لتجيبه ودمعاتها تنساب برقة فوق وجنتيها ..
.."..وانا كمان يابن عمي .. بحبك .. بحبك اوي كمان .."..
..لثم شفتيها بقوة وهو يعتصرها بذراعيه ويدور بها لتعانق رقبته بذراعيها هي الاخرى ..مرت لحظات لم تعرف عددها لتجد قدميها تلامس الارض ..ففتحت عينيها بعد ان فك اسر شفتيها من بين شفتيه لتقول من بين لهاثها ..
..".. يعني كدة امين ...سامحتني خلاص .."..
.. ظل محاوط جسدها الرقيق بين ذراعيه وبابتسامة ماكرة قال بصوت عابث ..
.."..لأ طبعا ..لازم تصالحيني الاول ..اللي عملتيه فيا مش شوية ياهانم .."..
..مسدت وجنته الخشنة بظاهر اصبعيها وهي تقول بدلال ..
.."..بعد كل اللي حصل من شوية دا ولسة مسامحتنيش.. "..
..هز راسه من اعلى لاسفل وهو يقول وانفاسه الساخنة تضرب صفحة وجهها ..
.."..ايوة ..لازم تصالحيني وبضمير كمان .."..
..اغمض عينيه واستطرد قوله وهو يهمس ..
.."..يالا اتفضلي ..صالحي .."..
..اصدرت ضحكة خافتة ثم وقفت على اطراف اصابعها ولثمت وجنته برقة ثم قالت ..
.."..كدة كويس .."..
..اعوجت شفتيه وقال وهو يهز جسدها بقوة ..
.."..انتي بتصالحي اخوكي ..انتي بتصالحي جوزك ياهانم ..يالا .."..
..حاولت ان تفك ذراعيه التي تأسر خصرها ولكن بدون جدوى فقالت بإعتراض واهي ..
.."..ابراااهيم .. اوعى بقى ..الفرح زمانه ابتدا وزمانهم بيدورا علينا .."..
..اشتدت قبضته حول خصرها فتأوهت ليقول بصوت جاد ..
.."..والله ماهاسيبك الا لما تصالحيني .. عايزة تقولي عليا نصاب وندل و.........."..
..قطعت استرساله بالحديث عندما اطبقت بشفتيها فوق شفتيه ليصمت تماما .. تفاجئ بها وهي تفعل ذلك بخجل فادار هو الدفة وقام بتعليمها بطريقة صحيحة كيف تصالح زوجها الذي يعشقها متى وكيف هو نفسه لا يعرف ...
..تركها قبل ان تتطور الامور ويفقد سيطرته على نفسه ..تراجعت للوراء خطوة وهي تترنح قليلا دون النظر لعينيه التي كانت تنظر لها بنظرات عابثة مفهومة ..
..تنحنحت وهندمت فستانها الذي تجعد قماشه بفعل لمساته الخشنة وبعد ان استعادت جزء من ثباتها الذي تبعثر تماما قالت بتلكؤ..
..".. وبكدة يااستاذ انت... نكون اتصالحنا ..امين .."..
..تخصر وهو يقول بمكر ..
.."..هو يعتبر بداية صلح ..بس اوكي ..لكن الصلح الحقيقي هعلمهولك يوم فرحنا ..خطوة ....خطوة .."..
..وقبل ان يعاود تقدمه ناحيتها ...
..رفعت كلتا كفيها كحركة اعتراضية قبل ان يتقدم ناحيتها مرة اخرى وهي تهتف ..
.."..عندك ..اوعى ..انا بقولك اهو ....اصبر عليا لحظة كدة ولا اتنين اخد فيهم نفسي ..اللهي يسترك .."..
وقف بمكانه كاتما ضحكته وقال وهو يلوح لها بيده محاولة منه لتهدئتها ..
.."..اوك ..خدي راحتك .."..
..هدات وتيرة انفاسها شيئا فشيئا ..رفعت كف يدها ومسدت بأصابعها فوق محبسها الالماس وعلى وجهها ابتسامة سعادة تزين شفتيها وتحولت تلك الابتسامة من سعادة الى ابتسامة ماكرة وهي تتنهد بأريحية ..تخصرت ثم رفعت رأسها عاليا وقالت وهي تنظر بتحدي ..
.."..طالما بقى انت سامحتني ودبلتي رجعتلي ..فأحب ابلغك ياباشا ان جيه وقت الحساب .."..
..تقطب جبينه وهو ينظر اليها بتعجب ويقول ..
.."..حساب ..حساب ايه مش فاهم .."..
..اقتربت منه ورفعت اصبعها بوجهه لتصرخ قائلة بغيظ ..
.."..القلم اللي رزعته على وشي يااستاذ ...انت فاكر اني نسيت ... لاااااا ...."..
..اجفل عندما صرخت بوجهه وتراجع للوراء خطوة واحدة ليرفع كلتا يديه عاليا ويقول ..
.."..ايوة ايوة ..انتي عندك حق ..بس اهدي عشان نتفاهم .."..
..هتفت مرة اخرى وهي تلوح بيدها ..
.."..مافيش حاجة اسمها اهدي ونتفاهم ..كل واحد غلط لازم ياخد حسابه ..وانت حسابك معايا من اللحظة دي ابتدا ..وزي ما طلعت عيني عشان تديني دبلتي وتسامحني ..انا كمان هطلع عليك القديم والجديد واللي ما بينهم كمان ....امين يابن عمي .."...
..اقترب منها وهو يقول بصوت جامد ..
.."..ايمان ..وبعدين ..احنا لسة متصالحين خلينا نقعد يومين بس هاديين مع بعض .."..
..رفعت انفها عاليا وهي تقول بصوت غاضب ..
.."..بتضربني ياابراهيم ..يعني كل مرة نتخانق فيها هتمد ايدك عليا .. بس خلي بالك انها لو حصلت هيكون اخر مابينا ..انا بقولك اهو .."..
..زفر بضيق وهو يقول ..
.."..ايمااان ..انا عارف اني غلطت ..واوعدك انها غلطة مستحيل تتكرر ..انا احيانا بتفلت اعصابي ومبقدرش اتحكم فيها ..وساعتها اهانتك ليا واتهاماتك خرجتني عن شعوري وكنت في قمة غضبي وعصبيتي .. ومع ذلك انا ياستي اسف وبعتذر .. ومستعد حالا اصالحك .."..
..وقبل ان يتقدم صرخت به ..
.."..اياك انا بقولك اهو .."..
..تخصرت وقالت بنزق وهي تميل يمينا ويسارا ..
.."..انا مابتصالحش بقلة الادب يااستاذ .."..
..تخصر مثلها وقام بتقليد حركتها وصوتها وهو يقول ..
.."..اومال بتتصالحي ازاي ياهانم .."..
..وقفت كاتمة ضحكتها بشق الانفس وقالت وهي تهرب بعينيها بعيدا غن عينيه ..
.."..فكر انت تصالحني ازاي .. استنى ..استنى ..في حاجة الاول وبعدها تقعد كدة تفكر تصالحني ازاي .."..
..تقطب جبينه وهو يسأل ..
..".. حاجة ..حاجة ايه دي .."..
..اشارت اليه وقالت بصوت جامد كملامحها التي تجمدت فجأة..
.."..اقلع .."..
..رفع ابراهيم حاجبيه عاليا وبعينيه نظرة صدمة كبيرة ولكنه سرعان ما ابتسم بعبث وبدأ بخلع بنطاله وهو يقول بلهفة وسعادة عارمة ..
.."..موافق طبعا بالعقاب دا .."..
..صرخت به قبل ان ينزع بنطاله ..
.."..استنى عندك يا مجنون انت ..بتعمل ايه .."..
..امسك بحافة بنطاله الذي انذلق عن ارجله وقال بتأفف ..
.."..انت هتزاوليني يابنت عمي ..مش قلتي اقلع .."..
..تخصرت امامه وقالت بصوت حاد..
.."..وهو اي حد يقولك تقلع تقوم تقلع ..وكمان انا قصدي على دبلتك ..هي دي اللي هتقلعها يامحترم .."..
..ظهر التافف على ملامح وجهه وهندم بنطاله واعتدل بوقفته ..ثم اتجه اليها وهو يقول ..
.."..دبلتك مش هتفارق صباعي ابدا يابنت عمي .. لانها زي ماقلتي على دبلتك قبل كدة ..بقت حتة مني وغالية عندي ..شوفيلك ياحلوة حاجة تانية تعاقبيني بيها .."..
..حاولت ان تخفي ابتسامة سعادة ارتسمت على وجهها ولكنها فشلت ..فاقتربت منه لتزيد من اشتعاله وهي تهمس بالقرب من شفتيه ..
.."..شوفلك انت طريقة تخليني اسامحك بيها ..سلام يابن عمي .."..
..وقبل ان يسحقها بين ذراعيه هربت منه باتجاه باب الغرفة الذي فتحته وقبل ان تختفي عن انظاره التفتت اليه لتغمز له بإحدى عينيها وهي تقول ..
.."..على فكرة انا زعلي وحش اوي ..وصعب تصالحني ..امين ..سلام .."..
*****
..نظرت نرمين بغيظ للشال الذي يحاوط كتفي ايمان وقالت بغضب وهي تشير له..
.."..ممكن افهم ايه دا ..وكمان ليه مسحتي الروج بتاعك .."..
..ضمت ايمان طرفي الشال بيدها وهي تقول بسعادة ..
.."..دا شال عقبال امالتك .. والروج ماتمسحش .. دانا كلته.."..
..ضاق مابين حاجبي نيرمين وهي تهتف بتعجب ..
.."..what .."..
..وبنزق قالت ايمان وهي تنظر بضيق حولها ..
.."..مش وقت وطوطة دلوقتي ..خلينا في حفلة عيد العمال دي ..ولا في فرقة ولا دي جي ...كلنا قاعدين زي دكر البط نرغي والعريس والعروسة قاعدين بعيد يحبوا في بعض ..طب بذمتك دا فرح .."..
..دلف مراد داخل حديقة الفيلا ليجلس بجانب اخته ثم قال ..
.."..ماما وبابا سافروا خلاص ..انا لسة موصلهم المطار .."..
..ظهر الحزن جليا فوق صفحة وجه نرمين لتصرخ فجأة عندما قرصت ايمان فخذها وهي تقول ..
.."..مش وقته ..قوليلي .. عندك سماعات كبيرة في اوضتك صح .."..
..هزت نيرمين رأسها بالايجاب وهي تمسد فوق فخذها ..فهبت ايمان لتقف واشارت لمراد وهي تقول ..
.."..تعال معايا نجيب السماعات من فوق .."..
..وقبل ان يقف مراد وجد من يابت فوق كتفه بقوة وهو يقول ..
.."..خليك انت يامراد ..اتفضلي قدامي يابنت عمي .."..
..همت ايمان بالجلوس وهي تقول بصوت خافت ..
.."..لا خلاص ..خليها سكاتي احسن من الدوشة .."..
..اسرع ابراهيم وامسك بمرفقها وقال وهي تعاود الوقوف مرغمة ..
..".. تعالي بس معايا .."..
..وقبل ان تعترض مجددا لمحت بعينيها قصي يدخل عبر البوابة الكبيرة لتهمس بصوت خافت ..
.."..اهلا ..انت شرفت .. "..
..التفت ابراهيم لما تنظر اليه زوجته فكز بأسنانه من الغيظ عندما وجده قصي يبتسم بملأ فيه وهو ينظر لايمان متجها اليها .......