رواية عروستي ميكانيكي الفصل الثلاثون والحادي والثلاثون والثاني والثلاثون بقلم سما نور الدين


 رواية عروستي ميكانيكي 
الفصل  الثلاثون والحادي والثلاثون والثاني والثلاثون 
بقلم سما نور الدين



..اقترب منها وهتف بها بصوت عال..
.."..انتي فاهمة نفسك في قاعة فرح بنت القاضي ..سعادة ايه وسكر ايه..ومين المشاورين دول.."..
..هندمت ملابسها وتسمرت بمكانها وقالت وهي تلوح بيدها..
.."..المشاورين ..ازاي متعرفهمش وانت واحد مثقف في شخصيتك كدة .."..
..تخصر وهو يقول ساخرا ..
.."..عرفيني عليهم ياأذكى اخواتك.."..
..رفعت انفها بشموخ وقالت بثقة..
.."..المشاورين .. اللي القاضي بيميل عليهم مرة يمين ومرة شمال عشان يوشوشوه في ودنه ويقولوله ..اشطة عليك يامعلم الحكم بتاعك مية مية..اتكل على الله.."..
..ضرب ابراهيم جانبي رجليه بقوة ثم رفع رأسه عاليا والتفت حول نفسه بينما هي تنظر له بترقب وبلاهة بنفس الوقت لتسمع همسه وهو يقول بنفاذ صبر .."..اللهم الصبر يارب .."..
..اتجه اليها رافعا اصبعه امام وجهها وقال بصوت عال ..
.."..انتي عايزة تجننيني يابت انتي ..بقى المشاورين هيقولوا للقاضي ..اشطة عليك.."..
..ظهر الغضب جليا بملامح وجهها لتصيح به هي الاخرى..
.."..شوفت ...شوفت ازاي زنجرت عليا ..اوامك كدة ياباشا نسيت الدييل بتاعنا ..انا مش لاعبة يا عم وماشية...كل واحد مع نفسه بقى.."..
..اسرعت باتجاهها للباب ولكنها وجدت من يمسك برسغها ويدفعها ناحيته وهو يقول..
.."..على فين..هو ايه اللي مش لاعبة..هو دور طاولة وخلص"..
..اصطدمت بصدره فرفعت عينيها لأعلى لتلتقي بعينيه الموقدة..فقال عندما حاوط خصرها ولكن هذه المرة بنبرة صوت خافتة حادة ..
.."..اياكي وانا بكلمك..تسيبيني وتمشي كدة تاني.."..
..عندما وجدت نفسها منغمسة داخل حضنه..شعرت بخدر بدأ يسري بكامل جسدها.. اصابها الخرس وهي تنتقل بعينيها بين حدقتيه ثم شفتيه ولم تعي لنفسها وهي تتمعن بالاخيرة لتجده هو الاخر يلتهم بعينيه كامل ملامحها فمال بوجهه وما ان كادت شفتيه تلامس شفتيها حتى انتفضت ايمان فور دخول مراد للغرفة وهو يصيح..
.."..اولاد عمي حمدالله ع السلامة .."..
..تراجعت ايمان للخلف وهي تتنحنح وتمسك بطرفي ياقة بلوزتها..ووصل لاذنها ماهمس به ابراهيم من سبة بحق مراد فنظرت اليه لتجده مغمض العينين ونواجذه ترتعش بسبب اسنانه التي تصطك ببعضها من الغيظ ..
..اقترب مراد فأشار باصبعه بحركة دائرية ناحية عين ابراهيم وقال ..
.."..من الزرقان اللي حوالين عينك بقول انك اكيد اتخانقت .."..
..ثم عاود قوله بنبرة ساخرة وهو ينظر لايمان التي تلون وجهها بالاحمرار ..
.."..وطبعا يابنت عمي العزيزة انتي اكيد السبب في الخناقة دي .."..
..ذمت ايمان شفتيها وقالت بصوت مرتعش وهي تتجه ناحية الباب لتخرج..
.."..انا ..انا ماليش دعوة ..انا طالعة اوضتي .."..
..اغلقت الباب ورائها فاستندت عليه وهي تضع كفيها فوق شفتيها بعد ان شعرت بالصدمة الكبرى من نفسها لتهمس بعدها قائلة..
.."..انا ايه اللي كنت هعمله دا .."..
..جرت تصعد درجات السلم لتهرب داخل غرفتها لتعاقب نفسها على ما كادت ان تقترفه ..
..واثناء ذلك ضرب ابراهيم كتف مراد وامسك بياقة سترته يهزه بعنف ويقول بصوت غاضب ..
.."..انت ايه اللي جابك دلوقتي يازفت انت.."..
..حرر مراد نفسه وقال بيأس ..
.."..والله عيب اللي بيحصلي دا ..ابويا يبهدلني هناك في الشركة عشان سيادتك مجيتش الاجتماع ..وانت كذلك هنا .."..
..اتجه مراد للاريكة ليجلس فوقها وهو يقول ..
.."..وكمان انا جيت بسرعة عشان امر مهم جدا ..انا عرفت ان صفقة الامريكان واللي هي اهم صفقة في تارخ شركتنا  هتروح مننا..وشكل ابويا هو السبب..ومافيش غيرك اللي هيقدر ينقذنا .."..
..تكتف ابراهيم امامه بعد ان استعاد تركيزه وقال ..
.."..فهمني اللي حصل بالظبط .."..
..اجابه مراد ..
.."..اللي عرفته ان بابا بيكثف اتصالاته بمستر ..أدم.. عشان عايز الصفقة تكون لحساب شركته هو.."..
..وقف مراد بقبالة ابراهيم وقال ..
.."..هما دلوقتي في اسكندرية ..وانت لازم تسافرلهم حالا وتقعد وتتفاهم معاهم والا كل شيء هيضيع .."..
..فرك ابراهيم جبهته وقال وهو يغدو بارجاء الغرفة ..
.."..تصرفات عمي بقت خارجة عن أي حدود او توقع.."..
..زفر بضيق وقال بصوت جاد ..
.."..انا هسافر دلوقتي ..هطلع احضر شنطتي ..وانت خلي بالك هنا وفي الشركة.. وبلغ اعضاء مجلس الادارة ان مافيش اي اجتماعات الا لما ارجع.."..
..هز مراد راسه وهو يربت فوق كتف ابراهيم ..
.."..متقلقش ..بس مش هتقولي من صاحب القبضة الفولاذية اللي علم عليك دا.."..
..رمى ابراهيم بيد مراد من فوق كتفه وهو يقول بنزق ..
.."..مالكش دعوة.."..
..وقبل ان يتجه ابراهيم للباب قال مراد بصوت هادئ وهو يبتسم واضعا كفيه داخل جيبي بنطاله..
.."..انا شايف انك بدل ما تخلي ايمان تدخل العالم بتاعنا ..انت اللي بتغرق في دنيتها هي.."..
..توقف ابراهيم امام الباب ينظر للفراغ امامه وقال بصوت عميق دون ان يستدير ..
.."..وهي تستحق..تستحق يامراد اني اروح معاها لاخر الدنيا ..". 
..التفت ابراهيم براسه وعاود قوله وهو ينظر لعيني مراد بقوة ..
.."..ايمان.. دنيا لوحدها.. "..
..خرج ابراهيم من الغرفة دون ان يسمع ماقاله مراد الذي اصدر ضحكة خافتة ..
.."..شكلك وقعت يابن عمي .."..
..صعد ابراهيم للطابق العلوي ومر من أمام باب غرفة ايمان المغلق فتوقف واتجه ناحيته ليطرق عليه وهو يقول بصوت هادئ قوي ..
.."..ايمان.."..
..كانت ايمان تجلس فوق فراشها تتأمل بمحبسها وتمسد فوقه تارة وتلف به حول اصبعها تارة اخرى.. انتفضت على اثر صوته ..وثبت من فوق السرير وجرت مسرعة ناحية الباب لتضع اذنها وكف يدها فوقه وتقول بصوت يشوبه الكثير من الاضطراب ..
.."..نعم.."..
..ابتسم ابراهيم وعقد ذراعيه ثم استند بكتفه فوق اطار الباب وهو يقول..
.."..ازيك .."..
..اعتدلت ايمان بوقفتها ومالت برأسها جانبا بعد ان اصابتها الدهشة وهي تردد كالبلهاء .."..ازيي.."..
..عاودت قولها بصوت هادئ وهي تنظر للباب ..
.."..كويسة.."..
..اسرع ابراهيم بقوله ..
.."..افتحي الباب ياايمان ..مش معقول نفضل نتكلم كدة .."..
..وبتلكؤ وتلعثم اصاب لسانها ...
.."..افتح ..ليه ..وماله كدة بس ..دا حتى كدة جميل ..احنا نتكلم كدة..كدة كويس .."..
..صدحت ضحكات ابراهيم عاليا ..لتجد ايمان نفسها تبتسم لصوت ضحكاته والتي باتت تعشقها وتعشق سماعها ..قال ابراهيم..
.."..طب كدة بكدة افتحي الباب.. عايز اقولك حاجة مهمة .."..
..التصق ظهر ايمان بالباب وكأنها تمنع دخول احد ما بالقوة وقالت..
.."..لا مش فاتحة ..قول كدة ..انا سامعاك .."..
..تنهد ابراهيم بيأس وقال ..
.."..انا مسافر ياايمان.."..
..وبعد ان كانت الابتسامة تزين وجهها ارتسم الحزن فجاة بكامل ملامحها وشعرت بقبضة قوية تمسك بقلبها فهمست بحزن ..
..".. مسافر .."..
..طرق الباب بعد نفاذ صبره بعد سماعه لهس صوتها وقال ..
.."..افتحي ياايمان.."..
..جلست ارضا وقالت وهي تتهف بضيق .. 
.."..لا مش فاتحة..غير لما اعرف مسافر ليه وهتغيب اد ايه .."..
..تنهد ابراهيم بيأس..ولكن ارتسمت شبح ابتسامة فوق شفتيه ومال هو الاخر ليجلس القرفصاء أمام الباب وهو يقول ..
.."..انتي زعلانة اني مسافر .."..
..التفتت مسرعه بوجهها للباب وهزته بالايجاب بقوة دون ان تنطق بكلمة .. 
..وبنفس اللحظة كان ينظر للباب ويقول ..
.."..انا ياستي مسافر اسكندرية ..عشان عندي اجتماع مهم جدا مع شركا اجانب ..ومش عارف هقعد هناك اد ايه .."..
..ضربت الباب بقبضتها وصاحت به ..
.."..يعني ايه مش عارف هتقعد اد ايه..طب..طب ماتخلي مراد هو اللي يروح ..وخليك انت .."..
..اصدر ضحكة خافتة وقال ..
.."..يابنتي طب افتحي الباب بدل شكلنا اللي شبه الشحاتين دا .."..
..صاحت به غاضبة ..
.."..قلت مش فاتحة.."..
..ضرب كفيه ببعضهما وهو يقول ساخرا..
.."..هو انا ليه حاسس اني بكلم بنتي مش مراتي.."..
..اجابته بعصبية..
.."..رد على سؤالي ..ليه انت مش مراد...الاجانب عايزين واحد نحنوح ..يعني المفروض مراد هو اللي يروح.."..
..ضحك ابراهيم بصوت عال وهو ينظر لدادة فاطمة التي مرت بجانبه تنظر اليه بريبة وذهول.. فاشار لها بتحية ثم قال..
.."..انا معرفش منين واخدة الفكرة دي اللي بتربط بين الاجانب والنحنحة ..ياايمان الموضوع جد جدا ..في صفقة كبيرة ومهمة لشركتنا ولازم انا اللي اتفاهم معاهم ..وانا عارف اني هفضل مشغول طول الوقت معاهم ..غير كدة كنت قلتلك تعالي معايا..بس لو تحبي تيجي يبقى ياريت .."..
..تفاجئت بطلبه فظلت تحدق بالباب ..فطرق ابراهيم مرتين وقال..
.."..انتي نمتي ..ها موافقة تيجي معايا .."..
..بلعت ريقها بصعوبة ثم قالت ..
.."..لا طبعا اروح فين..روح للاجانب بتوعك  .."..
..ضرب الباب بقبضته وهب واقفا وهدر بغضب واهي ..
.."..انا غلطان ..انا ماشي ..وياريت في غيابي ميحصلش كارثة من كوارثك.."..
..اجابته بضربة قوية فوق سطح الباب  وصياحها الغاضب ..
.."..مع السلامة..وانا حرة اعمل اللي اعمله.."..
..وقف امام الباب متخصرا وقال بصوت حاد ..
.."..كويس انك مافتحتيش الباب عشان كان زماني دلوقتي مكسر دماغك .."..
..هبت واقفة بعد ان اغتاظت من تهديده فكانت ستسرع بفتح الباب ولكنها توقفت وضربت سطحه بجبهتها لتسمع صوته من الخارج بعد ان فعل مثلما فعلت بالضبط وضرب جبهته بالباب وقال..
.."..انا عارف انك مفتحتيش الباب  مش عشان خايفة مني ..لا ..لانك خايفة من نفسك ياايمان.....انا ماشي.. بس لما ارجع هعرف ازاي اخليكي متخافيش وتطمني ..سلام ياايمان.."..
..اجابته مسرعة ..
.."..باشا.."..
..تنهد وهو يقول..
.."..مع إن كان نفسي تنديهلي باإسمي..بس ها .. نعم ياستي.."..
..قالت بصوت هادئ ..
.."..خلي بالك من نفسك..لا اله الا الله .."..
..ابتسم وقال وهو يضع كفه على سطح الباب ..
.."..محمد رسول الله.."..
..سمع ابراهيم وقع اقدام قوية ورائه وصوت مراد العال يهتف قائلا..
.."..صحيح اللي عرفته دا ياابراهيم ..مراتك ضربت نيرمين ..وهنا في بيتها وقدامكوا وانتو معملتوش حاجة .."..
..وقف ابراهيم ثابتا ليستقبل هجوم مراد بقوله ..
.."..اهدى عشان تفهم ايه اللي حصل بالظبط .."..
..هدر به مراد ..
.."..لا ياابراهيم مش للدرجاتي ..انا اختي ماتضربش.."..
..وقبل ان ينطق ابراهيم سمعا الاثنان صوت الباب يفتح وتنطلق من وراءه ايمان بصياحها ..
.."..اختك دي ناقصة رباية .."..
..اقترب منها مراد بوجه غاضب فوقف ابراهيم امامه وقال بصوت اجش حاد ..
.."..مرااد قلتلك اهدى عشان تسمع وتفهم ..مالكش دعوة بايمان و كلامك معايا انا .."..
..صاح مراد بوجه ابراهيم وقال..
.."..يعني انت مش سامعها بتغلط ازاي ياابراهيم وبردو عايزني اهدى.."..
..اجابته ايمان مسرعة بصوت عال وهي تلوح بيدها..
.."..مش انا اللي غلطت ياكابتن..اختك اللي اتشعلقت برقبة جوزي ونزلت فيه بوس ..بدل ماتيجي تتخانق معايا روح ربي اختك الاول.."..
..من اول كلمة هتفت بها ايمان رفع ابراهيم ناظريه لأعلى ..ولو ان دغدغة لذيذة شعر بها بين اضلع صدره عندما اعترفت اخيرا بانتمائها اليه..ولكن وجه مراد المتجهم وارتعاش نواجذه جعل ابراهيم يزفر بضيق فالتفت اليها يحذرها وهو رافعا اصبعه بوجهها..
.."..ايمان قلت خلاص..انا هتفاهم مع مراد ..ادخلي انتي ع اوضتك .."..
..ليصيح مراد ..
.."..اختي وابن عمها متربين مع بعض من وهما صغيرين يعني زي الاخوات ..واحدة زيك ماتفهمش طبيعة ال Relationship اللي بتربط بينهم.."..
..كادت ان تهجم عليه ولكن ظهر ابراهيم العريض يمنعها من ذلك فصاحت به بغيظ وهي تقف فوق اطراف اصابعها حتى تطل برأسها من فوق كتف ابراهيم..
.."..شوب مية ساقعة يندلق على دماغك يا بعيد ..استنى كدة لما اشوف طول الاريال عندك وصل لفين ..انت من بتوع القمر الاوربي ياض انت .."..
..صاح بها مراد بغضب..
.."..انتي واحدة قليلة الادب .."..
..دفعه ابراهيم بقبضة يده فترنح مراد ووقع ارضا ..واستدار ليمنع هجوم ايمان التي صاحت بمراد باافظع الشتائم ..فصرخ بهما ابراهيم ..
.."..قلت بس.."..
..لم تستجب ايمان لطلبه وحاولت الوصول لمراد غير ان ذراعي ابراهيم تمنعها من ذلك.. لتجد نفسها تشهق بصوت عال عندما رفعها ابراهيم فوق كتفه وبمرور لحظتين رمى بها فوق الفراش وهو يهتف بها..
.."..لما اقول كلمة تتسمع من اول مرة ..لما قلت بس واسكتي يعني تسكتي ..اتعلمي تحترمي جوزك من هنا ورايح..والا هتشوفي مني وش ياايمان هتندمي انك عرفتيه..فاااهمة.."..
..تركها وغادر الغرفة بعد ان اغلق الباب بقوة اهتزت لها الجدران ..اعتدلت بجلستها فوق الفراش وهي نزفر وتنفث بانفاسها الحارقة وبداخلها يسب ويلعن بمن كان السبب في ضياع اللحظة الاخيرة لوداع زوجها قبل سفره..
..خرج ابراهيم من الغرفة ليجد مراد واقفا يهندم من نفسه فاتجه اليه وأمسكه من كتف سترته وسحبه وهو يقول ..
.."..تعال انت بقى معايا.."..
..حاول مراد نزع كتف سترته من يد ابراهيم دون جدوى وهو يصيح..
.."..انت مش عشان ابن عمي واكبر مني هسمحلك تعمل معايا كدة .."..
..دخل ابراهيم غرفته ورمى بمراد فوق الاريكة وجلس بالكرسي الجانبي وقال وهو يميل بجذعه للامام ويشبك اصابع كفيه ببعضهما ..
.."..قولي بقى بالظبط نيرمين حكتلك ايه .."..
..اعتدل مراد بجلسته وامسك بطرفي سترته لينفضهما وقال باستسلام..
.."..مش نيرمين اللي اتصلت بيا ..ماما .."..
..هز ابراهيم رأسه بالايجاب وهو يقول ..
.."..اصلي هانم ..كدة الحكاية بتوضح اكتر..ها ..قالتلك ايه بقى.."..
..اجابه مراد وهو ينظر له ..
.."..قالتلي ان ايمان ضربت نيرمين بالقلم على وشها وقطعتلها هدومها ..وانتو وقفتوا ساكتين لحد ما ايمان طردتها برة ..وقالتلها دا بيتي ومتدخلهوش تاني.."..
..رجع ابراهيم بظهره للوراء وتمتم بالاستغفار ثم قال..
.."..ومقالتلكش بالمرة ان ايمان دخلت الفيلا بالعربية وداست عليها.."..
..زفر مراد بضيق ليتابع ابراهيم قوله بصوت جاد..
.."..مراد ..انت عارف كويس اوي اسلوب اصلي هانم في سرد اي حكاية..وعارف كويس اني مابكدبش ..اللي حصل ان ايمان بعد استفزاز نيرمين ونظرتها المتدنية ليها..ايمان مستحملتش فمسكتها من شعرها وبس ..وانا وعمتك خلصناها من ايديها..جدك حاول يصلح مابينهم لانهم في مقام الاخوات..فالانسة اختك المحترمة شتمت ايمان بانها واحدة جاية من الشارع ولا يمكن تعتبرها اختها ..وسابتنا وخرجت ..دا كل اللي حصل ..و عندك جدك وعمتك ودادة فاطمة تقدر تسالهم .."..
..تنهد مراد وهرب بنظره عن عيني ابراهيم ..فهو يعلم جيدا اسلوب كل من والدته واخته وان ابراهيم صادق فيما قاله ..صمت قليلا ثم قال ..
.."..انا مصدقك ياابراهيم من غير مااسال حد.."..
..ضرب ابراهيم فخذيه وهب واقفا ومال ناحية مراد الذي انتفض ورجع للوراء مذعورا ..
.."..حسك عينك يامراد تقرب من ايمان تاني ..وياغبي قبل ماتفكر تهينها لازم تفهم انها قبل ما تكون مراتي فهي بنت عمك لحمك ودمك ..واي اهانة ليها هتعتبر اهانة ليك ..فهمت ..". 
..هز مراد راسه بالايجاب ..ليتابع ابراهيم قوله وهو يستقم في وقفته..
.."..يعني اسافر وانا مطمن انها في امانتك وهتخلي بالك منها .."..
..وقف مراد بقبالته وقال وهو يربت على كتف ابراهيم ..
.."..المفروض توصيها هي علينا كلنا ياابراهيم..ايمان ممكن تاخد بالها من بلد بحالها..سافر يابن عمي وانت مطمن .."..
..ازاح ابراهيم يد مراد بوجه ممتعض وقال ..
.."..طب يالا اطلع برة عشان اغير هدومي .."..
..خرج مراد من الغرفة ليجد ايمان تتجه لغرفة عمتها وعندما راته اشاحت بوجهها بعيدا عنه بعد ما نظرت اليه شزرا ..فاتجه لغرفته وهو يهز راسه يأسا مما يحدث حوله..
..دلفت ايمان لغرفة عمتها لتجدها تجلس على الأرض بوضع القرفصاء مغمضة العينين.. واضعة كلتا ذراعيها فوق فخذيها ورافعة اصبعيها المضمومتان الابهام والسبابة..
..رفعت ايمان حاجبيها تعجبا مما رات ..فجلست بجانب عمتها وقالت بصوت هادئ..
.."..بسم الله الرحمن الرحيم..مالك ياعمتي ..انتي كويسة ياحبيبتي .."..
..لم تجبها عمتها وظلت على وضعها صامتة لا تتحرك..
..وضعت ايمان يدها فوق صدرها وهي تقول بصوت مرتعب ..
.."..يالهووي ..جرالك ايه ياعمتي..انتي متشنكة ولا ايه .."..
..قامت ايمان على ركبتيها ووضعت يدها فوق رأس عمتها وبدأت بقراءة اية من ايات القرآن الكريم ..
..لتفتح عمتها عينيها وتتنهد بضيق ..استرخت كافة اعضاء جسدها والتفتت برأسها لإيمان التي تقرأ بصوت خافت وهي مغمضة العينين ..صاحت بها عمتها ..
.."..ممكن افهم بتعملي ايه .."..
..انتفضت ايمان ووقعت على ظهرها ارضا بعد ما شهقت بصوت عال ..استقامت وهي تهتف بعمتها..
.."..ايه ياعمتي الرعب دا..خضتيني عليكي ..بحسبك اتخشبتي مكانك.."..
..قامت زهرة من مكانها واتجهت لكرسيها تجلس أمام المرآة وقالت وهي تتفحص ملامح وجهها..
.."..ياجاهلة انا كنت في جلسة اليوجا اليومية بتاعتي .."..
..ضمت ايمان حاجبيها بعد ان قطب جبينها وقالت بتعجب..
.."..جلسة ايه...نوجا مين دي..تقصدي النوجا اللي بناكلها  .."..
..استدارت اليها زهرة وهي تتأفف باستسلام فأشارت لها بيدها وقالت..
.."..اسمها يوجا ..ومعناها رياضة للجسد والروح ..بمعنى استرخاء للجسد ودا بيساعد على راحة الجسم وتجنب الكتير من الامراض .."..
..جلست ايمان فوق الفراش وهزت رأسها بالايجاب ..لتسألها عمتها ..
.."..فهمتي .."..
..توقفت ايمان عن هز رأسها وقالت..
.."..مش عايزة افهم حاجة .. عرفنا ان الست نوجا بتلعب رياضة عشان جسمها يرتاح ..بس روحها طالعة من التعب ...المهم دلوقتي ..ابن اخوكي هيسافر .."..
..قطب جبين زهرة وقالت ..
.."..مراد ....مراد هيسافر فين وليه .."..
..هبت ايمان لتقف وهتفت بغيظ..
.."..مراد ايه وبتاع ايه...التاني ياعمتي ..التاني .."..
..استقامت زهرة واتجهت اليها بتوجس..وقالت عندما تخصرت ووقفت امامها..
.."..انتي مش قادرة تقولي اسم جوزك يابنت.."..
..فركتج ايمان كلتا يديها ثم اشارت لحلقها وكأن شيء ما محشور به وقالت بتلعثم وصوت مبحوح..
.."..مبقدرش.. انطق اسمه..معرفش ليه ياعمتي..مبقدرش اقوله غير ياباشا .."..
..التوت شفتي زهرة وقالت بنزق..
.."..مكنتش اعرف انك هبلة.."..
..تهدلت كتفي ايمان وقالت بصوت حزين وعيون منكسرة ..
.."..الله يسامحك ..المهم هو هيسافر دلوقتي .."..
..جلست زهرة ووضعت قدم فوق الاخرى وهي تقول بصوت هادئ..
.."..اوك ..عرفت انه مسافر ..عاوزة ايه يعني.."..
..جلست ايمان فوق حافة الفراش وقالت بصوت خافت وهي تضع وجنتيها فوق كفيها..
.."..اه صحيح ..انا عاوزة ايه ..مش عارفة ياعمتي انا عاوزة ايه..اصله ..اقصد اصلي انا.."..
هبت لتقف وقالت بعصبية..
..".. يوووه ياعمتي ..اصلنا اتخانقنا وشالني وهبدني ع السرير وزعقلي وهددني ..وانا محدش يهددني بقى لموأخذة .."..
..ضحكت زهرة بصوت عال وقالت من بين ضحكاتها ..
.."..طيب انا ..ايه المطلوب مني .."..
..رفعت يدها وقبل ان تفتح فمها وتجيب ..سمعت طرقا وباب يفتح ليظهر ابراهيم الذي رسم التجهم بملامح وجهه فور رؤيته لايمان التي تكتفت واشاحت بوجه غاضب للجهة المعاكسة ..
..اقترب ابراهيم من عمته زهرة وقام بتقبيل جبهتها وهمس بجانب اذنها ..انا مسافر ياعمتي ومش هغيب اكتر من تلات ايام ان شاء الله..خلي بالك من الكارثة اللي واقفة هناك دي.."..
..ابتسمت زهرة وربتت فوق ذراعه وهي تقول ..
.."..تسافر بالسلامة حبيبي ..اول ماتوصل ان شاء الله تكلمني على طول .."..
..اجابها بوجه بشوش وقال..
.."..ان شاء الله حبيبتي ..سلام.."..
..كانت ايمان تختلس نظرات جانبية وبداخلها تنتظر دورها في وداعه ..ولكنها شعرت بالحزن يعتصر قلبها فور مشاهدته وهو يكاد ان يقترب من الباب مغادرا بعد وداعه لعمتهما دون حتى النظر اليها ..
..دغدغ الامل قلبها من جديد عندما توقف فجاة عند الباب ثم استدار واتجه اليها ..كانت عيني كل منهما ترتكز على الاخرى الى ان امسك ابراهيم برأس ايمان وطبع قبلة قوية فوق جبهتها وهو يقول بصوت اجش ..
.."..خلي بالك من نفسك .."..
..توقفت الكلمات بحلقها عندما وجدته يسرع بالخروج من الغرفة ..فجلست بجسد متخاذل وهي تهمس ..
.."..وانت كمان خلي بالك من نفسك ..وارجع قوام اللهي يسترك..يارب ..يارب احفظه يا


الفصل الحادي والثلاثون 

..ربتت زهرة فوق كتف ايمان وقالت بعد ان تعجبت مما رأته من لهفتها المولعة على زوجها الغاضب فقالت ساخرة..
.."..ايمان حبيبتي ..جوزك مش مسافر الهند ..دي اسكندرية يعني اقل من ساعة طيران.."..
..اتسعت عيني ايمان بعد ماضربت صدرها بكف يدها وقالت..
.."..يالهوي..هو هيركب طيارة.."..
..التوت شفتي زهرة من الغيظ واشارت لها ناحية الباب وقالت بصوت قوي..
.."..اتفضلي على اوضتك وسيبيني اكمل جلسة اليوجا بتاعتي ..يالا .."..
..تربعت ايمان فوق الفراش وهي تقول بعناد واضح..
.."..مين دي اللي تروح اوضتها ..انا مش هتعتع من هنا الا لما اطمن ع الباشا انه وصل بالسلامة.."..
..هتفت بها عمتها وهي تميل عليها بجذعها..
.."..انتي يابنت مش معاكي تليفون ..ماتتصلي بيه وتطمني عليه وانتي في اوضتك.."..
..اشارت ايمان لنفسها باصبعها وقالت بغيظ..
.."..انا اتصل عليه..لا يمكن ابدا...هو اللي يتصل.."..
..جلست زهرة بجانبها وهي تنظر اليها شزرا فقامت بقرص جانبها بقوة ..صرخت ايمان من الالم ومسدت على جانبها ثم قالت بغضب..
.."..ايه ياعمتي ..احنا فينا من قرص..حرام على فكرة ..انا بنت اخوكي اليتيمة .."..
..امسكت بأذنها وقالت بصوت خافت حاد ..
.."..قصدك بنت اخويا المجنونة ..اللي عايزة تعقل وتفهم ان ابراهيم جوزها ..جوزها اللي بيخاف عليها و عايز مصلحتها ..يبقى نعمل ايه ..نصالحه ..نعامله بطريقة كويسة ..مش نتخانق معاه ونزعله كل شوية لغاية ماقرب يطفش من البلد كلها .."..
..كانت رأس ايمان تتحرك يمينا ويسارا والالم يعتصر اذنها فكادت ان تصرخ مرة اخرى وهي تتوسل لعمتها بترك اذنها قبل ان تنخلع بيدها ولكنها شعرت بصدمة تضرب قلبها عند مقولة هروب زوجها من البلد وسفره بعيدا بسببها ..
..تركت العمة اذن ايمان بعد ان ارتسمت ملامح الصدمة والحزن على وجهها وسمعتها تقول بصوت اليم.. 
.."..هو قالك انه هيسيبني ويسيب البلد كلها بسببي ياعمتي .."..
..حاولت العمة ان تقوم بتمثيل دورها جيدا فقالت وهي تقف وتتجه لمرآتها ..
.."..هو مقالش كدة بصراحة ..بس انا حسيت انه خلاص مش قادر بسبب تصرفاتك ومعاملتك معاه..ولولا بس جدك والقضية ..انا اعتقد انه كان سافر فعلا.."..
..تهدلت اكتاف ايمان وارتسم الحزن جليا بوجهها الذي اخفضته لاسفل وقالت وهي تنظر ارضا ..
.."..هيروح تركيا صح ..عشان البت شين شين بتاعته.."..
..تقطب جبين زهرة ونظرت لصورة ايمان المنعكسة بالمرآة وقالت بتعجب..
.."..مين ..ايه شين شين دي.."..
..رفعت ايمان راسها وقالت بحزن..
.."..البت التركية اللي بيحبها ..واللي جت تصوت وتصرخ اول ما عرفت انه اتجوزني..بس هو فهمها الحقيقة ..وشكله هيرجعلها بس لما القضية تخلص.."..
..صدحت ضحكات زهرة عاليا ..فنظرت اليها ايمان باستغراب وقالت بغضب..
.."..هو انا قلت حاجة تضحك ياعمتي ..ع العموم هو حر في حياته ..انا اصلا اصلا ......"..
..اكملت زهرة جملة ايمان بقولها ..
.."..غبية .."..
..صمتت ايمان وتسمرت نظراتها لعمتها التي وقفت امامها وهي تتابع بقولها بصوت حاد قوي..
.."..ايوة غبية ..عشان مش شايفة جوزك بيعمل ايه عشانك ..وانتي بكل سهولة بتتخلي عنه لواحدة زي التشين .."..
..بلعت ايمان ريقها بصعوبة ورددت بصوت ضعيف حزين..
.."..عمتي متضحكيش عليا ..واحد زي ابن اخوكي هيبص لواحدة ميكانيكي .."..
..جلست عمتها بجانبها ومسدت فوق شعرها وقالت بصوت هادئ ..
.."..اهي الميكانيكي دي خلته اسعد واحد في الدنيا ..مع انها مطلعة عينيه ومجنناه.."..
..نظرت ايمان لها بتعجب وتسائلت ببلاهة..
.."..ازاي يعني.."..
..امسكت زهرة بكف ايمان واجابتها..
.."..انتي ليه شايفة نفسك قليلة قدام ابراهيم .."..
..اجابتها ايمان مسرعة بقولها ..
.."..لا ياعمتي مش قليلة ..بس هي حاجة بالعقل كدة .."..
..قامت عمتها بضربها فوق رأسها وهي تقول بتحفز..
.."..ومين قالك انها بالعقل .."..
..اشارت عمتها لقلب ايمان وتابعت قولها..
.."..بالقلب.. انتي دخلتي قلبه بدون استئذان ..هو الحب كدة ..وكمان انتي مالك بقى ..انتي بنت جميلة و قلبك اجمل ..مكافحة ..طبيعتك هي احلى حاجة فيكي ..غير انك تربية احمد اخويا الله يرحمه..صحيح مجنونة وشعنونة بس دا بيزيدك جمال ..يبقى ليه حق ابراهيم يحبك ولا لا.."..
..اتسعت عيني ايمان من الصدمة وقالت..
.."..يحبني مرة واحدة .."..
..قالت زهرة بصوت حازم قوي وشبح ابتسامة يزين شفتيها..
.."..ايوة ..مرة واكتر من مرة كمان ..لكن بخوفك وبغبائك وتفكيرك العقيم دا ..هتضيعيه من ايديكي ..وساعتها هيروح لشين شين بجد.."..
..ذمت ايمان شفتيها وقالت وهي تضع وجنتها فوق كفها..
.."..طب ..طب انا هصدقك..ومش هقولك انه هو كويس معايا دا حبة وحبة يعني عشان انا بنت عمه ووصية جدي ..بس ايه ..يعني ايه ..اعمل ايه انا دلوقتي.."..
..مطت زهرة شفتيها وقالت ..
.."..يعني ايه تعملي ايه..هو دا سؤال..عايزاني اقولك تتصرفي ازاي مع جوزك اللي بيحبك.."..
..تنهدت ايمان وهي تردد..
.."..يادي الحوسة على بيحبك دي ..المهم دلوقتي قوليلي اعمل ايه.."..
..امسكتها عمتها من ذراعها ليقفا سويا بقبالة بعضهما وقالت ..
.."..انا هقولك .. بس تعالي معايا دلوقتي نكمل تمرين اليوجا ..وبعدها تتصلي بيه عشان تطمني عليه ..يالا.."..
..جلست زهرة ارضا ومدت يدها لتمسك بكف ايمان التي ظلت واقفة بوجه ممتعض ..هزت بقوة كفها وقالت بصوت صارم..
.."..اقعدي يابنت ..واعملي زي ما بعمل بالظبط .."..
..جلست ايمان على مضض وقالت ..
.."..انا مش عارفة نوجا ايه دي اللي هتخلينا قاعدين زي الصنم لا صوت ولا حركة.."..
..رددت زهرة بغضب وهي مغمضة العينين...
.."..شششششش..ولا كلمة..يالا ابدأي.."..
..تمعنت ايمان بوضع جلوس زهرة وقلدتها لتجلس مثلها تماما وهي تهمس بصوت خافت..
.."..لا حول ولا قوة الا بالله.."..
..اغمضت ايمان عينيها وضمت اصبعيها وبدات بتنهيدة استسلام واضحة ..وما ان مر عشر دقائق حتى شعرت ايمان بثقل رأسها .. لتتفاجأ زهرة بمن ترمي برأسها فوق فخذها وتصدر صوتا شخير خافت....
فتحت زهرة عينيها ونظرت لتجد إيمان تتوسد فخذها باريحية وتمدد ارجلها وصوت شخيرها بدأ يتصاعد تدريجيا ..هزت زهرة رأسها يمينا وشمالا وضحكة خافتة اصدرتها وهي تمسد فوق شعر ايمان بأصابعها وتهمس قائلة..
.."..مجنونة والله...ليه حق يحبك .."..
..وبعد برهة قليلة صدح صوت هاتف ايمان عاليا ففزعت من نومها واستقامت وهي تبحث عن هاتفها القابع بجيب بنطالها الخلفي..في حين كان قلبها يقفز عاليا ظنا منها ان ابراهيم هو من يتصل..فرددت بعصبية ..
.."..هو فين.. فين.."..
..ضربتها عمتها فوق مؤخرتها وهي تقول بنزق ..
.."..هنا ياهبلة.."..
..ضحكت ايمان كالبلهاء ومدت يدها تمسك هاتفها وهي تقول..
.."..عفارم عليكي ياعمتي .."..
..نظرت للشاشة بلهفة ولكنها حزنت عندما رات اسم صديقتها عزة هو من يضيئ فوق سطح الشاشة ..رفعت رأسها وقالت بصوت خافت حزين ..
.."..دي عزة صاحبتي .."..
..ربتت زهرة فوق ذراع ايمان بحنو وهي تقول..
.."..طب ردي عليها ..يالا.."..
..وضعت ايمان الهاتف فوق اذنها وقالت وهي تعتدل بجلستها فوق الارض..
.."..وعليكم السلام......ايوة يالوزة ......
الحمد لله...مالك يابت ..خالي صلاح ماله .."...
..اجابتها عزة بلهفة ..
.."..خالك صلاح هيقعد في القاهرة كام يوم ..وعايز يمشي يقعد في لوكاندة ..امي قالتله انه ممكن يقعد في بيتك وانتي مش هتمانعي اكيد ..بس هو مصمم ..كلميه انتي اللهي تنستري..بس اوعي تقوليله اني قلتلك حاجة .."....هزت ايمان راسها وقالت مسرعة ..
.."..طب اقفلي ياختي وانا هكلمه ..اقفلي بقى..خلاص يابت مش هقوله انك بلغتيني .....اقفففففلي.."..
..اغلقت ايمان الهاتف وقالت لعمتها ..
.."..بت رغاية اوي ..بس بموت فيها ..هكلم ابو صلاح الاول وبعدين احكيلك .."..
..نقرت ايمان بأصابعها فوق الشاشة ثم قالت فور الاجابة من الطرف الاخر ..
.."..الووو...ايوة ياخالي ..بص بقى يابطل الابطال.. من غير هري ومناهدة وفرهدة..انت تاخد مفتاح شقتي من خالتي تهاني وتقعد فيها المدة اللي انت عايزها ..ووالله لو قلت لا ..لا هتكون خالي ولا اعرفك ..انا بقولك اهو......لا يا خالي مافيش نتفاهم وبجد هزعل..انا قلت اللي عندي..مات الكلام ...سلام يابطل.."..
..وقبل ان تنطق صدح رنين هاتف زهرة فاجفلت واشارت لعمتها بان تجيب بسرعة وهي تقول..
.."..ردي ياعمتي ليكون الباشا .."..
..وبالفعل كان ابراهيم يتصل بعمته ليبلغها بانه قد وصل سالما وانه بطريقه الان للفندق ..اجابته زهرة قائلة..
.."..حمدالله ع السلامة حبيبي .."..
..سألها ابراهيم متلهفا ..
.."..هي جمبك ياعمتي وتليفونها معاها.."..
..اجابته وهي تنظر لوجه ايمان ..
.."..ايوة .."..
..هز ابراهيم رأسه وقال بعد ما ارتسم الحزن بملامح وجهه لتجاهلها اياه وعدم اتصالها به للإطمئنان عليه ..
.."..اوك ياعمتي ..سلام وهبقى اكلمك.."..
..ارادت زهرة اللحاق به قبل ان يغلق لتقول ..
.."..طب مش عايز تكلم..........."..
..نظرت زهرة للهاتف ثم وضعته فوق اذنها مرة اخرى وهي تقول..
.."..الو ..ابراهيم..الو...."..
..تلكئت بكلماتها وهي تهرب بعينيها عن تلك التي تحدق بها وقالت..
.."..الخط قطع ..ممكن يكون دخل في مكان مافيهوش شبكة .."..
..نظرت ايمان ارضا وظلت تحرك هاتفها بدون ادراك منها وقالت بصوت حزين ..
.."..شوفتي ..مش عايز يكلمني .."..
..هبت لتقف وتستطرد قولها بعصبية ..
.."..اصلا انا مش عايزاه يكلمني ولا اكلمه ولا اكلم اي حد .."..
..هبت زهرة بدورها وقالت بصوت حازم قبل تخرج ايمان من الغرفة ..
.."..استني هنا يابنت .."....تسمرت ايمان بمكانها وهي تقول بضيق ..
.."..نعم ياعمتي .."..
..زفرت زهرة وتخصرت وهي تقول ..
.."..وبعدين بقى في دماغك الناشفة دي ..تعالي هنا .."..
..استدارت ايمان واتجهت اليها بخطوات تدب الارض من تحتها وقالت بتأفف وهي تقف بقبالتها..
.."..اديني وقفت اهو ..خير بقى.."
..وبصوت حاد وبملامح وجه جامدة قالت زهرة والصرامة تشوب صوتها..
.."..حالا تمسكي تليفونك وتتصلي بجوزك عشان تتطمني عليه.."..
..هتفت بها ايمان باعتراض ..
.."..بس ياعمتي.."..
..صاحت بها زهرة بحزم وهي تشير لها بيدها ..
.."..انا قلت حالا ياايمان .."..
..اغتاظت ايمان من حزم وقوة عمتها فلم ترد ان تغضبها وجزء خفي منها كان يهفو لسماع صوته فرفعت هاتفها امام وجهها وضغطت فوق شاشته ..حتى ظهر اسم الباشا امامها ..فنظرت لعمتها التي اومأت لها لتتابع ماتفعله ..تنهدت ايمان بيأس وضغطت فوق اسمه ووضعت الهاتف فوق اذنها لتسمع رنين تتمنى ان ينتهي بسماع صوته..
..واثناء ذلك كان ابراهيم ينظر للطريق الجانبي وخاصة للبحر ولونه الازرق الجميل وموجاته القوية والتي تشبه في تلاطمها بضربات قلبه التي تهفو لسماع صوتها..صوتها الذي اعتاد عليه منذ اليوم الاول الذي رأها فيه ..ابتسم للبحر وهو يهز رأسه ويهمس لنفسه بتعجب ..بأنه كيف لتلك الصغيرة المشاغبة المختلفة ان تهز كيانه وقلبه ..ماهي نوع القوى التي تتمتع بها..افاق من هذا الاستجواب لقلبه على صوت رنين هاتفه ..لينظر اليه فتتسع ابتسامته فوق شفتيه وتضيق عينيه التي التمعت فجاة ..اسرع بوضع الهاتف فوق اذنه وهو يقول بصوت هادئ عكس ضربات قلبه  ..
.."..الو.."..
..اغمضت ايمان عينيها عند سماع صوته ولكنها تذكرت انه لم يتصل بها ففتحت عينيها وصاحت به ..
.."..بص عشان تبقى عارف ..انا عمتي هي اللي فضلت تزن عليا عشان اتصل عليك واهي واقفة على دماغي وبتبصلي جامد ..شوية اهي وهتتحول ..لكن لو عليا وبعد الهبدة اللي هبدتهالي وتهديدك ليا انا مكنتش اتنيلت اتصلت..عشان ياباشا انا متهددش ..وبص ..قصدي بس اهو بقى اللي حصل ..يعني في الاول والاخر اهو الواحد إنسانيتآ مني يطمن عليك ..مانت ابن عمي بردو و......."..
..كان يستمع اليها والابتسامة لا تفارق شفتيه حتى قاطع استرسال صياحها العابث وقال بصوت هادئ ...."..
ابن عمك..وجوزك..وحبيبك..ووحشتيني الساعة دي يامنيتي.."..
..تسمرت ايمان مكانها بعد ان اصابتها الحازوقة فرمشت عدة مرات وقالت بصوت مرتعب..وبتلعثم واضح وهي تمد بهاتفها ناحية عمتها..
.."..دا ..دا بيقولي انه ..انه جوزي.."..
..صدحت ضحكات عمتها عاليا وهي تقول بنبرة صوت ساخرة..
.."..بجد ..مكنتش اعرف..طب يالا كملي كلام مع جوزك .."..
..وببطئ شديد عاودت وضع الهاتف فوق اذنها بيد ترتعش فتنحنحت حتى تنجلي حنجرتها وقالت بصوت مبحوح ضعيف..
.."..آ آ ...انااا..."..
..ضحك ابراهيم بصوت عال وقال ..
.."..كان نفسي تكوني قدامي دلوقتي ..كنت خليتك تنطقي ..تعبتيني يا بنت عمي.."..
..اشارت لنفسها بأصبعها وقالت ببلاهة ..
.."..انا تعبتك ..بعد الشر عليك من التعب ..والله مااقصد.."..
..نظر ابراهيم لأعلى وتنهد بأريحية واسرع بقوله..
.."..واخيرا..اهي بدأت تندع ..ايوة يامنيتي مانا عارف انه مش قصدك ..وانا اللي بقولك ياستي إتعبيني براحتك ..انا موافق..بس سؤال ..هو انتي لسة زعلانة مني .."..
..اسرعت ايمان بقولها بكل ثقة ..
.."..انا زعلانة منك ..ليه..هو حصل ايه.."..
..عاودت صوت ضحكات ابراهيم تصدح وكانها نغمات موسيقية تدغدغ اذنها ..فقال لها ..
.."..محصلش حاجة..المهم انك وحشتيني ..مش هتقوليلي وانت كمان ياابراهيم وحشتني ..ولا انا موحشتكيش.."..
..وباضطراب رمت ايمان الهاتف لعمتها وهرعت بالهروب كارنب مذعور من الغرفة فلم يكن باستطاعتها تحمل كل هذه العواطف والتي ولاول مرة بحياتها تهاجمها بهذا الشكل..لم  تعر لنداء عمتها اهتمام او اجابة وهرعت لغرفتها وتغلقها باحكام..
..وضعت زهرة الهاتف على اذنها لتستمع لابراهيم الذي ظل يكرر اسم ايمان ..وهل هي مازالت معه على الخط ام لا..اجابته زهرة وهي تضحك..
.."..انت قلتلها ايه خليت وشها يلون وتهرب على اوضتها.."..
..قال وهو يتنهد بيأس..
.."..ولا حاجة ياعمتي انا بس ربنا رزقني بواحدة مجنونة قدام الناس عاملة عنتر وبكلمة حلوة تهرب زي الفار ..المهم خلي بالك منها ..ولو حصل اي حاجة كلميني ..سلام ياعمتي .."....وبعد عدة ساعات وبعد ان خيم الليل كانت ايمان تجلس فوق فراشها بعد ان افاقت من تلك الحالة التي انتابتها وجعلتها تبتسم كالبلهاء وهي تحتضن وسادتها ..ظلت تزفر وتتأفف من شعور ها بالملل والضيق ترددت كثيرا لكي تهاتف زوجها ولكن خوفها هو من انتصر بالنهاية ..فهاتفت عزة التي اجابتها قائلة بصوت ناعم ..
.."..ازيك يامانوش.."..
..رفعت ايمان حاجبها وقالت بنزق..
.."..ايه المياعة دي يابت مالك ..ومن امتى بتقوليلي يامانوش ..صلاح بس اللي بيناديني كدة .."..
..تنهدت عزة وهي تقول بنبرة ناعمة يبدو انها التزمت بها بعد عودتها من امام باب شقة ايمان هي واخيها الصغير بلاطة ..
.."..ايوة مانا عارفة..مانا لقيت ان الاسم اللي بيناديكي بيه سي صلاح حلو اوووي.."..
..صاحت بها ايمان بصوت عصبي وقالت..
.."..اتعدلي يابت انتي وقولي في ايه ..انتي اصلا بتعملي ايه دلوقتي .."..
..اجابتها بصوت هادئ هذه المرة ..
.."..في ايه مالك ياايمان ..كنت بقرا قصة من على النت .."..
..التوت شفتي ايمان بامتعاض وقالت ساخرة ..
.."..من امتى ياختي الثقافة دي ..قصة ايه ان شاء الله.."..
..اجابتها عزة وهي تبتسم خجلا ..
.."..قصة اسمها فتوة قلبي ..البطل فيها فتوة الحارة وتحسيه كدة فيه شبه من سي صلاح ..بس ياخسارة .."..
..اجابتها ايمان وهي تمط شفتيها ..
.."..خسارة ليه يانحنوحة.."..
..ردت عزة بعد ان تنهدت بحزن ..
.."..المؤلفة مكملتهاش ..واقفة عند المشهد 23 ..كان نفسي اعرف واكمل بقية الحدوتة واعرف حصل ايه لما البت اسماء البطلة لقت نفسها بقدرة قادر كدة بقت مرات سي عامر البطل.."....تمتمت ايمان بكلمات الاستغفار وقالت بنزق ..
.."..والمؤلفة وقفتها ليه انتحرت ولا طفشت من وشك..الاول تعالي هنا قوليلي من امتى بتقري حواديت ..انتي اخرك بتقري حظك اليوم .."..
..اعتدلت عزة فوق فراشها وقالت بعد ان ارتسم بملامحها بعض الجدية..
.."..اصل سي صلاح قالي ان القراية مهمة للبني ادم عشان .....عشان.....ياخيبتي القوية نسيت عشان ايه ..المهم انه قالي ان الكتاب صاحبه..وصاحب مهم جدا كمان وانه بيساعده عشان يفهم الدنيا اكتر.."..
..جلست ايمان فوق ركبتيها وهي تقول متسائلة ..
.."..دا انتو حكيتو مع بعضيكو بقى وشكل القعدة كانت حلوة ..دا انا هاكسر دماغك .."..
..اسرعت عزة بقولها ..
.."..والله العظيم ابدا ولا قعدنا ولا حاجة ..دا انا اخدت الواد محمد وخبطنا على باب شقتك عشان نديله صينية العشا ..ولما فتحلنا كان في ايده كتاب ..فسألته بتقرا ايه ..وبس مكملناش تلات دقايق والله ياايمان ومشيت على شقتنا بسرعة عشان امي نبهت عليا ...و...وبس .."..
..تنهدت ايمان وقالت بصوت قوي ..
.."..عزة انتي اختي ..وصحيح هو خالي ..بس بردو خافي على سمعتك ومتخليش حد يتكلم عليكي ..وصواني الاكل اللي يوديها بلاطة ..واتقلي شوية ..كاتك خيبة.."..
..اسدلت عزة اهدابها بعد ان رمشت عدة مرات وقالت ..
.."..حاضر ..انا بكرة الصبح ان شاء الله هروح الشركة عشان اقدم الورق بتاعي للباشا .. هلاقيكي هناك صح .."..
..وبملامح جامدة اجابتها ايمان..
.."..لا مش هتلاقيني انا مش هروح ..عشان الباشا كمان اصله سافر انهاردة ..بس متقلقيش انا هبلغ البت ليلي تاخد منك الورق.."..
..تلهفت عزة لسماع المزيد وتسائلت..
.."..سافر ..طفشتيه يابنت اسطى احمد ..احسن تستاهلي ..عشان مخك اللي عامل زي ماتور العربية الخربان .."....رفعت ايمان انفها بشموخ وقالت بصوت قوي ..
.."..لا ياختي ماطفشي ..دا سافر عشان يقابل ناس اجنبيين ..بس كلمني في التليفون وقالي كلام ..كلام حلو من بتاع النحانيح.."..
..ضحكت عزة بصوت عال وتلهفت اكثر لسماع ماقاله فسألتها مسرعة ..
.."..قال ايه ..ها ..قالك ايه انطقي .."..
..اصدرت ايمان ضحكة خافتة وهي تتلاعب بطرف بلوزتها ..وقالت ..
.."..لما اشوفك هقولك ..سلام بقى لحسن حسيت اني جعانة ..طلبوني اتعشى وانا ساعتها مرضيتش ...سلام ..سلمي على خالتي تهاني .."..
..اسرعت عزة بقولها قبل ان تغلق ايمان هاتفها..
.."..استني ياإيمان اوعي تنسي فرح كريمة بنت عم صابر بكرة ..اوعي متجيش لحسن تزعل .."..
..ردت ايمان..
.."..طبعا هاجي ان شاء الله ..ولو اني مش عايزة عشان خاطر الواد محمود اخو خطيبها .."..
..اجابتها عزة بقوة..
.."..محمود ايه اللي تعمليله حساب ..كريمة صاحبتنا من زمان ولازم نعمل معاها الواجب ..لازمن تحضري لحسن اهل الحارة يقولوا انك اتكبرتي عليهم بعد ما ربنا رزقك من وسع .."..
..هزت ايمان راسها بالايجاب وهي تقول..
.."..ماشي يالوزة هحضر ..سلام ..تصبحي على خير.."..
..اغلقت ايمان هاتفها ووثبت من فوق فراشها لتخرج من غرفتها متجهة الى المطبخ ..
..وضعت هاتفها فوق طاولة المطبخ فاصبحت منذ مكالمة ابراهيم وهي حريصة على لصق هاتفها بيدها طوال الوقت ..فتحت بالبراد واخدة تبحث بعينيها عن ماتشتهيه لتأكله ..وما ان بدات بالتحضير حتى شهقت بصوت عال عندما فاجئها مراد بصوت خافت ليفزعها بقوله ..
.."..بتعملي ايه عندك.."..
..استدارت وهي تمسك السكين بيدها لوجه مراد الذي فزع من النصل الذي كاد ان يجرح وجهه..
صرخت به ايمان ..
.."..حد يخض حد كدة .."..
..ضحك مراد وهو يرفع يديه استسلاما لها وقال وهو يتراجع للوراء..
.."..اسف ..اسف ..بس قلت احسن طريقة عشان اصالحك اني اخضك .."..
..التوت شفتيها وقالت بوجها ممتعض الملامح ..
.."..ياعم ولا تصالحني ولا اصالحك ..عادي يعني محصلش حاجة .."....ظلت الابتسامة على وجه مراد وقال وهو يجلس امام الطاولة ..
.."..انا بجد اسف اني انفعلت عليكي ياايمان ..انا عرفت حصل ايه بالظبط من ابراهيم .."..
..هزت ايمان راسها بالايجاب وهي ترد بابتسامة..ثم استدارت لتكمل ما كانت تفعله وسمعت قوله..
.."..انتي بتعملي ايه.."..
..اجابته وهي تضع قطعة من الجبن مابين طرفي قطعة الخبز ..
.."..بوضب شندويتشات عشان احطها في الصندوق الاسود .."..
..تقطب جبين مراد وقال متعجبا ..
.."..صندوق اسود ..دا ايه دا.."..
..اشارت ايمان بالسكين لجهاز الميكروويف وقالت.. 
.."..ده يافكيك ..عشان الجبنة تسيح جوة الرغيف .."..
..ضحك مراد وقال ..
.."..ليه بتعملي بنفسك ..ماتصحي حد من الخدامين.."..
..استدارت له وهي تنظر له شزرا وقالت ..
.."..اصحي الناس الشقيانة طول النهار من نومها عشان اكل .. خلاص مافيش اي دم خالص كدة .."..
..رفع مراد يديه استسلاما للمرة الثانية وهو يقول ..
.."..خلاص ..خلاص..انا اسف ..طب ممكن تعمليلي معاكي سندويتش الصندوق الاسود لو سمحتي .."..
..رفعت راسها واعطته ظهرها وقالت ..
.."..ممكن ..هعملك واحد جبنة سايحة وواحد سكلانس .."..
..رفع مراد حاجبه يأسا من كثرة عدم فهمه لما تقوله فرفع اصبعه وكانه تلميذ يرجو من معلمه شيء ما وقال..
.."..ممكن افهم ايه هو السكلينس دا لو سمحتي .."..
..لم تنظر اليه ايمان وقالت بعد ما ان التوت شفتيها ..
.."..جاهل ..بس هقولك واكسب فيك ثواب ..السكلانس دا ..شندويتش قنبلة ..قشطة ومربي وعسل وحلاوة ..بس انا بقى اخترعت عليه حاجة جديدة احلى واطعم .."..
..اتسعت عيني مراد عن اخرها عندما ذكرت محتويات الشطيرة القنبلة وتسائل ..
.."..اخترعتي ايه بقى حضرتك.."..
..استدارت ولوحت له بسكينها بتعالي وقالت ..
.."..بدل الحلاوة حطيت موز ..حاجة بقي قنبلة القنابيل .."..
..لوح مراد لها بيده بالرفض وقال بصوت مرتعب..
.."..لا ..لا ..شكرا ..كفاية عليا ساندويتش الجبنة السايحة .."..
..مالت ايمان براسها وهي تقول 
.."..زي ماتحب .."..
..امسك مراد هاتفه وفتح تطبيق الفيس بوك وضغط فوق صفحة احد رجال الاعمال الامريكين ليصدح صوته عاليا وهو يقول مهللا ..
.."..اوباااا ..صارووخ ..يابختك ياابراهيم ..ياريتني انا اللي كنت سافرت .."....اغلقت ايمان باب الميكروويف بعد ان وضعت بداخله الشطائر وضبطت ازراره كما علمتها دادة فاطمة ..وقالت وهي تلتفت لمراد ..
.."..بتقول ايه انت ..صاروخ ايه.."..
..وقف مراد وتقدم ناحيتها ليريها ابراهيم جالسا داخل مطعم الفندق وبجانبه فتاة امريكية صارخة الجمال بشعرها الاصفر الطويل وعيونها الزرقاء  مرتدية فستان سهرة عاري الكتفين تميل ناحية ابراهيم الذي كان جالسا متحفظا بابتسامة باهتة فوق شفتيه ..ارتج صدر ايمان وهتفت بغضب ..
.."..هو الباشا رايح اجتماع شغل ولا رايح يتسرمح مع السايحات في الكباريهات.."..
..رجع مراد لكرسيه وقال وهو مستغربا لما هتفت به ايمان ..
.."..كابريهات ايه ياايمان ..دا مطعم الفندق اللي نازل فيه واللي معاه دي شريكة من ضمن الشركا الاجانب ..انتي ماشوفتيش بقية الشركا اللي قاعدين معاهم..دا اسمه عشاء عمل .."..
..بالفعل لم ترى ايمان أي احد اخر الا تلك الفاتنة التي تميل ناحية زوجها ..
ظلت سارحة وبداخلها بركانا من الغضب وخيالات تضرب براسها عن ماذا يفعل زوجها الان مع تلك الامريكية..لاح لها مراد ليده لتفق من شرودها وقال ..
.."..ايمان ..الميكروويف بيصفر ..انتبهت له واستدارت لتخرج الشطائر التي فقدت شهيتها لالتهامها ...سمعت رنين هاتفها القابع فوق الطاولة فقال مراد ..
.."..ايمان ..ابراهيم بيتصل.."..
..قالت له ايمان بصوت جامد ..
وهي ترص الشطائر فوق طبقين ..
.."..رد عليه انت عشان مش فاضية .."..
..ابتسم مراد بخبث وامسك بهاتف ايمان واجاب بتهكم ساخرا..
.."..الوو يابن عمي.."..
..هب ابراهيم واقفا من فوق كرسيه القابع بشرفة غرفته بعد ان شعر بالقلق ..وهتف بصوت عال..
.."..مراد..بترد على تليفون ايمان ليه..مالها جرالها حاجة ..انطق.."..
..صدحت ضحكات مراد عاليا وقال ساخرا وهو يضع قدمه فوق الاخرى..
.."..مكنتش اعرف انك قلبك ضعيف كدة ياوحش..ايمان بخير واقفة قصادي اهو بتحضرلي العشا ..عشان نتعشا سوا في المطبخ .."..
..تقطب جبين ابراهيم وهو يصيح..
.."..نعم ..بتحضرلك العشا..هي فين إداهاني اكلمها .."..
..وضعت ايمان الاطباق فوق الطاولة وملامح وجهها مازال الجمود يفترشه بوضوح ..مد مراد يده بالهاتف لها وقال بصوت ماكر ..
.."..ابراهيم عايزك.."..
..زفرت بضيق واخذت الهاتف وقالت على مضض وهي تضعه فوق اذنها ..
.."..افندم ..خير ان شاء الله.."..
..هدر ابراهيم بصوت غاضب وهو يقول ..
.."..انتي عندك بتهببي ايه .."..
..تخصرت بيدها الثانية وقالت ساخرة وبصوت حاولت ان يكون ناعما..
.."..هاكون بعمل ايه يعني ..بنصطاد عصافير من ع الشجر ..بتعشى انا وابن عمي مراميرو.."....ضحك مراد بصوت عال 
..ضاقت عيني ابراهيم وارتعشت نواجذه من الغيظ وهدر بها..
.."..قسما بالله ان ماطلعتي اوضتك حالا دلوقتي لاهاجي اكسر دماغك انتي والزفت مرمر اللي قاعد معاكي دا.."..
..قالت بصوت هادئ..
.."..انا كدة كدة كنت طالعة .."..
..استطردت قولها وهي تنظر لمراد وتضع الطبق الخاص به امامه  ..
.."..اتفضل يامرمر ..بالهنا والشفا على قلبك..يارب يعجبك..."..
..هدر بها ابراهيم بغضب حتى انها شعرت بصوته يكاد ان يخترق طبلة اذنها..
.."..بتجنيني ..ماااشي ياايمان ..اقسم بالله لما اشوفك ..اطلعييي على اوضتك سااامعة.."..
..لم تستطع ان تكبت بداخلها الغيط والغضب منه اكثر من ذلك فهتفت به وصوتها العال يصدح بالارجاء ..
.."..انت ليك عين تحلف عليا وتهددني ..خليك مع السايحة الامريكانيانة بتاعتك اللي لابسة من غير هدوم يامؤدب يا محترم..قال رايح تشتغل قال.....انا هقفل ومتكلمنيش تاني ..ومن غير سلامو عليكو كمان.."..
..اغلقت ايمان هاتفها وصوت لهاثها العال هزم صوت ضحكات مراد الذي قال من بين ضحكاته..
.."..انا كنت هخرج اسهر برة مع اصحابي ..بس كويس اني مخرجتش عشان مفوتش عليا المشهد التحفة دا .."..
..اصطكت اسنانها من شدة الغيظ فامسكت بشطيرته ووضعتها فوق طبقها وهدرت به ..
.."..مشهد موتك على ايدي قريب ان شاء الله ..وهات الشندويتش دا.. خسارة فيك ..ومن غير تصبح على خير انت التاني.."..
..خرجت ايمان من المطبخ وهي تتمتم بغضب ..
.."..رجالة عايزة الحرق .."..
..لصيح بها مراد..
.."..طب حتة من شندويتش الصندوق الاسود ..انا ابن عمك بردو.."..
..واثناء ذلك كان ابراهيم يحدق بهاتفه عندما اغلقته بوجهه تلك المجنونة ..جلس فوق كرسيه فضرب فخذه بقوة ..ثم هب واقفا مرة اخرى ونظر بهاتفه ليتصل بمراد الذي هتف به 
.."..ايمان لسة قاعدة عندك .."..
..اجابه مراد مبتسما ..
.."..لا طلعت اوضتها اول ماقفلت السكة في وشك.."..
..اسرع ابراهيم لسؤاله..
.."..ايه اللي خلاها تقول كدة ..ماهو اكيد انت عارف او بالاصح انت ليك يد في الموضوع.."..
..اعتدل مراد فوق كرسيه باريحية وقال ..
.."..دايما كدة ظالمني يابن عمي..كل الحكاية اني وريتها صورتك وانت قاعد جمب ليزا شريكتنا الامريكية اللي نزلتها وهي بتقول عشاء عمل مع شريكنا المصري الوسيم .."..
..سب ابراهيم مراد بصوت عال غاضب..فرد مراد متهكما بصوت هادئ ..
.."..انا مش هرد عليك عشان انت اكبر مني وانا واحد متربي .."..
..فهدر به ابراهيم..
.."..انا اللي هربيك بجد بس لما ارجع.."..
..اغلق ابراهيم الهاتف بوجه مراد وحاول الاتصال بايمان ولكنه وجده مغلقا ..فزفر بضيق ورمى بهاتفه فوق المنضدة الزجاجية الصغيرة..تخصر ووقف امام سور شرفته ينظر للبحر ..استنشق هواءه ليملأ صدره حتى يهدأ قليلا ..وفي خضم ذلك التوت شفتيه بابتسامة جانبية عندما تذكر ماهدرت به بغضب جراء شعورها بالغيرة الشديدة عليه من ليزا ..فهمس لنفسه وهو يهز رأسه..
.."..مجنونة .."....دلف لغرفته بعد محاولات عدة فاشلة للاتصال بها..بدل ملابسه ورقد فوق فراشه ناظرا للسقف وردد لنفسه والابتسامة تزين وجهه ..
.."..ماشي يااسطى ايمان .."....
..اغمض عينيه بعد أن غلبه النعاس متمنيا ان يحلم بها بين يديه راضية دون عناد او مقاومة خرقاء..
..وباليوم التالي حاول ان يتصل بها دون جدوى حتى بعد تشغيل هاتفها ..لتضعه في القائمة السوداء ..حاول ان يسيطر على نفسه ليستطيع متابعة اجتماعه مع شركائه الجدد وتوقيع العقد معهم ..
..حاول ان يتحدث معها عن طريق العمة زهرة ولكنه سمعها تهتف بصوت عال لعمتها ..
.."..مابكلمش حد خليه سايح مع السايحة.."..
..زفرت العمة زهرة من كثرة اتصالاته وقالت له ..
.."..عارف لو اتصلت بيا تاني يا ولد..هبلكك ..تعبتولي اعصابي انت والمجنونة بتاعتك ..لما تيجي اتفاهم معاها ..انا ماليش دعوة .."..
..واغلقت الهاتف بوجهه هو الاخر ..كاد ان ينفجر بموظف الاستقبال بالفندق عندما سأله عن كارت فتح باب الغرفة ..ليجد بالنهاية انه نسى اين وضعه ..كاد ان يفقد اعصابه فقرر انهاء الاجتماعات سريعا حتى لو تمت تلك الاجتماعات لوقت متاخر ولو للفجر..
..واثناء ذلك كانت ايمان تعيش تلك الحالة العصبية..فكانت تنتقل بين غرفتها وغرفة جدها وحتى المطبخ وهي تتحدث مع نفسها لدرجة ان دادة فاطمة اتسعت عينيها عندما راتها تقف امام المرآة الكبيرة الموجودة بالبهو الداخلي للفيلا تفتح ازرار بلوزتها لتكشف كتفيها وتهز راسها ليتأرجح شعرها يمينا وشمالا ..وبعد ان افاقت لنفسها عاودت غلق ازرار البلوزة وهي تقول ..
.."..بلا قلة ادب.. "..
..مر اليوم بمشاحنات خفيفة بينها وبين عمتها وعندما اقترب المغيب ..ارتدت فستان لونه ازرق مزين اطرافه بخيوط ذهبية رقيقة يحدد خصرها بملامح ناعمة حزام رفيع لونه ذهبي ايضا ..  استأذنت ايمان من جدها لتذهب الى الحارة لحضور حفل زفاف صديقة لها ..اذن لها جدها بذلك بعد فاجئها بسؤاله إن كانت اخذت موافقة زوجها ام لا ..فقالت له بعد ما قبلت وجنته..
.."..طالما مكتوب كتابنا بس ياجدي ..يبقى الاذن اخده منك انت بس يا حبيبي..وهو بعد الجواز وعليك خير..دا اذا حصل ..اشوفك لما ارجع عشان نتفرج ع الفيلم الرعب اللي جاي بالليل سوا...."....خرجت من غرفة جدها فرآها مراد الذي اصدر بشفتيه صفيرا تعبيرا منه لاعجابه بمنظرها فقال..
.."..ماظنش ان ابراهيم جاي انهاردة ..يبقى لابسة الفستان الشيك دا لمين .."..
..رفعت حاجبها وقالت بصوت حاد..
.."..ومين قالك انه حتى لو كان جاي انهاردة او اي وقت كنت هالبسله حاجة استقبله بيها ..كفاية عليه الاجانب اللي مش لابسين من اصله .."..
..ضحك مراد وقال عندما وقف بقبالتها ..
.."..اومال ايه ..لابسة كدة و رايحة فين .."..
..اجابته وهي تضع خصلة من شعرها وراء اذنها المزينة بقرط من اللؤلؤ ..
.."..رايحة فرح شيعبي في حارتنا.."..
..ظهر التعجب بملامح مراد وقال..
.."..شيعبي ..اسمه فرح شعبي.."..
..هزت ايمان راسها يمينا ويسارا وقالت  بثقة..
.."..ياجاهل ..اسمه شيعبي عشان يخصني ..تبعي وتبع اهل حارتي..الشعبي التاني..دا فرح غريب مش تبعنا.."..
..ردد مراد مسرعا بنزق..
.."..ياسلاااااام .."..
لتجيبه بحسم..
.."..اومال انت فاكر ايه..سلام بقى ..اسطى اؤمؤم هيوصلني ويرجعني.."..
..منعها مراد من التقدم وقال..
.."..ياريت لو تسمحيلي اروح معاكي الفرح الشعبك دا ..ممكن ياايمان .."..
..ضاقت عيني ايمان وكانها تفكر بأمر جلل ثم قالت ..
.."..ماشي مايضرش ..تعال معايا .."..
..كانت عمتها زهرة تستمع لحديثهما واطمئنت لذهاب مراد معها وصاحت بهما قبل خروجهما من الباب ..
.."..متتأخروش .."..
..ليجيب كل منهما بصوت واحد ..
.."..حاضر ياعمتي.."..
..لم يستطع ابراهيم الصبر اكثر من ذلك فاتصل بعمته وهو يقول بصوت هادئ..
.."..انا عارف انك زهقتي من كتر اتصالاتي ..بس صدقيني هي المرادي وبس ..اديني ايمان اكلمها وقوليلها انها لو مرديتش ..هاجي اكسر دماغها والمرادي بجد .."..
..التوت شفتي العمة زهرة وهي تقول..
.."..مافيش داعي لتكسير راس حد..مراتك راحت فرح واحدة صاحبتها وخدت مراد معاها..لو عايز تكلمها ..كلم مراد .."..
..لم يستطع ابراهيم فهم ماقالته عمته لانه قد فقد تركيزه بعد جملة ذهاب مراد معها لزفاف صديقتها وقال بصوت جامد ..
.."..قولي تاني كدة ياعمتي ايمان مراتي فين ومع مين ...."..

 


الفصل الثاني والثلاثون 

..تاففت العمة زهرة وقالت ..
.."..ابراهيم..وبعدين ..قلتلك راحت مع مراد فرح صاحبتها ..وتقريبا الفرح في المكان اللي كانت عايشة فيه..يالا ..سلام "..
..ارتفعت وتيرة سرعة انفاس ابراهيم وصدره بدا في الصعود والهبوط بشكل واضح ..نظر للهاتف واخذ نفسا عميقا ليتسع صدره الذي ضاق وكاد ان ينفجر من الغضب ..ضغط فوق اسم مراد وانتظر ليجيبه ولكنه سمع طرقات فوق الباب فأسرع يفتحه والهاتف مازال فوق اذنه ..وجد امامه ليزا تبتسم له بإغواء واضح وتحاول ان تدخل الغرفة ولكن جسد ابراهيم المتسمر بمكانه يمنعها من ذلك .. فقالت بصوت ناعم وبلغتها الانجليزية ..
.."..الن تدعوني للدخول ..لقد جئت لنحتفل سويا بمناسبة توقيع العقود بين شركتينا.."..
....واثناء ذلك كانت ايمان بالسيارة تنظر لجانب الطريق تهمس لنفسها بصوت حزين مسموع ..
.."..بيقول عليا حبيبته ولما يرجع هيطمني ..لو كان بيحبني صحيح مكانش غاب كل دا ..زمانه دلوقتي بيبلبط في البحر مع البت الخواجاية بتاعته..اللهي تغرقي فطسانة يابعيدة.."..
..انتفضت على اثر ضحكات مراد وهو يقول ..
.."..بلبط ايه بس ياايمان ..ابراهيم هناك مشغول جدا بجد ..مش بينام عشان يقدر يتمم اهم صفقة لشركتنا.."..
..تكتفت ايمان وهي تقول بطريقة طفولية ..
.."..صفقة اه ...صفقة ايه دي ان شاء الله اللي بيسهروا عشانها ويلبسوا عريان ..ويتصوروا..وعايشين حياتهم... انت هتضحك عليا يا مراد .."..
..ضحك مراد مرة اخرى وقال من بين ضحكاته ..
.."..اوووبس.. شكلك بتحبيه اوي وبتغيري عليه جامد .."..
..التوت شفتيها جانبا وهي تقول بصوت حزين..
.."..مراد ..انا لا بحب ولا بتاع..انا بس عشان مراته قدام الناس ..محبش حد يقول عليا مش مالية عينه ..بس بعد مانطلق ان شاء الله يبقى حر ساعتها يعمل اللي هو عايزه .."..
..رفع مراد حاجبه ونظر لها متهكما وقبل ان يقوم بالرد عليها سمع صوت رنين هاتفه لينظر لشاشته ويقول بنبرة صوت عابثة ..
.."..شوفتي.. لسة اهو بنتكلم عنه..جيه يرد علينا ..بس للاسف الموبايل هيفصل شحن ..ارد عليه بسرعة وانبهه.."..
..اشاحت ايمان بوجهها ناحية زجاج نافذتها وكأنها غير مهتمة ولكن كانت جميع حواسها تترقب وبقوة تلك المكالمة..
..وضع مراد الهاتف بالحامل الخاص به بالتابلوه وضغط على وضع "المايك" وقال بحماس وبصوت عال ..
.."..كنا بنتكلم عليك حالا يابطل .."..
..حافظ ابراهيم على ثباته أمام ليزا واشار لها بالانتظار لكي يتكلم بالهاتف فقال بصوت جامد لمراد..
.."..من غير ولا كلمة تاخد الهانم اللي معاك وترجعوا البيت ..."..
..التفتت ايمان برأسها وارتسم الغضب بملامحها في حين تعجب مراد وردد متسائلا..
.."..نرجع البيت ..في ايه ياابراهيم مالك.."..
..لم يستطع ابراهيم كبح لجام غضبه فصاح بصوت عال وابتعد عن الباب ..
.."..هو ايه اللي مالي..الكلمة اللي قلتها تتنفذ ..والهانم مراتي اللي خرجت من غير اذني حسابي معاها بعدين.."..
..مالت ايمان بجذعها ناحية الهاتف وهي تصيح غاضبة..
.."..حساب...حساب ايه يابو حساب..انت مالكش حاجة عندي..انا اخدت اذن من الكبير بتاعنا واللي هو جدي وبس ..انت حايالله ابن عمي..زيك زي مراد..امين ياباشا.."..
..استغلت ليزا ابتعاد ابراهيم عن الباب ودخلت الغرفة واغلقت بابها ثم وقفت ونزعت عنها سترتها لكي تبقى بفستان قصير بحمالتين رفيعتين يكشف الكثير ..وقبل ان تقترب منه انتفضت بمكانها عندما هتف ابراهيم بصوت عال غاضب..
.."..انتي تخرسي خالص وتسمعي الكلام..انا حذرتك قبل كدة لكن ......."..
..توقف عن استرساله بكلماته الغاضبة عندما حاوطت ليزا كتفيه بذراعيها وهي تقول بصوت ناعم مسموع ..
.."..calm down..habibi.."..
..( اهدأ ..هبيبي..)..
اتسعت عيني ايمان وفغر فاهها باتساع اكبر وهي تحدق بشاشة الهاتف الذي انطفأ ضوء شاشته لنفاذ البطارية ..وبنفس هيئتها التفتت برأسها لتنظر لمراد الذي امتعضت ملامحه ولكنه ابتسم كالأبله وهو يقول ..
.."..دا...فصل شحن .."..
..صرخت به ايمان بكلمة ..
.."..سمعت.."..
..صرختها جعلته يميل بعجلة القيادة يمينا حتى كاد ان يصطدم بسيارة تسير بجانبه ..ولكن ايمان لم تعر انتباها لما يحصل فعاودت صياحها .. 
.."..سمعت يامراد ..سمعت البت السايحة بتقوله ايه..بيكلمنا وهي قاعدة معاه ..بيخانقني وهي قاعدة معاه..بيزعق ويهدد وهي قاعدة معاه..وفي الاخر بتقوله ..كل تين ياحبيبي..بتقوله حبيبي ..سمعت يا مراد سمعت..بياكلوا تين مع بعض.."..
..حاول مراد ان يهدأ من روعها فقال بتلعثم ..
.."..ياايمان تين ايه اللي بياكلوه..هي بتقوله اهدى...عشان شافته متنرفز ..بس مش اكتر من كدة.."..
..صرخت به مجددا جعلته يغمض عينيه للحظة وهي تقول بصياحها العال..
.."..انت هتستهبلني..الاتنين قاعدين مع بعض..وبتقوله حبيبي ..ولا انت  انطرشت عند الكلمة دي ..بتقوله حبيبي اللي تنشك في معاميعها.. انا..انا لازم اطلق ..انا لما ارجع هاقول لجدي يطلقني منه ..بتاع السايحات المحترم.."..
..رفع مراد يده ولوح بها وهو يقول بصوت هادئ..
.."..إهدي ياايمان ..إهدي..اكيد الموضوع فيه سوء تفاهم ..انا عارف ابراهيم كويس ..انا دلوقتي هحط الموبايل في الشاحن ونتصل بيه عشان نفهم.."..
..انتفض مجددا على اثر صياحها العال ..
.."..اياك ..خلي موبايلك فاصل ..انا مش هكلم حد ولا اتفاهم مع حد انا بقولك اهو .."..
..ردد مراد ..
.."..ايمان..ماينفعش ..كدة ابراهيم هيتجنن علينا اكتر ..ولما ييجي انا وانتي هنقضي الليلة في ال morg ."..
..ضربت ظهرها بظهر كرسيها وقالت بصوت حزين غاضب..
.."..مايقدرش يعمل حاجة ..والبرج دا انا اللي هرمي نفسي منه لو جدي مطلقنيش منه ..الكداب الخاين بتاع الاجنبيات .."..
..هربت بوجهها للناحية الاخرى لكي لا يرى مراد دموعها الهاربة فوق وجنتيها ..ولكن مراد شعر بها وقال وهو ينظر لجانب وجهها..
.."..ايمان صدقيني ..ابراهيم مستحيل يعمل كدة ..ابراهيم بيحبك بجد ..انتي فاهمة الموضوع غلط ..تعالي نرجع البيت وهو هييجي ويفهمك اللي حصل بالظبط.."..
..مسحت دمعاتها وقالت بعناد واضح وبصوت هادئ وهي تنظر للطريق امامها..
.."..عايز ترجع ارجع انت ..انا هروح فرح صاحبتي وهابات في بيتي كمان ..لو مش عايز توديني ..وقف العربية على اي جمب وانا هنزل اخد تاكس.."..
تنهد مراد باستسلام وقال ..
.."..خلاص هوديكي ومش هرجع الا بيكي بردو ..ودا اخر كلام .."..
..وفي خلال كل ماحدث بسيارة مراد وفصل هاتفه..
..استدار ابراهيم بسرعة عندما شعر بذراعي ليزا تحاوطه و تطلب منه ان يهدأ ..ظل يردد بإسم مراد ثم نظر للهاتف ليعلم بأن الاتصال قد انقطع..
..نظر لليزا بحدة فأبتسمت واقتربت منه وقالت بلغتها وهي تلمس مقدمة قميصه باصابعها..
.."..لقد تعلمت كلمة عربية ..هبيبي ..ما رايك.."..
..امسك ابراهيم بيدها وابعدها عن صدره ثم تركها وقال بصوت حاد وهو ينظر لها نظرات نارية..
.."..ليزا..اخرجي من هنا..واعتقد اني سبق واوضحت لكي باني رجل متزوج..هيا اخرجي.."..
..ارتسم الضيق فوق ملامحها وقالت وهي تحاول ان تقترب منه ..
.."..ما بك ابراهيم لم تكن متحفظا تجاهي هكذا عندما كنت بأمريكا.."..
..قال ابراهيم بملامح وصوت جامد ..
.."..لم يحدث بيننا شيء بامريكا ..كنا نتحدث مثل أي شركاء حول العمل ..وانا الان اكثر تحفظا لاني كما قلت لك لقد اصبحت رجل متزوج ..ولن ارضى بأي شكل من الاشكال ان اجرح مشاعر زوجتي حتى ولو بغيابها ..فأرجو ان تتفضلي بالخروج قبل ان تتعقد الامور بيننا وتصل الى حد فسخ العقود بين شركتينا.."..
..زفرت بضيق وضربت الارض بقدميها وهي تمسك بسترتها وترتديها وقالت ..
.."..حسنا مستر ابراهيم ..ساخرج ..لم يخطر ببالي ابدا ان تكون فظا هكذا .."..
..ظل ابراهيم واقفا كالتمثال ينظر اليها نظرة ميتة حتى خرجت وصفعت الباب بقوة ..تنهد بغضب وعاود الاتصال بمراد ولكنه كاد ان يحطم هاتفه عندما سمع المجيب الالي بان الهاتف من الجائز ان يكون مغلقا او خارج نطاق الخدمة..اتجه للكومود وامسك بسماعة الهاتف الارضي وتحدث لموظف الاستقبال بالفندق وقال..
.."..احجزلي على اول طيارة نازلة القاهرة..عايز اكون في القاهرة خلال ساعة او اتنين بالكتير.."..
..اجابه الموظف .."..امرك يافندم .."..
..اغلق ابراهيم الهاتف وبدأ بتحضير حقيبته وهو يسب مراد الذي يحاول ان يتصل به دون جدوى ..
..كان مراد يرفع حاجبه عندما كانت تصف له ايمان المكان ..تجول بعينيه بين الاروقة الضيقة والمحلات المختلفة المصفوفة بجانب بعضها ..نظرت اليه ايمان بامتعاض وقالت ..
.."..هتفضل تتأمل كتير ..فاهم نفسك سايح انت كمان ..اركن هنا على جمب ..وانا هخلي عم اسماعيل صاحب الجراج يدخل بالعربية جوة .."..
..امتثل مراد لأمرها ليجد نفسه بالنهاية يسير بجانبها والبلاهة ترتسم فوق ملامح وجهه ويقول ..
.."..ال atmosphere هنا هايل جدا.."..
..التوت شفتي ايمان وهي تقول ساخرة ..
.."..ال ايه ياخويا ..امشي امشي هتفضحنا..بص يا مراد احنا داخلين على فرح معلمين يعني عايزاك تبان جامد كدة مش منحنح..امين يابني.."..
..هز مراد رأسه وهو يقول متسائلا ..
.."..امين مين .."..
..زفرت ايمان بضيق ورددت ..
.."..استغفر الله العظيم يارب ..خليك جمبي وخلاص يامراد .."..
..دخلت ايمان الحارة فارتسمت على وجهها ابتسامة باهتة عندما نظرت لأعلى فوجدت سطح الحارة بأكمله مغطى بالحبال الرفيعة المضيئة بالوان فضية لامعة واكتسى جانبي الحارة بالقماش العريض المزين بالخطوط الملونة بالوان زاهية..والكراسي ذات القماش الناعم وعلى نهايتها من الجانبين منضدة عريضة تحمل فوقها الكثير من الاطباق المغلفة والمملؤة باشهى اللحوم المشواة ..
..وكعادتها ايمان تلقت التحيات بصوت عال لم تستطع تفسيره بسبب صوت الموسيقي الشعبية العالية المنبعثة من المسرح الذي اقيم بنهاية الحارة ..تقدمت ناحية والد العروس الذي وقف واستقبل تهنئتها بابتسامة واسعة ..ثم سارت ناحية التجمع النسائي فجرت ناحيتها عزة بهرولة وهي تفتح ذراعيها لتحتصنها وتقول ..
.."..حبيبتي ..اخيرا جيتي .."..
..توقفت عزة عن الكلام عندما نظرت لعيني ايمان المغلفة بالدموع المحبوسة داخلها وبلونهما الذي اكتسى ببعض الاحمرار..
..اسرعت عزة بقولها وهي تتفحص وجه ايمان..
.."..مالك يا ايمان ..انتي كنتي بتعيطي .."..
..نظرت عزة لمراد الذي يقف بجانبهما وقالت بصوت حاد غاضب..
.."..الكابتن دا هو اللي مزعلك .."..
..اشار لها مراد بالنفي وقال ..
.."..ياانسة انا لا زعلتها ولا عملتلها حاجة .."..
..هزت ايمان راسها وقالت بصوت جامد..
.."..عزة وبعدين..انا لا كنت بعيط ولا حاجة ..انا عينيا انطرفت بس ..شوية وهتروق ..قوليلي خالي صلاح فين .."..
..مطت عزة شفتيها عن عدم اقتناع وقالت وهي تشير ناحية صلاح الجالس بعيدا وبجانبه الصبي بلاطة والشاب طيارة يتحدثان في امر ما..
.."..هناك اهو .."...
..ذهبت اليه ايمان فصافحها وقبل جبينها وقال وهو يتمعن بملامحها..
.."..ايمان ..مالك .."..
..رسمت ايمان ابتسامة فوق شفتيها بالقوة وقالت وهي تشير لمراد الذي كان ينظر لصلاح بتوجس نظرا لقوته الجسمانية وعضلاته الظاهرة بوضوح ..
.."..خالي.. دا مراد ابن عمي ..خليه قاعد معاكم النص ساعة دي ..لغاية ما اعمل الواجب مع العروسة ونروح على طول على الشقة لحسن حاسة اني تعبانة شوية.."..
..ضاقت عيني صلاح وسألها ..
.."..جوزك الجلف فين.. مجاش معاكي ليه.."..
..ردد مراد بامتعاض .."..جلف .."..
..تأففت ايمان وهي تقول ..
.."..مسافر ياخالي ..انا هروح اقعد مع الستات شوية لغاية مع العروسة ماتيجي.."..
..حاولت عزة ان تجعل الجو من حولهم مبهجا فصاحت وهي تصفق بكلتا بديها ..
.."..يالا ياايمو نستعد ..العروسة جاية في الطريق وعايزين اول ما تدخل الحارة انا وانتي بفستانك الحلو دا نرقص ونهيص قدامها.."..
..صاح بها صلاح بغضب ..
.."..هما مين دول اللي هيرقصوا ويهيصوا منك ليها .."..
..اجفلت عزة وقالت بصوت مرتعب ..
.."..متقلقش ياسي صلاح ..خلاص ايمان مش هترقص ..انا والبنات اللي....."..
..لوح صلاح لها بذراعه وصاح بها بصوت اكثر غضبا..
.."..مافيش حد منكم هيتحرك من مكانه ..انتو الاتنين هتقعدوا جمب الست تهاني واخركوا تصقفوا بس ..مفهوووم .."..
..تخضبت وجنتي عزة بالاحمرار وقالت وقلبها يتراقص بين اضلعها ..
.."..أمرك ياسي صلاح ..مش هتحرك من مكاني ..".. 
..تأبطت عزة بذراع ايمان وسارت بجانبها.. تكاد ان تقفز عاليا من فرحتها وهي تقول بجانب اذن ايمان ...
.."..سي صلاح بيغير عليا صح ..اوعي تنكري ..بيغير ورحمة ابويا بيغير عليا.."...
..التوت شفتي ايمان بابتسامة باهتة وقالت بصوت حزين..
.."..بيغير ياختي بيغير .."..
..ابتلع مراد ريقه بصعوبة عندما تركته ايمان بين الشاب طيارة وصلاح الذي كان ينظر له بترقب ..
..تنحنح مراد وقال ببلاهة وتلعثم واضح وهو يمد يده لمصافحة صلاح ..
.."..مراد ..ابن عم ايمان وابن عم ابراهيم كمان جوز ايمان ..رجل اعمال زي ابراهيم بردو .."..
..اصدر صلاح ضحكة خافتة وقال وهو يصافحه بقوة كاد ان يخلع كتف مراد من موضعه..
.."..أهلا..اتفضل .."..
..مسد مراد موضع كتفه وقال وهو يجلس بجانبه ..
.."..اهلا بيك ياكابتن.."..
..تهامست نسرين بين نساء وبنات الحارة الجالسة بوسطهم وقالت بامتعاض وهي تنظر بحقد لإيمان..
..".. من ساعة ماغيرت جلدها وهي كل شوية تختفي وتظهر معاها واحد شكل ..مرة خالي ..ومرة جوزي ..وياعالم المرادي جايبة معاها مين .."..
..انتفضت نسرين على اثر صوت الخالة تهاني الجالسة خلفها وهي تقول بصوت قوي ..
.."..عيب يانسرين يابنت الاصول اما تتكلمي على صاحبتك وبنت حتتك وتجيبي سيرتها بالغلط...ومش أي صاحبة ..لأ.. دي ايمان ..الاسطى ايمان ..اللي كل واحد في الحارة كبيرها قبل صغيرها عارف هي مين وبنت مين واخلاقها وتربيتها اللي زي حد السيف ..ولا انا غلطانة ياستات.."..
..تعالت الهمسات والهمهمات الغاضبة تجاه نسرين التي تلعثمت بكلماتها وهي تستدير بجذعها تواجه وجه الخالة تهاني الغاضب ..
.."..لا يا خالتي ..انا مقصدش والله ..انتي فهمتيني غلط ..ايمان دي صاحبتي و حبيبتي ..انا بس كنت بقول ياترى مين اللي معاها دا وفين جوزها ..كنت عايزة اطمن عليها ..بس كدة يا خالتي ..."..
..انضمت كل من ايمان وعزة لبقية نساء الحارة وجلستا بجانب الخالة تهاني التي ضمت ايمان بين ذراعيها وقبلتها بقوة وهي تقول بصوت مسموع ..
.."..ماشاء الله عليكي ياحبيبتي ..الله اكبر في عين اللي شافك ومصلاش على النبي ..."..
..التوت شفتي ايمان بابتسامة جانبية وهي تقول ..
.."..عليه الصلاة والسلام ياخالتي ..ايه مالك .."..
..ربتت تهاني فوق كتف ايمان وقالت..
.."..ولا حاجة ياحبيبتي ..اومال فين جوزك ..ومين اللي جيه معاكي دا.."..
..اعتدلت ايمان فوق كرسيها وقالت بهدوء..
.."..مسافر ...ودا يبقى مراد ابن عمي التاني ..شبط فيا زي العيال الصغيرة لما عرف اني هاحضر فرح هنا في الحارة.."..
..رددت تهاني بقوة ..
.."..اهلا وسهلا بيكي وبأهلك ياحبيبتي ..منورين ومشرفين الحارة .."..
..تعالت اصوات الفرقة التي استقبلت العروسان بأول الحارة واخذ الجميع يلتف حول العروسان يصفقون ويرددون وراء الفرقة كلمات الاغاني..كما قام بعض من الشباب بتأدية تلك الحركات الراقصة التي اشتهرت بها هذه المناطق الشعبية
..اختلست عزة نظرات جانبية لصلاح الذي كان ينتقل بعينيه بينها وبين الجمع الملتف حول العروسان ..وبعد برهة من الوقت وجلوس العروسان بالكوشة المزينة اطرافها بالورورد والاشرطة الحريرية الملونة ..كان مراد ينتقل بعينيه بين كل ارجاء المكان ويسب نفسه لانه لم يتمكن من تصوير كل ما رآه بهاتفه الذي نفذت بطاريته .. 
..شعرت ايمان بالصداع يكاد يفتك برأسها فهمست لعزة ليقوما بمصافحة العروس وتقديم المباركة لتسرع بعدها بالتوجه لشقتها لكي تستريح ..وافقت عزة وقامت معها واتجها سويا ناحية الكوشة ..وبعد ان قامت ايمان وعزة بمصافحة العروس وتقبيلها والتصوير معها ..
..خرجا من الفتحة الضيقة ليسيروا بالممر الضيق بين السور القماشي وبين حوائط البيوت المتراصة بجانب بعضها وقبل نهاية سيرهما بالممر.. تفاجئت الفتاتان بمن يعترض طريقهما والذي كان عبارة عن شاب اسمه محمود ينظر لايمان من اسفلها لاعلاها بنظرات عابثة حاقدة..ويقول..
.."..وانا اللي كنت بقول لنفسي بقى واحدة ميكانيكي ترفضني انا ..انا اللي ابن اغنى واحد في الحارة ترفضني ..اتاريكي كنتي حاطة عينك على ابن عمك الغني ..واللي معرفش هو اللي رضي بواحدة زيك ازاي.."..
..صاحت به عزة ..
.."..احترم نفسك يامحمود ..ايه اللي بتقوله دا.."..
..رفعت ايمان يدها لكي تجعل عزة تصمت ثم قالت بهدوء دون ان تحيد عينيها عن عيني ذاك الحقود..
.."..ابعد عن طريقنا يا محمود وخلينا نعدي ..وبلاش تعمل حاجة تبوظ بيها ليلة اخوك العريس وتندم بعدها .."..
..اقترب منها وهو يشير اليها ويقول بصوت جامد ..
.."..انا اللي هندمك على انك رفضتيني .."..
..رفع يده عاليا قاصدا ان يصفعها فصرخت عزة بصوت عال ..وقبل ان تصل يده لوجه ايمان..كان هناك من يمنعها ويدفع به للوراء حتى كاد ان يقع لولا مساندة اصدقائه له ..
ازاح صلاح الفتاتان جانبا وهو يهدر بهما ان يسرعا للبيت ..وبخلال لحظات كان صلاح وطيارة وبضعة من رجال الحارة باشتباك مع اخو العريس واصدقائه ..صرخت ايمان بعزة التي تسحبها بقوة بعيدا عن المشاجرة..
.."..سيبيني ياعزة ..الواد دا محدش هيربيه غيري ..بقولك سيبيني.."..
..ظلت عزة متشبثة بذراع ايمان تحاول بكل قوتها ان تبتعد بها وهي تقول..
.."..والله ماهسيبك ..صلاح واللي معاه هيخلصوا الليلة ..امشي معايا ..فرهدتيني ..."..
..اسرع بلاطة يهرول ناحية ايمان وهو يقول بصوت عال ..
.."..الحقي ياسطى ايمان الحقي.."..
..صاحت عزة بأخيها الصغير ..
.."..في ايه يا محمد حصل ايه.."..
..صاح بها وهو يقول من بين انفاسه المتقطعة ..
.."..ابن عمك ياسطى واحد ضربه على دماغه فتحاله ومرمي ع الارض قاطع النفس .."..
..شهقت الفتاتان بصوت عال وهما يضربان فوق صدرهما بقوة وبنفس نبرة الصوت هتفا...
.."..يالهوووي.."..

تعليقات



<>