رواية زين وروح الفصل الثاني 2 والاخير بقلم زينب سعيد القاضي


رواية زين وروح

الفصل الثاني2 والاخير

بقلم زينب سعيد القاضي

عاد إلي المنزل في وقت متأخر كالعادة حاملا چاكيت بدلته علي ذراعه بوهن وجد والدته مازالت مستيقظة .


إقترب منها علي الفور وهتف متسائلا:

-ماما إنتي بخير وهيا بخير ؟


أومئت والدته بإيجاب:

-بخير يا أبني أقعد عايزة أتكلم معاك.


تطلع لها بحيرة وجلس أمامها بإنصات تام يستمع لما تقوله.


هتفت الأخري بحذر:

-أختك هتولد ولازم أسافر أفضل جنبها.


هز رأسه متفهما وقال:

-تمام يا أمي متشغليش بالك بيا سافري وأطمني.


تجاهلت حديثه وتمتمت بنبرة حازمة :

-أنا مش هاخد هيا معايا.


قطب جبينه بإستنكار :

-نعم ! مش هتاخديها معاكي أزاي يا أمي مين هيخلي باله منها ؟


ربعت ساعديها وهتفت بنبرة مستهزة :

-المفروض انت إلي تاخد بالك منها بنتك قربت تنسي شكلك يا دكتور يا محترم أنا هسافر بكره الصبح بدري حجزت الباص يعني هتصحي مش هتلاقيني شوف بقي هتتصرف في بنتك أزاي تصبح علي خير .


نهضت سريعا حتي لا تتراجع عن حديثها فهي فعلت كل هذا من أجل أن يعود إلي رشده ويعتني بطفلته.


مسح علي وجهه بقلة حيلة ونهض بتثاقل متجها إلي غرفته كي يتمدد قليلا ومن المؤكد سيجد حلا…..


………


في صباح يوم جديد إستيقظ زين ونهض أول شئ لعله يجد والدته وأن تكون تراجعت عن رأيها لكن خاب أمله عندما وجد غرفتها فارغة أغلق باب الغرفة مرة أخري وإتجه إلي غرفته وجلس جوار صغيرته قليلا فسيقلها الي الروضة بطريقة ويأخذها برفقته إلى العيادة في المساء هذا ما أعده له عقله.


قام بإيقاظ الصغيرة بحنان وساعدها فى تغيير ملابسها وقام بتغير ملابسه هو الأخر وحملها متجهين إلي الروضة الخاصة بهابعد أن إشتري لها بعض الشطائر الجاهزة كي تتناولها.


………


مع دقات الساعة الثانية ظهرا أنهي عمله وقاد سيارته مسرعا وجد طفلته قد جاءموعد انصرافها من الروضة ذهب إليها وقام بإحضارها وأشتري لها بعض الأطعمة المغلفة والحلوي وإتجه بها إلي عيادته وأجلسها علي الأريكة تتناول طعامها وجلس هو علي مكتبه بوهن.


بعد مرور نصف ساعة طرق باب العيادة بالخارج نهض بتثاقل وفتح الباب وجد نيهال وخلفها فتاة تماثلها بالعمر لكن يغلب علي معالم وجهها الحزن.


تحدثت نيهال بإبتسامة :

-أزي حضرتك يا دكتور.


إبتسم زين بهدوء وقال:

-آهلا بالعروسة تعالوا أدخلوا.


إتجه إلي مكتبه وهم خلفه جلس على مقعده وهم أمامه تطالعت نيهال إلي هيا بإبتسامة وقالت:

-هيا هي مع حضرتك ؟


أومئ بقلة حيلة وهتف:

-اه ماما سافرت وهتيجي معايا كل يوم المهم خيلنا في الجد ألتفت الي الفتاة الساكنة وهتف متسائلا انتي روح صح ؟


-أجابت بإيجاب :

-آيوة .


غمغم بتفهم :

-نيهال فهمتك الشغل ؟


أومئت بإيجاب :

-أيوة يا دكتور.


آومئ بتفهم وقال:

-تمام هتبدأي شغل من النهاردة ومن غير تدريب عشان أنتي جاية تبع نيهال.


إبتسمت نيهال وهتفت :

-تعيش يادكتور هقوم أستأذن انا محتاجة حاجة يا روح ؟


هزت روح رأسها نافية وغادرت نيهال ونهضت روح وهتفت بإحراج :

-طيب أنا هقعد علي المكتب بره .


أومئ بتفهم وغادرت هي وبعد قليل بدأ المرضي في الحضور الي العيادة وبدأت الكشوفات تدلف إليه.


أقتربت منه الصغيرة ببراءة وقالت:

-بابي عايزة أعمل ال Homework.


تطلع لها بحيرة وفي نفس الوقت كانت تدلف روح التي نظرت للصغيرة بإشفاق وتمتمت بحذر :

-ممكن أنا أعمله معاها.


إبتسم بإمتنان وقال:

-يبقي كتر خيرك.


إبتسمت بخفة وحملت الطفلة وإتجهت بها إلى خارج وأكمل هو عمله…


……….


إستمر الوضع كما هو شهريين متتاليين تذهب هيا الي الروضة في الصباح وبعد الظهيرة في العيادة برفقة روح التي كانت تعتني بها علي أكمل وجه تساعدها في كتابة الفروض الخاصة بها وتحضر لها الحلوة والمأكولات وتحضرها معها كل يوم تعلقت الصغيرة بها كثيرا كما تعلقت روح بها هي الآخري.


………..


في أحد الأيام أصيبت هيا بدور برد شديد وإضطر زين أن يتركها برفقة روح حتي تطيب وظلت برفقتها في منزلها أسبوع كامل زاد تعلق الصغيرة بها أضعافا مضاعفة حتي أصبحت الصغيرة تناديها ماما.


وكذلك تعلق زين هو الأخر بها وبراءتها حتي أنها باتت تشغل جزءا من تفكيره في الفترة الأخيرة.


………..


في يوم من الأيام لاحظ الحزن علي معالم وجه روح وأنها على غير ما يرام حسم أمره ونهض من غرفة مكتبه بعد مغادرة أخر مريض وجدها تجلس بالخارج تحمل الصغيرة ودموعها تتساقط .


إقترب منها بلهفة وقال:

-مالك يا روح بتعيطي ليه ؟  


رفعت رأسها بدموع وقالت:

-أهلي عايزين يجوزني.


أشتعلت الغيرة بعينه وهتف بضيق:

-يعني أيه عايزين يجوزوكي ومين العريس ده ؟


هتفت بحزن:

-واحد صاحب أخويا بس انا مش موافقة وهما مصرين مش عارفة أعمل ايه .


إبتلع ريقه بحذر وقال:

-أنا بحبك يا روح لو موافقة تتجوزيني هروح أطلب إيدك فورا.


تطلعت له بعدم إستيعاب وصمتت .


هتف هو بتراجع:

-أنا أسف لو كلامي ضايقك وبسحب طلبي لو أنتي رافضة.


أجابت هي علي الفور :

-لا موافقة أنا كمان بحبك عضت علي شفتيها بخجل وقالت قصدي بحب هيا ومقدرش أستغني عنها.


تنهد هو براحة وفي اليوم التالي ذهب من أجل خطبتها وتم الإتفاق أن يكون الزفاف بعد شهر.


……….


مر الشهر بسرعة البرق وعادت والدة زين من السفر هي وشقيقة زين من أجل حضور حفل زفاف زين وروح.


كان حفل زفاف بهيج كانت فرحة الجميع به عارمة فقد تخطي زين موت زوجته وكذلك روح وقد داوي كل منهم جراح الآخر والأهم من ذلك عوضت روح هيا عن حنان الأم الذي إفتقدته هذه الصغيرة كما أرجعت إليها والدها من جديد.


-ده أن الحزن في القلب مش معني أن زوجي أو زوجتي توفت أهمل أطفالي لا المفروض أعوض أطفالي عن الحرمان ده.

- لازم الأطفال يبقي هنا الأولوية للأب والأم ويوم ما تختار يبقي تختار الأب أو الأم الصالحة لأولادك.

           

                          تمت بحمد الله 

            لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>