رواية مليكتي الفصل الرابع4والخامس5بقلم علياء شعبان


 رواية مليكتي الفصل الرابع4والخامس5بقلم علياء شعبان


عاد هو بذهنه سريعاً إلي ما حدث قبل إحدي وعشرون عاماً،ليست بفتره قليله علي الإطلاق،ولكنه مازال يتذكر تلك الأحداث المرير وكأنها حدثت بالأمس،،تراوده تلك الذكريات بإستمرار وكلما تذكرها إنسابت دموعه علي وجنتيه، لا يعرف أيسعد لبقائه مع من أحب في تلك الفتره أم يبكي لفقده لها وفي كلتا الحالتين يجد الدموع تهطل وبغزاره،لا يستطع السيطره علي نفسه عندما يتذكر من عشق،وأثناء شروده بالماضي،يجد مستقبله يعمل علي إفاقته من شروده.....
-وحشتني
أطلقت مادلين تلك الكلمه وهي تضع يديها حول عنقه في عشق،في حين بادرها هو بإبتسامه خفيفه وهو يربت علي يدها،ثم تابع...
-وإنتِ أكتر يا مادلين،ها عملتي شوبنج!
في تلك اللحظه جلست مادلين بالقرب منه،ثم أمسكت بيده بين كفيها وهي تنظر داخل عينيه...
-اه اليوم كان جميل جداً،بس أنت مضايق من حاجه!
-لا يا مادو ،ينفع أضايق وإنتِ موجوده بردو
هتف هو بتلك الكلمات،حتي لا يجرح مشاعرها بسبب ضيقه،ثم نهض من مجلسه ممسكاً بيدها وأنطلاقا داخل القصر هاتفاً...
-أنا من رأيي نتغدي،لأني جعان جداً،وأكيد أنتِ نفس الشيء بسبب الشوبينج،مش كدا ولا أيه!
-Really, Iam so hungry
كانت السعاده تطغي علي جميع خلجات وجهها،وقد إبتسمت إبتسامه واسعه،نتيجه إمساكه ليدها وإحساسها بالدفء معه،،فكم تعشق وجوده بقربها،،بل أدمنت وجوده...
......داخل القصر.....
كانت تجلس زينب في غرفه الصالون تشاهد التلفاز،والضيق يبدو جلياً علي قسمات وجهها،وأثناء دلوفه بصحبه زوجته مادلين،نظرت لهما نظره لم يفهمها جلال قط،فهي منذ حادث أبنتها،وهي فاقده لحاسه النطق،في حين أقترب هو منها وطبع قبل علي جبينها هاتفاً....
-ماما زينب،مالك فيكي حاجه!
نظرت له السيده زينب وهي تهز رأسها بالسلب،ثم قامت إخفاض بصرها إلي الأسفل وأخذت تبكي بشده،مما أرعب جلال بشده فهو لا يعلم ماذا بها!،وهي لا تستطع إخباره بما يؤلمها،،وفي تلك اللحظه تابع موجهاً حديثه لها...
-ماما زينب ،إنتِ لازم تستريحي في غرفتك شويه،شكلك تعبان،ثم نظر لمادلين الواقفه بجانبه....
-لو سمحتِ مادلين خدي ماما زينب لغرفتها علشان ترتاح.
-حاضر
أستجابت له مادلين،راسمه إبتسامه خفيفه علي ثغرها،ثم قامت بإسنادها متجهه إلي الغرفه،أخذت مادلين تربت علي ظهرها في حنو،وهما يتحسسان طريقهما إلي الغرفه،،ثم قاما بصعود الدرج وقبل الوصول إلي الغرفه،تعثرت قدماي السيده زينب فسقطت من فوق الدرج وسط صرخات مادلين وصدمه جلال الذي لم يستوعب ما حدث بعد..
-ماما زينب!
هتفا بها سوياً في تلك اللحظه،ثم أسرعاه متجهين ناحيتها،،ليجدانها فاقده للوعي كلياً والدماء تنزف منها بغزاره،،فصرخ جلال وقد دوي صوت صرخاته داخل القصر بأكمله،،ثم تجمع الخدم وقام جلال بإحضار طبيب العائله للإطمئنان عليها،وما هي الا لحظات حتي قدم الطبيب،وأتجه إلي غرفه السيده زينب،وقام بفحصها وعقب إنتهائه تابع...
-أنا أديتها حقنه مهدئه ،لأنها أستعادت وعيها،وبتصرخ ،وحالياً حالتها تمام بس في بعض الكسور في قدمها ،ياريت تساعدوها متضغطش عليها،وهي إن شاء الله هتُشفي قريباً جداً،،بس ياريت يكون في إهتمام ومتابعه لحاله المريضه.
 وهنا هتفت مادلين بحزن قائله....
-متقلقش يا دكتور أنا جنبها
غادر الطبيب الغرفه بصحبه جلال في حين أتجهت مادلين إلي حيث تغفو السيده زينب ثم طبعت قبله علي جبينها هاتفه...
-خير إن شاء الله
----------
....في صباح اليوم التالي....
أخذت تصرخ بها بشده أثر صدمتها بهذا الخبر،فصديقتها أصبحت في كارثه لا تُحسد عليها،أخذت هي تجول داخل الغرفه ذهاباً وإياباً،في حين توجهت ناحيه صديقتها الجالسه وتبكي في مراره،،ثم جلست بجانبها وهي تحك أصابعها بغره رأسها في حين تابعت...
-مايا حبيبتي،اللي حصل دا من البدايه غلط،وكبير جداً،أحنا اه في أمريكا،وأتربينا هنا علي العادات والتقاليد دي،بس أحنا في الأصل مصريين،واللي عملتيه دا أكبر جريمه في حق نفسك،ممكن متلاقيش حد يلومك هنا علي دا ،بس لو رجعتي مصر والناس عرفوا أنك حامل من قبل ما تتجوزي تفتكري،هيتقبلوا دا!!.
نطقت مليكه بتلك الكلمات وهي تنظر في أعين صديقتها المنتحبه بضيق شديد لا تعرف إن كان منها أو عليها!.....
في حين نطقت مايا صديقتها من بين شهقاتها وأنفاسها المتقطعه...
-ساعديني يا مليكه بليز،أعمل أيه في البيبي دا!
-نامي إنتِ دلوقتي يا مايا،وانا أكيد هلاقيلك حل
نطقت مليكه بتلك الكلمات وهي تنهض من مجلسها،ثم عدلت من وضعيه صديقتها وقامت بدثرها داخل فراشها حتي ترتاح قليلاً من أثر إرهاقها...
في تلك اللحظه هتفت مليكه في نفسها..
يا تري هعمل أيه وهساعدها أزاي!.ثم إتجهت مسرعه إلي شرفه غرفتها وقامت برفع يدها للسماء في حزن هاتفه...
-ساعدني ياربي ،ألاقي حل لصديقتي.
وقبل أن تكمل حديثها تذكرت أنها لا تضع شيئاً ما لتغطيه شعرها،فأسرعت علي الفور بجذب أحد الإيشاربات التي تستخدمها في وضعها حول عنقها
"فقد علمـت من والدها مسبقاً في طفولتها،بأنها يجب أن ترتدي وشاحاً علي رأسها،لكي تداري به خصلاته المموجه -عن عمـد-أثناء مناجاتها مع الله،تجليلاً لعظمته عز وجل،ومن ثم تبدأ في مناجاته أملاً في تحقيق جميع رغباتها وهي رافعه يدها للسماء"
 ،ثم تابعت مره أخري في حزن،وهي مازالت علي نفس وضعيتها ورافعه يدها للسماء....
-اللي مايا عملته دا غلط،بابا قالي زمان أن دا مينفعش،بس أنت أكيد هتسامحها ياربي،بس أنا خايفه مازن يرفض يتجوزها ويتخلي عنها،ساعتها مايا هتنهار،أنا مش عارفه دماغها كانت فين قبل ما ترتكب الغلطه دي!.. ساعدني ياربي...
وعقب أنتهائها دلفت إلي غرفتها ،ثم قامت بالإمساك بهاتفها لمحادثه والدها لشده حزنها،فهو الوحيد من يستطع إخراجها من حزنها،بعشقه اللا محدود لها،فهي فلذه كبده وما أنجبتها له الحياه،كان خائفاً عليها بشده من بقائها في مِصر،لذلك قام بإرسالها إلي احد المدارس الخاصه بأمريكا في سن السابعه ظناً منه أنها هكذا ستكون في مأمن عن أعين الأعداء،ويذهب لزيارتها من حيناً إلي أخر...
وقبل أن تشرع مليكه في الضغط علي زر الإتصال،تجد والدها يقوم بالإتصال عليها،فأجابت هي علي الفور والإبتسامه تعلو ثغرها...
-dad, I miss you so much
في تلك اللحظه خفق قلبه عند سماعه صوتها،،فكم يعشقها،وصوتها يشبه كثيراً لصوت والدتها،ليس صوتها فحسب بل هي نسخه مصغره من والدتها،في حين تابع هو والسعاده تبدو جليه في نبره صوته....
-حبيبه دادي وحشتيني أكتر يا مليكه قلبي،،ومفتقدك أوي يا بنتي
-وأنا كمان يا دادي مفتقداك ،وحشني حضنك اوي والكلام معاك،هو انا هفضل دايماً كدا ،بعيد عنك،صدقني أنا محتاجاك جنبي،أنا بقيت بحس إني لوحدي!
خرجت تلك الكلمات من فمها،بشهقات،كان يتقطع لها قلب والدها،وأخذت الدموع تنساب علي وجنتيها،في حين تابع هو بإبتسامه حب حاول جاهداً إخفاء ألمه بها...
-أنتِ مش وعدتيني أنك مش هتعيطي أبداً،مهما حصل نسيتي إني قلتلك أن الدموع ض.....
-ضعف!
قاطعت هي في تلك الأثناء وهي تكمل نصيحته الشهيره لها،التي يرددها علي مسامعها كل يوم،في حين أكمل هو قائلاً...
-بالظبط،وعندي ليكي خبر حلو أوي.
أنصتت مليكه لحديث والدها جيداً في إنتظار معرفه هذا الخبر حين أكملت...
-أيه هو يا دادي!
تابع هو بثقه باتت واضحه في نبرته...
-جحزتلك تذكره عوده لمصر بكرا يا مليكه،،ماما زينب تعبت وطلبت تشوفك.
جحظت عيناي مليكه جراء سماعها لكلماته،،ثم أكملت في ضيق...
-الف سلامه عليها يا دادي،،بجد نانا وحشتني،،خلي بالك منها وأخيراً هشوفها بكرا.
ثم تابعت حديثها له بإستفهام..
-دادي،هقعد فتره أد أيه!
-مفيش رجوع لأمريكا تاني،كفايه اوي 14 سنه حرمان منك
هتفت مليكه في سعاده وكأنها لا تصدق ما تسمع،فهذا الخبر أخر ما توقعت أن يتردد علي مسامعها حين هتفت في ترقب...
-دادي،،حضرتك بتتكلم بجد.
هتف هو بإبتسامه علي أثر سعادتها...
-طبعاً بجد،هتوحشيني لحد بكرا.
أغلقت مليكه الهاتف مع والدها،والسعاده تطغي علي جميع حركاتها،فأخذت تقفز علي فراشها الإسفنجي بمرح شديد،ولكنها أنتبهت لوجود صديقتها في الغرفه،فنظرت إتجاهها لتجدها مستيقظه وتنظر إليها في حزن،في حين تابعت مليكه هاتفه...
-اوه سوري،،صحيتك يا مايا،،بجد أسفه بس من سعادتي نسيت أنك نايمه في الغرفه.
نظرت له مايا بحزن ثم شرعت في البكاء،ثم نهضت بإتجاه مليكه وسرعان ماجلست في مواجهتها وتابعت حديثها في ضيق..
-خلاص هتسيبيني وترجعي مصر!
نظرت مليكه لها ثم قامت بضمها بشده متابعه في همس...
-ومين قال إني هسيبك يا مايا،إنتِ متعرفيش صاحبتك ولا أيه،،بإذن الله بمجرد ما أوصل وأشوف الوضع هناك،هقول لبابا يحجزلك تيكت عوده فوراً،أنا مليش غيرك إنتِ صاحبه عمري،وساعدتيني كتير علشان أتأقلم مع غربتي،بعد كل دا أتخلي عنك يا مايا...صعب أعمل كدا،ويلا بقا ننام علشان أقدر أقوم بدري وأجهز كل مستلزماتي قبل ميعاد الطياره.
---------
دلفت مادلين داخل الغرفه،لتجد زوجها ممسكاً بالهاتف،،فأقتربت منه ثم وقفت في مواجهته وهي تضع يدها حول عنقه في دلع متابعه...
-جلال حبيبي،كنت بتكلم مين!
أبتسم لها جلال وهو يضع يده حول خصرها في حين أكمل متابعاً...
-مليكه،،راجعه من أمريكا بكرا،،علشان تشوف ماما زينب،،وحشتني اوي يا مادلين.
-بجد،خبر حلو أوي،،فعلاً وحشتنا كلنا،بس هتقعد هنا فتره أد أيه!
-مليكه هتعيش معايا هنا في مصر لأخر عمري،مش هترجع أمريكا تاني،كفايه أوي اللي أستحملته لحد كدا.
نطق هو بتلك الكلمات وهو يبعد يدها الموضوعه حول عنقه،ثم توجه إلي  فراشه،هاتفاً..
-مليكه راجعه بكرا علي الساعه 5 المغرب،فياريت بليز تطلبي من الخدم يجهزوا غرفتها،اللي جنبنا دي علشان تكون قريبه مني.
نظرت له مادلين بنظرات لا توحي بأي تعبيرات ثم توجهت هي الأخري الي الفراش وهي تدثر نفسها بداخله في ضيق.
-حاضر
---------
....في صباح اليوم التالي.....
إستيقظت مليكه علي صوت ضجيج يصدر من خارج غرفتها،،وأخذت الاصوات والصرخات تتعالي شيئاً فشيء،،إتجهت هي مسرعه خارج الغرفه،لتجد مازن يقف في مواجهه مايا،،وقد أشتد النزاع بينهما،في حين صرخت مليكه  في ضيق...
-stoooop
نظر لها مازن في ضيق ثم أكمل متابعاً.. 
-بصي بقا يا مايا،أنا مأجبرتكيش علي حاجه،ومش عندي إستعداد أتحمل مسؤليه طفل،أنا بمعني أصح كنت بتسلي،وإنتِ كنتي راضيه بدا.
ثم أكمل متابعاً وهو يتوجه ناحيه مليكه واضعاً إصبعه أسفل ذقنها...
-مش كدا ولا أيه يا كوكي!
-شيل إيدك دي لاقطعهالك،فاهم!
نظر لها مازن في ثبات وهو يبتسم ببرود متابعاً..
-ليه بس،دا أحنا حتي مصريين سوا في بلد غريبه،بلاش يبقي في خلافات بيننا،كل حاجه صاحبتك عملتها بإرادتها.....باي.
أنطلق مازن خارج المنزل،وعقب خروجها إنهارت مايا من أثر كلماته في حين قامت مليكه بدورها فأحتضنتها محاوله أن تخفف عنها ألمها،،ثم أكملت...
-حبيبتي مايا،إن شاء الله هترجعي مصر بعدي بفتره بسيطه وهناك أكيد هنلاقي حل وبليز خلي بالك من نفسك،علشان أنا أكون مرتاحه.
ثم قامت مليكه بإزاله الدموع المنسابه علي وجنتي صديقتها،متابعه في مرح...
-يلا بقا قومي جهزي اللبس معايا،علشان متأخرش علي الطياره.
وبالفعل أتمت مليكه تجميع كل مستلزماتها وأستعدت للسفر بنفساً راضيه وإبتسامه لا تغيب عن ثغرها،فهي عائده إلي موطنها الحبيب،أي حضن والدها المُفتقد،،أنهت مليكه ما تفعله ثم إستعدت للذهاب،وهي تحتضن صديقتها بشده،،ثم أكملت في حب..
-هتوحشيني أوي يا مايا،،أشوفك علي خير في مصر.
وبالفعل إتجهت مليكه في طريقها إلي المطار...
--------
كانت تقف بسيارتها،في إحدي إشارات المرور وكانت الشوارع مزدحمه بالناس،والمواصلات سيئه للغايه،،وقد شعرت بالحر الشديد،،مما أزعجها بشده،وبينما هي تنتظر الإشاره بالسير....
-معايا أنواع كتير للشيكولاته يا مدام،دي منتج أصلي 100% من فرع الشركه نفسه ،ممكن تشتري مني!
نظرت له هي بضيق ثم قامت بالإشاره له بيدها لكي يغادر دون ان تتحدث علي الإطلاق،في حين تابع هو في ضيق...
-أيه الطريقه دي،أنتِ بتكلمي واحد خريج تجاره بس الظروف واقفه ضده.
وهنا نظرت له بتفكير لبعض الوقت ثم تابعت في ثبات حينما خطر لها فكره ما
-أنت اسمك أيه!!
أجابها هو علي الفور وهو لا يفهم تغير طريقتها علي الفور بهذه الدرجه...
-سيف، اسمي سيف عبد الحميد
بينما هتفت وهي مسلطه نظرها إليه وبنبره يخالطها الثبات..
-مش لاقي شغل!.....
------
دلف جلال إلي غرفه السيده زينب لكي يطمئن عليها ويخبرها بخبر قدوم مليكه لرؤيتها،وعقب دلوفه داخل غرفتها وجدها تجلس ممسكه بصورتاً ما في يدها ومسلطه نظراتها عليها،في حين هتف هو ....
-ماما زينب!... إنتِ كويسه دلوقتي!
انتبهت له زينب ثم قامت بهز رأسها بالإيجاب،في حين تابع هو تقدمه ناحيتها،ليري الصوره التي تحملها بين يديها،وما أن رآها حتي دب الوجع المسجون داخل قلبه بالثوران من جديد،نعم أنها صوره لها،لمن أمدته بالحياه في وجودها وحتي بعد فقدها،وفي تلك اللحظه قام بتقبيل يد السيده زينب وهو يهتف...
-ماما زينب،تعرفي أن مليكه جايه النهاردا علشان تشوفك ومش كدا وبس،دي هتعيش معانا هنا علطول علشان تكون جانبك دايماً.
نظرت له زينب في فرح وقد إحتلت الإبتسامه ثغرها،،وبدأت دموعها في الهطول من أثر سعادتها المفرطه،بينما أكمل هو هاتفاً...
-أستأذنك يا ست الكل أكلم الحاج عبد الفضيل،لأنه واحشني شكله أنشغل بالعمره ونسينا.
وبالفعل إنطلق جلال خارج الغرفه ثم قام بإجراء إتصالاً بوالده،وقام بسرد ما حدث بشأن قدوم مليكه،،سعد السيد عبد الفضيل بقدوم حفيدته للعيش بينهم من جديد،فلقد إشتاق لها كثيراً ،فقد تعلق قلبه بها منذ ولادتها.
وعقب إنتهائه من الحديث مع والده قرر الذهاب إلي المطار لإحضار إبنته....
------
بعد مرور عده ساعات مرت وكأنهم دهراً وصلت مليكه إلي الأراضي المصريه بسلام،إتجهت مليكه في طريقها إلي بوابه الخروج ،ولكن في تلك اللحظه قدم شخصاً ما إليها هاتفاً....
-تحبي أخد الشنطه الخاصه بحضرتك برا الصاله!
نظرت له مليكه في ترقب مثبته مقلتي عينيها عليه ،ثم تابعت في ثبات...
-لا ميرسي
وبينما هي تكمل حديثها قام بإنتشال حقيبتها الصغيره التي تحتوي علي نقودها وهويتها وهاتفها الجول،وهرب علي الفور..
ظلت تصرخ به في غضب،وصدمه مما حدث قبل قليل ثم هتفت متابعه...
-ياشيء يا كائن أنت!... أستني بس،  الشنطه دي فيها فوني،طيب أستني هات 100 جنيه بس حتي،،الإحتياط واجب بردو.
ثم تابعت وهي تضع يدها علي رأسها في إرهاق...
-أوه شت بجد ،شيء متخلف،هو دا الإستقبال بيا في مصر بعد 14 سنه غياب ونعم الترحاب!
وفي تلك اللحظه وجدت مليكه والدها أمامها،وكأن الزمن توقف هنا،،فلقد إشتاقت له بشده ،فهي لم تره منذ فتره كبيره وكذلك الحال معه،وهنا أسرعت مليكه تهرول داخل الصاله كالطفله التي وجدت والدها،ثم قامت بضمه بشده وأحكمت قبصته حوله،وهنا أكملت في حباً وإشتياقاً له.....
-داادي،وحشتني اوووي بجد،،أخيراً شفتك وحضنتك!
نظر لها والدها في سعاده لا متناهيه وهو يحاوطها بذراعه ثم قام برفعها عن الأرض،وأخذ يدور بها هاتفاً....
-وحشتيني يا مليكه قلبي.
ثم قام والدها بإنزالها،هاتفاً في حب...
-يلا بينا بقا بسرعه علي البيت،زوز مستنياكي،دي هتفرح اوي.
وبالفعل إنطلق جلال بها خارج ساحه المطار،وترجلا السياره عائدياً مره أخري إلي القصر...
وبعد مرور ما يقرب من النصف ساعه،وصلا إلي داخل القصر،ومن ثم أسرعت مليكه إلي غرفه السيده زينب كالأطفال،بعدما أخبرها والدها علي مكان وجودها،وإنطلق هو ملحقاً بها إلي غرفه زينب...
طرقت مليكه حجره السيده زينب ثم دلفت علي الفور هاتفه....
-نااانااا
وما أن رأتها السيده زينب حتي قامت بفتح ذراعها لها ،فأسرعت مليكه بدورها إلي أحضانها وهي في قمه سعادتها،،فهي تعشق السيده زينب بشده،فهي من أعتنت بها في صغرها،في تلك اللحظه أخذت السيده زينب تربت علي شعرها الكيرلي،الذي يتخذ وضعه المموج،ثم قامت بتقبيل وجنتيها في حب وهي تبكي بشده،،حين هتفت مليكه متابعه وهي تجفف دموعها...
-نانا،طيب أنا جيت أهو بتبكي ليه بس!
وقبل أن تكمل مليكه حديثها،سمعوا صوت صريخا يأتي من خارج الغرفه،وما هي إلا لحظات حتي قدمت أحد الخادمات وهي تهتف بأنفاسها اللاهثه....
-الحق يا جلال بيه


الفصل الخامس 
إستكانت مليكه بين أحضان السيده زينب،فلقد إفتقدت هذا الحضن منذ أمداً بعيد،فاخذت زينب تربت علي شعرها في حنو فكل تفصيله بها تذكرها بحياة كثيراً،وبينما مليكه متشبثه بحضن السيده زينب،سمعوا صرخات تدوي من خارج الغرفه وما هي الإ لحظات حتي قدمت احدي الخادمات وهي تهرول بإتجاهه...
-ألحقني يا جلال بيه،الست مادلين فقدت الوعي ومش عارفين نفوقها!
-طيب طيب جاي فوراً
أطلق كلماته تلك وهو يتجه معها إلي غرفه الصالون ليجد مادلين ملقاه علي أرضيه الحجره وفاقده للوعي تماماً،شرع جلال في إفاقتها وبالفعل نجح في ذلك،ثم هتف في زعر...
-مادلين حبيبتي إنتِ كويسه!
نظرت له بحب وبدأت تضع يدها حول عنقه،ثم قامت بإسناد رأسها علي صدره هاتفه...
-اه كويسه،بس بليز جلال وصلني للغرفه مش قادره أتحرك!
وبالفعل قام جلال بحملها بين ذراعيه متجهاً بها إلي الحجره في حين كانت تقف مليكه تتابع الموقف من علي بعد....
دلف جلال داخل الحجره ثم قام بوضعها في فراشها وهي مازالت متشبثه بعنقه،ثم تابع...
-أرتاحي شويه،وأنا هنزل أشوف مليكه،علشان وحشاني جداً
في تلك اللحظه صرخت مادلين به في ضيق....
-علي فكره انا مراتك زي ما هي بنتك،وليا حق عليك،ومن ساعه ما عرفت أنها راجعه ومنشغل عني تماماً،هي هتاخدك مني ولا أيه!
صُدم جلال من حديثها،فهو لم يريها هكذا من قبل،فهو كان يعتقد أنها تحب مليكه "وجل من لا يُخطىء"،ولكن في تلك اللحظه أقترب جلال منها أكثر ثم أشار لها بإصبعه السبابه والغضب يسيطر علي خلجات وجهه...
-أفهم أن اللي حصل من شويه دا تمثيليه!.. أفهمي كويس أوي أني مش متعود عليكي بالأسلوب دا..والأهم بقا إن إنتِ هنا بفضل حياة،ولازم تفهمي أن أي حاجه من حياة،خط أحمر!
ثم تابع مزمجراً بصوتاً عالي بعض الشيء...
-مفهوم
نظرت له مادلين وقد دب الرعب في أوصالها،من أثر رؤيته علي تلك الحاله،ثم تابعت مسرعه بصوتاً متوتراً بعض الشيء....
-مفهوم
في تلك اللحظه أتجه جلال خارج الغرفه ،،ليجد مليكه تجلس في غرفه الصالون بصحبه السيده زينب يشاهدان التلفاز،فاقترب من أبنته وهو يضع يده علي خصلات شعرها متابعاً...
-مليكه حبيبتي،إنتِ لسه مغيرتيش ملابسك،يلا بينا اوصلك لغرفتك،وترجعي لنانا تاني.
أبتسمت له مليكي إبتسامه خفيف ثم هتفت موجه حديثها للسيده زينب،وهي تعطي لها قبله  في الهواء...
-نانا زوزو،خدي دي لحد ما أرجعلك.
أبتسمت لها السيده زينب التي لمعت عيناها منذ قدوم مليكه وسط ذهول جلال الذي لم يشاهدها هكذا منذ وفاه حياة...
------
كان يجلس علي احد المقاهي في منطقه شعبيه،ينفث دخان سيجارته في إرتخاء،وفي تلك اللحظه قطع شروده إتصالاً،فأجاب علي الفور..
-ايوه،شوفتها،هي نفس البنت الموجوده في الصوره اللي أخدتها منكِ
هتفت به في غيظ مما حدث قبل قليل..
-أوعي تكون شافتك يا سيف!
تابع سيف في ثبات وهو ينهض من مجلسه،بعد أن طرح بسيجارته أرضاً وقام بالدعس عليها...
-أطمني يا مادلين هانم،مشافتنيش،خطتنا ماشيه تمام ،زي ما أحنا عاوزين.
--------
....داخل غرفه مليكه...
شرعت مليكه بوضع الثياب داخل خزانتها وقد بدي الضيق في نبره صوتها حين هتفت...
-بابا ممكن أعرف فين صوره مامي إلي كانت في غرفه الصالون؟!
نظر لها جلال ببعض الأسي وهو يجلس علي حافه الفراش...
-في غرفتها يا مليكه.
-بس دي كانت في غرفه الصالون يا دادي ومش من حق أي حد يشيل صوره مامي،هي أه ماتت بس انا روحها في البيت دا،بجد زعلانه أوي !
أتجهت مليكه إلي شرفه الغرفه بعدما نطقت بتلك الكلمات،في حين أتجه هو إليها ثم قام بإحتضانها...
-أنا معاكي يا بنتي وهفضل سندك لحد ما تلاقي اللي يستحقك،والقصر كله ملكك وليكي حق التصرف فيه.
وهنا هتفت به مليكه بسعاده طفوليه...
-يعني أقدر أرجع صوره مامي مكانها علشان لما توحشني ابص عليها!
في تلك اللحظه أكمل حديثه وهو يخرج من جيب بنطاله شيكولاته لها...
-طبعاً يا مليكه قلبي
فرحت مليكه بشده بهذه الشيكولاته وشرعت في تناولها في حين هتف هو بحب قائلاً....
-أنا دلوقتي رايح الشركه،وإنتِ خدي شاور وانزلي لماما زينب
-حاضر يا دادي
-------
أرتدت مادلين ثيابها وهي في قمه غضبها منه،ثم قررت الذهاب لزياره والدتها وقضاء اليوم معها بعيداً عن جو القصر الذي يثير غضبها وخاصه بعد مجىء مليكه....
-------
.....داخل الشركه...
انهمك جلال في عمله داخل الشركه،،فشرع في وضع البرامج الخاصه بالسياح هذا الأسبوع،وأخذ يعيد ترتيبات الأشخاص المسئولين عن كل وفد،فوجد أن هناك مشكله علي وشك الإندلاع،فهو بحاجه إلي مرشد سياحي يتقن اللغه الأجنيه،وذلك بسبب تغيب المسؤل عن الوفد الإنجليزي القادم بعد أسبوع وأثناء تلك المهله لابد من إيجاد البديل فوراً،وهنا تابع هو هاتفاً لنفسه...
-كدا مشكلتنا في إيجاد مرشد سياحي بديل للوفد الإنجليزي خلال اسبوع،ربنا يحلها من عنده.
وفي تلك الأثناء قطع شروده رنين هاتفه...
-الو، السلام عليكم يا بابا،الحمدلله بخير،بجد!..فرحتني اوي يا حج عبد الفضيل.
وهنا هتف والده في صرامه...
-متتأخرش عليا بكرا في المطار يا ولد لأن مليكه وحشاني اوي!
ضحك جلال بشده علي حديث والده ثم أكمل قائلاً...
-مليكه بس،،مقبوله منك يا حج،تجيلنا بالسلامه
-------
إتجهت مليكه إلي غرفه الصالون بعد أن أبدلت ملابسها لتجد زينب مازالت تشاهد التلفاز وعقب دلوف مليكه إلي غرفه الصالون،نظرت لها زينب في حب وكأنها تريد أن تخبرها بشيء،وفي تلك اللحظه نظرت لها مليكه في شك،ثم هتفت..
-نانا ،إنتِ عاوزه تقولي  
حاجه صح!
وهنا قامت السيده زينب بهز رأسها،فأسرعت مليكه إلي غرفه المكتب الخاص بوالدها ثم قامت بجلب ورقه ما وقلم،وعادت مسرعه إلي زينب مره أخري ثم هتفت قائلاً...
-نانا ،أكتبي كل اللي نفسك فيه هنا يا قلبي
قامت السيده زينب في تلك اللحظه بالبكاء في حين تابعت مليكه هاتفه...
-نانا ،طيب بتعيطي ليه ،انا مش فاهمه!،
وفي تلك اللحظه قامت مليكه بضرب رأسها بيدها متابعه...
-أسفه نسيت أن حضرتك مش بتقدري تكتبي بسبب الصدمه من الحادثه الخاصه بماما.
ثم تابعت في تفكير وهي تقوم بتقطقت أظافرها....
-امممم طيب انا عندي فكره حلو نعملها أحسن من الملل دا،أنا هقولك كام مكان نخرج فيهم واللي يعجبك تهزي راسك اوك!
وافقتها السيده زينب الحديث ثم تابعت هي في سرد بعض الأماكن..
-مطعم علي البحر!
-أجابت السيده زينب بالرفض
-انا كد قولتلك كل الأماكن يا نانا،ومش قدامنا غير  أننا نخرج لحديقه القصر.
وفي تلك اللحظه أجابت السيده زينب بهز رأسها بالموافقه وهي تبتسم في حين هتفت مليكه ...
-يعني بعد كل الأقتراحات دي ،وفي الأخر نقعد في جنينه القصر،ماشي .أمري إلي الله،بس لحظه يا نانا هجيب صوره مامي وأعلقها هنا في غرفه الصالون ونخرج علي طول.
وبالفعل إتجهت مليكه إلي حجره والدتها ظنناً منها أنها ستجدها مكدسه بالأتربه لوصدها منذ أعوام،،ولكنها دلفت إليها بعد أن أخذت المفتاح الخاص بالحجره من والدها،وسط ذهولها،حيث كانت الغرفه مرتبه بطريقه جيده ولا يوجد أي أثر لأي أتربه داخل الغرفه،ولكن للحظه أيقنت أن والدها،يقيم بها أحياناً فهي تعلم مدي عشقه لوالدتها،في تلك الأثناء إتجهت إلي خزانه والدتها لتجد بها الملابس كما هي منذ أعوام،أيعقل ما هذا!،،أمازال هناك حباً بهذه الطريقه.
ثم قامت مليكه بإغلاق الخزانه وإتجهت مسرعه إلي الصوره الخاصه بوالدتها،ثم إلتقطتها وإتجهت عائده إلي الصالون وهنا هتفت ...
-تارا (هي أبنه منديلا الكبري)،بليز ،أريدك بعض الوقت!
وبالفعل جاءت تاره إليها،،ثم طلبت منها أن تضع الصوره الخاصه بوالدتها إلي الحائط مره أخري،ثم هتفت مكمله...
-بليز تارا..لا أستطيع الوصول إلي مكان وضع الصوره علي الحائط،لكونه مرتفع بدرجه كبيره!
وفي تلك اللحظه قطع حديثهما مجيء مادلين التي هتفت في ضيق....
-أيه جاب صوره حياة هنا!
نظرت لها مليكه في ضيق وبرود شديدين...
-أنا،،وصوره مامي هترجع لمكانها الطبيعي،وأظن مش من حقك تعترضي.
-لا من حقي انا سيده البيت هنا،ودي واحده ماتت هتخنقني حتي وهي ميته!.
نطقت مادلين بتلك العبارات،وهي تتجه ناحيه الصوره ثم قامت بإلقائها علي الأرض لتتحطم إلي كِسرات صغيره،وسط نظرات مليكه المذهوله ودموعها الحاره التي تنساب علي وجنتيها كالشلال،،ثم أخذت تصرخ بها وقت علت صوت شهقاتها...
-أيه اللي أنتِ عملتيه دا،أزاي تكسري صوره مامي وتتكلمي عليها كدا،إنتِ واحده حقيره وخاينه وبوشين،أنا بكرهك
وفي تلك اللحظه قامت مادلين بصفعها علي وجهها،صفعه دوت في جميع أوصالها،وفي تلك اللحظه،سمعت مادلين صوتاً تخشاه كثيراً..
-مااااادلين!!!
أنتفضت مادلين علي أثر صوته الغاضب،في حين توجه هو قبالاتها ثم قام بصفعها علي وجهها هاتفاً حتي سقطت علي الأرض...
-قلتلك قبل كدا،مليكه وحياة خط أحمر!!!!
ثم شرع في جذبها من خصلات شعرها خارج القصر،،في حين أخذت هي تتوسل له في ببكاء بأن يتركها،وبعدما وصل بها إلي باب القصر،هتف قائلاً...
-مادلين إنتِ ط.....
وهنا قاطعه صوت مليكه وهي تجذبه من ذراعه في توسل وبكاء...
-بليز يا بابا متكملش،،هي أه غلطت بحقي أنا وماما،وأنت رجعته بس بلاش طلاق وحياتي عندك!
نظر جلال إلي مليكه ورأي أثر أصابع مادلين مازالت علي وجهها وهنا هتف
موجهاً حديثه إلي مادلين...
-أنا هرجع عن قرار الطلاق دا علشان مليكه وبس،بشرط تقومي تتأسغيلها،وبرواز الصوره دا يتصلح ويتعلق في غرفه الصالون،وليكي حق الإختيار!
نظرت له مادلين في ضيق ثم توجهت إلي حيث تقف مليكه ثم تابعت في هدوء...
-أنا أسفه يا مليكه
-It's okay
وبعدها إنطلقت مادلين إلي غرفتها،وهي تتوعد لها بأقسي النتائج،فمادلين لا تريدها بينهما،ولا تريد أن يشاركها في زوجها بل ليس زوجها وحسب بل ثروته أحداً وخصوصاً إذا كان هذا الشخص هو حياة أو أبنتها!
-------
....في صباح اليوم التالي....
أستيقظ جلال،فقد قضي ليله أمس بغرفه حياة،ثم توجه إلي المرحاض،،حتي يستعد للذهاب إلي المطار لإحضار والده
كانت مادلين تجلس داخل الغرفه وهي تستشيط غضباً لتركه إياها والذهاب إلي غرفه حياة،ولكنها قررت ان تتريث في إتخاذ القرارات بسرعه ويجب عليها ضبط إنفعالاتها أمامه حتي لا تخسره إلي الأبد،في تعشقه حد الجنون،ولا تستطع الإبتعاد عنه لذلك قررت أن تحسن من طريقه معاملتها لإبنته لحين نجاح خطتها،وبعد ذلك تصبح إبنته بين فكيها ويسهل التخلص منها.....
وبالفعل إنتهي جلال من إرتداء ملابسه وأثناء خروجه من الغرفه،وجدها أمام الغرفه تنتظر خروجه،وما أن رأها حتي تابع هاتفاً وهو يغلق باب الحجره بإحكام...
-أفندم!
قامت بإمساك يده وهي تقترب منه وألقت بجسدها بين أحضانه متابعه...
-جلال أسفه سامحني عن اللي حصل أمبارح،بس صدقني كنت تعبانه جداً ومعرفش بعمل أيه!،،وأوعدك مش هيتكرر تاني،مليكه زي بنتي بردو وصدقني انا بحبها.
نظر لها جلال في ثبات ونظرات حاده...
-مش قادر أتقبل أسفك يامادلين،هحتاج وقت علشان كلامك اللي وجهتيه لزوجتي وبنتي!
ثم تركها وغادر القصر لإحضار والده......
غضبت مادلين كثيراً من رده عليها فغادرت مسرعه إلي والدتها وبعد مرور العشر دقائق وصلت إلي والدتها،وما أن دلفت حتي هتفت والدتها بسعاده...
-أخيراً يا أستاذه مادلين سألتي عليا!
نظرت لها مادلين والضيق يبدو بشده علي ملامحها...
-أسفه يا أمي بس الأوضاع في القصر ،سيئه جداً ومضايقاني،فقررت أجي أقضي اليوم بعيداً عن أي حاجه هتزعجني.
نظرت لها والدتها بشك،ثم هتفت مكمله....
-مادلين حبيبتي فيكي أيه!
وفي تلك اللحظه أخرجت مادلين سيجاره من حقيبتها الخاصه وبدأت في إشعالها لتنفث بها كل ما يثير غضبها،في حين هتفت بها والدتها في ضيق...
-يا بنتي حرام عليكي صحتك،وبعدين مكنش يصح إلي عملتيه في البنت دا يا مادلين،دا إنتي عمرك ما كنتي بتكرهيها،ليه إتغيرتي!
تابعت هي حديثها أثناء وضعها لرأسها بين يديها في ضيق بعدما ألقت بالسيجار في المطفأه الموضوعه أمامها...
-كان نفسي في بيبي منه يا أمي!،وهو عارف إن عندي مشاكل في الرحم ومش بيحاول يساعدني ،يعني هو مش عاوز طفل مني!
أقتربت والدتها منها ثم قامت بوضع يدها علي ظهرها في حنو متابعه...
-جلال بيحبك يا مادلين،ومش سيء معاكي،وهو حاول كتير مع أطباء كتير والنتايج مكانتش موفقه.
-بس أنا يا أمي مش هسيب حياة تشاركني في جوزي حيه او ميته، ليه بنتها مماتتش معاها!
ألقت تلك الكلمات وهي تنهض من موضعها،ثم قامت بإلتقاط حقيبتها مكمله...
-ثروه جوزي المفروض ليا أنا واولادي،وبما أن مفيش أولاد ،فأنا الأجدر بيها،ومش هسيب جوزي وحقي لحد مهما كان.
وفي تلك اللحظه قامت بإجراء إتصالاً إلي شخصاً ما متابعه...
-أيوه، خطتنا هتبدأ من بكرا...فياريت تستعد من النهاردا وفي مبلغ هسيبه مع والدتي،دون العنوان عندك علشان تيجي تاخده منها
-تمام جداً،نبدأ الشغل من بكرا
أكملت هي بثقه ويخالطها نظرات شريره،و إبتسامه باتت تحمل من الخبث،الكثير،حين هتفت....
-سلام
وعقب إنتهائها من الحديث مع هذا الشخص همت بالمغادره،وسط ذهول والدتها ،التي ظلت تنادي عليها في محاوله لإيقافها ،ولكن لا حياه لمن تنادي!.
-----

دلفت مليكه داخل غرفه السيده زينب ممسكه في يدها الطعام،ثم قامت بوضعه علي الكومود المجاور لفراشها،،وأتجهت إلي الستار الخاص بالغرفه وقامت بإزاحته فتسلل الضوء إلي أعين السيده زينب ،،مما جعلها تستيقظ من نومها..
-زوزو ،صباح الخير ولا نقول مساء،انا حضرتلك فطار بنفسي
-نظرت لها زينب بحب في حين شرعت مليكه في إطعامها وجبه الإفطار.
------
بعد مرور ما يقرب من الساعتين وصل عبد الفضيل من سفره لأداء فريضه العمره،وقد بدي عليه الإشتياق كثيراً لرؤيه حفيدته،وما أن دلف إلي القصر حتي هتف بصوتاً مسموع..
-مليكه!
في تلك اللحظه لم تصدق أذني مليكه ما سمعته فاستأذنت السيده زينب لإنصرافها لبعض الوقت،ثم إتجهت مسرعه إلي مصدر الصوت لتجده أمامها،هرولت بسرعه شديده ناحيته،ثم هتفت بحب...
-جدو وحشتني اوي اوي،،كدا تقعد أكتر من  3 شهور متسألش عني..
قام هو في تلك اللحظه بوضع قبله علي وجنتيها قائلاً...
-أسف يا حبيبه جدو الفتره اللي فاتت كنت مشغول أوي،بس أخيراً مش هتبعدي عن حضني تاني أبداً،أيه رايك بقا،نروح غرفتي علشان تشوفي الحاجات اللي جبتهالك،،ولو أني وانا بجيبها ضميري كان بيأنبني.
أطلق حديثه هذا وهو ينظر إلي ملابسها القصيره جداً،فهي إعتادت علي تلك الملابس منذ طفولتها،وفي تلك اللحظه هتفت هي في ضحك...
-مش فاهمه ياجدو ليه بتضايق من لبسي!.. وانت عارف كويس إني مش برتاح غير فيه!
وهنا ضحك عبد الفضيل علي حزنها الطفولي ثم تابع..
-ألبسي اللي تحبيه يامليكه البيت.
أبتسمت مليكه علي أثر كلماته،،ثم إقتربت منه وقامت بتقبيله....
في تلك اللحظه قدمت إحدي الخادمات هاتفه..
-الغدي جاهز يا جلال بيه!
وبالفعل إنطلقوا جميعاً إلي سفره الطعام بينما تابعت مليكه ...
-دادي هروح أجيب نانا!
في تلك اللحظه هتف قائلا:تارا هتجيبها حالاً حبيبتي،يلا أبدأي أكلك.
بدأ الجميع بتناول الطعام وسط ضحكاتهم،وإنضمت إليهم السيده زينب ومادلين.
وهنا قام  جلال بإخبار والده بالمشكله التي تمر به داخل الشركه،ورغبته علي الحصول علي قائد للوفد السياحي الإنجليزي في أسرع وقت...
وهنا هتفت مليكه متابعه،وهي تضع ملعقتها الخاصه بالطعام جنباً..
-دادي،،أنا ممكن أقوم بالمهمه دي عادي علي فكره لحد ما القائد الأساسي يرجع!
نظر لها جلال في تفكير ثم هتف متابعاً...
-أنا أزاي كنت ناسي أنك تقدري تحلي مكانه،ياربي... دا أنا ربنا بيحبني علشان عندي بنوته زيك.
وهنا هتفت مادلين مقاطعه حديثهما..
-ربنا يخليهالك يا جلال وأنا واثقه أن مليكه هتقوم بشغلها علي أكمل وجه.
،ثم قامت بتقريب الطعام من فمِ مليكه في محاوله لإطعامها،في تلك اللحظه نظرت مليكه لوالدها بإستغراب في حين أشار لها هو بتناول الطعام منها،وبالفعل تناولته منها وهي تبتسم لها إبتسامه خفيفه...
ثم أكملت مليكه حديثها في ترقب...
-يعني خلاص يا بابا هروح مع حضرتك الشركه بكرا!!
-أكيد حبيبتي
وهنا هتفت مادلين متابعه،في توتر بعض الشيء،واضطربت نبرات صوتها في حين تابعت قائله....
-جلال كنت عاوزه أقولك خبر مهم جداً!

و
                    الفصل السادس من هنا
                        




تعليقات



<>