رواية مليكتي الفصل الثامن عشر18والتاسع عشر19بقلم علياء شعبان


 رواية مليكتي الفصل الثامن عشر18والتاسع عشر19بقلم علياء شعبان


ركضـت مايـا من أمامهم بعد أن رأها مـازن،فقد صُدم من وجودها أمامه،ولكن كانت صدمتها أكبـر عند سماعها لحديثهم فأخـذت تركـض كالمغيبه وهي تلهس من شده الوجـع ،،وبينما هي تهرول ناحيـه الدرج،زُلت قدميها وأوشكـت علي السقوط،ولكن أستطاع مـازن الإمساك بها قبل حدوث تلك الكارثه،الذي كان يهرول للحـاق بهـا،ومـا أن أصبحت في مأمن بين يديه،حتي بـادر بضمها وهو يلهث من شده الخضه عليها،هاتفاً بنبرآت معـاتبه....
-حـرام عليكي،كنتِ هتقعي وتضيعي بنتنا..إنتِ كويسه!
نظـرت له مايـا في صدمه ثم هتفت بنبرآت مشمئزه....
-أبعـد عني..مش كفايه صدقتك وكذبت صحبتي..واخدني هدف علشان توصلوا لصاحبتي وتأذوها،،لا وكمـان أنت وباباك اللي قتلتوا مامتها...حرام عليكم،،هي عملتلكم أيه!..ليه كدا!
-أخرسي خالص،،وياريت الكلام اللي سمعتيه دا يتمحي من ذاكرتك،ودا لمصلحتك يا شاطـره،ماشي!
هتـف عادل بتلك الكلمات بينمـا ،قطع مـازن حديثه وهو يقترب من والده قائلاً....
-كفايه بقا يا بابا،،سيبنا في حالنا..قلتلك مش مكمل في أي حاجه،ولو سمحت أبعد عن مـايا.
أردف عـادل متابعاً وهو يهبط من علي الدرج...
-فهم مراتك ،أنها بلاش تلعب معايا يا مـازن،أنا مبيفرقش معايا ابن ولا حفيد!.
ظلـت مايـا تجول بأنظـارها بينهم في نظـرات صادمه ومـا أن غادر عادل حتي أردف مـازن ببنبرآت متوسله،،قائلاً...
-أسمعينـي يا مايـا..علشان خاطري،،أنا هقولك علي كل حاجه.
رمقتـه مايا بنظرات أشمئزاز،ثم دلفت سريعاً داخل غرفتها،،وقامت بوصد الباب جيداً،،في تلك اللحـظه تابع مـازن حديثه بنبرآت  نادمـه...
-الله يخليكي متسيبينيش،،أنا ما صدقت لقيتك...أنا فعلاً كنت هنفذ الخطـه ،بس مقدرتش،مقدرتش أشوف فرحه عينك في وجودي ولا حتي نبره صوتك لمـا عرفتي أننا أخيراً هنكون مع بعـض،،مقدرتش آذيكي وإنتِ شايله حته منـي،،أنا عاوزك جنبـي والله العظيـم هاخدك وهسافر برا البلد ومش هنرجع،،بس لو سمحتـي متخليش حد يبعد بينا،،سمعـاني يا مـايا..أنا عاوزك إنتِ وبنتي وبس!.
ظل مـازن يتحدث إليها ،ويفصل بينهما هذا الباب المُغلق ومـا هي إلا لحظـات حتي وجدهـا تخرج وهي تحمل حقيبه سفر كبيره،وهنـا نظـر لها مـازن في ذهول ثم أردف متابعاً وهو يُمسك بهذه الحقيبه مردداً....
-لا يا مـايا متسيبنيش،أنا عارف أنك مصـدومـه ،،بس والله ما بكذب أنا فعلاً كنت واخدك هدف لصاحبتك،بس دلوقتي إنتِ هدف بوصله لسبب تاني خالص،،إنتِ الحب اللي معرفتهوش غيـر متأخر وروح منـي ساكنه فيكي،،هآذيكي أزاي!
فـي تلك اللحظه تابعـت مايـا والدموع تنساب من وجنتيها قائله....
-علشـان كدا أستغليت حبي ليك وضعفي قصادك،،وفقداني لوعـيي،اللي معرفش أزاي حصل،علشان تقرب منـي وتشوه سمعتـي وتكسرني،،مش كـدا!
تابـع مـازن حديثه وهو يحتضنها،،ثم قـام بجذبها داخل الغرفه وهو يغُلق الباب،ويقف خلفه في نبرآت أكـثر ندماً.....
-أيـوه انا اللي حطتلك مُخدر في العصير علشان متحسيش بأي حاجه بتعمليها،علشان يحصل اللي تم بينا،ودا فعلاً كـان من ضمن المخطط..بس صدقيني انا مكنتش فاهم حاجه،وبسمع كلام أبويـا وبس،،بس أنا فوقت ،وأتجوزتك علشان أصلح اللي عملته وتكونـي معايا وحلالي بجد،،أنا أسـف سامحيني.
وهنـا قـامت هي بالصراخ في وجهه وهي تدمر كل شيء يواجهها متابعه في نبرآت حـاده ومنكسره...
-علشان أنت زبـاله...بكرهك يا مـازن ومش مسامحك أبداً،،ولا عاوزه طفل منك...
وقبـل أن تُكمل حديثها ،سقطت أرضاً مغشياً عليها،،ممـا اصابه بالذعـر فهرول ناحيتها في إنهيـار....
-أنا فعلاً زباله،،قولي كل حاجه من حقك،،بس متبعديش عنـي أنا محتاجلـك.
وفي تلك اللحظـه قام هو بحملها خارج الغـرفه ،،خوفاً من أن يُصيبها مكـروه...
--------
-وأخيـراً أتجمعنـا تاني علي سفره واحده،بالهنـا والشفا يا ولاد.
أردف جلال بتلك الكلمـات في حين أكملت مليـكه بنبرآت هادئه بعض الشيء...
-ربنا يخليك لينا يا دادي..بس السفره،ناقصها مايـا،أنا بجد مش عارفه أقعد من غيرها ومفتقداها جداً،،أنا هاكل وهقوم أطمن عليها.
تابـع جلال قائلاً في حـب...
-ربنا يخليكم لبعـض يا مليـكه قلبـي.
رمقـه سيـف في تلك اللحظه بنظرات غيـظ ثم أردف متابعاً وهو يُضيـق عينيه....
-مش ملاحـظ يا عمي أنك بتعاكس مراتي قدامـي،،عادي كدا!
أصدر جلال ضحكه عاليه،علي حديث سيـف ثم تابع وهو ينظـر إلي مليـكه في حـب....
-مراتك بس..لكـن دي بقا بنتـي وأختي وأمـي وكل الأدوار في حياتي بشوفها فيها،وإنت بقا واخد دور واحد بس.
سعـدت مليكـه بشـده لحديث والدهـا،في حيـن أردف سيـف بنبرآت خبـث...
-لاحظ أني بغير...وبعدين ،أمال مادلـين هانم دورها أيـه بقا!
وهنـا نظر لها سيـف بخبث بينمـا تابعت هي بإبتسامه صفراء قائله...
-بنتـه ويحبها براحته،أنا كدا مقدرش أتكلم.
نظـر لها جلال بإبتسامه متابعاً في ضحـك...
-وإنتِ يا مادلـين الزوجه الأصيله،،اللي وقفت جنبي،وليكي كل حبي وتقديري.
وعقـب إنتهاء جلال من حديثه،نظـر سيـف لمادلين،متابعاً وهو يحدث نفسه....
-دي أصيـله!...دي أم أربعـه وأربعيـن!...زمانها دلوقتي هتتشل وهي قاعده بسببي،،بس للأسـف مبتتشلش!.
بينمـا تابع جلال حديثه،متـذكراً لشيئاً مـا...
-اه صحيح يا مليـكه،،مؤيـد صديقك من أيام الجامعه،أتصل بيا،وأنا فرحت أوي بإتصالـه دا،،وعـزمـته النهاردا علي العشا.
أنتبـه سيـف لحديث جلال،ثم أردف متابعاً علي عجاله ....
-ميـن!
نظـر له جلال في إستغراب،متابعاً...
-مؤيـد..دا صديق مليـكه ووالده صديقي جداً.
نظـرت مليـكه لسيـف في توتـر وهـي تتهرب بنظراتها بعيـداً عنه،في حيـن أردفـت بنبرآت متوتره...
-اه أهلاً بيـه يا بابا.
في تلك اللحـظه تابع سيـف حديـثه وهو يقرب شوكته التي يستخدمها في الطعـام،من مليـكه متابعاً بنبرآت حانقـه....
-مش دا الواد اللي،،أه ،،طايب!
رمقـه جلال بنظرات مستغربه وهو يتابع حديثه،قائلاً....
-في أيه يا سيـف يابني!...أنت مقولتش جمله مفيده خالص.
بينمـا أردف سيـف متابعاً وسط ضحكات مليـكه المكتومـه وهي تضع يدها علي ثغـرها...
-لا يا عمـي مفيش أي حاجه،،ينورنـا طبعاً.
ثم تحـول بنظـره إلـي مليـكه ،قائلاً في غيـظ،وهو يهمـس بالقرب من أذنيهـا....
-بتضحكـي!..أضحكي ياختي ،كتماها ليه!...وحيات أمـي لأوريكي.
وفـي تلـك اللحظـه نهض سيـف من مجلسه متابعاً....
-الحمدلله..سفره دايمه ياعمي،،هستأذن انا ومليـكه بقا.
----------
-ابنـي مالـه يا عـادل وليه مبيردش علي تليفوناتي!
أردفـت تلك السيده بهذه الكلمات في غضـب،في حيـن تابع هو بنفـاذ صبـر...
-أعملـه أيه..مبيردش ولا بيرد،،هو من أمتـي بيسمعلي كلمه!
-طيـب أيـه اللي حصل خلاه مضايق ومش بيرد عليا،مع أنك عارف كويـس أن دي الحاجـه اللي بطمن بيهـا عليه!
تابـعت تلك السيده حديثها في تساؤل بينمـا أكمل عـادل حديثه شارحاً....
-.........
---------
-جلال أنا مخنوقـه ،ومحتـاجه أقعد مع ماما فتـره،،تسمحلي أروحلها!
أردفت مادليـن بتلك الكلمات وهي تضع ملابسها داخل الخزانه،،في حين هتف جلال مكملاً أثناء جلوسه في الفراش لمتابعه قراءه كتاباً مـا يفضله....
-مـا هـي كانت موجـوده معانا يا مادلـين،ليه بقا عاوز تروحيلها تاني!
نظـرت له مادلـين في ضيق ثم جلست بجانبه وهي مُسلطه مقلتي عينيها عليه....
-أنـا محتاجه أقعد معاها مده أطول وأنت عارف أني،بدير الشغل في مكتبـي و انا في البيت...ها موافق!
نظـر لها جلال في هـدوء وقد ظهرت علي ثغره إبتسامه هادئه....
-ماشي ياحبيبتي،،اللي يريحـك.
------
رمقتـه مليـكه في ضـيق ثم تابـعت وهي تضرب بقـدمها أرضاً كالأطفال،أثنـاء متابعتها لتحركاته داخل الغرفه...
-يا سيـف،ما أنت سمعت بنفسك أن دادي هو اللـي عزمه،أنا بقا ذنبي أيه،تحبسني ليه بقا!
وهنـا نظـر لها سيـف في غيظ ثم أردف بنبرآت ناريه....
-أثبتي،،هتلفي ورايـا الأوضـه كلها..وبعدين مزاجي كدا،أنـك مش هتقابلي الواد دا،وإلا المرادي مش هخليه يفقد الوعـي لا،،لا هنقرأ ساعتها الفاتحه علي روح المرحـوم.
ضحـكت مليـكه بشده علي حديثـه وهي تقتـرب منه في هدوء وتضع يدها حول جسده المفتول قائله....
-عـارف،،أنـا بحبـك،،وأي حاجه بتصدر منـي،هدفها أني أغيظـك ،علشان تغير..اه أنت لا تُطاق لما بتتعصب وانا بخـاف منك،بس فيك حنيـه لو وزعوهـا علي العالـم ،هيفيض،،بس أحلـي حاجه إنـي أغرق في طوفان الحنيـه دا لوحـدي.
وهنـا بادرهـا سيـف بضمـه قويه متابعاً في ثبات ونبرآت عـاشقه....
-عـارف،وبردو مفيش خروج غيـر لما مؤيـد يمشي،مفهـوم!
نظـرت لها مليكـه في غيـظ وهي تبتعـد عنـه بعض الشيء وتضع أصبعها علي آنفـه ،قائله...
-يعنـي هتفضل حابسني هنا بسببه!.
بينمـا تابـع سيـف وهو يدلف داخل المرحـاض،قائلاً....
-بالظبـط كدا.
شعـرت مليـكه بالغضب من حديث سيـف ثم أتجهـت إلي الفراش مردده في حزن...
-ماشي يا سيـف لما نشوف أخرتها معاك.
ومـا هي إلا لحظـات،حتي دلف هو سريعاً خارج المـرحاض متابعاً وهو يرمقها بنظره هادئه،متابعاً....
-شطـوره يا مليكتـي وبتسمعـي الكلام.
فـي تلك اللحظـه أشاحـت هي بوجهها عنه،بينمـا قام هو بوضع مصليته أرضاً،وسـط نظراتها المترقبه حين تابعت قائله....
-سيـف!
-عيونه!.
أجـاب سيـف علي مناداتها له، في حيـن تابع هـو بإستفهـام...
-هصلـي،في حاجه!
أومـأت مليكـه برأسهـا سلباً،في حين شرع هو في آداء فريضته وسـط نظراتها المتـرقبه والطفوليـه له،ومـا أن انتهـي،حتـي سمـع صوت شهقاتهـا تعلو في صراخ.....
-عااااااااا،،أهيء ،اهيء.
رمقهـا سيـف في إستغـراب شديد،فلقد تركها منذ دقائق ولم تـكن تبكي إذاً ما الذي أصابهـا،وفـي تلك اللحظـه،أقترب سيـف منها علي عجالـه،قائلاً بنبرآت مستفهمـه وقلقه...
-مليـكه!...إنتِ بتعيطـي ليه!
ظلـت مليـكه تنظـر له ويزداد صوت نحيبها،،في حين أكمل هو حديثه قائلاً...
-ردي عليـا بس،فهمينـي مالك!
فـي تلـك اللحظـه تابعـت مليـكه حديثها من بين شهقاتهـا تلـك....
-سيـف أنا مبعـرفش أصلي خالـص ،أبداً.
نظـر لهـا سيـف في هدوء وهـو يحاول أن يُدرك ما تقـول ثـم أردف ،قائلاً....
-خالـص!
تابعـت مليـكه حديثها بعد أن عـادت مجدداً لمواصلـه بكائها....
-خالص يا سيـف.
وهنـا قام سيـف بإحتضانها في هدوء وهو يبتسـم ضاحكـاً في رزانـه....
-طـيب بطلي عيـاط،يا مجنـونه..وأسمعينـي!.
قـامت مليـكه بمسـح دموعها وهي تنـظر له في ترقـب قائله...
-خلاص مش هعيـط وسمعـاك.
بينمـا أردف سيـف قائلاً بعـد أن طبع قبـله علي جبينها قائلاً.....
-بصـي يا مليـكتي،،أنا مقدر دا وأنـك عيشتي طول حياتك بعيد عن والدك وفـي مكان متحرر،ومحـدش هنـاك هيفكـر يكلمـك عن دينـك،ربنّا رحيم بينـا كلنـا وأكيـد هيسامحـك لعدم معرفتـك،الغيـر مقصوده،بس آن الآوان أنك تفهمـي دينك كويـس وتعملـي بيه،ودا أن شـاء الله هيكون دوري.
ثـم قام سيـف بالإمسـاك بأحد خصلات شعـرها في حنـو قائلاً....
-تعـرفي أن شعـرك جميـل جداً،،لا بصراحـه كل ملامحك جميـله،بس في حاجـات معينـه ربنا آمرنا أننـا نحفظها من الأنظـار ،وحـرم ظهورها لغير الأزواج،،ومن أهمهـا شعـرك وجسمـك،،ربنا أمرنا بالستـر،والمرأه في الأسلام،ربنا كرم شأنهـا،وخلاهـا جوهـره،بيتهافت النـاس علشان يوصلولها،واللي يوصلهـا لازم يكـون غنـي،،علشـان يحظـي بيها،غنـي أوي بالله،حتـي أمـر عز وجل، النبي،صلي الله عليه وسلم،أنـه يوصـي بأهميـه الحجاب،لمـا قال في كتـابه العزيـز...
-قال تعالي" ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً )"
شـوفي قد أيه ربنّا رحيم بينـا؛وإنتِ لازم تغيـري من طـريقه لبسك،أنـا متأكد أنك هتكوني مليـكه بجـد في الحجـاب،،وتعرفي كمان،في حـديـث شريف بيقول "لا يدخُل الجـنه،ديـوث" ،،الديوث دا اللي مش بيغيـر علي أهـل بيته،فمش هقولك ترضي إني أبقي كدا ومشوفش نعيـم الجنه،لا هقولـك ترضي أن ربنـا،ميكونش راضي عنك..وتكوني من ضمن الكاسيـات العاريات،،اللي منعهم ربنا من رؤيه نور الجنـه!.
وهنـا نظر لها سيـف نظرات مترقبه وهو يقرأ تعبيـرات وجهها،حيـن تابـعت هي قائلـه....
-لا مرضـاش،،أنا أكيـد بحب ربنا،وعاوزه رضاه عني.
فـي تلـك اللحظه قام سيـف بطبع قبـله علي وجنتيها في حنـو قائلاً،،وهو يُرخي رأسها علي صدره....
-ربنا بيحبـك يا مليـكه،،علشان إنتِ بريئـه أوي،وتستاهلـي كل خيـر،وفيكي كل الصفات اللي ربنا بيحبها،ينقصك لبسك وحجابـك،وصلاتك،،وصدقينـي هتحسي بتغيـر كبيـر في حياتك،والسعـاده هتكون أضعاف.
أردفـت هنـا مليـكه والدموع تنساب علي وجنتيها قائـله....
-سيـف علمني أزاي أصلـي!.
أردف سيـف بإبتسامـه عذباء علي ثغره وهو يُمـرر أصابعـه بين خُصلات شعـرها الممـوج...
-من عيـون سيـف،،بس الأول لازم ولا بـد وحتماً،،نعمل خُطوه مهمه.
وهنـا ترجل سيـف من الفـراش وهو يتجـه ناحيـه باب الغرفه ،وسـط نظـرات مليـكه المتسائله،والتي أردفت متابعه،بنبرآت مستفهمـه...
-سيـف أنت رايـح فين؟!
تابـع سيـف وهو يتجـه خارجاً،،مشوار سريـع وراجعلـك علي طول ،بس أنتِ أوعـي تخرجي من الأوضـه،علشان مزعلش منك،ماشي!
أومـأت مليكـه في تفهـم مكمله بنبرآت هـادئه...
-حـاضر
---------
-إنتِ فاكره أنـك جنبي،دا إنتِ طول الوقت مسافره،فيـن الأم اللي بتتكلمي عنها دي!
أردف مـازن بتلك الكلـمات وهو يستشيط غضباً،في حيـن تابعت والدته قائله،أثنـاء محادثتهـا لـه علي الهاتف.....
-طيب أهـدي بس يابنـي وفهمني،عاوز تعمل أيه،اللي يريحك أنا هعملهـولك!
تابـع مـازن مكملاً...
-مش عاوز،،غيـر أنكم تبعـدوا عن مـراتي اللي كانـت هتروح منـي،،جـه الوقت اللي ترتاح فيه بقا وتحس بالحب الحقيقي مني،مش حب المصالـح بتاعكم،،أنـا خلاص قررت،،هاخدها وأسافـر.
ثم تابع مكملاً بنبره تهكم جليه....
-سلام ،يا أمـي.
أغلـق مـازن الهاتف مع والدته لينظـر إلـي زوجته القابعه في الفـراش،بعد أن أعطـي الطبيب لها مهدئاً،ظل ينظـر لها في إشفاق ونـدم علي ما فعله بها،وعـدم إخبارها بما كان ينتـوي فعله،في تلـك اللحظـه قام بالإقتـراب منهـا ثم طبع قبله علي كفيهـا،بعـد أن أنسابت الدمـوع كالفيضـان الذي يُدمـر ويلتهـم ما يواجـهه....
-------
مـرت الكثيـر من الساعات ولم يأت سيـف بعـد،في تلك اللحـظه نظـرت مليـكه إلـي خزانتهـا في تفكيـر وما هي إلا لحظـات حتي أحضـرت شنطه سفرها الموضوعـه في أحد الأركـان بالغـرفه،،وقامت بفتحها،،ثم أخـرجت جميع ثيابها الموضوعه،داخل الخزانه،ووضعها داخل تلك الحقيبه،في ثبـات وهي تتنهد في إرتياح شـديد،هاتفه لنفسها....
-وبكـدا هخلص من كل اللبـس دا،وهقول لسيـف ينزل معايا،،أجيب لبس طويل ،يليق علي الحجاب،بس هو ليـه أتأخر كدا،،ماشي يا سيـف!
وفـي تلك اللحظه قطع شرودهـا،دلوف سيـف داخل الغـرفه وهو يحمل في يـده أشيائاً كثيره،وهنـا هتفت مليـكه متابعه وهي تقترب منه،في تساؤل....
-سيـف،كنت فين لحد دلوقتي!
أردف سيـف وهو يضع مـا في يـده علي الفراش متابعاً في سعـاده....
-بصـي جبتلك أيه!.
أقتـربت مليـكه منه ،لتجدها يُفرغ تلك الحقائب،ويُخرج منها،ثياباً جـديده لها،وسـط ذهولها الذي يخالـطه الفرحه،فلقد فكرت قبل مجيئه بلحظـات أن يذهب معها لإحضار ملابس جديده تليق بحجابها،ولكنه نفذ هـذا بدون أن تُخـبره.
وهنـا نظرت مليـكه له في حـب،متابعه...
-تحفـه بجد يا سيـف،أنا هقيسهم كلهم.
أردف سيـف متابعاً بنفس نبرآت الحب وهو يجلس إلي الفراش قائلاً...
-ماشـي،،ورينـي.
وبالفعـل قامت مليـكه بإنتقـاء أحـد الملابس،وهو عبـاره عن جيب طويله،وتـرتدي فوقها شيميزاً طويلاً أيضاً ويعلوه جاكيت،ثم وضعـت جحاباً يتماشـي مع ثيابها ممـا زادهـا جمالاً،فهـي نحيفه بعض الشيء ولم تكن الملابس ،تظـهر منها شيئاً أبـداً...فأصبحـت حقاً تستحـق اسمها وبجـداره،فهـي مليـكه متوجـه بحجاباً إسلامي، "فالحمدلله علي نعمـه الإسلام ،وكفـي بها نعمـه".
فـي تلك اللحظـه نظـر لها سيـف في ذهول،فلقـد أصبح في حالـه من الذهول التـام،لمـا يري ولم يقل ذهوله عنها مطلقاً،حيـث هتفت متابعـه في ذهول وهي تنظـر إلي مرآتها قائله....
-سيـف هـي دي أنـا!
إنطلـق سيـف ناحيتها،ثم وقف أمامـها مباشره،قائلاً....
-مليـكه هي دي إنتِ!...دا إنتِ طلعتي مزه أوي،والحجـاب خلاكي أجمل..بقولـك أيه أنا من رأيي،،اخلعيه أحسن..أنا بغيـر.
رمقتـه مليـكه بنظـرات بلهـاء،وهي تُضيق عينيها،ثم تابعـت قائله...
-أنت هتجنني يا سيـف..أقلع ولا ألبـس!.
ضحـك سيـف بشده علي طريقتها الطفوليه،ثم تابـع بضحـك قائلاً...
-لا طبعاً أنا بهـزر،،بس بجـد تبارك الخلاق..جميله يا مليـكتـي..ربنا يخليكي ليـا،وماشوفش فيكي أي شـر.
وعقـب إنتهـائه من دعائه،قـام بحملها بين ذراعيـه وسـط ضحكاتها التي يعشقها،،مردداً في مـرح...
-بحبـك يا أم العيـال.
بينمـا تابعت مليـكه وهي تضع ذراعيه حول عنقه،وهي تُضيق عينيهـا قائله....
-عيـال مين ياسيـف!
أردف سيـف وهو ينـظر لها ،متابعـاً في بلاهه...
-مش عارف دول هييجـوا أزاي ولا منيـن!
وهنـا أنطلق سيـف بها ناحيـه الفراش،ثم أكمل بنبرآت خبـث وهو يضعهـا عليـه..  
-مش ناويـه بقا!
بينمـا هرولت هي مسرعه ناحيـه باب الغـرفه وهي تردد ،بنبرآت متوتـره....
-هو أحنا مش هننـزل عند بابا بقـا،علشان أوريلـه شكلي الجـديد،وكمـان مؤيد زمـانه جـه وبابا هيزعل لو منـزلناش.
نظـر لها سيـف في غيـظ ثم تابع وهو يجز علي أسنانه،،مقترباً منهـا....
-ماشي يا مليـكه هانم لما نشـوف أيه أخـرتها معاكـي،،قـدامي يلا.
تابعـت مليـكه وهي تتجـه أمامـه خارج الغرفه في محـاوله لكتم ضحكتها...
-حاضر.
وبالفعـل إنطلقوا سوياً إلـي غرفه الصالون ليجدوا والدها مجتمعاً بصحبه مؤيـد  ومادلـين يتجاذبون أطـراف الحديـث ،ومـا أن دلفت مليـكه،حتي حجظـت عيناي كل من فـي الغرفه بمـا فيهم والـدها الذي كان يعتقد أنهـا ذات فكراً متطرفاً فهي تري أن حريتها تكمن في ملابسها السابقه وترك العنـان لشعرها،كـيف تحولت بهذه الطريقه،وهنـا تابع جلال حديـثه بنبرآت مستغربه ،قائلاً....
-مليـكه.
نظـرت له مليـكه في هدوء وهي تبتسم بمـرح علي تعبيرات وجه والدهـا ثم أردفت بحـب....
-أيه رأيك يا دادي!...مش كـدا أجمل وأطهـر!
نظـر لها جلال في حـب وهو يفتح لها ذراعيه مردداً....
-طبعاً،،أطهـر.
وهنـا هرولت مليـكه ناحيته وقامت بإحتضانه بشـده وسط نظـرات سيـف العاشقـه لها.. 
وهنـا أردف مؤيد موجهاً حديثه لهـا....
-ماشـاء الله يا مليـكه ،حقيقي أحسنتي الفعـل.
أبتسمـت له مليـكه في هـدوء ،ثم أقتربت من سيـف وهـي تحتضنه مردده....
-سيـف هو اللي شجعنـي يا دادي،،أنـا عـاوز أقولـك حاجه مهمـه أوي ...شكـراً بجد علي أختيارك لسيـف يكون شريك حياتي،،أنـا بجد مش هلاقـي زيـه أبداً.
بينمـا تابع سيـف قائلاً،بنبرآت ثابته،عكس ما يكمن داخله من سعـاده....
-ويخليـكي ليا
وفـي تلـك اللحظـه نظرت له مادلـين بجانب عينيها،والشرر يتطـاير منهـا،قائله لنفسها في غيـظ.....
-عاملـي فيها شيـخ،وإنت نصـاب وبتاع فلوس،،الصبـر عليا،وشوف مادليـن هتعمل فيك أيه!.
بينمـا تابـع سيـف مكملاً وسط نظـرات مؤيد المغتاظه له....
-بعـد أذنك يا عمـي،،هاخـد مراتي وهنخرج.
أومـأ جلال متابعاً في تفهم وسعاده لما طرأ في علاقتهم قائلاً.....
-أكيـد يا بني ربنا يسعدكم.
وهنـا قام سيـف بإمساك كفها ثم إنطلقـوا مسـرعين خارج القصر.... 
---------
أستعـادت مايـا وعيها،،وأخـذت تنظر في أرجـاء الغرفه في هـدوء،حينمـا تابع هو بنبره يشوبهـا بعض السعاده....
-حمدلله علي سلامتـك يا مايـا.
فـي تلـك اللحظـه أشاحت هي بوجهها بعيـداً عنه،ثم تابعـت في خنقه....
-سلامتـي،عمـرها ما هتكون معاك يا مـازن!.
نظـر لها مـازن في ندم ثم أردف متابعاً وهو يديـر رأسها بيده ناحيته،في حنـو...
-سلامتـك معايا أنا،،أنا بحبك،،وواثـق أنك متأكده من دا،،بس أدينـي فرصـه وصدقيني..مش هخذلـك،،بس بلاش بعـد..أنا نفسي أرتاح يا مايـا،وأعيش انا وإنتِ وبنتنـا بعيد عن كل حاجه هتضرنـا،،أوعـدك أني هاخدك وأسـافر ومش هتشوفي لحظـه تاني وحشه معايا.
بـدأت الدموع تنساب علي وجنتي مايـا،التي بدأت تهتف مردده...
-هثق فيك أزاي تانـي يا مـازن،وإنت كسرتني وعاوز تقتل صـاحبتي،من غـير ذنب.
بينمـا أكمل هو حديثه وهو يضع رأسه علي قدمها متابعاً....
-ولا ذنبـي ،،أني كنت صغير مش فاهم حاجه،،وبسمع كلام والـدي وخلاص،وصـدقيني محدش فينا كان هيأذي مليـكه.
-أمـال كنتوا عاوزين منها أيه!
تابعت مايـا بتلك الكلمات بينمـا أردف هو قائلاً...
-صدقينـي هتعرفي كل حاجه قريب،،بس أدينـي فرصه أكون معاكي
وفي تلك اللحظـه نهض متابعاً حديثه لها وهو يسلط مقلتي عينيه عليها....
-وحيات بنتنـا ،بحبـك، متبعديـش.
نظـرت له مايـا في حزناً شديد ثم أردفت والدموع تنساب اكثر....
-هحاول!.
---------
دلـفت مادليـن داخل غرفتهـا وهي تتمتم بكلاماً غيـر مفهوم،وكان الشرر يتطايـر من عينيها،،حين قامت بإمسـاك هاتفها،،وأجـرت إتصالاً بشخصاً ما قائله....
-أيوه،أسمعني كويـس،،انا عوزاك تبـدأ في الخطـه من دلـوقتـي،،مش عاوزه لسيـف وجود علي الأرض تانـي،،يتمحي منهـا نهائيـاً،،أمـا بالنسبه للهانـم الحلوه ف دي دورهـا جاي،بس الأول نخلـص من العائق الأكبـر.
فـي تلك اللحظه أتاها صوتاً،يصدر من الهاتف مردداً في ثبات،ونبرآت غليـظه....
-تمـام يا مادلـين هانـم.
وهنـا أغلقت مادليـن الهاتف،وهي تبتسـم إبتسـامه صفراء ،مردده في تهكم.....
-باي باي ،،سيـف
-------
جلـس سيـف في أحد أرقي المطاعم وسط القاهره ،ظل ينظـر لها في هُيام ثم أردف قائلاً،في عشـق...
-ها بقـا تاكلي أيه!
نظرت له مليـكه في هدوء،ثم أردفت بمـرح طفولي قائله....
-بيتـزا،وجمبري،معكرونه أسباكتي و...
بينمـا قاطعها سيـف متابعاً في ضحـك،وهو يهتـف....
-أنا من رأيي،،نلـم اللي في المحـل كله.
أردفـت مليـكه في ضحك قائله....
-فاكر يا سيـف الأسباكتي اللي عملتها،،مش هنسـي طعمها أبداً.
-أي حاجه تطلبها مليكتي،لازم تتـم بإتقـان،،وبعـد أن أنهـي حديثه،،قام بإستدعـاء النادل وطلـب منه كل ما قالـته مليـكه،وبالفعـل قام النادل بإحضارهم وبـدأوا في تنـاول الطعام وسـط الأجواء الرومانسيـه والموسيقـي الهادئه،،وبعد مرور وقتاً ليس بقليل،أنهوا طعامهم ،،ثـم جاءت رقصه هادئه لكل الموجودين داخل المطعم،في تلـك اللحظه تابعت مليـكه في مـرح وهي تنظر لـه،،قائله....
-واو بقا،،أغنيـه تحفـه يلا بقا نرقص يا سيـف!.
رمقهـا سيـف بنظـرات ثابته،،أخافتها كثيراً،في حين تابعت هي من بين نبرآتها المتوتـره...
-سيـف ،في أيـه!
بينمـا أردف هو متابعـاً في هـدوء...
-بصي يا قلبـي...الحجـاب ليه شروطـه،،وانا مش برجح أننا نرقص خالص،،وياريت تنسي موضوع الرقص دا،،أبقي أرقصـي في البيت.
ثم أكمل بعد أن رفع من نبره صوتـه بعض الشيء....
-مفهوم!
ارتعـدت مليـكه لتحوله هذا ثم أردفت وهي تومـأ راسها في تفهم....
-حـاضر يا سيـف،،مش هعمـل كدا تـاني أسـفه.
في تلك اللحظـه ضحك سيـف بشده علي طريقتها،،ثم قام بجذب كفيها وهو يقبلهما في هـدوء،،ثم أشـار لشخصاً مـا بيده....
وبالفعـل قدم هذا الشخـص بالمجيء،ثم وقف قبالاتهم مباشـره،وهنـا جحظت عيناي مليكـه،وهـي تهتـف بـدمـوع.....
-مش معقـول؟!


الحلقـه التاسعه عشر°°مليـكتي°°💛
---------
أنهـي الإثنان طعامهما،ومـا هي إلا لحظات حتي قـدم شخصـاً مـا،يحمل في يـده معدات للـرسم،وينظـر لها في تمعن،فـي تلك اللحظه أدركـت مليـكه،سبب مجيئه ناحيتهم،،ممـا أصابها بالإندهاش،،حين أردفت متابعـه،بنبرآت غير مصدقه...
-مش معقـول!
نظـر لهـا سيـف في عشق،ثم ألتفت ببصـره لهذا الشخص مـره أخـري،هاتفاً بنبرآت رخيـمه....
-ها يا أستـاذ شوفتها كويـس،ولا هتحتاج صوره،،أنا مش عاوز الرسمـه يكون فيها غلطـه واحده!
أردف الشخـص بنبره سـريعه وهو يومـأ برأسه ،قائلاً...
-تمـام يا فـندم،،بمجرد ما أنتهـي منها هكلم حضرتك علي رقمك الخاص.
أردف سيـف بتفهم،قائلاً....
-تمام ،أتفضل أنـت.
وبالفعـل غادر الشاب المكـان،وهنـا هتفت مليـكه في سعاده وهي مسلطـه مقلتي عينيها عليه....
-سيـف بجد ربنا يخليـك ليـا..حلوه أوي المفاجأه دي.
رمقهـا سيـف بنظرات هادئه،ثم تابع بنبره ثابته،يشوبهـا بعض الخبـث...
-أفهم من كدا أنك خلاص صرفتي نظـر عن الطلاق.
أومـأت هي برأسها إيجاباً ،متابعـه في خجل طفولي....
-لمـا بتكون هادي في طبعك،،فأكيد أنا مش بخـاف منك،وطبيعي إني مش هطلب أننا ننفصـل.
تابـع سيـف حديـثه وهو ينهض من مجلسـه هاتفاً....
-سبق وقولتلك،خـوفي عليـكي بيضطرني لدا،،ودلوقتي بقا لسه في مفاجأه كمان.
نظـرت له مليـكه بأعيناً ثاقبـه،ثم تابعت بنبرآت متسائله....
-أيه دا يا سيـف لسه في مفاجأت تاني!
وهنـا غمـز لها سيـف بعينيه،دون أن ينطق بكلمـه واحـده،ثم أصطحبها من يديها،متجهين ناحيه أحد الأقسام الخاصـه بهذا المطعم....
كـانت تنظـر لسيـف في نظرات متسائله وهي تجول ببصره داخل هذه القاعـه الفارهه والفارغـه من الناس،وتحتوي علي موسيـقي هادئه جداً،،وهنـا قطع سيـف شرود عقلها مع هـذا المكان،متابعـاً في نبرآت ثقيله وعاشقـه....
-ودلوقتي بقا،نقدر نرقص براحتنـا،بـدون ما أحس بغيـره من عيون النـاس ليكـي،أنا بحبـك أوي يا مليـكه،ومبحـبش حد يشـاركني فيـكي حتـي لو بنظـره.
أبتسمـت مليـكه في خجل من حديثـه،في حين قام هو بلف ذراعيه حول خصرهـا في هُيام،ثم قربها منه أكثـر ،وشرعا في الرقـص،وهي ساكنـه برأسها علي صـدره،،فلا يمـكن أن نغفل عن فـرق الطول الشاسع بينهمـا.....
-------
-شرفتنا يابني الشويـه دول،،ياريت تكرر زيارتك لينا تاني يا مؤيـد،بس تاليـن تكون معاك.
أردف جلال بتلك الكلمـات بينمـا تابع مؤيد حديثه بإبتسـامـه هادئه،قائلاً....
-أكيد يا عمـي،أنا بس لقيتها نامت،فمحبيتش أزعجها وسبتها مع البيبي سيتر،أشوفك علي خيـر بقا.
وبالفعـل بادره جلال بإبتسامه هادئه وهو يصطحبـه ناحيه باب القصـر وما أن غادر حتي هتف جلال في هـدوء،ونبرآت ثابتـه.....
-ابن حلال أوي مؤيـد دا.
رمقتـه مادليـن بنظـرات هادئه،ثم تابعت وهي تتجـه ناحيته وتشرع في إحتضـانه،هاتفه بخفوت....
-هتوحشنـي أوي ياجلال،،أنا هطلع الأوضـه أجيب شنطتي بقا ماشي!
نظـر لها جلال في تفهم متابعاً وهو يزفر مليـاً....
-مـاشي يا مـادلين،هاتي شنطتك وانا هخلي السواق يستناكي بـرا.
فـي تلـك اللحظه قامـت مادليـن بطبع قبله علي وجنتيـه،ثم أسـرعت الخطـي ناحيه غرفتها،بينمـا أجـري جلال إتصالاً بسائقه الخاص ثم أتجـه مسرعـاً،ناحيه غرفه الصالون مره أخري،ليجلس بصحبه السـيده زينـب.
---------
بعـد مرور ما يقرُب من الساعتيـن وصـل سيـف بصحبه زوجته داخل القصـر،ليـجد السكون قد ساد المكـان،وهنـا هتـف محدثاً مليـكه....
-مشكلتكم ،أنكـم بتناموا من المغـرب.
ضحـكت مليـكه بشده علي حديثه،،ثم أردفـت متابعـه...
-أحـنا ناس عنـدهـا شغلها،وعملييـن،أيه بقا اللي يسهـرنا.
نظر لها سيـف بجـانب عينيه،،ثم أكمـل بنبرآت خبيـثه...
-طبعاً الكلام دا مش ليكي إنتِ،مبتنـاميش غير بالعيـن الحمـرا.
تابعـت مليـكه حديثها وهي تمسك بقبضـه يده في مـرح،وتحمل في يـدها الأخـري،باقه ورد أحضرها لهـا عقب خروجهـم من المطعـم....
-لا رمـادي وحيـاتك.
أبتسـم لها سيـف بشده ثم طبع قبله علي جبينها وهو يحـكم قبضه يده عليها،،فـي محاوله للإطمئنـان بأنهـا مازالت له،ثـم إتجها إلـي غرفتهمـا.....
---------
"فـي صبـاح اليوم التالـي"
-وأخيـراً هنشوفك بقا يا أستـاذ مجدي،،بس الأول قولي دا قرار نهائـي ولا هترجع تأجل نزولك القـاهره زي كل مـره!
أردف جلال بتلـك الكلمات بينمـا أتاه صـوت صديقه مجدي متابعاً في تأكـيد يشوبـه المـرح كعادته....
-لا بإذن الله قرار نهائـي ،بكـرا بإذن الله هتلاقيني عندك في القصـر،،بس ياريت تجهزلـي بقا أكله كدا تـرم البدن أحسن أنا هفتـان من الأكـل هنا.
ضحـك جلال بشـده علي حديثـه ثم تابع بنبرآت ضاحـكه....
-تعالي إنت بس،،وكل اللي نفسـك فيه هيكون مُجاب.
وهنـا تابع مجـدي حديثه في تساؤل ،بنبرآت مـازحـه كالعـاده....
-أمـال فين الحج ،عبد الفضيـل ،مش ظـاهر علي الشاشه يعني!.
أردف جلال مجيباً علي سؤال صديقـه،في مُـزاح....
-أنت عارف أنه علطول مسافر برا مصـر،لأنـه بيحب يتـم كل صفقـات الشركه بنفسه،برغـم أنه معظم الأوقات بيقولي عن سفره بعـد ما يسـافر..لا والغريب أنه بيخلـص الصفقات بتاعته ويفضل قاعد بردو،،والله عبد الفضيـل دا هيجننـي.
إنتـاب مجـدي في تلك اللحظـه نوبه من الضحـك،،بينمـا تابع من بين ضحكاته قائلاً.ً...
-والـدك لسه صغيـر يا جلال،،سيبه يعيش حيـاته.
ظل الصديقـان يلقيان علي مسامـع بعضهمـا ،كلمـات المُزاح تلـك،التي أعتـادوا عليـها منذ صغـرهم....
------
-صبـاح الورد يا مـادو،،ها نمتـي كويس يا حبيبتـي؟!.
أردفت السيـده ألفـت بتلك الكلمـات وهي تتجـه داخل غـرفه أبنتها الواقفه بشرود في النـافذه،وهـي تنفـث تلك السيجاره بيدها في الهـواء،،في حيـن تابعت مادلـين وهي تبتسم بهـدوء ،قائلـه....
-أكيـد يا مامـي،طول ما أنا بعيـد عن قطبـي الإستفزاز مرتاحـه.
رمقتهـا والدتها في تساؤل،وهـي تُلقي علي مسامعها بعـض الكلمـات الساخطه بخصوص ما تتنـاوله...
-يابنتـي أرحمـي نفسـك بقا،وكفايـه سجايـر أرحمي صحتك،دا لو جلال عرف بموضوع السجايـر دا مش هيعديهـا بالساهل،وبعدين تقصدي مين بقطبي الإستفـزاز!.
نظـرت لها مادليـن في تهكم،ثم تابعـت بنبرآت تحمـل من الشـر ما يجعلها تستحـق لقب الأفعـي وبجداره....
-روميـو وجوليـت ،سيـف ومليـكه،اللي نهايتهـم هتكون نفس نهايه روميـو وجوليـت بالظبط،،مش أنا اللي آجر واحد يتم لـي مهمـه،فيضحـك عليا في الأخـر ويعمل نفسه مُضحي علشان يطلـع في الصوره برىء،وياخـد كل الفلوس،،دا أنا هدفنـه حـي.
ومـا أن أنتهـت من حديثها حتي نظـرت لوالدتهـا بإبتسـامه ثقه،ثم تناولـت هاتفهـا المحمول،وهـي تُخطط لشيئاً مـا....
-------
-مـا شـاء الله عليـكي بجـد يا مليـكتي،،ذكيه وإتعلمتي الصلاه بسرعه.
هتـف سيـف بتلـك الكلمات بينمـا نظـرت له مليـكه في سعـاده وهـي ترتدي،،إسدالاً للصلاه،قـام هـو بإحضاره لهـا،ثـم تابعـت بنبرآت فـرحه وهي تنقض عليها كالطفله،وقـامت بإحتضانه متابعـه....
-هييييه،،مبسـوطـه أوي يا سيـف،،تحـب أسمعلـك كل الآيـات اللي حفظتها من سـوره البقـره!.
رمقهـا سيـف بنظـرات حب وهـو يتجـه بها ناحيـه مصليتها متابعاً،في حـب....
-إنتِ سمعتيهـم قـدامي كتيـر،ودلوقـتي إنتِ لازم تصلي الظهر وتقسميهـم علي عدد الرقعـات اللي هتقومـي بيها،علشـان يثبتوا في دماغك وتاخـدي ثواب،ها ودلوقتي إنتِ هتصلي الظهـر،قوليلي بقا كـام رقعـه؟!.
نظـرت له مليـكه في سعـاده وهـي تهتف في هـدوء....
-اممم أربعـه،،تمـام كدا!.
غمـز لها سيـف بعينيـه في مـرح،ثم أكمل بنبرآت ثقه....
-بالظبـط كدا..يلا أبدأي.
وبالفعـل إنصاعـت مليـكه لحديثـه،ثم قامـت بأداء فريضتهـا بعد أن علمهـا جيداً كيف تمتثل للصلاه بين يدي ربهـا....
وفـي تلـك اللحظـه ظل ينظـر لهـا في سعـاده ،لم يعهـدها سابقاً،،فأخيـراً أصبحـت ما عشق قلبـه،كمـا تمناها،،فأخـذ يبتهل إلـي الله كثيـراً،،رافعـاً يديـه إلـي السمـاء،وبعـد دقائـق،،أنهت مليـكه فريضتها،ثم نظـرت له في إمتنـان متابـعه بنبرآت هادئه....
-سيـف أنـا خلصت!.
تحـول سيـف ببصـره إليـها ثم جلس بجانبها أرضـاً،وهو يُمسـك بأصابعهـا الصغيـره،مـردداً في حنـو وسط نـظراتها المتسائله....
-متستغربيش،،أنا دلوقتـي هسبح علي أيدك،علشان نـاخد الثواب سوا،،والتسبيح دا بيتم بعد كل صلاه من الخمسـه،وفكـريني أجيبلك كتيبات خاصـه بأذكـار الصباح والمسـاء،دا غيـر كتب التفسير علشان كل ما تحفظـي آيات معينه تقدري تقرأي تفسيرها وتكون واضحـه بالنسبالك،،تمـام يا مليـكتي!.
لـم يجـد منها أي رداً سوا أنهـا تنظـر له في هُيام،في تلـك اللحظـه أردف هو بنبرآت مـازحـه....
-طيب مفيش تمـام ولا أي حاجـه طيب،،طيب إنتِ رحتي فيـن،،مليـــكه!.
أفاقـت مليـكه من تمعنهـا في ملامحـه التي حُفـرت جيـداً داخل قلبها،،ثـم أكملت وهي تضع قبضـه يدهـا الصغيره أسفل ذقنها متابـعه بنفس نبرآتها العاشقه...
-سبـح علي صوبعاتـي يلا.
فغـر سيـف شفاه وهـو ينظـر لها في ضحـك متابعاً...
-صوبعـاتي!،اللهم لا تحاسبنـا بمـا فعل السفهاء منـا يارب العالمين.
فـي تلـك اللحظـه أطلقت مليـكه ضحكه عاليه علي طريقته،،في حيـن تابع هو التسبيح علي أصابعهـا الصغيـره،وبعـد مرور عدت دقائق أعلـن هاتف سيـف عن وصول إتصالاً،فاتجـه ناحيته علي خطـي ثابتـه بعض الشيء،ثـم تناولـه،ليري من المتصـل،فـي تلك اللحظـه أخـذ سيـف يجول بناظريه بين الهاتـف ومليـكه التي تنظر له بعفويـه شديده،،وهنـا هتـف متابعاً وهو يتجـه ناحيه باب الغـرفه....
-مليـكه،حبيبتـي شويه وراجـع ماشي!
أومـأت مليـكه رأسهـا في تفهم،،بينمـا أسرع هو الخطـي خارج الغرفه،وهنـا ظلت مليـكه مسلطـه مقلتي عينيها بإتجـاه الباب،في تساؤل شديـد،،لمـاذا لم يُجب علي هاتفـه في وجودهـا...
حـزنت مليـكه بشـده مما فعله ولكنها إتجهـت مسـرعـه إلـي خزانتها لإنتقـاء شيئاً مـا لإرتـدائه بعد أن قررت الذهـاب للإطمئنان علي صديقتها..
بينمـا إتجـه سيـف إلي حديقه القصـر،ثم أعـاد الإتصال مره أخري هاتفاً بنبره جمود....
-أيـوه!
أتاه صوتهـا مردده في نبرآ خبيثـه...
-سيـف أنا عوزاك ضروري،في موضوع بخصوص السلسلـه.
هتفت مادليـن بتلك الكلمات في حين تابـع هو بنبرآت متأففه...
-موضوع بخصوص السلسله!...وياتري أنهـي فيهم،الحقيقيه ،اللي سرقتيها ولا المـزوره اللي حطيتي فيها كاميـرات مراقبه!.
أردفـت مادلـين في غيظ،متابعـه....
-إنت مش عاوز تصدق ليه إنـي مليش أي دخل في موضـوع السلسله،بص يا سيـف أنا هستناك في (......)،وياريت متتأخـرش،سلام.
ومـا أن أغلقت الهاتف،حتـي هتف سيـف في نفسـه....
-وياتـري،عاوزاني في أيـه بعد اللي عملتـه فيها،،أكيـد بتخطط لحاجـه جديـده،،وأنا وراها لمـا نشوف أيه أخرتها!.
قـرر الدلوف داخل القصـر،،ولكـنه تذكر شيئاً مـا،فقام بإجـراء إتصالاً،ليأتيه صوتاً يحبه كثيراً....
-سيـف باشا ولا أقولك سيـف الندل!
ضحك سيف بشده أثر كلمات صديقه،،ثـم أجاب مسرعـاً بنبرآت فـرحه....
-وحشتني يا إبـراهيـم بجد
تابـع إبراهيم بنبره صادقه،هاتفاً....
وإنت يا صاحبـي وحشتني،،وبعدين مش ناوي تيجـي نقضـي يوم سوا،،شكلك مهموم !.
أردف سيـف متابعاً في هدوء،يشوبـه بعض الثبـات....
-مخنـوق شويه ،وحـاسس إن دماغـي هتدمـر من كتر التفكير.
-لا دا شكل الموضوع كبير أوي!.
أردف إبـراهيـم بتلك الكلمـات،في حين تابع سيـف وهو يأخـذ نفساً عميقاً،،قائلاً....
-إبـراهيـم ،أنا محتاج أشوفك بكـرا!
أجـاب إبراهيم علي الفور مـردداً في تفهم...
-أكيـد يا صاحبي،،إنت بس حدد وقت ومكان ونتجمـع.
فكـر سيـف لبعض الوقت ثم تابـع بحسم ونبرآت هادئه...
-يبقي بكـرا ،هنا في القصر،وبالمـره تتعرف علي زوجتـي وأهلهـا.
-تمام،،أشوفك علي خيـر لحد بكـرا.
أردف إبراهيم بتلك الكلمات،ثم أنهـي سيـف الإتصـال معـه،وقرر الإتجـاه إلـي الغرفه مـره أخري.....
-------
أنهـت مادلـين إرتداء ملابسها،ثم دلفت مسـرعه خارج الغـرفه وسط نظرات والدتها المتـرقبـه،في حين تابعت مادلـين وهي تضع قبله علي وجنتي والدتهـا،هاتفه....
-مامـا أنا خارجـه مشـوار سريع ومش هتأخر.
نظـرت لها السيده ألفـت ملياً ثم أردفـت،بنبرآت هـادئه...
-ماشي يا مادلـين وخلي بالك من نفسك يا بنتـي.
وبالفعـل إتجهت مادلـين إلي حيث تخطط،ثابتـه الخطي وواثقـه من أنهـا سوف تتخلص من عائقهـا للأبـد....
--------
-بقول لا مفيـش خروج غير لما ارجع ،ونروح مع بعض.
أردف سيـف بتلـك الكلمات في حين تابعت مليـكه حديثها،بنبرآت مليـكه بالضيـق،قائله.....
-ليه كدا يا سيـف ،إنت هتخـرج وعـارف إنـي زهقانه ومحتاجه أطمن علي مايـا،وحياتي عندك يا سيـف مترفضش بقا.
رمقهـا سيـف بنظـره طويله،ثم تابع وهو يحك ذقنـه بيـده قائلاً...
-تمام بس هخلي السواق يوديكي وانا هجيبك،وبمجرد ما توصلـي رني عليـا طمنيني،مفهوم!
رمقتـه مليكـه بإستغراب شديـد ثم تابعت ...
-ليـه يا سيـف جو الرقابه دا،إنت بتشك فيا!.
ضحـك سيـف بطريقه تميـل إلي الرزانه أكثر منها إلي القهقهات،،ثم تابع قائلاً...
-انـا أشـك إذاً أنا دبـوس!
هتف سيـف بهذه الجمله وهو يمسك وجنتيها بأصابعه في حنـو بينمـا تابعت مليـكه في غيـظ وهي تُبعد يده ،قائله ....
-بتهـزر ماشي يا سيـف.
وهنـا قام سيـف بضمها إليه في حنو قائلاً،،بخفـه حديثه ونبرته العاشقـه...
-لو مش بثق فيكـي مش هحـبك،إنتي مش ملاحـظه عيني بتطلع قلوب أزاي.
ضحـكت مليـكه بشده علي حديثـه،،بينمـا أكمل وهو يمرر أصابعـه بين خصلات شعـرها....
-وبعدين يا مليـكتي أنا بخـاف عليـكي،،الموضوع مش شك خالـص،،ودا حاجه ليها أهميـه جداً فـي الإسلام ودا اسمـه "حُسن الظـن".
ثـم غمـز لها بعينيه أثنـاء توجيه بصرها إتجـاهه قائلاً....
-ودا بقـا هنتعلمـوا الجلسـه الجايه.
سعـدت مليـكه بشـده لحديثه بينمـا أسرعت في إرتداء ملابسها ،،ثم قام بأخـذهـا إلي باب القصـر،،حتي أطمئن أنهـا الآن بصحبه السائق الذي يعمل تحت إمـرته....
ومـا أن دلفت مليـكه داخل السيـاره حتـي قررت الإتصال علي صديقتها لتخبرها بأمـر مجيئها،ومـا هي إلا لحظـات حتي سمعت صوت صديقتها تجيب في ضعـف....
-وحشتينـي.
أحسـت مليـكه أن صديقتها بها خطباً مـا،بعدما سمعت منها تلك الكلمه التي يشوبهـا الضعف البالغ،وهنـا أردف مليـكه متابعه في قلـق....
-مايـا...مالك إنتِ تعبانه!
أتاهـا صوت صديقتها وهـي تنتحـب وتحاول كتم هذا الصوت ،،في حيـن أكملت مليـكه بقلقاً أكـبر ،متابعه...
-مايـا،إنتِ بتعيطي!!...بالله عليـكي متقلقنيـش وفهميـني أيه اللي بيحصل!
وهنـا تابعت مايـا بهدوء من بين نحيبها الذي أخذ تدريجياً في الخمـود...
-مفيش يا مليـكه ،بس مفتقداكـي جداً.
تنفسـت مليـكه الصعـداء،رغم أنهـا لم تقتنع بإجابه مايـا علي الإطلاق ولكنها هتفت متابعـه...
-حبيبتـي،،طيب أهدي،،أنا في الطـريق وجيالـك..تمـام.
أستئنفـت مايـا حديثها وقد بدي علي نبرآتها،القلق بعض الشيء،قائله...
-مستنيـاكي يا مليـكه،،متتأخـريش عليـا.
وبالفعل أغلقت مايـا الهاتف مع صديقتها،،ثم بـدأت في النحيـب من جديـد،وهنـا دلف مـازن إلـي الغرفه وهو يحمل في يـده طعامـاً لها،،وما أن رأها حتي وضع الطعـام جانباً،،ثم أسرع الخطـي ناحيتها وهو يمسح دموعها المنسابه علي وجنتيها،،قائلاً....
-مـايا،،لـيه بتعيطي!،،حصل مني حاجه تانـي!.
أومـأت مايـا سلباً من بين دمـوعها ثم تابعت هاتفـه...
-مليـكه جايه حالاً تشوفنـي..كانت حاسه بيا إني تعبانه وموجوعـه،،تعرف يا مـازن هي دايمـاً بتخاف عليـا،،وبتحس بوجعـي،،هي أمـي اللي عمـري ما شوفتها،،برغم من أننا كنا بنعانـي من فقدان الأم بس أنـا لقيت فيها أمـي،لكن هي للأسـف ملاقتش اللي تحس معاه الإحسـاس دا،وفـي الأخـر جوزي ،الشخص اللي بحبـه كان عاوز يقتل فرحتـي الوحيده في الدنيـا دي،،آقابلها بأي وش فهمنـي يا مـازن،وحشني
حضنها أوي بس هستحقـر نفسـي لو أرتميـت في حضنها علشـان أنا بكـذب عليها بمجرد ما أخبي،الحقيقه عنها والنـاس اللي قتـلوا أمهـا،وفي نفس الوقت للحظـه وثقت في كلامك ومش عاوزه يبقي بين أكتر أتنين عشقتهـم عداوه،،إنت لازم تلاقي حل يا مـازن،أنـا مش هفضل ساكته،،لازم مليـكه تعـرف الحقيقه ويـاريت دا يكـون منك أنـت ،،فكر في الموضوع لوقت ما تحب،وبلغنـي بقرارك.
رمقهـا سيـف بنظـرات حـزن،ثم أردف متابعاً وهو يربت علي شعـرها في هـدوء....
-حاضر يا مـايا،،حاضـر.
---------
-كويس أوي يا حاج وكمـان مجـدي راجـع بكرا وهنتجمع كلنا،،بس قولـي أيه حكايتك بقا يا عبد الفضيل باشـا،ما بتصـدق تلاقي صفقـه وتغيب فيها بالأسابيـع،،ممكن أعـرف السبب!.
أردف جلال بتلـك الكلمـات في حيـن تابع عبد الفضيـل بنبرآت ضاحـكه....
-إنت عارف يابني إنـي لسـه شاب وبحـب الإستجمـام،والخروجات إيه المشكلـه هنا!
أردف جلال وهو يبتسـم لحديث والـده
- ولا أي حاجه يا باشـا إستجم براحتك.
فـي تلـك اللحظـه هتف عبد الفضيل متابعـاً في ترقـب...
-ملكـه القصـر عامله أيـه صحيح!...وحشتنـي أوي السنفوره دي!
أردف جلال بنبرآت ضاحكه وهو يُجيب علي حديـث والـده،قائلاً....
-والله يا حاج السنفوره دي،،مطلعه عيـن سيـف،دا قرب يمشـي في الشارع ،زي المجنون من أفعـالها،،بس تعـرف سيـف دا طلع ابن حلال،وانا متـأكد أنك لما تشوف مليـكه المـرادي هتنبهر وهتعرف سيـف قد أيه أثـر فيها.
أتـاه صوت والده متابعـاً في إعجـاب...
-باين أن حاجات كتير،،حصلت في غيابي لا ومهمه أوي!.
ضحـك جلال في ثقـه ثم أردف متابعـاً ...
-أوي يا عبد الفضيـل باشـا.
---------
-طيب أتكلم أنت يا مـازن وفهمنـي ،مايـا مالها!.حد يرد عليـا،طيب البيبي كويس!
أردفـت مليـكه بتلك الكلمـات وهي تحتضن مايـا المنتحبه بين ذراعيها،في حين تابـع مـازن قائلاً بنبرآت متوتـره..
-مش عـارف يا مليـكه،،بس الدكتـور قال إنهـا حاجـه عاديه وخصوصـاً انها قربت للشهـر السابـع.
أومـأت مليـكه برأسها في تفهم ثم قامت بطبع قبلـه علي جبين صديقتها متابـعه بمـرح في محاوله لتغيير هذا الجـو الكئيـب....
-بـقا كدا يا ميويتي،تشوفـي النيو لوك (new look)،الجديـده ومش تقوليلي مبروك،وبعـدين دا مش أي لوك دا جمال ساتـر.
أردفـت مايـا هاتفه بعد أن هدأت وقامت بمسح دموعها ...
-بجـد إنتِ زي القمـر يا كوكـي في الحجاب،،ربنـا يسعـدك ويثبتك عليه،،بس مقولتليـش دا قرارك!.
أومـأت مليـكه برأسها إيجاباً وهي تنهض من الفـراش متجهه ناحيـه النـافذه ثم قـامت بفتحها قائله...
-كـدا أحلي،والهـوا هيجدد طاقتـك.
ثـم أكملت متابعـه وهي تمسـك بيـد صديقتها وسط نظرات مـازن المترقبه لحديثهمـا...
-اه قراري ،،بتشجيـع ومسـاعده سيـف طبعـاً.
نظـرت لها مايـا في هدوء ثم أكملت متابعه وهي تحتضـن مليـكه،بطريقه مفاجئـه وتلقائيـه...
-مليـكه أنا بحبك أوي،،أوعـي تزعلـي مني في يوم من الأيـام،وكمـان مـازن دايمـاً بيتمنالـك السعاده،وانا هفضـل جنبك وأختك لأخـر نفس فيا.
رمقتهـا مليـكه في إستغـراب شديد ثم أردفت بنبرآت متسائله...
-أنا أزعـل منك إنتِ يا مايـا،،طب أزاي وليـه،،هـو إحنـا لينـا غير بعض.
أبتسمـت مايـا بهدوء يشوبه بعض السعـاده علي حديث صديقتها في حين أكملت مليـكه متابعـه في مـرح،وسـط نظـرات مـازن السعيد بتغير حالـه زوجتـه وبراعـه مليـكه في جعلها تبتسـم...
-بص بقا يا أستـاذ مـازن ،أنـا ومايـا بنتوحـم علي بيتـزا...احم أقصـد هي بتتوحم وانـا هاكل معاها عادي جداً.
وهنـا أطلقت مايـا ضحـكه عاليـه فتبعها مـازن ومليـكه أيضاً بينمـا أستكملت مليـكه من بين ضحكاتها،قائله....
-فأحنـا إن شاء الله هندبـس حضرتك في أكلـه بيتـزا،ومـايا هتلبـس حالاً ونخرج مع بعض للمطعـم وبالمـره نغيـر هوي مختلـف عن هوي الفيـلا هنا،،تمـام ولا عنـدك إعتـراض!.
نظـر لها مـازن في سعـاده ثم أردف متابعاً بنبرآت مـرحه..
-مفيش أي إعتـراض،،طلباتـكم كلها مُجابـه،أنا هنـزل أستناكم تحت،وإنتوا في السـريع بقا.
بـادرته مليـكه بإبتسامه هادئه ونظـرات تعبـر عن شيئـاً مـا،في حيـن شرعت مـايـا في إرتداء ثيـابها،وبعـد مرور وقتـاً قليلاً،،أستعدوا جميعـاً للذهـاب،فـي محاولـه لإخـراج مايـا من حالتهـا تلك،،فقلق مليـكه علي صديقتها،يجعلها تفعل أي شيئاً من أجلهـا ،كـذلك مـازن الذي أصبـح متيمـاً بإبتسامه زوجـته، فقد علمتـه مايـا كيف يكون الصـدق ،رغـم فقدانها لوالـدتها،ووضعـها في ملجأ للأيتـام من قبـل والدها،ومعـاناتها داخل هذا الميتم وهروبها منـه،حتي وجدت في طريقها مليـكه التي تكفلـت بها وأصبحتا صديقتيـن وساعدتها مليـكه حتي ألتحقت بكليـه الطـب "قسـم الجراحه والقلب المفتوح" ،،بينمـا ألتحفت مليـكه بكليـه الأثـار حتي تسيـر علي خطـي والدتهـا،،ورغـم إختلاف ميولهمـا ،،إلا أن هذا الإختـلاف لم يمنعهمـا من بقـاء الحب والموده وتقويـه الصلات في علاقتهمـا،،فالصـداقه هي مايستحـق أن نبقـي عليـه،وليـست أي صـداقه ،فقـط الصحبـه الصالحـه،التـي تكمُن من نجـاتك من قاع البركـان إلـي فوهتـه....
--------
-نـورت يا سيـف باشـا.
أردفت مادلـين بتلك العباره في حيـن تابع سيـف بصوتاً رخيمـاً،ونبرآت ثابتـه....
-عـارف.
رمقتـه مادلـين في تلـك اللحظـه بنبرآت تهكـم،ثم أردفـت متابعـه....
-أنت ليـه مش مصدق أن أنا مليـش علاقه بمـوضـوع السلسلـه دا!
نظـر لها سيـف في غيـظ ثم طرق بقبضته القويـه علي الطاوله الموضوعه أمامه متابعاً في تأفـف....
-إنتِ جيباني هنا،،علشـان تقوليـلي الكلمتيـن دول إن شاء الله!
نظرت له مادلـين في ضـيق ثم أكمـلت بنبرآت متأففـه...
-لا جيباك هنا علشان أقولـك أن في طرف تاني،داخل في المخطـط بس إحنـا للأسف مش عارفينـه.
شـرد سـيف في حديثهـا لبعـض الوقـت،ثم تابع من بيـن شروده قائلاً....
-طرف تانـي!
ظلـت مادليـن تقرأ تعبيـرات وجهه في تشفـي،ثم أردفـت قائله لنفسهـا وهي مُسلطـه مقلتـي عينيها عليـه....
-مفيش أجمل من أني أشوف الحيـره هتقتلك كدا قبل ما أشـوف قتلـك اللي هيتـم في خلال لحظـات،،والصراحه أنا مش عارفه بتتعـب نفسك في التفكيـر ليه،،الطرف التـاني دا..صعـب يوصل لتفكيـرك،،فهـو أبعد من أن حد يشك فيـه.
وهنـا أفـاقت من شـرودها علي صوته هاتفاً في تساؤل،وخبث...
-وياتـري ،،ميـن اللي عاوز ياخد مننا المخطط ،ويسرق الفلوس هو يا مادليـن هانـم.
تغيـرت معالـم وجـه مادليـن للحظـات وسط نظـرات سيـف المسلطه عليها ومحاوله قراءه تعبيـرات وجهها،،ربمـا يستنتج شيئاً قد يسـاعده في فـك كتلات الغمـوض التي تحيـط به،فقط تحول من مخطط معروف خُطواته إلـي مخطط مجهول المصـادر حتي لـه،فمادلـين تلعب معـه مره أخـري،،ولكنـها لا تعلـم أن الأسـد عندمـا ينقض علي فريستـه يفتك به أرباً...
---------
أنهـوا الثلاثـه تنـاول البيتـزا داخل هـذا المطعم ثم ركبوا السيـاره  متجهيـن إلي شاطيً النيـل ،كمـا طلبت منهم مايـا،،وبينمـا يتجولون بالسيـاره،،تلمـح مليـكه شخصاً يشبـه زوجهـا بشـده ،وهنـا هتفت متابعه علي عجاله من أمـرها....
-مـازن لو سمحـت أقف شويـه.
نظـر لها سيـف في إستغـرب ،،ثم ترجلـت هي من السيـاره،متجهـه داخل هـذا الكافيه المُطل علي النيـل ،وفي تلـك اللحظـه رأهـا سيـف فخفـق قلبه بشـده لمجيئـها،بينمـا ظلـت مليكه تتجه داخل هذا الكافيه ولكنـها لم تستطع رؤيه الجالسـه بصحبه زوجهـا لأن مـادلين كانت تواليـها ظهـرها،وهنـا أخـذ سيـف يُفكـر في أمـراً لهذه المصيبـه،فهـو يعلم جيـداً أن مادليـن تخطط لشيئاً مـا خطيراً،،ومجيء مليـكه في هـذا الوقت أصابه بالزعر خوفاً عليها،،وأثنـاء تفكيره رأي مـازن واقفاً امام السياره التي ترجلـت منها بصحبه زوجته،،فقـام بالإتصـال بمايـا علي الفـور،،التـي أجابتـه،بنبره متسائله.. 
-الـو مين حضـرتك!.
في تلك اللحظـه أستأذن سيـف من مادلـين قليلاً ثم أبتعد عنها،،متابعاً في ترقب..
-مايـا أنا سيـف..عاوزك تخلـي مازن يمنـع مليـكه تدخل المكـان دا فوراً،،في خطـر علي حياتها،،بسـرعـه يا مايـا ،،أرجوكـي!.
ألقـت مايـا الهاتـف من يـدها ثم أخذت تصرخ في زوجهـا متابعـه....
-ألحـق مليـكه يا مـازن،،أمنعهـا تدخل المكـان دا بسرعه يا مـازن.
صُـدم مازن من حديث مايـا ثم أخـذ يهرول مسـرعاً ناحيه مليـكه ثم هتف في نبرآت عاليـه... 
-مليـكه!...أقفي ماتكمليـش.
ألتفـتت له مليـكه في إستغـراب،،فـي تلك اللحظـه لفت صوتـه إنتبـاه مادلـين ،التي صُدمت من رؤيه مليـكه هنا،في تلـك اللحظـه هتفـت في ذاك الشـاب الجالس في الطاوله المجاوره لهم قائله....
-امسـكوا البنـت دي،بسـرعـه ،وخـدوها علي المكـان الخاص بينـا.
أرتعـدت أوصـال سيـف لسماعه بكلمـاتها ،،وهنـا هـرول مسرعـاً ،بإتجـاه هذا الشاب في محاوله لإيقافـه بينمـا قام مـازن بسحبها من يـدها وأخـذ يهرول بها حتي ركبـا السيـاره،في تلك اللحظـه وضعـت مادليـن قناعاً من القمـاش حول وجههـا وهـي تراقب ما يحـدث في تشفـي وثقـه ممـا يتم...
أدخـل مـازن مليـكه داخل السيـاره وسط نظـراتها المستغربـه لمـا يحدث،،بينمـا قـرر مـازن قيـاده سيارتـه مبتعـداً علي الفور،،وسط نظـرات مليـكه ورؤيتهـا لزوجها الذي يهرول ناحيـه شخصـاً مـا ليمنعه من الإمساك بها،،وهنـا سمعوا صوت طلقات ناريـه عاليـه تصدر من مسدسـاً مـا،في تلك اللحظـه أخـذت مليـكه تصرخ في إنهيـار وهي تهتـف باسمـه،،محاوله الخروج من السـياره مـره أخـري....
-سيـــف،،لااااااااااا

و
                    الفصل العشرون من هنا
                        





تعليقات



<>