أخر الاخبار

رواية نفق الجحيم الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم ريناد يوسف

رواية نفق الجحيم 

الفصل الخامس عشر والسادس

 عشر بقلم ريناد يوسف

حوريه ضربت علي صدرها بصدمة اول ماسمعت توفيق طلقها وصرخت بعلوا صوتها:


إنت عميلت ايه ياتوفيق! 


عديله بفرحه:طلقك


حوريه راحت لتوفيق ووقفت قدامه وبالدموع قالتله: هونت عليك ياتوفيق بعد عشرة السنين داي كلها تطلقني؟ 


عديله:إيوه بزياداكي. 


حوريه لتوفيق: طيب اروح وين واجي منين ياتوفيق واني مليش موطرح غير إهنه وإنت خابر.. داني إتولدت إهنه واتربيت إهنه وإتجوزت إهنه ولو طلعت بره حيطان البيت ديه اتوه ومعرفش اعاودله تاني.. 


عديله: ومعاوده ليه؟ 


توفيق كان ساكت ومراددش عليها وهي تتكلم وعديله هي اللي ترد عليها، لغاية ماحوريه صرخت فيها بعلوا حسها عشان تسكت وتهملها فحالها. 


اما توفيق فبعد ماحوريه خلصت كلامها وجه كلامه لبته فكريه اللي كانت واقفه جار كل اللي واقفين ومراقبين الموقف:


فكريه انتي ونعمه حضرولي خلجاتي وكل حاجتي وطلعوها بره البيت، واني هشيع مخلوف وابو دراع ياخدوهم يحطوهم فبيتهم.. من اليوم وطالع لا هدخل البيت ولا عايز اشوف اللي فيه. 


قال كلامه وطلع وهمل حوريه وراه تبكي وامه عديله تزعق فيها وتقولها:


طفشتي الراجل من بيته شاله تطفش روحك منك يابعيده.. ارتحتي على إكده يابوز الاخص يابومه.. يلا احسن خليه يطلع يشتري بيت جديد وحلوا ويتجوز وحده شباب صغيره تدلعه وترقصله. 


وإهنه حوريه صرخت بعلوا حسها:


بوووووووووه حوشوها مني لاموتها يأما اكتل حالي.. 


وجات عليها جري ورده خدتها ودخلت بيها لأوضة كرار ولدها وقفلت عليها الباب عشان متسمعش حديت عديله اللي عيخليها تشعلل فوق ماهي مشعلله. 


اما حد الشيخ جاهين.. 


حكيم: 


كيف يعني حكمي ناقص يابوي؟ 


جاهين: ايوه ناقص ياولدي ولازمن يكمل.. هو حكمك الانسب لعبد الصمد بس فيه ظلم كبير هيوقع علي الولايا دول.. الا اذا... 


حكيم : الا اذا ايه يابوي؟ 


جاهين: الا اذا وقفنا على راس المحكوم ومهملناهوش يرتع في اللي ملكناه عليه، يعني العيال دول ميتهمالوش بعد جوازهم من البنته علي هواهم.. لازم يكون حد عفى فوق راسهم يفكرهم كل هبابه إن البنته مش لحالهم وإن وراهم اللي يوقفلهم.. والحد ديه هيكون إنت ياحكيم.. وقبل ديه كله عشان يتجوزوا البنته لازمن أول هام اللي هياخد المستوره الكبيره اللي وقع عليها الجرم توافق عليه هي وتقولها بلسانها انها راضيه تتجوز اللي حكمنا إنه يتجوزها والا جوازها يكون باطل..


 وكمان قبل ديه كله التلاته يعاهدونا ويعاهدوا ربنا قدامنا بالتوبه النصوحه ويحلفوا يمين الله إن اللي عيملوه لا هيتكرر ولا ينعاد. 


وكمان فيه عقاب ليهم عايز تنفيذه يكون بيد ابهاتهم.. ومش هقول إن العقاب يحصول قدام اهل بلدهم عشان هتكون صعبه عليهم، مع إنهم المفروض يكونوا عبره للكل.. لكن خلينا نخلوا ديه يحصول قدام اهل بلدنا إهنه عشان خجلهم من الناس يكسر الشر فنفوسهم ويفكروا الف نوبه قبل مايعملوها.. والاب اللي يعمل إكده بيده هيكون داوى هبابه من غفلته عن تربية ولده.


حكيم: والعقاب ديه هو الجلد طبعاً.


جاهين : ١٠٠ جلده لكل واحد من التلاته بيد أبوه.


حكيم:  وفكرك هيوافقوا علي الحكم ديه؟ 


جاهين: والله ديه الفصل وهما مايخدوش منيه اللي يلد عليهم ويهملوا الباقي.


حكيم هز دماغه لأبوه، وبص لعبد الصمد اللي نايم جاره علي الدكه بتعب ورايح في النوم وفاتح خاشمه وانفاسه عاليه كأنه ليه سنه منامش وهمس بأسى علي حاله:


مسكين يابو البنات.. ااااخ يابوي على العادات والتقاليد والاعراف اللي حاكمانا داي ومكبلانا بسلاسل العيب، واللي ميصحش ومينفعش، ومخليه المظلوم يستجدي حقه من الظالم! والله لو يحكموني عاللي سن العادات داي وخلاها نهج يحكم مجتمع بحاله لأكون حاطط طل. قه فنص راسه وأقوله.. داي عشان اللي فرضته علي ناس مليهاش ذنب وولعت النار وهملت جمرها لغيرك ينكوي بيها. 


جاهين: ياولدي هذا ما وجدنا عليه ابائنا واجدادنا.. إحنا كل اللي فيدنا إننا نغيروا نفسنا ومنعملوش الغلط ونبقوا مثال زين للناس ونجبروها بالمحبه تقلد افعالنا.. ومن إهنه يبتدي تغيير العادات اللي مش راضيين عنها وحده وحده.. ولحدت ماديه يوحصول والعادات العفشه تتغير إحنا محكومين بيها. 


ودلوك روح عاود للبيت عشان امك زمانها قلقانه عليك، مطليتش عليها اليوم بطوله النهارده.. وقولها النهارده ابوي بايت في المندره مع الضيف. 


حكيم: له يابوي إنت اللي تروح تبيت في السرايا واني وغازي اللي هنبيتوا في المندره إهنه.. البيت فيه بنيه غريبه ومايصوحش شباب يبيتوا فيه، وخصوصي غازي اللي عينه ماهتهداش لحدت مايشوفها ويملي عينه منيها. 


جاهين: معاك حق ياولدي والله.. طيب روح هات من البيت غطا ليك ولغازي وهاته علي يدك وتعالا بدال مايحملنا العار.. آاااخ ياخوفي ياحكيم ليعمل عمله كيف اللي عيملوها الحزانه دول فبنات الراجل الغلبان ويهد كل سيره طيبه عميلتها بين الناس. 


حكيم: له من النحيادي إطمن يابوي غازي عيهد فيها وشغال الله ينور، يعني سكر وغوازي وموالد مستني منيه ايه تاني؟ غازي مايقلش عنيهم فحاجه.. داني خايف اول ماتحكم علي العيال دول بالجلد يقولوا كنت اتعافيت بأحكامك علي واد اخوك.. بس ربك كريم وهما اغراب مش من نواحينا ولا يعرفوا حاجه عنيه. 


جاهين بحسره:


يعني أعمل فيه ايه ياحكيم أكتر من اللي عيملته معاه قولي.. علام وعلمت، دين وحلال وحرام وعرفت، قسوه وقسيت، قولي قصرت معاه فأيه؟ فيه إيه تاني يتعمل مع غازي عشان ينعدل ومعميلتوش؟! 


حكيم: ولا فيدك حاجه ولا قصرت معاه فعمايل.. غازي عوده مال يابوي ومهيتعدلش.. القصد. 


هاروح اني للسرايا اجيب الغطا واشوف امي وغاليه واشوف غازي فين واجيبه وناجوا عشان إنت تروح وتلحق تناملك هبابه قبل اذان الفجر. 


جاهين: روح ياولدي روح. 


وراح حكيم للسرايا ووقف علي بابها يستأذن قبل مايدخل، ومدخلش غير وغاليه مدياله الأمان وقايلاله يدخل. 


سلم عليها أول مادخل وسالها علي أمه وقالتله إنها فغرفتها وراحلها.. 


ودخل حكيم علي أمه اللي فردتله دراعاتها بشوق وهي عتقوله: كيفك يانن العين.. اتوحشتك قوي النهارده ياريحة الجنه. 


حكيم وهو عيترمي فحضنها ويمسك ايدها يحبها:


كيفك يالبة القلب.. واني كمان اتوحشتك قوي.. كيفك اليوم وكيف صحتك؟ 


تماضر: بخير طول ماعيني وعياك بخير يانضر عيني.. قولي ايه اللي غيبك اليوم بطوله إكده؟ 


حكيم:


النهارده كنت في الارض يمه عشان يوم الري، وقبل منها كنت قاعد جار ابوي مع الراجل الغلبان اللي هده الزمان ديه. 


تماضر:تقصد أبو شام؟ 


حكيم:إيوه هو يمه.. قولي ابو الهم، قولي ابو الوجع، أبو الكسره.. الراجل حالته تبكي الحجر ربنا يستر علي الولايا جميعاً. 


تماضر: حقه ياولدي ماانت خابر ميكسرش ضهر الراجل غير شرفه..داني البنيه كانت تحكيلي النهارده عاللي صابها وعيوني مبطلتش سح في الدموع لما الدنيا شبرت قدامي.. ربنا ينتقم من اللي كانوا السبب. 


حكيم:آمين يارب يمه. 


تماضر: طيب وهتحكمولهم بأيه ياحكيم؟ 


حكيم حكي لأمه علي الحكم وأمه ملامحها اتغيرت واتجهمت ومنطقتش. 


حكيم: مالك يمه هو الحكم ظالم ولا ايه؟ 


تماضر: ظالم لناس وعادل لناس ياولدي.. وفي الحكم ديه بالذات عشان حد من الاطراف يتنصف لازم طرف تاني يتظلم.. يعني إنتوا بحكمكم ديه جايز هتأدبوا العيال وناسهم، وجايز هتخلوا عبد الصمد يقيم راسه وسط الناس من تاني.. وخلينا نقول جايز ومش بعيد علي ربنا خيات شام يعرفوا يعيشوا مع اجوازهم مع انها صعبه بس مش مستحيله. 


لكن شااااام ياحكيم.. شام هتعيش طول عمرها تتمني لو كان ابوها موتها ولا إنه خلاها تعيش الظلم اللي هيوقع عليها من كل الناس.. من جوزها وناسه وناسها، وحتي إخواتها لو تعبوا فحياتهم هيلعنوها في الساعه الف مره علي اللي عيجرالهم بسببها. 


شام هتعيش بلعنة العار ياولدي وهتشيل فوق طاقتها. 


حكيم اتنهد وسألها: طيب قوليلي أيه البديل ياام حكيم؟ 


تماضر: مفيش بدايل ياولدي غير بديل واحد للأسف وإنت خابره زين. 


حكيم: يبقي نبَدّوا الحياة عالموت ياتماضر وتصبر المسكينه لعل الله يُحدث من بعد ذلك أمراً.. وياعالم يمكن شام ربنا يكرمها وتكون احسن وحده فإخواتها.. وكيف ماقولتي مفيش حاجه بعيده عن ربنا. 


تماضر: ونعم بالله ياولدي. 


حكيم: طيب اني طالع هاخد غطى واخد غازي من غرفته ونروحوا نبيتوا في المندره جار الضيف؛ عشان ابوي ياجي ينام ففرشته.. يلا تصبحي بخير وعلي خير يالبة القلب. 


تماضر: روح ياولدي تصبح علي الجنه ونعيمها. 


طلع حكيم بعد ماإدى حس لغاليه وقالتله يطلع وادته الأمان، وسألها علي غازي وقالتله إنه فأوضته فوق وطلعله.. 


حكيم خبط علي الباب ودخل لما غازي اذنله وكان نايم وحاطط اديه تحت دماغه وباصص للسقف.. 


حكيم: قوم ياغازي يلا رايحين المندره. 


غازي بعدم إهتمام: إشمعنا؟ 


حكيم:عشان البيت فيه صبيه وعيب ماشباب يبيتوا فيه.


غازي بصله وكشر وقاله: إيوه واني مالي ومالها الصبيه يعني، وبعدين خايفين عليها من ايه هيجرالها ايه اكتر من اللي جرالها يعني! داي مبقتش يتخاف عليها من حاجه واصل كل اللي عيخافوا عالبنيه منيه جرالها.. وبعدين حتي لو نفسي هفتني عليها هي جات عليا يعني هيهيهييييه


حكيم: غااااازاي.. هتقوم تطلع معاي دلوك ولا اروح اشيعلك عمك يعرف شغله معاك؟ 


غازي وهو قايم: له وعلي ايه ولا عمي ولا خالي مناقصش قلة قيمه اني ووجع راس عالمسا.


حكيم: هاتلك غطى معاك الدنيا برد في المندره. 


غازي: علم ويطاع ياسي حكيم.. اهه ياعمي البيت يوبقي بيت ابونا وياجوا الفواجر من اخر الدنيا يطردونا.. قال كلامه وشال بطانيته ونزل علي السلم يغني بعلوا حسه:


ويابهيه وخبررريني عيمل فيكي ايه ياسيييين.. يابهيه ديه مكانش ياسين واحد دول كانوا كتيييير.. ويابهيه وخبرييييني.. وهو يغني ويتلفت حواليه في السرايا ويضحك وحكيم يلز فيه على بره وخايف احسن البت تسمعه وهي مش ناقصه. 


يوم صعيب عدى على دهب واخواتها وهما عارفين إن شام طلعت ومش هتعاود تاني.. لكن عبد الصمد معاودش ليه النهار بطوله وكمان لليل محدش عارف وابتدوا يتقبلوا إن خسارتهم بقت بالجمله وراحت البت وابوها سوا، ودهب روحها علي وشك إنها تفارقها وتحصلهم وكل هبابه يغمي عليها ويفوقوها. 


أما حد بيت توفيق.. 


ابو دراع طلع ورا كرار لما شافه عيجري علي بره من أبوه، وفضل يدور عليه في البلد كلها وفي الاخر لقيه حدا العباره قاعد. 


قرب عليه وقعد جاره ومن غير ما يبص عليه قاله:


وبعدهالك ياكرار.. لحد ميته هتتعب قلب أبوك وتتعب قلوبنا كلنا.. بسببك الكل عيخسر.. بنيه غلبانه واخواتها وابوها وامها حياتهم إتدمرت، وأمك بعد العمر ديه مع ابوك بسببك إطلقت.. قولي وبعدهالك هتعقل ميته وتبطل اذيه فكل اللي حواليك؟


كرار بصله بإستغراب لما سمع إن ابوه طلق أمه وكان هيتكلم لكنه سكت لأنه مهما اتكلم في اللحظه داي حديته مليهش اي قيمه ولا هيتسمع.


فكمل ابو دراع كلامه :


قوم يلا بينا معاودين البيت إتأسف لأبوك وقوله اني من يدك داي ليدك داي ومتاخدش امي بذنبي واتحمل عواقب اللي عيملته ورجل مره وحده فحياتك ياخي. 


رد عليه كرار وهو باصص بعيد: له


ابو دراع بإستغراب:له ايه؟ 


كرار: له ممعاودش بيوت ولا هقول لابوي اني من يدك داي ليدك داي.. بس هرجل حاضر.. هرجل واعمل كيف ماغيري عيمل.. ومش هرضي بحكم ظالم.. وههروب ومهعاوش تاني.. ويوبقي المقاول يشوف هيجوزني الفاجره داي كيف.. ماهم همام والسيد مش احسن مني عشان هما ينفدوا بجلدهم واني البس.. 


رواية نفق الجحيم 

الفصل السابع عشر والثامن عشر 

بقلم ريناد يوسف

أبو دراع بص لكرار وتقريباً عرف هو عيفكر فأيه، ومن حالته عرف إنه بطيشه وعنده هيودي روحه فسكة اللي يروح ميرجعشي، وكمان هو متوكد إن لو كرار حس إنه معارضه مهيقولهوش على اي حاجه هيعملها وهيتصرف من عقله الخربان.. فسكت ابو دراع يقلبها شويه فدماغه وفي الاثناء داي كرار سأله بفضول:


يعني مرديتش علي كلامي.. وكمل بتهكم.. اكيد تلاقي مش عاجبك الحديت ماانت خلاص بعتني وبقيت عليا معاهم.


أبو دراع: لو بايعك صوح هقولك امشي وإعمل اللي فراسك واعينك عليه كمان.. اعينك عشان تبعد وتتغرب وتتقطع من جدورك؛ لان ابوك اللي عيطلع عن طوعه ويشرد من تحت جناحه معيخليهش يعاود تاني وإنت خابر ديه أكتر مني.. هقولك روح إنت راجل ميتخافش عليك ودراعك يجيب دهب، ومش هقولك إنك هتوبقي فنظر الناس واطي ومليكش ناس ولا اصل، ولو حبيت تتقدم لبت ناس محترمين أول سؤال هيسألوهولك.. ناسك وين، وشردت منيهم ليه.. ومن كل بُد هياجو لحد بلدك ويسألوا عنك ويعرفوا سبب طفشانك ومحدش هيرضى يحط يده فيدك ولا يصاهرك.. مش هقولك إنك وكت ماتحب تتجوز مش هترضى بيك غير وحده مليهاش اهل ولا بدنه ولا عيله، ولا راجل يدور ورا اللي هتتجوزه.. واللي كيف داي مهتوبقاش شيالة إسمك ولا راعية عيالك.. لو بايعك صوح هقولك اهروب وامشي كيف همام والسيد وهمل عزوتك وناسك وسندك وابوك اللي عمال يرقع وراك فعمايلك الشينه وشايل عنك بلاوي،، ولولاه كان زمانك ملطشه لكل الناس.. ديه لو بايعك يعني. 


كرار: طيب مش بايعني وخايف عليا يوبقي تاجي معاي وهملك من كل حديتك الخايب ديه. 


أبو دراع: اني مهملش ابوي وهو في السن ديه واشرد، ومش أبو دراع اللي يهمل بلده لو اطبقت السما عالارض.. اني امي ماتت واندفنت إهنه وهدفن جارها ابوي واني هندفن جارهم بأمر الله. 


كرار سكت ومردش وكمل أبو دراع كلامه:


كرار اسمعني.. أني اخوك اللي لو لفيت الدنيا مهتلاقيش حد يحبك كدي.. اني عحبك بكل عيوبك وبلاويك ومرارك الطافح، ومهتخلاش عنيك، وهفضل ساندك لاخر العمر، ودراعي سد ليك من أي حد يحاول يأذيك...صوح عزعل منيك لما تعمل الغلط بس معتهونش على قلبي واصل.. وعشان عحبك ومش عايزلك غير كل خير عقولك متطلعش عن طوع ابوك ومتبعدش عنه.. انت ليك حداي النصيحه واني اديتهالك اهه وإنت حر ياواد الناس. 


خلص كلامه وقام وقف علي حيله عشان يمشي بس وقفه كرار وهو عيقوله: يعني هتهملني؟ 


ابو دراع: إنت اللي هتهملني.. واني اللي ميبقاش عليا مبقاش عليه..روح ياكرار موطرح ماانت عاوز. 


كرار: يعني إنت راضي إني اتجوز بت الليل داي ياأبو دراع؟ 


أبو دراع: حرام عليك تقول عليها إكده ياكرار.. اني اللي عرفته وسمعته إنها كانت طالعه تجيب علاج لابوها قليل الولَد، وإنتوا قطعتوا طريقها، والكل خابر إن بنات الليل هيكون موطرحهم في الغرز والمواخير.. لكن اللي كانت ماشيه فطريقها داي مهياش بت ليل ابداً.. وبعدين البنيه كانت عفيفه واني شوفت عفتها بعيني علي خلجاتك ولو نكرت ادب صوابعي فحباب عنيك. 


كرار: بس ديه دم جرح كيف ماقال همام مش دم شرفها. 


أبو دراع: وليه ميكونش دم شرفها كيف ماقال السيد؟! 


كرار بضيق: يوووه مخابرش عاد كنا سكارى وكتها ومحدش فينا متوكد من حاجه. 


أبو دراع: يوبقي تخليش عقلك يوسوسلك بالشين وحط ربنا قبال عنيك.. ودلوك اني ماشي جاي معاي ولا لساك باقي علي عندك؟ 


كرار سكت شويه وابو دراع إتحرك ومشي من قدامه، لكنه اتبسم وهو واعي ظل كرار جاي ورا منيه وعرف إن عقله رد فراسه. 


وصلوا التنين البيت ودخلوا سوا، وتوفيق كان في الجنينه قاعد مع مخلوف، وبمجرد مادخل كرار راح علي ابوه واترمي تحت رجليه وحب علي يده وفضل يستسمح فيه كتير وأبوه ساكت مردش غير في الاخر وبعد عذاب:


قولي إستفدت إيه دلوك من عندك غير إنك إتسببت فطلاق أمك وفتعب قلبي.. قلبي اللي محدش واجعه ومورمه دايماً غيرك.. قولي إيه اللي عتحس بيه وإنت تاعبني؟! 


كرار بص للأرض و سكت ومردش وتوفيق إتنهد وإستغفر ربه وقاله:


غور على جوه وحضر حالك عشان عالعصريه رايحين لبيت البنيه المسكينه نخطبوها قدام الناس ونطلبوا يدها من ابوها ونكبروا بيه. 


كرار سمع حديت أبوه وغمض عيونه بألم ورفض مكتوم جوا قلبه، وقام وقف وهز دماغه بطاعه وإتحرك ناحية البيت، لكنه وقف علي بعد خطوتين ولف وقال لأبوه:


أني رجعت اديني وطاوعتك، يوبقي ترجع أمي هي مليهاش ذنب تتطلق في السن ديه. 


توفيق: بس روح إنت شوف هتعمل ايه وهمل امك دلوك. 


أما حدا بيت الشيخ جاهين.. 


تماضر: خلاص يابنيتي ماشيه؟ والله هتوحشك، يعلم ربنا إني حبيتك ودخلتي قلبي فاليوم ديه ونفسي لو كان فيدى حاجه كنت عملتهالك.. لكن المكتوب إتخط عالجبين خلاص يابنيتي ونصيبك اتكتب. 


شام: واني راضيه بالمكتوب ياخاله وكل اللي عياجي من حدا ربنا اكيد فيه خير وليه حكمه منيه.. وعايزه اقولك قبل ماامشي إني اني كمان حبيتك عليم الله، وحسيت فيكي بحنيه تفوق حنية أمي وحنية اي حد قابلته.. اتاري حتي الحنيه مكاييل وكل واحد عياخد منيها علي كد كبر قلبه.. ربنا يعطيكي الصحه والعافيه ويحسن مابين اديكي على كرم الضيافه اللي شفته منك ومنيكم كلكم.. وحتي غاليه حبيتها وحسيتها كيف ماتكون وحده من خياتي مع انها صغيره عني وعنهم، بس عيني بارده عليها سابقه سنها وعقلها يوزن بلد. 


تماضر بصت لغاليه بإستغراب وقالتلها: مين داي اللى عقلها يوزن بلد؟ التمساحه! 


غاليه بإعتراض: إيوه الحقي روحك حد قال عليا كلمتين حلوين وشافني بصورة زينه الحقي بدلى رأيه!.. خلصت كلامها واتحركت من جارهم وهتهمل الموطرح لكن وقفها صوت شام.. 


ايه ياغاليه رايحه وين مش هتسلمي عليا قبل ماأمشي ياك؟ 


غاليه لفت وعاودتلها تاني وخدتها شام فحضنها وهي عتقولها:


تزعليش روحك أمك عتضحك معاكي من محبتها فيكي.. انتي احلي واعقل بنيه في الدنيا كلها.. واحلي تمساحه كمان. 


غاليه بعدت عن حضنها وبصتلها بغرابه وقالتلها: قولتي ايه؟ اني احلي بت في الدنيا! أمال انتي إيه؟ خلاص ياشام اني دلوك عرفت إن أمي حداها حق وانتي عتجامليني بالكدب.. واني ولا عاقله ولا نيله.. متشكرالكم ياناس. 


خلصت حديتها ومشت من قدامهم وهي عتمثل الزعل وشام اتبسمت غصب عنها وتماضر قالتلها: تمساحه يابوي مفيش فايده فيها.. المهم ياشام قنبري جاري إهنه عايزه اقولك كلمتين قبل ماتمشي. 


شام قعدت جارها وشبكت اديها فبعض بتوتر، وبصت للأرض؛ عشان من ملامح تماضر اللي خدت وضع الجديه مره وحده عرفت إن اللي هيتقال صعيب.


تماضر: انتي طبعا دريتي بالحكم اللي اتحكم وقالهولك ابوكي لما شيع عليكي حدا الشيخ جاهين مش إكده؟ 


شام بشرود:إيوه دريت والشيخ جاهين فهمني علي كل حاجه، وقالي إن اني وخياتي مقدمناش حل تاني. 


تماضر: له قدامكم حلول كتيره وهتكون فيها راحتكم بس هيكون فيها تعب وقهر لأبوكم. 


شام: وإحنا فدا تراب رجلين ابونا ياخاله وتهون الروح ولا يهون علينا تعبه وقهرته. 


تماضر: إنتي عاقله قوي ياشام وطيبه يابتي..وربنا اكيد هيوقف معاكي ويوقفلك ولاد الحلال، وعشان إكده اني هقولك عاللي انتي داخله عليه.. أوعاكي تفكري إن اللي جاي هتكون فيه راحه ليكي من أي نوع ياشام.. انتي داخله على ذل يابنيتي وقلة قيمه.. وابدا أهل جوزك مهيتقبلوش اللي حوصول فيكي ومن بعده جيتي مرت ولد علي بيتهم..وحتي لو ولدهم كان ليه يد فيه.. 


وديه غير جوزك اللي هتفضل دايماً صورة التنين التانيين واللي عيملوه فيكي قدامه مطبوعه فباله وفعنيه، وكل مالمحبه ولا الموده تخبط علي باب قلبه الصوره داي هتطردهم شر طرده.. فعشان إكده يابنيتي لازمن تحطي فبالك إن الجفا اللي هيكون فقلب جوزك عليكي غصب عنيه.. وتخلي الصبر خليلك علي كل اللي هتشوفيه.. وأهم حاجه تخلي ربنا دايما قدام عنيكي وتحتسبي كل صبرك عنده وتناجيه دايماً وتشتكيله اللي مهتقدريش تقوليه للمخلوق.. عشان كل ديه يتصب فميزان حسناتك وتطلعي من الفائزين في الآخره حتي لو مش هتفوزي في الدنيا. 


شام هزت دماغها بتفهم وردت عليها:


كل ديه اني عارفاه ياخاله وحطاه فبالي.. واني في الاصل ممستنياش من الكلب ديه محبه ولا موده؛ عشان دول عمرهم ماهيسكنوا قلبي اني من ناحيته.. أني كل اللي قاطع فيا خياتي البنات وإنهم كيف هيتقبلوا إنهم يعيشوا مع اللي عيمل إكده فأختهم.. وكيف هيعاشروا ديابه ميأمنوش شرهم.. طيب بسيمه عادي تتحمل وهتعرف تتعامل معاه عشان واعيه وقوية.. لكن بشاير القطه المغمضه داي هتعمل وهتعيش كيف؟ 


تماضر: متخافيش عالمغمضه خافي عالواعيه اللي مهتنساش ولا تعدي.. وحتتة إنهم ينسوا ويتقبلوا داي فيدك إنتي يابنيتي.. هونيها قدامهم وهما هيهونوها علي روحهم، وريلهم إنها سهله عليكي وهتسهل عليهم. 


شام خدت نفس ونفخته بعد ماسمعت حديت تماضر وفهمته زين وردت عليها:


حاضر ياخاله.. ربنا يهونها علينا جميعاً. 


وخد عبد الصمد بته وعاود بيها علي بلده.. وركبت القطر من تاني.. بس النوبادي كان إحساسها غير، وكانت عايزه تحضن كل حاجه فيه وتشكره على خوفه عليها، وإن صراخه هو السبب اللي فوق أبوها وخلاه يبعدها ويبعد حاله عن الموت فآخر لحظه.


 ونزلت شام من القطر بعد ماحفظت شكله من جوه صم وإتحققت اخيراً امنيتها بإنها تركبه وربنا إستجاب لدعواتها، لكنها لو كانت تعرف إنها عشان تركب القطر هيكون اللي حوصول ديه هو تذكرة ركوبه لا كانت دعت ولااتمنت، ويمكن كانت كرهته كره العمى. 


عاود عبد الصمد بشام وهو ماسك يدها قدام اهل البلد كلهم، والعيال من أول ماشافوهم جروا يبشروا دهب مرته وبناته اللي سألوا عليه طوب الأرض وخلوا اهل البلد كلها تدور عليه.. وغير كل اللي يقابله يسأله كان فين وكان يعمل ايه،، لكن عبد الصمد كان ماشي ساكت مكانش يرد علي حد. 


وصل اخيراً عبد الصمد لبيته ولقى بسيمه وبشاير واقفينله عالباب مستنيين وحالتهم حاله، وبمجرد ماشافوهم جريوا عليهم خدوهم بالأحضان والدموع لحالها عتشكي الشوق والخوف والوجع اللي حسوا بيه، وكمان فرحتهم برجوع شام أختهم وإنها حية قدامهم ترزق لا تضاهيها فرحه. 


دخل عبد الصمد البيت وشاف دهب مرته قاعده في الارض وخلجاتها مطينين وحالتها حاله، وبمجرد ماشافته هو وشام واقفين قدامها شهقت شهقه من نص قلبها، وسوحت ومحستش بروحها الا وهي فباط شام وعتصحي فيها وتحب فأديها ووشها وتطمنها إنها بخير.. 


دهب فتحت عيونها بضعف وبصت لشام ورفعت يدها حطتها علي وشها وهمستلها بتعب: إنتي صوح قدامي ياشام يابنيتي ولا ديه حلم وهصحي منيه؟


شام مسكت يد أمها وحطتها علي قلبها وهي عتقولها: عايشه ياأم شام وعتنفس وقلبي لساه عينبض اهه.. اطمني ربنا نجاني ونجى ابوي فآخر دقيقه من الموت. 


شام نطقت كلمة أبوي ودهب كيف ماتكون انتبهت لحاجه كانت ناسياها، وإتعدلت قوام واتلفتت حواليها تدور عليه، وشافته قاعد قدام الكانون عيقلب فرماده المطفي ويدور عن شوية دفى. 


دهب قالتله بعتب:


بالك ياعبصمد لو كنت إتأخرت هبابه كمان كنت هتعاود مش هتلقاني.. صدقني كان الموت هياخدني شفقه بحالي. 


 رد عليها عبد الصمد وهو شارد:


له متخافيش مكونتيش هتموتي ولا حاجه.. الموت مش هين ولا عياجي للناس اللي عتتمناه.. الموت مش عياجي غير للي الدنيا حلوه فعينه ومشايلش هم.. لكن المبلي الموت عيقف بعيد عنيه يتفرج عليه وهو عيرقص علي مزمار العذاب وهو يسقفله. 


دهب قامت بوهن وراحت عليه وقعدت جاره وحطت يدها علي رجله وبحنان سألته:


احكيلي حوصول ايه ورحت وين إنت وشام وعميلت إيه؟ 


وإبتدا عبد الصمد يحكيلها علي مسمع من البنات التلاته اللي ولا وحده فيهم نطقت كلمه طول ماهو عيتحدت، ودهب فضلت تنقل عيونها مابينهم وتضروب علي رجليها بقهر طول ماهو عيحكي، وبعد ماخلص بدأت نواح وعويل ومفيش علي لسانها غير:


ضاعوا بناتي التلاته، راحت زرعة عمري وحشها منجل الظلم.. راح تعبك وشقى عمرك يادهب. 


وعبد الصمد هملها تنوح وتعدد وقام دخل أوضته وقفل علي روحه الباب، عشان يطلع ضعفه بينه وبين روحه مش قدام بناته اللي معارفش إيه مستنيهم. 


أما بسيمه فقامت من جار شام، وراحت علي أمها دهب وقعدت جارها ومسكت اديها اللي عتضروب بيهم علي رجليها وقالتلها:


بسك يمه بطلي نواح وبكا وندب.. أختي عاودت زينه وأبوي عاود على رجليه يوبقي كل حاجه تهون من بعد إكده. 


إفرحي يادهب إننا باقيين كيف ماأحنا منقصناش ولا حد مننا خطفه الموت. 


دهب بحسره: هيجوزوكم لدباح. ين اختكم يابسيمه وتقوليلي هينه؟ 


بسيمه: إيوه عقول هينه؛ عشان مهما كانت الخساره فاهي اقل من خسارة الارواح يمه.. إيوه اني موافقه إني اتجوز كلب منهم مادام ديه تمن إن اختي تفضل عايشه وعتتنفس من هوا الدنيا معانا.. وعارفه ايه كمان.. أني عتمني إنهم يجوزوني اللي اسميه همام بالذات.. عايزه اللي بدا من حداه الامر، ومن تحت يده حوصول كل شى. 


دهب ردت عليها وهي عتحاول تحرر اديها منها:


ماديه العن واضل.. كون إنك هتاخديها عافيه هتتكسري كيف عود حطب سمسم يبان ناشف بس من جواه اجوف وفاضي واقل حفه ينكسر علي مية حته. 


بسيمه: بس همليني اني وهعرف اكون عود خزران يلسع وعمره ماينكسر.. ودلوك قومي هوني عالغلبان اللي جوه وبطلي نواح بخشمك عشان قلبه هو كمان يبطل نواح.. قلبه اللي تلاقيه عيفرفط بين ضلوعه ومحدش شايفه.. صدقيني يمه ابوي اكتر واحد يتحزن عليه، لا اني ولا بشاير ولا حتي شام.. أبوي الضربه شديده عليه وجاتله فوكت ضعفه. 


سكتت دهب عن النواح لكن دموعها غصب عنيها فضلوا يسحوا محكمتش توقفهم.. أما بسيمه فأخدت شام وبشاير ودخلوا أوضتهم وقفلوا علي روحهم الباب. 


بسيمه : اسمعوني زين يابنات عبد الصمد.. إحنا لو رضينا بالحكم وبجوازنا من ال٣ دول، فرضانا ديه قبل كل شى لاجل خاطر ابونا اللي ربانا، وإتحمل معايرة الناس ليه إنه قليل ولد وأبو بنات، ومرضيش يتجوز على أمنا ولا يجيب الواد من غيرها من محبته فيها وفينا.. واللي ميستاهلش غير إنه يرفع راسه قدام الناس ببناته اللي كسر عمره عليهم.


بشاير: إيوه يعني دلوكيت إحنا هنتجوزوا اللي هتكوا عرض أختنا كيف! طب وديه يجوز؟ 


بسيمه: لو ميجوزش مكانوش شيوخ حكموا بيه يابشاير..المهم دلوك كل وحده منكم تحط فبالها إنها متجوزه واحد نجس وبلاشرف واياكم وحده فيكم عينها تتكسر قدامه.. خلي دايماً راسكم مرفوعه وفكل فرصه تفكروهم إنهم هما العايبين، وانهم هما اللي لازمن عيونهم توبقي مكسوره قدامكم.. اياكم وحده فيكم تطاطي ولا تنزل عينها في الارض من اول دقيقه تدخل فيها بيت جوزها.. حولوا حياتهم جحيم بكل طريقه ممكنه كيف ماحولوا حياتنا كلنا لجحيم. 


شام كانت باصه لبسيمه وهي عتتحدت بحرقه وجسمها عيتنفض وعيونها مفتوحه علي آخرهم والدم هيبوك من وشها، كيف ماتكون اتلبست بروح شريره، واستغربتها واستغربت موقفها لانها كانت متوقعه منيها رد فعل غير ديه بالمره.. كانت مستنياها تبكي وتنوح او تزعق وتهلل وتعترض، او حتي تشتمها لأنها السبب فكل ديه.. إنما قوتها داي وإنها هي بالذات اللي تشد من ازر الكل ديه اللي مجاش فبال شام واصل. 


وحدا الشيخ جاهين.. 


-حكيم ياولدي.. قوم بينا علي بلد عبصمد نعقدوا لبته علي واد المقاول ونشهدوا ونشهدوا الناس علي جوازهم. 


حكيم بطاعه: حاضر يابوي. 


غازي: استنوني جاي معاكم. 


جاهين:له ياغازي إنت خليك إهنه وبعد صلاة العصر هات الناس كلها من الجامع على المندره إهنه وضايفهم واستنانا معاهم لغاية مانعاودا. 


غازي: ليه عايز الناس؟ 


جاهين: لما نعاودوا هتعرف كل حاجه. 


غازي: طيب ولو جيه فصل فغيابك افصل فيه اني واقول للناس عمي قايلي؟ 


جاهين: والله العظيم اطين عيشتك ياغازي ماتحكم بين الناس وتفصلهم بفصل خايب زيك يوقع الناس فبعضها اكتر مايصلح مابينهم. 


غازي بعصبيه: اني نفسي اعرف ميته هتخليني احكم وافصل واتعلم وخلاص كلها كام سنه وامسك المشيخه؟ 


جاهين: في الكام سنه دول يمكن ربنا يكرمك وتتعلم وتعقل.. سبحانه مغير الاحوال قادر علي كل شي.. بس خف إنت اللي عتعمله فلاول عشان لما تاجي تحكم بين الناس حكمك يُحترم وكلمتك تتسمع.. أصل الناس مهتوليش عليها سفيه حطها فبالك. 


غازي: مش بمزاجهم.. المشيخه ورث واني واريثها.. وغصب عنهم هيرضوا بأحكامي وينفذوها واحترامهم لشيخهم واجب. 


جاهين نفخ بيأس وقلة حيله وهمله واتحرك من قدامه هو وحكيم وهو عيقول: مفيش فايده واااااصل.. بشندي.. خلي بالك يابوي فغيابي واي حد ياجي ففصل قوله استني الشيخ جاهين لما يعاود. 


بشندي: إطمن ياشيخ اني حارس إهنه ومفنجل عيني، واللي يفصل فغيابك افصلك رقبته عن جسمه واستناك بيها فيدى علي اول البلد.. قال كلامه وهو مبرق لغازي اللي بلع ريقه وبص الناحيه التانيه كأنه مسمعش حاجه. 


ورد عليه جاهين وقاله: ومتنساش تحضرلي كورباج سوداني من اللي قلبك يحبه لعدوينك عايز اعاود الاقيه.. وعروسه متينه


بشندي: موجود متقلقشي.. هلينه فهبابة ميه عشان يلين لانه من زمان مااشتغلش ولما تعاود هتلاقيه كيف الملبن  يزغرت عالجسم زغرته.. والعروسه هي كمان موجوده


غازي بخوف: ليه كرابيج يابوي خلاص مهحكمش ولا هفصول اني كنت عضحِك معاك ياعمي.. هيهيهييي. 


جاهين بصله وطلع ومردش عليه وراح علي حكيم اللي كان راكب في الكارته ومستنيه وبمجرد ماركب جاره طلع بيهم الغفير علي المحطه. 


ووصلوا بلد شام واستدلوا علي بيت عبد الصمد من الناس، وكانت دخلتهم لبيت عبد الصمد ليها هيبه، وخصوصي قدام الناس اللي كانوا عارفين الشيخ جاهين من كبارات البلد، وكل واحد كان يعزم عليه من كل قلبه إنه ينزل عليه ضيف، لكن جاهين قالهم إنه جاي لبيت عبد الصمد بالخصوص يعقد لبته علي واد المقاول.. وديه الخبر اللي خلي الكل يستغرب ورافقوا الشيخ جاهين لبيت عبد الصمد؛ عشان يتأكدوا من الخبر، وديه اللي كان عايزه الشيخ جاهين.. إن العقد يتم قدام الكل. 


ووصلوا لبيت عبد الصمد ودخله جاهين وحكيم قعد بره مع الناس المتجمعه ومستنيه تحضر كتب الكتاب. 


جاهين لعبد الصمد وهو واعي خلجاته وشكله: خش غير خلجاتك ياعبصمد والبس حاجه عليها القيمه وطس وشك بشوية ميه وارفع راسك بين الناس.. واوعاك حد يشوف الكسره فعينك.. بتك هتتجوز واد المقاول اللي اكبر راس في البلد تتمني تصاهره.. ديه اللي عايزك تحطه فبالك وتتصرف على اساسه قدام كل الناس. 


قام بعد الصمد وطاوعه ووجه جاهين حديته لدهب مرت عبد الصمد اللي كانت واخده جنب وقاعده وقالها:


والحديت ليكي انتي كمان ياأم العروسه.. قومي البسي ولبسي بناتك واقدحي زغروته بكل حسك خلي البعيد والقريب يسمعها وخصوصي اللي قصدتوه للستر ومسترش.. واهو محدش يعرف إن اللي جاي يخطبها هو اللي عيملها، واتصرفوا كنه واحد غريب جالها وخدها علي عيبها. 


وفعلا دهب عيملت اللي قال عليه الشيخ جاهين وغيرت خلجاتها، وبمجرد ماسمعت إن المقاول وولده جم، طلعت فوق سطوح بيتها وفضلت تزغرت لغاية ماخلت كل مره من جيرانها طلعت فوق سطوح بيتها تشوف خبر أيه.. والكل بص للشارع عالطرومبيل اللي مفيش واحد فبلدهم معاه واحد زيه، وعيونهم طلعت عالحاجات المتحمله فوق منيه واللي كلها نزلت لبيت عبد الصمد.. 


نزلت دهب وشافت بسيمه عتلبس فشام وحتي هي واختها لابسين واللي يشوف حالهم يقول ولا كأن فيه حاجه حاصله معاهم. 


وقعد توفيق وولده كرار ومعاهم ولده صفوت وابو دراع وطلع جاهين وإبتدا يكتب الكتاب قدام الكل واللي شهدوا عليه صفوت وابو دراع. 


وبعد مااتكتب الكتاب طلع توفيق من جيبه صره 


وحطها عالطربيزه قدامه وفتحها، وكان فيها دهب خلي كل القاعدين عيونهم كانت هتطلع من محاجرها وهما باصين عليه لانه كان تقريباً كيلوا عباره عن غوايش تعبان وحلق مخرطه وكردان وخواتم.. وبحسه العالي قال لكرار ولده:


خش ياكرار لبس لمرتك شبكتها.. لبس الغالي للغالي وقولها إن حظك الحلوا هو اللي خلانا نعرفوا طريقا وطريق ابوها الراجل الزين.. 


وكرار فضل ساكت هبابه ومردش لولا ماابو دراع دكمه حتنه قام ولم الصره وخدها ودخل بيها البيت مع عبد الصمد.. وبمجرد دخوله وعبد الصمد قالهم إن ديه جوز شام.. دهب زغرتت بحسها العالي وفضلت تلف في البيت كله.. 


اما شام فبمجرد ماشافته انفاسها عليت وقلبها إتقبض وحست إنها عتتخنق، وخصوصي لما رفع يده بالصره وشافت فصباعه الخاتم ابو فص أوحمر.. وإهنه الدنيا لفت بيها ومحستش بحاجه تاني، ووقعت بين ادين بسيمه اللي كانت عتبص لكرار بسخط كيف لبوه عتبص للي حاول يكتل عيل من عيالها.. 


اما كرار ففضل شويه باصص لشام وعيتملى فجمالها، وفوراً إفتكر اللي حوصول وبنفس الصوره اللي إتوقعتها تماضر.. شاف همام والسيد وهما عيتناوبوا عليها، وديه خلاه رمي صرة الدهب اللي فيده عليها وهمل الموطرح كله وطلع وهو مش طايق روحه.. 


وبمجرد ماطلع وقف جار ابوه وبغضب قاله: 


مش إكفايه على إكده وعملنا المطلوب مش يلا بينا. 


وإهنه وقف جاهين وقاله بحزم:


له لسه ياكرار.. إنت بكده اديت حق المخلوق وباقي تعطي حق ربك..


كرار: حق ربي فأيه كمان؟ 


جاهين:هم بينا علي بلدنا وإهناك تعرف حق أيه. 


وبالفعل الكل قام.. توفيق وابو دراع وصفوت وجاهين وحكيم وراحوا علي بلد جاهين.. وأهناك لقوا جمع مستنيهم، وعاملين حلقة حاوي، وفوسطهم فيه عروسه خشب متثبته في الارض، وبمجرد وصولهم طلع بشندي من المندره فيده حبل وفي اليد التانيه كورباج، وقرب من توفيق وولده، وبدون مقدمات مسك كرار اللي شاورله عليه جاهين بعنيه، وربطه في العروسه ومرحمش توسلاته ولا حتي ابوه رفله جفن وهو عيستغيث بيه، ولا حتى ابو دراع اللي كان كرار يبصله بتوسل وعيونه مرغرغه بدموع الخوف والخزي من الناس، وأبو دراع نكس عيونه للارض وإتجاهله خالص.. وكانت القاضيه لكرار لما بشندي شقله خلجاته من على ضهره، وادى لأبوه الكورباج وابوه خد منيه الكورباج ونزل عليه بأول جلده خلي روحه فرفحت من الوجع.. ومكانش يعرف إن لسه فيه ٩٩ جلده باقيينله

         الفصل السابع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close