رواية عريس قيد الرفض الفصل الخامس 5والاخير بقلم عفاف شريف

 

 

رواية عريس قيد الرفض 

الفصل الخامس 5والاخير

بقلم عفاف شريف


 

ربما للسعاده عدة طرق

وربما ايضاً لكل منا طريقه الخاص

هذا طريقي

إخترته

وتقبلته بنفس راضيه 

وها أنا اليوم

أنظر أمامي منتظرة نصيبي من السعادة

فأنا أستحق


بعد مده لا تعلمها

كانت تجلس على الارجوحه  بحديقه منزلها

بوجه احمر وخصلات مشعسه

 تضحك وتضحك لا تقدر علي تمالك نفسها

تميم بغيظ وغضب: بس بس

اجابته وسط ضحكاتها: بتخاف من الك*لاب

وانف*جرت ضاحكه مره اخري

كاد ان يتركها ويذهب 

لكن يدها منعته

وهي تنظر له بإعتذار

محاوله التحكم في نفسها 

وهي تتذكر كيف انقذته وهي تركض خلفهم

حتي امسكت توفي

وادخلته لغرفته

معتذرة ل جودي

مغادرة معه سريعا

وها هي تجلس معه تحاول أن تتحكم في ذاتها

قبل ان تقول: الحقيقه منظرك ميقولش انك بتخاف اصلا

تميم بقنوط: ليه وحش

انا انسان وطبيعي جدا مكونش بفضل حيوانات معينه 

رفعت حاجبها ليرد بغيظ: بخاف منها 

اوك

وتلك المره 

لم تقدر علي التماسك

وضحكت مره اخري بقوه 

ورغم غضبه

انف*جر بغب*اء ضاحكا معها


دلفا للمنزل بعد أن عادا لهدوئهم

لكن وقفا كل منهم ينظر لما يحدث باستغراب 

حيث هناك يجلس اهلها ووالده 

ورجل ثالث

امامه العديد من المجوهرات الماسيه

وصفيه تردف بهدوء: رغم  أن كان صعب اوي مشير ييجي النهارده عشان الطرق

لكن لما طلبت منه ييجي عشان ننقي الشبكه

وافق علطول 

اكد مشير قائلا: معنديش اهم منكم يا  مدام  صفيه

بهتت ملامحهم 

وصفيه تكمل: انا اخترت الشبكه 

بس مدحت بيه مصر يسمع راي فريدة 

مع اني قلتله أن رأينا واحد

نظرت فريده له بتيه شديد

قبل ان تقول بتلعثم ووجهه شاحب: عن اذنكم

وخرجت بسرعه 

وهي تردد 

انتهيتي يا فريدة 

انتهيتي 



خرجت للحديقه تشعر بالاختناق 

تشعر بالر*عب

لم تجد نفسها وهو ترفع هاتفها تستنجد بصديقتها وهي تردد بهلع: الحقيني يا سارة

ماما جابت الجوهرجي  مصممه نختار الشبكه

اعمل ايه اكثر من الي عملته 

هروب واتهربت

دوا وحطتله وبوظت اليوم 

كل حاجه وحشه عملتها عشان يطفش

لو لبست الشبكه هيكون خلاص يا سارة 

انا هم*وت

هنت*حر لو جوزوني غصب عني

قالتها بشهقه باكيه تكاد تصر*خ 

وقبل ان تكمل

قاطعه صوت مص*دوم يردد بذهول: ايه

التفتت بسرعه ور*عب

وهي تري تميم يقف خلفها

وقد استمع كل شئ 



ابتلعت ريقها وهي تري ملامحه المصد*ومه

قبل ان ترد باكيه بق*هر: ايوة

المسرحية اللي جوه دي انا مجبورة عليها

انا مغصوبه عليك

انا مش عايزه أتجوز 

انا كنت بحاول اطفشك

وانف*جرت باكيه تكمل: انا اسفه

انا عارفه انك  ملكش ذنب

بس صدقني ولا انا ليا ذنب 

انا بس مجرد لعبه في البيت ده

بتحرك هنا وهناك من غير رأي ليا

يا ريت كنت اقدر مظلمكش 

بس مش  بأيدي انا

انا ظالمه ومظلومه

قا*هره ومق*هورة

دست وانا مداس عليا

عملت اللي اتعمل فيا

انا اسفه 

كان ينظر لها يحاول استيعاب ما تقوله

لا يصدق

حتي هي 

فريدة لا تريدة 

هي مُجبرة مثله

كان يريدها  ان ترفض

ولم يعلم انها هي من ترفضه

ما تلك اللعبه

كيف وصلا لهنا

رفع رأسه لها وهو يرى انهيارها 

قبل أن يقول : انا كمان مجبر 

وكانت الشهقه والتسائل تلك المره منها 

وهي تردد بنهيار: إيه 


كانت تجلس على الارجوحه

لا تشعر بقدمها 

تميم مجبر مثلها

هي وتميم مجبران

هي وتميم

ظلت ترددها لنفسها 

لعلها تستوعب اي مما يحدث

نظر تميم بشفقه هو اولى بها لكنه رد بحزم: احنا الاثنين انجبرنا

احنا الاثنين  كنا بنحاول ننهي المهزله دي

بس محدش فينا نجح

لاننا كنا معتمدين علي رفض بعضنا 

وده اكبر غلطه

اجابته بتعب: انا مبقتش عارفه الصح من الغلط

ازاي يعملوا فينا كده

ازاي

تميم بقوه: الصح

الصح اللي هنعمله دلوقتي 

واكمل بحزم : هنرفض

هنرفض مهما حصل 

هترفضي يا فريدة

تطلعت فيه 

قبل ان ترد بتأكيد هي الاخرى: هرفض يا تميم

.

دلفا حيث يجلس الجميع 

يقفا كتف بكتف ينظروا لهم بقوه

قبل أن يبادر تميم قائلا: اتفضل يا مشير 

تقدر تمشي

صفيه بإستغراب: ليه 

انا خلاص 

قاطعها بقوه: انا قلت يمشي

اسرع مشير بلملمت اشيائه مغادراً

ليقف مدحت  قائلا بذهول: في اي يا تميم

مشيت مشير ليه

تميم بهدوء : اظن كل واحد فينا محتاج يتكلم  معاكم على انفراد

يلا بينا يا بابا

بينا كلام كتير اوي

واحاط كتفه وهو يخرج من المكان

تحت نظرات الذهول 

ووقفت فريدة تنظر لهم بقوه

بقوه لم تدري انها بداخلها يوما 

وقفت صفيه تصر*خ بعصبيه: ما تنطقي

تميم خد ابوه ومشي ليه

عملتي ايه 

انطقي يا فريدة 


لم تجد نفسها سوا وهي تصر*خ بألم: بس 

بس كفايه بقى

صفيه بصد*مه وغضب وهي تقترب منها : انتي بتصر*خي و بتعلي صوتك عليا يا قل*يله الادب

صر*خت بصوت اعلى: هصر*خ واصر*خ و

وقاطعتها صفعه سقطت على وجهها

صمت خيم على المكان

وهي ترفع يدها تتلمس وجنتها

تطالعها بعيني فاض بهم

فاض وانتهي الأمر 

ويا ليتها لم تصل لهنا

يا ليتها


وقفت تطالع امها بعين غائمه قبل ان تنطق بتعب وق*هر  وظلم دام لسنوات وسنوات: هصر*خ

لسنين طويله حتى

عايزه تضر*بيني اضر*بي

والتفتت لوالدها تقول ببكاء اعنف: عايز تضر*ب اضر*ب انت كمان

بس مش هسكت

مش هوقف صر*يخ

كفايه سكوت

كفايه بجد

سنين 

سنين من عمري راحت ساكته

عمري راح وانا ساكته

سكت عن طفولتي وشبابي اللي بتضيع

سكت عن حياتي ودراستي

سكت عن احلامي

سكت وسكت

كأنها لعنه 

كأنكم قررتوا تموتوني حيه

حياه ورديه من برة وسو*دا بشعه من جوه 

ازاي قدرتوا تعملوا كده

انا بنتكم

انتم ليه بتكر*هوني

معقولة مكنش بنتكم

انتم كنتم تقدرو تخلوا حياتي جنه

انتو ربنا اداكم كل حاجه 

ليه بخلتوا عليا بالحنيه والحب

ليه 

واكملت ببكاء وقلب يصر*خ:عشت عمر مق*هورة

يتيمه

لما كنت بشوف ناس عاديه جدا

وبيوتهم مليانه حب ودفي

ووقتها اكتشفت ان الفلوس ملهاش قيمه قصاد دفي حضن ابويا وامي


صر*خت باكيه : جربتوا مره تسألوني 

عايزه ايه يا فريدة 

حلمك ايه

نفسك في ايه

ليه رايكم هو الصح

اللي عايزينه يحصل 

والمصيبه انه بيبقي غلط

انتو حتي مبتعملوش كده لمصلحتي

انتو بتعملو عشان الناس تقول بنتكم عملت

بنتكم درست

طيب وفين بنتكم وسط كل ده

عشت عمري كله في سباق ومقارنه مش عادله ابدا

دايما تقليل غريب من تعبي

تعبي ومجهودي ميساويش حاجه لمجرد ان في حد اتقدم في حياته خطوه انا لسه موصلتهاش

وايه المشكله انا بشر 

انا مجرد بشر 

مش إنسان آلي 

انا عملت كل حاجه عشانكم

عشت عمري بحاول ارضيكم

انا عملت كل اللي اتطلب مني

في سبيل نظره فخر او حب 

او حتي حضن

كنت ماشيه علي السطر 

دراسه وادرسي اللي عايزينه يا فريدة

صحاب وصاحبي اللي نختارهم يا فريدة

لبس وهتلبسي على مزاجنا يا فريدة 

جواز 

وردت بق*هر: وهنجوزك اللي نقول هو ده

مش مهم انا

مش مهم انا عايزه ايه

سنين عمري عشت على اختياركم

النفس اللي باخده شايفين انه كتير عليا

شايفين اني فا*شله 

وحشه

لازم ارفع واخس 

وماكلش 

لازم احرم نفسي عشان ابقي وزن الريشه

سنين بشوف صحابي بيشتروا اكل عادي وانا باكل خضار ني ومسلوق 

كنتي تقدري تعيشيني حياه صحيه مش مجرد روتين قا*تل

انتي كنتي عايزاني شخص انتي نفسك متقدريش تكونيه

عايزه شخص مثالي 

وانا مش مثاليه

ففضلت وحشه في نظرك 

ف طالما وحشه بوحشه

انا من النهارده هلبس اللي احب البسه

هاكل اللي احبه 

وهدرس اللي احبه

وأخيراً هتجوز اللي يختارة قلبي

ليكم عندي بر الوالدين 

بر انتم غافلين ان في زيه للابناء

انا مش هتجوز تميم

ولو اضطريت اكشف زيف البيت الوردي ده

قالتها كاذبه لكن بعض الكذب تستحق المخاطرة


وأخيراً 

تميم كان مجبور عليا

مكنش عايز يتجوزني اصلا


وتركتهم وغادرت 

وتركتهم يعيدوا حسباتهم

تركتهم في صد*مه

تركتهم لعلهم يفيقو من غفلتهم

لعلهم يروا ماذا فعلوا بها


دلف تميم لمنزله يتبعه والده الذي صاح بغضب :

احترمت سكوتك وقلت لينا بيت نتكلم فيه

اكيد عندك مبرر للي حصل 

تميم بهدوء: اقعد لو سمحت الاول

جلس والده بعصبيه وقال: اتز*فت

قولي بقي حصل ايه

وقف تميم يده في خصره ينظر له بتعب قبل ان يقول: فريدة كانت مجبورة يا بابا

كانت رافضه 

اهلها غصبوها

وقررو من غير ما يخدو رأيها

انا مش بس كنت هظلم نفسي بجوازه انا مش عايزها

لا وهظلم انسانه مش عايزاني 

واخداني غصب 

انا مش عايز اتجوز يا بابا

على الأقل حاليا

انا لا عايز اكون ظالم ولا مظلوم

خليني اعيش لحد ما الاقي الانسانه اللي اكون ملهوف عشان يجمعني بيها بيت

مش عايز اخليها ترفضني

عايزه لهفه وحب 

مش رفض وغضب

ارجوك بدون ما تغضب عليا ولا تزعل مني

 صدقني والله انا كنت مستعد اتجوزها واعيش تعيس عشان  بس اشوفك سعيد

بس دي لعبه الكل فيها خسران

فريدة وانا مننفعش لبعض

اوعدك هفكر في الجواز 

بس سبني اخد الخطوه 

واكمل بهدوء: شايف البيت ده

اتبني بحب وحنان وكل حاجه حلوه 

وفضل لاخر لحظه في عمر ماما الله يرحمها 

مليان سعاده وحنان 

تخيل لو مكنتوش بتحبو بعض

كان الورد دبل والسعاده مجرد وهم

الجواز رابط ابدي 

لو اتبني غلط هينتهي اسرع ما بدأ

والكل هيطلع خسران

انت عمرك ما ظلمتني

ولا جبرتني علي حاجه 

وانا قصاد ده مخذلتكش

جرب المره دي كمان

مش يمكن تكون النتيجه كويسه

عشان خاطري يا بابا

انهي موضوع جوازي بفريدة 

اومئ له مدحت بهدوء 

ليتنهد تميم بتعب

متوجه لغرفته 

واثقاً أنه فعل الاصح

فلا كان ظالما 

ولا مظلوما 


بعد مرور شهر

لم يكن شهر هين ابدا على فريدة 

شهر ملئته التحديات والمشادات والإصرار على خضوعها  مره اخري 

لكن مع إصرارها يوم تبعه اخر

ربما 

ربما بدأوا في التأقلم

فهي رغم تغيرها 

لكنها لم تتعدى حدودها ابدا

بالعكس زادت احترام وتقدير وشغف للتقدم اكثر

هم اهلها شائت ام ابت

لذالك ستكون افضل لنفسها اولاً ثم لهم إن أرادو

أما تميم

ف كان تقبل والده للامر اسهل

ف مدحت لم يكن متعنت ابداً

بالعكس معرفته برفض فريدة اقنعه انه كان يصر على الطريق الخاطيء للأسف 

وترك لتميم زمام الامور 

داعيا من قلبه ان يهديه الله 

ويرزقه بالزوجه الصالحه 


هبطت من سيارتها 

تتطلع لذالك المقهى الأنيق البعيد

قررت النزول بعيداً لتتمشى قليلا

سارت بهدوء وإبتسامه خلابه

اليوم هي سعيده

تطلعت لنفسها

ب بنطالها الجينز وسترتها الورديه اللون

وحذائها  الابيض الرياضي المريح

تلمست اذنها بذلك القرط المبهج باللون الوردي

واخيرا خصلات شعرها

على هيئه زيل حصان ناعم مثلها

دلفت للمقهى تبحث عنه بعيناها

الى أن التقت عيناها بعينيه 

يجلس ينظر لها بإبتسامة 

كان كما هو وسيم وجذاب 

ابتسمت له وهي تراه يقف يحييها بهدوء 

جلست ليبادرها قائلاً: استغربت لما كلمتيني وطلبتي نتقابل

اجابته مؤكدة: الاتصال ده اتأخر شهر كامل

لكن اظن جه في وقته المناسب 

انا حبيت اشكرك يا تميم

شكرا من قلبي 

لولا اصرارك كان زمانا ظالمين نفسنا 

واكملت بأسف: وبعتذر عن كل الي قلته وعملته

انا عملت كده من يأسي 

لكن اكيد ده مش مبرر انا اسفه 

تميم بهدوء وهو يطالعها بإبتسامة: المهم انك قدرتي تصلحي وضعك

اومئت له قائله: اه 

يمكن 

المهم 

بدأت ارجع حياتي ل مسارها الصحيح

المهم اني قدرت اك*سر الحاجز ده

وده كله بمساعدتك

الحمد لله 

سألته بهدوء: عمو تقبل قرارك

اومئ لها قائلا: بابا شخص متفهم

ف تقبله كان سهل 

رغم رغبته في جوازي 

وحلمه يشوفني مستقر

الا انه احترم رأي 

وقرر يسيب ليا الخطوه دي

ابتسمت بسعاده 

وقالت: انا سعيده ليك من قلبي 

فعلا مش مجرد كلام 

سعيد ليك وليا

سعيده إن خلاص ربنا جبر بخاطري

اقدر اقول إني سعيده 

شكرا يا تميم

شكرا بجد

قالتها بصدق شديد


خرجا من المقهي

يقفا امام بعضهم البعض

قبل ان يمد تميم يده قائلاً بإبتسامة: فرصه سعيده يا فريدة 

نظرت ليده بإبتسامة ومدتها قائله :فرصه سعيده يا تميم 

فرصه سعيده فعلا

والتفت كل منهما في طريقه

سارت وهي تتطلع حولها بسعاده

لقد تحررت 

تثق أن السعاده ستدق ابوابها

تثق ان الله لطيف بعباده

توقفت فجأه تلتفت خلفها تنظر لظهره بشرود وإبتسامه حزينه

قبل أن تعود تنظر لطريقها

ولم ترى التفاته هو الاخر لينظر لها 

نظرة وإبتسامه سعيده 

سار كل منهم في طريقه 

ساروا لطرقهم الخاصه 

متابعاً كلاً منهما حياته

غافلين أنه 

ربما

ربما

قد يجمعهم يوما ما طريق واحد 

ربما من يدري

                                تمت بحمد الله      

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>