رواية مليكتي الفصل الرابع والعشرون24والخامس والعشرون25بقلم علياء شعبان


 رواية مليكتي الفصل الرابع والعشرون24والخامس والعشرون25بقلم علياء شعبان


أطلقـت مايـا صرخات مدويه وهي تهـرول ناحيه تلك السياره المجهـوله،ومـا أن أحسـت بثُقلاً في بطنها ،حتي تابعـت وهي تصرخ في وجـع،موجهـه حديثها لزوجهـا الذي حاول اللحـاق بالسياره،في تلـك اللحظـه توقف عن السيـر عندما فقد الأمـل في اللحـاق بهـا،،ثم إلتفـت ناحيه زوجته ليجـدها قد جثت أرضـاً،هاتـفه...
-ألحقـني يا مـازن،،مش قـادره في ألم شديد في بطني ،،والبيبي كمان أتحـرك من مكانه.
جحظـت عيناي مـازن في شـده وهو يقتـرب منها ثم قام بحملها بين ذراعيـه،متجهـاً بها لأقرب مشفـي،وسـط صرخاتها المكتومـه ودموعها التي تنهمـر بغزاره مـردده....
-مليـكه أتخطفـت يا مـازن..مليـكه راحت مني.
ربت مـازن علي خُصلات شعـرها وهو يحاول ان يهديء من روعهـا متابعـاً....
-أهـدي ،إن شـاء الله مش هيجـرالها حاجه.
رمقتـه مايـا في ألم وهي تـردف متابعـه في وجـع....
-مش قـادره يا مـازن شكلي هولد،،روحـي بتروح مني خلاص.
شعـر مـازن بالقلق علي زوجتـه،وظل مشتت التفكير بين رغبته في الإطمئنـان علي زوجته ومـا حدث قبل قليل من حادثه خـطف مليـكه....
فـي تلك اللحظه وأثنـاء قياده سيارته قرر الإتصال بسيـف لكي يُخبره،بما حدث،ولكنه وجـد هاتفـه مُغلقاً،وهنـا زفر مـازن في ضيـف وهو ينظـر بين الحين والأخـر إلي زوجته القابعـه جانبه داخل سيارته وعلي وشـك الوضـع،بينمـا قرر إخبار جلال وهنـا قام بمحادثتـه وألقـي علي مسامعـه ما حدث،حيـن أتاه صوت جلال قائلاً بنبرآت هـادئه...
-أنا هتصرف،،وشكـراً أنك بلغتني يا مـازن.
ومـا أن أنهي مـازن حديثه مع جلال حتي تفرغ للإطمئنان علي زوجته وهو يهتف في تـرقب...
-قربـت أوصل يا حبيبتي،،متخافيش.
------
-أبعـدوا عنـي،،أنتـوا مين!...ألحقوني!.
أردفـت مليـكه بتلك الكلمـات وهي تصرخ في ذعـر،في حيـن قام ذاك الشاب الممسكـاً بها كشف القنـاع عن وجهـه هاتفاً في ثبـات.....
-وحشتينـي.
جحظـت عيناي مليـكه في صـدمه وهي تنظـر له بأعيناً دامعـه،لا تعلم أيسعدها رؤيتـه،أم تبكـي علي مـا فعلـه بها،،في تلـك اللحظه ظلت مليـكه تضرب صدره بقبضته الصغيـره ،متابعـه بنبرآت باكيـه....
-لا كدا يا سيـف ،،حرام عليـك خوفتنـي...وبعدين أيه اللي أنت بتعملـه دا!.
نظـر لها سيـف في عشق وهو يثبت ذراعيها أمـام صدرها متابعاً في هـدوء....
-بعمل أيه يعنـي،واحد وخاطف مراته،أيه بقا المشكله هنا؟!.
نظـرت له مليـكه بإستغراب،ثم تابعت بنبرآت متسائله....
-مـراتك أزاي يعنـي مش فاهمـه؟!.
وقبـل أن يُجب سيـف علي حـديثهـا،قام بتحيـه الرجال الموجودين معـه،ثم ترجلـوا خارج السيـاره،بينمـا تابع هو حديثه مجدداً وهو يستئنـف القياده من جديد قائلاً....
-أنـا رديتـك ليا من يوم ما طلقتك يا مليـكه،بس قولـت أكيد هي هتعرف غلطهـا ،وهتطلب أني أسامحها،وبكدا نرجع لبعض من غير ما نكون مجبورين علي دا،لكن أنتِ ولا أي إندهاش،لا ورايحـه تدخلي في إرتباط جديد،،بقي أنا مـراتي،،هيتقري فتحتهـا،يا صلاه العيـد!..أزغرط ولا ألطـم،،خنقتي أمـي.
نظـرت له مليـكه في توتـر وهي تحاول جاهده أن تكتـم هذه الضحكـه التي أحمرت وجنتيها لحبسها،،ثم أردفت متابعـه بنبرآت غاضبـه،علي عكس ما يقطُن داخلها قائلـه...
-وإنت مقولتليش ليه الكلام دا من الأول!.وواخـدني علي فيـن!،،رجعني القصـر دلوقتي حالاً وإلا هبلـغ البوليـس.
اردف سيـف متابعاً بنبرآت تهكم وخبث ،قائلاً...
-هتقولـي للشـرطه أيه!...لو سمحتوا ألحقونـي جوزي خاطفني!
أغتـاظت مليـكه بشـده من حديثـه المتهكم،،ثم أشاحت بوجهها عنه،،بينمـا ظل ينظـر لها من مرآته،،وبعد قليل من الصمـت هتفـت هي قائلـه...
-طيب ممكن أفهم واخدني علي فين!.
-هـاخدك علي مكـان بحبـه أوي،،وأكيـد أنتِ كمان هتحبيـه.
رمقتـه مليـكه بنظـرات قلقـه وهي تهتف...
-طيب ممكن أكلم دادي أطمنـه عليا؟!.
وهنـا ألتقـط سيـف منها الهاتف،ثم أردف متابعاً،في ثبـات...
-مفيش دادي...ومش عـاوز أسمـع سيـره حد خالص،،غيـر أنك معايـا وبس.
--------
-يعني أيه أتخطفـت يا عمـي؟!...وأزاي أنـت هادي كدا؟!.
أردف مؤيـد بتلك الكلمـات وهو يثور كالبركان لما يحدث،ومـا أزعجه أكثر هو هـدوء أعصاب جلال ،،بينمـا تابع جلال قائلاً....
-أفهمنـي يابني،،هي متخطفتـش بالمعني الصحيح،،جوزهـا أخدها بدون علمها،،بس مش أكتـر.
نظـر له مؤيـد في ذهـول وهو يردف متابعاً في ضيـق....
-جوزها أيه هم مش أتطلقوا؟!.
-لا يا أستاذ ،سيـف ردها له من يوم طلاقهـا،،وكُل اللي كان هيتم بينكـم باطل،ولا أنت كنت ناوي تتجـوز واحده في الأصل متجوزه!
زفـر مؤيد في ضيق،ثم تابع قائلاً بنبرآت ثائـره..
-ماشي يا عمـي جلال،،اللي تشوفوا!.
ومـا أن أنهـي مؤيـد حديثه حتي أنطلـق مُسـرعاً خارج القصر،وسط نظـرات مادليـن المصدومه بسمـاع ما قاله جلال،وهنـا هتفت متابعـه في حيـره قائله لنفسهـا....
-أزاي!،دا معناه أن مش رجالتنـا هم اللي خطفـوهـا ،،والخطـه كدا باظـت،،الله يخربيتـك يا سيـف دايماً مبـوظ كل حاجه بتقربنا من هـدفنـا.
وهنـا أردفت متابعـه بحديثها لجلال وهي تستشيـط غضبـاً....
-هو أزاي يعمل كدا،،بـدون علمنا،،مكنش ينفع يخطفها بالطريقه دي!..وبعدين التوقيت مش مناسـب لجنانه دا!.
نظـر لها جلال في إستغـراب متابعاً وهو يتجه ناحيه الدرج...
-هو قالي...وبعدين واحد وعاوز مـراته،هنقولـه أحنا لا،،بأي صفـه!.
ومـا أن أنهي حديثه حتي أتجـه مسرعـاً إلي الغرفه،،تاركـاً إياها تعض علي أناملها من شـده الحقـد والضيـق بداخلهـا...
------
-يعنـي أيه في عربيـه تاني جت وأخـدتها،،إنتوا متخلفيـن؟!.
أردف عـادل بتلـك الكلمـات في حين تابـع أحد الرجال مردداً في هـدوء...
-دا اللي حصل يا عـادل بيه،،ولما بدأنا نتابع العربيه،،الخاطف لاحظ دا وقـدر أنه يهرب مننـا،،أنا مش عارف هو مين دا ولا جـه منين!.
زفـر عادل في ضيـق وهو يضرب بقبضتـه سطح مكتبـه قائلاً بنبرآت متـوعده...
-والله ما هـرحم اللي عمـل كدا.
وفي تلك اللحظه أمسك الهاتف الخـاص به ليُجري إتصالاً بشخصاً مـا....
------
وبعـد مرور بضع ساعات وصل سيـف ألي أحـد الأكواخ وسط رُقعـه كبيره من الخُضـره والزرع الزاهي ألوانـه،،ثم أنزلها من السيـاره وهو يمسك بكفيها متابعـاً وسط نظرات الإعجاب الشديده منها،،قائلاً...
-أيه رأيك في المكان دا!.
أردفـت مليكـه وهي تجـول ببصرهـا،في أرجـاء المكان متابعـه....
-أيه المكان دا ،بجـد تحفه وهـادي أوي،ورقيـق.
وهنـا وقف سيـف أمامها مباشـره وهو مُسلط مقلتـي عينيه عليها،،ثم تابع بنبرآت حنـو وهو يُقبل وجنتيها قائلاً..
-مش أرق منك علي فكـره.
أبتعـدت مليكـه عنه مسافات قليله ثم أردفـت متابعـه في تنحنح...
-أحم،،طيب المكان جميل،،مش هتروحنـي بقا!
نظـر لها سيـف في غيـظً ممـا فعلته ثم قام بحملها بين ذراعيـه بطريقه مفاجأه،وهو يتجـه ناحيه ذاك الكوخ،متابعاً بنبرآت ثابتـه...
-تروحـي فين!..إنتِ بقيتي أسيرتـي،ومفيش خـروج من المكان دا يا مليكتي.
جحظـت عيناي مليـكه في دهشـه وهي تتابع بنبرآت خائفـه...
-أيه دا أنت خاطفنـي بجد بقا!.
جـز سيـف علي أسنـانه،قائلاً...
-اه خاطفـك،،علشان نتجوز هنـا ونقضي شهـر العسل،،ولا هو أنا مليـش شهر عسل زي بقيت النـاس،،أنا أصلاً كنت حاسس أنها جوازه نحس من أولهـا.
قامت مليـكه بتضييق عينيها متابعـه وقد لوت شفتيهـا...
-أنا نحس!
بـدأ سيـف يتماثل للذهول وهو يردف متابعاً في مـرح...
-مين الحيوان اللي قال كـدا!.
أبتلعـت مليـكه ريقها وهي تضع يدهـا علي وجهها قائلـه....
-إإإنت.
-نعـم؟!.
أردف سيـف بتلك الكلمه وهو يهتف بنبرآت أخافتها،،في حين تابعـت هي بنبرآت متوتـره..
-مـاهو علشان يعني أصل...والله العظيم أنت اللي قلت مش أنا.
ضحـك سيـف بشده علي حديثها بينما قامت هي بمـط شفتيها في ضيق من أفعاله،،ومـا هي إلا لحظـات حتي دلف سيـف بصحبتها داخل هـذا الكوخ،،بينمـا تابعت هي بنبرآت إعجاب شديده وهي تضع يدها علي شفتيهـا قائله...
-واو بجـد،،من برا تحس أنه من الطيـن..لكن من جـوا جميل أوي بجـد وحديث ،لا يمـط لمظهره الخارجـي بأي صلـه.
وهنـا قام سيـف بجـذبها من ذراعها داخل أحد الغرف المخصـصه للنوم متابعاً في هـدوء....
-تعالي يا مليـكه.
نظـرت مليـكه لهذه الغرفه في قلـق،ثم أردفت بنبرآت متلعثمـه ،قائله...
-خلينـا قاعدين برا.
لـم يُنصـت سيـف لحديثهـا مطلقاً بينما قام بجـذبها من ذراعيها ثم أجلسها إلي الفراش متابعاً في هدوء وهو يضع يده أسفل ذقنهـا في حنـو قائلاً...
-بصيلـي يا مليـكه عاوز أتكلـم معاكي شويـه.
إنصـاعت مليـكه لحديثـه ثم نظـرت مباشره بإتجـاه عينيه في وجـل،في حين أردف هو متابعاً بنفس نبرآت الحنو....
-عجبك البيت؟!.
أومـأت مليـكه برأسها إيجاباً دون أن تنطق بأي كلمـه،،في حيـن،،تابع هو قائلاً...
-من شويـه قلتـي أن الكـوخ دا من برا تحس أنه من الطيـن لكن من جوا غير،،وأن مظـهره الخارجي لا يمـط بصله لمظهره الداخلـي،،مش كدا؟!.
رمقتـه مليكـه بنظـرات إستغراب ثم تابعت هاتفـه في تـرقب...
-أيوه.
بينمـا أكمل سيـف حديثـه قائلاً في عشـق...
أهـي دي بالظبط حالتي..من بـرا تحسي بجبروت وقسوه في كُل ملامحي ودايمـاً جادي حتي في طـريقي حُبي،،بس أنا من جـوا غير خالص لا أمـط لجبروتي الخارجي بصله،،أنا من جـوا عاشـق،، عاشـق لكل حاجـه فيكي،،تعـرفي يا مليكـه...
دايماً الإنسـان مننـا بيهـرب من أي حـاجه ممكـن تضعفُه أو يحس معاهـا أنه قليل الحيـله،،بس الحُب لعنـه،مُزود بكل الإمكانيات اللي ممكـن تجرك لإحساس الضعـف دا،،وفجأه بتلاقي نفسك بتعشـق روح،وكأنهـا سكنت فيـك،لو خرجت منك،هتكون ساعتها بين الحيـاه والموت،،ومفيش ساعتهـا أي علاج للحالـه دي إلا أنـك تداوي جروح قلبك بوجـوده حواليـك،،علشان كدا البني آدم بيتجنب أبتلاء الحـب دا اللي ممكن يسعـده لحظات ويدشدش قلبه دهـر،،لو بس حصل سـوء تفاهم بين الروحين دول،،علشان كدا إنتِ إبتلاء ومـرض مش عـارف أتخلص منـه..وجـه الوقت اللي تداويلـي جروح روحـي اللي بتنـزف في بُعدك،،وكفايه بُعد لحد كدا،،وأفتكـري كويس أوي أن اللي بيكلمـك عاشـق.
ومـا ان أنتهـي من حديثه حتي نهض من مجلسه وهو يمـد يده لها قائلاً...
-تقبلي الواقـف في محـرابك،،والعاشـق لضمـه منك،تحسسـه أنه لقي وطنـه المفقود؟!.
رمقتـه مليـكه بنظـرات هادئه وبدأت الدمـوع تتجمـع في مقلتيهـا وهي تنظـر ليده الممـدوده إليها،ولكنه في تلـك اللحظه أسرعت بإحتضانه وهي تهتـف بنبرآت باكيـه....
-أقبل ومش عاوزه حـد يسكُني غيرك،،أنا بحبك أوي يا سيـف وعمـري ما حسيـت بالأمـان غير معـاك،إنت اللي غيرتنـي للأحسـن وقربتنـي من ربنـا،،أنا عمـري ما نسيـت أي لحظـه حلوه بينـا،،بس يمكن خُفت يا سيـف،لتكسـرني زيهم بعد ما حبيتـك،،فقررت أبعـد وأبطل أتعلق بيك!.
في تلك اللحظه تابع سيـف وهو يحكُم ضمته عليها قائلاً في حنـو...
-أنا أهـد الدُنيا كلها علشانك،،ومشوفكـيش لحظه في كسره،،أوعـي تفكري كدا تاني،ومتوجعنيش ببعدك.
ظلـت مليـكه تبكي بحـرقه وهي متشبـث بملابسـه،،بينمـا أردف هو متابعاً في مـرح،ليُزيل عنها الحـزن قائلاً...
-إنتِ أيه مشكلتك مع كُل تي شيرتاتـي،،لو طمعانه فيه،،أقلعهولـك عـادي!.
أنطلـقت مليـكه من أمـامه مهرولـه وهي تهتـف في برائه...
-لا خليـه ساترك،،ميرسي مش عاوزه.
أطلـق سيـف ضحكه عاليه علي تصـرفهـا هذا في حين إنطلق هو خلفهـا متابعاً في خبـث...
-مهمـا عملتـي ملكيش حجه المـرادي،،ولا مفـر مني.
بينمـا دلفت مليـكه داخل أحد الغـرف ثم أغلقت الباب بالمزلاج متابعـه وهي تتنفس الصعـداء وبإبتسامه نصـر قائله...
-قال لا مفـر قال..لا دا مفـر ونص،،تصبـح علي خير يا سيـف.
أردف سيـف متابعاً بنبرآت هادئـه من وراء هذا الباب قائلاً....
-يعني دا أخـر كلام عندك يا مليـكه!.
أردفـت مليـكه متابعـه وهي تجلس إلي الفراش في ثبـات ونبرآت مـرحه...
-أيـوه يا قلبـي دا أخر كلام ويلا نـام بقا.
-مااااااشي.
أردف سيـف بهذه الكلمه،،ثم أتجـه مسرعاً إلي أحد الأبواب الموصـده ثم قام بفتحـه في هـدوء وهو يدلف داخل الغـرفه المتواجـده بها مليكـه،،وهنا نظـرت هي في ذعـر ،قائله بنبرآت متلعثـمه....
-يا مامي،،سيـف أنت دخلت منيـن؟!
أردف سيـف متابعاً وهو يجلس بجانبها علي الفراش،ويُمسك بكلتا ذراعيها متابعـاً.....
-من الباب ،،مـا أن طلبت من مهندس الديكور أنه يعمل كل اوضـه ب بابيـن علشان نلعـب القـط والفأر براحتنـا ياروحي.
ومـا أن أكمل حديثـه حتي قام بجـذبها إليـه متابعاً في عشـق ونبرآت هـادئه...
-بحبـك أوي يا مليـكتي.
هـدأت مليـكه بعض الشيء ثم أستسلمـت لقُربه الشديد منها وهي تهتـف في عشق ونبرآت خافتـه...
-وانا بعشقـك يا سيـف.
بينمـا أردف سيـف متابعـاً وهو يُقرب وجـهه منها قائلاً،بنبرآت مـرحه ...
-حيـث كدا بقا...نبـدأ شهر العسل.
ثـم قام بتقبيلهـا في هـدوء،وبـات حبهمـا يصعُب تفتيتـه،،فهل لعشقـه لهـا وإصـراره علي حمايتها حتي لو كان ثمن هذا حياتـه،،مجالاً للفراق..فقد عجـز الفراق عن إبعـادهما وأعلن خسارته أمـام حبهمـا الباق...
-------
نظـر مـازن إلي هذا الطفل الذي يحمله بين ذراعيه،في عـدم تصديق لكونـه أصبح أباً،وأخيـراً تحقق حلمـه الاول والأخير في تكوين أسـره..بل ليست مجـرد أسره ،أنهـا زوجـه أيضاً كانت ضحيـه تفاهاتـه التي تلاشـت تماماً مـا أن اوقعـته في حبهـا،،والآن و بعد كُل ما فعلـه بها ،تكافئـه هي بروحـاً منـه...
وفي تلك اللحظه قام بضـم الطفل في حنـو وهو يهتـف موجهاً حديثه للطبيب...
-مـراتي كويسـه يا دكتور؟!.
أومـأ الطبيب برأسـه في إيجاب وهو يربت علي كتف مـازن متابعاً بنبرآت ثبات....
-الحمدلله المـدام بخير..وهيتم نقلها في غـرفه عاديه،وبمجـرد ما تفـوق من أثر المُخدر ،تقدر تاخدها للبيـت.
شكـره مـازن بشـده ،ثم أتجه إلي أحـد المقاعد ،ثم جلس عليـها وهو يُتـابع بخفوت قائلاً...
-الحمدلله يارب.
------
-مش ذنبي أن الخطه فشلـت،أنا نفذت كل اللي طلبتـه مني يا عـادل.
أردفت مادليـن بتلك الكلمات في حين أكمل هو متابعاً بنبرآت غاضبـه...
-الواد دا مش هيجيبهـا لبر،،وأنا صابر عليـه بس علشان هيفيدنـي في اللي جـاي،وبعـدها هدفنـه حـي.
وهنـا هتفت مادليـن متابعـه في تساؤل وترقُب شديديـن...
-طيب وهتعمـل أيه دلوقتي.
ظـل عادل يُفكـر لبعض الوقـت ثم أردف متابعـاً في حسـم...
-بمـا ان الإتنيـن هـربوا،،ف مفيش قـدامنا غير حل واحـد بس هو اللي هيقـدر يرجعهم.
-أيه هو؟!.
أردفت مليكـه بهذه الكلمـات المتسائله في حين أكمل هـو قائلاً بنبرآت جـامـده....
-جلال...جلال هو الحـل،،إحنا هنخطـف جلال ونهددهم بقتلـه لو مليـكه مجاتش برجلها لحد عنـدنا.
ومـا ان سمعتـه مادليـن يهتف باسم زوجها حتي تابعـت في صريـخ ونبرآت حـاده...
-لا جلال لا،،لو سمحـت أبعد جوزي عن كُل مخططاتكـم دي،،انا مش هسمـح أن دا يحصل أبداً.
هتـف عادل مكملاً حديثه في ثبات يشوبـه بعض التهديدات لها قائلاً...
-أولاً دا مجـرد أجراء صوري علشان نقدر نوصلهـا،ثانياً بقا والأهـم إنتِ مينفعش تعترضي علي كلامـي،،لأنـي خلاص قـررت،وإعتـراضك هيسببلـك المشاكل،فبلاش منه الإعتراض دا.
فـكرت مادليـن لبعض الوقت ثم تابعت وهي تبتلع ريقها ،قائله بنبرآت متلعثمـه...
-أنت وعدتنـي أنه إجـراء صوري،،وأن جوزي مش هيحصلـه أي حاجه!.
-أكيـد.
----------
"فـي صبـاح اليوم التالـي"
أحضـرت مليـكه مسـدساً بلاستيكياً لحمل المـاء،ثم أتجهـت إلي الفراش حيث يغط سيـف في نـومه عميقه،،ثم قامت بالإنقضـاض عليه وهي توجـه هذا المسـدس ناحيته،،وتُعطيه ما يستحق من المـاء بداخله،،فلقد ملت ويأسـت من محاوله إيقاظـه،،وفي تلـك اللحظـه هتفت،مليـكه وهي مازلت مسلطـه المسدس ناحيته قائلـه...
-سيـــف،يلا قوم حالاً وإلا هخلصه عليك وهجيب مياه تاني.
أستيقـظ سيـف علي أثـر الماء المُسلـط ناحيته ثم تابـع بنبرآت مزمـجره...
-إنتِ يا زفتـه ،،بطلي شغل الأطفـال دا.
أومـأت مليـكه برأسهـا سلبـاً وهو تبتعـد عنـه قليلاً هاتفـه...
-مش هبطـل،ومفيش نوم تاني،،أنا صحيـت يبقي أنت كمان لازم تصحي،،وبعـدين أنت جايبني تجوعنـي هنا ،،حـرام عليك.
نظـر لها سيـف في هـدوء وهو يرفـع أحد حاجبيه ،قائلاً...
-ليـه ياروحي،،ما في لبن وجبنـه وزبـادي في التلاجـه،،حاجـه مؤقتـه وهنخـرج النهاردا نجيب كل اللي محتاجينـه.
نظـرت له مليـكه في هدوء وهي تضع المسدس جانباً،متابعـه بنبرآت متلجلجـه وهي تفرك يديها....
-سيـف حبيبي بص أنا كنت جعانه فأكلـت الزبـادي كُله.
أردف سيـف متابعـاً في عشـق...
-بالهنـا والشفـا يا روحـي.
بينمـا أكملت وهي ومازالت علي نفـس حالتهـا قائلـه...
-لا مـا أنا أكلت الجبنـه كمان كلها.
تابـع سيـف وهو ينظـر لها في هـدوء...
-طيب ومـاله يا قلبي،بالهنـا والشفا طبعاً.
أردف سيـف بتلك الكلمات بينما هتـفت مليـكه متابعـه في عجاله من أمـرها ونبرآت طفوليـه....
-بس والله مش أنا اللي شـربت اللبن كُله.
رمقهـا سيـف بجانب عينيـه وهو يتابـع قائلاً...
-هـو في بلاعـه في قلب البيت غيرك يا عمـري.
أومـأت مليـكه برأسها إيجاباً وهي تهتـف بنبرآت حزينـه....
-كانت في قطـه غلبانه أوي،،قعـدت تبصلي وانا باكل كدا،فصعبـت عليـا بصراحـه.
وقبـل أن تُكمل كلامها قاطعهـا سيـف مـردداً وهو يجـز علي أسنـانه...
-وطبعاً لمـا صعبت عليكـي دلقتيلها اللبـن كُله!
أومـأت مليـكه في سعـاده وهو تهتف بمـرح...
-اه كُله،،بس لما شربته بقا كانت مبسوطه اوي وفضلت تجري وتلعـب.
وفي تلك اللحظـه نهض سيـف من فراشـه وهو يتجـه ناحيتهـا في غيـظ،،ثم أمسك بالمسـدس الموضوع بجانبها وقام بإلقاء المـاء عليها قائلاً...
-يعنـي أعمل فيكي أيه دلوقتـي..أموتك بالميـاه وأخلص منك؟!.
ظلـت مليـكه تصدر ضحكاتاً عاليـه جـراء ما يفعلـه بها في حين قام هو بحملها بين ذراعيـه وهو يتجـه ناحيه الفراش متابعاً في خُبـث...
-يعنـي غرقتينـي بالميـاه لا وكمان أكلتـي الأكل كُله،،ودلوقتي جـه الوقت اللي أنتقـم منك.
-------
-مبروك يا مـازن،بس تعـرف لو كان ولـد كنت هحبه أكتـر.
أردف عـادل متابعـاً بنبرآت رخيمـه وهو يجلس داخل غرفتهما بينمـا أكمل مـازن حديثه قائلاً في ثبـات...
-بنت أو ولـد مش هتفرق،،المهم أنها من مايـا،،ودا لوحـده سبب كافي أني أكون أسعـد إنسـان في الكـون.
رمقـه عـادل بنظـرات ثابـته وهو يتجـه خارج الغرفه قائلاً...
-مبروك مـره تاني.
ومـا أن دلف مسـرعـاً خارج الغـرفه حتي أبتسمـت مايـا في سعـاده ثم تابعت قائله...
-مـازن أنا بحبك أوي.
ألتفـت مازن ببصـره إليها،،ثم قام بالإقتـراب منها وهو يحمل طفلتـه بين يديه،،مقبلاً جبينها،وهو يهتـف قائلاً....
-وانا بعـشـقك يا قلب مـازن.
وهنـا أكملت مايـا متابعه بنبرآت متذكره قائله...
-مـازن أنت بجد عـرفت من أونكل جلال أنها مع سيـف ولا بتقول كدا علشان متقلقنيش.
بـادرها مـازن متابعاً بنبرآت مطمئنـه...
-والله مليـكه مع سيـف ،متقلقيش إنتِ عليها،وتعالي نفكـر هنسمـي البنوتـه أيه؟!.
نظـرت له مايـا بجانب عينيها ثم تابعـت بنبرآت محتجـه قائلـه...
-محدش هيسمـي بنوتـي غير مليـكه،،بس أنا مش هقدر أتصل بيها حالياً علشان هي مع سيـف ومش عاوزه أزعجهـم يمكن ربنا يصلح الأحـوال بينهم،،هستني كمان يـوم وبعـدين هقولهـا.
أبتسـم مازن علي حديث زوجتـه متابعاً في حنو وهو يحتضنها بذراعـه الأخـر قائلاً..
-ربنا يديـم صداقتكوا الحلوه دي.
-----
-أيـه دا يا مادليـن إنتِ مش هتروحـي معايا عند مايـا،،علشان تطمني عليها.
أردف جلال بتلـك الكلمات في حين تابعت هي مكملـه بنبرآت متسـرعه..
-لا أنا عندي شغـل وهعدي علي ماما لأنها تعبـت فجـأه،بس بليـز خلي بالك من نفسك أوي.
ومـا أن أنتهـت من حديثها حتي قامـت بإحتضانه في قلـق،،وسط نظـراته المستغربه لتوتـرها الناتج عن اللاشيء بالنسبـه له.
وبالفعل طبع جلال قُبلـه علي جبينهـا وهو يتجـه إلي غرفته ليُبدل ملابسـه،وينطلق للإطمئنـان علي أمانـه مليـكه التي أودعتـها له....
--------
-سيـف يلا بقا زهـقت وانا واقفه مستنيـاك.
أردفـت مليـكه بتلك الكلمات وهي تنتظـر زوجها خارج باب المنزل لعمل جولـه تسوقيه في أحد المولات القريبـه،،ومـا هي إلا لحظـات حتي دلف سيـف خارج المنزل،،وقبل أن يسيرا بإتجـاه السيـاره ،هتـف سيـف متابعاً في خُبـث...
-أيه دا يا هانم،،في شعرايه برا الحجاب أهـي،،ينفع كدا المهـزله اللي بتحصـل دي.
ظلـت مليكـه تهندم من وضع حجابها ،ثم أردفت وهي تلوي شفتيهـا في غيـظ...
-سيـف بطل رخـامـه،أنت بتتلكك علشان منخرجش،،أنا قفشـاك علي فكـره.
ضحـك سيـف بشده علي حديثهـا،،في حيـن قام بإمساك كفها متابعاً السيـر إلي سيارته...
--------
-الـو أزيك يا مـايا يا بنتي،،أخبارك أيه إنتـي وحبيبه جـدو الصغننـه!.
سعـدت مايـا بشده جراء سمـاعها لحديثه فلأول مره تشعـر بدفء حديثه وكأنـها وجدت والدها المفقـود من سنين،،في حين أكملت هي متابعـه حديثها وهي تحـادثه في الهاتف قائلـه...
-أنا كويسه يا أونكل ،جلال،،بس انت مش هتيجي تشوف البيبي ولا أيه!
أردف جلال متابعاً في هـدوء ونبرآت مـرحه...
-طبعاً لازم أجـي أشوف الجمال كُله اللي نور دنيتي،،مش هتكون اول حفيده ليا ولا أيه!
-أكيد طبعاً.
أردفت مايا بتلك الكلمـات في نبرآت يتدفق منها السعـاده لإهتمامه بها،،في حين أكمل هو متابعاً وقد لمح في مرآه سيارته،،أحـد السيـارات تُلاحقـه،قائلاً...
-أنا جاي في الطريق يا بنتـي.
وقبل أن يُكمل حديثه معها ،يـجد هذه السيـاره تقـف أمامه مباشـره ويترجـل منها بعض الأشخـاص ثم قاموا بجـذبه خارج سيارته،وهو يهتـف في إستغـراب ونبرآت متسائلـه...
-إنتوا مين!..وعاوزين أيه،إنطـقوا.
لـم يُجب أحداً إلي حديثه بينمـا أستمعـت مايا إلي مايحدث وهي تضع يدها علي فمهـا في ذهـول ومـا أن أختفي الصوت نهائياً حتي هتفـت هي في ذعـر،قائلـه...
-أونكل جلال..هو ايه اللي بيحصل!،،ومين دول،رد عليـا!..اونكل جلال!!!!.
في تلك اللحظه أقتـرب منها مـازن في خضـه وهو يهتف متسائلاً...
-في أيه يا مـايا.
وهنـا أردفت مايا متابعـه في ذهـول...
-أونكـل جلال،،كان بيتخانق مع ناس وفجأه الخط قطع،، وكان بيقولهـم إنتـوا مين وعاوزين مني أيه!
جحظـت عيناي مـازن في ذهول ثم أردف متابعاً،بنبرآت متوتـره...
-إنتِ واثقـه من كلامك دا.
أومـأت مايـا برأسهـا وهي تُجري إتصالاً بشخصاً مـا بينمـا اتجه مـازن مسرعاً إلي مكاناً يعرفه جيداً....
أجابهـا سيـف متابعاً في هـدوء ونبرآت مـرحه قائلاً...
-أيوه يا مايـا،،لو بتسألي علي تليفون مليـكه انا اللي قفلتـه،،علشان محدش ياخد تفكيرها غيـري.
في تلك اللحظـه هتفـت مايـا متابعـه في بكـاء...
-ألحق يا سيـف اونكل جلال اتخطف.
ذُهل سيـف جراء سماعه لهذا الخبـر ،ثم أردف متابعاً وهو ينظـر الي مليكـه الجالسه بجانبه وتطلب منه محادثه صديقتها...
-أنا جاي حالاً يا مايا.
وهنـا ادار سيـف سيـارته عـائـداً إلي القصر مره أخـري وسط نظـرات مليـكه المُستغـربه له وهي تهتـف قائله...
-في أيه يا سيـف!!..وملامحك أتغيـرت كدا ليه!
نظـر لها سيـف في إشفـاق،دون أن يُجب علي سؤالها ،فقد آثر الصمـت حتي لا تعلم بما حدث لوالدهـا فيخسرها سيـف للأبد ،فهو يعلم جيداً مدي عشقهـا لوالدها،وسمـاع خبر خطفه قد يصيبهـا بحاله إنهيـار،،بينما هتفـت هي مُكرره سؤالهـا....
-سيـف إنت راجع للقصر؟!
أومـأ سيـف برأسـه إيجاباً ،وهو يهتف بنبرآت ثابتـه....
-مفيش يا حبيبتي بس مايـا شكلها تعبانه وعايزه تشوفك.
أرتعـدت أوصالها في خـوف وهي تهتف في قلق...
-ممكن تكون هتولد!...أستـر يارب.
--------
"مـر أكثر من ساعتين،،حتي أقتـرب سيـف من باب القصـر وقبل أن يطلب منها الدلوف داخله،وجد شخصاً مـا يُجري إتصالاً به قائلاً بنبرآت رخيمـه...
-متحاولش تنزلها من العربيه وكمل طريقك عادي،،ورا العربيه السودا اللي قدامك،،وأي محاوله غدر هنقتلها قدامك،،ولو بصيت وراك هتتأكد من عدد العربيات المهوله الخاصـه بينـا.
أغلق المتصل هاتفه في تلك اللحظـه،ثم أخذ سيـف يضرب بقبضه يده ،علي مقود سيارته وهو يتجـه بها إلي حيث أمـره هذا الشخص،،بينما لاحظت مليـكه عدم وقوفـه أمـام باب القصر،وغضبه العارم في تلك اللحظـه تابعـت بنبرآت خائفه ومُستغـربه..
-سيـف هو أيه اللي بيحصل،وموقفتش عند باب القصر ليه!
نظـر لها سيـف في ألم،،فهـو يخشي عليها الصدمات او تعرضها لمكروهـاً مـا،وهنـا اردف متابعاً بنبرآت مختنقـه...
-مليـكه أنا بحبك..أقسم بالله بحبك...متصدقيش عليا أي حاجه هتسمعيها.
ومـا انا أنتهي من حديثه حتي أسرع وراء تلك السيـاره،وسط نظـرات مليـكه المُستغربه لما يحدث،والتي تراقب في صمـت وبأعينـاً مترقبـه....
وبعد مـرور عشر دقائـق وصل سيـف إلي مكاناً كبيراً،،يشبه القصر ولكنه مُحاط بقمماً جبليه،،أنـه نفس المكان الذي قُتلت فيه حياه،وما أن أوقف السياره حتي هتف أحد الرجال له أن يتـرجل منها....
-دلف سيـف بصحبه مليكـه خارج السيـاره وهو يحتضنها بين ذراعيه خوفاً عليها،بينما همست هي متابعـه بنبرآت خائفـه...
-سيـف مين دول!..أنا خايفـه!.
همـس لها سيـف بصوتاً خافتاً في محاوله لطمأنتها،قائلاً...
-أهـدي وأوعـي تخافي.
في تلك اللحظـه قام أحـد الرجال بالإقتـراب منها،لجذبها من يـد سيـف بينما هتف سيـف بصوتاً مزمجـراً ونبرآت مهـدده،قائلاً....
-أوعـي تلمسهـا أنت فاهم!
وهنـا هتف معتـز وهي يُشير لهذا الرجل بيده لكي يبتعـد قائلاً...
-خلاص أبعـد أنت.
أقتـرب معتـز من سيـف حتي وقف أمامه مباشره،متابعاً بنبرآت ناريه...
-وأخيـراً قدرنا نوصلـك أنت والحلـوه!
رمقـه سيـف بنظـرات ناريه،،ثم تابع بنبرآت حـاده...
-فين جلال...يظهـر حالاً...لو عاوزين المُخطط يكمل ،جلال يخرج برا اللعبه دي ومليـكه نفس الحكايه.
أطلق معتـز ضحـكه عاليه وهو يشير لأحـد الرجال،ومـا هي إلا لحظـات حتي قدم جلال وهو مُكبل اليدين،وهنـا جحظـت عيناي مليكـه مما تري ثم هتفت بصريخ وهي تحاول أن تتجـه ناحيه والدها في حين منعهـا سيـف من الإقتـراب متابعـه....
-دادي!
قـام معتز بالإقتراب منها ثم وضـع يده أسفل ذقنها متابعـاً في خبـث...
-مستعجله علي أيه يا حلوه لسـه دورك جاي.
وهنـا قام سيـف بلكمه علي وجهـه متابعاً بنبرآت سـامه....
-لو فكـرت تقرب منها تاني...هقتلك ومش هيهمني مسدساتك والحوارات اللي أنت عاملها دي.
رمقـه معتـز بنظـرات ناريه وهو ينزف دماً من أنفـه قائلاً...
-هاتوا السلاح.
وبالفعل قدم أحد الرجال ،سلاحـاً له ،،بينما أكمل معتـز بنبرآت أشبه بفحيح الأفعـي...
-لو عاوز مراتك تخرج من هنـا بسلام وأنت معاها،تقتل جلال حالاً.
وما ان أنهي حديثه حتـي وضـع السلاح بيد سيـف ،الجاحظـه عينيه في صـدمه،بينما أكملت مليـكه بصرخات مدويه....
-لا يا سيـف أوعـي تعمل كدا،علشان خاطري.
وهنـا قام أحـد الرجال بتسليـط السلاح بالقرب من رأسها،،عندما هتف معتـز متابعاً في خبـث..
-لو جلال ممـاتش حالاً،،الذخيره اللي في المسدس دي،هتخلص عليها.
أرتعـدت أوصال سيـف لسماعه بهذا الحديث،وهنـا وبدون أي تفكيـر قام بتوجيـه السلاح ناحيه جلال الذي هتـف في ذهول...
-أوعـي تعمل كدا يا سيـف.
في تلك اللحظـه أطلق سيـف الطلقات الناريه بإتجـاه جلال حتي أصابتـه وسقط أرضا،تحاوطـه الدماء من جميع الإتجاهاتً،،وهنـا أردفـت مليكـه متابعـه في صريخ....
-بابي!!!!!

الحلقه الخامسـه والعشرون°°مليكـتي°°💛
------
ظلـت تصرخ في هيستيريـا،عنـدما سلـط سيـف السلاح أمـام والدها،ومـا أن أطلق النـار عليه حتي هتـفت في صـراخ دوي في أرجـاء المكان،بعد أن فقـدت القدره علي الوقوف ثم سقطـت أرضـاً ،صارخـه....
-دادي!
نظـر لها سيـف في ألـم وهو يجـول ببـصره بينهـا وبين والدهـا،المُلقي صريعاً علي الأرض،وهنـا هتف سيـف بنبرآت مزمجـره وهو يوجـه حديثـه لمعتـز قائلاً....
-هـا أرتاحـت ،،خلصنـا بقا من أم المخطط دا،،عاوزين أيه تاني!
رمقـه معتـز بنبرآت متوتـره وهـو ينظـر لعين سيـف الحمـراوتين متابعاً...
-لسـه المقبـره...واللي مفتـاحـها مـراتك.
ألتفـت سيـف ببصـره إلي مليـكه الملقـاه علي الأرض،متابعـاً وهو يهرول ناحيتهـا قائلاً....
-ومـراتي هي بقا اللي هتوصلـك للمقبـره.
أردف معتـز متابعاً في ثقـه وهو يقترب منهم ثم جثي علي الأرض،قائلاً...
-دي هي الأسـاس.
في تلـك اللحظه قام سيـف بضمها إلي ذراعيه في قـوه وهو يـردف قائلاً.....
-وأيه الدور اللي هتقـوم بيه.
نظـر له معتـز متابعـاً في شـرح....
-دا دورها كبير أوي،يا سيـف..أنا بقـا هفهمـك،،السؤال اللي محيركـم من زمـان..اللي هـو أيه علاقه مليكـه بإكتشـاف المقبره،،بصي يا سيـدي.
رمقـه سيـف بنظـرات ترقب وهو يتحسـس جيب بنطالـه في هـدوء،بينما أردف معتـز قائلاً...
-السلسله اللي كانت لبساها مليكـه،،بتكون مفتـاح المقبره الأم،،بس المشكـله هنا أن مش أي حد يقدر يوصلها،ودا اللي توصلنا ليه مؤخـراً،لأن السلسله ببصمـات أيد الحلـوه..حاولنا مع السلسلـه بكل الطرق،،بس الواضح أن حيـاه كان عندها مخ عبقـري،وقدرت تقرأ المستقبل،،وعلشان المقبـره دي تتفتـح لازم مليـكه تضغط علي العيـن السحـريه الموجـوده جـنب السلسلـه،لأن في إحتمال من الإتنين،أن يكون السلسله دي جـواهـا حاجـه،،أو فيها إشاره زي البوصلـه لمكان المقبـره،هـا عرفت عاوزين من مـراتك أيه،بس مجـرد ضغطـه علي العين السحريه الموجـوده في السلسله وإحنـا هنقـوم بالباقي،وساعتها هنكافئـك علي حُسن تعاونك معانا وهتخرج من هنا بأمـان أنـت وهـي.
جحظـت عيناي سيـف بشـده ممـا يسمـع ،ثم أردف متابعاً من بين ذهوله....
-يـا ولاد الكلـب.
في تلك اللحظه أطلـق معتـز ضحكـه عاليـه متابعـاً في خبـث...
-إنت فاكـر،أن مفيش حد ذكـي غيرك!.،،لا تبقي غلطـان.
رمقـه سيـف بنظـرات ناريه ،ثم حـاول إفاقـه زوجته بينمـا هتف معتـز قائلاً في جمـود...
-مفيش داعي أنك تفوقها حالياً،،ودلوقتي مطلوب منـك تتخلص من جثـه جلال في أي مكان.
صـرخ سيـف بنبرآت متشنجـه وهو يهتف قائلاً..
-عاوزني أمـوته وكمان أرميـه في أي حتـه.
-دا أمـر ولازم يتنفـذ وترجع تاني في خلال ربع ساعـه،أمـا بالنسبـه للحلـوه ف أحنـا هنستضيفها لحد ما أنت ترجع ونفـذ المهمـه.
تابـع سيـف مكملاً بنبرآت صـارمـه...
-هاخـدها معايا،وهترجـع بردو معايـا.
أردف معتـز متابعاً وهو يواليـه ظهره مبتعـداً عنه..
-أنا قلـت اللي عندي،لو باقي علي حياتك وحياتهـا.
نظـر لها سيـف في إشفـاق وهو يربت علي خصلات شعـرها في آلم متابعاً بهمسـاً في أذنها ،وكان صوته غير مسموع بالمـره قائلاً...
-سامحينـي،،أحيـاناً الظـروف بتجبر الإنسـان أنـه ينحنـي ليهـا،وبيضطـر يرضي بالذُل لمجـرد أنـه أرتكـب خطأ في حياتـه،،ورغـم أنه مبيكنش قاصـد يرتكبـه،بس بيضـر ناس موجـوده في حياته لمجـرد أنهم حبوه،،بس صدقينـي وحياه ضعفـي وقله حيلتي قـدامهم علشان أحميكـي ونظـرات الإنكسـار اللي وجهتيهالـي،،لأبكيهم بدل الدمـوع حسـره.
كـان يدرك جيـداً أنهـا لا تستمع مطلقاً إلي حديثه ولكنه أراد أن يُفرغ ما بداخله من وجـع،ثم قام بإدخال يده في جيب بنطاله،وقام بإلباسهـا خاتماً في أحد أصابعهـا وهو يضـع قبله علي جبينها،متابعاً وسط نظرات معتـز المُستغربه لما يفعل،قائلاً....
-عاوز مكان أحطـها فيه ومحدش يدخله،لحد ما أرجـع،ولو عاوزني أنفذ اللي إنت عاوزه بالحـرف،متحاولش تثير غضبـي.
أردف معتـز متابعاً في هدوء وهو يُشير إلي أحـد الأبواب قائلاً...
-هنـا.
نظـر سيـف إلي حيث يشير ثم قام بحملها بين ذراعيـه متجهاً إلي داخل هذه الحجره البسيطـه ثم دثرها في الفراش وهو يُغلق جميع النوافـذ في هدوء،،ثم دلف خارج الغرفه بعد أن أحكم قفلـه بالمفتاح،وما أن أنتهي حتي وضـع هذا المفتاح في ستـره بنطاله وهو يتجـه ناحيه جلال المُلقي علي الأرض،وهنـا قام بحمله بيـن ذراعيـه وقبـل أن يتجـه إلي سيارته،سمـع صوتاً يردُف في ذهـول....
-عمـي جلال!!!...سيـف أيه اللي بيحصـل دا!
أردف مـازن بتلك الكلمـات في حيـن نظـر سيـف له بذهول وهو يتابـع ،بنبرآت متسائلـه...
-مـازن أيه اللي جايبك هنا!..وتعرف المكـان دا منين أصلاً!.
وقبـل أن يُجب مـازن علي سؤالـه،هتـف عـادل متابعاً وهو يتجـه داخل هذه الساحه...
-مـازن ابني...جـديده عليك دي، أنا عارف.
نظـر سيـف له متابعاً في شـك...
-وإنت مين بقـا.
أطلق عادل ضحكه عاليه وهو يتابع قائلاً...
-انا قاتل حياه،وانا اللي امرتهـم يقتلوا جلال من خلالـك،وكُل دا بأمـر من الريس الكبيـر،،بس دا بقا محدش يقدر يشوفـه غير اللي هو راضـي عنه،،وعلشان تقدر تقابله لازم تنفـذ تعليماته كُلها بالحـرف.
شـرد سيـف في حديث هذا الرجل للحظـات ثم تابع وهو يجـول ببصره بينهم....
-وكلكوا بقا طابخينهـا مع بعض،وإنت يا مـازن بتستغفلنا،وداخل بينا علشان تنقلهم معلومـات.
هـتف مـازن متابعاً بنبرآت مختنقـه...
-صدقني يا سيـف انا معنديـش علم ،بأي حاجه بتحصل هنا،،أنا أتجوزت مـايا علشان بحبها ،صدقني عمـري ما فكرت أتجسس عليكـم.
نظـر له سيـف في ثبـات ثم تابع بنبرآت جامـده،وهو يتجـه بجلال القابع بين ذراعيه ناحيه سيارته..قائلاً....
-هخلص من جثتـه وراجع،ومحـدش يفكـر ،يقرب ناحيه الباب دا.
ومـا أن أنهي حديثه حتي أتجـه مسرعاً إلي سيارتـه وقادها منطلقاً....
-------
-مش بيـرد يا أمي ،مبيردش.
أردفت مادليـن بتلك الكلمات وهي تهـزي داخل حجره والدتها ذهاباً وإياباً،وقد بدي التوتر جلياً علي ملامحها ونبرآت صوتها،بينمـا تابعـت السيـده ألفـت قائله في هـدوء....
-أهـدي يا مـادلين ،مش هو أكدلك أن جلال برا الموضـوع،وبعدين دا أنا يـاما حذرتك أنك تبعدي عن الموضوع دا،ومسمعتيـش كلامـي.
زفـرت مادلين في ضـيق وهي تصرخ بها قائلـه...
-أنا في دلوقتـي يا ماما ،،ومش قادره أستحمل غيبـه جلال،وبعدين الحيوان اللي اسمـه عادل قافل تليفونه ليه.
نظـرت لها ألفت في ضيـق وهي تهتف متجهـه خارج الغرفه..
-ربنا معـاه،،ويهديكي من اللي بتعمليـه.
------
-ياربي كُلهم تليفوناتهم أتقفلت مره واحـده كدا!
أردفت مايا بتلـك الكلمات وهي تحتضـن طفلتها في قلـق متابعـه....
-استـر يارب،،وإنت يا مـازن يا تـري رحت فين وسبتني في قلقي عليـك دا!.
--------
قـام عـادل بجذبه من ذراعه متجهاً بـه إلي غـرفه مكتبه الموجوده داخل هذا المبني القديـم،وهنـا هتف مـازن متابعاً في ضيـق....
-إنت أزاي بالقسـاوه دي،،ذنبه أيه جلال علشان تقتلـه..وذنب مليـكه أيه ،تدفـع تمن حقدكم هي ليه!،،وبعدين من أمتـي سيـف بيتعامل معاكـم!.
نظـر له عادل في ثبـات ثم أردف بنبرآت حـازمه،قائلاً...
-هيتعـامل معانا من النهاردا ،ومتدخلش نفسـك في الموضـوع دا يا مـازن،وخاف علي مراتك وبنتـك،،واحنا عاوزين من مليـكه مهمـه واحده وهنفـكر نسيبها.
رمقـه مـازن بنظـرات غاضبـه،متابعـاً...
-ويا تـري أيه المهمه دي يا بابا!.
تابـع عـادل حديثه وهو يُخرج القلاده من جيب بنطالـه مردداً....
-بصمـه من صوابعـها الحلوين للسلسلـه دي.
ظـل مـازن مُسلط نظـره إلي هذه القلاده وهو يهتـف في تساؤل قائلاً...
-وأيه السلسلـه دي!
-دي يا سيدي سلسله مليـكه اللي هتمكنـا من الوصول للمقبـره.
أردف عـادل مكملاً لحديثه،بينمـا تابع مـازن قائلاً وهو يتجـه خارج الغرفه....
-لو سمـحت يا بابا ،،كفايه أذيـه،،وسيب مليـكه في حالهـا،،هي عاشت طول حياتها من غير حُضن أم بسببك،لا ومكتفتش بكـدا ،أنت استكترت عليها حُضن أبوها كمان فقتلـته،،ولعلمك لو مسيبتش مليـكه في ظرف يوم واحد انا هبلغ البوليـس،،ها هتقتلنـي أنا كمان زيهم،،سلام.
ومـا أن أنهي حديثه حتي أتجـه مسـرعاً خارج الحجره،وهو يعـزم علي تنفيذ ما هـدد به والـده...
------
إستعـادت مليـكه وعيـهـا وهي تجول ببصرها في جميـع أنحـاء الغـرفه،وقـد تذكرت مـا حدث لوالـدها قبل قليـل فأخـذت تصرخ في نحيـب وهي تُهرول ناحيه باب الحجـره متابعـه بنبرآت منكـسره....
-بابا...أفتحـولي الباب دا،،أنا عاوزه بابا حالاً...أفتحـوا البـاب،،أفتـح يا سيـف،صدقنـي هقتلك يا حقيـر،،كلكوا كلاب،،أفتحولـي.
ظلـت تنتحـب علي حال والدها وهي تطرق الباب بقبضـه يدها ،طـرقات متواليـه،وما هي إلا لحظـات حتي قدم أحـد الرجال متابعاً بصوتـاً رخيمـاً...
-أخـرسي يا بـت إنت،مسمعلكـيش صوت.
أردفـت مليـكه متابعـه بطريقه هيستيريه ...
-بقولك أفتحلي البـاب دا،،حـرام عليكم بقا كفايه أخدتوا ماما وبابا منـي ،،ربنـا ياخدكم،،وحسبي الله ونعم الوكيـل.
ومـا أن أنهت حديثها حتي أنهـارت أرضـاً وهي تضع يدها علي فمهـا متابعـه بصريخ،ونبرآت غير مستوعـبه....
-سيـف!،،سيـف يقتـل بابا طب أزاي!.
فـي تلك اللحظـه إتخـذت هي وضـع الجنيـن في تلك الغرفه المُظلمـه والتي تسلل إليها الضـوء خِلسـه،وهي تبكي وعلي صوت شهقاتها متابعـه في وهـن....
-كنت عارفه إني هحبـه بجد في يوم من الأيـام،كنت واثقـه أنه عمـره ما هيـخـذلني،بس هو خلاني عشقتـه ولمسـت النجوم بإيدي،كنت حاسه إني شبـه بنت علي حافـه الموت والضعف قتلها،وفي لحظـه انقذها هو وكأنـه روح ودبـت فيها...صح هو كان الروح وفجأه جرحني وباع جـروحي علشـان الفلوس؟!..وأخـر المطاف أذاني في الحاجـه الوحيده اللي كانت بقيالي في الدنيـا دي "بابا"... بس أنا هنتقـم منه لازم يعـرف أن الضعيـفه دي فاقت،من غيبـوبه ضعفـها بجبروت،وهـو أول هدف لإرضاء جبروتها!!.
ومـا أن أنتهـت من حديثها،حتـي مسحت وجنتيها في جمـود وهي تنهـض من جـديد،ثم أخذت تطـرق مجدداً علي هذا الباب في عنفـوان.....
--------
-قـام سيـف بإلقاء هـذا التابـوت في النهـر،وهو ينظـر في شـرود إلي ما حـدث قبل قليل ،،ثم ألقي نظـره أخيره إلي التابوت والمـاء تبتلعـه وهو يـزفر في ألـم قائلاً...
-سلام.
فـي تلك اللحظه أسرع سيـف متجهاً إلي سيـارته،ثم قادها مجدداً إلي ذاك المكان ،حتي لا يترك زوجتـه بينهم ....
------
-مـازن إنت كـنت فين!!!..وفين أونكـل جلال!.
وهنـا جلس مـازن علي أقرب مقعـد قابلـه،واضعاً رأسـه بين يديه،ثم هتـف بنبرآت مختنقـه....
-أونكـل جلال مات يا مـايا،،مش قـادر أصـدق!.
نظـرت له مايـا في ذهول ثم هتفـت بنبرآت صارخه...
-مـات!..أيه الهبل اللي إنت بتقـوله دا،،دا لسه كان بيكلمنـي،،بصلي يا مـازن وقول أنك بتهزر!!
أردف مـازن بنبرآت مختنقـه وقد فرت عَبره علي وجهـه في ضـيق...
-لا مش بهـزر يا مـايا...واللي قتلـه سيـف وبضغط من أبويا،وحاليـاً هم خاطفين مليـكه،أنا مخي وقف مش قـادر أفكـر ،ولازم ألاقـي حل وأساعـدهم في أسرع وقـت.
ظلـت مـايا تنظـر له في صدمه دون أن تنطـق بكلمـه واحـده،في حيـن تابع مـازن قائلاً...
-سـاعدينـي يا مايا،،مش قـادر أفـكر.
جلسـت مايـا بجانبه علي الفراش وهي تـردف في نبرآت مختنقـه...
-عمي جلال مات وسيـف هو اللي قتلـه،ومليـكه أتخطفت،،وعـاوزني أفـكر يا مـازن وأبوك القـاتل.
وهنـا هتفت بصريخ وهي تضرب بقبضـه يديها صدره قائله..
-أبوك هو القاتل الأول يا مـازن...من ساعه ما دخلتوا حياتنـا وإحنا بنتوجع بسببكـم،،أنا بكرهك..بكـرهك وهاخد بنتي ومش هخليـك تشوفها لحظـه واحده،ولو أختي مرجعتليش في أقـرب وقـت هبلغ البوليس عنكم،أنت فاهم.
وفي تلك اللحظه نهضت من مجلسـها،ثم قامت بحمل أبنتهـا متجهه إلي خارج الغـرفه،في حين أسرع هو إليـها ثم جثي علي ركبتـيه ،ممسكاً كفيها في بنبرآت متألمـه..
-بالله عليكِ،متسيبينيـش يا مـايا ،أنا ما صدقـت لقيتك،أقفـي جنبي وساعدينـي أكشف الحقيقه وأنقـذ مليـكه،،بس بالعقل علشـان هي متتـأذيش.
شـردت مايا قليلاً في حديثه ثم أردفت متابعـه ،ببكائاً مريراً،،قائلـه...
-ونـاوي تعمـل أيه يـا مازن.
عـدّل مازن من وضعيته وهو يُغلق باب الحجـره متابعاً في حسـم...
-أنا هقولـك.
------
دلـف سيـف مجدداً داخل هـذا المـكان المهجـور ،وهـو يتجـه داخل أروقته ناظـراً له في تأمـل وتركيـز واضـح وكأنـه يُفكر في شيئـاً مـا،،وفي تلك اللحظـه نظـر سيـف إلي أحـد الغرف في هـدوء،ثم أتجـه ناحيتها وشـرع في فتـح المزلاج،وهنـا قام معتـز بإمسـاك كفه متابعاً في جمـود...
-ممنـوع.
نظـر له سيـف في ثبـات،ثم أردف وهو يُزيح يده قائلاً....
-وممنـوع ليـه!.
-علشـان دي أوضـه البوص الكبيـر،ومينفعش حد يدخلها غير بأمـره،وأنصحـك أنك متحاولـش.
أردف معتز بتلك الكلمـات وهو يبتعـد معه بعيداً عن هذا البـاب في حين أكمل معتـز قائلاً بثبـات...
-ودلوقتـي تقدر تستريح في الأوضـه اللي موجـوده فيها مراتك،وياريت تهديها شويـه علشـان،مش عاوزه تبطـل صريـخ،وبـكرا هنبدأ ننفـذ مهمتـها.
رمقـه سيـف بنظـرات شـك وهو يواليـه ظهره متابعاً في صـرامـه...
-ماشي.
إنطـلق سيـف متجهـاً إلي الحجره التي تجلـس بها مليـكه،وما أن دلف داخلها حتي هرولـت هي ناحيتـه بأعينناً يتطايـر منها الشرار،متابعـه في صـريخ...
-لسـه عاوز أيه تاني يا حقيـر ...دا أنا هقتلـك ،زي ما كسرت قلبي علي بابا ،،أنت أقذر بني آدم عرفتـه في حياتي.
وأثنـاء حديثهـا وجدت أمامها سكينـاً موضوعاً علي أحد الطاولات ثم أمسكـته متابعـه في صريخ وهي تتجـه ناحيه سيـف،قائلـه....
-لازم تموت دلوقتـي،لو فاكر إني هعيطلك علشان تسيبني أمشـي تبقي غلطـان.
ثم شرعت في مـد السكيـن أمامه مباشره في حيـن قام هو بإمسـاك يدها ثم القي السكيـن منـه أرضـاً وهو يهتف في حنـو قائلاً...
-مليـكه أهـدي.
أخـذت مليـكه تصـرخ بـه وهي تحاول جاهده أن تحرر يدها من قبضتـه،،ثم تابعت بنبرآت ناريه...
-سيـب إيـدي يا قذر.
قـام سيـف بضمـها له في ألـم،وقبل أن يردف هاتفاً ،لمـح أحد كاميـرات المـراقبه،في جانب من سقـف الغرفه،كانت الكّاميره ضئيلـه الحجم وبالقرب من المصبـاح الكهربي،ولكـن أستطاع سيـف بذكائه لمحها،وهنـا أردف متابعـاً بنبرآت مزمجـره...
-أه انا قتلـت والدك،،وقريب أوي هقتلـك ،،وهـاخـد كل فلوسـك،،وهسـاعدهم في إكتشـاف المقبـره،،إنتِ فاكره إني بحبك والكلام دا،،لا يا حلـوه الحب مش بيأكل عيـش،،بس الفلوس بترفعنـا لفوق أوي.
وهنـا قامت مليـكه بالبـثق علي وجهـه متابعـه في صـريخ...
-اه يا زبالـه،،ربنا ينتقـم منك،،أوعـي تكون فاكر أنك هتنتصـر كدا لمجـرد أنك أستقويـت عليا وقتلـت بابا لا يا سيـف لازم تعـرف أن كسـره القلب،ليهـا قصاص،وربنـا قال ولكـم في القصاص حياه،،فأنا مش زعلانـه علي أي حاجه خسـرتها،لأنـي واثقـه أوي في جبروت ربنا علي كل ظالـم وتنفيـذ عدالتـه مهما كـان الظلـم دهـر.
ومـا أن أنهـت حديثـها حتي أتجهـت إلي أحـد زوايا الحجـره ،ثم جلسـت بها وتنسـاب الدموع علي وجنتيها مجدداً ولكن بنبرآت مكتومه،،بينما قام هو بالجلوس إلي أحـد المقاعد وهو مُسلـط عينيـه عليها في حـزن....
------
-زي مـا سمعتـي يا مـادلين هانم،،جـوزك مات،،واللي قتلـه الزفت اللي إنتِ أجرتيـه.
أردف عـادل بتلـك الكلمـات في حين هتـفت مادلين بصريـخ وهي تسقـط أرضـاً من شده الصـدمه متابعـه....
-لا يا عـادل أنـت بتكذب عليا،،جلال ممـاتش،وأنت وعدتني أنه هيرجعلـي بخير.
أسـرعت والدتها متجـهه إليـها ثم قامت بإحتضـانها في فـزع مـردده بعد أن وجـدت أبنتها بتلك الحاله وقد سقط منها الهـاتف أرضـاً....
-مادليـن،،بنتـي!....أيه اللي حصـل!.
نظـرت لها مادليـن في صـدمه وهي تلطـم وجههـا في صريخ....
-جلال ممـاتش،،مماتش لا...عـادل الكلب دا كذاب،،مستحيـل ،،هم بيكذبوا عليا صح يا ماما.
نظـرت لها ألفـت في ذهول وهي تضـع يدهـا علي فمهـا متابعـه....
-جلال مـات!.
-------
نظـر عـادل إلي الهاتف ليجد الإتصال قـد إنقطع وهنا قـام بإخـراج تلك القلاده من ستره بدلتـه،متابعاً في خبـث...
-كدا اللعبـه أحلـوت،،ومـادلين هتقـدر تاخد ميراث جوزها المرحـوم وتحل عننـا،،وإحنا بقا نركز مع اللي هنحصـده من المقبـره.
ومـا أن أنهـي حديثه حتي قام بتقبيـل القلاده في خبـث،،ثم وضعـها داخل الدرج الخاص بمكتبـه،وأتجـه علي الفور إلي غرفتـه....
-------
أستمـع مـازن إلي كل مـا دار بين والـده وتلك الأفعـي وما أن رأي والده يشرُع في الدلوف خارج الحجره،حتي قام بالإختبـاء علي الفـور ،،بينمـا هتـف مـازن متابعـاً في صـدمه...
-مادليـن!!!.
ولكـنه أفاق من صدمته مجدداً وقرر الدلوف داخل مكتب والده ،،وبالفعـل دلف داخل المكتـب بكل سهوله فهو علي علم بكل ما يخص والده،وفي تلـك اللحظـه بدأ بالبحـث عن هذه القلاده في عجالـه من أمـره وبعد عـده دقائـق من البحـث وجدها في أحد أدراج والـده المُخصصـه بكل الأوراق الهامـه به،وهنـا قام مـازن بوضعـها في جيب بنطاله ثم أتجـه مسـرعاً خارج المكتب وهو يلتقـط أنفاسـه أخيراً،،ثـم أسرع الخُطي إلي غرفته مجدداً،وما أن أغلق الباب حتـي هتف بنبرآت مضطربه قائلاً....
-الحمدلله،،وصلت للسلسلـه.
نظـرت له مـايا في ذهـول وهي تنظر في مُقلتي عينيـه مباشـره،،متابعـه بنبرآت متوتـره...
-بجد يا مـازن.
أبتسم لها مازن في هـدوء من بين قلقـه متابعاً في ثـقه،وهو يمـد يده لها قائلاً....
-اهي يا مايا،،بس أنا لازم أنزل حالاً الحق سيـف ومليـكه،،انا متأكد أن سيـف ملوش ذنب في كل اللي بيحصل دا وهو اللي هيساعـدني أني أنقذ مليـكه،،وإنتِ أقفلـي الباب عليكي بالمفتـاح ،،هرجعلك علي طول مش هتأخـر.
أومـأت مايا برأسها إيجاباً وهي تهتف له بنبرآت أمتنـان...
-شكراً أوي يا مـازن.
وهنا قام مازن بطبع قبله سريعه علي جبينها ،،ثم أتجـه عائـداً إلي هذا القصر المهجـور...
------
ظـل جالسـاً علي هذا المقـعد وهو شارد الذهن في الوصـول إلي حلاً لتلك المعضلـه في أسـرع وقـت وبينمـا هو شارد الذهن وجـد هاتفـه يُعلن عن إتصالاً وما ان رأي المُتصل حتي هتف في خـفوت وهو ينظـر إتجـاه مليـكه التي كانت شارده في عالمـاً أخـر...
-مـازن!.
زفـر سيـف في ضـيق وهو يجـز علي اسنانه،،فهـو يظن أن مـازن دبر مع والده للإيقـاع بهم،،فقرر علي الفـور تجاهل إتصالـه حتي لا يكشف عن غضبـه العارم وكلماته المنتقمـه أمام تلك الكاميرا ،التي وبلا شـك تسجل كل ما يحدث داخل الغـرفه....
ظـل مـازن يُكرر إتصاله،وما ان يأس من عـدم إجابته حتي قام بإرسال رساله نصيـه له،،يُخبره فيها أنه في طريقـه لمساعدتهم علي الهـرب وبحوذتـه تلك القلاده الخاصـه بمليـكه....
ذُهل سيـف مما يري من فحـوي هذه الرساله ثم اردف متابعاً في نفسـه....
-معقـول كلامـه دا صحيح،،طيب وليه مازن عاوز يساعدنا،،وهو اللي ساعد باباه علشان يوصلولنـا.
وهنـا فكر سيـف لبعض الوقـت ثم خطـرت في ذهنـه فكـره،في تلك اللحظـه أتجه مسرعـاً إلي الكابل الخاص بالإضـاءه ثم قام بإطفائـه علي الفور ،وهنا ألتفـتت مليـكه متابعه في قلـق...
-أنت بتعمـل ايه!
-عادي هنام ومبحبش النـور.
هتف سيـف بتلك الكلمـات في حين قـام بإحضار مقعـداً ثم صعـد إلي مصبـاح الإناره وقام بوضـع أحـد الأقمشـه الموضوعه داخل الحجره علي كاميره المراقبـه تلك وما أن هبط إلي الأرض مجدداً حتي عاود كبس المصبـاح ليُنير مره أخري وهو يضع أصبعـه علي فمـه وهو ينظـر لها قائلاً بحركات الإشاره....
-هششش.
إستغربت مليـكه ممـا يفعل ،،ولا تعلم أنه قام بحجب الرؤيـه عن كاميره المراقبه تلك،،ليظـن المراقب أنه مازال غالقاً لأضـواء الغـرفه....
-----
أتجـه مـازن إلي هذا القصر مجدداً ،،ثم أحذ يُهرول إلي تلك الغـرفه،وهو يهتـف بنبرآت خافتـه قائلاً...
-أفتـح يا سيـف بسرعه،،قبـل ما يرجعوا.
وهنـا قام سيـف بالإقتـراب من باب الحجره،،ثم قام بفتحـه في هدوء شديد ليجد مـازن واقفـاً أمامه وهو يهتـف بنبرآت متوتـره....
-هات مليـكه ويلا بسـرعه يا سيـف.
نظـر له سيـف بإستغراب شديد علي ما يفعلـه،،ثم أكمل متابعاً بنبرآت متسائلـه...
-أمال فين الرجاله اللي كـانوا بيحرسوا المكان!.
-جبتلهم أكل وقولت أن والدي اللي باعتـه،وحطيت فيه مُخدر.
رمقـه سيـف بهـدوء شـديد ثم أتجه مجدداً داخل الغرفه وهو يقتـرب من مليـكه،،متابعاً وهو يضـع يده علي فمها ليمنعها من الهتـاف....
-مليـكه أوعي تعملي صوت علشـان أنا هخرجك من هنا.
ظلـت مليـكه تتلوي بين ذراعيه وهي تحاول جاهـده أن تُزيح قبضه يده من علي فمها،،بينمـا قام هو بسحبهـا خارج الحجـره وأنطلقـا مسرعيـن بصحبـه مازن خارج هذا المنـزل المهجور،،ومـا أن دلفـوا خارجه ،حتي ركبوا السيـاره منطلقين،وهنا قام سيـف بتحرير يده من علي ثغرها متابعاً في ثبـات،وهو ممسكا. بها...
-ممكن أفهم يا مـازن أنت بتعمل كدا ليه!..وبتساعدنا نهرب من باباك.
نظـر له مـازن من مرآه السيـاره متابعاً في ضيـق..
-علشـان انا يا سيـف مش بالشـر دا،،كُل حلمي أعيش حياه سعيده مع مراتي وبنتـي،،ومليـكه بتمثل لمراتي الحيـاه،،وانا مقدرش أشوف مراتي بتروح مني،والأهم أن بابا لازم حد يوقفـه عند حده،وهو أكيد لازم يتحاسـب علي كُل اللي عمله.
نظـر له سيـف في تفهم في حين تابعت مليـكه في صريـخ ونبرآت جامده...
-كلكم زباله،،وخاينيـن ،،وأنت كلب يا سيـف،،ولو عاوز تقتلني نزلنـي هنا.
شرعـت مليـكه في فتح باب السيـاره وهي تصرخ في حين قام سيـف بٱحتضانها مـردداً....
-صدقيني أنا مش كدا...أهـدي لو سمحتي.
ولكنها لم تتوقف وظلت تضربه بقبضـه يدها في صـراخ قائلـه...
-أنـت واخـدني علي فين سيبني بقا،أنت أيه مش بني آدم!.
نظـر لها سيـف في ثبـات وهو يجذبها أكثر إلي أحضانه بنبرآت هادئه مـردداً...
-لا أنا عـاشق.
ظلـت مليـكه تصرخ به في وجـع وهو لا يرد علي حديثها أبداً فقد أخذ ما يستحق من السبـاب،ولكن هذا ردها الطبيعي علي قاتل والدها كما تظن...
-وبعد مـرور النصـف ساعـه هتف سيـف متابعاً بنبره ثابتـه لمازن،،قائلاً...
مـازن أدخل من الطريق دا واول عمـاره هتقابلك أقف عندها.
أنصـاع مـازن لحديثه،،وبالفعل وقف مباشـره أمام تلك العماره،ثم ترجلوا من السيـاره مسرعيـن،داخل تلك البنايه القديمه الأزل،،وسط نظـرات مليـكه الخائفـه،،بينمـا قام هو بفتـح أحد الشقـق داخل تلك البنايه،،ثم دلفـوا داخلها،وهنا هتفت مليـكه في صريخ....
-أنت جايبنـي هنا ليـه يا حقير أنت...
وقبـل أن تُكمل حديثها وجدت والدها يخرج من أحـد الغرف متابعاً بنبرآت حنـو...
-مليـكه حبيبتـي.
جحظـت عيناي مليـكه في صدمه وهي تقف أمامه مباشـره،،فكيف لوالدها أن يكون علي قيد الحياه،وقد قام سيـف بقتله أمامها،ولم تكن صدمتها بأقل من صدمـه مـازن الذي يقف فاغـراً شفـاه،،بينمـا تابعت مليكـه وهي تتحسس جسد والدها قائلـه،والدموع تنساب علي وجنتيها....
-دادي،،إنت بجد مش كدا!...أنت عايش علشان عارف أني مقدرش أعيش من غيرك صح!...بس أنا شـوفت الحقير دا وهو بيقتلـك.
جـز سيـف علي أسنانه من حديثها،،ثم أردف قائلاً....
-حتي لسانك طويل وإنتي فرحانه،،خيراً تعمل ،ضرب وشتيمـه تلقي.
في تلك اللحظه قام جلال بإحتضانها في حنو وهو يربت علي شعرها قائلاً...
-انا حقيقي فعلاً يا حبيبتي،،بس مينفعش تغلطي في جـوزك،،تحبي تعرفي دا مين!
وقبل أن يُكمل حديثه قاطعـه سيـف متابعاً وهو يضع يده امام رأسـه كالتحيه البوليسيـه قائلاً...
-أنا المُقدم سيـف خالد الشيمي!.

تعليقات



<>