
رواية حبيبة الادهم الفصل السادس عشر16والسابع عشر17بقلم حنان قواريق
وقف أدهم مصدوم مما رأى أمامه ، فقد تأكدت ظنونه ، ونور التي ستصبح زوجته بعد ساعات هي ابنة قااااتل !!! قتل زوجته بدم بارد ، ولكن هي ما ذنبها ، فهذا يؤكد حالتها المزريه التي كانت عليها تلك الليلة ، ليلة ان وجدها في الشارع ، كم عانت تلك الفتاة في ظل آب مثل هذا الأب القاسي فقد ضربها من قبل وها هو يقتل زوجته بدم بارد ، شدد على قبضة يده وعينيه أصبحت بلون الدم الاحمر ، فقد توعد لذلك الوغد الذي كرهه قبل ان يراه ، فقد تجراء ورفع يده على تلك الملاك البريئة ، حتى لم تكن بوقتها تعنيه ولكن أصبحت تعنيه ، أصبحت حبيبته وعشقه الأبدي ، واي احد يفكر في الاقتراب منها سوف يحرقه
دخل في هذه الأثناء عمار ووجده شاردا في صورة أمامه ، دقق عمار النظر بتلك الصورة ، ثم سرعان ما تذكر بأنها هي تلك الفتاة التي سبق ان رأها عمار تتحدث مع أدهم
عمار بصدمه : انا مش فاهم حاجه ازاي ده
أدهم ببرود : ايه يلي مش فاهمه نور بتكون بنت الراجل يلي قتل مراته قبل ايام
ثم اكمل بجديه صااارمه : بس هي ملهاش ذنب انته شفت الحاله يلي هي عليها دي فقدت النطق من صدمه كبيرة وده بأكد انه الصدمه بأنها شافت أبوها بيقتل بأمها
عمار بصدمه أكبر : اييييييه فقدت النطق لا حول ولا قوة الا بالله
أدهم وقد أحس بوخز شديد في قلبه : والله ما هرحمه هو السبب ف انه نور تنهار كده وتفقد قدرتها على الكلام
كل هذا وأدهم لا يعلم بأن نفس هذا الرجل هو من قتل والده !!! فماذا لو علم ماذا ستكون ردة فعله
توجه أدهم إلى الدرج وأخرج منه بطاقة نور وأشياء أخرى خاصة بها ، ثم وضعهم داخل حقيبة ومن ثم غادر المنزل برفقة عمار
في منزل زينة
كانت تجلس تشاهد التلفاز ، وتضع أمامها صحن من الفشار الكبير ، وتضحك بكل براءة على ذلك الفيلم الكوميدي ، عندما دخل عليها والدها وجلس على الاريكه
محمد ( الآب ) ببرود : مامتك فين يا زينة
رمقته زينة بنظرة سخريه بطرف عينها ثم تحدثت بكل برود : معرفش
محمد بحده : هو انتي تعرفي حاجه مشغولة بالأشياء التافهه زيك
زينة بضحكه سخريه : ههههههههههههههههههههههه تصدق صح انا وحده مسخرة ميهمنيش حاجه عايشه مع اب وام بالأسم بس ولا عمرهم سألو عليا انته راجع من السفر ليا شهر مش شيفاك
مسألتنيش عن حالي نفسي وأحوالي ايه بتسألني عن مراتك يلي معرفش بأنهو استقبال او عزومه او نادي قاعدة دلوقتي
ثم أكملت بمرارة : تعرف حاجه انا بكرهك انته ومراتك عمري محسيت أنكم أهل حقيقين
ثم قامت ورمت الصحن من يدها ليتهمش إلى قطع صغيرة
وذلك الأب البارد جالس لم تهتز له شعره من كلامها
دخلت عليه زوجته الباردة مثله
ريم ببرود : رجعت امتا يا محمد
محمد بسخريه : وانتي من امتا بتسألي
ريم بلامبالاة : عادي
محمد بجديه : حضري نفسك الليلة في حفلة افتتاح لمطعم واحد صاحبي ولازم نكون سوا قدام الناس علشان مكانتها قدام الناس
ريم : اووكي اروح بقى اشوف رح اللبس ايه
كانت تقف أعلى الدرج تبكي عائلة لا تهتم بوجودها حتى كلامها تحاول ان يكون قاسي عليهما حتى يشعرا بها ولكن لا حياة لمن تنادي
توجهت إلى غرفتها وأخرجت ملابس من ملابسها المحتشمه الجديدة وقامت بتبديل ثيابها ، ولفت حجابها ، ووضعت بعض الكحل بعينيها ، ونزلت على الدرج وتوجهت نحو منزل عمها منزل عاصم العمري
من أجل كتب كتاب أدهم ، لقد عرفت بأنها كانت مخطئة بحبها لأدهم ، فهذا لم يكن حب بل ربما افتقاد لحنان أب !!
في قصر العمري
وصلت زينة وتوجهت نحو زوجة عمها ناهد حيث كانت تجلس في الحديقة برفقة نورهان
زينة ببعض البكاء : السلام عليكم
نورهان وناهد : وعليكم السلام
ثم تحدثت ناهد : مالك يا حبيبتي كنتي بتعيطي ليه
زينة وهي تبتسم بحزن : مفيش يا طنط انا ممكن اطلب منك حاجه
ناهد وهي تجلسها بجانبها : طبعا يا حبيبتي قولي
زينة بخجل : انا ممكن احكيلك ماما علشان اما بقولها لماما مش بحس فيها بحاجه نفسي يكون ليا ام بتخاف عليا وتحبني متلك
ناهد بتأثر : طبعا يا حبيبتي قوليلي يلي انتي عيزاه وخلاص بقى بطلي عياط واطلعي على غرفة مريم علشان تتعرفي على خطيبة أدهم
زينة بأبتسامه : حاضر يا ماما
ثم قبلتها من خدها وتوجهت إلى أعلى
اما نورهان فقد كانت في عالم آخر ، تفكر في ابنتها هل من الممكن ان تقول لها في يوم من الأيام ( ماما ) يااااااه لا احد سيكون سعيد بهذه الدنيا مثلها
أمسكت ناهد بيد أختها محاولة منها لمواساتها
في غرفة مريم
خرجت نور من الحمام وهي ترتدي الفستان الذي جلبته لها نورهان من عندها ، فقد كان على مقاسها 100/100 ، فستان باللون الاحمر الداكن ، مزين ببعض الورود الرقيقة في منطقة الصدر ، ويتسع بشدة من الأسفل ،
مريم بانبهار : بسم الله ما شاء الله قمر والله لو يشوفك أدهم لينبهر ويجن بجمالك
ابتسمت نور ابتسامه واسعة وتوجهت نحو المرأة وبدأت بلف حجابها على رأسها
ليدق باب الغرفة وتدخل زينة
زينة بإنبهار من جمال نور : ماشاء الله انتي خطيبة أدهم
مريم ببرود : اه يختي هي
زينة : ماشاء الله والله عرف يختار
مريم بملل : انتي عايزة ايه بقى
زينة بحزن : انا جايه أبارك لنور وأدهم
مريم : متشكرين يختي
لتخجل زينة من تلميحات بنت عمها ، فهي للأن لا تصدق بأنها تغيرت
لتلتفت حتى تخرج من الغرفة وعلى وجهها علامات الحسرة و الحزن ، لتجد يد تمسكها من معصمها ، لتلتفت لتجد نور تبتسم لها ، فجأة وبدون سابق إنذار ارتمت زينة بحضن نور وبدأت بالبكاء الهستيري
زينة ببكاء شديد : والله انا تغيرت والله انا كويسه بس الناس مش مصدقتني، ذنبي ايه اني خلقت مع اب وام ميهمهش إلا مصلحتهم وبس
وكأنها القشه التي قصمت ظهر البعير ، لتتذكر نور حزن دفين بداخل قلبها لعائلة عاشت معهم في كذبة كبيرة ، لتبدا هي الأخرى بالبكاء الشديد تحت انظار مريم التي احست بالندم على برودها مع زينة
وصل أدهم إلى القصر وتوجه نحو غرفة مريم طرق الباب وسمحت له مريم بالدخول ليجد زينة ومريم يجلسون يتبادلون الحديث ، في حين لم يرى نور
أدهم : نور في يا مريم
مريم بمرح : دي تكسفت لما عرفت انك جيت راحت استخبت بالحمام يا عيني عليها
توجه أدهم ناحية الحمام وقام بوضع يده على الباب ثم تحدث من وراء الباب
أدهم بحب : نور انتي سمعاني اطلعي بقى عايز اشوفك
ابتسمت نور من وراء الباب
أدهم بإستسلام : خلاص يا ستي خليكي عندك بس مصيرك تيجي عندي ههههههههه رح توحشيني لحد بالليل
ثم توجه ناحية مريم ، وقام بإعطائها حاجات نور ومن ثم خرج من الغرفة
في المساء
وصل المأذون وعائلة عمار التي كان يبحث بعينيه عن مريمته ، وكذلك عامر الذي كان متلهف لرؤية زينة ، جلس الجميع في الصالة واستعد المأذون لكتب الكتاب ، وفي تلك اللحظه هبطت نور بطلتها الملائكية
في حين وقف أدهم مندهشا من جماالها .....
الفصل السابع عشر
هبطت نور الدرج برفقة مريم وزينة ، وقف الجميع مندهشا من جمالها الملائكي ، فستانها الاحمر الذي تشبه فيه الأميرات في القصص الخيالية ، حجابها الطويل ، عينيها الزيتونيه المزينة ببعض الكحل العربي ، ومكياجها الهادىء ، خجلت بشدة عندما شاهدت الجميع ينظرون إليها هكذا وخاصة أدهم الذي ما ان رأها حتى وقف مندهشا من رقتها وجمالها
وكذلك مريم التي كانت ترتدي فستان باللون الأزرق السماوي الهادىء ، وحجاب من نفس اللون ، وتضع أحمر شفاه خفيف ، زينة لم تكن تقل عنهن جمالا فقد كانت ترتدي فستان وردي رقيق وحجاب ابيض هادىء وضحكتها الجميلة تزين ثغرها حيث خطفت قلب عامر وبقوة
توجهت الثلاثة إلى الجميع وجلسن بجانب بعضهم وعيون أدهم تأبى النظر لغير نور
نورهان وأحمد عندما رأو نور احسو بدقاتهم تكاد تخترق صدورهم ، تلك الفتاة تحرك فيهم مشاعر غريبة ، سقطت دمعه حارقه من عيني نورهان مسحتها سريعا ، حينما تذكرت فلذة كبدها ، هل تزوجت ، هل أحبت ، واااه على وجع قلب ام تفتقد ابنها
بدأت مراسم كتب الكتاب ، في ظل سعادة نور وأدهم ، وتمنيات الجميع لهم بحياة سعيدة ، انتهى المأذون من كتب الكتاب على كلمته الشهيرة
(بارك الله لكما ، وبارك عليكما ، وجمع بينكم في خير)
لتصبح نور زوجة أدهم بشكل رسمي ، هاقد حقق وعده لنفسه وأصبحت تلك الجميلة الرقيقة من نصيبه ، توجه ناحيتها وامسك بيدها ، وقام بتقبيلها من جبينها
أدهم بنظرات كلها حب : مبروك عليا انتي يا أجمل حاجه حصلتلي ، واوعدك اني احطك جوا عيوني واحافظ عليكي واحميكي
ابتسمت نور ابتسامه واسعة ، يا الله كم تلك اللحظه جميلة بنسبه لها ، حضن دافىء وحنون ، حب صادق وحقيقي احست بأنها محلقه عاليا في السماء
توجهت مريم إلى صديقة عمرها وقامت بأحتضانها بقوة ، وبكت بكاء الفرح
مريم ببكاء : مبروك يا روحي انتي تستاهلي كل حاجه جميلة ربنا يسعدكم ويهنيكم مع بعض
كان المأذون على وشك المغادرة عندما اوقفه أدهم
أدهم بصوت رجولي : لو سمحت يا شيخنا في عندنا كتب كتاب ثاني
انتبه الجميع لكلام أدهم
أدهم متابعا : عندنا كتب كتاب مريم وعمار ، عمار طلب ايد مريم مني وانا وافقت
مريم بصدمه : بس بس انا قولتلك مش عايزة اتجوز يا أدهم
توجه أدهم ناحيتها وامسكها من يدها ونظر بعيونها بقوة ثم قال : حبيبتي انا عارف انه عمار بحبك وبيعشقك وهو حد كويس وأحسن مني كمان وانتي برضو بتحبيه صح ، ف ايه المانع بقى
كل هذا وعمار صامت يود معرفة سبب رفضها ذلك
مريم ببكاء هستيري : عاوزين تعرفو السبب طيب رح أقولكم ، من سنة تقريبا كنت انا وبابا قاعدين بجنينة القصر أدهم كان بالشغل وماما كانت خارجة ، بابا كان بيلعب معايا وكنا مبسوطين كتير بابا ده كان بسمة حياتي
ثم أكملت ببكاء أكبر : وفجأة لقيت بابا دفشني وانا وقعت بالبسين
بس تعرفو ليه بابا عمل كده تعرفووووو
بابا شاف واحد مصوب سلاحه ناحيتي وكان رح يقتلني قام بابا دفشني والرصاصة استقرت بقلب بابا ومات وانا السبب
بدأت مريم ترتعش بقوة وجلست على الأرض وأكملت : كمان ليلة اما عمار برضو دفشني والرصاصة جت فيه تكرر نفس المشهد انا مش عايزة اتجوز عمار علشان مكنش خطر على حياته مش عايزة أخسر حد تاني انا تعبت يا أدهم بقيت في المشفى بتعالج ثلاث شهور وصورة بابا ما زالت قدام عيني
سكتت مريم فجأة وانهارت بالبكاء الشديد ، سكون عم المكان لحظات قبل أن تذهب ناهد إلى ابنتها وقامت بأحتضانها بقوة وبكت بشدة داخل أحضانها
لم يختلف الحال عند عمار ، حبيبته الصغيرة عانت كل هذه الفترة لوحدها ، اااه على قلبه حاليا لقد تقطع مليون قطعه لأجلها ثم قام وتحدث
عمار بجديه : بصي يا بنت الناس انا بحبك وعايز اتجوزك على سنة الله ورسوله برضاكي او غصب عنك ويلا يا شيخنا إبداء بالإجراءات احسن اولع بنفسي وفيكي وبالبيت كله
ضحكه عالية انطلق من ادهم الواقف وممسك بيد نور ، وما لبث الجميع إلا ان بدأو نوبة ضحك على كلام ذلك العمار
حتى مريم بالرغم من حزنها إلا أنها ابتسمت ابتسامه أظهرت جمال وجهها
عمار بمرح : ايوه كده يا شيخه اضحكي بلا الكلام لمهبب يلي بتقوليه ده قال مش عايزة قال قومي يا بنت الناس وانته يا سي أدهم تعال يخويا بإعتبارك وكيل المحروسة
توجه أدهم نحو مريم وأمسكها بيدها بكل حنان وأجلسها بجانبه وعلى الجانب الآخر عمار ليبدأ المأذون بكتب الكتاب الذي ما لبث ان أعلن مريم زوجة عمار بشكل رسمي
توجهت نور نحو مريم وضمتها إلى أحضانها ، هي وصديقتها تزوجن بيوم واحد ، ماذا تريد أكثر من ذلك
عامر بمرح : لا بقى ده كتير انا عايز اتجوز يا جدعاااان حرام عليكم
أحمد بضحك : بسيابابا انتي صغير على كده
عامر بغيظ : صغير ايه بس يا شيخ ده يلي قدي ولادهم دخلو المدرسة
ثم نهض وتوجه ناحية أدهم وقال : بص يا ابن الناس انا طالب القرب منك
أدهم بصدمه : في مين يخويا
عامر وهو ينظر لزينة ببلاها : في المزه دي
أحمد متدخل : بس دي ليها أب وام مسؤولين عنها يا عامر وميصحش احنا نعمل حاجه بدون ما نرجعلهم
اومأ عامر برأسه في تأفف ، في حين ضحكت زينة ضحكتها الجميلة لتخطف قلبه للمرة المليون ، سعدت جدا عندما علمت بأنه يريد الزواج منها هي ارتاحت له كثير منذ ان رأته أول مرة ولكن يبقى السؤال هل سيوافق والديها ، ولما لا فهم لا يهتمون بها من الأساس ، هكذا أقنعت نفسها
قامت ناهد واحتضنت مريم وعمار بحب اموي صادق
ناهد بدموع الفرح : انا أسعد وحده بالدنيا اني اشوف أولادي الاتنين تجوزو بنفس اليوم الحمدلله يارب انك عيشتني لليوم ده
ارتمت مريم بأحتضانها في حين قبل أدهم يدها وراسها داعيا الله ان يحفظ له والدته من كل شر
في حين وقفت نور وفي هذه اللحظه افتقدت ناس لم تراهم من قبل والدها ووالدتها ، تحتاج الى حظن دافىء يشاركها فرحتها ولكن أين هم ، بدأت الدموع تنزل من عينيها بصمت
ولكن هناك من رأها وأسرع بأحتضانها
أدهم بحب : بتعيطي ليه يا روحي احنا هنا كلنا اهلك وانا رح اعوضك عن كل حاجه ومش عايز اشوف دموعك دي لانها بتقتلني ماشي
اومأت برأسها وابتسمت له ، ما هذه الحنيه التي يحمله ذلك الأدهم ، دعت ربها بأن يحفضه لها ذخرا وامااناا ...
في حين توجهت نورهان إليها وقامت بأحتضانها ، لا تدري انا فعلت ذلك ولكن ربما غريزة الأمومه التي زرعها الله فيها جعلتها تضمها لحضنها بكل عفوية وتلقائية
شددت نور على ظهرها ، والاثنتان يستمدان قوة من بعضهما
أحمد وعمار ووالدة عامر توجهو نحو مريم وعمار وقامو بالمباركة لهما
عمار بغمز لمريم : مبروك يا مزتي
مريم بخجل : الله يبارك فيك
أدهم بصوت عالي : بصو يا جماعة الفرح ان شاء الله رح يكون بعد شهر من اليوم ورح يكون فرح جماعي انا وعمار وعامر
عامر بمرح : لولولوووليييش وأخيرا رح أتجوز
عمار بغيظ : مش لما توافق البنت عليك
ضحك الجميع بسعادة
في تلك الأثناء رن هاتف أدهم نظر إلى الشاشة كان رقم غريب ، قام وفتح الخط ولم يلبث ان جحظت عينيه بصدمه وسقط الهاتف من يده وتصلبت عيناه بإتجاه زينة .....