رواية مليكتي الفصل الثاني2والثالث3بقلم علياء شعبان


 رواية مليكتي الفصل الثاني2والثالث3بقلم علياء شعبان



أسرعت الخطي نحو غرفه إبنتها،وهي تضع يدها علي قلبها،،خوفا من أن يصيب فتاتها بمكروه،وما أن دلفت إلي الغرفه حتي أغلقت باب الغرفه خلفها ثم هتفت....
-مااااادلين،بنتي!
أخذت مادلين تصرخ بكل ما أوتيت من قوه،وتحطم كل شيء أمامها،حتي قامت بتحطيم مرآتها،،مما أصاب يدها ببعض الخدوش....
-مالك يا مادلين!..أهدي يا بنتي!
ثم شرعت ألفت في إحتضانها بشده وهي تطبق يدها بشده علي جسد إبنتها،في محاوله لكبح ثورتها تلك،في حين هتفت مادلين في شهقات متقطعه....
-ليه دايما كل حاجه بحبها،بتكون لغيري،ليه يا أمي!...انا عشقته بجد،مش متخيله وجوده مع شخص تاني غيري!...ليه يا أمي فضلها عليا،جلال كل شيء في حياتي،بس هي بردو صديقتي ومن الخطأ اني أخون صداقتنا،ساعديني يا أمي انساه!
بادرتها ألفت بنظرات ثابته وإبتسامه بسيطه،ثم أجلستها علي فراشها وهي تربت علي شعرها في حنو....
-مش دأئما كل شيء نتمناه يتحقق،بس إنتِ إتسرعتي في الحب دا،ومن البدايه حبك من طرف واحد
-لا يا أمي حياة دائماً خاطفه للأضواء،دائماً الناس بيفضلوها عليا،الأولويه في العمل ليها وحتي الشخص اللي حبيته،أخدته مني!
أطلقت تلك الكلمات وهي تبكي بمراره وتنساب الدموع كالأنهار،حتي تابعت والدتها في ترقب..
-بس يا بنتي هي مأخدتش جلال منك،جلال حبها هي،وحياة متعرفش أنك بتحبيه،أرجوكي أهدي وهنتكلم في الموضوع دا بعد مغادره صديقاتي!
في تلك الأثناء قامت مادلين بتجفيف دموعها في هدوء ثابت بعض الشيء مردده...
-حاضر يا أمي
طبعت ألفت قبله علي وجنتي إبنتها،ثم هتفت....
-تقدري تستريحي شويه يا مادلين،تصبحي ع خير!
-وإنتِ بخير
إتجهت السيده ألفت خارج حجره إبنتها،،وحاولت تبدو طبيعيه بعض الشيء أمام صديقاتها بعد أن فسرت لهم أن إبنتها تعاني من آلم في معدتها،مما جعلهم يستأذنون مغادرين للمنزل....
"ننتقل في مكان أخر داخل منزل مجدي "
هتف في تلك اللحظه وهو في حيره من أمره بعدما ألقي بأحد الأوراق علي الطاوله الموضوعه أمامه....
-دي كارثه يا جلال،بس هم مين دول،والورقه دي وصلت لعربيتك ازاي!
نظر له جلال في تهكم يصحبه نظرات ألم،ثم أكمل متابعا.....
-نفس الناس اللي عاوزين يقتلوا حياة،وزي ما وصلوا تليفونها بجهاز مراقبه قادرين يعملوا أي حاجه،بس اللي مش قادر أتوصله ،ليه حياة بالذات اللي بيستهدفوها!!... دي عمرها ما بتأذي حد!... أكيد في سر حياة خفياه عني وأكيد هعرفه،بس الأهم أزاي أحمياها من الناس دي في غيابي!
 ساد الهدوء المكان،وسكنت الأجواء مابين حائراً ومصدوماً مما يحدث حتي هتف مجدي بعد بضع دقائق من التفكير....
-انا لقيت حل،أنت تقدر توصل تليفونها بإشاره مراقبه تقدر تعرفك أماكن تواجدها وبكدا تطمن عليها،ولو في أي خطر لا قدر الله الإشاره دي أكيد هتحذرك من خلال إشاره خضراء
نظر له جلال في تلك اللحظه وهو يضع رأسه بين يديه في تفكير،ثم تابع...
-تقريباً،هو دا أحسن حل والله المستعان
وهنا نهض جلال متابعاً في عجله من أمره...
-أستأذنك بقا،ونتقابل في الشركه،تصبح علي خير
بادره مجدي في تلك اللحظه وهو يسير خلفه...
-وأنت بخير،خلي بالك من نفسك يا جلال،ونفذ اللي قولتلك عليه،دا أحسن حل،وربنا يبعد عنكم الشر
-اللهم أمين
هتف بها جلال قبل أن يغادر المنزل وهو ينوي علي تنفيذ ما خطط له،فحمايتها باتت أمراً واجب التنفيذ....
"في صباح اليوم التالي"
ظلت تصرخ صرخات متتاليه وهي تهلوس كلاماً غير مفهمواً علي الاطلاق،حتي دلفت زينب مسرعه إلي غرفتها،وشرعت في إيقاظها بترقب وقلق شديدين،في حين أفاقت هي فزعه علي أثر صوت خالتها وهي تهتف....
-حياة،بنتي فوقي...خير يا بنتي!
فتحت حياة عينيها في ترقب 
شديد وهي تحول نظرها في كل ركن داخل الغرفه،وظلت تلهث كمن كان يعدو في احد السباقات ثم رددت...
-عاوزين يقتلوني انا وبنتي يا أمي
جحظت عيناي السيده زينب علي أثر حديث إبنتها حين تابعت في حزن..
-بنتك!... حياة إنتِ كويسه يا بنتي!
وفي تلك اللحظه وضعت زينب يدها علي جبين حياة لتتفاجيء بإرتفاع حرارتها،فأيقنت أن هذا ما دفعها،لترديد كلاماً غير مفهوماً،ثم إتجهت مسرعه خارج الغرفه وما هي إلا لحظات حتي عادت مره أخري وهي تحمل إناءً وضع فيه ماءً بارداً،ثم شرعت في عمل كمادات لها....
-------
في مكان أخر،يقف هو كمن سُكب عليه ماءً بارداً،وهو مسلط عينيه إلي أرضيه الغرفه حينما أتاه صوتا مزمجراً بعض الشيء...
-المفروض أمر البنت دي يكون منتهي من زمان يا أستاذ معتز!
تابعه معتز بنظراته حتي أستقر في مكتبه ثم أكمل في تردد قائلا...
-يافندم البنت ذكيه جداً، ومش بسهوله نتخلص منها..والأهم أنها الوحيده اللي تقدر تساعدنا في إيجاد الأثار وتهريبها،وموتها مش في صالحنا علي الأطلاق.
-بس دي أوامر القياده العليا يا معتز،يبقي تتنفذ بالحرف.
ردد هو تلك الكلمات وهو يضرب بقبضته الغليظه علي مكتبه في ضجر وعينان يتطاير منها الشرار،ثم تابع بنفس نبرته المهدده....
-البنت دي لو مغابتش عن عالمنا دا قبل يوم المؤتمر،أعتبر نفسك منتهي،تقدر تمشي دلوقتي!
أتجه معتز خارج تلك الحجره مسرعاً وهو يتصبب عرقاً،وبدأ يهرتل بكلمات غير مفهومه،فهو يأبه بفكره الموت حد الإنتقام من أي شيئاً قد يودي بحياتة....
-----
كانت تجلس إلي مائده الطعام وقد بدي علي خلجات وجهها بعض الضيق ثم هتفت لإبنتها الجالسه أمامها....
-مادلين حبيبتي،أنسي جلال!... صدقيني الحياه مش هتقف عليه... إنتِ قدامك حياتك وأكيد هتقابلي نصيبك،،عيشيها بقا لو سمحتِ لحد الوقت دا!
توجهت مادلين إليها بالحديث وهي تنظر إلي الطعام الموضوع أمامها،ولا يوجد علي ملامحها أيه تعبيرات...
-أخدت قرار،هنساه فعلاً يا أمي ،مش هينفع أخون صاحبتي مهما حصل وبتمنالهم السعاده
سعدت ألفت بحديث إبنتها فهي تعلم أنها لا تبقي علي شيئاً لا يجديها نفعاً،ثم تابعت في حب....
-ربنا يوفقك يا بنتي في حياتك وشغلك
في تلك اللحظه أردفت مادلين في مرح قائله..
-حياة قدرت تتوصل لمكان الجناج الأثري الكبير،،انا عرفت دا منها،،وأكيد دا هُيحسبلنا في مجال البحث دا غير العائد علينا من مكافأت وشهره وصحافه
-كويس جداً،أكيد ربنا مش هيضيع تعبكم!
--------
"داخل شركه عبد الفضيل الجيار"
أخذ يضرب بقبضته علي مكتبه وهو يزفر تنهيدات يصاحبها تأفف،للمره المليون تُغلق هاتفها ،لكنها لم تذهب لممارسه عملها اليوم لإستعدادها لحفل الزفاف،إذاً لماذا تغلق هاتفها!
في تلك اللحظه قفزت في عقلهِ فكرة،فقرر الإتصال علي هاتف السيده زينب....
-السلام عليكم ماما زينب
نطق تلك العباره وهو متلهفاً لمعرفه حالها،في حين رددت هي قائله....
-وعليكم السلام يا جلال،ألحقني يا ابني حياة درجه حرارتها مرتفعه اوي،وانا بعملها كمادات
أدرك جلال سبب إغلاقها للهاتف وبدأ بتنفس الصعداء،،ثم هتف في حزن....
-انا جاي حالاً في الطريق،متقلقيش،إن شاء الله هتكون بخير
أغلق جلال الهاتف ثم توجه بخطواته نحو مكتب والده ليخبره بما ينتوي فعله،،وما أن دلف حتي هتف وهو مسلطاً عينيه نحو والده....
-بابا،أنا مضطر أنهي شغلي النهاردا،لأن حياة تعبت اوي،ولازم أطمن عليها
هتف والده في تلك الأثناء بعدما أشاح بنظره عن الاوراق الموضوعه أمامه...
-الف سلامه عليها يا جلال،لما تطمن عليها أبقي طمني،تقدر تتفضل يابني
وبالفعل توجه جلال خارج الشركه وهو ينوي فعل شيء ما قبل الذهاب إلي منزل حياة،
دلف داخل سيارته وبدأ بقيادتها إلي مكانٍ ما....
وعقب دلوفه مباشره هتف والده محدثاً شخصاً ما علي الهاتف،ووجهه يميل إلي الإحمرار كالبركان الثائر من شده الغضب..
-مش دا اللي أتفقنا عليه وطبعا أنا مبحبش أعيد كلامي أبداً،أبدا التفيذ الموضوع لازم ينتهي في اقرب وقت،لأنه أخد اكتر من وقته
هتف المتصل في تلك اللحظه بقلق وتوتر شديدان...
-تحت أمرك يا فندم
--------
وصل جلال لتوه إلي المكان المقصود زيارته،ظل يلتفت حوله وينظر يميناً ويساراً،،أملاً في إيجاد الشخص المقصود،،وبينما هو في حيره من أمره،وجد شخصاً ما يضع يده علي كتفه من الخلف هاتفاً....
-نورت الفيلا يا جلال
إلتفت جلال فوراً إلي مصدر الصوت،وهو يشكك في أمر نبرة هذا الصوت وما أن إلتفت حتي جحظت عيناه من هول الصدمه....
-خالد!... أنت رجعت أمتي من السفر!
بادر جلال في تلك اللحظه بإحتضانه بشده وقد أرتسمت علي ثغره إبتسامه شديده،ف خالد الشيمي هو صديق طفولتهم الثالث،ولكن إنقطعت أخباره منذ سفره إلي فرنسا،ويعمل ضابط شرطه،ثم تابع جلال بنفس سعادته،عندما وجد مجدي يقف خلف خالد....
-أنتم متفقين عليا بقا،بس أيه جو الرعب والأكشن دا!
نظر له خالد بحب،ثم أكمل حديثه...
-وحشتني اوي يا صاحبي،ولا أقولك ياعريس!
ولكن في تلك الأثناء قطع حديثهما تدخل مجدي،الذي هتف في مرح والسعاده جليه بشكلاً كبيراً علي ملامح وجهه...
-وحشتني اللمه الحلوه معاكم،بس حالياً لازم نتكلم في اللي وصلنا هنا علشانه
ثم تابع وهو يمد يده بجهازاً صغير الحجم بدرجه كبيره إلي صديقه....
-دا بقا جهاز المراقبه ،بتوصله بتليفونها او عربيتها،علشان تقدر تحدد مكانها بسهوله ودايما الجهاز في حاله سيره بالمعدل الصحيح هتلاقي ضوئه أحمر وبمجرد ما يحصل تدخل او عدم إنضباط سير السياره الجهاز هينور أخضر ولو تحب ممكن نستخدم جهاز تاني ،تحاول تظبطه في ملابسها بطريقه غير مرئيه بحيث لو لاقدر الله حصل خطر عليها او تمويه من الأشخاص اللي عاوزين يأذوها أو إبتعادها هي عن مكان السياره،،ف بناءً علي ذلك الجهاز اللي هيكون في العربيه هيكون بنظام البوصله بالظبط أما الجهاز اللي هيكون في ملابسها دا هتستقبل الإشاره الخضراء في حاله تعرضها للإحتكاك  او الضرب من شخصاً ما نتيجه ضغطه بالخطأ علي الجهاز دا،،ودا طبعا واخد النسبه الأقل من الإحتمالات بس لازم نعمل تغطيه شامله ونضع كل الإحتمالات قدامنا
ثم أكمل خالد حديث مجدي قائلا وهو يضع يده علي كتف صديقه....
-وطبعا لم نتغاضي عن وجود الناس اللي هيحموها ويأمنوا الفرح علشان كل حاجه تعدي علي خير،والله المستعان
تابع جلال في إبتسامه تظهر مدي إمتنانه لأصدقائه ثم تابع....
-عمر نظرتي فيكم ما خابت،ربنا يبارك في صحبتنا
ثم قام بتكور قبضه يده وأمدها أمامه وكذلك فعل صديقاه الإثنان مرددين في نفساً واحداً....
-أخوات ولكن لم تنجبنا الأم ذاتها،،مكملين رغم عثرات الحياة،معاً للنهاية.
قام الثلاثه بإحتضان بعضهم ،ثم قرر جلال الذهاب مستأذناً إياهم لكي يتمم ما دبر له اليوم،وبالفعل إنطلق جلال مسرعاً إلي بيت حياة
------
-حياة عامله أيه دلوقتي يا أمي!
نطق بها أثناء ركوضه إلي غرفتها،وما أن دلف حتي وجدها مغمضه العينان وتهلوس بكلاماً غير واضحاً....
-والله يا جلال هي علي الحاله دي من بدري وبتهلوس بكلام مش فهماه،،وقامت من النوم وهي بتصرخ وتقول هيقتلوا بنتي!!
نظر لها جلال بجانب عينيه وأخذ يضيقهما في شيئاً من المرح...
-بنتها!.. ليه هو أحنا أتجوزنا أمتي!
نظرت له السيده زينب وقد إبتسمت له إبتسامه حانيه ،إستطاع هو رسمها علي ملامحها العابثه لحال إبنتها،ثم توجه هو إلي حياة وقام بإفاقتها،وما أن رأته حياه،، حتي هتفت في فزع...
-جلال إلحقني كانوا عاوزين يقتلوني!
نظر لها جلال بحزن ولكنه حاول أن يضفي نوعه من المرح وطمئنتها،فهتف قائلا:يقتلوكي ولا يقتلوا بنتك!!!
نظرت له حياة بتردد ثم أكملت بإندفاعاً...
-إحنا الاتنين يا جلال ،،خليك جنبي بليز
-أنا جنبك يا مجنونتي وبعدين ،فرحنا بكرا لسه،جت منين بنتك بقا
في تلك الأثناء نظرت له حياة بنظرات ثابته،ثم قامت بحك رأسها بأطراف اصابعها مردده...
-اه فعلا ،مين بنتي دي!،سوري بس إرتفاع الحراره مش لصالحي خالص!
ضحك جلال بشده علي أثر كلماتها البريئه ثم ردد وهو يعدل من جلستها ويجلس بالقرب منها...
-بصي بقا يا حياة،اللي في إيدي دا جهاز مراقبه هتركبيه في لبسك،أي لبس هتخرجي بيه،حتي فستان الفرح بردو،أما اللي في إيدي التانيه دي ف هركبه في عربيتك ومن خلاله هقدر أرصد مكانك.
نظرت له حياة في حب وشرعت في التحدث،حينما وضع هو إصبعه علي شفتيها،مردداً....
-ششش،،مش عاوزك تقولي أي حاجه ،إسمعي كلامي وبس،،وعدتك هحميكي ووعد الحر دين.
ثم قام بطبع قبله علي جبينها وبث فيها كل ما يشعر به من مشاعر متضاربه،حباً و إشتياقاً لها..
-------
"مر اليوم بسلام حتي جاء موعد الزفاف"
كانت تجلس في أحد الغرف داخل قصر زوجها بصحبه السيده زينب وبعض سيدات التجميل،،أرتدت حياة فستاناً رقيقاً جداً من النوع الكب،يضيق من أعلي جسدها،،وقد بدي من أسفله منفوشاً بشده،،وأطلقت لشعرها العنان،،ثم قامت بوضع طوقاً من الورود عليه مما جعلها كالاميره المتوجه وقد تناسبت هيأتها مع لون عيناها الزرقاوتين...
-ماشاء الله،،تبارك الخلاق،أيه في الجمال يا بنتي،،هتوحشيني اوي يا حياة،،هفتقدك أوي يابنتي!
هتفت السيده زينب بتلك الكلمات وقد إغرورقت عيناها بالدموع ،،في حين قامت حياة بإحتضانها متابعه...
-صدقيني مفيش حاجه هتبعدني عنك غير الموت،وبمجرد ما نستقل أنا وجلال بحياتنا في بيت خاص بينا بعد موافقه اونكل عبد الفضيل،،هتكوني معايا في بيتي ومحدش هيفرقك عني ابداً،،أنا بحبك اوي يا زوزو ،إنتِ اللي عوضتيني عن ماما،وإنتِ اللي وقفتي جنبي وبنيتي جوايا شخصيه قويه وكلها طموح،انا مديونه ليكِ بكل حياتي.
قاما بإحتضان بعضهما في حين دلف السيد عبد الفضيل إلي الغرفه وقام بإمساك يدها والسير بها إلي مكان الحفل وتسليمها لزوجها،،وما أن رآها جلال حتي هتف في صدمه ممزوجه بالعشق.
-اللهم صلي علي النبي،، الأشياء دي متتنقلش بين الناس اصلاً،دي يبروزوها وتتحط في متاحف باريس.
ضحك أصدقائه علي أثر كلماته فقد أصابه الجنون جراء رؤيته لجمالها الخاطف،،فهي شديده الجمال،،بل باتت هي تنافس الجمال ذاته!.
تم عقد القران وقد تعالت التصفيقات بين الحاضرين في حين قام هو بإحتضانها بين الدعوين بحب،،وفي تلك اللحظه همس في أذنها قائلا...
-لبستي الجهاز!
نظرت له هي بصدمه وقد أشاحت بنظرها بعيداً عنه مردده في ضيق...
-هي دي إنتِ قمر والرومانسيه اللي ربنا قدرك عليها!
ضحك هو بشده وبحرك تلقائيه منه جثي علي قدميه أمامها وهي تنظر له بإستغراب شديد ثم هتف قائلا في هُيام...
تسمحيلي ابقي ضحكه،،في وقت تعبك،،بتحييكي💜
وابقي سندك وانتي ورده ،،حبي هو اللي يراعيكي👑
مستني منك كلمه موافقه،،اني ابقي اب ليكي تتجوزيني!
نظرت هي له بعشق وقد أحمرت وجنتيها خجلاً حين هتفت ...
-ما أنا مراتك يا مجنون،،بحبك أوي يا جلال
في تلك الأثناء عدل هو من وضعيته ،،ثم قام بإصطحابها إلي خارج الفيلا،،حيث يتم إستكمال حفل الزفاف بالحديقه الملحقه بالقصر،، إتجه بها جلال إلي حيث قالب الجاتوه الكبير،،ثم قاما سوياً بتقطيعه وفي تلك اللحظه دوي صوت طلقات النار عالياً،،يصاحبه صوت صرخات المدعوين،،في حين نظر هو بجانبه ليجدها...
-حيااااااة




الحلقه الثالثه°°مليكتي°°💛
-----
أخذا يتضاحكان وقد سادت الفرحه الأجواء،وبدأ جلال وحياة بتقطيع قالب الجاتوه سوياً،وقد علت غمغمات المدعوين،بين سعاده وحقداً عليهما،في حين كانت مادلين تقف بالقرب من والده حياة وبدأت تصفق لهما والسعاده تعتريها،وفي تلك الأثناء هتفت مردده...
-شكلهم حلو أوي يا ماما زينب،ربنا يسعدهم،ثم أرتسمت علي وجهها إبتسامه خفيفه
وبينما جلال يهمس لها بصوتاً خافتاً أنه يحبها في تلك اللحظه سمع صوت طلقات مدويه ،،أنتفض علي اثرها المدعوين،وما هي إلا لحظات حتي غابت حياة عن الوعي...
نظر جلال لها في زعرِ وهو يلتقطها قبل أن تسقط فقد دب الرعب إلي أوصاله خوفاً من أن يكون قد أصابها مكروه....
-حيااااااة
ثم قام بحملها بين يديه وأخذ يهتف في غضب لبعض الرجال....
-أمنوا الطريق لباب القصر بسرعه
أتجه جلال بها إلي داخل القصر فور تأمين الطريق له ثم صعد بها الدرج وقام بإدخالها إلي غرفتهما،،بدأ جلال في إفاقتها بعدما تأكد أنها بخير وقد غابت عن الوعي من اثر الخوف ليس أكثر...
-حياه،حبيبتي فوقي، أنا جنبك!
نظرت له حياة بأعيناً مرهقه وكانت الرؤيه مشوشه بالنسبه لها،وما هي إلا دقائق حتي  أكملت في بكاء....
-هم ليه بيعملوا فيا كدا!...انا مأذيتش حد ،ليه مش عاوزين يبعدوا عني بقا!...ومهما عملوا مش هقول علي أي معلومات عن المقبره!
أخذ جلال يهديء من روعها وهو يضع يده علي فمها وقام بإحتضانها متابعاً...
-إهدي لو سمحتِ ،،ليه يا حياة مقولتيش ،أنهم عاوزين يأذوكي علشان المقبره اللي اكتشفتيها!
-كنت هقولك بس مستنيه الوقت المناسب
هتفت بتلك الكلمات وهي تبتعد عنه قليلاً،في حين تابع هو ....
-وأمتي الوقت المناسب دا!
نظرت حياة له بحزن نتيجه إستنتاجها بضيقه منها
-صدقني كنت هقولك كل حاجه،بس مستنيه أنك تكون جنبي مش فون ،، كنت خايفه ليكونوا مراقبين الفون،،أنا هحضر المؤتمر بعد 3 أيام وهصرح بوجود مقبره للأثار قمت بإكتشافها وبكدا هتكون في إيد المسؤلين ،أفضل بكتير من أنهم يخفوا وجودها عن المسؤلين في البلد ويهربوا الأثار برا مصر،ودا من خلال أنهم يتخلصوا مني.
نظر لها جلال في صدمه مما سمعه،فما قالته حياة ،كافِ لكي يقومون بإغتيالها ولكن كيف علموا بهذا،وفي تلك اللحظه تابع هاتفاً...
-حياه!... هم أزاي عرفوا بأمر إكتشافك للمقبره دي!
نظرت له في تهكم وعيناها تلمعان من أثر الدموع التي تأبه  الهطول....
-بيدخلوا في أدق تفاصيل حياتي،ومش عاوزهم يكتشفوا دا..هو أنا لازم أكون شخصيه بلا هدف علشان أعيش حياه مرتاحه!... أنا تعبت أوي يا جلال.
نهض جلال من مقعده ثم أسرع بغلق النوافذ بإحكام شديد،،ثم تابع حديثه لها وهو يتجه ناحيه باب الغرفه....
-انا هقفل الباب دا بالمفتاح علشان أكون مطمن عليكي أكتر وهنزل أتابع الوضع وأشوف وصلوا لأيه وراجع فوراً
تابعته هي بعينيها في تفهم ثم أومأت برأسها موافقه.
------
جلست السيده زينب في حجره الصالون الملحقه بالقصر بصحبه مادلين التي أخذت تهديء من روعها وصدمتها بما حدث،في حين هتف السيد عبد الفضيل موجهاً حديثه لمجدي...
-وصلتوا لأي معلومات عنهم يا مجدي؟
أردف مجدي وهو يلتقط أنفاسه بعتنا رجالتنا وراهم ياعمي ،متقلقش!
في تلك اللحظه دلف جلال إلي الحجره ،وعندما وجد السيده زينب علي هذه الحاله،،تابع موجههاً حديثه إليها...
-ماما زينب الخدم جهزوا لحضرتك غرفه في القصر،،لازم تطلعي تستريحي،بعد أذنك
ظلت تبكي وقد علت صوت شهقاتها في حزناً مكبوتاً متابعه...
-مش باقيلي غيرها يا جلال،هياخدوها مني ليه!
إتجه جلال إليها ثم طبع قبله علي جبينها هاتفاً بإبتسامه ثقه...
-هتخافي عليها معايا بردو!... متخافيش كل حاجه هتكون بخير والثقه في ربنا كبيره.
ثم هتف متابعاً بصوتاً أجش...
-منديلا،،تعالي فوراً!
أتجهت الخادمه مسرعه إليها حينما هتف قائلا..
-إصطحبي السيده زينب إلي غرفتها،فهي بحاجه شديده إلي الراحه
تابعت الخادمه في تفهم..
-أمرك سيد جلال
ثم قامت بإصطحاب زينب إلي حجرتها بين نظرات الجالسين ،،بينما أكمل جلال حديثه إلي صديقه وقد بدي الإرهاق في نبره صوته...
-بعد أذنك يا مجدي،وصل مادلين لبيتها،علشان أكون مطمن أكتر عليها.
في تلك اللحظه خفق قلبها بشده عند نطق اسمها فكم تعشقه هي وتكتفي بسماعه يهتف بإسمها،،ثم تابع مجدي في تفهم...
-أتفضلي أستاذه مادلين علشان أوصلك للبيت.
نظرت له مادلين بإبتسامه خفيف،ثم توجهت معه خارج القصر...
وعقب خروجهما هتف عبد الفضيل موجهاً حديثه لإبنه...
-أنا عارف أنك تعبت النهاردا جداً وحاسس بدا يا ابني،،أطلع شوف مراتك،وربنا يصلح الحال
أبتسم له جلال في أرهاق ثم تابع...
-أنا فعلا محتاج أرتاح،تصبح علي خير يابابا
------
نظر لهم معتز والشرر يتطاير من عينيه،،حين تابع قائلا وهو يجول داخل الغرفه...
-أزاي مماتتش ازاي!!،، أمال القناص دا بيعمل أيه معاكم..أفهم!
نظر له أحد الواقفين والتوتر يسيطر علي كافه تغاصيله،وقد أُصيب برصاصه في كتفهِ..
-أنا فعلا حددت مكانها ،وكانت هدف سهل بالنسبالي إقتناصه بس لقيت رصاصه أصابت كتفي ،،اسف يافندم!
أقترب منه معتز ثم شرع بضربه في مكان إصابته ،فأخذ يتلوي الشاب بين يديه وهو يصرخ من شده الألم،،ثم تابع معتز بضيق....
-بص بقا قدامك يومين كفرصه قبل ميعاد المؤتمر ولو مخلصتش عليها!
في تلك اللحظه أمسك معتز بأحد المسدسات الموضوع علي الطاوله المجاوره له ثم تابع...
-اقسم بالله،،مش هيكفيني فيك قتلك،فاهم!!
نظر له الشاب بصدمه وقد ارتعشت أوصاله ،،ثم تابع وهو يهز رأسه...
-فاهم يا باشا فاهم.
-----
دلف جلال إلي داخل الحجره ليجدها قد أبدلت ملابسها،وأرتدت نظارتها الخاصه لأداء عملها،وتجلس علي الفراش واضعه أمامها الكثير من الاوراق،،في تلك اللحظه نظر لها جلال في دهشه وهو يعقد حاجبيه،،ثم هتف بها قائلا..
-بتعملي أيه يا حياة!
نظرت حياة له وهي تضع الاوراق جانباً وقد إرتسمت علي تغرها إبتسامه مشرقه..
-لقيتك إتأخرت قلت أشتغل شويه
في تلك اللحظه أقترب هو منها ثم قام بسحب نظارتها واضعاً إياها علي الكومود المجاور له ثم تابع في مرح...
-وخلصتي شغل ولا لسه!
-اه خلصت خلاص،،سوري!
هتفت تلك الكلمات وهي تقوم بإلمام تلك الأوراق ثم قامت بوضعها في حقيبه عملها،،في حين تابعت في ترقب...
-ماما زينب كويسه! .. مش كدا!... لو سمحت ياجلال لو حصلي حاجه خلي بالك منها أوعي تتخلي عنها أبداً،دي ملهاش حد غيري!
أقترب جلال منها أكثر ثم تابع وهو يضع يده علي وجنتيها في إبتسامه مليئه بالهدوء...
-إنتِ هتفضلي موجوده بيننا منوره دنيتنا،،صدقيني ...إنتِ الحياه وأنا علي قيدك..💛،،إنسي الخوف وانتِ جنبي لو سمحتي.
...ثم تابع قائلا في مرح يخالطه بعض الخبث...
-بس أحنا حالياً عندنا مناقشات وإجتماعات سريه لازم نتمها يا قلبي،،مش كدا ولا أيه
نظرت حياة له بترقب ثم تابعت بتنحنح..
-بص أحنا نتناقش ونتداول في وقتاً لاحق بس سيبني أنام دلوقتي 
ثم قامت بجذب الغطاء عليها،،فبادرها هو بنظره من جانب عينيه ثم قام بإزاحه الغطاء هاتفاً في حب......
-لا ونأجل المناقشات ليه،متعرفيش يا دكتوره الأثار المهمه أن في مقوله بتقول،لا تؤجل عمل اليوم إلي الغد،،ثم قام بالإقتراب منها وسط ضحكاتها الجذابه التي آثرته بها،ولكن في تلك اللحظه سمع صوت إنذاراً بإشاره خضراء يصدر من هاتفه،،فنظر إليها في دهشه وهو يرفع أحد حاجبيه ثم هتف وهو يحك يده بذقنه متابعاً...
-حياة حبيبتي،إنتي حاطه الجهاز فين
نظرت له حياة نظرات مذبهله ثم تابعت بطفوليه شديده وهي تبتسم له ...
-لبساه في إيدي
إبتسم لها جلال إبتسامه صفراء وهو يجز علي أسنانه هاتفاً...
-قلبي،أنا قلتلك إلبسيه وإنتي خارجه مش وإنت معايا في البيت،،مفهوم ياروحي!
نظرت له حياة وكادت أن تفجر من الضحك ولكنها وضعت يدها علي فمها حتي لا تستشيط غضبه.
-حاضر،سوري!
وفي تلك اللحظه أقترب منها مره أخري ثم قام بإنتزاع الجهاز من يدها،،وهو يقبلها في شوقاً و....
-------
....في صباح اليوم التالي...
إستيقظ جلال من نومه ولم يجدها بجانبه،،مما أثار رعبه وإضطربت نبضات قلبه،،فأخذ يهتف بصوتاً عالياً...
-حيااااة،،حياة أنتِ في التواليت!
ولكن لم يجبه أحداً فهرول متجهاً إلي خارج الغرفه وهو يصيح..
-منديلا، منديلااااااا
هرولت منديلا ناحيته علي الفور ثم أجابت..
-أمرك سيدي!
هتف هو علي الفور وهو يجول بأنظاره في أركان الفيلا...
-أرأيتِ السيده حياة اليوم!!
-أجل سيدي فهي تقف في حديقه القصر
شكرها جلال ثم إنصرفت وأخذ هو يلتقط أنفاسه ولكنه أسرع فوراً خارج القصر لكي يرتاح قلبه برؤيتها،،وما أن رأها تقف بجوار مجموعها من الزهور تستنشق عبيرها ،حتي وقف خلفها وهو يحاوطها بكلتا يديه...
-مش قلتلك متخرجيش من الغرفه بدون علمي!
نظرت له بحب وهي تضع يديها حول عنقه متابعه..
-ما أنا لابسه الجهاز علي فكره،ومحبتش ازعجك فقولت أسقي الزهور
وهنا هتف هو متابعاً،بعدما قام بحملها بين ذراعيه
-أنا من رأيي نروح نكمل المناقشات بقا
في تلك اللحظه نظرت له بجانب عينيها ثم هتفت في غيظ...
-هو أحنا مش أتناقشنا أمبارح يا جلال!.. ولا أيه!
ألقت تلك الكلمات وهي تضع إصبعها السبابه علي أنفه،في حين تابع هو قائلا...
-لاااا،، أنا كدا راجل منضبط بحب أتشاور في كل الأمور ،علشان منكونش ناسيين حاجه،،إلمام يعني يا قلبي،في مانع!
ضحكت هي جراء سماعها لكلماته المليئه بالفكاهه ثم تابعت في مرح..
-لا مفيش... أمري لله
----
مرت الأيام علي جلال وحياة ولم تخلو من السعاده ونمو العشق بينهما،،ولم يضيع جلال أي فرصه لحمايتها كما وعدها،،حتي جاء يوم المؤتمر.
-جهزتي يا حياة!
كان يقف أمام المرأه يهندم من حلته السوداء،حين هتفت هي ...
-خلاص جهزت يلا بينا!
إتجه جلال بصحبه زوجته خارج القصر ثم أستقل جلال سيارته بصحبه زوجته وإنطلقا ذاهبين إلي المؤتمر...
--------
دلف مسرعاً داخل القصر وهو يلهث بأنفاس متقطعه،ثم هتف بصوتاً عالياً..
-جلاااااال،،جلاااال
إجتمع الخدم علي صوت صراخه وخرج عبد الفضيل من حجره مكتبه نتيجه لسماعه لهذا الضجيج،،حتي وجده يقف أمامه فهتف متابعاً..
-مجدي ،،في أيه يابني!!
-فين جلال !
هتف مجدي بتلك الكلمات وهو يتابع صراخه..
-جلاااال
نظر عبد الفضيل له في إستغراب ثم تابع...
-جلال وحياة ،،راحوا المؤتمر
نظر له مجدي بصدمه ثم هرول خارج القصر وسط ذهول السيد عبد الفضيل،،ثم ترجل سيارته محاولاً اللحاق بصديقه...
وبينما هما يسيران في طريقهما حتي هتفت حياة متابعه في ضيق...
-جلال هدي السرعه شويه أنا دوخت،،مش قادره
نظر لها جلال بإستغراب وشك شديدين ثم هتف بترقب...
-حياة فيكي حاجه!... حاسه بإيه بالظبط
وبينما هو يحادثها حاول مراراً إيقاف السياره لكنه لم يستطع،،فهتف في زعر...
-العربيه مش بتقف خالص!
حاول جاهداً إيقافها ولكن محاولاته لم تجدي نفعاً،،فقد أيقن أن أحداً ما قام بإتلاف الفرامل الخاصه بالسياره...
أخذت حياة تبكي بشده وهي تضع يدها علي معدتها بتأوه وظلت تصرخ وهو يحاول جاهداً إيقاف السياره،،وبينما هو يهديء من روعها،وجد أمامه صديقه مجدي يسرع بسيارته لكي يصبح في مواجهتهم ثم هتف قائلاً بصوتاً مسموعاً...
-جلال ،حاول تفتح الباب ناحيه حياة وتمسكها كويس وانا هقرب بعربيتي وهاخدها منك وبعدين أنت نط في الباب الخلفي بعد ما أفتحه...
وبالفعل قام جلال بفتح باب السياره ممسكاً حياة بشده حتي تلاصقت السيارتين فقام مجدي بجذبها داخل سيارته بنجاح،،ثم قام بفتح الباب الخلفي لسيارته وأستطاع جلال بنجاح القفز داخل السياره،وما هي إلا لحظات حتي إصطدمت سياره جلال بأحد عربات النقل الكبيره وتدمرت كلياً...
ظلت حياة تبكي بمراره وقد علت صوت شهقاتها ،حينما قام جلال بإحتضانها بشده وهو يهتف بحنو متابعاً...
-أهدي علشان البيبي
نظرت له حياء بصدمه مستفهمه..
-بيبي!
أبتسم لها في حنو وهو يربت علي شعرها قائلاً.
-كل الأعراض بتقول كدا،وهنتأكد بمجرد ما نوصل للبيت!
هتفت هي في إعياء شديد..
-بيت أزاي!هو إحنا مش هنروح المؤتمر يا جلال
-لا يا حياة روحتنا للمؤتمر مش في صالحنا أبداً صدفيني
وهنا تدخل مجدي مكملاً..
-معتز مش هيسيبك تروحي المؤتمر بالسهوله دي،،أنتِ مش مضطره تروحي المؤتمر دا،، أكيد في فرصه أقوي جايه،،بس حالياً لازم تكوني في أمان.
تابعت حياة بصدمه وكأن أحداً ما قد ألجم لسانها وأخيراً هتفت...
-معتز هو اللي ورا كل المصايب دي!
أجابها مجدي بتهكم..
-تخيلي!!... تعرفي أنك بريئه أوي يا حياة،لدرجه أنك مش عارفه أنه بيكرهك من زمان من ساعه ما أخدتي جايزه نوبل في السلام،دا إنسان حقير،،وممكن يعمل أي حاجه علشان الفلوس وتهريب الأثار
نظر له جلال في غضب والشرر يتطاير من عينيه....
-الحقيره،قسماً بالله ما هرحمه
وبالفعل وصل الثلاثه إلي القصر بسلام مره أخري،وتأكدت حياة من خبر حملها بالفعل،،كادت الفرحه أن تنسيها أن كل ما تمر به لو أستمر لن يدوم هذا الحمل أبداً ،فأخذت تدعو الله أن يحميها،ويحمي جنينها
...مرت الأيام سريعاً...وبعد مرور ثمانيه أشهر...
وإنقطعت حياة عن عملها بسبب وضعها الخاص،وإقتراب موعد ولادتها،،فكانت دائمه المكوث في القصر بصحبه السيده زينب وبعض الأحيان صديقتها مادلين بجانب الخدم الموجودين في القصر للإهتمام بها،لما تمر به من حملاً أضعف جسدها الصغير بشده...
-كانت تجلس أمام التلفاز تشعر بالملل ولم يكن أحداً بالمنزل سوا الخدم،،فمادلين تأتي إليها بعد إنتهاء عملها،وجلال بصحبه والده في الشركه بينما انصرفت السيده زينب إلي منزلها لإحضار بعض الملابس الخاصه بها والعوده مره أخري إلي القصر....
في تلك اللحظه قامت حياة بمناداة ...
-mandela please, come here..i need you
جاءت منديلا في تلك اللحظه وهي تنظر لها بإبتسامه ثم هتفت...
-أجل سيدتي،،كيف أساعدك!
هتفت حياة بإبتسامه..
-بليز، أريد هاتفي المحمول من حجرتي علي الفور
إنطلقت منديلا إلي حجره حياة وما هي إلا لحظات حتي عادت،،فشكرتها حياة ثم إنصرفت.
أخذت حياة تقلب في هاتفها بملل حين أعلن الهاتف عن وصول إتصال،،فأجابت هي بهدوء...
-السلام عليكم
-لو عاوزه خالتك ترجع بسلام تكوني هنا(....) في ظرف عشر دقايق وإلا تعتبريها من عداد الموتي
نطق بها أحد الأشخاص ثم قام بإغلاق الهاتف
في تلك اللحظه أخدت حياة تبكي بهستيريه وهي تضع يدها علي فمها ولا تعرف ماذا تفعل فهي في حيره من أمرها،،ثم قررت بعد بضع دقائق من التفكير الذهاب إلي هذا المكان،،دون أن تخبر جلال بما تفعل فهي كانت تتصرف دون وعي منها خوفاً من أن يصيب خالتها بمكروه...
إنطلقت خارج القصر ثم قادت سيارتها مسرعه إلي المكان المقصود وبعد مرور العشر دقائق وصلت هي بالفعل إلي المكان...
----
وصل جلال إلي القصر ولم يجدها به فسأل الخدم،،فأجابته منديلا بما حدث ومحاوله اللحاق بها ولكنها لم تستطع...
حاول جلال الإتصال بها مراراً ولكنها لم تجب ،ولكن أجابت أخيراً
-حياة إنتِ فين !!
صرخت حياة به وهي تبكي بإنهيار..
-أنا روحت أجيب ماما،،عاوزين يقتلوها يا جلال،لازم أنقذها
-أرجعي يا حياة ،،أرجعي البيت فوراً،،الله يخليكي،،أنا هرجعها بس متوجعيش قلبي وقوليلي إنتِ فين!
أخذ يصرخ بها مترجياً إياها بالعوده في حين هتفت هي ببكاء..
-مش هقدر أقولك أنا خايفه عليك أوي ،،سامحني يا جلال،،أنا بحبك بجد وأنت عملت كل حاجه علشان تحميني،،ودلوقتي جه دوري ولازم أنا كمان أحميك وأحمي ماما زينب منهم،،وأعرف هم عاوزين أيه مني!
ولكن أخذ هو يصرخ بها والدموع تنهمر منه كالمجنون يجري في الشوارع ...
-قوليلي إنتِ فين يا حياة!... وبطلي جنان الله يخليكي،،متبعديش ومتروحيش ليهم
ولكن قبل أن يكمل حديثه أغلقت هي الهاتف وقد أغرورقت عيناه وهي تنتحب بشده....
وصلت حياة إلي المكان المقصود لتجد بعضاً من الرجال يقفون أمامها ،،ثم قاما بتكبيل يديها،،في حين هتف معتز قائلا..
-وأخيراً شرفتي،دا انتي تعبتيني معاكِ علشان اللحظه دي
ثم قام بصفعها علي وجهها وسط صرخاتها الضعيفه وهي تكمل...
-لو سمحت فين ماما،بليز!
قام معتز في تلك اللحظه بالإشاره إلي شخصاً ما فقام هذا الشخص بإحضار السيده زينب...
-ماما،،إنتِ كويسه!
-كويسه يا بنتي،،مين دول يا حياة وعاوزين منك أيه!
وهنا قطع حديثها صوت معتز وهو يجذب حياه من ذراعها فأخذت تصرخ هي بتأوه،،ثم إصطحبها إلي أحد السيارات هاتفاً بها...
-أركبي العربيه دي حالاً
خضعت حياة له ودلفت داخل السياره ثم قام بتكبيل يديها داخل السياره وإغلاق جميع النوافذ،،وما هي إلا لحظات حتي قام هو بالسير خلفها ثم قام بإزاحتها في النهر وسط ذهول وصرخات خالتها....
-حيااااااة
في تلك اللحظه تعالت الضحكات منه هاتفاً...
-بالسلامه يا حلوه
ثم قاد سيارته هارباً من المكان...أخذت زينب تنظر في النهر  وهي تصرخ بشده ...
-حيااااااة
----
في تلك اللحظه قام جلال بإخبار الشرطه بما حدث لزوجته ثم أخبرهم بمكان وجودها ،تبعاً للإشاره الموضوعه في ملابسها،،وبعد مرور أقل من عشر دقائق وصل جلال بصحبه الشرطه إلي المكان ليجد السيده زينب تجلس القرفصاء والدموع تنساب من عينيها ولا تنطق أبداً ،،أخذ هو يهتف بها..
-حياة فين!!...ردي عليا ،فين مراتي!
لم تجب السيده هاله فالصدمه ألجمتها عن الكلام ،،ولكنها قامت بالأشاره بيدها ناحيه النهر،،في تلك اللحظه نظر جلال في النهر ليجد سياره ملقاه فيه،،فأخذ يصرخ بهستيريا كالمجنون ...
-حياااااااة
في تلك اللحظه قامت الشرطه بإحضار جهازاً خاص لإخراج السياره من النهر  وبالفعل نجحت مهمتهم،،في حين هرول جلال ناحيه السياره وقام بمعاونه الشرطه لإخراج حياة منها،،كانت حياة لا تزال علي قيد الحياة
فأسرع جلال بإحتضانها هاتفاً لهم بمساعدته لإسعافها وبالفعل إصطحبها جلال إلي اقرب مشفي قابلته ولكنها للأسف كانت تلتقط أنفاسها الأخيره حين نظرت له والدموع تندلع منها كالشلال وقد تلون جسدها بلون الزرقه فأصبح أقرب إلي لون عينيها حتي هتفت بصعوبه...
-أنقذ بنتي يا جلال ... الجنين لسه عايش أنا حاسه بحركه في بطني،،أسفه مش هقدر أكمل معاك للأخر زي ما كنا بنحلم سوا بس أتاكد اني بحبك أوي،،خلي بالك من مليكه هتوحشوني..
أخذ هو يصرخ في سائق السياره بالتعجل ،،في حين هتفت هي قائله...
-صدقني خلاص،،أنا كنت حاسه أن نهايتي قربت بس طلب أخير لو سمحت،،أتجوز مادلين يا جلال ،،مادلين بتحبك،،أنا كنت حاسه وهي أكيد هتحافظ علي بنتي،،دي وصيتي الأخيره ليك...بحبك يا قوتي الروحا.....
ولكن في تلك اللحظه قد فارقت الحياه إلي عالم أفضل مما كانت فيه،لا يوجد به ظلم،
فارقت الحياه وهي تحمل في أحشائها طفلا ما زال يتنفس بالحياة..
-حياااااة،،متسيبينيش ،ارجوكي
وصلت السياره إلي المشفي ولكن دون جدوي لقد فارقت الحياه بالفعل ولكن جلال أخذ يصرخ بهم لكي يقوموا بإنقاذ الجنين.
وبعد مرور أقل من ساعه،،خرجت أحدي الممرضات وهي تحمل بين يدها فتاه شديده الجمال،،تشبه تلك السيده المتوفاه بشده..
ثم قامت بإعطائها له وسط صرخاته المكتومه وإنهيار السيده زينب....
----------
أفاق جلال من شروده في ذكرياته المؤلمه ووجعه من عبق الماضي ومخاوف المستقبل،نعم أصبح جلال في السادسه والأربعون من عمره،،يجلس في حديقه القصر يتذكر ما حدث قبل أحدي وعشرون عاماً،وأخذت الدموع الحاره تنساب علي وجنتيه قهراً وألماً لفراق من كانت له حياة،،رغم مرور أحدي وعشرون عاماً علي تلك الحادثه لكنه لا يستطع نسيانها قط....
وبينما يقوم بمسح دموعه المنسابه علي وجنتيه،،سمع صوتاً يأتي من خلفه هاتفاً..
-وحشتني......      
و
                    الفصل الرابع من هنا
                        




تعليقات



<>