رواية مليكتي الفصل الثاني والعشرون22والثالث والعشرون23بقلم علياء شعبان


 رواية مليكتي الفصل الثاني والعشرون22والثالث والعشرون23بقلم علياء شعبان


ظلـت أوصالها ترتجـف وقد شعرت ببروده في أطـرافها ثم أخـذت تتراجـع للـوراء في فـزع،وهي مُسلطه مقلتي عينيها المنسـابه منها الدموع،عليـه،في تلـك اللحظه أستغرب سيـف مما تفعلـه كثيراً،لذلك هتف قائلاً في قلـق....
-مليـكه،في أيـه! وبتكلمي مين!
ظلت مليـكه تنظر له في صـدمه،وهي تخطو خُطوات مضطربه للوراء حتي أصطدمت بالخـزانه خلفهـا،وهنـا أقتـرب منها سيـف ثم أمسك بذراعها في حنـو،قائلاً...
-مالـك،بتعيطي ليه!،،ردي عليا!.
أشـاحت مليـكه ببصرها عنـه،وهي تصـرخ في خـوف مـردده....
-أبعـد عني،،أوعـي تقربلـي...ليـه عاوز تقتلني،أنا أذيتـك في أيه!.
صُدم سيـف من حديثها،ثـم أقتـرب منها في هدوء شـديد وهو يبتلع ريقه في صعـوبه....
-أيه الكلام اللي إنتِ بتقوليه دا!!..جبتـي الكلام دا منيـن!.
لم تُجب مليـكه علي حديثه،بل إتجهت مسرعه خارج باب الحجـره،ثم هبطـت الدرج في عجاله من أمـرها،متابعـه بصرخات مـدويه....
-دادي ألحقـني ،داااادي!.
كـان جلال يجلس داخل غرفه الإستقبال الملحقه بالقصر،بصحبه مجموعـه من رجال الأعمال،ومـا أن سمـع صوتهـا حتي هـرول مسرعاً خارج الحجره،وهنـا رأته مليـكه فهـرولت مرتميـه بين ذراعيه وهي ترتجـف بشـده،فظل جلال يربت علي ظهرها متابعـاً،بنبرآت قلقـه....
-مالك يا بنتـي في أيه؟!.
وهنـا وجـد سيـف يهرول ناحيتهم حتي وقف أمـامهم مباشـره،متابعـاً في توسل...
-لو سمـحت يا عمي،انا عاوزك علي إنفـراد شويه!.
أردفـت مليـكه وهي تتشبـث بثياب والـدها في خـوف متابعه...
-لا يا دادي ،،دا قاتل...في ناس مسلطينه يقتلنـي.
صـُدم جلال من سماعه لتلك الكلمات،بينمـا دلفت مـادليـن داخل القصـر وهي تستمـع لحديث مليـكه في زعـر،فالآن أصبحـت حياتها علي المحـك،وأنقلبت الخطـه لتصبح ضـدها تماماً،،فقـررت علي الفور ،أن تتصـرف لمنـع ظهور الحقيقه،في تلـك اللحظه هتفـت متابعـه بنبرآت مضطـربه بعض الشيء.....
-أيه اللي إنتِ بتقوليـه دا يا مليـكه!،،أنـا ابن أخويا قاتـل؟!.
أتجـه سيـف ببصره إلي مصـدر الصـوت،ثم رمقها بنظـرات مختنقـه،وهـو يزفر في ضيـق،بينمـا أكمـل جلال بنبرآت محتـده ومازال يحتضن أبنتـه قائلاً....
-ورايـا أنتـوا الأتنيـن علي المكـتب ،مش هنفـرج الناس علينـا.
إردف جلال بتلـك الكلمـات وهـو يتجه ناحيه مكتبه،بصحبه أبنتـه،بينمـا تابعـت مـادلين بهمس وهي تقتـرب من سيـف قائلـه....
-خـرجنـي برا المـوضوع،لو بـاقي علي حياتك وحياتهـا.
جـز سيـف علي أسنـانه من حديثها،ثـم تابعـوا السيـر داخل حجـره المكتـب ،ومـا أن دلفـوا داخلها حتي أردف جلال متابعاً في غضـب...
-ممكـن أفهـم أيه اللي بيحـصل معايا انا وبنتـي.
نظـر له سيـف في تـوتـر ثم تابع بنبرآت،مضطربـه قائلاً...
-أفهمـني يا عمـي،مفيش أي حـاجه من اللي سمعتها مليـكه،صحيحه...ولو فعلاً الكلام دا صحيح انا عاوز النـاس دي تثبتلـك الكلام دا في وجودي،لو كان فعلاً حقيقي...انا أتجـوزت مليـكه علشـان بحبهـا،وأي حـاجه إتقالـت عني مش صحيحـه،ولو هـي بتحبنـي فعلاً،مش هتصـدق الكلام دا،،بس هي للأسـف صدقت واحد مش معروف هويته،،أفتـري علي جوزها بالكلام.
نظـرت له مليـكه من بين دمـوعها وهي تهتـف في تشنـج...
-واشمعنـا أنت اللي أختـارك وليـه يقول عنـك كدا!.
وقبـل أن يرد سيـف علي حديث زوجتـه بادره جلال قائلاً ،وسط نظرات مادلين القلقـه...
-انا يوم ما وافقت أجوزك بنتـي ،دا لأنـك ابن أخو زوجتـي،،فأكيـد هثق فيك جداً،وعلشان والـدك صديقـي،رغم أنـه سافر من سنين كتير ومكناش بنتقابـل،بس أنا واثق في تـربيتـه.
أردف سيـف متابعاً في إختنـاق قائلاً...
-صدقنـي دول ناس مليش أدني علاقه بيهم ،هددونـي من فتره بنفس الطريقه،ولمـا رفضت أسمعلهـم،،عاوزيـن يفرقوا بينـا،،انا لحد دلوقتـي معرفش مين دول ولا حتـي عاوزين أيه!
نظـر له جلال في تفهـم وهو يُجلس أبنتـه علي أحـد المقاعـد في حنـو قائلاً....
-وليه مبلغتنيـش بالموضوع دا!،،ويا تـري مبلغتـش مادلين كمان!.
هتفـت مادليـن مسـرعه في توتـر...
-انا مش عـارفه أيه اللي بيحصل هنـا،،ولا حتـي عندي علم بأي حاجه.
نظـر لها سيـف شذراً ثم تابع بصوتاً رخيمـاً،قائلاً..
-فعلاً معنـدهاش علم بأي حاجـه،،وانا حبيت أتصرف في المـوضوع بنفسـي،،ومكنتـش أعرف ان الموضوع هيوصـل للحاله دي.
-بس أنت غلطـت يا سيـف وشوفـت لما سكت عن المـوضوع وصلنا لأيـه؟!.
أردف جلال بتلـك الكلمـات بينمـا أتجـه سيـف مسرعاً ناحيـه مليـكه،،ثم أمسك بكفيها في هـدوء قائلاً...
-صـدقينـي انا مفـكرتش غير أني أحميكـي من الكلاب دول،،لو سمحتي أفهمينـي!.
سحـبت مليـكه كفيها بسـرعـه شديده،متابعـه بصريخـاً دوي في أرجـاء الحجره قائلاً....
-طلقنـي يا سيـف،،أنا من زمان مكنتش مـرتاحـه لوجـودك في حيـاتي،وأحسـاسي مبيكذبش،،ولازم تتطلقنـي حالاً،،وعلي فـكره مش هخاف منك من هنا ورايح،ومش هخبي نفسي منك علشان متقتلنيـش ،،لا أنا هعيـش حياتي وكأنك مكنتش موجـود،،بس لو حصلـي حاجه،كل الدلائل ضـدك،،أنا بكـرهك...يلا طلقنـي حالاً.
فـي تلـك اللحظه،قام والـدها بإحتضانهـا وهو يربت علي خصلات شعـرها قائلاً....
-مليـكه حبيتـي ،هو شـرح كل الحقيقه ،ليه بقا ناخد قرار زي دا وممكـن ننـدم عليه،،ونتهم حـد ملهوش ذنب!.
تعالـت شهقاتهـا نتيجه لنحيبها المتواصـل،وكـان يتوجع وهـو يراهـا علي تلك الحاله،فهـو يرفض وبشـده فكـره الإبتعاد عنها،،بينمـا تابعت هي ،قائله...
-له ذنب او لا،،حياتي معاه إنتهت،،لو سمحـت يا دادي،خليـه يطلقنـي حالاً.
رمقـه جلال بنظـرات عتـاب ،،ثم أردف متابعـاً بنبرآت حزن ،قائلاً...
-طلقهـا يا سيـف.
رمقـه سيـف بنظـرات مختنقه،ثم أكمل حديثه في ضجـر...
-لو سمـحت يا عمي،،انا عاوز أتكلم مع مـراتي لوحدنا شويه.
وقبـل أن يـُجب علي حديثه،تشبثـت به مليـكه وهي تصرخ قائلـه....
-لا أنا مش مـرات حد ،،خليه يطلقنـي حالاً.
اغتـاظ سيـف من فعلتهـا تلـك ثم أردف متابعاً في غضـب...
-هعمل اللي إنتِ عوزاه،بس أفتكـري أنـك أنتِ اللي أصريتي.
نظـرت له في شـرود بعض الوقـت ثم أشاحت بوجههـا بعيداً عنه وهي تهتـف في حسـم...
-اوك
وفـي تلـك اللحظه نظـر لها سيـف في حزناً شديداً وهو يهتف بنبرآت ثابته ،عكـس ما يشعر داخله من آلم يكـاد يفتك بمن حـوله ،اثر شدته...
-إنتِ طالـق.
ذُهلـت مـادلين ممـا سمعت،،فهي لم تفكـر سوي في مصلحتها،وبخـروج سيـف من حيـاه مليـكه،،أصبح مخططها لا أهميـه له،وهنـا قطـع شرودهـا هتـاف سيـف بنبرآت حـازمه،،قائلاً....
-أرتاحتـي كدا يا مليـكه هانم...أشوفـك علي خير،،سلـام.
وبالفعـل أتجـه سيـف خارج الحجـره،بل خارج القصـر بأكملـه،بينمـا هتفت مادلين وهي تتجـه ناحيـه باب الحجـره....
-هـروح أطمن عليه يا جلال.
هـرولت مـادلين بعد خروجهـا من الغرفه،في محاوله للحاق بـه،،بينما دلـف السيـد عبد الفضيل إلي الغرفه ثم تابـع في تساؤل...
-ممكـن حد يشرحلي أيه اللي بيحصـل هنـا،وسيـف ماله؟!.
نظـر له جلال في حـزن ثم أردف متابعـاً في ضيـق...
-سيـف ومليكـه أتطلقوا.
جحظـت عيناي عبد الفضيـل جراء سماع هذا الخبـر،ثم هتف من بيـن صدمتـه قائلاً...
-ليـه!..وازاي دا يحصل من غيـر علمي.
أكمل جلال في حـزن وهو ينظـر إلي إبنتـه الصامته بطريقه تُخيفـه...
-هشرحلك بعدين يا بابا...
وقبل أن يُكمل حديثه سقطت مليـكه مُغشياً عليهـا،بينمـا هرول جلال ناحيتهـا ثم قام بحملها بين ذراعيـه ،،هاتفاً لوالده وهو يهرول بها إتجـاه غرفتها....
-لو سمحت يا بابا أطلـب الدكتور فوراً.
إتجـه بها جلال خارج الغرفه وسط نظـرات مؤيـد الجالس في حجره الإستقبال،ثم هرول ناحيه جلال بعد أن سمـع صريخـه...
أردف مؤيـد متابعاً في خضـه...
-عمـي مليـكه مالها؟!.
تابع جلال دون أن يتوقف في خُطواته قائلاً...
-ساعدني أفتح باب الأوضه دي.
وبالفعل قـام مؤيـد بفتح باب الحجره،ثم قام جلال بوضعها داخل الفراش وجلس بجانبها في ضيـق؛واضعـاً رأسه بين يديـه،وهو يهتـف....
-أستـر يارب.
رمقـها مؤيـد في حـزن علي حالتها ثم أردف متسائلاً...
-عمـي،،تسمحلي أفهـم أيه اللي حصل؟!.
-سيـف ومليـكه أنفصلـوا.
أردف جلال بتلـك الكلمات في حين تابع مؤيـد بإستغراب شديد،،رغم ما يشعـر بداخله من سعـاده لإيجاد فرصه لتنفيذ هدفه في الحصول عليها....
-وأيـه سبب الإنفصال!.
تابـع جلال وهو مازال علي نفس وضعيته قائلاً،بنبرآت مختنقه...
-خصوصيـات بينهم،،ومحبتش أتدخل فيها.
اومأ مؤيـد برأسـه متفهمـاً،ومـا هي إلا لحظـات حتي دلف الطبيب داخل الغـرفه وبـدأ في الإطمئنـان عليها،،ومـا ان أنتهي حتي تابع قائلاً في هـدوء....
-أتعرضـت لحالـه أنهيار عصبـي،وانا أديتهـا مُهديء،وكـام ساعه وهتفوق وتكون كويسه.
أومـأ جلال برأسـه متفهمـاً،ثم ترجل بصحبـه الطبيـب ومؤيد خارج الغرفه
------
-أيـوه يا إبراهيم إنت فين؟!.
أردف سيـف بتلـك الكلمات،في حين تابع إبراهيم حديثه علي الهاتـف قائلاً...
-انا روحـت البيت يابني في حاجـه ولا أيه!
أردف سيـف متابعـاً في ضيـق...
-طيب أنا جايلك البيت،،سلام
-تمام مستنيـك.
بـادره إبراهيم بتلك الكلمات،بينمـا أغلق سيـف الهاتـف معـه ومازال يستشيط غضباً ممـا حدث قبل قليل،فكيـف لـه أن يتخلـي عنهـا بهذه السهـوله،ولكنـه أقسم علي أن يُعيد حقها المهـدور،،وتصبـح لـه إلي الأبـد.
-----
-خلاص يا حبيبـي أهدي،،إنت لازم تـرتاح شويه.
أردفت مـادليـن بتلك الكلمـات،فهي تظهـر له مـدي تأثرها بمـا يحدث،وخـوفها الشديد علـي مليـكه،بينمـا أكمل جلال متابعاً في ضيـق وهو يربت علي شعـر مليـكه،،القابعـه علي فراشها ولكنها في عالماً آخـر...
-مش هينفـع أسيبها يا مـادلين،،وبعدين الناس كلها مشيـت؟!.
نظـرت له مادليـن في هـدوء وهي تجـذب ذراعه في هـدوء،قائله....
-انا بعت للشغاله تيجي تقعـد جنبها،،وإنت لازم تنام دلوقتـي..وكل الضيـوف مشيوا،،يلا بقا يا حبيبي لازم تريح أعصـابك.
نظـر جلال ناحيه إبنتـه في حـزن ثم دلف خارج الغرفه،،يرثي حاله إبنته،وما آلت إليه العلاقات بينهم.
--------
"فـي صباح اليوم التالـي"
أستيقـظ إبراهيم علي صـوت همسـات سيـف الذي ينفـث سيجـارته في شراهـه بجانبه علي الفـراش،في تلك اللحظه هتف إبراهيم متابعـاً في هـدوء...
-صباحو يا سيـف،،إنت بتكلم نفسـك ولا أيـه؟!
نظـر له سيـف في تهكم ونبرآت مختنقـه...
-غيـابها واجعني اوي يا إبراهيم..حاسس إن قلبي واجعنـي عليها،،مش مطمن وهي بعيـد،،الأول كانت طول الوقت تحت عينـي ،دلوقتي هحميها من الكلاب دول أزاي،،سـاعدني يا إبراهيم إني أحميها وأرجعها ليا.
رمقـه إبراهيـم بنظـرات حـزن ثم أردف متابعـاً في هـدوء...
-أهـدي يا سيـف ليها حل،،هقوم أعمل كوبايتين شاي،،علشان نفكـر بتركيز
أومـأ سيـف برأسه في تفهـم،ثم شـرد مجدداً في حلاً مـا للإيقاع بتلـك الأفعـي ومن يعاونها،دون أن يمس مليكـه أي سـوء،،فمـادلين تعلم أن مليـكه نقطـه ضعفـه،وأن أي خطأ يصدر منه فيه خطـر علي حيـاه زوجته،خاصه وأنهـا أصبحت أكثر بعـداً عنه....
--------
-هتكون راحـت فين بس؟!
أردف جلال بتلـك الكلمات في حين تابعـت مـادلين بنفاذ صبـر غير واضـح...
-هتكون راحت فين يا حبيبـي،،أهدي أنت بس.
نظـر لها جلال في ضيـق،ثم أردف متابعاً بنبرآت مفكـره...
-أه صحيح ممكن تكون موجوده عند ماما زينب،،تعالي نشـوفها.
وبالفعـل أتجـه جلال بصحبه مادلين إلي غـرفه السيـده زينب،ليجـدوا مليـكه مستكينـه بين ذراعيهـا ودمـوعها تنساب علي وجنتيها دون أن تصدر صوتاً،،في تلـك اللحظه تنفـس جلال الصعـداء ،ثم تابع وهو يقترب من أبنته في حنـو قائلاً...
-حبيبتـي مليـكه خضتينـي عليـكي.
وهنـا نظرت له مليـكه بابتسامـه تظهرهـا بالكاد وهي تمسـح دموعها ثم تابعت بنبرآت منكسـره....
-متقلقش عليـا مش هـروح في مكـان يا دادي.
بينمـا تابعت مادلين قائله في تنحنـح....
-كويس أنك أتطمنت عليها،،هستأذنك بقا يا حبيبي علشان ألحـق الشغل.
نظـر لها جلال في تفهم ثم تابـع قائلاً...
-مـاشي وخلي بالك من نفسـك.
أومـأت مادليـن برأسهـا ،،ومـا أن دلفت خارج الغـرفه حتي تابع جلال قائلاً،وهو يربت علي شعـر إبنتـه في حنـو....
-مليـكه حبيبتـي إنتي لازم تفهمـي حاجه،،سيـف شكله ابن حلال ميعملش كدا ابداً،،سيـف بيحبك وأكيد خاف يقول علشان ميقلقكيش،ولـو كان بيخطط لحاجه أكيـد مكنش زعـل ومشي كدا بسهوله،،فـكري في الموضوع تاني يا مليـكه،وانا حالياً رايح الشغل،وإنتِ خلي بالك من نفسك أوي.
أبتسمـت له مليـكه في هدوء بينمـا قام هو بطبع قبله علي وجنتيها وأتجـه مسـرعاً إلي عملهِ.
في تلك اللحظه نظـرت مليـكه للسيـده زينب متابعه في شـرود...
-تفتكري يا نانا بابا كلامه صـح!.
أرتسمـت علي ثغـر السيـده زينب إبتسـامه هادئه جعلت مليـكه تتنـاسي ما تعانيه للحظات وهي تهتف في سعـاده...
-نـانا إنتِ ضحكتي ،،معقول إنتِ مع كلام بابا دا!
ثـم قامت بطبع قبله علي وجنتـي السيـده زينب وهي تهتـف في حنـو قائله...
-اه لو تكلميني يا نانا،،هتخففـي عني كتير أوي.
-------
-خلاص أنا لقيت الحل.
أردف سيـف بتلك الكلمات وهو ينهض من مجلسـه،في حين تابع إبراهيم بنبرآت سريعه ومتسائله...
-سيـف إنت بتفكر في أيه يا مجنون أنت!.
رمقـه سيـف بنبرآت ثقه،ثم تابع بنبرآت حاسـمه...
-بفكـر في اللي لازم يتعمل يا هيمـا.
نظـر له إبراهيم بإستغراب شديد ثم تابع قائلاً...
-طيب أنت رايح فين؟!.
-مش هتأخـر.
أردف سيـف بتلك الكلمات وهو يسرع خارج باب المنزل ثم أغلقه خلفه،،بينمـا أردف إبراهيم في خفـوت وهو يرفع عينيه إلي السمـاء...
-أستـر يارب ،أنا عارف أن صاحبي مجنون وردود فعله مش متوقعـه بس طيب .
--------
-إنتوا أزاي تعملوا كدا،إنتوا مش عـارفين إني اول حد ممكن يضيع ،لأن أنا اللي دخلته القصر علي أنه ابن أخويا حمـدي!.
أردفت مادليـن بتلك الكلمات في حين اردف عـادل متابعاً في صـرامه...
-علشان مينفعش عيل زي دا يفكـر يلعب معانا أولاً،،وبعدين دي قرصه ودن خفيفه علشان يعـرف أننا نقدر نعمل أي حـاجه ويخاف مننـا،وبعدين يا مـادلين هانم اللي حصل دا في صفـك إنتِ،لأنه مش هيقدر يدخلك في الموضوع بسبب تهديدنـا ،وبكدا يكون شال الليله كلها لوحـده.
رمقتـه مادلين بنظـرات إقتناع بما يقول في حيـن أردف زعيمهـم لأول مـره ،قائلاً في صـرامه...
-ودلوقتـي سيـف بعيد عن مليـكه وأصبح أننا نقدر نخطفها في أي وقـت علشان ننفذ العمليـه،وهنا بقا دورك ،إنتِ اللي هتحدديلنا ميعاد لخطفها وتسهليلنا المهمه.
نظـرت مادلين في ثبـات ثم تابعت بنبرآت إعجاب يشوبها بعض الإنتصـار قائله...
-تمام جـداً هحدد الميعـاد وهيكون في أقـرب وقت.
-----
وصـل سيـف بالقـرب من باب القصر وهو ينـوي،إقناع مليـكه والحصول عليها من جـديد،،وبينمـا هو يخطو بضـع خطـوات من باب القصـر ،ولكنه وجـد مؤيـد يدلف داخل القصـر بخُطوات سريعـه،،في تلك اللحظه أستشاط غضبـاً من وجود هذا الشخص هنا،فهـو يشعـر بالغيره التي تُشعل داخل قلبه ناراً إذا أحس لحظه بوجـود رجلاً معها في نفس المكـان،وهنا قرر سيـف الإسـراع ورائه داخل القصـر لمعرفه ما يجري داخله....
دلـف مؤيد داخـل القصر،ثم أتجهـت الخـادمـه لإخبـار مليـكه بوجوده للإطمئنـان عليها،وبالفعـل جـاءت مليـكه إليـه ثم تابعت وهي تبتسـم في هـدوء قائلـه....
-أهلاً يا أستـاذ مؤيد.
أبتسم لها مؤيد في هدوء يشوبه بعض الخبث،ثم أكمل متابعاً في ثبات...
-أستاذ مؤيـد!!..ماشي يا مليـكه اللي تشوفيه.
نظـرت له مليـكه في إستغراب وهي تجلس تاركه مسافه كبيره بعض الشيء بينهـم،بينمـا أردف هو مكملاً...
-عامله ايه النهاردا!!.
أومـأت مليـكه رأسها في هدوء وهي تتابـع،قائلـه...
-الحمدلله،،بجد ميرسي لسؤالك.
-العفو ،،الحقيقه انا جيت علشان أتكلم معاكي في موضوع مهم جداً،،أنا عارف أن دا مش وقتـه ،بس لازم أتكلم فيه دلوقتـي.
أردف مؤيد بتلك الكلمات في حين تابعت هي حديثها ،،بنبرآت متـرقبه قائله...
-أتفضل ،،أكـيد سمعاك.
وقبل أن يُكمل مؤيد حديثه سمعوا طرقات شديده جـداً علي باب القصر،في تلك اللحظـه أسـرعـت الخادمـه لفتح باب القصـر،،وهنـا جحظت عيناي مليـكه بشده وهي تري وجـه سيـف المحتقـن بالدمـاء،وهو يجول بناظريه بينهمـا،ثم أردف سيـف قائلاً بصوتاً مزمجراً بعد أن وقف أمـامها مباشره....
-ممكن أفهـم دا بيعمـل أيه هنا!.
أبتلعـت مليـكه ريقها بصعوبه ثم هتفت بعد أن حاولت أن تتماسك قليلاً ،قائله... 
-في ايه يا أستـاذ سيـف!،،وبعدين دا مش أسلوب تتهجـم بيه علي بيوت النـاس،،والأهـم بقا أن مش من حقك تسألنـي سؤال زي دا وبصفتك أيه!.
نظـر لها سيـف في غيظ وهو يجـز علي أسنـانه قائلاً...
-إني جوزك.
رمقتـه مليـكه بنظرآت ثابته وهي تهتف قائله...
-كنت،جوزي وكان جواز علي ورق بس ،،ومن النهـاردا مفيش بيني وبينـك أي حـاجه،ياريت تفهم دا.
ذُهل مؤيد من حديثها ثم أردف متابعاً في تساؤل قائلاً....
-علي ورق أزاي؟!.
تابعـت مليـكه مكمله وسط نظـرات سيـف الغير مصدقه لـما تقول،،فكيف لها أن تُهينه في كرامتـه قبل رجولته ،أمقابل حبه لها وأحترامه لرغبتها،إهانه!،،وكيف تُعلن عن خصوصياتهم أمـام شخصاً غريباً وحتي لو كان قريباً ،الخصوصيه لا تتجـزأ..وهنا هتفت هي قائله...
-يعنـي علي ورق وبس ومن زمـان انا رفضاه في حياتي وهفضل رفضاه.
في تلك اللحظه تابع مؤيـد بنبرآت سعاده يخالطها إنتصاراً علي هذا السيـف حاد الطباع....
-مليـكه ،الموضوع اللي كنت عاوزك فيه،إني بحبك ومن زمـان أوي وعاوزك شريـكه حياتـي،أنا عاوزك تفكـري قبل ما تقولي قرارك،،وصدقيني أنا هسعـدك وهعوضك عن طريقته معاكـي ،،وهنعمل حفل خطوبه،،لحد شهـور العده ما تخلص.
ذُهلت مليـكه من حـديث مؤيد لها،،فهي لم تتوقع هذا الحديث منه مطلقاً ولكنها وجدتها فـرصه لا تُعوض للتخلص من سيـف،فهـي تري أن مؤيد ،أقل حـده من سيـف وتثق به أكـثر لانها قضت معـه وقتاً كبيراً بأمـريكا،،في تلك اللحـظه تابعت مليـكه بنبرآت هـادئه من وسط ذهولهـا....
-مؤيـد أنا هفكـر في الموضوع ويومين وهبلغـك بقراري.
أبتسـم مؤيد في إنتصـار في حين ألجمـت الصدمه لسان سيـف الذي ظل ينظـر لها بنبرآت هـادئه لم تعهـدها من قبل في وقـت غضبه،،ثم أردف متابعاً وهو يواليـها ظهـره في ثبات....
-ربنا يسعدك.
وبالفعـل أتجـه سيـف خارج القصـر ليجد مـايا تدلف داخل القصر بصحبه زوجها،ومـا أن رأتـه حتي هتفت في تساؤل....
-سيـف اللي سمعته من اونكـل جلال دا حقيقي!.
نظـر لها سيـف في ثبـات وهو يزفـر بنبرآت مختنقـه....
-هي اللي أختارت ،،لا وناويه تدخل في علاقـه جديده وتتجوز وتعيش حياتها،،ربنـا يوفقها.
ومـا أن أنهـي حديثه حتي أنطلق خارج القصر دون أن ينتظـر رداً منها،،قرر في تلك اللحظه السيـر علي قـدمه ،ثم قام بوضع يده في جيب بنطاله وهو شـارد الذهن فيما فعلتـه مليـكه به،،فمن أعطاها قلبه،خانتها كلماتها،لتقلل من كرامتـه وتطعن فيه دون أي مـراعاه لمـا يفعلـه من أجلهـا،وهنـا قطع شروده رنين هاتفه وما أن رأي المتصل حتي أجـاب علي الفور قائلاً...
-هـا؟!.
بادرته مادلين قائله بنبرآت ثابته...
-ميـرسي أنك أبعدتني عن الموضوع أمبارح،،بس بصراحه طلعت بتعرف تمثل،،دا أنت لعبت الدور ببراعـه.
أردف سيـف متابعـاً ببعض نبرآت التهكم قائلاً...
-أكيد مش هكون بارع زيك يا مادليـن هانم ،دا إنتِ أستاذه ورئيسـه قسم.
أطلقت مادلـين ضحكه عاليه وهي تهتف بنبرآت أشبـه بفحيح الأفعـي....
-بس علي ما أظـن انها مبقتش مـراتك،لا وكمان اتطردت من القصـر من غير ما تاخد أي حاجه،،بس أنك تكون معايا،دا هيديك فرصه تاخد مبلغ حلـو من المصلحه دي.
أبتسـم سيـف بهدوء متهكماً،ثم أردف قائلاً بنبرآت ثابتـه...
-علـي ما أظن أني عملت اللي عليا،ومجبتش سيرتك في الموضوع ولحـد هنا ،و مش لاعب.
ثـم أغلق الهاتف في وجههـا،وبـدأت هي تستشيـط غضباً من فعلتـه،فهـو ذكي جداً ويمكن الإستفاده منه كثيراً،وخروجه من المخطط خساره كبيره لهـا.....
-----
دلفت مايـا داخل باب القصر لتجـد مؤيد يهم بالمغادره خارج باب القصر وهو يبادرهم بإبتسـامه،في تلك اللحظه نظـرت له مايـا شذراً،ثم دلفت مسـرعه إلي حيث تجلس صديقتها متابعـه دون اي مقدمات،والغضب يعتريهـا....
-ممكـن أفهـم البنـي آدم دا بيعـمل أيه هنا؟!.
نظـرت لها مليـكه في ضيـق ثم تابعت بنبرآت الثبات التي تحاول أن تبـدو عليها منذ فتره قائله...
-مؤيـد كان بيطمن عليا،،وكمـان بيعرض عليا الجواز.
ذُهلت مايـا من حديث صديقتها بل بالأحـري مازالت لا تصدق أذنيها ثم هتفت متابعـه في ضيـق...
-انا سيباكي أمبارح كويسه،،لحقتـي تتطلقي وكمان هتتجـوزي في نفس الوقت،إنتِ ناويه تجننيني ،وإزاي هـان عليـكي سيـف وعلشان مين،الشيء المستفـز دا!.
وهنـا وضعت مليـكه رأسها بين ذراعيها في ألم وهي تتابع بنبرآت مختنقـه....
-لا علشان سيـف قاتل،،وكان عاوز يقتلني.
جحظـت عيناي مايـا بشده ،فكيف علمت مليـكه بنوايـا سيـف السابقه،ولكنها هتفت في محاوله لإقناع صديقتها أنها علي خطأ....
-لا سيـف مش كدا ،،صدقيني يا مليـكه.
-مـايا أهـدي علشان البيبي.
أردف مـازن بتلك الكلمات في حين تابعت مليـكه مكمله بنفـاذ صبر...
-إنتِ بتدافعي عنه كدا ليه يا مـايا،،فهميني!
نظـرت لها مايا في هـدوء وهي تمسك كفي صديقتها...
-علشان سيـف بيحبـك ،وأتغيـر كتير علشانك،،وسعادتك مش مع حد غير سيـف صدقيني.
بينمـا تابعت مليكـه في جمـود...
-خلاص يا مايا أنا أخدت قراري،،وانا وسيـف مش هيجمعنا أي حاجه تاني.
-اللي يريحك سلام،ويلا بينا يا مـازن.
أردفت مايـا بتلـك الكلمات،ثم أتجهت مسرعه بصحبه زوجها خارج القصر وسط نظرات مليـكه الحـزينه والمنكسره....
--------
"مـر يومين علي هذا الحـدث"
لـم تري مليـكه سيـف قط،،فقـد أختفـي تمامـاً،كانت مليـكه تشعر أنها تفقده وأن جـزءاً منها قد سُحب بعيداً ولكنها ظلت تُعـاند نفسها لأنها تشعـر بشيئاً مخيفاً في حياه سيـف وتصرفاته،وحديث هذا المجهول جعلها تشعر بالخوف أكثـر....
------
-دا أخر كلام عندك ،،خلاص هتـروحـي تقابليـه؟!.
أردفت مايا بتلك الكلمات وهي تقف في غـرفه مليـكه التي كانت تستعـد لمقابله مؤيـد،،بينمـا أكملت مليـكه بنبرآت ثابته كعادتها في الفتـره الأخيره...
-أنا خلاص قررت .
نظـرت لها مايا في ضيـق ثم تابعت وهي تتجـه ناحيه باب الغـرفه قائله...
-اللي يريحـك،،سلام.
أنتهـت مليـكه من تجهيـز نفسها ثم أسـرعت خارج غرفتها،في طـريقها إلي الطابق الأرضي حيث يجلس والدها يشـاهد احد المباريات بصحبه مادلين والسيده زينب،،في تلك اللحظه هتفت مليـكه في هـدوء....
-صبـاح الخير يا دادي.
نظـر لها جلال في حـب ثم تابع قائلاً...
-صباح الورد يا مليـكه قلبي،،ها رايحه فين كدا؟!.
نظـرت له مليـكه في هـدوء وهي تهتف...
-زي ما قلت لحضرتك يا دادي.
في تلك اللحظـه تابع جلال قائلاً وهو يترقب إجابتها....
-إنتِ خلاص قررتي!...وواثقـه من اللي هتعمليه!
اومـأت مليـكه برأسها إيجاباً،بينمـا أبتسم لها جلال في هـدوء متابعاً...
-اللي يريحك يا بنتي،،دي حياتك وليكي القرار الأول والأخيـر.
وبالفعـل أتجهـت مليـكه إلي أحـد المطاعم حيث يجلس مؤيـد في إنتظـارها لمعرفه قرارهـا بشأن الخطبه....
-----
-خلاص يا مايـا أنا هتصـرف،سلام.
أردف سيـف بتلك الكلمات،ثم أغلق الهاتف مع مـايا،،ثم ركب سيـارته متجهـاً إلي العنوان الذي أخبرته مليـكه به وما أن وصل حـتي رأهـا تجلس بصحبـه مؤيـد....
-في تلك اللحظـه هرول سيـف مسـرعاً حيث يجلسون ثم تابع وهو يكور قبضه يده ونبرآت مزمجـره....
-أحنا مش هنخلـص من أم الموال دا بقا!.
رمقتـه مليـكه بنبرآت إشتياق حاولت جاهـده قتلها،ثم أردفت متابعـه في ثبـات....
-أفـندم في حاجه.
جـز سيـف علي أسنـانه متابعاً بنبرآت حـاده...
-مش قابل أشوفك مع راجل غيري،،ودلوقتـي حالاً ،،تحطي حد للي بيحصـل دا..انا ولا هـو،،وياريت ردك يكـون سريع.
نظـرت له مليـكه في حـزن ثم أردفت بنبرآت مختنقه وهي تجول بنظرها بينهمـا،ثم حسمـت قـرارها بعد مـده من الوقت متابعـه بنبرآت متوتـره،وهي تنظـر بإتجـاه سيـف...
-أنا مـوافقـه يا مؤيد علي الإرتباط بيك.


 الثـالث والعشـرون°°مليكـتي°°💛
-------
جـالت ببصـرها بينهم،لبضـع دقائق،وهي مازالت متحيـره بين مايرغب به قلبهـا وما يفرضـه عقلها،ولكنهـا حسمـت قرارهـا وهي تهتف بنبرآت متوتـره ،قائله...
-أنـا موافقـه علي الخطوبه يا مؤيـد.
نظـر لها سيـف بوجهاً ممتعـق والدماء تغلي في عروقه ثم أردف وهو يضرب الطاوله بقبضتـه القويه في نبرآت رخيمه،مزمـجره....
-موافقـه علي أيـه؟!،،وميـن دا أصلاً اللي عاوزه تدخليـه حياتك!
رمقتـه مليـكه بنظـرات ثابته ثم تابعـت بنبرآت مختنقـه....
-كفايه بقا يا سيـف لحد كدا!...أنا مش عاوزه أكمل حياتي معاك،أظـن دا قرار صريـح وواضـح.
في تلك اللحظه،قام سيـف بجـذبها من ذراعها في حـزم وصوتاً أجش...
-قومـي حالاً معايـا،ومفيش أي حاجه هتتم بينـك وبين الحيوان دا،،غير لمـا شهور العده تخلص،،وإلا هتصـرف تصرف تاني مش هيعجبك.
شعـرت مليـكه بألم قبضتـه المحكمـه علي ذراعها ولكنهـا لا تعلم أن ألمها من قبضته لا شيء أمـام ألمـه هو بـوجود رجلاً أخـر بحياتها،فلقد كرس حياته لحمايتهـا ودائم التفكيـر في كيفيه إسعـادها وإبعادها عما يحمله هو من عبأ متثاقلاً علي عاتقيـه للتصدي لهؤلاء القتلي،بينما هتـف مؤيـد في غضب وهو يقف أمامه قائلاً....
-أظـن أنها قالتلـك أبعـد عني،،وبعدين أنا وهـي هنبدأ حياه جديده،ملكش فيها أي حاجه ولا حتي الذكـريات.
جـز سيـف علي أسنانه وهو مـازال ممسكـاً بها،،ثم هتـف بصوتاً كالرعـد ينم عن بركاناً علي وشـك الثوران...
-أبعد عن وشـي لأدفنـك مكانك،،سامعني؟!.
تابـع مؤيـد بصوتاً معانداً وهو يجذب مليـكه من ذراعها أليـه،قائلاً..
-مش هبعـد،،ومليـكه بقت حقي أنا.
ومـا أن رأه سيـف لامساً يدهـا حتي فقد السيطـره علي نفسه وبـدأ ينهال عليه باللكمات القاتلـه،متابعاً في عنـف وهو يلـوي ذراعه في شرار...
-مليـكه خط أحمر،،وأيدك اللي لمستهـا دي،،هعملك فيها تذكار ،،علشان قبل ما تفـكر تلمسها تاني ،،تفتكـرني.
ومـا أن أنهـي حديثه حتي قام بثني يد مؤيـد أكثر حتي أصدرت صوتاً وهو يصرخ صرخات مـدويه،،بينما ظلـت مليـكه تصرخ وهي تضع يدها علي وجههـا في إختنـاق...
-كفايه بقا يا سيـف هتموته،،خلاص أنا همشـي معاك ،بس سيبـه...كفايه عنف بقا وهمجـيه.
تـركه سيـف ملقياً علي الأرض وسط التجمعات الهائلـه من الناس اللي كانت تتابـع ما يحدث في حذر شديـد،،وهنـا أردف سيـف متابعاً بنبرآت مزمجـره وهو يتجـه خارج المطعـم قائلاً...
-خايفـه علي عريس الغفله يا ختي!.
وبالفعـل قام سيـف بإصطحابهـا داخل السيـاره ثم إنطلق مسرعاً بها،بينمـا تابعت هي بصريخ قائله...
-إنت واخدني علي فين!...أنا عاوزه أرجـع القصر فوراً،،ولو سمحـت متمارسش همجيتك دي عليـا،تعبت خوف منك،،وبعـدين لو عاوز تقتلني يلا أنا معـاك أهو،أنتهـز الفرصـه،مستنـي أيه!،،علشان تلحـق تقبض التمـن.
قـام سيـف بصفعها علي وجههـا،ضـربه مـدويه،جعلتها تتـأوه في ألـم،بينما هتف هو في نفـاذ صبر....
-من ساعه مـا أتجوزنا مشوفتيش منـي حاجه تسمحلـك تقلي من أحترام جـوزك،وانا مش عاوز أستعمل معاكـي العنـف بجد،،وسـاكت من زمان أوي علي إهاناتك،،بس إنتهي الكلام،،ولحـد ما شهور العده تخلص مفيش زفت مؤيـد،وأبقي خليـه يمسك أيـدك تاني.
ومـا أن أنتهي حتي ضغط علي مكابح سيارته وأنطلق بها بطـريقه مسرعه أرعبتهـا بشده،وهـي مازالت واضعـه يدها أثر صفعتـه لها،ثـم أنطلق عائـداً بها إلي القصـر...
-----
-أستـاذ حضرتك كويـس.
أردف أحـد العمال داخل المطعـم بتلـك الكلمـات بينمـا هتـف مؤيـد في غيـظ وهو يضرب بقبضتـه أرضـاً....
-مفيش حاجـه وغور من وشـي.
بـدأ مؤيد يتحـامل علي ذراعه المعافـه ، لينهـض وقد صرخ صـرخات داخليه من شـده ألم يده،ثم أتجـه إلي سيارتـه وقادها مسرعـاً إلي حيث يذهـب....
------
-ياتـري عمل فيها أيه!،،انا الغلطـانه إني قلتلـه!.
أردفت مايا بتلك الكلمـات وهي تهـزي ذهاباً وإيـاباً داخل غرفتها،،بينمـا أردف مـازن وهو يضـع أوراق عمـله جانباً،،قائلاً....
-أهـدي يا مـايا،،مش إنتِ اللي أصريتي تقوليله أنـها راحت تقابل مؤيـد!
رمقتـه مايا في ضـيق،ثم تابعـت بعد أن حسمت قرارها بالجلوس بجانبـه قائلـه...
-أيـوه علشان مش حابه الفراق دا بينهم،،وهـي حرام تخسر سيـف،ومش هتلاقي حد يعشقهـا قده،،كلهـم طمعانين فيها.
أردف مـازن متابعاً في إستكمـال....
-بس متنسيـش أنه كان من ضمن النوع التاني دا.
-بس أتغـير يا مـازن...أنا بثق في سيـف أكتـر منك.
بـدأ مـازن يُضيق عينيه ثم تابع بنبرآت مغتاظـه...
-أكـتر مني يا دزمـه،،تصدقي أنك عاوزه تضربي،،بس بعد ما تولـدي الفيل اللي في بطنـك دا.
أبتسمـت مايـا بهـدوء علي حديثه المـرح ثم أكملت بنبرآت جديه...
-تفتكـر يا مـازن،سيـف لما يشوف مليـكه مع مؤيـد،هيضـربها،ولا هيخنقهـا،،ولا هيقتلها بالمسـدس اللي بيشيلـه دايماً في جيبـه!.
أطلـق مـازن ضحكه عاليـه علي حديث زوجته متابعاً من بين قهقهاتـه....
-كفايه أفلام أكشـن بقا الله يهديكِ،وبعدين دا زمانه أصلاً شافهـا والحـرب قايمـه.
ثـم أكمل بنبرآت خبيثـه....
-ولـو صاحبتك جرالها حاجه يبقي أنتِ السبب.
نظـرت له مـايا في رعـب،ثم أطلقت صرخه بسيـط في وجهـه وهي تقترب منه وتُمسك بيـاقه قميصه.....
-ودينـي عندهـا ،،أكيـد سيـف هيقتلها.
فـي تلك اللحظه قام مـازن بإحتضانها متابعاً في حنـو...
-أمال أزاي يا هبله بتثقـي فيه وهيقتلهـا!..أهـدي إنتِ وشويـه وترني عليها،وبعدين سيـف لو فـكر يتهور،ف هيكون من نصيـب مؤيد مش مليـكه .
نظـرت له مـايا في ٱقتنـاع ثم أردفت وهي تعض علي شفتيهـا من شـده القلق....
-أستـر يارب.
--------
-أتفضل بنتـك يا جلال بيـه،ومن هنـا ورايح مفيش خروج من البيـت،لحد ماشهور ربنـا اللي محددهـا تخلص،وإنت عارف إنـي ممكن أخـدها في أي وقـت ،،ولو هي مش عاوزه تصدق إني بحميهـا،يبقي مع السلامـه،،مش سيـف هو اللي يتحـايل علي واحـده،،أنا أشاور والكـل يحترم رغبـاتي،،وبنتـك متستحـقش أي حاجه بعملها علشـانهـا،،ومش عاوز أعـرفها تاني.
أردف سيـف بتلك الكلمات وهو يُلقي بمليكـه بين أحضـان أبيهـا الذي حضـر نتيجـه هـتاف سيـف بنبرآتـه المزمجـره،،وقبل أن يتلقي سيـف رداً من جلال،،أتجـه مسرعاً خارج باب القصـر،بينمـا وقفـت مادليـن مشدوهـه مما فعلـه سيـف،فكيف له أن يتصـرف هكـذا ،فجبـروته ليس جبروت شخصاً عـادياً....
في تلـك اللحظه أردفـت مليـكه ببكـاء وهي مازالت تستكـين بين أحضـان والدها،قائلـه....
-مش هيتغيـر أبـداً،يا دادي ،حتي لو كنـت أنا غلطـت وشكيت فيه لحظـه،،هو كان المفروض يعالـج خوفـي منه بطريقه أحسن من كـدا،بس هو دايمـاً بيتعامل معايا بوحشيـه،،يمكن لو كانت طريقتـه أتغيرت معايـا وفهمنـي بطريقه كويسه ،كنت تقبلـت اللي بيحصلي وانا مش فاهمـه حاجه،،كان علي الأقل أداني جرعـه أمـان أنه بيحبنـي بجد،،دا حتي حبـه ليا بيستخدم فيه العنـف،،أنا فشلـت في أني أغـيره.
ظـل جلال يربت علي ظهرهـا في حنـو،،ثم أردف بنبرآت هـادئه...
-مش كنتِ عوزاه يبعـد أهو بعـد يا مليـكه.
وهنـا هتفت مادليـن متابعـه في هـدوء....
-أنا من رأيي أنها تطلع ترتاح في أوضتـها،،علشان متتعـرضـش لحاله أنهيـار تانـي.
أومـأ جلال برأسـه متفهمـاً ثم أصطحـب مليـكه إلـي غرفتـها،،ودثرها في الفراش وجلس بجانبهـا في شـرود.
------
قـاد سيارته بسـرعـه غير عـاديه وهو يـزفر في وجـع ممـا يحدث معـه،،فلم يعد يتحمل أكثر من ذلك،،فهـو بشـر قبل أن يكون شخصاً تزوج من فتـاه محاطـه بالخطر وقرر حمايتهـا من أي شخصـاً يحاول الإقتـراب منها،،فإلي متي سيظـل يتوجـع أثر سحبها لروحـه بين يديها قبل قلبه....
وبعـد مـرور عشر دقائـق وصل مجدداً إلي منـزل صديقه،،ثم ترجل من سيـارته صاعـداً الدرج ،ومـا أن وصل أمام باب المنزل حتي طرقه في هـدوء،وما هي إلا لحظـات حـتي فتح إبراهيم البـاب له،،متابعاً علي عجالـه بعد أن رأي هيئته المكتئبـه.....
-سيـف ،أنت كويس!
ابتسـم له سيـف في هـدوء،ثم أردف متابعاً بنبرآت ثابته....
-الحمدلله علي كل حال.
ومـا أن دلف سيـف داخل الحجره وتبعـه إبراهيم ،،حتي هتف مجدداً قائلاً....
-يستاهل الحمد،،بس ممكـن تفهمـني أيه اللي حصل!
في تلـك اللحظـه وأخيـراً تحـررت الدموع المتجمعـه في مقلتـي عينيه،لتشق طريقها علي خـديه الصلبين ،،فوجـع التحمل لا يضاهيـه أي نـوعاً أخـر من الوجع....
ومـا أن لمـح إبراهيم تلك الدموع المنسـابه بهدوء ،شديد وكبرياء،يجعلها تأبـه الهطول حتي هتف في دهشـه....
-أنـت يا سيـف،،سبحان الله ،،أول مـره في حياتي من ساعه ما كـنا أصحاب في الإبتـدائيـه،أشوف دمـوعـك للدرجادي بتحبهـا!.
أشـاح سيـف بوجهـه بعيداً عن صديقه ،،ثم قام بمسح تلك العَبرات المنسـابه رغمـاً عنه،قائلاً بصوتاً رخيماً....
-دمـوع أيه ياض..أنت تعرف أني بتاع الكلام دا ،،ممكن يكون تراب دخل في عينـي وانا بسوق العربيه بسـرعه.
رمقـه إبراهيم بإبتسـامه هادئه،،وهو يهتف بنبرآت ثابتـه....
-يا سيـف كفايه عليـك كدا،مش هقولك خرج اللي جواك من طوفان وجع في شكل دموع،،خرجـه يا سيـدي في شكل جبروت..كدا كويس!..يا صاحبي أنت بني آدم قبل ما تكون ...!
وقبل أن يُكمل حديثه غمـز له بطرف عينيه ،وهو يتابع حديثه مجدداً قائلاً....
-أكيد طبعاً ،أنت عارف أنا أقصد أيه!.
نظـر له سيـف في هـدوء وهو يـرسم إبتسامه هادئه علي ثغره،،متابعاً بنبرآته الرجوليه المعتـاده....
-فاهمـك يا إبراهيم.
وهنـا أردف إبراهيـم مكملاً في تفهـم...
-ودلوقتـي هخرج أجيب الغـدا،أمي قبل ما تسافر البلـد عملتلنـا شويه أكل يستاهلوا بؤك.
أبتسم له سيـف في هـدوء،،بينمـا دلف إبراهيم خارج الحجـره ليحضر الطعام لصديقـه....
------
-خلاص يا دادي،،أنـا كويسه والله يلا..روح نام أنت علشـان شغلـك.
أردفت مليـكه بتلك الكلمـات في حين تابع جلال وهو يُقبل جبينها قائلاً....
-ماشي يا مليـكه قلبي،،وياريت تنسـي موضوع مؤيـد دا لحد الفتره الجايه.
رمقتـه مليـكه بنظـرات منكسره ثم تابعت،قائله...
-أنا لا بحب مؤيـد ولا عوزاه في حياتي،،بس هو أهـون من اللي حبيتـه وبخاف منه،،بص يا دادي الحب والخوف مينفعـش يتجمعوا في شخـص واحد،،وانا ومؤيـد هنحدد ميعاد علشـان نعمل أحتفال بسيـط كدا ونقرأ الفاتحـه،،ولو خايف أن سيـف يرجع في كلامه،،متقلقش أنا عارفه سيـف،،وجبروته أخر مـره دا جبروت واحـد باع،،يعنـي مفيش حاجه هترجع بينـا زي الأول.
زفـر جلال في حـزن من حديث أبنته،ثم أردف متابعاً في ثبـات...
-براحتك والوقـت اللي هتحددوه ،،أنـا موافق عليـه،،بس جـدك رافض اللي بيحصل دا..ومش عاوز يخرج من أوضتـه ولا يتكلم مع حـد وخصوصاً إنتِ.
أردفـت مليـكه بإرهاق شـديد وهي تنظـر إلي هاتفهـا الذي يعلن عن إتصالاً قائله قبل أن تُجب...
-أنا هصالحه بكرا يا دادي،،وتصبح علي خيـر.
وهنـا قام والدها بطبع قبله علي جبينها مـره أخري متابعاً....
-وإنتِ بخير.
ومـا أن دلف خارج الحجره حتي أجابـت هي بنبرآت مرهقـه...
-أيـوه يا مايـا.
أردفت مايـا متابعـه بنبرآت مترقبه...
-مليـكه حبيبتـي إنتِ كويسـه!
-أنا كويسـه الحمدلله يا مايـا!...أنت مال صوتـك كدا،في حـد مضايقـك!.
أردفت مليـكه بتلك الكلمـات في حين تابعـت مايـا بنبرآت غيظ قائلـه...
-هيكون مين غيـرك.
في تلك اللحظـه زفـرت مليـكه في وجـع يشوبه بعض الضيـق قائلـه....
-مايـا،،بالله عليكِ،،متزيديش فوق وجعـي وجع.
بينمـا أردفت مـايا متابعـه بنبرآت حاسمـه...
-إنتِ اللي بتختاري الوجـع ،يا مليـكه هانم،ولعلمـك كل حاجه بينـا هتنتهـي،لو تم بينـك إنتِ ومؤيـد أي تطورات،،سلام.
أغلقـت مايـا الهاتف في تلك اللحظـه بينمـا زفـرت مليـكه بضيق شـديد وهي تدثر نفسها داخل الفـراش،،والدمـوع تنسـاب علي وجنتيهـا بغزاره....
-----
"فـي صبـاح اليـوم التالـي"
كـان يجلس في شـرفه الحجره يقرأ بعض آيات القرآن حين أعلن هاتفـه عن وصول إتصالاً، فقام بإلتقاط الهاتف الموضوع بجانبه قائلاً...
-أهلاً يا مادليـن هانم.
أردف سيـف بتلك الكلمـات في حين تابعت مادليـن بنبرآت خبيثـه قائله....
-أزيك يا سيـف،،أخبـارك أيه بعـد ليلـه إمبـارح!.
أردف سيـف متابعاً في ثبـات،قائلاً...
-أظن أن دا ميخصكيش في أي حاجه،،وعلي مـا اظن أني قلتلك كل العلاقـات والمصالح بينـا خلصت...ولا أنتِ فهمك علي قدك!.
بينمـا أكملت هي متابعـه في ضيق من حديثه قائلـه...
-يا سيـف أنت ذكـي ،ومينفعش تطلع خسران كدا بسهوله،،بسبب واحده زيي دي!.
زفـر سيـف في ضيق،،ثم تابع بنبرآت مزمجـره قائلاً....
-ولمـا هي واحده عاديه،،حطاها في دماغك ليه يا حلـوه؟!.
-بص يا سيـف الناس مش عاوزين ينشـروا الفيديو بتاع الهانم لحد دلوقتـي،،علشـان انا منعاهـم،،بس همـا طالبين وبشـده أنهم يتعـرفوا عليك.
شـرد سيـف لبضع لحظـات ثم أردف بعدها وهو يتحسس الشيء الموضـوع في جيـب بنطاله قائلاً....
-مادلـين،،إنتِ ليكي حاجه مهمـه أوي معايـا ولازم أسلمهالـك لو ينفـع نتقابل.
تابعـت مادلـين بإستغراب شديد وهي تهتف في تساؤل...
-حاجه أيه دي!.
-لمـا نتقابل هتعـرفي ساعتها،،هنتقابل في (....) ،بعد ساعتين.
أكمل سيـف حديثـه بتلك الكلمات بينمـا أردفت هي متابعـه في عـدم إطمئنـان....
-ماشي يا سيـف
--------
كـانت تتجـه ناحيه غرفتها وهي شارده الذهن في مصيـر صديقتها،وأثناء صعودهـا للدرج ،وجدت شخصاً مـا يهتـف بصوتـاً رخيماً ،،وهو يقـول....
-ممكـن أفهم مـازن فيـن!.
أضطـربت مايـا كثيراً لرؤيه هذا الرجل الذي يثير حنقهـا،ثم تابعـت بنبرآت متوتـره،،قائله...
-في نـاس طلبـوا في الشغل،،وراح .
في تلـك اللحظه أقتـرب عـادل منها ثم أمسـك ذراعها قائلاً بصوتاً رخيـم....
-أنتِ مش ناويه تخرجـي من حياه ابنـي بقا،،فهميني إنتِ عملتيلـه غسيل مخ ولا أيه أنطقـي!.
أرتعدت أوصالها بشـده من نبرته التي أخافتهـا،ثم تابعت والدموع تتجمـع في مقلتيهـا...
-أنا معملتلوش حاجـه،،أنت اللي مش عاوزه يعيش نضيف ،،سيبنـا في حالنا بقا لو سمحـت،وأبعد عن صاحبتـي.
أطلق عـادل ضحكه عاليـه وهو يقتـرب منها أكثر حتي كادت أن تسقـط من علي الدرج متابعاً بنبرآت مخيفـه...
-وياتـري اللي في بطنك دا من ابنـي...ولا ..
وقبـل أن يُكمل حديثه وجـد مـازن يهتـف بنبرآت ثائـره....
-ابني طبعاً،،ومـراتي مفيش زيهـا...وانا بثـق فيها جـداً.
هتـف مـازن بتلك الكلمـات وهو يتجـه ناحيه زوجته،ومـا أن أمسكها حتي أختبئت هي بين ذراعيـه هرباً من نظـرات هذا الرجل البغيـض...
بينمـا تابع مـازن قائلاً،وهو يتجه بها ناحيه غرفتهم..
-أستأذنك يا عـادل بيه.
---------
-يلا يا نـانا أنا كلمت الدكتور ومستنينا النهـاردا،علشان تبدأي جلسـه العلاج الأولـي.
أردفت مليـكه بتلـك الكلمـات وهي تتجـه بصحبه السيده زينب خارج الغـرفه ومـا أن دلفوا خارجـها حتي وجـدت مليـكه والدها يهتـف في مـرح...
-ماما زينب،،بتمنالـك الشفاء العاجل إن شـاء الله.
ومـا ان أنتهي من حديثه حتي طبـع قبله هادئه علي جبينها،،ثم أصطحبها هو ومليـكه خارج القصـر إلي حيث ينتظـرهم السائـق الخاص...
وبالفعـل دلفـت مليـكه داخل السيـاره بعد أن تمكنت من إدخال السيـده زينب أولاً بمعـاونه والدها،،ثم أنطلق بعـدها السائـق مباشـره إلي عياده الطبيب المسؤل عن حاله تلـك السيده كبيـره السـن....
واثنـاء شرود مليـكه أعلـن هاتفهـا عن وصول إتصالاً وما أن رأت المتصـل حتـي زفـرت في ضيق ثم أجابت هاتفـه علي مضـض....
-أيوه يا مؤيـد...انا كويسه وإنتِ!.
أتـاها صوتـه متابعاً في هـدوء....
-أنا كويس المهم إنتِ فكرتي في موضوع الميعـاد،،أنا بصراحه شايف أن أحسن يوم يكـون بكرا ،،نعمـل حفله عائليه ،،علشـان أنا بعد بكـرا مسافـر في شغل،،هـا قولتـي أيه!.
فكـرت مليـكه لبعض الوقـت قبل أن تُجب متابعـه...
-مـوافقـه،،بمجرد ما أروح البيـت هكلـم دادي،وهنستناك بكرا.
-ليه هو إنتِ فين!
تابعـت مليـكه في ضيـق من تساؤلاتـه ولكن حاولت جاهـده أن لا تظهر ضيقهـا بحديثه ،،قائله...
-واخده نانـا،،للدكتور علشان نبدأ جلسه العلاج.
أردف مؤيـد متابعاً في تفهـم ،قائلاً....
-تمـام جـداً،أنا هخلص شغل وأجـي أخدكم من عند الدكتور.
-تمام ،سلام دلوقتـي بقا.
بادرته مليـكه هاتفـه بتلك الكلمـات ،،ثم أغلقت الهاتـف في الحال،،وهي تـدعـو الله أن يعينهـا عن هذه المصيبـه التي ورطـت نفسهـا بها....
في تلك اللحظـه أردفت متابعه في خفوت،،ونبرآت مختنقـه....
-حتي إنتِ يا مايـا،،قافله فونـك،ومش عاوزه تكلمينـي...ياربي أرحم وجعـي،،من العالم غير المفهـوم دا.
-------
-أهلاً يا سيـف،،ها كنـت عاوزني في أيه؟!.
أردفـت مادليـن بتلك الكلمات وهي تجلس علي مقعـدها في المكان المحدد لهـم،،بينمـا تابع سيـف بنبرآت ثابتـه قائلاً....
-أنا جايبـك هنا علشـان أسألـك ٱنتِ عاوزه مني أيه تاني،،وعاوزه توصلـي لأيـه!..وبالمـره أقدملـك حاجه مهمه أوي.
رمقتـه مادليـن بنظـرات خبيثه،،ثم أردفت قائله..
-عـاوزاك تكون معايا وتستخـدم ذكائك في الوصـول للمقبره!
أطلـق سيـف ضحكه عاليه،يشوبها كثير من التهكـم قائلاً....
-إنتِ غيرتي النشـاط وبدل ما تاخـدي فلوس مليـكه ،،عاوزه توصلي للمقبـره!.
نظـرت له مليـكه في ثبات وهي تُقرب يدها من ذقنه قائلـه...
-الإتنين.
في حيـن بادرها هو بإمساك يدها ثم إزاحها وهو يهتـف بنبرآت مشمئـزه....
-أعملـي اللي يريحك بس بعيـد عني..والمره اللي فاتـت علمـت عليكِ بس،،لكن المـرادي بقا،همحيكـي من علي وش الأرض.
ومـا أن أنتهي من حديثه حتـي ألقـي القـلاده التي كانت بحوذته في وجههـا قائلاً وهو يقترب من أذنها بهمـس...
-مش دي السلسلـه اللي عملتوا منها الفيديـو الكاذب لمليـكه،،تعرفي بقا أنهـا نفس السلسلـه اللي صورتـك بيها وانا بضـربك وكنتي بتعتـرفي بكل حاجه،،أنـا قادر أسحقك من وش الأرض بس مش وقتـه،،بس إن جيتي للجـد ان مستمتـع وانا بتسلـي عليكي من وقت للتـاني.
وأثنـاء حديثـه سمـع صوتاً خافتاً،،عبـاره عن دقـه لمسـدساً مـا إستعداداً لإطلاق النـار في تلك اللحظـه قام بوضـع يـده داخل جيبـه في هـدوء ثم ألتفـت مسـرعاً وهو يُخرج ذاك المسـدس من جيبه ثم أطلـق النار علي الشخص الواقف خلفـه،،أحد رجال مـادلين التي أعطتهـم الإشـاره لقتـل سيـف،،ولكن سيـف نجح كعادتـه في هـزيمتها وسـط نظـرات مـادليـن الذاهلـه،فكـيف لـه أن يشعـر بأحداً يستعد لإطلاق النـار عليه،أنـه شخصاً غير عادياً بالمـره .
وفـي تلك اللحظـه أفاقت هي من صـدمتها علي صوتـه هاتفاً....
مش قولتلـك سيـف مبيخسـرش!.
رمقتـه مادليـن بنفس نظـرات الذهول تلك،،ثم تابعت ببعض نبرآت التهكـم قائلهً....
-بس نسيـت حاجه يا سيـف باشـا أن الراجل دا لو حصلـه حاجه أنت هتروح ورا الشمـس.
أطلـق سيـف ضحكه عليـه تنم عن مـدي تهكمه بحديثهـا ،وأنهـا اقل ذكائـاً مقارنه به،،وهنـا تابع قائلاً وهو يُخرج الذخيره الموجـوده داخل المسـدس....
-بصي كـدا يا مادليـن هانم الطلقـه دي،،مش بتفكـرك بحاجه،،طيب المسـدس دا ركزي بعينك كدا،،مش بتشبهـي عليـه!...طيب سيبـك من كل دا،،الجوانتي اللي في أيـدي دا تفتكـري أنا لابسـه ليـه!.
جحظـت عينـاي مـادلين في صـدمه وقـد فغـرت فاههـا جراء حديثـه قائله،بنبرآت متلعثمـه....
-المسدس والطلقات دول خاصيـن بيا،،بس إنت ،إنت أزاي أخدت الطلقات دي.
رمقهـا سيـف ببسمـه أنتصـار ثم هتـف بنبرآت جـامده،قائلاً...
-أخـدتهم من المقبـره اللي هدفنـك فيها بإذن الله،والأهـم بقا أن بصماتك علي المسـدس،وياريت بقا تبلغي البوليـس بسـرعه.
ومـا ان انتهي من حديثه حتي جلس مجدداً علي مقعـده وهو يضـع قدم فوق الأخـري متابعاً في ثبـات...
-وأدي قاعده،،لمـا البوليس ييجـي.
نظـرت له مـادلين في حنـق وللمـره المليـون تري هزيمتـها أمام هذا العقـل الغير طبيعـي،،ثم نهضت من مكانها مسـرعه وسط نظـراته المتهكمه لها،وهنـا قامت بالإتصال علي أحد الرجال حتي يأتـي لأخذ هـذا الرجل الملقي علي الأرض..بينمـا نهض سيـف من مكانه وهو ينفـخ بالمسـدس ثم قام بوضعـه داخل جيب بنطـاله قائلاً....
-باي باي ،،مـادلين.
وبالفعـل قـاد سيـف سيـارته مجدداً عـائداً إلي صديقه،،واثنـاء سيـره في الطريق لمحهـا تقف بجانب سيارتهـا أمـام أحـد البنايـات ،محاوله إخـراج السيـده زينب،في تلك اللحظه ترجـل سيـف من سيارته سريعاً متجهاً إلي حيث تقف،ثم هتف متابعـاً دون سابق إنذار....
-أوعـي أنتِ.
ذُهلت مليـكه من وجوده أمامها ،،ثم تنحنحت مبتعده قليلاً عن السيـاره في حيـن قام هـو بحمل السيـده زينب متجهـاً بها إلي داخل البنايه حتي وصل إلي عيـاده الطبيب،،ثم هتـف قائلاً بنبرآت جامده دون أن ينظـر إلي مليـكه،،بينمـا قام بطبع قبلـه علي جبين السيـده زينب قائلاً...
-هتخفـي أن شاء الله وهتكوني أحسن من الأول،،سلام.
ومـا أن أنتهي من حـديثه حتي إنطلق مسـرعاً خارج العياده وسـط نظـرات مليـكه المنكسـره لتجاهلـه لها،،فهـو قرر أن يشتـري كبريائـه متناسيـاً حبه لها ،بل تناسـي أيضاً عشقها له وأنهـا شخصيـه حـاده الطباع والعنـاد هو المُسيطـر الأول علي شخصيتهـا،وأن أساليـب التجاهل والجمـود معها ،،يجعلها تتصرف بلا وعـي،،وقد تندم مؤخـراً علي ما تفعله،،ولكن يكـون قد فات الأوان.
-------
-دلـفت مادليـن داخل سردابها وهـي تهتـف في صريخ ونبرآت ثائـره....
-الحقيـر،،بيستغل ذكائه عليا..وأزاي يدخل السرداب من غير ما يقولـي...قسمـاً بالله يا سيـف لأكسر قلبـك عليها،،وأخليك تبكي بدل الدموع دم.
ومـا أن أنتهت من حديثها حتي قامت بالإتصـال علي شخصـاً مـا متابعـه في غضـب....
-أيـوه يا عـادل انا قررت ميعـاد خطف البنت،،وهيتـم بكرا أكيـد،،ياريت تجهـز الرجاله.
-----
أنتهـت مليـكه من وجودها داخل هذه العيـاده ثم هبطت البنايه لتصل إلي سيارتهـا ،وهنا وجـدت ،مؤيـد ينتظـرها أسفل البنايه وبصحبتـه شخصاً مـا قائلاً...
-مليـكه تعالي.
أدخلت مليـكه السيـده زينب داخل السيـاره بمساعده السائق،،ثم أقتـربت منه في إبتسـامه هادئه ،وهي تنظـر لهذا الشخص بنظـرات متسائله،في حين أكمل مؤيـد متابعاً بنبرآت هـادئه....
-أقدملـك رأفـت صاحبي.
أمـد رأفت يده لها بينما أردفت هي بإبتسـامه وهي تنظـر إلي يده الممتـده دون أن تبـادله السلام قائله...
-أهلاً بحضرتك.
تنحنـح رأفت في حـرج وهو يسحب يده مره أخـري وسـط نظـرات مؤيـد الساخطـه عليها،وهنا أستأذن رأفت مغادراً ،في حين تابع مؤيد بنبرآت حانقـه....
-أيه اللي إنتِ هببتيـه دا ،،أزاي تحرجي الراجل كدا ومتسلميـش عليه!.
رمقتـه مليكـه بنظرات ثابته وهي تهتـف...
-علشـان هو مش مُحلل ليـا حتي إنت كمان،،المفروض تلـزم حدودك معايا،حتي لو كان هيتم بينـا أي حاجه.
نظـر لها مؤيـد في ضيـق ولكنه آثر الصمـت حتي لا يؤثـر هذا علي هـدفه في إمتلاكها،،بينما أسرع هو قائلاً في هـدوء بعض الشيء....
-خلاص يا مليـكه،،حصل خير ويلا بينـا علي القصـر علشان آكد علي عمـي ميعاد الحفله بكرا.
نظـرت له مليـكه بنظـرات خاليه من أي تعبير وهي تتجـه ناحيه سيارتها قائله....
-اوك ،،أركـب عربيتك وتعالي ورانا،،سلام.
وبالفعـل ركبت مليـكه السياره،،ثم أتجـه السائـق عائـداً مـره أخـري إلي القصـر،وسط شرودها بين ما يفعله مؤيـد،،وما كان يوصي به سيـف علي مسامعهـا دائماً،وظلت تتـذكر سعاده سيـف برفضها مصافحه صديقه،وقد سقطت عَبره علي وجنتيها بهدوء....
------
-مالـك يا مـادلين ،حاسـه بأيه!
أردف جلال بتلك الكلمات وهو يجلس بصحبه زوجتـه في غرفه الصالون المُلحقه بالقصـر،،في حين بادرته مادليـن هاتفه في ضيـق...
-مفيـش يا جلال بس دماغي مصـدعه شويه.
ومـا أن أنتهت مادليـن من حديثها حتي أرتمت بين ذراعيه،،بينمـا ربت هو علي خصلات شعرها في حنـو قائلاً....
-أكيد دا من تعب الشغل طول الوقـت.
------
-يا بنـت الأيه،،كانت عاوزه تقتلـك،،دي مُسجله خطـر بقا!.
أردف إبراهيم بتلـك الكلمات في حين تابع سيـف وهو يدثر نفسـه داخل الفراش قائلاً بنبرآت مـرحـه....
-لا يسطي ،،انا اللي مسجل خطـر وحياتك،،ويلا بقا أقفل النـور أنا مـرهق بغباء.
أنصـاع إبراهيـم لحديثه ،،ثم هتف متابعاً في هـدوء....
-أنت خلاص أستسلمـت للفراق بينك وبين زوجتـك.
هتف سيـف وهو يضع الغطـاء علي وجهـه قائلاً،بنبرآت ثابته....
-سيـف مبيستسلمـش،،تصبح علي خيـر.
------
-تمـام يا عمـي ،،إن شـاء الله هكون علي الميعـاد بكرا.
أردف مؤيد بتلك الكلمات في حين أومـأ جلال برأسـه في تفهـم قائلاً....
-مستنيينـك أكيد يابني
وهنـا أتجـه مؤيـد مستأذناً للذهاب،،وما ان غـادر حتي تابعـت مليـكه بإرهاق قائلـه....
-هستأذنـك بقا يا دادي،،تصبح علي خيـر.
في تلك اللحظه بادرها جلال بنبرآت حانيه،،قائلاً....
-وإنتِ بخير.
وهنـا شـردت مادليـن فيمـا سيـحدث غـداً،،كيف يكـون إحتفالاً بخطبتهـا ومخطط خطفها في آن واحد،،ثم هتفت محـدثه نفسهـا....
-شكلي هستمـتع باللي هيحصل بكـرا أوي
بينمـا أتجهـت مليـكه مسـرعـه داخل غرفتها ،ثم ألقت بجسدها علي الفـراش مباشـره ،متابعـه في إرهاق وهي تلتقـط هاتفها وتعاود الإتصال علي صديقتها قائلـه....
-اوووف،،لسه قافله فونـك يا مايـا.
ومـا ان انتهت من حديثها الخافت حتي شرعت في فتح أحد أدراج الكومود المجاور لهـا وهي تُخرج منه صوره،،خاصـه بسيـف....
ظلـت تنظـر لهذه الصوره في إشتيـاق وكانت خفقات قلبها تـدق في ألم،،بينمـا قامت هي بإحتضـان الصـوره،والدموع تنسـاب علي وجنتيها،حتي غطـت في سبـات عميـق....
------
"في صباح اليوم التالـي"
إستيقظـت مليـكه ،علي صوت رنيـن هاتفها،،ومـا ان رأت المُتصل حتي أجابت علي الفور ،بنبرآت أشتياق متابعـه...
-مايـا ،أنت وحشتينـي أوي،،كنتِ قافله فونـك ليه!
هتفت مايـا في تلك اللحظـه بنبرآت جامده،قائلـه...
-وإنتِ محتاجاني في أيه يا مليـكه،،ما انت عايشه حياتك وبتاخدي قراراتك من نفسـك،ومش عامله حساب لحد ولا حتي الأخـوه اللي بينـا.
زفـرت مليـكه في حزن متابعـه بنبرآت هادئـه...
-مايـا بليز تعالي أنا محتاجاكي ،،النهاردا الحفله،،وعاوزه أتكلـم معاكي شويـه.
أردفت مايـا متابعـه بنبرآت هادئه....
-ماشي يا مليـكه،،انا هاجـي.
وبالفعـل أنتهـت مايا حديثها مع صديقتها،،ثم أتجهـت بصحبه زوجها إلي القصـر...
-----
-كدا تمـام أوي نفـذوا المهمـه حالاً..البنـت تكون عنـدنا في ظـرف نص ساعه،،يلا أتحركوا.
أردف معتـز بتلك الكلمـات،،ثم أنطلق رجالـه مسرعين إلي القصر،،لتساعدهم مـادلين في تسهيل عمليـه خطف مليـكه،،ومـا هي إلا عشـر دقائق حتي وصلـت تلك السيـاره بالقرب من باب القصـر وكانوا ملثميـن حتي لا يتعـرف عليهـم أحد.....
-------
"داخل الفيلا"
-مليـكه هانم ،،مـايا هانم واقفـه قدام باب القصـر،وشكلها تعبانـه أوي.
أردفت احدي الخادمات بتلك الكلمات،،التي أملتهـا عليها تلك الأفـعي دون علماً بمخطط مادلين السـام،،بينما أتجهـت مليـكه مسرعه إلي باب القصـر خوفاً علي صديقتها....
ومـا أن دلفـت خارج باب القصـر حتي هتف أحـد الرجال داخل السيـاره قائلاً....
-البنت خرجت أهي قـرب بسرعه بالعربيه منها.
وبالفعـل بدأت السياره تقترب منها تدريجيـاً حتي قام أحـد الرجال بجذبها داخل السيـاره وسط صرخاتها المـدويه بما يحدث وخصوصاً رؤيتهـا لهم وهم ملثميـن،،فأرتعـدت أوصـالها بشده،،في تلـك اللحظه وصلت مايا بصحبه زوجها إلي باب القصر ثم شـاهدت إختطاف أحـد السيـارات لصديقتها،وهنـا هتفت مايـا بصرخات مدويه وهي تشير بأصابعهـا ناحيه تلك السياره قائله....
-ألحق يا مـازن...مليـكـه ،،مليـكه!!!!.


تعليقات



<>