رواية الشر الأبدي الفصل الرابع 4بقلم هنا عادل

 


رواية الشر الأبدي

الفصل الرابع 4

بقلم هنا عادل 


الفزع اللى حسيت بيه وخوفي على بابا منها خلاني مش شايفة غيرها قدامي، لكن مع تركيزي معاها وقربها من بابا وصرختي، لقيتهم كلهم حواليا بيحاولوا يعرفوا انا بصرخ ليه، ومنتبهتش لده غير لما لقيتها اختفيت بعد ما كانت تقريبا او ده اللى اتهيألي انها لمست جسم ابويا ووصلتلي من خلاله، لكن سمعت اصواتهم بقلق:

- فى ايه يا فيروز؟

- ايه اللى حصل يا كرم؟

- انت ضايقتها يابني؟

كلهم بيتكلموا فى نفس الوقت وهي اختفيت من قدامي، وكلهم بيوجهوا الاسئلة لكرم، هو مش لاقي رد يقولوا ومصدوم من اللى حصل وفي نفس الوقت صدمتي من منظرها وهجومها بالطريقة ده لجم لساني وخلاني مش قادرة اتكلم، لكن مع تكرار الاسئلة وانفعال كرم المفاجئ:

- والله ما عارف ايه اللى حصل، انا فجأة لقيتها بتصرخ بعد ماكانت مبتسمة وبتبص لباباها.

بابا بقلق:

- صح يابني، انا فعلا لما لقيتها باين عليها انها مبسوطة قولت ان انتم خلصتوا كلامكم، بس مش فاهم ايه اللى حصل، ما تفهمينا يابنتي الله يرضى عنك.

فيروز بتردد:

- مش..مش، مش عارفة يابابا، بس انا حسيت فجأة بحاجة خنقتني كده فالصرخة  طلعت مني غصب عني.

كان لازم اقول كده، مش هينفع اقول حاجة تانية والا الناس اللى لسه ميعرفونيش دول هيقولوا عليا مجنونة، مع اني على يقين ان كرم وعمه اقتنعوا تماما بأني فيا حاجة غلط، يعني امبارح يغم عليا والنهاردة اصرخ من غير سبب، ده اكيد هيهرب فورا:

- حصل خير ياعمي، واضح ان انسة فيروز متوترة من ان الموضوع ماشي بسرعة، وواضح انها رفضاني.

ماما:

- طيب هو انتم فى الكلام اتقال حاجة ضايقتها؟

فيروز بأحراج:

- بالعكس يا ماما، كرم شخص كويس جدا انا كنت ببص لبابا علشان ابلغه بموافقتي، انا اسفة جدا على اللى حصل مني، بعد اذنكم.

كنت حاسة ان الارض هتتشق وتبلعني من كسوفي، لكن هو صوته وقفني وهو بيقول:

- انسوا بقى كل اللى حصل وسمعونا زغروطة يا جماعة، خلاص يا عمي فرحنا كمان شهر ان شاء الله، كل حاجة جاهزة فى الشقة على اختيار العفش وبس مش اكتر، نقرأ الفاتحة بقى.

كل حاجة ماشية بسرعة، وكل حاجة غريبة، واهلي حتى برغم فرحتهم الا ان اللى حصل معايا خلاهم مش مرتاحين ولا فرحانين فرحة كاملة، اتقريت الفاتحة واتفقوا على ان الشبكة وكتب الكتاب والفرح كلهم فى يوم واحد، انشغلنا فى تجهيز العفش وتجهيز حاجتي، وفى وسط كل ده الكوابيس كانت مش بتفارقني، شكلها وهي بتخنقني وبتغرس ضوافرها فى رقبتي صاحية ونايمة مش بيفارقني، نوبات الصراخ اللى بقيت بتتكرر معايا اوقات كتير بقيت عادة تقريبا مالهاش اي تفسير بالنسبة ليا وللي حواليا غير انها بسبب ارتباكي وتوتري من سرعة جوازي وقرب اليوم ده، انا مالناش خالص فى الافكار اللى تخص اي حاجة من اللى بتحصل..ولا العين ولا الحسد ولا الاعمال..وعلشان كده كنا بنفكر بطريقة عقلانية اكتر، وبعدين انا قريبة من ربنا جدا ومش بسيب فرض مش منظر بس، لكن انا ملتزمة بدرجة كبيرة وعارفة ديني كويس وعلشان كده عارفة ان لو مكتوبلي اي اذى ربنا وحده هو اللى قادر يأذيني وهو الوحيد اللى يقدر ينجيني...علشان كده اللى انا فيه ده توتر مش اكتر، كانت علاقتي بكرم واهله كويسة ومحترمة جدا وكله فرحان بالتجهيزات وكل حاجة فيها، وبأسرع ما يمكن فات الشهر لكن قلة النوم والخوف اللى كنت من جوايا عايشة فيه والتجهيزات وكل حاجة بتحصل كانت سبب فى اني اكون يوم فرحي دبلانة وباين عليا اني مش على طبيعتي، لكن كان اليوم كويس وطبعا معروف لكل الناس ان اي عروسة قبل فرحها بتكون مجهدة ومشغولة علطول وده بيسبب فى ان وزنها ينزل ووشها يبان عليه التعب والارهاق لحد ما بتدخل بيتها، لكن هي كانت مش مفارقاني لحد الكوشة بتاعتي وهي بتقولي فى ودني بصوتها اللى بيولع النار فى جسمي:

- النار هتبدأ من الليلة يافيروز...من الليلة فتحتى على نفسك كل ابواب الجحيم.

قدرت بجملة واحدة تضيع فرحتي اللى كانت بحاول ابينها طول الوقت وتخفيها عن ملامحي علشان تحل مكان ابتسامتي تكشيرة لازمتني لحد ما دخلت بيتي اخيرا، كل حاجة فيه جميلة وهادية، كنت متوقعة انها خلاص علاقتها بيا هتتقطع بمجرد ما هسيب بيتنا، ومجرد ما الضغط بتاع الفترة اللى فاتت ده ينتهي وهو انتهى بلحظة دخولي لشقتي مع جوزي، لكن هي كانت صح...هي ابتديت من لحظة دخولي لشقتي تأذيني بكل الطرق اللى ممكن تتخيلوها او متتخيلوهاش...علشان من قبل ما ادخل اوضتي علشان اغير هدومي الاقي كرم بيبص بصدمة ليا وبخوف وهو بيقول:

- فيروز...ايه الدم ده؟

اتخضيت من الكلمة ببص مكان ما هو باصص علشان الاقي فستاني كله من الجزء اللى تحت مليان دم، بقيت بصرخ من الخوف وانا مش فاهمة ايه كم الدم ده كله، هو نفسه كان خايف لكن بيحاول يهديني علشان بس نعرف ده ايه سببه، وبعد محاولات منه علشان اهدا وهو كمان بيحاول يمسك اعصابه قدرت اكتشف ان الدم اللى مغرق فستاني ده نتيجة نزيف مفاجئ، اااااه نزيف مش وقته خالص ولا ميعاده وده لأن فرحي كان متحدد بعد ما كنت حاسبة المواعيد الخاصة بالعذر الشهري بتاعي، لكن النزيف المفاجئ ده سببه ايه؟ وجه امتى بالكم ده وانا لسه حالا داخلة شقتي وكان مفيش اي حاجة فيا؟ مش عارفة حاجة ولا حاسة بحاجة غير ان منظر الدم كان مرعب بالنسبالي، وبالنسبة لكرم اللى حس بأن اجمل يوم فى عمره حصل فيه موقف مش لطيف مش هيقدر ينساه العمر كله، ساعدني الحقيقة اني ادخل الحمام اقلع فستاني واغير هدومي بعد ما نضفت جسمي كله من الدم وانا ببص على فستاني اللى كنت حزينة على اللى حصل فيه وبوظ شكله بالمنظر المؤذي ده، مش هقول ان الموضوع ده كان سبب فى حاجات وحشة كتير لكن بالعكس هو كان سبب فى اني انا وكرم نعرف بعض ونتكلم براحتنا ونتعود على وجودنا مع بعض لواحدنا، لكن هي كانت مختفية وكأنها استخبيت فى بيتنا على هيئة النزيف اللى استمر معايا اكتر من شهر، رجع كرم شغله، وروحت لدكتور واتنين خلال الشهر ده علشان اعرف ايه سبب النزيف لكن مفيش له سبب للأسف، الدكاترة كانوا بيستغربوا، لكن مكانش فيه قدامنا حاجة غير اننا نستنى، طبعا حاجة زى دي محدش كان يعرف عنها حاجة وده طلب كرم الحقيقة وقال بكل احترام:

- فيروز، علاقتنا الخاصة مش من حق حد ابدا يعرف عنها حاجة، وعلشان كده اللى يسأل اي سؤال يخص الموضوع ده اكتفى بأنك تقولي اننا بخير والحمد لله...حتى لو مامتك اللى بتسألك، اكيد مش قصدي حاجة بس خصوصيات زى دي خليها بيني وبينك احسن.

الحقيقة احترمت رغبته اللى كانت بالنسبالي هتشيل من عليا حرج وكسوف كبير فى اني اتكلم مع امي او عمتي او حتى حماتي فى حاجات زى دي، وبعدين انتم عارفين الاهالي كانوا بيحبوا يطمنوا على بناتهم ازاي...فكانت رغبة كرم مناسبة جدا ليا ولتفكيري واهالينا احترموا النقطة دى جدا، وعلشان كده محدش عرف اننا ولحد شهر من بعد الفرح لسه علاقتنا ببعض اخوية مش اكتر...جواز على ورق.


شهر بحاله لا قادرة المس مصحف، ولا عارفة اركع ركعة واحدة، مشوفتهاش فيها ولا سمعت صوتها ولا حسيت وجودها حواليا، نسيتها وانشغلت بس بعلاقتي بكرم اللى كانت بتقوى خلال الفترة دي وتعب النزيف اللى كان سبب فى ضعف جسمي بشكل كبير، لحد اليوم الاول من بعد التلاتين، صحيت ولما دخلت الحمام اكتشفت ان النزيف وقف...فرحت اوووي واول حاجة عملتها اني اخدت دش واتوضيت وخرجت من الحمام صحيت كرم وانا بقوله:

- هصلي يا كرم، الحمد لله النزيف وقف.

لكن كرم مجرد ما لف وشه وفتح عنيه صرخت...كانت عنيه بيضا خالص زى عنيها، وسمعته وهو بيقول بصوتها:

- متفرحيش يا فيروز...

بقيت اصرخ وانا حاطة ايدي على وشي وبرجع بضهري لورا وشايفة عنيها حتى وانا مغمضة عنيا، حاسة بنفسها حواليا فى كل الاوضة..او كل البيت وبتمنى لو الاقي حد يصحيني من النوم ويطلع ده مجرد كابوس، لكن للأسف طلع حقيقة، انا صاحية، وسمعت صوتها، وشوفت عنيها بس مش ده اللى خوفني على قد ما اللى خوفت منه هو ان يكون كرم حصل فيه حاجة، وفي نفس الوقت مش قادرة احاول ابعد ايدي عن وشي علشان مش حابة اني اشوفها، لكن اللى شال ايدي من على وشي كرم اللى كان مخضوض وهو بيقول:

- فيروز انتي كنتي بتحلمي ولا ايه؟ خضتيني...بتصرخي كده ليه؟

كنت سامعة صوته فى ودني بعد ما اختفيت السخونية اللى كانت محاوطاني وحسيت بأيديه ماسكاني من كتافى وبيحركني علشان يفوقني ويخليني اسكت وابطل صريخ، فتحت صوابع ايدي وبعدتهم عن بعض ببطء علشان أتأكد ان اللى بيكلمني وواقف قصادي ده كرم جوزي مش هي ولا انا بيتهايألي وفعلا لقيته هو، معرفتش اعمل ايه غير اني اترمي فى حضنه واعيط وهو مش عارف يعمل ايه غير انه يطبطب عليا وحط ايديه على راسي وابتدا يهمس... وفى لحظة سمعت الهمس ده بصوتها هي:

- نيارا هي الشر اللى هيلازمك لنهايتك..انتي اتلعنتي بنيارا ودي مفيش منها خلاص.


                الفصل الخامس من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>