أخر الاخبار

رواية الكاتبة والفتوة الفصل السابع والعشرون 27بقلم الهام عبدالرحمن الجندي

          

رواية الكاتبة والفتوة 

الفصل السابع والعشرون 27

بقلم الهام عبدالرحمن الجندي 


صلوا على رسول الله ♥


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


مرت عدة أيام فكانت نوسة تحاول تنفيذ خطة هدى للإقتراب من فهد، وفهد بالفعل بدأت مشاعره تتحرك ناحية نوسة أما مصطفى فكان لا يزال على موقفه تجاه هدى رغم حزنه على حالها ولكن كبريائه كان يمنعه من التواصل معها، ولكنه تنازل عن حرمانها من أولاده لعلمه بحاجتها الشديدة لوجودهم في حياتها بتلك الفترة أما بلال فقد أخذ إجازة من عمله لعدم استطاعته بالقيام بمهام عمله على أكمل وجه أما هدى فحدِّث ولا حرج فقد أصابتها حالة من الاكتئاب فكانت تذهب إلى العمل ولا تتحدث مع أحد تجلس وحيدة إلى أن ينتهي دوامها وتعود إلى المنزل وتظل حبيسة غرفتها لا تتناول من الطعام إلا ما يساعدها على البقاء على قيد الحياة حتى كتابة الروايات انقطعت عنها مما أثار القلق لدى قراءها. 


في الاستراحة كانت نوسة تجلس في الحديقة تمسك بيدها إحدى الروايات تعيش داخل أحداثها ولا تشعر بأي شيء حولها وكان فهد ينظر لها من بعيد يتأمل ملامحها وحركات وجهها وانفعالاتها بسبب أحداث الرواية ويبتسم ابتسامة ساحرة وأخذ يحدث نفسه. 


فهد في نفسه:« أنا ازاي ما كنتش واخد بالي منك يا نوسة؟ ازاي ما كنتش حاسس بيكي؟ قد إيه أنا كنت غبي.»


ثم اقترب منها هو وقف صامتا بجوارها وهي أيضا لم تشعر بوجوده تنحنح فهد لكي تعلم نوسة بوجوده ففزعت ونظرت له بعتاب وهي تضع يدها على صدرها الذي يعلو ويهبط.


نوسة بخضة:« اخص عليك يا فهد كدا تخضني»


فهد:«حقك عليا يا ست البنات بس القمر كان سرحان في إيه لدرجة إنه محسش بوجودى؟» 


نوسة بخجل:«كنت بقرأ رواية لهدى بس إييييه حتة رواية تحفة أوي البت دي إحساسها عالي جداً بس يا خسارة بقالها مدة ما بتكتبش وما حدش عارف هي ليه بطلت كتابة حتى بحاول اتصل عليها مش عارفة أوصلها.» 


فهد بقلق:« لتكون تعبانة ولا حاجة طيب ما تجربي تاني كدا وشوفيها يمكن ترد أو ابعتيلها رسالة.»


أمسكت نوسة هاتفها وحاولت مرة أخرى الاتصال على هدى وأخيراً قامت هدى بالرد عليها وعلمت منها أن بلال تخلى عنها وأنهم انفصلوا لذلك هي فاقدة للشغف في كتابة الروايات حالياً. أنهت نوسة المكالمة مع هدى ونظرت إلى فهد بحزن.


نوسة بحزن:«شوفت يا فهد اللي انت كنت خايف منه حصل بلال اتخلى عن هدى وطلقها أنا قلبي وجعني أوي عليها صوتها مكسور بطريقة صعبة.»


فهد بحزم:«يبقى كدا مفيش غير حل واحد بس اللي لازم أعمله.» 


نوسة بتساؤل:«حل إيه دا يا فهد؟ ناوي على إيه؟!»


فهد:«ناوي على كل خير زي ما بوظتلها حياتها لازم أنا اللي أصلحهلها تاني.»


ثم توجه خارج الاستراحة دون أن يتحدث بكلمة أخرى. ذهب فهد إلى المخزن حيث يجلس تايجر وتايسون، ثم جلس بجوارهما وتحدث باهتمام. 


فهد:« تايجر عاوزك تقب وتغطس وتجيبلي عنوان بلال حالاً.»


تايجر:«خير يا برازيلي عاوز عنوانه في إيه ناوي على إيه يا فهد؟! إحنا مش خلصنا من الموال الأسود ده وقولنا الحمد لله إنه عدى على خير.» 


تايسون:« استنى بس يا تايجر خلينا نفهم الأول قولنا يا فهد انت عاوز عنوان الواد الظابط ده ليه؟»


فهد:«ما تقلقوش يا رجاله أنا خلاص قفلت على الموضوع ده أنا بس لازم أصلح الغلط اللي أنا عملته عشان يبقا الموضوع دا اتردم عليه خلاص واتدفن وما عدش ييجي سيرته تاني.»


نظر له تايجر بنظرة ثاقبة وتحدث بهدوء يا ريت ما تكونش ناوي تعمل اللي في بالي يا فهد.»


فهد وقد علم أن تايجر قرأ أفكاره وعلم ما ينويه:«ما قداميش غير كدا يا تايجر هدى ما تستاهلش إن حياتها تتخرب بسببي بعد اللي عملته عشاني.» 


تايجر بحزم:« يبقى رجلى على رجلك.»


فهد:« الموضوع دا يخصني لوحدي يا تايجر وأنا اللي هخلصه لوحدي.»


تايسون:«ما تفهموني يا رجالة هو في إيه بدل ما أنا عامل زي الأطرش في الزفة.»


تايجر بحده:« اركن انت يا تايسون دلوقتي أنا بقولك أهو يا فهد مفيش مرواح من غيري مات الكلام يابا.»


فهد بحزم:«يبقى تجيبلي العنوان بأسرع وقت.» 


تايجر:«ساعتين زمن ويكون عندك.» 


وبالفعل بعد أقل من ساعتين أحضر تايجر العنوان وأعطاه لفهد ثم استقل السيارة وذهب سوياً إلى حيث يقطن بلال. 


في منزل هدى كانت تجلس هدى في حجرتها مسطحة على فراشها يرسم الحزن معالمه بقسوة على ملامحها الرقيقة تتذكر أجمل لحظاتها مع بلال وكيف أنه كان يدللها ويسقيها من عشقه فهربت دمعة من عينها تجري سريعاً على خدها فاحتضنت نفسها بأسى وقد بدأت دموعها في الإنهمار وأخذت تحدث نفسها بحزن.


هدى في نفسها:« وحشتني وحشتني أوي يا بلال ما كنتش أتوقع إن قلبك اللي غرقني بعشقه مليان بالقسوة دي كلها يا ترى بتفكر فيا ولا نسيتني خلاص وما بقتش فارقة معاك قد إيه كنت محتاجالك تبقى معايا في الفترة الصعبة دي دا حتى أبيه مصطفى مش قادر يسامحني هو كمان أنا حاسة إنى بنهار حاسة إني بقيت جسد بلا روح وكأني بقيت جثة مستنية ميعاد دفنها، يا رب أنا قلبي بقا موجوع أوي يا رب حنن قلوبهم عليا.»


بعد لحظات وجدت هدى من يدق باب حجرتها فقامت مسرعة بمسح دموعها واعتدلت في الفراش ورسمت بسمة رقيقة على وجهها و سمحت للطارق بالدخول فكانت أختها ميادة.


ميادة:« القمر بتاعنا مش عاوز ييجي يقعد معانا شوية ولا إيه؟» 


هدى:« لا ازاي يا حبيبتي هو أنا أقدر بس أنا كنت راجعة من الشغل وحاسة إني مجهدة عشان كدا قولت أدخل أنام شوية.»


ميادة بحنان وهي تقترب منها وتجلس بجوارها:« طيب قومي يا حبيبتي وكفاية حبسة بقا تعالي نقعد مع بعض زي زمان في البلكونة دا حتى بطة هانم عاملالنا شوية فيشار إنما إيه عجب»


هدى:«حاضر يا حبيبتي ثواني بس أغسل وشي وأحصلك.»


نظرت لها ميادة بألم وحزن وأومأت لها  برأسها ثم سبقتها إلى الخارج حيث كانت تجلس فاطمة وحمادة في البلكونة وهم بانتظار قدوم هدى.


فاطمة بلهفة:« ها يا ميادة هتيجي تقعد معانا؟!» 


ميادة بأسى:« أيوا يا ماما بس بتغسل وشها من الواضح إنها كانت بتعيط بس هي مفكرة إني ماأ خدتش بالي أنا خايفة عليها أوي هدى صحتها بقت في النازل والحزن عصر قلبها.»


حمادة بأسى على حال ابنته:« هدي رومانسية زيادة عن اللزوم وبسبب رقتها وطيبتها فهي مش قادرة تستحمل حالة الرفض اللي اتفرضت عليها من بلال ومصطفى وهم كمان الحياة الميري فرضت عليهم القسوة وجمود القلب ودا اللي خلاهم مش قادرين يتنازلوا ويستوعبوا إنها عمرها ما هتتغير وهتفضل تتعامل بعواطفها ربنا يهديهم.»


ميادة:«طيب خلاص دلوقتي هدى جت.»


ثم تحدثت بابتسامة لهدى:« أيوا كدا هل هلالك شهر مبارك.»


هدى بابتسامة زابلة:« إيه يا بنتي الأڤورة اللي انتي عاملاها دي هو  فين بقا الفيشار ولا كنتى بتضحكي عليا ياست ميادة.»


فاطمه بحنان:« مين دا اللي يقدر يضحك عليكى يا قلب ماما الفيشار أهو البت ميادة كانت عاوزة تعمل فيكى مقلب وخبته تحت الكرسي.»


ميادة بضحك:« كدا يا ماما تفتني عليا مش كنتى تستنى أما أدوخها عليه شوية.»


فاطمة وهي تربت على ظهر ابنتها وتضمها إلى أحضانها:«لا يا أختي أنا مش عايزاكى تعملي فيها مقالب هدهد دي الغالية دى آخر العنقود.»


ذهبت هدى وأخرجت طبق اليفشار ثم جلست بجوار والدها وارتمت برأسها على كتفه وبدأت في تناول حبات الفشار وكأنها آلة لا يوجد بها إحساس أو روح كان الجميع يتحدث إليها في مواضيع شتى حتى لا يتركونها لتفكيرها الذي ينشر الحزن بداخلها ولكنها كانت تنظر لهم وترد بالقليل من الكلمات مع بعض الابتسامات الزابلة التي ماتت بها الحياة.


بعد مدة استأذنتهم هدى لتذهب إلى حجرتها لتتناول قسطا من النوم حتى تستطيع الإستيقاظ لعملها بكل حيوية.


ميادة برجاء:« خليكي شوية يا هدهد لسة بدري أوي أنا ما لحقتش أشبع منك.»


هدى:«معلش يا حبيبتي بس بجد محتاجة أنام دلوقتي.»


حمادة:«سيبيها يا ميادة ما تضغطيش عليها ادخلي يا حبيبتي نامي وارتاحي تصبحي على خير وسعادة.»


هدى بحنان:«وانت من أهل الجنة يا أحن أب في الدنيا تصبحوا كلكم على سعادة وراحة بال.»


بعد لحظات دق هاتف ميادة معلنا وصول رسالة من زوجها مصطفى يخبرها بها بأنه ينتظرها بالأسفل.


ميادة:«أنا كمان همشي يا بابا.»


حمادة:«هو مصطفى وصل يا بنتي؟»


ميادة:« أيوا يا حبيبي هو مستنيني تحت.»


فاطمة:« طيب يا حبيبتي ما تقوليله يطلع يقعد معانا شوية.»


ميادة:« معلش يا ماما أصل لسة هنعدي على مامته عشان نجيب الأولاد من عندها خليها مرة تانية.»


فاطمة بتفهم:«طيب يا بنتي يلا انزليله بسرعة ما تسيبيهوش يقف كتير لوحده كدا.»


سلمت ميادة على والديها ثم أخذت حقيبة يدها  ونزلت لتذهب إلى زوجها ولكنها كانت تشعر بالغضب أكثر من الحزن ففتحت باب السيارة وجلست بجوار زوجها بعد أن ألقت عليه سلاماً جافا ثم ظلت صامتة تسند رأسها على زجاج الباب بجوارها.


مصطفى بحيرة:« مالك يا ميادة في حاجة مضايقاكى ولا إيه؟!» 


ميادة بضيق:« مفيش حاجة يلا بينا عشان ما نتأخرش على الأولاد خلينا نلحق نجيبهم قبل ما طنط تنام.» 


مصطفى:« الأولاد هيباتوا عند ماما النهاردة هي طلبتني وقالتلي إن حسن مش عاوز يروح وعاوز يبات في حضنها وفرح كمان نامت فإحنا بإذن الله هنروح نتغدى عندها بكرا ونبقى ناخد الأولاد آخر اليوم.»


ميادة:« خلاص ماشي أنا ما عنديش مشكلة.»


ثم ظلت صامتة مرة أخرى مما جعل مصطفى يتعجب من طريقة حوارها وظن أن شيئا ما حدث لأحد من أفراد أسرتها. 


مصطفى بتساؤل:«هو في حد جراله حاجة يا ميادة طنط فاطمة كويسة؟!»


ميادة بصوت:«حزين الحمد لله عايشين.»


تعجب مصطفى أكثر من ردها وردد بدهشة:« عايشين!!» 


ميادة بغضب:« اه طبعاً اب وأم شايفين بنتهم بتضيع من بين إيديهم ومش عارفين يعملولها حاجة عاجزين عن مساعدتها فبيحاولوا يعيشوا بالوضع الجديد اللي اتفرض عليهم.» 


مصطفى وهو يزيد من سرعة السيارة:« والوضع دا مين اللي فرضه يا ميادة مش هدى هي السبب ولا حد أجبرها على كدا؟»


ميادة بصراخ:« انت إيه يا أخي ما عندكش قلب مفيش في قلوبكم شوية رحمة.»


ثم اشتدت في البكاء فنظر إليها مصطفى بصدمة وزاد من سرعة سيارته وفي خلال لحظات كان يضغط مكابح السيارة التي أصدرت صوتا عالياً من شدة احتكاكها فنظرت له ميادة بهلع وظلت تلهث بشدة، ثم نظرت حولها فوجدت أنها وصلت أمام منزلها فنظرت له بغضب ثم نزلت من السيارة مسرعة وصعدت إلى شقتها وتبعها مصطفى وملامح وجهه متجهمة ثم دخل وأغلق الباب خلفه بشدة وحاول كل جهده أن يظل مسيطراً على أعصابه.


مصطفى:«انتى كنتى بتقولي إيه بقا عيدي كدا اللي قولتيه تاني ااااه كنتى بتقولي إن معنديش قلب ولا رحمة.»


ميادة بغضب وهي تضربه بصدره بقوة:« أيوا انت وبلال ظالمين ظلمتوا هدى، هدى اللي كانت بتعتبرك أخ وسند ليها بعد بابا، هدى اللي واخداك مثل أعلى ليها، هدى اللي عمرها ماعاشت أي مشاعر حب وحوشتها كلها وكانت من نصيب بلال اللي اتخلى عنها مع أول محنة ازاي مش قادرين تفهموا إنها ملاك ماشي على الأرض إنها كائن ما يعرفش يكره ولا يقسى ازاي مش قادرين تحسوا بوجعها بسبب فراقكم وبعدكم عنها هدى بتضيع ثم أجهشت في البكاء وارتمت على أقرب مقعد وأكملت هدى بتموت بالبطيء يا مصطفى هدى فقدت إحساس الأمان والقوة اللي كانت بتستمدها منكم انت وبلال هدى بقت مجرد شبح جسم من غير روح بتبتسم بس عشان ترضينا ونحس إنها كويسة بس ابتسامة مليانة عذاب وقهر وانتم السبب هدى لو جرالها حاجة أنا عمري ما هسامحكم أبداً انت فاهم يا مصطفى القسوة ليها حدود لكن اللي انتم بتعملوه فيها ده جبروت يا ريت تفوقوا قبل ما يفوت الأوان.»


ثم تركته ودخلت حجرتها وجلس مصطفى مذهولا على أقرب مقعد  ووضع رأسه بين راحت يديه وهو يشعر بالخزي لما فعله بهدى وقسوته الزائدة عليها وقرر أنه لابد أن ينهي بحر القسوة الذي أنشأه بيده حتى تستطيع هدى استعادة نفسها مرة أخرى وتعود كما كانت الفتاة الرقيقه التي لا تفارقها البسمة.


في منزل بلال كان يجلس بلال على سجادة الصلاة ويمسك بيده كتاب الله يقرأ بعض آياته التي تبث في نفسه الطمأنينة حينما دق جرس الباب فأغلق المصحف ووضعه بمكانه وذهب ليفتح الباب ولكنه حينما رأى الطارق نظر له بغضب شديد وتحدث بحدة.


بلال بحدة:«انت إيه اللي جايبك هنا يا بني آدم انت اتفضل يلا غور من هنا انت واللي معاك بدل ماطربق الدنيا على دماغكم.»


فهد بهدوء:«إيه ياباشا دا بدل ماتقولنا اتفضلوا ولا تعملنا أى واجب دا إحنا جايين من سفر وبعدين اهدى كدا يا باشا أنا جايلك عشان عاوز أتكلم معاك كلمتين مهمين.»


بلال بغضب أكثر:«أظن مفيش بيني وبينك أي كلام واتفضل يلا من غير مطرود.»


وحاول إغلاق الباب في وجه فهد وتايجر ولكن فهد قام بدفعه بشدة فارتد بلال إلى الخلف ة خطوات فتحرك فهد باتجاهه فنظر  له بلال بغضب وضغط على أسنانه وهجم عليه بكل قوته وأحاط فهد بيديه معتصراً خصره ثم جذبه داخل الشقة وألقاه أرضاً بقوة فهاجمه تايجر من الخلف ولكنه التفت إليه ولكمه في فكه، ثم دفعه بقدمه في بطنه فسقط أرضاً لكنه نهض سريعاً وهجم بكل قوة وغضب تجاه بلال ولكن استوقفه صوت فهد.


فهد:«تايجر انزل انت تحت واستناني لحد ماأجيلك.» 


تايجر بحدة:«أنا مش هنزل واسيبك معاه لوحدك.»


فهد بحدة:« نفذ اللي بقولك عليه يلا اسبقني على تحت وأنا هخلص مع الباشا وأحصلك.»


بلال بسخرية:« لا دكر يلا عاوز تعملي فيها شجيع السيما وإنك مش خايف مني.»


نظر فهد بنظرة غاضبة ناحية تايجر الذي زفر بشدة ثم تركهم وذهب إلى أسفل ينتظر فهد بالسيارة.


فهد:«على فكرة يا باشا انا ما بخافش غير من اللي خالقني ولو مفكر إن شوية الدبابير اللي على كتفك دول هيهزوا شعرة من فهد البرازيلي تبقى غلطان أنا جاي النهاردة يا قاتل يا مقتول وبمزاجك أو غصب عنك هتسمع الكلام اللي جاي أقولهولك.»


بلال بحدة:«انت نسيت نفسك يلا مش بلال العوضى اللي يعمل حاجة غصب عنه واتظبط في كلامك بدل ما ادفنك مكانك.»


فهد وهو يبتسم بسخرية:« ماشي يا باشا بص بقا أنا جاي النهاردة بخصوص هدى.»


شعر بلال بنار تكوي جسده لمجرد سماعه يلفظ إسم هدى فضغط على أسنانه بشدة وشدد من قبضة يده ثم أصدر صوتا كالزمجرة وهو يهجم على فهد كالليث الجائع الذي وجد فريسته فسقط فهد أرضا واحتجزه بلال بين قدميه وظل يكيل له اللكمات وهو يقول بحدة وغضب. 


بلال بحدة وغضب:« اسم هدى ميجيش على لسانك الزفر يا حيوان وأوعى تفكر إنك ممكن في يوم تقدر تقرب منها هدى دي خط أحمر.»


استطاع فهد أن يتفادى إحدى اللكمات وأمسك يد بلال واستدار جانبا وأسقط بلال من فوقه ووقف سريعا واقترب من بلال وسدد له لكمة قوية في فكه وتحدث معه بطريقة مستفزة.


فهد باستفزاز:«لما انت بتحبها أوى كدا سيبتها ليه واتخليت عنها  انت ما تستاهلش واحدة زي هدى، هدى دي واحدة رقيقة وطيبة بنت عايشة بفطرتها بنت عاملة زي الوردة اللي في بستان ومحتاجة اللي يهتم بيها و يراعيها مش يتخلى عنها ويسيبها تدبل وتموت وانت مش الجناينى اللي يعرف يراعيها.»


قام بلال بركله بقوة في بطنه وأمسكه من ملابسه ثم سدد له ضربة برأسه في جبهته فترنح قليلاً بين يديه.


بلال بغل:« وانت مفكر يا روح أمك إنك انت اللي هتعرف تراعيها وتهتم بيها انت بقا الجنايني ياحيلتها دا أنا اللي هدفنك بالحيا ولا إنك تفكر للحظة تفكيرك العقيم ده ناحيتها.»


وظل يضربه بشدة فأصبح وجهه كله مغطى بالدماء ولكن فهد نظر له بابتسامة سمجة وأراد أن يشعل نار الغيرة بقلبه أكثر حتى يعلم قيمة ما خسره.


فهد بسماجة:« عارف هدى دي إيه كمان دى فرسة جامحة محتاجة لخيال يعرف يعيش مع جموها.»


لم يستطع بلال التحمل أكثر فقد تجمع به غضب العالم أجمع.


بلال بغضب شديد:« اااه يا حيوان أنا هقتلك وأشرب من دمك وظل ينظر  يمينا ويسارا والشرار يتطاير من عينيه إلى أن وقع نظره على سكين فوق طبق الفاكهة فضرب فهد برأسه وأسقطه أرضا وذهب مسرعاً وتناول السكين وعاد إليه ثم نظر له بغل وحقد وتحدث بدون وعي وكأن الشيطان يسيطر على عقله. 


بلال بنبرة شيطانية:« قولي بقا كنت بتقول إيه على هدى يا حيلتها؟!»


نظر له فهد بتوجس وحاول أن يرجعه لعقله ولكن هيهات فبلال الآن مغيب العقل وظل يقترب من فهد ثم رفع يده بالسكين ليجهز بها على فهد وينهي حياته.


             الفصل الثامن والعشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

  

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close