أخر الاخبار

رواية مشاعر متمردة الفصل الثاني والثلاثون 32بقلم أية النفري

        

رواية مشاعر متمردة

الفصل الثاني والثلاثون 32

بقلم أية النفري


يقف شادى بسيارته امام المطار يغادر السيارة ويتجه للخلف ليفتح بابها الخلفى ويخرج الحقائب 

تغادر غزل السيارة وتهم على حمل الصغير للخروج به 

فادية : لا سيبيه انا هشيله انتى ناسيه حملك بطنك بانت لازم تحافظى على نفسك ياغزل 

غزل : بعدين ضهرك يرجع يتعبك ياماما ماتخافيش عليا انا كويسه وهبقى كويسه اكتر لم هنركب الطيارة ونمشى من هنا 

فادية : حبيبتى هانت واخيرا ياغزل شوفت ضحتك كانت وحشانى بنوتى الحلوة وحشتنى 

  تبتسم لها غزل ثم تقبل خدها وتغادر السيارة حاملة اسر ثم تتجه به خلف شادى وخلفهم فادية 

تلتفت غزل تطالعها قائلة : يلا ياحبيبتى يادوب نلحق 

فادية ضاحكة : حاضر اهو تكونيش فكرانى لسه بنت امبارح 

تضحك غزل قائلة : انتى 

وفجأة تتحرك سيارة معاكسة بسرعه هائلة لتصدم فادية فى طرفة عين فتطير بالهواء كطير جريح اثر قوة الاصطدام ثم تسقط ارضا على وجهها قتيله غارقه بدمائها وتفر السيارة هاربه 

كل هذا وغزل واقفه تطالع ماحدث فى طرفة عين 

يتجمع الناس حول فادية كل منهم يتحدث على حده هناك من يطلب من الناس احضار سيارة اسعاف وهناك من يدعوا على من فعلها وفر هاربا وهناك من يسأل ان كانت قد ماتت ام مازالت على قيد الحياة وهناك من تدعو. الناس الا يقتربوا منها والاتصال بالشرطه واخرى تردد لاحول ولا قوة الا بالله 

وشادى يطالعهم بذهول ثم يتجه نحوهم بسرعه ويقترب منها واضعا يده على عنقها ثم يعقد حاجباه ويغمض عينيه بأسى 

وغزل تراقب مايحدث بعدم فهم او استيعاب لما حدث ماالذى حدث للتو هل تلك السيدة الملقاه ارضا وسط بحر من الدم هى امى لا بالتاكيد ليست هى امى كانت هنا منذ لحظات كنا نتحدث ونضحك ونحن متجهتان لبلد جديد وبداية جديدة معا امى اين انتى 

تطالع غزل حولها يمنه ويسره  باحثه عن والدتها وتبدا الدموع بالتجمع فى عينيها كطفلة تائهه

ينهض شادى عن الارض  ويصرخ بالجميع ليبتعدوا من حولها على الفور يبتعد الناس وكذالك شادى يخطو خطوات قليلة ليجرى مكالمة 

تلمح غزل السيدة الملقاه ارضا ثم تقترب منها بحذر تضع الصغير ارضا وعيناها لاتحيدان عنهاوتقترب اكثر من والدتها  ثم تجلس امامها وتقوم بتحريكها ببطء لتيمها على ظهرها فيظهر وجهها الملطخ بالدماء 

تتسارع دقات قلب غزل وتتسارع لهثات انفاسها وتظل تطالعها فاغره فاهها ثم تضع يديها على راسها بذهول 

 تخفض يديها و تتحسس وجهها وتمسح الدماء عنها مرتجفه 

يلمحها شادى فينهى حديثه مع الاسعاف ويتحرك نحوها بسرعه 

يقترب منها شادى ويمسك بها لتنهض معه 

شادى : تعالى معايا ياغزل قومى معايا 

تطالعه غزل ودمعاتها تتوالى بانهمار غزير وحدقتيها المتسعتان ذهولا لا تتحركان 

شادى : قومى معايا تنظر غزل للدماء على يديها فتنهمر دمعاتها عليها ممتزجه بهم 

ثم تنطق اولى كلماتها بعد صمت طويل : راحت 

يطالعها شادى بحزن فتردف : امى راحت . 

شادى : وحدى الله ياغزل قومى معايا 

تحرر غزل زراعيها منه ثم تلتفت لوالدتها وتحركها بقوة صارخه بها : ماينفعش تروحى ماينفعش تسبينى انا ماليش غيرك ماما .ماما ردى .ردى .بقولك رديييييي .ردى 

ماما سمعينى صوتك قولى اى حاجه بصيلى .ب .بصيلى انا غزل حبيبتك بنوتك . مش بتقولى انى بنوتك بصيلى ماما . ماما .لا .ماما لا .لا لا 

ردى عليا طمنينى عليكى يا امى عشان خاطرى ماتوجعيش قلبى . ماما انا خايفه كفاية بقى قومى . 

شادى كفايه ياغزى كفايه سبيها 

غزل : لا .لا ابعد هى هترد عليها لازم ترد عليا حبيبتى . حبيبتى انتى سمعانى صح انتى حاسه بيا ماما انا بموت اصحى قوليلى انك كويسه ماما . ياااارب .ياااارب ااااااااه ماما. مااااماااا اه رد بقى ثم تضمها لها وتبكى وتصرخ بانهيار 

مردده كلكوا هتمشوا وتسيبونى هعيش لمين .هعيش لمين . احضنينى يا امى ماتسبينيش انا محتاجه لحضنك انا مرعوبه خايفه خبينى فى حضنك ماما . ياروحى قلبى هيقف حرام عليكى قولى اى حاجه 

يمسح شادى دموعه ويبعدها بالقوة لتترك جثمان والدتها وهى تصرخ ابعد عنى .ابعد .سبنى  مامااااااا

ثم تخير قواها وتسقط ارضا 

*************************

عشرى : انا قلت اجيلك بنفسى واسمعك الخبر الحلو وبالمره اخد الحلاوة 

رامز : عملت ايه 

عشرى : الى اتفقنا عليه 

رامز : ماتت 

عشرى : عيب عليك ده انا عشرى فاتها ماتت وشبعت موت دى لو صبيه فى عز شبابها ماتقومش منها 

واطمن كله تمام العربيه كانت من غير نمر وفات الوات عجوه الوقتى فكهها وبيبعها قطع غيار

رامز بابتسامة واسعه : تستاهل حلاوتك ياعشرى 

ثم يرفع سلاحه فى وجهه 

عشرى بذعر : انت هتعمل ايه ياباشا 

رامز : لازم كل حاجه تخلص على نضافه اصلى بصراحه كده ناوى اخلع قبل مايخلصوا عليا زى عاصم 

عشرى : طيب وانا عملت ايه بس ياباشا ده انا الراجل بتاعك 

رامز : كنت ونعم الرجاله بجد ياعشرى بس تعمل ايه بقى قدرك ثم يطلق النار ليرديه قتيلا ويشير لاحد رجاله قائلا: يلا بسرعه

 **********************

يرن هاتف سيف فاذا به صديقة الضابط 

سيف : الو . ايه فى جديد 

الضابط : لقينا غزل 

يبتسم سيف بسعادة وينهض بسرعه من مكانه 

سيف : بتكلم بجد 

الضابط : اه 

سيف : لقيتوها فين 

الضابط : قدام المطار هى وامها وواحد اسمه شادى الششتاوى 

سيف باستغراب : شادى وايه عرف شادى بغزل طيب هى عندك فى القسم . ايه مستشفى . مستشفى ليه 

ثم يجحظ بعيناه 

واسيل تطالعه بفضول وقلق

*************************

يصل سيف المشفى واسيل خلفه مباشرة يدلفون للداخل 

يسأل شيف موظفه الاستعلامات عن مكان غزل ثم يتجه هو واسيل الى المصعد الكهربائى

فور وصولهم للطابق المنشود يغادرا المصعد ويفاجأ سيف بشادى يقف بالممر امام الغرفة 

يتجه سيف نحوه مردفا : شادى غزل فين 

شادى : غزل هنا فى الاوضه دى بس هى حاليا تحت تأثير المهدىء 

اسيل بصوت متحشرج : وطنط فادية 

يخفض شادى وجهه ويردف : وصولنا بيها للمستشفى ميته

تشهق اسيل وتضع يدها على فمها لتكتم صوت بكائها 

سيف وهو يحاول تمالك نفسه : ماتت 

شادى : الحادثه كانت صعبه حصلها تهتك فى الاعضاء الداخليه ونزيف فى المخ ودمور فى الكلية الشمال 

يجلس سيف على المقعد ويضع يديه على وجهه 

اسيل باكيه : مين الى عمل فيها كده ليه .ليه كده ليه 

يرفع سيف وجهه المحمر ويطالع شادى بعيناه الدامعتان ليردف : الحادثه كانت مقصوده 

شادى : كانت مقصوده والتحريات شغاله 

اسيل : اكيد هو ياسيف رامز قتلها ثم تنتحب وتكمل ياربى اخسر بابى والست الى كانت احن عليا من امى ورا بعض ثم تجلس هى الاخرى وتنتحب 

سيف : غزل عاملة ايه 

شادى : كانت عاملة زى المجنونه ماقدرتش تستوعب الى حصل . كل حاجه حصلت فجأة فى لحظه 

سيف : انا لازم ادخل اشوفها 

شادى : الدكتور مانع دخول حد لعندها 

سيف بغضب : يعنى ايه مانع دخول حد بقولك لازم اشوفها واطمن عليها 

شادى : اهدى ياسيف مش كده وطى صوتك احنا فى مستشفى 

سيف : انت .انت كنت معاهم ليه 

شادى : كنت معاهم عشان اساعدهم غزل لجأتلى وطلبت مساعدتى 

سيف : وغزل تعرفك منين اصلا 

شادى : جرى ايه ياسيف هو تحقيق 

سيف : شادى انا عفاريت الدنيا بتتنطط قدامى ومش طايق روحى عايز ايه من غزل انت كمان 

غزل مش زى الزباله الى تعرفهم 

شادى : انت اتجننت ياسيف غزل دى اختى  انا مش ممكن افكر فيها كده وبعدين انا اتغيرت ياسيف عندك حق من انت من زمان بعيد 

سيف : اتغيرت ثم يسخر منه ويردف اشك ديل الكلب عمره مايتعدل كريم كان لعنه على حياتى واختى وانت نسخه منه 

شادى : الله يسامحك انا مش هرد عليك بس عشان مقدر الى انت فيه 

اسيل محاولة منع حدوث مشادة بينهما : اهدى ياسيف لو سمحت الوضع مش مستحمل 

ولكن سيف لايستجيب لها  ويدفع شادى قائلا : لا رد .رد ياشادى 


يدفعه شادى هو الاخر ويردف : سيف قولتلك اهدى ماينفعش كده احنا فى مستشفى 

سيف : انطق عايز ايه من غزل وطول الفترة الى فاتت دى كانت عندك مش كده ليه تطلب مساعدتك انت وانا لأ ليه ما جتليش تعرفك منين اصلا

شادى : تعرفنى عن طريق عشق مراتى ارتحت عشق تبقى اخت رامز جوزها انا ساعدت غزل بس من حب عشق فيها انت الى انسان عقلك مريض مش عايز تصدق غير الى انت عايزة وبس 

غزل كانت هتسافر هى ووالدتها وتبعد عشان خاطرك انت عشان الى حصلك بسببها زى ماهى بتقول 

يهدأ سيف ويطالعه مطولا ثم يردف : يعنى انت جوز عشق 

انا .انا شفتها قبل كده مع غزل كنت حاسس انى سبق وقابلتها بس ماتخيلتش انها تطلع مراتك 

شادى عاقدا حاجبيه : انت تعرف عشق 

يسمع سيف صرخات غزل فيترك شادى ويفتح الباب متجها للداخل بسرعه وخلفه اسيل واحدى الممرضات 

يطالع سيف غزل تصرخ وتنتفض عن سريرها وهى مغمضه العينين كانها ترى كابوسا مزعا او بالاحرى تعيشه وصوت رامز يتردد باذنيها كطنين قاتل " لو فكرتى تعمليها وغلاوتك عندى لاحرق قلبك على اقرب حد ليكى " " هحرق قلبك على اقرب حد ليكى "

سيف بلهفه : غزل .غزل حبيبتى ثم يتحسس وجهها ويربط عليها محاولا تهدئتها 

اسيل للمرضه : هى مالها فى ايه 

الممرضه : اطلعوا بره لو سمحتوا 

اسيل : فى ايه غزل 

الممرضه : هى هتاخد ابره مهدئه وهتنام وترتاح 

سيف : هتقضوها مهدئات وبعدين هى حامل فين الدكتور 

الممرضه : حضرتك الدكتور طلب انها تاخد المهدئات دى لفترة معينه ولم نوقفها وتفوق هنتعامل معاها على حسب رد فعلها  وبعدين احنا عارفين انها حامل ماتقلقش

تضغط الممرضه الدواء بيد غزل فتبدأ بالهدوء والسكون 

الممرضه : يلا لوسمحتوا وسيبوا المريضه ترتاح 

سيف : انا مش متحرك من هنا 

اسيل : طيب ًااااااه انا هخرج معاكى بس سيبيه هنا شوبه ارجوكى 

الممرضه : ماينفعش حضرتك هتعملولى مشاكل 

اسيل : معلش عشر دقايق بس 

الممرضه : عشر دقايق وهرجع 

اسيل : ميرسى ثم تتجها معا للخارج 

تغلق اسيل الباب وتجلس على الكرسى وتستند براسها للخلف شادى : هى عاملة ايه 

تنظر له اسيل مردفه : عطوها مهدىء 

شادى : ربنا يكون فى عونها 

اسيل : حذرتها كتير قلتها ماترميش نفسك فى النار رامز هيأذيكى متجوزيهوش بس ماسمعتش كلامى دمرها ودمر الى حواليها انا بكره كل راجل زيه مجرم وانتهازى 

انتهز الفرصه عشان يتجوزها ويعذبها ويذلها ويكسر مناخيرها 

يشعر شادى كانها تتحدث عنه فيردف : مش يمكن ده كان هدفه فى الاول بس يمكن ندم او بيحبها بجد 

اسيل : انت بتتكلم عن مين عن رامز متأكد انك تعرفه ده شيطان فى صورة بنى ادم 

متاكده انوا هو الى قتل طنط فاديه عشان يدمر غزل هو عارف ان ملهاش غيرها اصلا هو حاول يقتل سيف مرتين قبل كده حتى بعد ماعرف ان هو اخوه مارجعش عن اجرامه ده يبقى شيطان ولا لأ بس متأكده ان نهايته سوده 

شادى : رامز و..سيف اخوات

اسيل : اه اخوات وعشق مراتك كمان اخت سيف اخوات من الام 

شادى بدهشه : ازاى 

اسيل : قصة طويلة عرفناها قريب ممكن اطلب منك طلب 

يقف شادى شاردا ولايرد 

اسيل : ممكن طلب لوسمحت 

شادى :ها اه طبعا 

اسيل بتردد وخوف : عايزه اشوف طنط فادية ثم تمسح عبراتها 

شادى : صعب المستشفى اتحفظت على الجثه والشرطه طلبت تشريحها 

تضع اسيل يدها على وجهها باكيه 

****************************

يظل سيف يطالع غزل وهى ترقد على فراشها كالملاك تنام بعمق وشعرها منسدل على وسادتها للمره الاولى يراها بشعرها الحريرى بدا الحمل يظهر عليها 

يمسك سيف بيدها قائلا: انا عارف ان الى بيحصلك صعب وكتير عليكى وعلى تحملك 

صدقينى لو طلع هو الى عملها مش هسيب حقها يضيع ولا حقك

ماكانتش امك لوحدك ياغزل كانت امى انا كمان الفتره الى عاشتها معابا كنت كل يوم بتمنى لو انها هى دى امى فعلا 

ثم تنزل دمعاته على كفها ويردف : انت قويه ياغزل حتى اقوى منى خلينا نساعد بعض عشان نقفل كل الجروح فوقى ياغزل وشدى حيلك اقفى على رجليكى اوعى تنهارى قومى اقوى عشان تقدرى تاخدى حقك قومى عشانى ياغزل انا بأقوى بيكى بتنفسك 

انا بحبك ياغزل . بحبك ثم يميل على كفها وينتحب بشده 

**********************


          الفصل الثالث والثلاثون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close