أخر الاخبار

رواية الكاتبة والفتوة الفصل الثالث والعشرون 23بقلم الهام عبدالرحمن الجندي

       

 رواية الكاتبة والفتوة 

الفصل الثالث والعشرون 23

بقلم الهام عبدالرحمن الجندي 

صلوا على رسول الله ♥

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


شارفت الساعة على منتصف الليل حينما استمعت ميادة وهدى دقات على باب المنزل. 


ميادة بلهفة:« دا أكيد مصطفى.» ثم ذهبت مسرعة لتستقبله.


هدى بقلق:« ربنا يستر والنبي يا رب ما يزعل مني ويقدر موقفي.»


ثم خرجت هي الأخرى لتستقبله وتسلم عليه وحينما وصلت إلى صالة المنزل وجدت ميادة أختها وهي ترتمي بين أحضان مصطفى تحتضنه بشوق ولهفة ويبادلها هو الآخر نفس تلك اللهفة فقد ابتعد عنها طوال مدة اختفائها، فظل هو في مصر لكي يتابع أحداث اختفائها بينما عادت هي مع أهلها إلى المنصورة حتى تراعي والدتها التي تدهورت صحتها بسبب حزنها على فراق ابنتها. ظلت هدى واقفة بمكانها تنظر لهم بابتسامة خجلة وتدعو لهم بأن يستمر هذا الحب والوفاء بينهم، لاحظ مصطفى وجود هدى فتنحنح وأزاح ميادة من بين أحضانه برفق وذهب باتجاه هدى ووقفت ميادة بمكانها وهي تشعر بالخجل من أختها. 


مصطفى بفرحة:« حمد لله على السلامة يا هدهد نورتي بيتك يا حبيبتي.» 


هدى بابتسامة خجل:« الله يسلمك يا أبيه مصطفى البيت منور بوجودك.» 


ميادة وهي تقترب من هدى:« عارفة يا هدهد إن مصطفى من يوم ما اتخطفتي فضل قاعد في مصر ما نزلش ولا يوم دي أول مرة أشوفه وكمان الولاد هيتجننوا عليه كل يوم يقولولي بابا فين دول هيفرحوا أوي لما يعرفوا إنه رجع وانتى كمان يا هدى مش متخيلة غيابك كان مقصر فيهم ازاي الحمد لله يا حبيبتي إنك رجعتى بالسلامة والحمد لله إن شملنا اتلم من تاني ربنا ما يفرقنا أبداً.» 


هدى بحب:«آمين يا رب العالمين والله يا ميادة انتى مش متخيلة أنا قد إيه كنت مشتاقالكم كلكم كنت طول الوقت بفكر فيكم كنت دايما بتظاهر قدامهم إني قويّة وما بيهمنيش حاجة لكن الحقيقة إني كنت ضعيفة جداً وكنت خايفة جداً كنت خايفة ما نبقاش مع بعض تاني وإني أتحرم منكم.»


مصطفى:« الأيام اللي انتي غبتي فيها يا هدى عدت علينا كلنا كأنها سنين واللي زود مشقتها علينا تعب طنط فاطمة إحنا كنا مرعوبين عليها خايفين نفقدها في أي لحظة»


هدى بلهفة:« الحمد لله أنا كان ممكن يجرالي حاجة لو حصلها حاجة وحشة لاقدر الله.» 


مصطفى بهدوء وحكمة:« تخيلي يا هدى لو كانت طنط فاطمة بعد الشر عليها ما قدرتش تتخطى حزنها عليكى وكنا فقدناها كنتى هتبقي مرتاحة كدا كان ضميرك هيبقى مرتاح وأمك حياتها ضاعت بسبب واحد غريب واحد خطفك وأذى كل اللي بتحبيهم واحد انتى بتدافعى عنه بكل استماته ومش همك اذا كان اللي بيحبوكي متضايقين من تصرفك ده ولا لا مش واخدة بالك إن دي أنانية زيادة شوية وقلة تقدير لينا.»


أنكست هدى رأسها وشعرت بالأسى. 


ميادة وهي تضغط على ذراعه:« مش وقته يا مصطفى الكلام دا انت لسة راجع والوقت متأخر وكمان هدى ملحقتش ترتاح خلينا كلنا نرتاح دلوقتي وبكرا نقعد ونتكلم وأكيد هدى عندها وجهة نظر في القرار اللي أخدته.»


مصطفى وهو ينظر لهدى بنظرة ثاقبة:« ماشي يا ميادة هأجل الكلام لبكرا ثم وجه حديثه لهدى وقال: بجدية أتمنى يكون قرارك اللي أخدتيه ده مبني على وجهة نظر قوية وإلا صدقيني محدش هيندم غيرك.»


ثم توجه إلى حجرة زوجته لينال قسطا من الراحة بعد عناء السفر وذهبت ميادة في اتجاه هدى وربتت على أكتافها ونظرت لها بشفقة على حالها وقالت.


ميادة:«إن شاء الله خير يا هدى اطمني مصطفى قلبه طيب وبيحبك وهيفهمك بإذن الله بس حاولي انتى يكون كلامك مقنع عشان لو مقدرتيش تقنعيه بجد صدقيني انتى ممكن تخسريه.»


هدى بخوف:«ربنا يستر أنا ما أقدرش أخسر أبيه مصطفى بالذات انتى عارفة أنا قد إيه متعلقة بيه يا ميادة أنا والله بعتبره أخويا الكبير وهو سندي بعد بابا وبعدين أنا قلبي ميقدرش يتحمل خسارة أكتر اتنين بعزهم كفاية عليا بلال اللي خسرته مش عاوزه أخسر أبيه مصطفى هو كمان.»


ميادة بحنان:«حبيبتي بإذن الله مش هتخسري حد وإن كان على بلال فهو أكيد  هيرجعلك بس انتى حاولي معاهم وما تستسلميش طالما انتى مؤمنة بوجهة نظرك حاربي عشان تثبتي ليهم إنها صح.»


هدى:«إن شاء الله خير ربنا أكيد هيقف جنبي لأنى مش عاوزة أأذي حد أنا هروح أتوضى وأصلي قيام الليل وأدعي ربنا وأكيد هو هيقف جنبي عشان أعدي المحنة دي.» 


ميادة:«ربنا يتقبل يا حبيبتي هسيبك أنا بقى عشان أشوف مصطفى لو محتاج حاجة قبل ما ينام.»


في الاستراحة كان فهد يغط في نوم عميق تتساقط على جبينه حبات العرق يرى في منامه عروس في أبهى حلتها ولكنها تنظر في اتجاه آخر فلم يستطع تمييز ملامحها ليعرف من تكون وعندما اقترب منها وجدها هدى فابتسم لها ونظرت له بفرحة عارمة. 


هدى بفرحة:« فهد شوفتني بقيت عروسة شوفت فستاني حلو مش كدا وانت كمان شكلك حلو أوي وبدلتك جميلة جداً هو انت عريس يا فهد هو إحنا هنتجوز.» 


فهد بابتسامة رقيقة:«انت فعلا أجمل عروسة شوفتها في حياتي فيكى رقة وطيبة عاكسة النور على وشك تخلي أي حد يقع في حبك قلبك الطيب عامل زي المغناطيس بيجذب الكل ليكي شعاع الحب بيطلع من عينيكى بيصيب القلوب اللمعة اللي جوه عينيكى سهم جارح خلي بالك من نفسك يا ست البنات انتى فعلاً عروسة جميلة بس يا خسارة مش من نصيب الفهد.»


هدى وقد اختفت إبتسامتها:«أومال من نصيب مين وليه مش من نصيبك انت؟»


فهد وهو ما زال مبتسما:«من نصيب اللي بيحبك ومشتاق لنظرة عينيكى نصيب التعلب اللي أسرك وقلبك بقا ملكه لوحده هو هناك واقف مستنيكى.»


هدى بحزن:« بس هو مش عاوزني وسابني.»


فهد:«مين قالك إنه مش عاوزك دا هو أكتر واحد عاوزك تكوني في حياته بصي كده هناك أهو واقف ولابس بدلته ومستنيكي تملي حياته بالفرحة يلا ما تضيعيش الوقت وروحيله.» 


هدى:« طيب وانت هتعمل إيه هتفضل لوحدك؟! مين هينور الضلمة اللي في قلبك؟!» 


نظر فهد في اتجاه معين فكانت تقف تلك الفتاة وتنظر باتجاههم تملأ عيناها دموع الشوق واللهفة تنتظر تحديد مصيرها. 


فهد:«نصيبي قريب مني وما كنتش واخد بالي منه طول عمره بيراعيني ومهتم بيا لحد ما ضمنت وجوده فسيبته ودورت على غيره لكن ربنا رجعني تاني ليه.» 


هدى بتساؤل:«تقصد مين؟! حد أعرفه؟!» 


فهد بحب:«واحدة لو وزعوا حبي في قلبها على الدنيا هيكفي ويفيض كمان، واحدة غالية على قلبي من لحمى ودمي، ثم ذهب في اتجاهها وأمسك يدها ومسح دموعها وأكمل: فهد أتمنى تسامحيني يا نوسة وتقبليني عاشق لقلبك اللي قدر يحتويني خليني جنبك يا بنت عمي حبيب وأخ وصديق.» 


نوسة بفرحة:« أخيراً يا فهد حسيت بقلبي ولهفته عليك قد إيه كنت مشتاقة أسمع منك الكلام دا أنا هفضل جنبك طول عمري حبيبة وأخت وصديقة أشيل معاك همومك وأشاركك في فرحك أنا هبقى فرحتك اللي ما عشتهاش يا فهد.»


نظر لها فهد بفرحة ثم وجه نظره لهدى والتي كانت تقف والابتسامة تملأ وجهها فأشار لها بأن تذهب هي الأخرى في اتجاه حبها وبالفعل مشت هدى بخطوات مترددة وحينما وصلت لحب حياتها نظر إليها بحزن وكأنه يعاتبها على بعدها عنه وتضحيتها به من أجل سعادة شخص آخر فحاولت باستماتة إرضائه ولكنه كان يأبى الصلح وتركها وابتعد عنها فسقطت هدى على ركبتيها وظلت تبكي وتنادي بإسمه حتى يعود لها هب فهد من سباته وهو ينادي هدى وظل جالسا للحظات حتى استوعب أن ما رآه كان مجرد حلم وفجأة استمع لصوت ينادي بإسمه ويد تجذبه ليتسطح مرة أخرى.


نوسة:« فهد مالك حاسس بحاجة؟ انت كويس؟! خليك مرتاح ما تتحركش.»


نظر لها فهد باستغراب ثم سألها بإعياء:« انتى.... انتى هنا من إمتى هو أنا كنت بحلم صح؟! أنا مالي حاسس إني بردان أوي وعطشان عاوز ماية هاتيلي أشرب يا نوسة.»


نوسة:« من عيني يا أخويا حاضر بس خليك مرتاح انت وبلاش حركة.» 


ثم أحضرت كوباً من الماء وجلست بجواره وأسندت رأسه على ذراعها وأسقته بعضاً من الماء. 


نوسة:« الحمد لله يا أخويا إنك فوقت دا أنا كنت هموت من الرعب عليك كنت خايفة ليجرالك حاجة.»


فهد بإعياء:« ليه هو إيه اللي حصل؟!» 


نوسة:« أنا نسيت الموبايل بتاعي هنا فرجعت تاني مع تايسون عشان آخده وقولت أبص عليك قبل ما أمشي لاقيتك نايم وبتهلوس في الكلام ولما قربت منك وحاولت ءصحيك لاقيتك مش داري بالدنيا واللي فيها حطيت إيدي على راسك لاقيتك سخن مولع وتايسون راح جاب الدكتور وعلقلك محلول عشان ينزل الحرارة وأنا فضلت طول الليل أعملك كمادات بس الحمد لله إنك فوقت.»


فهد:«يااااه كل دا حصل وأنا مش داري تسلميلي يا نوسة ربنا يخليكى ليا يا بنت عمي.»


نوسة:( ربنا يشفيك يا فهد ويقومك لينا بالسلامة إحنا من غيرك ما نسواش حاجة ربنا يعلم إيه اللي جوه القلوب.»


ثم تحدثت في نفسها:«كدا يا فهد لسة بتفكر فيها حتى أحلامك هي اللي بتزورها مش أنا يا ترى يا فهد هتحس بحبي ليك ولا هتفضل تجري ورا سراب نفسي تفوق يا ابن عمي وتعرف قيمة النعمة اللي ربنا بعتهالك قبل ما تضيع من إيدك وترجع تندم قادر ربنا يريح قلبي.» 


فهد:«نوسة..... نوسة مالك سرحانة في إيه بندهلك مش بتردى عليا مالك في حاجة مضايقاكى؟!»


نوسة:« ها.... لا أبداً مافيش حاجة أنا بس شكلي تعبت من السهر طول الليل انت الحمد لله بقيت كويس هقوم أنا عشان أروح وهبقى اقول لأمي إني كنت بايتة عند خالتي وداد أنا كلمتها وفهمتها عشان لو أمي اتصلت عليها.» 


فهد بضحك:«والنبي خالتي وداد دي ليها الجنة مستحملة مصايبنا طول الوقت وبتداري علينا ربنا يخليها لينا يا رب.»


نوسة:« آمين يا رب العالمين يلا بالإذن أنا يا أخويا أنا جهزتلك الفطار على فكرة لازم تاكل كويس عشان تخف بسرعة.»


ثم تركته وذهبت قبل أن يرد عليها وقررت بداخلها أن تكون هي الملكة الوحيدة في قلب فهد وصممت على تنفيذ خطة هدى ولابد أن تبدأ بها سريعا حتى تستطيع تحقيق هدفها. 


حل الصباح وأشرقت الشمس بأشعتها الدافئة في ذلك الوقت من فصل الشتاء استيقظت فاطمة وجلست على الفراش تشعر بالراحة والطمأنينة ولما لا فقد عادت ابنتها إلى أحضانها مرة أخرى نظرت بجوارها فوجدت حماده يغط في نوم عميق فابتسمت إبتسامة رقيقة وتحركت بهدوء حتى لا تقلق نومه وذهبت بخطوات بطيئة إلى حجرة هدى وحينما فتحت باب الحجرة وجدت هدى تؤدي فرضها فجلست على الفراش في انتظار أن تنتهي ابنتها بعد لحظات انتهت هدى من أداء الصلاة ونظرت لها بابتسامه رقيقه وذهبت في اتجاهها وجلست بجوارها وارتمت بين أحضانها.


هدى بحنان وشوق:« صباح الخير يا أحلى ماما في الدنيا وحشتيني أوي يا حبيبتي مش مصدقة نفسي إني رجعت تاني خلاص وهتبقي أول حاجة أشوفها في صباحي اشتقت كتير لمناغشتك يا قلبي.»


فاطمة باشتياق وحنان أكبر:« أنا اشتقتلك أكتر يا ضي عيوني ربنا يعلم أنا قد إيه تعبت في بعدك كنت بموت في كل لحظة وأنا مش عارفة انتى كويسة ولا لا وأقول يا ترى حد بيأذيها؟ يا ترى بتاكل؟ بردانة ولا متدفية؟ طول الوقت دماغي بتودي وبتجيب قلقانة وموجوعة ومقهورة عليكى كنت بدعي ربنا كتير إنه يردك ليا بالسلامة والحمد لله إن ربنا استجاب لدعواتي اللي كانت شغالة طول الوقت ما كنتش بمل لحظة في إني أدعي ربنا وأتوسله ثم شددت في احتضانها وأكملت: ربنا كان حاسس بيا يا روحي وكان لطيف بيا لو فضلت عمري كله أشكر فضله وأحمده مش هوفيه حقه بس قوليلي يا قلبي أول مرة تصحي يوم الجمعة بدري أوي كدا دا انتى كنتى بتصحي الضهر.»


هدى:« الكلاب هي السبب يا ستي دايما قالقين منامي لحد ما اتعودت أصحى بدري لوحدي دا ولاد التيت ما كانوش بيخلوني أنام طول الليل.»


فاطمة باستغراب:«كلاب إيه يا بنتي هم كانوا حابسينك مع الكلاب ولا إيه؟»


هدى بضحك:«كلاب إيه يا ماما اللي هيحبسوني معاها دا كانوا بيعاملوني ولا كأني ملكة.»


فاطمة بدهشة:«بت انتى... انتى عاوزة تجننيني هو في حد بيخطف واحدة ويعاملها زي الملكة قولي الحقيقة يا هدى انتى بتقولي كدا عشان تطمنيني صح؟ مش عاوزة توجعي قلبي عليكى أنا عارفة بس أنا يا بنتي عاوزة أعرف اللي جرالك في الأيام اللي فاتت.» 


هدى:« والله يا ماما ما حد داسلي على طرف بالعكس كنت بتعامل معاملة حلوة الأكل اللي بحبه بيجيلي وكنت بنام في أوضة حلوة متجهزة من كل حاجة تصدقي بالله كانوا بيجيبولي ماية معدنية.»


هبت فاطمة وتحدثت باستغراب لا دا انتى كدا هتطيري البرج اللي فاضل في مخي هو انتي كنتى مخطوفة ولا طالعة رحلة؟!»


هدى بضحك وهي تجذب والدتها لتجلسها بجوارها مرة أخرى:«طيب بس اهدي وأنا هفهمك على كل حاجة بس مش نستنى لما كلهم يصحوا عشان أحكي مرة واحدة.»


فاطمة:«لا يا أختي أنا مش هقدر أستنى لما يصحوا احكيلي الأول وبعدين هم لما يبقوا يصحوا براحتهم ابقي إحكيلهم تاني.»


هدى بضحك:«حاضر يا ست الكل اللي تؤمري بيه.»


وبدأت تقص على والدتها كل ما حدث من بداية اختطافها وحتى انقاذ بلال لها. 


فاطمة بعدم تصديق:« انتى بتسرحي بيا يا بت انتى ولا إيه؟!» هو في حد بيعمل اللي انتى بتقوليه دا؟»


هدى:« استني بس يا ماما دا في حاجات أنا لسة ما حكيتهاش.» 


فاطمة:« حاجات إيه دي يا أختي كمان؟» 


هدى بضحك:« الكلاب يا ماما الكلاب.»


  فاطمة:«مالها الكلاب يا آخرة صبري؟!»


هدى بضحك:«جيجي هي السبب يا ماما هي اللي خلتني أصحى من بدري لا أصحى إيه دا أنا ما كنتش بنام طول الليل أصلاً.»


فاطمة باستغراب:»«جيجي مين دي يا بنتي؟»


هدى:« بصي يا ستي جيجي دي لما كانت بتيجي كان بابلي وبوسكا بيتخانقوا عليها عشان الاتنين بيحبوها وعاوزين يتجوزوها بس يا خسارة ما ينفعش عشان هم أنواع مختلفة ويعيني كمان بوسكا مات  الله يرحمه يوم ما بلال أنقذني.»


فاطمة باستغراب:«هي إيه الأسامي اللي انتي بتقوليها دي يا بنتي دول بني آدمين زينا من مصر ولا هم كانوا خاطفينك في دولة أجنبية ولا إيه بالظبط؟!» 


هدى:«هههههه دولة أجنبية إيه يا ماما دي أسامي الكلاب اللي أنا بقولك عليهم.»


فاطمة:« كلاب! ااااه يا بنت ال...... هو انتى من ساعتها وانتى بتحكيلي على الكلاب شكل أبو وردة وحشك.»


ثم انحنت وتناولت نعلها (شبشبها) لتضربها به وعندما رأتها هدى هرولت سريعا خارج الحجرة ولكنها اصطدمت بميادة.


ميادة:« ااااااه مش تحاسبي يا زفتة في إيه بتجري كده ليه؟» 


هدى:« خبيني.... خبيني يا ميادة بسرعة أمك هتضربني بأبو وردة.»


ميادة:« عملتى إيه يا موكوسة هو انتى لحقتي ترجعي وتعصبيها كمان وتخليها تجري وراكي.»


فاطمة:« امسكي البت دي يا ميادة دي فقعتلي المرارة اللي حيلتي تعالي هنا يا مضروبة تعالي ما تخافيش.» 


هدى:« لا مش هاجي انتى مالكيش أمان يا بطة.»


فاطمة:« يا بت ما تخافيش دا أنا هضربك بس.»


هدى:« أهو أهو ظهرت الرؤية يعني انتى مصمصمة تضربيني.»


فاطمة:«مش انتى اللي جاية وجايبة الإحتلال الإنجليزي معاكي تاني يبقى لازم تتربي من أول وجديد.» 


ميادة بضحك:« في إيه بس ياست الكل البت دى مزعلاكى فى إيه؟» 


فاطمة:« قال إيه يا أختي أنا قاعدة هنا هموت من القهر عليها والهانم كانت في رحلة مش مخطوفة دي اتدلعت عند اللي خاطفينها أكتر من هنا.» 


هدى:«خلاص يبقى أرجع ليهم تاني بقا هم أولى بيا منكم.» 


ميادة بضحك:«تصدقي عندك حق هاتي يا بنتي نمرة تليفونهم لما أكلمهم يجوا ياخدوكي تاني دا إحنا كنا مرتاحين من الدوشة بتاعتك دي حرام عليكي يا شيخة قلقتى منامنا وزمان مصطفى كمان صحا.»


هدى بخوف:«أبيه مصطفى دا أنا كنت ناسية إن هو هنا استر يا رب بت يا ميادة هو اتكلم معاكي في حاجة امبارح أوعي تكوني عكننتى عليه أحسن يطلع زعله منك عليا وما يرضاش يسمعني ولا يفهمني.»


ميادة:« لا يا أختي اطمني هو دخل نام على طول حتى ما رضاش يتعشى ولا قعد حتى معايا وما تكلمناش في أي حاجة بس يا ريت يا فالحة تحضري الكلام اللي هتقوليه عشان مصطفى مش هيقبل منك غير عذر أوي.»


هدى:«ربنا يستر إن شاء الله أبيه مصطفى هيفهمني أنا واثقة إن قلبه كبير وهيقدر موقفي.»


« بس القانون قانون يا هدى مفيش فيه قلبه أبيض ولا طيب واللي بيغلط لازم يتعاقب لأن لو اتعاملنا بمبدأ الطيبة يبقا هنعيش في غابة لأن الطيبين بس هم اللي بيسامحوا ودا هيخلي حقهم مهدور ولا إيه يا هدى هانم.» 


كان هذا صوت مصطفى والذى استيقظ من نومه بسبب الإزعاج الذي افتعلوه منذ طلوع الصباح ابتلعت هدى ريقها والتفتت إلى مصطفى وهي تنظر له بقلق وخوف.


هدى بقلق:«انت طبعاً عندك حق يا أبيه مصطفى بس مش كل اللي بيغلط يستحق العقاب لازم يكون في رحمة عشان اللي غلط دا ما يرجعش يغلط تاني.»


مصطفى بحدة:«لا يا هدى مش صح لو المجرم أمِن العقاب هيفضل يغلط ويقول في نفسه ما هم هيسامحوني وساعتها هتبقا الجريمة شيء عادي ودلوقتي اتفضلي احكيلي كل حاجة بالتفصيل من أول ما أخدوكي لحد ما رجعتي.»


قصت هدى كل ما حدث معها لمصطفى الذي أنصت باهتمام لكل كلمة تقولها وبعد أن أنهت حديثها نظر لها نظرة ثاقبة ثم تحدث بحدة.


مصطفى بحدة:« وحضرتك بكل سهولة عاوزة تسيبي واحد زي دا من غير عقاب عشان الدافع بتاعه لخطفك إن هو بيحبك ومش مهم عندك والدتك اللي كانت بين الحياة والموت ولا أنا اللي سايب مراتي وأولادي من يوم ما اتخطفتي وقاعد في مصر ولا أختك ووالدك اللي كانوا بيموتوا من القلق عليكى ولا بلال اللى اتجرحت رجولته من موقفك شكله إيه وانتى بتقوليله إنك هتسامحى الشخص دا عشان بيحبك، طيب سيبك من كل ده ما فكرتيش في سمعتك هتبقى عاملة ازاي لما الناس تتكلم على حضرتك لما يلاقوكي كدا روحتي ورجعتي من غير ما حد يعرف انتى كنتى فين دا أبسط حاجة هيقولوها إنك كنتى هربانة، القراء بتوعك اللي كانوا عاملين ضجة على السوشيال ميديا علشانك هتقولي ليهم إيه يا هانم هتبقي تقولي ليهم أصله طيب وكان بيحبني والكلام الفارغ بتاعك دا.؟!»


هدى بحزن:«يا أبيه مصطفى بالله عليك افهمني أنا مش عاوزة أكون سبب في أذية حد كفاية إنه اتجرح من رفضى ليه دا غير كمان الإنسانة اللي عاشت عمرها كله تحبه وكانت مستنية بس إنه يحس بيها أقوم أنا آجي في لحظة وأحرمها منه تفتكر دا عدل دي حاجة ترضي ربنا إني أعيشها الوجع اللي انتم عشتوه.» 


مصطفى:« معنى كلامك إنك مش ناوية تتهميه بخطفك؟!» 


هدى بحزن:«سامحني يا أبيه مصطفى مش أنا اللي خلقت نفسي على الفطرة ولا زرعت في قلبى الطيبة وبصراحة ما أقدرش أتعامل بقسوة وأفرق بين اتنين لمجرد سوء تفاهم وغلط مني قبل ما يكون غلط منه.»


مصطفى بحزن:« يبقى تتحملي نتيجة قرارك ويا ريت ما ترجعيش تندمي.»


هدى بصدمة:« قصدك إيه يا أبيه مصطفى؟!»


مصطفى بحزن:«قصدي اللي انتي فهمتيه بالظبط يا هدى انتى اشتريتي خاطر ناس ما شفناش منهم غير الأذى وبعتى اللي بيخاف عليكى وعاوز مصلحتك انتى كدا معدش ليكي مكان في حياتي ولا حياة أولادي لكن أختك أنا ما أقدرش أمنعك عنها أو أمنعها عنك ودي آخر مرة هنتكلم فيها لأنك فعلاً خسرتيني يا هدى.»


ثم تركها وذهب إلى الحجرة ليرتدي ملابسه. 


ميادة:« استنى بس يا مصطفى.»


وذهبت خلفه لتحاول تهدئته وقفت هدى مذهولة من موقف مصطفى تجاهها تنظر في إثره دون حراك ذهبت والدتها في اتجاهها تحاول أن تواسيها واقترب منهم حماده والذي كان يقف أمام باب حجرته يستمع لحديث مصطفى مع هدى.


حماده:« رغم  إنك غلطانة يا بنتي لكن مش قادر ألومك لأنك بتتعاملي بفطرتك وطيبتك واللي بتتحكم في كل قراراتك بس أحياناً لازم نحكم عقلنا عشان ما نواجهش خسارة توجع قلوبنا.» 


هدى بانهيار وبكاء:« بابا أبيه مصطفى سابني هو كمان سابني زي ما بلال سابني هيبعدني عن حسن وفرح هو أنا وحشة اوى كدا يا بابا هو أنا لازم أبقى قاسيه عشان أعيش  في وسط الناس اللي بحبها بس أنا مش كدا ومش عاوزة أبقى كدا أعمل إيه أتصرف ازاي حد يقولي.» 


ثم تركتهم ودخلت حجرتها وأغلقت بابها على نفسها وجلست أمام الباب وظلت تبكي بشدة.


           الفصل الرابع والعشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close