أخر الاخبار

رواية حسناء أنارت دربي الفصل الخامس 5بقلم جوهرة الجنة

   

رواية حسناء أنارت دربي  

الفصل الخامس 5

بقلم جوهرة الجنة


ارتسمت الصدمة على وجه حسناء، فقالت: أنت لديك إبن.


فؤاد: إنتظري لحظة ألم تكوني على علم بالموضوع.


صمتها كان كافيا ليعلم الجواب فقال باستغراب: ولكن كيف حدث هذا..أقصد أنني أخبرت والدك بالموضوع من البداية واعتقدت أنه أخبرك.


بدأت حسناء تفكر لثواني في هذه الصدمة التي تلقتها للتو ثم قالت بهدوء: الحقيقة أن والدتي أخبرتني أن زوجتك الأولى ماتت لكن لم يخبرني أحد عن إبنك، وأيضا لم يسبق لك أن أحضرته لدى من الطبيعي أن لا أعرف.


فؤاد بتوجس: هذا يعني أنك قد تغيرين رأيك في فكرة الزواج.


صمتت حسناء ترتب كلماتها مما جعل فؤاد يفقد الأمل في علاقتهما وأصبح شبه متأكد أنها ستفترق عنه ليقول: صمتك أجابني على سؤالي وإذا كنت تودين إنهاء كل شيء فأنا لن أعارض.


حسناء: ولكنني لم أقل هذا.


فؤاد: ماذا تقصدين.


حسناء: أنا كنت أفكر إن كنت سأستطيع تحمل مسؤولية إبن، وأيضا إن كان سيتقبلني أم لا.


فؤاد: هذا يعني أنك ستكملين في هذه العلاقة.


حسناء: بطبيعة الحال فما الذي يجعلني أنهيها وأيضا هذا قدرنا فلماذا أقف ضده.


فؤاد: هذا يعني أنك تقبلت وجود إبني.


حسناء: أنا تقبلته وأتمنى أن يتقبلني هو الأخر.


تنهد فؤاد بارتياح، سعيد بالقدر الذي جمعهما رغم عدم معرفته سبب إخفاء والدها الموضوع عنها، على عكسها هي كانت فهمت ما حدث، وعلمت أن هذا إختبار من والدها ليعلم إن كانت عاقلة حقا كما تتظاهر أم أنها لا زالت حسناء القديمة التي تغضب عندما يخفي عنها شيء يخصها، الغضب الذي كان يجعلها تخطأ في حق الكثير.


استمروا في التحدث في مواضيع مختلفة أبرزها معلومات حول إبن فؤاد، فحسناء قررت معرفة كل شيء يخصه لتعلم كيف تتصرف معه إلا أن رنين هاتف فؤاد برقم والدته قاطعهم ليجيب عليها ثم قال لحسناء: أمي تريدني أن أذهب لأساعدها في حمل الحقائب ألا يوجد أي مشكل إن تركتك وحدك.


حسناء بابتسامة: يمكنك الذهاب أنا سأنتظركم هنا.


غادر فؤاد لتشرد حسناء تفكر في الحياة التي أقبلت عليها تدعو الله أن يسخر أمورها، وفجأة انتفضت من مقعدها تتجه ناحية إمراة في بداية العشرينات يتضح من خلال بطنها المنتفخة قليلا أنها حامل.


حسناء: هل أنت بخير يا أختي.


المرأة: أشعر بالقليل من التعب.


أسندتها حسناء تأخذها لطاولتها ثم قدمت لها كأس ماء تشربه لتشعر بتحسن، وقالت: شكرا لك.


حسناء: لا داعي للشكر هذا واجبي.


المرأة: بالعكس كان من الممكن أن تتجاهليني مثل الجميع لكنك لم تفعلي.


حسناء: كل واحد يفعل ما يشعر به صائب..أنت حامل أليس كذلك.


المرأة: أجل أحمل داخل أحشائي ولدا في الشهر السادس.


حسناء: أدعو الله أن تلديه على خير ويطيل في عمرك حتى تريه رجلا.


المرأة بحزن: للأسف ليس إبني ولن أستطيع تربيته.


استغربت حسناء من كلامها، وقالت: تستطيعين إخباري بما لديك إذا أردت ولا تخافي أنا لا أعلم من أنت إن كنت تخشين علم أحد بالموضوع.


الفتاة :أنا في حاجة ماسة للفضفضة على أحد.


حسناء :يمكنك الكلام وأنا سأستمع لك.


الفتاة :قصتي بدأت قبل سنة، كنت أعيش حياة عادية رفقة والدي، أبي رجل أعمال في لندن من أصول عربية أما أمي فهي من لندن. أغلب أوقات والدي يقضيها في العمل بينما أمي تقضي وقتها في التسوق مع صديقاتها، ولأنني أجد مللا في المكوث بالمنزل وحدي أقضي يومي رفقة أصدقائي أو كما كنت أعتبرهم، إلى أن أتى ذلك اليوم حيث تعرض والديَّ لحادث بالسيارة وماتوا.. صدمتي كان قوية فقد خسرت والدي في نفس الوقت رغم أنهم بعيدين عني إلا أنهما تركوا فراغا كبيرا داخلي، لتزيد صدمتي بعد أسبوع من موتهما أن سبب الحادث تلقي والدي لإتصال علم من خلاله أنه تعرض للإفلاس، فأتى المسؤولين وقاموا بأخذ جميع ممتلكاتنا وأصبحت مشردة في شوارع لندن أحمل معي حقيبة ملابسي وذهب أمي الذي لم يأخذوه، فأول شيء قمت به إتصلت بأصدقائي و أخبرتهم بما حدث وكنت أظن أن أحدهم سيدعوني للمكوث معه حتى أجد حلا لي لكني إصطدمت بالواقع حيث تخلوا عني لأجد نفسي وحيدة أبحث عن مأوى لي، فلم أجد حلا سوى بيع ذهب أمي وكراء منزل متهالك مكون من غرفة وحمام ومطبخ وبعد أن كنت أنام على سرير مريح أصبحت أنام على الأرضية ال يحميني من برودتها سوى الكرتون.


بدأت شهقات تلك الفتاة تعلو مما جعل عيون حسناء تدمع على حالها وضمتها لصدرها تهدأها ثم إستأنفت حديثها بمرارة الألم و الحزن الذي راوداها مجددا قائلة :بحثت عن عمل لشهور حتى فقدت الأمل، والأشهر التي دفعت ثمن كرائها كانت على وشك الإنتهاء، ولم يعد لدي مال أشتري به حتى وجبة، ومن الصدفة ذهبت لأحد المستشفيات لأقدم طلب عمل حتى لو كان تنظيف الحمامات لأستمع صدفة لإحدى الممرضات تتحدث عن بحث إمرأة على فتاة تؤجر رحمها وتحمل طفلها بدلا عنها، فلم يكن مني سوى أن أتحدث مع الممرضة وأخبرها أنني مستعدة لتأجير رحمي بعد أن علمت المبلغ الذي سيكون مقابله، وبعد العديد من الفحوصات تم كل شيء وأصبحت حاملا بإبن إمرأة أخرى أعيش معهم في نفس المنزل، وأخذ مبلغا كل شهر، وها أنا ذا أتيت معهم رغما عني تحسبا لهروبي بالطفل.


دهشت حسناء في بداية الأمر من فعلتها إلا أنها حاولت تفهمها ولو قليلا ثم قالت بابتسامة :أتمنى أن تكوني إرتحت الان.


الفتاة :أشعر براحة كبيرة شكرا لك.


قاطعهم صوت فاطمة التي إستغربت من تلك الفتاة قائلة :حسناء.


الفتاة :شكرا لك يا حسناء خيرك لن أنساه أبدا، وداعا.


حسناء :إنتظري.


لم تتوقف تلك الفتاة إنما أسرعت مبتعدة عنهم، لتحزن حسناء فهي كانت تود قول شيء لكن القدر منعها.


فاطمة :من تلك الفتاة يا حسناء.


حسناء بهدوء :فتاة ضاقت بها الطرق ترغب من ينقدها من بؤرة الظلام التي دخلتها.


فؤاد بابتسامة :لا تنسي الله لا ينسى عباده وهو كفيل بإخراجها من أي ضيق.


حسناء :إن شاء الله.


عادت حسناء رفقة والدتها للمنزل، و لسانها لم يكف عن الدعاء لتلك الفتاة بالفرج وتدعو الله أن يسامحها على الخطأ الذي إقترفته، وما إن خطوا أول خطوة في المنزل وجدوا والدها أمامهم لتتذكر حسناء كلام فؤاد تفكر إن كانت ستواجهه أم لا.


عبد الله :هل اشتريتم كل شيء.


فاطمة :أجل الحمد لله، حقا تعبت من كثرة اللف لا أعلم كيف سأقف في المطبخ وأحضر العشاء.


حسناء :إذهبي أنت يا أمي أنا سأحضره فقط سأغير ثيابي.


عبد الله ببرود :وصلاتك نسيتيها.


حسناء :لا يا أبي فقد صليت في المسجد.


إبتسم عبد الله خفية فها هو حلمه يتحقق ورأى كيف أصبحت إبنته لا تفوت فرضا كما أنها طيلة السنتين الماضيتين تحرص على حفظ القرآن وتغيرت بشكل كبير وأصبحت مسؤولة بعد أن كانت تقضي أغلب وقتها في الهاتف.


فاطمة :عبد الله ما بك شارد.


عبد الله بسعادة :أفكر في إبنتي التي أصبح أي أب يتمنى مثلها ويعجب بأخلاقها.


فاطمة بخبث: وما دمت سعيدا بتغيرها فلماذا لا زلت تتعامل معها ببرود ولم تصارحها بشيء بعد.


عبد الله :يبدو أن فضولك غلب تعبك، إذهبي إستريحي ولا تجعلي فضولك يسيطر على عقلك كثيرا.


زفرت فاطمة بغيظ منه خاصة وهي ترى تلك الابتسامة على وجهه ثم إتجهت لغرفتها ولا زال عقلها يبحث عن إجابة لسؤالها.


مرت الأيام ووصل موعد الزفاف حيث كانت القاعة منقسمة لنصفين، واحدة تخص الرجال والثانية النساء. أما حسناء فكانت  تتجهز بجانبها إبنة عمتها ليلى ووالدتها التي تبدو منزعجة من شيء لكنها لا تستطيع البوح به.


حسناء: أمي ما بك تزفرين من الصباح، هل حدث شيء أزعجك.


حاولت فاطمة الابتسام رافضة تعكير صفو هذا اليوم لحسناء وقالت: لا شيء فقط أفكر كيف سيصبح المنزل فارغا من دونك.


حسناء: حبيبتي أنت لا تقلقي سأتي لزيارتك كلما سنحت لي الفرصة وأنت أيضا تستطيعين زيارتي في أي وقت.


ابتسمت لها فاطمة وخرجت من الغرفة قبل أن تنفجر لتلتقي بزوجها الذي لاحظ حالتها الغريبة.


عبد الله: ما بك يا فاطمة هل حدث شيء ما.


فاطمة: أفكر في إبنتي التي لا تعلم بوجود إبن لزوجها وأتوقع ردة فعلها عندما تعلم.


عبد الله: لا تقلقي كل شيء سيمر بخير.


فاطمة: عبد الله رجاءا دعني أخبرها.


عبد الله بحدة: هذا شيء مستحيل ولن أقبل به لدى من الأفضل أن تصمتي أنت أيضا وإذهبي الأن ساعدي إبنتك في التجهز سيصل الضيوف عما قريب.


غادر عبد الله تاركا فاطمة تراقبه إلى أن اختفى عن أنظارها تفكر في غموضه، وقالت بخفوت: يا ترى لما تخطط يا عبد الله لست مطمئنة لغموضك.


عادت فاطمة لإبنتها لتجد تضع القليل من مستحضرات التجميل، وترتدي فستان زفاف خاص بالمحجبات فهي رفضت نزع حجابها حتى لو كان من سيراها فقط نساء.


فاطمة :بسم الله ما شاء الله، حفظك الله ورعاك يا إبنتي.


حسناء: شكرا أمي.


ليلى :حسناء ستسحر الجميع بطلتها.


حسناء :لا تبالغي أنا لم أتزين لتلك الدرجة حتى ألفت الإنتباه.


ليلى :وهذا ما يلفت أكثر، وفي الأصل أنت جميلة بدون أي شيء.


حسناء :أشعر بالتوتر.


فاطمة :إهدئي حبيبتي وأذكري الله وإقرئي القرآن وسيختفي.


بدأت فاطمة تنفذ كلام والدتها لتشعر بالراحة ثم قالت: ليلى هل تستطيعين التأكد إن حان الوقت لأنزل أم لا.


فاطمة :لا داعي لتعذبيها أنا سأذهب وأرى.


ليلى :لا تتعبي نفسك يا خالتي أنا سأذهب.


حسناء :شكرا لك.


خرجت ليلى من الغرفة لتتبث حسناء نظراتها على والدتها التي توترت، وبدأت تنظر في أرجاء الغرفة متفادية النظر لعيني إبنتها.


حسناء :مهما حاولت إخفاء شيء عني لن تستطيعي يا أمي لدى من الأفضل أن تخبريني ما بك.


فاطمة :ليس بي شيء، ولا أخفي شيئا.


حسناء :وماذا إن قلت لك أني أعلم ما تخفيه.


نظرت فاطمة لها بصدمة وقالت: أنت تعرفين أن فؤاد لديه إبن.


هزت حسناء رأسها علامة الإيجاب لتصمت فاطمة لا تجد كلمات تصف حالتها و صدمتها لتقول بعد أن إستعادت سيطرتها على نفسها :ولكن كيف ومتى علمت.


حسناء :أخبرني فؤاد بالموضوع في أخر مرة كنا في المركز التجاري.


فاطمة :وأنت وافقت على الموضوع بهذه السهولة.


حسناء :لا أنكر صدمتي في البداية لكن بعد أن فكرت في الموضوع لم أجد شيئا يمنعني من إتمام هذا الزواج إنما أخشى أن لا أستطيع القيام بهذه المهمة وأن لا يتقبلني الطفل.


فاطمة :حقا صدمتيني يا إبنتي أدعو الله أن يتمم لك في عقلك ويرزقك من حيث لا تحتسبين.


حسناء :أمين.. إهدئي الان إذن ولا داعي لكثرة التفكير في هذا الموضوع.


دخلت ليلى في هذه الأثناء وأخبرتها أنه حان وقت النزول لتخرج رفقة والدتها وتتجه للجهة المخصصة للنساء لتبدأن في المباركة لها أما فاطمة فما إن رأت زوجها ذهبت إليه وهمست في أذنه قائلة :حسناء تعلم بموضوع إبن فؤاد.


إبتسمت له باستفزاز وكادت أن تبتعد إلا أن يد عبد الله أوقفتها وقال: هل أنت من أخبرتيها.


فاطمة بابتسامة :لا إنما فؤاد وليكن في علمك أنها تقبلت الموضوع ويمكنك أن تفخر بها الآن وأقل شيء تفعله تصرف معها بطريقة طبيعية وأسعدها في مثل هذا اليوم. 


في جهة الرجال كان فؤاد يستقبل المباركات من الحضور ويتناقش معهم في مواضيع مختلفة إلى أن أتى صديقه فرحب به قائلا : وليد أهلا بك وأخيرا عدت.


وليد: مرحبا صديقي، كيف حالك، مبارك عليك الزواج.


فؤاد:شكرا لك..سعدت بحضورك.


وليد: ضاعت مني فرصة حضور زفافك الأول ويبدو أنه من المقدر علي رؤيتك عريسا.


فؤاد :كلامك صحيح، هل حضرت لوحدك أم أتت معك زوجتك. 


وليد :أتيت لوحدي هي ظلت في المنزل لن تستطيع الحضور لكنها تبارك لك. 


فؤاد :لا يوجد أي مشكل. 


وليد :غريب هذا الزفاف. 


فؤاد: ما به. 


وليد: أقصد النساء في جهة والرجال في جهة وأيضا بدون موسيقى. 


فؤاد بابتسامة :زوجتي هي من أرادت هذا وأيضا أنا لا أحب الضوضاء وهكذا أفضل. 


وليد بخبث: يبدو أن هذه الزوجة مميزة لدرجة جعلت تلك اللمعة تظهر لأول مرة في عينيك. 


فؤاد: يبدو أنك بدأت تخاريفك مجددا. 


وليد: كنت أعتقد أنك أصبحت تؤمن بالحب بعد زواجك الأول لكن على ما يبدو أنه لم يتغير شيء. 


تنهد فؤاد يستعيد ذكرياته مع هدى، فقال: بالعكس أصبحت يقينا بوجود الحب فهدى علمتني أن الإنسان يستطيع أن يحب أحدا ويضحي من أجله، أرتني الحب الحقيقي لكنها أرتني معه الجانب السيء فهي عاشت معي بحب من طرف واحد وأنا لم أستطع أن أقدم لها سوى الإحترام والتقدير. 


وضع وليد يده على كتف صديقه قائلا :لا تفكر في الموضوع كثيرا هذا كان قدرها، والإنسان لا يستطيع التحكم في قلبه وإختيار من يحب، لدى لا داعي دتفكر في هذا الموضوع حاليا، هدى ذهبت عند الأفضل منا ومتأكد أنها سعيدة الان فأنت عاملتها أحسن معاملة، معاملتك لها أكبر وأفضل من الحب والأن سترتاح في قبرها بعد أن تراك أكملت حياتك وتحضر أما أخرى تعتني بإبنها. 


فؤاد بابتسامة :شكرا لك يا صديقي. 


مرت الساعات لينتهي الحفل، وبدأ الحضور في المغادرة لتصعد حسناء لغرفتها كي تغير فستانها ليلحق بها والدها. 


حسناء :أبي هذا أنت. 


اقترب منها عبد الله وعينيه تعبر عن مدى فخره بها وأيضا حزنه على فراقها، المشاعر التي نقلها لحسناء بسرعة، فتقدمت خطوة نحوه وأخذت يده مقبلة إياها قائلة :أخطأت مرة وحرمت من هذه النظرة ولن أعيدها مجددا. 


ضمها عبد الله لحضنه لتنزل دموعها بقوة فها هي حصلت على ذلك الحضن الذي لطالما حلمت به، لتسمح لدموعها بالهطول مما جعل والدها يشدد من حضنه عليها. 

    

عبد الله :أعتذر منك يا ابنتي على تعاملي الحاد معك طيلة الفترة الماضية. 


حسناء :لا تعتذر يا والدي أنت لم تخطأ، تصرفاتك كانت نتيجة أفعالي وخيانتي لثقتك أنا من يجي أن يعتذر منك، أتمنى أن تسامحني. 


عبد الله :سامحتك يا إبنتي سامحتك. 


ابتسمت حسناء تشعر بسعادة أكبر من سعادتها بزواجها وقالت: الان سأغادر وأنا مرتاحة البال. 


عبد الله :حسناء علمت من والدتك أنك على معرفة بإبن فؤاد، هل أنت راضية عن هذا، لا أريد أن أكون ظلمتك. 


حسناء :لا تقلق يا والدي أنا لم أوافق على هذا الزواج إلا عندما صليت صلاة الاستخارة وشعرت بالراحة، وبخصوص إبنه فأنا موافقة على ذلك. 


عبد الله :أدعو الله أن يسعدك يا إبنتي. 


حسناء :أمين يا رب. 


خرج عبد الله من الغرفة فاتجهت حسناء لحقيبتها تخرج الملابس التي سترتديها والابتسامة مرسومة على وجهها، لتجلس في إنتظار فؤاد الذي أتى بعد دقائق مبتسما، فتتسع إبتسامته أكثر عندما رأها في الفستان الأبيض. 


فؤاد: كنت محقة عندما إخترت زفافا إسلاميا فلو رأك أحد بهذا الفستان وأعجب بك لم أكن سأستطيع التحمل وسأخرب الزفاف. 


تسللت حمرة الخجل لوجنتيها وأصابها التوتر خاصة عندما إقترب منها وقبل رأسها قائلا :مبارك عليك الزواج يا زوجتي. 


حسناء بخفوت :مبارك عليك أيضا. 


فؤاد :سأدعك الأن تغيري ثيابك ثم نغادر. 


اكتفأت حسناء بإيماءة صغيرة برأسها ثم جلست مجددا تستعيد أنفاسها بعد أن خرج فؤاد، وعندما إنتظم تنفسها غيرت ثيابها وخرجت تودع عائلتها بدموع أبت التوقف. 


خرجت رفقة فؤاد بقلب وجد صعوبة في الفراق عن عائلته، و خوف وترقب للمستقبل ليصلوا خلال نصف ساعة أمام فندق فؤاد، ويصعدوا لجناحه الخاص الذي كان جاهزا على أحسن وجه. 


فؤاد :ما رأيك في الجناح.


حسناء :جميل جدا.


فؤاد :حسناء هل أنت متأكدة من هذه الخطوة.


حسناء :لو كنت مترددة لن أوافق على الزواج منذ البداية.


أمسك فؤاد وجهها بين يديه قائلا :هل حقا أنت راضية من زواجك برجل يكبرك سنا ولديه إبن أيضا. 


حسناء :أنا أعلم كل هذا لكن بالنسبة لي العمر مجرد رقم لا أهمية له، فلا هو من يحدد مدى مسؤولية أحد أو أنه عاقل بما يكفي، أما بخصوص إبنك فهو أصبح بمثابة إبني الان. 


تنهد فؤاد براحة قائلا :الآن فقط سأشعر بالراحة التامة،شكرا لك. 


حسناء :لا داعي للشكر إذهب الان توضأ لنصلي. 


فؤاد :هل توضأت أنت. 


حسناء :أجل. 


ابتسم لها فؤاد ثم إتجه للحمام يتوضأ ثم خرج وبدأ يصلي بها ويدعو الله أن يوفقهم في حياتهم القادمة. أنهى فؤاد صلاته ليستدير نحو حسناء و يجدها ما زالت ساجدة تدعو الله، وعندما إنتهت وضعت عيناها أرضا، و وجهها إكتساه اللون الأحمر من شدة خجلها من نظراته المصوبة عليها، فرفع ذراعيه مردد دعاء الزواج ثم جذبها لتقف معه، و يأخذها لعالمهم الخاص و تغوص به لتصبح زوجته شرعا و قانونا. 


               الفصل السادس من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close