أخر الاخبار

رواية مشاعر متمردة الفصل السابع عشر 17بقلم أية النفري

        

رواية مشاعر متمردة

الفصل السابع عشر 17

بقلم أية النفري



بعد منتصف الليل تنهض غزل عن سريرها بعد محاولات عديدة لتغفو قليلا 

تتجه صوب الشرفه وتقف بها تغمض عيناها مستنشقه الهواء علة يخرجها من توترها 

تغرق غزل وسط امواج الذكريات المتلاحقة كيف ظنت يوما ان بحصولها على ما اسموه العشق ستعيش اسعد ايامها 

كيف ظنت انه حقا احبها وقد تخلى عنها هكذا هى تحزن فقط لانه لم يحاول ابدا سماعها ظنت انه احبها بات يعرفها اكثر مما تعرف حالها ولكنها كانت مخطئه 

تتذكر كيف عنفها وصرخ بها ونعتها بالخائنه كيف طردها وماقاله بحقها 

تتذكر نظرات  الحانقه التى اخرجت قلبها من صدرها 

تتذكر كل حديثه معها توسلاتها بكائها نحيبها صراخها علة يسمعها ولكن هيهات ماكان منه الا الاسراع باتمام زيجته من غيرها باليوم الذى لطالما انتظرته ليجمعهما بعشهما المتواضع 

لم ترتب يوما للوقوع بالحب ولكنه جعلها تسقط فى فخ عشقه رغما عنها وياليتها لم تفعل 

الان هى تعانى وحيدة تتلقى التعنيف والاذلال كما لم تتخيل يوما 

وهو يتأقلم على حياته التى صنعها على انقاضها ينتظر مولدا تمنت لو انجبته هى طفلا او طفله يشبهانه ياخذان لون البحر فى زرقه عينيه 

ما عادت الذكرى تجلب سوى الالم الان حان الوقت لحجب تلك الذكريات ان الاوان لقتل ذاك الحب 

لن تعانى وحدها بعد اليوم لن تجرى خلف سراب واوهام سليم لن ترضخ  لرامز وسطوته عليها 

تمسح غزل عبراتها وتفتح عيناها متطلعه حولها الى اين لجئت الان لسيف لاتصدق 

لطالما اقنعت نفسها انهما لايليق ان يكونا معا هربت منه مرارا 

وابتعدت عنه بكل خطواتها ولكنها الان خطت خطواتها نحو بيته بقدميها بحثت عنده عن  الامان والحماية 

لم تتخيل يوما ان تفعل فهى تعلم ما كان يكن من مشاعر لها ولكن ربما فعلت لانها تعلم انه متزوج الان سعيد بحياته يحب زوجته وانجب منها ولدا 

تسمع غزل صوت غناء 

تنظر غزل بالحديقة مستنده على سور الشرفه فترى سيف يجلس بالاسفل شارد و يغنى كانه بغير عالم 

تتعجب جمال الصوت هى لم تكن تدرى يوما ان سيف يمتلك مثل هذا الصوت الرائع 

تغمض عيناها مجددا ولكن هذه المره مستمتعه بغنائه 

"سافرتُ أبعد ما أطيقُ ولم تزلْ...

عيناك في عيني ووجهك وجهتي 

فإذا نظرتُ فأنت غايةُ نظرتي

وإذا كتبتُ فأنت أنتِ قصيدتي

‏أنا دون صَوتك قصّةٌ لم تكتمل

يا صفحة الفرح المضيء بقصّتي

‏يا نجمتي قد ضعت في ليل الهوى

عُودي إليّ لكي أواصلَ رحلتي "

يرفع سيف نظره فيراها  ويتوقف عن الغناء 

فتفتح عيناها وتراه تبتسم له بتردد وتومىء له براسها ولكنه يبقى على وضعه فقط يطالعها 

بينما سيف يفكر " كم هى جميله كقمر ينير ظلمة الليل رغم تلك الندبات التى اوشكت على الاختفاء بوجهها مازالت تلك الفراشة التى احبها منذ ان رأها لاول مرة رغم انها كانت صغيرة وقت ذاك كانت ابنة الستة عشر عاما فقط ولكن قلبه قد خفق لها منجزبا بجمالها ودلالها وشخصيتها الناضجة 

الان هى امامه ببيته ناظرة اليه كان هذا ابعد الى الخيال بالنسبة له 

ينتبه سيف انها قد عادت ادراجها الى الداخل فيخفض نظره للاسفل وهو يتلاعب بعصا صغيره على العشب 

غزل : سيف 

ينتبه سيف لصوتها فينظر الى جانبه حيث تقف 

تكمل غزل : ممكن اقعد 

سيف : اه اتفضلى 

غزل : ميرسى ثم تجلس ويستمر الصمت طويلا وكلاهما يطالعان الفراغ 

غزل : انت كويس 

يومىء سيف براسه 

غزل : انا اسفه 

سيف : ماتتاسفيش كان لازم اتوقع حاجه زى دى من زمان وانا عارف بعلاقاته الى ملهاش اخر كان لازم اتوقع انى نتيجه واحدة منهم 

غزل : مش عارفه اقولك ايه 

سيف : ماتقوليش حاجه

غزل : على فكرة صوتك حلو اول مرة اعرف انك بتعرف تغنى سيف : يمكن انتى ماتعرفيش عنى حاجات كتير بس ده بالاخص محدش يعرفه عنى ابدا ماعادا انتى الوقتى طبعا ثم يبتسم 

غزل : يعنى افهم من كده انى انا اول حد من اكتشف السر ده 

سيف : واخر حد

غزل : ممكن اعرف السبب 

سيف : اخدت وعد على نفسى زمان مش هغنى لغير للى اختارها قلبى بس 

غزل : طيب ليه جنه ما تعرفش يعنى ما غنتش ليها يبتسم بسخريه ولايرد 

غزل : انت ماحبتش جنه 

سيف : مش دايما الى بنختار نكمل معاهم بيكونوا هم الى ملكوا قلوبنا ولا ايه انتى خير من يعلم 

تتجهم ملامح غزل وتردف : عندك حق انا خير من يعلم بس الاختيار الغلط والعند ثمنهم غالى .غالى اوى 

ثم تنظر نحوه مجددا قائلة : يعنى مش ممكن تلغى وعدك لنفسك خمس دقايق بس وتغنى تانى .صوتك مريح .لوسمحت 

يطالعها سيف مطولا ثم يقول : بالعكس انا هكون كده بنفذ وعدى لنفسى 

تبتعد غزل بنظرها عنه بعد ان تفهم مغزى جملته تلك 

ولكن سيف يشرع بالغناء 

خذني إليك قد حار نبضي في الهوى بين يديك

قد سالَ الورد دمعاً مُرّاً شوقاً إليك

موتاً حياةً لا أبالي فقلبي لديك 

خذني إليك

ارتشف النور واعتصر الرحيق من ثغر الشذا

يعانق روحي وردٌ أحمرٌ فيه الردى

يا ضحكةً أشيح عنها ظل الندى

تستند غزل براسها على المقعد ناظره الى السماء وهو يكمل 

خذني إليك

خذني إليك إني ظلامٌ يَرتَجي وجهَ الضُحى

حنينٌ هامَ كهمسِ سرابٍ بوهمٍ قَضى

يسابق وهج صحوةٍ فيها الرَّجا

خذني إليك

هَبْني السماء.. ملاكٌ أضنّاه النوى ووأدُ الهوى

يُعانِد طيفَ لذةٍ فيها الحيا

ينتظر وعداً من زلالٍ فيه النَجا

خذني إليك

تمسح غزل عبره فاره من عينها 

سيف : انا اسف يمكن ضايقتك 

غزل : لابالعكس . بالعكس ثم تبتسم وتاخذ نفسا مطولا 

ثم تلتفت ناظره لها وتقول : انت بتحب النوع ده من الاغانى 

سيف : جدا 

غزل : معقول 

سيف : ليه مستغربه 

غزل : ها لا ابدا مش مستغربه ولا حاجه 

يتمعن سيف النظر بعينيها ولا يشيح النظر عنهما 

غزل : ال. الوقت اتاخر اوى انا لازم اقوم بقى عن اذنك ثم تنهض واثناء عودتها للداخل تسمع صوت سيف قائلا : انا طلقت جنه النهاردة 

تجحظ غزل بعيناها وتلتفت عائدة باتجاهه 

غزل :ط .طلقتها 

سيف : من الاول كان جوازى منها غلط وعند زى ما قلتى من شوية الثمن بيبقى غالى اوى 

الثمن كان اختى اسيل 

غزل : مش فاهمه 

سيف : جنه وكريم كان متفقين على كل الى حصل او بمعنى اصح هى كانت عليها التخطيط وهو التنفيذ 

ولو كانت اختى راحت فيها ماكانش هيكفينى روحهم هم الاتنين 

غزل : مش قادرة اصدق طيب ليه .ليه تعمل كده 

سيف : اسيل كانت العقبه فى طريقها لوصولها للى اتجوزتنى علشانه 

غزل : الى هو ايه 

سيف : الفلوس 

تومىء غزل براسها نفيا غير مصدقة 

سيف : واضح كده انى . اتخدعت فى كل الى حواليا فى صاحبى الى طعنى فى ضهرى باختى ومراتى ام ابنى حتى اهلى امى الى مطلعتش امى وابويا الى مايشرفنيش انوا ابويا يمكن انا استاهل كل ده بس اسيل ليه يحصلها كده بسبب غبائى ليه 

غزل : سيف . ده كله مش ذنبك انت بلاش تيجى على نفسك كده انا مقدرة وضعك والى انت حاسس بيه بس مش ذنبك انهم مش نضاف مش ذنبك انك انت كنت نضيف وقلبك طيب ومعطش خوانه لاى واحد منهم ماتحاسبش نفسك على غلطات غيرك 

سيف : انا بس عايز منك حاجه حاولى تعرفى من اسيل اذا كان كريم اتعرضلها باى طريقه يعنى انا خايف افتح معاها الموضوع ده 

غزل : بس اسيل رافضه تتكلم فى الموضوع ده كل ما احاول اسالها عن الى حصل بتهرب من الرد 

يغمض سيف عيناه باسى 

________________________________

يظل رامز يطرق باب بيت والدة غزل بقوة وهو يصرخ 

_غزل افتحى الباب افتحى بقولك والا هكسره 

يخرج احد الجيران بغضب قائلا : انت بتعمل ايه يا استاذ انت . مش عارف الساعه كام

رامز : تبقى زى ماتبقى خليك فى نفسك احسنلك 

الرجل : ده انت باينك مجنون

يشهر رامز سلاحه بوجه الرجل صارخا به : قلتلك اسكت والا هخلص عليك 

تصرخ زوجه الرجل بذعر قائلة : الشقه مافيهاش حد بقالها كتير 

رامز : راحوا فين 

السيدة : محدش يعرف والله 

رامز : بقى كده ياغزل ماشى ثم يغادر مسرعا ويستقل سيارته ____________________________

تستيقظ خلود على طرق الباب 

خلود : مين الى هبخبط علينا بالطريقة دى الوقتى 

سليم : مش عارف خليكى هنا انا هفتح 

يتجه سليم نحو الباب ويفتحه فينقض رامز عليه ماسكا اياه من ياقته 

فتصرخ خلود قائلة : فى ايه 

رامز : مراتى فين ياسليم 

سليم : يعنى ايه مراتك فين 

رامز : يعنى الى سمعته غزل فيييين خبتها فين ما هى اكيد مش هنا 

خلود : سليم هو بيقول ايه 

سليم : انت قصدك انك مش لاقيها ثم يدفعه عنه ويقول بغضب : عملت فيها ايه خلاها تهرب 

رامز : انت هتعملهم عليا مراتى فين لو ما جتش من سكات مش هيحصل كويس المرة دى مش هيكفينى فيها  انى اكسرها لا حشرب من دمها 

خلود : واحنا ايه عرفنا هى فين احنا مالنا اصلا ماتروح تدور عليها شوف ممكن تروح فين سليم معدلوش علاقة بيها  

سليم : لو حصل لها حاجه يارامز مش هرحمك 

رامز : يعنى ايه مجتلكش امال راحت فين هتكون راحت فييين ثم يضرب قبضته بالحائط قائلا : صدقنى لو عرفت انك مخبيها هقتلك واقتلها  ثم ينزل على الدرج جريا 

وسليم يقف كالتمثال بعيون جاحظه 

خلود : ايه قلقان عليها 

سليم : انا السبب . كل الى بيحصلها بسببى 

خلود : ليه هو انت كنت قلتلها تتجوزه انت ليه لسه شاغل بالك بيها ومحمل نفسك ذنبها حرام عليك ياسليم بقى كل ما اقول هينساها ثم تصمت مطولا وتعود لتقول : احجز لينا ياسليم هنسافر بعد بكره انا مش هفضل هنا دقيقة زيادة مش هسمحلها ترجعك تانى انا حامل بابنك سامع انت جوزى انا 

ثم تتركه وتتجه لغرفتها باكية بينما هو بالخارج يفكر فى جملة رامز 

_________________________________

فى اليوم التالى 

غزل : متاكده انك مش عايزانا معاكى 

اسيل: لا اطمنوا انا كويسه وبعدين جاسر معايا 

سيف : على راحتك خلى بالك منها ياجاسر 

يومىء جاسر براسه ويسلم عليه ثم يدفع الكرسى المتحرك باسيل ويغادر 

بالمشفى 

تبدا اسيل اولى جلساتها الفزيائية 

وبعد الانتهاء منها 

جاسر : حاسه بايه 

اسيل : انا كويسه 

جاسر : طيب يلا بينا ثم يدفعها مجددا 

اسيل : جاسر 

جاسر : ها 

اسيل : مالك وماتقوليش مافيش حاجه ولا لانى بس قلقان عليكى والكلام ده انت متغير فى حاجه غريبة انت حتى طول الطريق واحنا جايين مقلتش كلمه 

جاسر : قلتلك مافيش حاجه يا اسيل يلا علشان اروحك 

اسيل : انا مش هتحرك من هنا الا لم افهم انت ليه بتعاملنى كده لو .لو حاسس انك مجبر تفضل معايا بسبب ظروفى وعجزى انا بعفيك من ده ياجاسر انت مش مضطر تعمل كده 

جاسر : اكيد مش ده السبب انا مش مضايق ابدا من ظروفك وعايزك ترجعى تقفى على رجليكى باسرع وقت وتبقى احسن من الاول وهفضل اساعدك على ده علشانك انتى مش علشان حد تانى وعندى استعداد اعمل كده لاخر عمرى 

اسيل : امال فى ايه بس ارجوك قول فى ايه مالك ايه هى مشكلتك بالظبط

جاسر : مشكلتى كريم 

اسيل : ك . كريم ثم تقول بتوتر : قصدك ايه 

جاسر : فى الكاميرات كان باين انك ركبتى معاه عربيته وبعدين التحقيقات واقوالك قالوا غير كده انوا خطفك بتهديد سلاح 

اسيل : انت .انت مش مصدقنى بتشك فيا قيدك انا روحت معاه بمزاجى حتى لو ليه ههرب منه ليه هيحصلى كده 

جاسر : مش يمكن لانه اتمادى معاكى اسيل انتى لسه بتحبيه

اسيل : انت بتقول ايه انت حتى ايام ماكنت واثق انى بحبه وقفت جنبى وساعدتنى وجبيتنى جاى الوقتى بعد ما بقيت انت كل حاجه فى حياتى تقول الكلام ده 

جاسر : انتى فضلتى معاه خمس ايام .خمس ايام يا اسيل ولوحدكم  يعنى مستحيل مايكونش حصل حاجه حتى لو بالقوة 

ثم يتكىء امامها ويمسك كرسيها بيديه وهو يطالعها قائلا : اسيل افهمينى انا جوايا نار قايدة 

تبكى اسيل بشده وهى تطالعه غير مصدقة 

اسيل : انت . فاكر ان حصل بينا حاجه ده سؤالك صح عايز تعرف اذا اذانى او لا علشان اذا اه وحتى لو بالقوة تسيبنى مش كده 

جاسر : كريم لمح لسيف  انا كمان روحت زورته فى السجن وقالى انوا هيفضل بينا لاخر العمر 

اسيل : وانت صدقته . صدقته هو بتسالنى ليه بقى مستنى منى ايه انت حاسم رايك واخد قرارك 

انا هربت من كريم هربت منه وما قدرش يعملى حاجه ضربنى بعربيته وانا بهرب منه فاهم 

فى كل الاحوال اطمن انا كويسه وكستحيل حد يقدر يقربلى مهما كنت ضعيفه طول الوقت كنت واثقه انك هتلاقينى استنيتك كتير كنت واثقه انك مش هتسبنى بس هو كان صح فى كلامه عنك قالى انك هتسبنى فى نص الطريق كان عنده حق 

لكن لا ياجاسر حتى لو بحبك حتى لو شايفه ان حياتى من غيرك مابقلهاش معنى انا الى مش عايزاك . مش عايزاك ومش عايزه اعرفك تانى يارتنى موت وماسمعتش منك الكلام ده ولا شوفت فى عينك النظرة دى 

جاسر محاولا الاقتراب منها لتهدئتها : اسيل اهدى  انا . انا اسف 

تصرخ اسيل بوجهه : ابعد عنى كلكوا زى بعض . كلكوا واحد ثم تحرك كرسيها مغادرة به يضرب جاسر راسه بيده ويتغلل خصلات شعره بانامله وكانه سينتزعهم قائلا : ايه الى هببته ده ثم يجرى خلفها مناديا عليها 

يردسيف على هاتفه : الو ايوه يا سولى في ايه ياحبيبتى مالك طيب اهدى بس اهدى . حاضر انا جاى حالا 


                 الفصل الثامن عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close