أخر الاخبار

رواية نسمة امل الفصل السادس6والاخيربقلم حنين ابراهيم


رواية نسمة امل
 الفصل السادس6والاخير
بقلم حنين ابراهيم





 
أم داغر: ماشي يا إبني بس مرتبها ده كانت تصرفه قبل كده عليهم هما الإثنين دلوقتي أمها لوحدها مش هتحتاجه كله ده غير إنها زي ما عندها إلتزامات إتجاه أمها هي كمان عندها إلتزامات لجوزها و بيتها وبما أنها مقصرة بسبب شغلها فهي المفروض على الأقل تساعدك بجزء من مرتبها يعينك على الغلا الي إحنا بقينا فيه

ضلت والدة داغر تملأ رأسه حول عمل زوجته طوال النهار خارج البيت و حتى أنه لا يستفيد بفلس من نقودها في ضل غلاء المعيشة في البداية دافع عن موقفها 
لكنه مع الوقت بدأ كلامها بأثر عليه

مع مرور الأيام بدأ يشتكي أن مرتبه لم يعد يكفي و أن إلاتزاماته بدات تزيد وعليها أن تساعده 

نسمة بغضب: بس إحنا متفقناش على كده و من الأول فهمتك إن مرتبي هصرفه على أمي و إنت وافقت 
داغر بضيق: صوتك ميعلاش عليا يا إما مش هيحصل كويس و بعدين أنا الي عندي قولته و أديك شايفة الأسعار زادت إزاي و المرتب مبقاش يكفي أصرف علينا إحنا التلاتة و أسدد ديوني كمان 

إستمرت بينهما المشاكل إلى أن إضطرت أن تعطيه جزءا من مرتبها لتسكت زوجها ووالدته وعندما حاولت الإعتذار من والدتها أنها إحتاجت لذلك المبلغ أمل تفهمت الأمر و أخبرتها أن ما ترسله يكفيها ولا داعي لتشغل بالها بالأمر  

بعد مدة داغر جلس معها ليفاتحها في موضوع 
داغر: نسمة حبيبتي أنا حوشت شوية فلوس بفكر أزيد عليهم و أشتري أرض عشان نبني بيتنا عليها

نسمة: أرض إيه و بنا إيه؟ إنت عارف الموضوع ده هيتكلف كام فلوس ووقت؟ إنت مش كنت دافع أوراق للحكومة عشان تستفيد إستنى لما يدولك هما سكن أو أرض ووقتها هما يساعدونا في تكاليف البنا  
داغر: أنا عاملهم من سنين  ولسا مبانش حاجة ويا عالم عقبال ما نستفيد نكون عجزنا و أنا عايز أامن مستقبلنا من دلوقتي عشان نرتاح لبعدين 
نسمة بضجر: إنت حر إعمل الي تعمله 
بعد أشهر إشترى داغر الأرض وبدأ في شراء مواد البناء وأصبح طول الوقت يزعجها بأنه يحتاج مبلغ معين للعمال و باقي مواد البناء وهي بعد أن عرفت أنه يرد أخذه منها تشاجرت معه و ذهبت لبيت أمها عندما حكت لها أخبرتها انها لا بأس بأن تساعده في النهاية هو يصرفه لبناء بيتهم و ليس في شيء تافه وعندما قالت لها نسمة أنها قبلت هذا العمل من أجلها في البداية لتصرفه على غيرها؟ 
أمل: متشليش همي يا بنتي أنا محوشة شوية فلوس لزوم الزمن وولاد الحلال من جيران كتر خيرهم مش مخليني أحتاج حاجة وانا مش هبقى مبسوطة ولا مرتاحة طول ما في مشاكل بينك وبين جوزك بسببي 
نسمة: متقوليش كده يا ماما أنا مشاكلي معاه مش بسببك إنما بسبب وعوده معايا زمان  الي خلفها دلوقتي 
أمل: يا بنتي ظروفه زمان غير دلوقتي هو دلوقتي محتاجك تقفي معاه عشان تبنو حياتكم سوى و أكيد هيزعل إنك مش مقدرة مجهوده وكل الي بتفكري فيه إنه بيضيع فلوسك بدل ما تفكري إنه بيأملك بيها بيت مستقل تعيشي مرتاحة فيه 
في اليوم التالي ذهب داغر إلى بيت أمل ليراضي زوجته 
داغر: و أنا إلي فضلت أقول لأمي إن مراتي بنت أصول و هتقف جنبي على الحلوة و المرة كدة تشمتيهم فيا و تسبيني في أول الطريق؟ يا بت هو أنا ببني الخير ده كله عشان مين مش عشانك؟ 
وبعد بعض المحايلات رضت نسمة وعادت معه 
بعد ثلاث سنوات إكتمل البيت كانت نسمة خلالهم تعيش في التقشف بعد أن أصبح يأخذ مرتبها لم يعد معها ما يكفيها لتشتري لنفسها ملابس أو اي إحتياجات خاصة  

بعد أن ضمن داغر البيت الذي كتبه بإسمه تغيرت معاملته مع زوجته فهي لم تعد تعجبه بملابسها البالية أمامه طول الوقت ومرضها المتكرر بسبب فقر الدم (الذي اصيبت به من قلة الأكل) و أصبح دائم الشجار معها لسبب ومن غيره و أخرها عندما طالبته بأن يعيد لها راتبها لتنفقه على أمها فهي أكثر شخص يحتاجه 
ليعلو صوته و يحتج و عندما أصرت نسمة على رأيها 
داغر بغضب: لو مش عاجبك عندك الباب يفوت جمل 

نسمة هنا فاض بها الكيل حزمت حقائبها و عادت لبيت أمها كما تركته خالية الوفاض 

عانقت والدتها ببكاء: هما ليه عملو فيا كده يا أمي هما كل الرجالة وحشين كده؟  واحد رماني من وأنا في بطن أمي ومسألش فيا و التاني عيشني في ذل ومرار  و أخرتها أكل شقايا و رماني 
أمل بدموع على حظ إبنتها الذي لم يختلف كثيرا على حظها: حسبي الله ونعم الوكيل وحدي الله يا بنتي متعمليش كده في نفسك ربنا موجود وهو الي هياخدلك حقك من الي ظلمك

بعد أيام ذهبت نسمة إلى المحكمة وبدأت في إجراءات الطلاق 
وعادت لعملها عازمة هذه المرة ان تعيش من أجل نفسها ووالدتها فقط 



نسمة أمل 
الخاتمة 
كان جرس الباب يرن لتفتح نسمة بتكاسل وجدت أمامها شابا في  العشرين من عمره نظرت له باستغراب

يزيد: هو ده بيت طنط أمل؟ 
نسمة: أيوة، حضرتك تبقى مين وعايز إيه من ماما؟ 
يزيد بإبتسامة: ماما!  يبقى أكيد إنتي أختي نسمة  حاول أن يعانقها هو يعبر عن إشتياقه لها: بابا على طول كان بيتكلم عنك 
أوقفته نسمة  وهي تضع يدها على صدره وتدفعه بعنف: إوعى كده أخت مين و بابا  مين أنا مليش إخوات 

يزيد: بابا أيمن أبوك و إنت عارفة أنه إتجوز بعد والدتك و أنا أبقى إبنه الكبير 
نسمة  بغضب وصوت عالي : أنا معرفش إنت بتتكلم عن إيه أنا بابا مات من لما كنت في بطن أمي و هي إتمرمطت من وقتها لحد ما خلفتني وربتي أما أبوك الي بتتكلم عنه ده أنا مليش علاقة بيه نهائي 

أمل خرجت من غرفتها متعكزة على عصا: مين الي على الباب يا نسمة 
نسمة بإرتباك: مفيش ياما ده واحد غلطان في العنوان  وهو هيمشي دلوقتي 
كانت ستغلق الباب في وجهه لكن يزيد دفعه ودخل قسرا: أنا مش غلطان  يا خالتي أنا جاي عشانك إنت و نسمة 
نظرت له بتعجب من يكون هذا الشاب و من أين يعرفهما 

لينهي يزيد حيرتها وهو يمد يده للسلام: أنا يزيد إبن أيمن جوزك 

نسمة بتحفز: ماما مش متجوزه و ياريت تتفضل تمشي وتبلغ أبوك أنه ملوش حاجة عندنا وياريت يرجع ينسانا زي ما كان ناسينا زمان 

يزيد بدفاع: صدقيني هو عمره ما نسيكم هو دور عليكم زمان بس فقد الأمل لما معرفش يوصلكم بس لما وحدة من ستات القرية جات وقالتلنا إنك كنت بتدوري عليه و من ساعتها هو كان يتجنن عشان يشوفك 
نسمة  وهي تربع يديها: و أنا قولتله إني مش عايزة أشوفه 

أمل أخيرا فاقت من شرودها لتنطق بصدمة: إيه إنتي قابلتي أبوك؟ 

يزيد بسرعة: أيوة يا خالتي هو  من ساعة ما قابلها وهو مهموم ومش عايز يكلم حد لغاية ما صحته إتدهورت و جاتله نوبة سكر  وهو في المستشفى حاليا 
أمل بهلع: إييه؟  طب هو كويس دلوقتي 
يزيد: هو فاق وطلب يشوفكم 

نسمة صدمت عندما علمت بوجوده في المستشفى  لكنها لاتستطيع مسامحته على ما عانته هي ووالدتها بسبب ظلمهم
أما أمل فكنها نسيت كل شيء وطلبت من يزيد إيصالها إلى المشفى 
يزيد سعد لطلبها و نسمة كانت معترضة لكنها إضطرت لمرافقة والدتها 
عند وصولهم إلى هناك ودخولهم للغرفة وجدو عائلته ملتمة حوله دمعت عيون أيمن من التأثر و ضل يطلب السماح من زوجته و إبنته 
نسمة لم تنظر في وجهه حتى و أمل نظرت له ولوالدته التي كانت الدموع في عينيها تتوسل طالبة السماح و أشفقت عليهما: و قالت إنها سامحتهما 
و نسمة لم تنطق بكلمة رغم أن والدها كان ينتظر منها نظرة فقط تدل على اين قلبها إتجاهه 

بعد مدة قامت نسمة بضيق: يلا يا ماما عشان نلحق الباص الي هيرجعنا 
أيمن  باعتراض: ترجعو على فين إنتم هتفضلو معانا هنا

نسمة برفعة حاجب:  ودا بأمارة إيه إن شاءلله، لا بقولك إيه مش معنى إننا عملنا بأصلنا وجينا زورناك تفتكر إنه بقى عندك حق تقولنا نروح فين ونرجع منين 

لينطق أحد أعمامها وباقي زوجاتهم وأولادهم ينظرون لها بصدمة: عيب يا بنتي الطريقة الي بتتكلمي بيها دي متنسيش إنه مهما كان هيفضل أبوك له حق عليك وعلى مراته ضسي٢إث

نسمة بنبرة أشبه بالردح: أبويا؟!  شلاه يا أبويا هو كان فين أبويا  طول السنين دي عشان يمارس حقوقه و واجباته كأب  و زوج لأمي 
هو كان فين من بطش أمكم ومرتاتكم على ماما وهي في عمر  كانو الي في سنها يطلعو برة بظفايرهم ويلعبو وعايشين سنهم وهي يا عيني شايلة مسؤولية البيت بالي فيه؟ 
كان فين لما مراتك كانت بتخلي أمي طول النهار تحت البقر تحلب و تنضف وهي تلبس وتتشيك و تطلع برة طول النهار تتفسح مع صحباتها؟ 
لينظر عمها لزوجته بصدمة وهي تبلع ريقها بخوف 

ولا كان فين لما تيتا تقفل عليها باب أوضتها لما هو يسافر ومتخليهاش تنام فيها مع إن ده حقها  وتخلي أمي تبات في أي زريبة مع الحيوانات ليه محفظلهاش حقوقها وكرامتها وقتها ولا إنتو بتوزعو الحقوق و الواجبات على مزاجكم 

أغمضت والدة أيمن عينيها و الدموع تتساقط منها بندم و حاول والدها أن يبرر موقفها أنه لم يكن يعلم بما يحدث مع والدتها لأنها لم تكن تشتكي 
نسمة بسخرية: وهي لو كانت حكتلك كنت نصرتها على أمك؟  بأمارة إنها لما عرفت بحملها بدل ما تفرح وتشكر ربنا إتهمتها أبشع إتهام و رمتها و إنت أول ما ملت راسك بكلمتين صدقتها وكنت جاي تقتـ. لها من غير ما تسمع منها لولا ولاد الحلال الي أنقذوها وخلوها تهرب من وشكم العكر 
كان زماني أنا وأمي ميتين دلوقتي 

ثم نظرت إلى أحد زوجات عمها التي كانت دموعها تتساقط مسفقة عليهما كان يبدو على ملامحها الطيبة لتنظر لها نسمة نظرة شكر و إمتنان بدالتها النظرة بإبتسامة 

ثم غادرت مع والدتها التي كانت تلومها طول الطريق لأنها لم تخبرها أنها قابلت والدها وهي تبرر موقفها أنها لم تكن تريد أن تزعجها بالحديث عنه وتذكرها بماضي تعرف أنه كان أليم بالنسبة لها
في طريق عودتهم إلى البيت وجدو سيارات إسعاف وحالة من الهرج و المرج لتسأل أحد المارة عما حدث ليخبرها أن أحد المباني هدم فجأة دون سابق انذار 
لتتقدم قليلا وتجد أنه البيت الذي بناه داغر 
إبتسمت بسخرية: إن الله لا يظلم أحدا ولكنها ما صنعت أيديكم 

إنتبهت على داغر وهو يتقدم نحوها ببكاء: نسمة إنتي جيتي؟ أنا كنت عارف إني مش ههون عليك لما تسمعي بالي حصلي 
نسمة بمقاطعة وجفاء: إييه هو إيه الي مش هتهون عليا إنت تبقى مين أصلا 

داغر بصدمة: هو إنت مش كنتي جاية عشان تطمني عليا لما عرفتي الي حصل ؟ 
نسمة بنفي: لا أنا اصلا عديت من هنا صدفة، هو إيه سبب الي حصل؟ 
داغر ببكاء: أنا إكتشفت إن إن المهندس الي بنى البيت غشني في مواد البناء الي جابها وكانت النتيجة كانت إنه وقع و ماما في البيت 

نسمة بتشفي: شوف إزاي فعلا كما تدين تدان هو غشك زي ما إنت غشيتني و أمك إتهد عليها البيت زي ما فضلت تسعى لحد ما هدمت جوازي 
تنهدت براحة الحمدلله  النهار ده كان أسعد يوم في حياتي وأنا شايفة كل الي أذوني أنا و أمي أخدو جزاءهم 

ثم أمسكت يد والدتها وغادرت أما والدتها كانت تشعر بالحزن على حال إبنتها و الذي جعلها قاسية القلب إلى هذه الدرجة  فهل سيلين قلبها مع الأيام أم أنها ستضل تعيش حياتها كجـ. ثة بلا قلب 



                  تمت

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close