أخر الاخبار

رواية حسناء أنارت دربي الفصل السابع 7بقلم جوهرة الجنة

     

رواية حسناء أنارت دربي  

الفصل السابع 7

بقلم جوهرة الجنة


حسناء بشرود :أنا أعلم أن استفزازي لها بهذه الطريقة سيجعل حقدها يصل إلى أقصاه وتظهره فأحيانا يجب أن يرى الإنسان مدى سوء أفعاله كي نستطيع تغييره وتوعيته.


عائشة :لا أعلم إن كانت أفعالك ستجدي نفعا لكن إحذري.


غادرت السيدة عائشة تاركة حسناء تحارب ذكرياتها مجددا، فها هو شخص أخر سيواجه شخصيته السيئة ولكنها قررت أن تقف بجانبها وتغيرها مهما كان الثمن. 


حسناء :أنا جربت أن أكون منبوذة وسط عائلتي ولن أسمح لزينب أن تعاني ما عانيته. 


مر اليوم ليصل العصر وتأتي عائلة حسناء ليرحب بهم الجميع إلا زينب التي كانت غير راضية عن ما يحدث.


فاطمة :كيف حالك يا إبنتي.


حسناء :بخير الحمد لله و أنتم كيف حالكم.


فاطمة :البيت أصبح فارغا بدونك، لم أعد أجد من أجلس معه ونتحدث فوالدك يعمل وأخوك يذهب لمساعدته دوما.


حسناء :لا تقلقي يا أمي كلما أتيحت لي الفرصة سأتي لزيارتك.


فاطمة :إن شاء الله.


عبد الله :أين هو السيد مصطفى.


حسناء :إنه في غرفته، أنس حبيبي إذهب نادي أبي رجاءا. 


يوسف: أختي هل حصل لك شيء والدي أمامك. 


حسناء :أنا أقصد أبي مصطفى. 


نادية: حسناء منذ أتت لهذا المنزل وهي تنادي والدي بأبي وأمي. 


ابتسم عبد الله سعيدا بأفعال إبنته لينزل في هذه الأثناء السيد مصطفى الذي قال: أهلا بكم، أنرتم المكان. 


عبد الله :المنزل منير بأصحابه. 


مصطفى :كيف حالك يا عبد الله. 


عبد الله :أخذت إبنتي وتسألني عن حالي. 


مصطفى بابتسامة :كانت ابنتك هي الأن إبنتي.


حمزة بمرح :يا لحظك يا حسناء لديك أبوين ويحبانك أيضا، وأنا مسكين أعاني مع والد في كل مرة يضربني أو يلقبني بالغبي. 


مصطفى :كن بأخلاق حسناء وقتها سأتعامل معك مثلها. 


حمزة :حطمت أملي المسكين. 


ضحك عليه الجميع ثم جلسوا يحتسون الشاي، ويتبادلون الأحاديث إلى أن لفت انتباه حسناء الحديث الدائر بين أنس ويوسف.


يوسف: أريد أن أسألك هل تعرف قراءة القرأن بالتجويد.


أنس: أعرف القليل لكنني وعلى الأغلب أقرأ دون تجويد.


يوسف: يعني أنك لا تجود في القسم.


أنس :لا وأنت.


يوسف: أنا أتعلم للتجويد وكنت أريد أن أقرأ بالتجويد وسط القسم لكن بعد ما حدث لأحد زملائي لن أكرر خطأه.


أنس: ماذا حدث له.


كان تركيز حسناء على ما سيقوله يوسف أكبر من تركيز أنس لتتحول ملامحها لحزن لما استمعت له حينما قال يوسف: كان يريد أن يجود القرأن لكنه لا زال يتعلم ولأنه يخطأ كثيرا في الحركات سخر منه الأستاذ وجعله أضحوكة أمام الفصل بأكمله.


أنس: مسكين ذلك الولد.. من الجيد أنك أخبرتني كي لا أفعل مثله وأصبح أضحوكة أمام أحد.


حزنت حسناء على تفكيرهم الذي أصبح تفكير الكثير، فالأطفال أصبحون يتجنبون أي شيء يعرضهم للسخرية رغم صحته لتقرر التدخل قائلة: قراركما خطأ.


يوسف باستغراب: ماذا تقصدين.


حسناء: أن يهرب الإنسان من مسؤوليته هذا يعتبر جبنا، وهذا ينطبق عليكما وتنجرفون مع جهة التيار..القرار الصحيح أن تفعلوا ما تعلم أنه صحيح حتى لو سخر منك الأخرين، بل يجب عليكم تجويد القرأن وسط الحصة وفي حالة حاول الأستاذ التقليل منكم أخبروا المسؤولين ووالديكما وهم سيتصرفون أما بخصوص زميلك يا يوسف يمكنك مصادقته وتعليمه التجويد فأنت تتلقى دروسا في المسجد منذ صغرك وبمساعدتك سترجع له ثقته بنفسه وأيضا لن تدع فرصة لمثل هؤلاء الأساتذة على تشويه القرأن والاستهزاء به وستشجع الأخرين على المواظبة على قراءة القرأن ومن يعلم كم حسنة ستفوز بها بعد ما ستفعله.


يوسف: حقا اشتقت لنصائحك هذه يا أختي، أتمنى أحيانا أن لا تكوني تزوجت وتبقي معي.


حسناء: أنا قريبة منك وفي كل مرة احتجتني فيه تعالى لزيارتي أو اتصل بي.


استدارت حسناء جهة فؤاد الذي كان جالسا بجانبها، وضغط على يدها لتنظر للجميع إن كان أحدهم انتبه لفعلته فوجدتهم منشغلين بالحديث.


حسناء بهمس: فؤاد ماذا تفعل، أترك يدي قبل أن يراك أحد.


فؤاد: أولا أنت زوجتي وثانيا ألا يكفيكي إعجابي بشخصيتك لتقومي بجذبك لي بأفعالك أكثر.


ابتسمت حسناء والحمرة تزين وجنتيها من شدة الخجل لتقول: فؤاد سيسمعك أحد.


    فؤاد بابتسامة: حسنا سأسكت الآن ولنا كلام أخر في الغرفة.


دخلت ليلى الصغيرة تحمل جواد الذي يبكي تعطيه لفؤاد الذي قال: ما به جواد.


ليلى :استيقظ وبدأ في البكاء.


ملست حسناء على رأسه قائلة :ما بك حبيبي منذ الصباح ومزاجك متعكر.


عبد الله :أعطني الطفل دقيقة يا فؤاد.


أعطاه فؤاد الطفل ليعدل عبد الله وضعيته وبدأ يقرأ عليه بعض آيات القرآن و الرقية الشرعية ليهدأ جواد قليلا.


 عبد الله :لا تقلقوا بكاءه كان بسبب عيون الناس.


عائشة :مسكين حفيدي حتى وهو صغير لم يسلم من عيون الناس.


فاطمة :ليس من الضروري أن تكون عيون الغرباء من تأثر، أحيانا القريبين هم من يخطئون دون أن يعلموا بذلك، فتعجبنا من تصرفات أحد دون ذكرنا لله يؤثر أحيانا.


مصطفى :العين خطيرة لدى أمرنا الله بغض البصر.


فؤاد: من الجيد أنك أتيت لزيارتنا اليوم يا عمي وإلا ما كنا لنعلم كيف نتصرف مع جواد، وبفضلك الأن جواد هادئ. 


عبد الله :ليس بفضلي وإنما بفضل الله عز وجل، أما أنا فقمت بما أمرنا الله به والرقية الشرعية تستطيع أن تفعلها أنت أيضا إذا أردت.


جمال :للأسف نحن بعيدين عن طريق الله وهذا ما يجعلنا جاهلين لأبسط الأمور حول ديننا.


عبد الله :أنت تعلم خطأك ويكفي أن تتشجع وتتقدم خطوة للأمام وتبدأ بالخطوات الأولى في طريق الله وستجد نفسك مستمتعا وهنيئا وبالك مرتاح.


جمال :إن شاء الله. 


مر اليوم في جو عائلي شعر بها عائلة فؤاد، فهم لم يتعودوا كثيرا على مثل هذه التجمعات، فقد كان كل واحد يقضي أغلب وقته منغلق على نفسه في غرفته. 


في منزل وليد دخل وكله نية على القيام بما أخبره صديقه، واتجه مباشرة لغرفته حيث وجد زوجته كالعادة تهتم بمظهرها حتى في الليل. 


وليد :صوفيا أريد أن نتحدث قليلا. 


صوفيا :أنت ترى أنني مشغولة، يمكنك تأجيل الكلام إلى وقت أخر. 


وليد بجدية: صوفيا حديثنا الان هو من سيحكم على علاقتنا وتأجيله يعني نهاية هذا الزواج. 


    صوفيا بفزع: عن أي نهاية تتحدث يا وليد هل جننت.


وليد: للأسف أفعالك هي من تدفعني لفعل هذا.


صوفيا: ماذا فعلت.


وليد: ليس أنت فقط من فعلت بل أنا أيضا أخطأت عندما وافقتك على قراراتك الخاطئة، وأكبر خطأ أنني وافقت على حمل إلينا بدلا عنك.


صوفيا: حقا يا وليد بدأت اعتراضك على هذا الموضوع مجددا، ألم نتفق من قبل أن تحمل بدلا عني كي أحافظ على جسمي وأنت أيضا تظل معجبا بي.


وليد: عندما وافقت على هذا الجنون كان من شدة حبي لك، وكما يقولون مرآة الحب عمياء وهذا ما حدث معي لكني الأن استيقظت ولن أكمل في خطئي.


صوفيا: ماذا تقصد.


زفر وليد بقوة ثم قال: لديك خيارين لا ثالث لهما، إما أن تتغيري وتهتمي بي وبمنزلك وتوافقي على الحمل بإرادتك أو نضع حدا لعلاقتنا ونتطلق.


فزعت صوفيا من فكرة الطلاق لتقول: هل جننت يا وليد كيف تريدنا أن نتطلق وأيضا تريدني أن أحمل ماذا عن الطفل الذي تحمل به إلينا أتخطط لقتله.


وليد: ذلك الطفل إبني ومن المستحيل أن أفكر في أذيته، أما بخصوص حملك فلم أقل أنك ستحملين الأن إنما بعد سنتين أو ثلاتة حيث سيكون الطفل كبر قليلا، وقراري هذا لا رجعة فيه فأنت تماديت كثيرا في أخطائك وأنا في كل مرة أتحملك وأضع لك أعذارا من شدة حبي لكن لكل إنسان طاقة وأنا طاقتي نفذت.


صمتت صوفيا تفكر قليلا ثم قالت ببعض التردد: أنا موافقة على قرارك وسأغير من نفسي.


وليد: هل أنت متأكدة أنك تستطيعين التخلي عن التسوق كل أسبوع، وخروجك المستمر مع صديقاتك، وأيضا ستغيري معاملتك الجافة والقاسية مع الجميع حتى الخدم وإلينا.


ضغطت صوفيا على شفتيها قليلا تكتم غيظها ثم ابتسمت قائلة: أنا متأكدة.


نظر لها وليد قليلا والشك بارز في عينيه ليقول: أتمنى أن يكون كلامك صحيح.


نزع سترته ودخل للحمام ليستحم، لترمي صوفيا فرشاة الشعر على السرير بغضب قائلة في نفسها: لن أسمح لك يا وليد بالافتراق عني ليس بعد أن مثلت عليك الحب، وفزت بك ونعمت بثروتك ابتعد وأخسر كل شيء، هذا شيء مستحيل.


حملت الفرشاة ووضعتها في موضعها ثم اتكأت على السرير تتذكر ماضيها، فهي كانت فتاة عادية من عائلة ميسورة إلا أن الطمع أعمى بصيرتها، وما إن وجدت فريسة مثل وليد بدأت تخطط إلى أن اصطادتها، واستطاعت أن تنعم بحياة الأغنياء كما كانت تحلم، وظهرت على حقيقتها وكشفت شخصيتها الحقيقية أمام الجميع.


في منزل السيد مصطفى صعد الجميع لغرفهم لتضع حسناء جواد الذي نام في سريره ثم جلست بجانب زوجها على السرير.


حسناء: فؤاد ما بك تبدو منزعجا من شيء.


فؤاد: لا تشغلي بالك بالموضوع فهو لا يخصني.


حسناء بابتسامة: حسنا كما تريد لكن تذكر أن الله دائما بجانبنا ونستطيع توكيل أمورنا له ونحن على يقين أنه الوحيد القادر على حل مشاكلنا.


ابتسم فؤاد في وجهها يشكرها في نفسه، فهو كان يفكر في موضوع صديقه ولا يستطيع أن يخبرها بشيء يخصه، فأحيانا الإنسان لا يستطيع التعبير عن ما بداخله، ويحتاج لشخص أن يقف بجانبه ويشعره بوجود سند ثابت يستطيع الاستناد عليه.


فهمت حسناء معنى نظراته، وأخذت يده جاذبة إياه للسرير، وجعلته يتكأ وبدأت يدها تلعب في شعره بحركة جعلته يغمض عينيه، ويتنهد براحة زادت عندما بدأت تتلو عليه بعض أيات القرأن بصوتها العذب الذي يريحه إلى أن غط في نوم عميق.


مر أسبوع بشكل عادي إلا من محاولات زينب لإستفزاز حسناء، لكنها تبوء بالفشل إلا في بعض الأحيان تغضب حسناء إلا أنها سريعا ما تتحكم في ردة فعلها، ليأتي يوم جديد استيقظت فيه حسناء على أذان الفجر، لتوقظ فؤاد للصلاة كما اعتادت خلال الفترة القليلة الماضية، وبدأوا في الصلاة معا ليطيل كل فؤاد وحسناء في السجود يدعوان لله عز وجل.


فؤاد: يا رب إحفظ لي إبني وزوجتي وبارك لي فيها وارزقها من حيث لا تحتسب، يا رب هي من جعلتني أتقرب منك أكثر فأرزقها بيتا في الجنة وإحميها من أي شر.


حسناء: يا رب أنت أعلم بتغير فؤاد وبدأه للتقرب منك أكثر فثبته على عبادتك وأعِني على جعل أهل هذا البيت يتقربون منك أكثر وساعدني على إفاقة زينب مما هي به، يا رب إحفظ لنا جواد واجعله خير ذرية لنا واسعد قلب فؤاد واحفظ جواد من عيون الناس.


أنهوا صلاتهم ليبتسم كل واحد في وجه الأخر وفي نفسهم يدعوان الله أن يجتمعوا في الجنة، ففؤاد وجد الزوجة المطيعة والرفقة الصالحة في حسناء، وحسناء وجدت في فؤاد الرجل الذي لطالما تمنته فهو يرعى الله فيها ويعاملها كإبنته وأخته قبل أن يعاملها كزوجته.


أحضرت حسناء مصحفها، وجلست في الأريكة لتبدأ الختم الجديد لتجد فؤاد يجلس بجانبها.


حسناء باستغراب: ما بك يا فؤاد لماذا لم تنم بعد.


فؤاد: توقظيني دائما لصلاة الفجر وتذكريني بفروضي ولا تريدين أن أشاركك الأجر في قراءة القرأن.


ابتسمت حسناء سعيدة على قراره قائلة: كنت أريدك أن تقوم بهذه الخطوة بمفردك دون أن أتدخل و الحمد لله لم تتأخر في أخذ القرار الصحيح.


قبل فؤاد جبينها قائلا: أحمد الله الذي رزقني بك كل دقيقة.


ابتسمت حسناء في وجهه لتفتح المصحف، ويبدئان في القراءة معا يتشاركان الأجر كما يتشاركان الحياة، وفي قلوبهم يدعون الله أن يتشاركا الأخرة.


ظلوا يقرأون حوالي النصف ساعة ثم عاد فؤاد للنوم بينما حسناء ظلت تحفظ القرأن بعد أن أنهت الورد المخصص لهذا اليوم بعدها ارتدت فستانا فضفاضا وحجابها، ونزلت للأسفل الذي كان هادئا كون الجميع لا زال نائم.


اتجهت للمطبخ تحضر الإفطار لتتذكر أن فؤاد يحب حلوى بنكهة البرتقال بعد أن علمت ذلك من والدته قبل الزواج حينما حضرتها في إحدى زياراتهم، لتتحمس وتبدأ في تحضيرها، و تصدم كل من زينب و وردة عندما وجدوها حضرت كل شيء.


وردة :حسناء ما كل هذا.


حسناء بابتسامة :أولا صباح الخير، ثانيا أنا استيقظت باكرا اليوم وحضرت الإفطار.


وردة بمرح:استيقظت باكرا وحضرت الإفطار لوحدك حقا أحييك، يبدو أنه عندما كنت أنا ألعب مع الأطفال في الصغر كنت أنت تعلمين الطبخ.


خرجت ضحكة صغيرة من حسناء قائلة :كلامك خاطئ فأنا أكثر شخص كان يرفض تعلم الطبخ لولا الظروف التي غيرتني قبل سنتين.


وردة بفضول :حقا يا حسناء أريد أن أعلم كيف كنت.


حسناء :ليس الآن عندما أجد فرصة مناسبة سأخبرك فحتى لو أخبرتك الآن لن تصدقي.


وردة :إذن حاولي أن تجدي هذه الفرصة سريعا لأني لن اتحمل كثيرا.


زينب :بما أن كل شيء جاهز سأعود أنا لنومي.


غادرت زينب المطبخ قبل أن تعارض إحداهما، لتقول وردة: حقا هذه المرأة لن تغير طباعها أبدا.


حسناء: لا تهتمي لتصرفاتها.


وردة: كنت أتمنى أن يجدي التجاهل نفعا لكنك لا زلت لا تعلمي من هي زينب بعد، فلو أرادت جعلتك تقومين بأعمال المنزل بمفردك وهي تكتفي بالمشاهدة.


حسناء: من الممكن أن تنجح في هذا مع الجميع إلا أنا والأن هل تستطيعين مساعدتي.


وردة: بالتأكيد، على الرحب والسعة.


أنهوا تجهيز الإفطار لينزل الجميع يلتفون حول الطاولة ويكون أخر الحاضرين هو فؤاد الذي قال: رائحة حلوى البرتقال، يا له من صباح جميل.


عائشة: الناس تقول صباح الخير أولا.


حمزة بمرح: عندما تحضر حلوى البرتقال ينسى فؤاد نفسه فما بالك بصباح الخير، يا لك من محظوظ يا أخي زوجتك استيقظت باكرا وحضرت لها حلواك المفضلة.


نزلت صفعة على عنقه من طرف فؤاد الذي قال: لا تدخل نفسك فيما لا يعنيك.


جلس فؤاد بجانب حسناء قائلا بخفوت: شكرا لك.


حسناء بهمس: لا داعي لشكرك لي، هذه مكافأة صغيرة مني على بدئك في قراءة القرأن.


بدأ الجميع في الأكل وبدأ معه غزل فؤاد لحسناء بين فينة وأخرى، ليستمتع بخجلها وعيون زينب تراقبهم تنظر لجمال تتمنى أن يكون مثل فؤاد ليزداد حقدها على حسناء.


مصطفى: الحمد لله، إن كنت أنهيت الأكل يا عائشة فهيا بنا.


نادية باستغراب: إلى أين يا أبي.


مصطفى: سنذهب لزيارة إبن عمي مريض.


حسناء: بالشفاء العاجل إن شاء الله.


غادر السيد مصطفى وزوجته يليهم أبناءهم ولم يظل في المنزل سوى النساء والأطفال.


وردة: ما دام عمي غير موجود في المنزل ما رأيكم أن ننظفه.


حسناء: لا مانع لدي، إن كان الكل موافقا نستطيع تقسيم العمل فيما بيننا.


نادية: فكرة جميلة.


حسناء: إذن هيا بنا ننقسم، وردة ستتكلفين بإعداد الغذاء وأيضا جلي الأواني التي لا نستعملها كثيرا فلا بد أن يكون الغبار ترسب عليها، ونادية وزينب..أنتما ستتكلفان بالدرج و الصالونات.


زينب بغضب: قسمت العمل علينا ماذا عنك أنت.


حسناء: أنا سأنظف جميع الغرف هل لديك أي مانع أم أنك تريدين أن نتبادل المهمات.


صمتت زينب تفكر في الأمر، فهي لن تستطيع تنظيف الغرف وحدها، ولديها فرصة لتشتغل أقل منهم لأنها ستتعاون مع نادية، فقالت: ليس لدي أي اعتراض.


حسناء: هيا بنا إذن.


انقسم الجميع كل شخص ينفذ مهمته حيث أخرجت وردة الأواني التي تحتاج للجلي وبدأت في تحضير الغداء أولا، أما نادية وزينب فقسموا الصالات فيما بينهم، والدرج ستتكلف به زينب كونها صاحبة أقل مساحة للتنظيف، بينما حسناء فبدأت بغرفة السيد مصطفى وزوجته وغيرت أغطية السرير وجمعت ملابسهم المتسخة في سلة ثم نظفت الأرضية، وفتحت النوافذ لتهوية المكان وفعلت نفس الشيء في جميع الغرف إلى أن وصلت غرفتها، فوجدت جواد استيقظ للتو.


حسناء بابتسامة: طفلي الصغير ألم تستطع النوم قليلا بعد حتى أنهي هذه الغرفة، يبدو أنك جائع تعالى نحضر حليبك.


حملته حسناء تدغدغه أحيانا وأحيانا أخرى تقبل وجنتيه قم فتحت علبة الحليب ناوية تحضير حليبه لتجده فارغا.


حسناء: نسيت أنه انتهى في الصباح هيا بنا ننزل للأسفل نحضر الإحتياطية.


خرجوا من الغرفة وجواد يحرك يديه بعشوائية، ويحجب الرؤية على حسناء، ويلعب معها مما جعلها لا تلاحظ أن الدرج مبلل، لتشاهدها زينب تقترب لكنها وقفت دون أن تقوم بأي ردة فعل، وفكرة واحدة تدور بداخلها أنها ستتخلص من حسناء إذا وقعت من ذلك الدرج حيث أعمى الحقد عينيها، ونسيت جواد الذي كانت تحمله.


أصبح الفارق بين حسناء والدرج خطوة واحدة لكن القدر كان في صفها حينما سمعت نداءا بإسمها واستدارت لتجده أنس.


حسناء: نعم يا أنس هل تختاج شيئا.


أنس: احذري يا أختي إن الأرض مبللة.


أبعدت حسناء يد جواد لتشهق وتعود للوراء بعد أن كادت تقع وربما تفقد حياتها وحياة جواد لتقول: شكرا لك يا أنس، لولاك لكنت وقعت.


أنس: لا داعي للشكر فمن واجبي تحذيرك، ولكن إلى أين كنت ذاهبة.


حسناء: علبة الحليب الخاصة بجواد انتهت وكنت أرغب في إحضار الثانية من المطبخ.


أنس: أنا سأحضره لك، إنتظريني هنا.


حسناء: حسنا ولكن احذر أن تقع.


نزل أنس بحذر فالأرض تنزلق بسبب مستحضرات التنظيف ليعود سريعا ويلاحظ نظرات والدته الغاضبة التي استغرب سببها وصعد يناول حسناء العلبة.


حسناء:  شكرا لك يا أنس.


أنس :العفو.


عادت حسناء لغرفتها بينما نزل أنس مجددا ليجد والدته لا تزال تقف مكانها فقال: ما بك يا أمي.


زينب: ما الذي فعلته.


أنس: ماذا تقصدين، لم أفهم عليك.


زينب بغضب: لماذا أوقفتها عن الوقوع.


                  الفصل الثامن من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close