رواية أسر الحياه
الفصل الثامن 8
بقلم ايه صبرى
وضعت چيرمين يدها علي صدر آسر واقتربت منه كثيراً لكي تحاول تقبيله شعر آسر بنفسه ضعيف امامها وعندما رآها تقترب اكثر اغمض عينه وقبل ان تقبله افاق ل نفسه سريعاً ودفعها بعيداً عنه وهو يقول بغضب :- انتي مجنونة ازاي تعملي حاجة زي كدة !!
صدمت چيرمين من هذه الدفعة القوية وكادت ان تسقط ولكنها تمالكت نفسها بصعوبة حاولت الرد عليه ولكنه قاطعها قائلاً بنفس الغضب :- مش عايز اسمع صوتك انتي فاهمة وحطي ف دماغك انك اختي ياچيرمين فاهمة اختي وبس .
چيرمين بغضب مماثل :- بس انا مش بعتبرك اخوية ليه مش عاوز تحس بيا .
آسر بغضب مكبوت وهو يحاول ان يسيطر علي نفسه لكي لا يقوم بضربها :- لاخر مرة بقولك ياچيرمين انتي زي اختي وبس وحطي الكلام دة ف عقلك عشان متنسيهوش بعد كدة .
چيرمين بجراءة وتحدي :- وانا لما بعوز حاجة باخدها ياآسر ثم تركته ورحلت الي الداخل وظل ينظر الي ظلها وهو يختفي امامه ويفكر في كل هذه الجراءة التي تمتلكها چيرمين فهو لم يسبق ان لمح لها بشئ او اعطاها وعداً ما هو دائماً يعاملها كأخته فقط وبعد قليل من الوقت دلف الي الداخل ولم يجدهم فسأل والدته فأخبرته ان چيرمين شعرت ببعض الصداع وارادت الرحيل حمد الله في سره فهو لايريد ان يري چيرمين بعد ماحدث فاستأذن من والدته وصعد الي غرفته لكي ينام بعد هذا اليوم الحافل .....
************************************************
في صباح اليوم التالي في فيلا عابدين يجلس عابدين وبجانبه عدنان في بهو الفيلا ويقف امامهم احدي رجالهم ويخبرهم بشئ ما ....
عابدين بتساؤل :- هو دة بالظبط اللي عمله امبارح ؟
الرجل :- ايوة ياباشا .
عابدين باستفسار :- مين البنت اللي راح قابلها عند الجامعة دي ؟!
الرجل :- حاولنا نعرف اي معلومات عنها ياباشا وطلعت قريبة قريبة الظابط صاحبه اللي اسمه جاسم وقاعدة معاه هو واخته الفترة دي ف البيت عندهم .
عابدين بخبث :- ممممممم قولتلي طب وايه حكاية بنت عمته ؟!
الرجل :- ياباشا احنا عرفنا انها كانت ف زيارة عادية هي وامها واول ماهو وصل البيت بعدها بشوية هما مشيوا .
عابدين مفكراً :- طيب عاوزاك تستمر ف مراقبته زي ماانت وتحاول تعرفلي معلومات اكتر عن البنتين دول .
الرجل :- اوامرك باباشا .
استأذن الرجل بالرحيل ورحل ثم التفت عابدين الي عدنان ف وجده ينظر له بتمعن فسأله قائلاً :- مالك بتبصلي كدة ليه ؟!
عدنان بهدوء :- عاوز اعرف بتفكر ف ايه .
عابدين بغموض :- كل حاجة ف وقتها حلوة .
************************************************
في منزل جاسم :-
استيقظت حياة في صباح اليوم التالي وهي تشعر بالتعب والارهاق من كثرة البكاء ليلة امس بالاضافة الي انها لم تتناول الطعام منذ الامس نظرت في ساعة هاتفها وجدتها تشير الي ال 7 صباحاً نظرت الي الفراش بجانبها وجدت اية غارقة في النوم فنهضت لكي توقظها ليستعدوا الي الذهاب للجامعة ....
حياة ببعض النعاس وهي توقظ اية :- اية ، اية يلا قومي ورانا جامعة .
اية بهمهمة من آثر النوم :- ههممم .
حياة :- يابنتي قومي ورانا جامعة يادوبك نلحق .
اية بنوم عميق :- سبيني ياحياة شوية .
حياة بلؤم :- يعني مش هتقومي ؟!
اية وهي تعود للنوم مرة اخري :- لا شوية كدة .
حياة :- طيب .
ذهبت حياة الي الجهة الاخري من الفراش وامسكت بزجاجة الماء الموجودة بجانب الفراش ثم اقتربت من اية وفتحت الزجاجة وقامت برش بعضاً من الماء علي اية لتستيقظ الاخيرة فزعة وهي تقول :- بغرق ، بغرق .
حياة وهي تضحك علي منظرها :- تستاهلي عشان مكنتيش راضية تقومي .
اية بغيظ :- حرام عليكي ياحياة كنت بحلم بفارس احلامي .
حياة بضحك واستعجال :- ابقي احلمي بيه النومة الجاية لان حالياً ورانا جامعة .
اية وهي تتثائب :- ليه هي الساعة كام ؟!
حياة :- الساعة تقريبا 7 ونص .
اية بفزع وهي تنهض :- ياخرااشي عندي امتحان .
ثم هرولت الي المرحاض واغتسلت ثم خرجت لتدلف حياة بعدها وتغتسل ثم خرجت وجدت اية انتهت من ارتداء ملابسها فقالت اية باستعجال :- هروح اشوف جاسم واحضرله فطار علي ماتخلصي ونبقا احنا نفطر ف الجامعة مع ندي .
ثم تركتها وخرجت من الغرفة بينما قامت حياة بتبديل ملابسها سريعاً اذ بهاتفها يدق ويكون المتصل علي فتحت حياة الاتصال علي الفور وهي تقول بابتسامة خفيفة :- صباح الخير ياعلي .
علي بحب :- صباح الخير ياحبيبتي عاملة ايه !
حياة وهي تحاول ان لاتظهر ارهاقها في صوتها :- الحمدالله تمام وانت عامل ايه !
علي بابتسامة :- الحمدالله ، وانتي ايه اخبار دراستك ومبسوطة ولا لا ياحياة ؟!
حياة بتنهيدة :- الحمدالله كله تمام .
علي ببعض القلق :- مالك ياحياة حاسك تعبانة ؟!
حياة بنبرة حاولت جعلها طبيعية قدر الامكان :- دة شوية ارهاق بسبب الجامعة والمذاكرة مش اكتر .
علي باطمئنان :- الحمدالله ياحبيبتي عايزك تشدي حيلك كدة عشان تجيبي تقديرات عشان تدخلي البلد وانتي رافعة راسك .
وعند ذكر البلد تذكرت حياة كل شئ وحزنت كثيراً في داخلها فسألت علي بحزن :- ايه اخبارهم ياعلي اكيد بيكرهوني دلوقتي وعايزين يقتلوني ؟!
لم ينطق علي وشعر بحزن اخته وحزن لاجلها كثيراً بينما حياة بكت عندما وصلها صمته المؤلم وقالت ببكاء :- طب ماما عاملة ايه كرهتني هي كمان ؟!
علي بعد ان اشفق علي اخته مما تعانيه :- لا ياحبيبتي مكرهتكيش هي بس مصدومة م اللي حصل كله وكمان خايفة عليكي ياحياة .
حياة بانتباه :- ايه اللي حصل تاني ف حاجة حصلت ؟!
علي وهو لا يعلم هل سيحزنها هذا الخبر ام لا :- ف خبر مش عارف بصراحة اذا كان هيفرحك ولا لا !
حياة بقلق :- ف ايه ياعلي احكيلي ؟
قص علي عليها كل شئ قاله الحاج جبران واتفاقه مع والدها الذي دار بينهم بخصوص زواج صالح من احدي بنات عائلة جبران وسيتم تحديد الزفاق خلاص ايام ...
فرحت حياة لاجل زواج اخيها ولكنها حزنت جداً بداخلها من تلك الطريقة التي سيتزوج بها وان سبب زواجه هو مداراة فضحيتها وشعرت بالذنب كثيراً لتلك الفتاة المسكينة التي وقعت بطريق صالح لتتزوجه بهذه الطريقة دعت الله كثيراً ان تنجح تلك الزيجة وان تغير صالح ولا يؤذي هذه الفتاة ظلت حياة تستمع الي علي بصمت وبكاء الي ان انهي كلامه ولم تتحدث حياة وعلي يستمع لشهقات بكائها ثم تحدث بحنان قائلاً :- خلاص ياحبيبتي كفاية عياط بقا .
حياة وهي تبكي :- فرحانة ان صالح هيتجوز بس مضايقة بسبب الطريقة اللي هيتجوز بيها .
علي بأشفاق وحنان :- متزعليش كل حاجة هتبقا تمام بأذن الله .
حياة وهي تمسح دموعها بكفها :- بأذن الله ، المهم انت هتنزل القاهرة امتي ؟!
علي :- ان شاءالله قريب انا بس خايف انزل دلوقتي وتحصل حاجة هنا عشان كدة مديت اجازتي وبتابع معاهم الوضع .
تحدثت حياة مع علي بضع دقائق اخري وهدأها قليلاً ثم اغلقت الهاتف معه وخرجت لتري اية بالخارج بانتظارها وعندما لم تجد جاسم تسألت عنه ف اخبرتها اية ان اسر قام بالاتصال به ويريده في امر هام ارتعشت حياة عند ذكر اسم آسر ولكنها تمالكت نفسها سريعاً ثم ذهبت هي واية الي الجامعة ليبدأ يوم جديد .......
************************************************
ف البلد :-
دلف علوان الي المنزل وهو متعب ف اهماله لاعمال اراضيه الفترة الماضية تراكمت عليه كثيراً فاصبحت اشغاله اكثر تلك الفترة لتعويض مافاته فهو يريد ان يظل يجمع اموال ويكبر في تجارته واراضيه ونسي ان الانسان لا يأخذ معه القبر سوا اعماله وافعاله في الدنيا فأعمالنا الصالحة هي ماتنفعنا يوم ان يسترد الله امانته ف الاموال والاراضي والتجارة وكل تلك الامور اشياء مادية زائلة ف التجارة الصحيحة هي التجارة مع الله سبحان وتعالي وباقي الاشياء الاخري لن تدوم الا بأمر الله تعالي ..
كان علوان يشعر ببعض التعب والارهاق ونغزة بسيطة ف صدره ولكنه لم يظهر اياً من هذا علي ملامحه حيث ظلت ملامحه ثابتة وصلبة فهو لايحب ان يراه احد ضعيف القي بنفسه علي الاريكة ليسترخي قليلاً ويستطيع ان يستعيد نشاطه من جديد واثناء ذلك دلف صالح الي المنزل فوجد ابيه يجلس علي الاريكة ويبدو انه يستريح قليلاً ولكنه لم يري اي معالم للتعب علي وجهه فقرر مفاتحته في امر ما وصل الي والده وهو يتنحنح قائلاً :- احم .. السلام عليكم يابوي .
علوان وهو يعتدل ف جلسته :- وعليكم السلام ياولدي اجعد .
جلس صالح علي الكرسي المقابل لوالده وهو متوتر قليلاً ولا يعرف كيف يبدأ حديثه تنحنح صالح وهو يجاهد حتي لايظهر توتره امام والده :- بصراحة اكديه يابوي كنت رايدك ف موضوع .
علوان وهو يرمقه بنظرات متفحصة :- خير ياولدي !
صالح بثبات علي الرغم من توتره :- اني مش موافج علي الچوازة ديه .
نظر له علوان نظرة مرعبة تبث الرعب ف قلوب اعتي الرجال ثم قال بهدوء يشوبه نبرة مرعبة :- قصدك ايه ياصالح ؟ عاوز اتصغرني جدام الناس !
صالح بأسف :- لا يابوي لا عاش ولا كان اللي يصغرك جدام حد ....
هب علوان واقفاً وهو يضرب عصاه بالارض قائلاً بحدة :- الكلمة في البيت ديه كلمتي ياصالح مش كفاية اختك اللي هربت وكانت هتچبلنا فضيحة مايعلم بيها الا ربنا لولا ستر الله .
غضب صالح كثيراً من حديث والده وبالاخص عند ذكر سيرة حياة فقال بغضب لم يعد يستطع السيطرة عليه :- يابوي الكلام ديه ميرضيش ربنا واصل كيف يعني الكلام اللي هتجوله ديه ؟!
رفع علوان يده وهوي علي وجه صالح بصفعة قوية وهو يقول بحدة يشوبها التعب :- بتعلي صوتك عليا ياصالح ؟!
نظر صالح بصدمة لوالده ماذا فعل هل حقاً ضربه بعد ان وصل لعمره هذا يقوم بضربه كيف حدث هذا ولماذا حدث بينما صدم صالح علوان هو الاخر من فعلته ولكنه ابي ان يعترف بغلطه وفجأة شعر بالالم ف صدره وضع يده علي صدره وهو يتألم وعندما رآه صالح بهذا الشكل ركض نحوه ليسنده وهو يقول بخوف :- مالك يابوي فيك ايه ؟!
وقبل ان ينطق علوان بشئ وقع ارضاً وووو ....
************************************************
في الجامعة وامام كافيتيريا كلية اعلام جلسوا الثلاث فتيات سوياً حيث تبقي محاضرتين لكلاً من ندي وحياة ومحاضرة لاية وبعدها ستذهب كلاً منهم الي منزلها بدأت ندي الحديث قائلة بتعب :- ااااةة يانا ياما كان مالي ومال التعليم ياناس .
اية وهي تندمج معها :- اة ياختي اة ياما قولنا ان البنت ملهاش غير بيتها وجوزها محدش صدقنا .
حياة وهي تضحك :- ايوة انا امتحان دكتور ابراهيم بتاع الاسبوع اللي فات دة خلاني اقتنعت بالجملة دي .
ندي مكملة الحديث بمزاح :- يايويو ماهو وقت الامتحانات دة بيكون اكتر وقت البنت بتقتنع بيه ان ملهاش غير بيتها وجوزها .
اية بمزاح هي الاخري :- ايوة فعلاً انا فترة الامتحانات ببقا منزلة العرض دة عروسة وفوقيها خلاط هدية .
انفجروا ثلاثتهم من الضحك بعد هذا الحديث ثم قالت اية :- بقولكم ايه احنا لسة قدامنا ساعة ع المحاضرات الاخيرة ماتبدأ يلا ناكل عشان انا جعانة .
ندي :- وانا كمان جعانة .
حياة :- وانا برضه جعانة بس عايزة اروح الحمام الاول اغسل ايدي ووشي عشان حاسة اني عايزة انام وعايزة حاجة تفوقني .
اية :- خلاص انا هاخد ندي ونروح نجيب الاكل ونجيبلك قهوة بالمرة عشان تفوقي وانتي خلصي وتعالي .
ندي متذكرة شئ ما :- يس بقولك ايه ياحياة روحي الحمام اللي عند الجنينة الخلفية علي طول بيبقا رايق كدة عشان تلحقي تيجي تاكلي .
وافقتها حياة رأيها وذهبت كلاً من اية وندي ليحضروا الطعام بينما ذهبت حياة الي المرحاض الذي اقترحته ندي سارت حياة قليلاً حتي وجدت تلك الحديقة الخلفية وبالفعل وجدتها خالية من الناس حيث انها بعيدة قليلاً عن مكان المدرجات وقبل ان تدلف الي المرحاض وجدت فتاة تخرج فابتسمت لها الفتاة وردت لها حياة الابتسامة وبالفعل عندما دلفت الي الداخل لم تجد احداً اخر حمدت الله ان المرحاض غير مزدحم بالفتيات وقبل ان تلتفت لتغلق الباب وجدت يد تقوم بفتح الباب عليها وتكمم فمها ظلت تعافر مع تلك اليد ولكن هذا الشخص حاوطها من خصرها باليد الاخري ليعيق حركتها لتصبح سجينة بين ذراعيه واخيراً افلتها هذا الشخص قليلاً لكي تستطيع ان تلتفت وبمجرد ان التفتت وجدت الصدمة التي ارعبتها وو........
ف مبني ادارة امن الدولة :-
دخل جاسم الي المكتب عند آسر فوجده شارداً في ذكرياته ولكن الواقع انه كان شارداً في شئ اخر تنحنح جاسم قليلاً ليلفت انتباه ف نظر له آسر نظرة متفحصة لملامح وجهه فوجدها طبيعية للغاية ف ابتسم بخبث داخلي وقد ادرك ان حياة لم تخبره بشئ مما حدث فقرر شئ ف نفسه ....
جاسم بتساؤل :- ايه الابتسامة اللي علي وشك دي شكلك فرحان ماتفرحني معاك .
افاق من شروده علي صوت جاسم ف نظر له بانتباه وهو يقول :- هاا لا ابدا عادي افتكرت حاجة ضحكتني المهم انت عامل ايه !
جاسم بنبرة عادية :- الحمدالله المهم قولي انت ايه الموضوع اللي اتصلت بيا ونزلتني بسرعة كدة عشانه ؟!
آسر وهو يعود لطبيعته وبجدية :- ف معلومات جديدة وصلتني بخصوص قضية الانفجارات اللي حصلت من فترة ف المنتزه والكنيسة .
جاسم بجدية :- كان المفروض توصل النهاردة تحريات عن القنابل المستخدمة في العملية صح .
آسر بعملية :- ايوة صح وبعد التحريات والبحث في اماكن الانفجارات اكتشفنا ان القنابل دي مش بتصنع غير ولا بتستخدم غير ف المافيا الروسي والمافيا الامريكي .
جاسم بانتباه :- وطبعاً المافيا الامريكي اللي عابدين بيشتغل معاها من سنين السنين ثم صمت قليلاً ليكمل آسر كلامه قائلاً بتأكيد :- معني كدة ان عابدين في مصر وهو اللي ورا الانفجارات دي .
جاسم ببعض الذهول :- طب ودخل مصر ازاي اكيد بشخصية غير شخصيته والا كنا مسكناه من اول مانزل المطار .
آسر بجدية :- بالظبط كدة وهو اكيد مش غبي يعني عشان ينزل مصر بشخصيته حاجة زي دي كانت متوقعة .
جاسم بتساؤل :- طب وهنعمل ايه دلوقتي ؟!
آسر بشرود :- لازم نوصله ونعرف شخصيته اللي دخل بيها مصر او حتي اي معلومة توصلنا ليه .
جاسم :- متقلقش اكيد هنوصله المرادي ومش هيطلع من مصر خالص .
نهض اسر وهو يلملم اغراضه الشخصية فاستغرب جاسم قليلاً وسأله :- انت رايح فين ؟!
آسر باستعجال :- رايح مشوار وهخلص واجي .
جاسم باستغراب :- مشوار !! مشوار ايه دة اللي عندك وقت الشغل ؟!
آسر بخبث خفي :- مشوار ضروري ولازم اعمله .
ورحل قبل ان يترك فرصة لجاسم لكي يسأله في شئ اخر ..
************************************************
ف الجامعة :-
بعدذلك الوقت بساعة دلفت حياة الي المرحاض ووجدته فارغ كما قالت لها ندي وقبل ان تلتفت لكي تغلق الباب وجدت يد من حديد تفتح عليها الباب وتكمم فمها ظلت تعافر مع تلك اليد ولكن الشخص حاوطها من خصرها لكي يعيق حركتها لتصبح سجينة بين ذراعيه واخيراً افلتها قليلاً لكي تستطيع ان تلتفت وبمجرد ان التفتت له ورآت وجهه حتي شهقت برعب وهي تتخيل افظع السيناريوهات التي ممكن ان تحدث الان وظلت تنظر له بصدمة حتي سمعته يهمس ف اذنها بهمس كالافاعي :- هشيل ايدي من علي بوقك بس لو صوتك طلع وعملتي حاجة متلوميش الا نفسك .
لم تستوعب ماقاله فأعاد عليها الكلام مرة اخري بلهجة مرعبة اكثر فهزت رأسها بموافقة فازال يده من علي فمها فشهقت وهي تحاول ان تلتقط انفاسها الضائعة بينما هو ظل ينظر اليها بأستمتاع وهو يراها تجاهد لتلتقط انفاسها نظرت له بشراسة وعي تقول :- انت ازاي تعمل كدة ! وازاي دخلت هنا اصلاً ؟
آسر ببرود :- انا ادخل ف اي مكان عايزه براحتي ثم نظر لها بتفحص وجراءة قائلاً :- وبعدين عملت ايه انا لسة معملتش حاجة خالص .
ارتعشت من نظراته فهي حقاً تبغضها .. تبغض طريقته المخيفة معها .. هي ف الاساس تبغض وجوده بجانبها .. ظلت تنظر له بذهول حتي اخرجها من شرودها صوته وهو يقول ببطء متعمد حتي يرعبها :- عاملة ايه النهاردة ؟
التقطت انفاسها ثم حاولت السيطرة علي رعبها منه وهي تقول ببرود مصطنع :- اظن حضرتك مش جاي لحد هنا عشان تسألني السؤال دة ؟
آسر بأستفزاز :- حضرتك !! حلو الدور دة ؟
حياة بعدم فهم :- دور ايه بالظبط ؟
آسر بنفس الطريقة المستفزة :- دور ايه ! دور المحترمة .
اتسعت عيناها علي اخرها وهي تقول بصدمة :- انت تقصد ايه بكلامك دة ؟!
تجاهل اسر حديثها تماما وهو يقول ببرود :- مقولتيش يعني لجاسم اني ليكي عند الجامعة ايه عجبك الموضوع !
حياة بصدمة اكبر :- هو انت فاكر اني عشان مقولتش لجاسم علي اللي انت عملته معايا يبقا عاجبني الموضوع صمتت برهة ثم اكملت كلامها بعنف قائلة :- لا انا مقولتلوش عشان بس معملش مشاكل بين اتنين صحاب المفروض انهم عشرة عمر واكتر من الاخوات ومقولتلوش عشان انا ضيفة ف البيت دة والمفروض اني ضيفة خفيفة ومجبلهومش مشاكل ف حين ان حضرتك مش مراعي اني ضيفة ف بيت صاحبك ومش مراعي حرمة البيت دة كمان وبتعمل تصرفات سخيفة متليقش بواحد في سنك .
انهت كلامها وهي تحاول التقاط انفاسها بصعوبة بينما هو نظر لها نظرة اعجاب سريعة ولكنه اخفاها ببراعة وسرعة وتحولت نظراته الي شراسة خالصة وهو يقترب منها ببطء متعمد حتي يثير اعصابها بينما هي رأته يقترب منها فقالت برعب وهي تبتعد خطوة للخلف :- انت بتقرب ليه كدة ؟
ظل يتقدم منها وهي تتراجع الي الخلف حتي اصطدمت بالحائط خلفها وعندما رأها هكذا ابتسم بخبث وتقدم منها اكثر ولم يعد بينهم اي مسافة وضع ذراعيه حولها من الجهتين حتي يحاوطها فأصبحت بين ذراعيه تماماً بينما هي ارتعبت مما يحدث فرفعت ذراعيها لتضعها علي صدره لتبعده عنها ارتعش قليلاً عندما لامست يدها صدره ولكنه سيطر علي ارتعاشته بقوة بينما هي صدمت من فعلتها ولكن ماباليد حيلة فهي عليها ان تبعده عنها وهو لم يترك بينهما اي مسافة فقالت بارتباك وارتعاشة :- ابعد عني لو سمحت مينفعش تقرب مني كدة .
آسر متجاهلاً حديثها وهو يهمس ف اذنها بنبرة مرعبة :- صوتك العالي دة مسمعوش عالي كدة قدامي مرة تانية وطريقتك دي مشوفكيش بتكلمي معايا بيها خالص مفهوم ؟
نظرت له برعب من حديثه وطريقته بينما اقترابه منها بهذا الشكل رعب اخر فهمست ببعض الضعف :- انت عاوز مني ايه ؟
نظر لها من رأسها الي قدميها بنظرات جريئة وشهوانية وهو يقول :- انتي الظاهر كدة التلميحات مش نافعة معاكي طيب هقولهالك بصراحة انا عاوزك .
صدمة نزلت عليها كالصاعقة من حديثه وهو لم يرحم صدمتها وضعفها بل اكمل كلامه بنفس النبرة قائلاً :- وهديكي اللي انتي عاوزاه ها قولتي ايه ؟
صدمة .. ذهول .. رعب .. اشمئزاز ظلت تنظر له بكل تلك المشاعر المختلطة ولا تعلم من اين اتتها القوة لكي تدفعه بعيداً عنها بكلتا يديها ثم رفعت يدها وهوت بها علي وجهه بصفعة مدوية سمعت في ارجاء المكان وصرخت في وجهه قائلة ببكاء :- انت حيوان وزبالة ومعندكش ضمير منك لله ياشيخ .
وركضت الي باب المرخاض لتفتحه وهرولت الي الخارج بل خارج الجامعة بأكملها وهي تبكي وتشهق بينما هو ظل ينظر الي أثرها المختفي امامه نظرات غامضة مخيفة خالية من الرحمة ثم اتجه الي الخارج بخطوات ثابتة واثقة وهو يخطط ماعليه فعله الخطوة القادمة ....
************************************************
في فيلا عابدين :-
كان عابدين يجلس في حديقة الفيلا الخلفية حيث مكانه المفضل وهو يفكر ويخطط ماعليه فعله مع آسر فهو يجب عليه ان ينتقم منه ويحرق قلبه كاد ان يتذكر ماحدث سابقاً ولكن قطع عليه حبل افكاره احدي الخدم وهو يخبره بوجود رجل يدعي مسعد ف امره عابدين ان يدخله علي الفور دلف مسعد الي الداخل وهو يقول :- جبتلك المعلومات الجديدة ياباشا .
عابدين بخبث :- المهم تكون معلومات تستاهل يامسعد .
مسعد بنفس الخبث :- تستاهل ياباشا اكيد دة انا مسعد .
عابدين :- طب قول يامسعد .
مسعد بتركيز :- الظابط اللي سعادتك مكلفني اراقبه مرحش ف حتة النهاردة غير الشغل عادي بس عيونا اللي في الادارة عنده بلغتني ان هو جاله النهاردة تقرير التحريات عن انواع القنابل اللي حصل بيها الانفجارات الاخيرة لكن محدش عرف ايه اللي في التحريات دي لان محدش فتح التقرير وشافه غيره ياباشا .
عابدين بتفكير :- مممم كمل يامسعد .
مسعد مكملاً كلامه :- بس النهاردة ياباشا ف بداية اليوم كدة خرج من شغله وراح عند الجامعة بتاعت البت اللي قابلها قبل كدة هناك بس المرادي دخل جوة ومعرفتش ايه اللي حصل بينهم .
عابدين بانتباه :- وعرفت حاجة عن البنت دي ؟
مسعد :- طبعاً ياباشا البت اسمها حياة علوان المهدي ولما دوارنا وراها عرفنا انها من الصعيد وهربانة من اهلها ليلة فرحها .
عابدين بصدمة خفيفة :- هربانة من اهلها ليلة فرحها .
مسعد مكملاً :- ايوة ياباشا وهي دلوقتي عايشة ف بيت الظابط اللي اسمه جاسم مع اخته لانه صاحب اخوها .
عابدين :- وبعدين
مسعد :- دة اللي عرفته عنها ياباشا . واللي عرفته عن بنت عمته اللي سعادتك امرتني اراقبها ان هي عايزة تتجوزه عشان فلوسه ومركزه بس هو مش مديها وش خالص ودلوقتي انا فضلت وراه لحد مرواح بيته ومراحش ف اي حتة تانية وسيبت واحد من رجالتي تحت بيته عشان لو حصل اي جديد تؤمرني بحاجة تانية سعادتك .
عابدين بشرود :- لا يامسعد روح انت .
شرد قليلاً بعد رحيل مسعد وهو يقول :- حياة .. چيرمين
ثم ابتسم ابتسامث خبيثة وهو يعلم ماهي الخطوة القادمة ..
************************************************
ف منزل جاسم :-
دلفت اية الي المنزل وهي تتسائل ماذا حدث لكي تذهب من الجامعة بمفردها وبتلك الطريقة دلفت الي الغرفة وجدت حياة متكورة علي نفسها في فراشها لترتعب اية من منظرها اقتربت منها علي الفور واسندتها حتس تعتدل من نومتها فوجدتها تبكي ففزعت اكثر من منظرها هذا وهتفت برعب :- ف ايه ياحياة مالك ؟!
ظلت حياة تشهق وتبكي بصوت عالي ونحيب ولم تجيبها فأخذتها اية بين احضانها حتي تهدأها قليلاً لكي تستطيع ان تستوعب ماالذي حدث لها ظلت تقرأ لها بعض الآيات القرآنية حتي هدأت واستكانت وبالفعل نامت حياة بين احضان اية ووجهها يغرقه الدموع تركتها اية نائمة ثم نهضت لكي تبدل ملابسها ثم خرجت خارج الغرفة لكي تجهز الغذاء فوجدت جاسم يفتح باب المنزل ليدلف الي الداخل القي السلام عليها ولاحظ تغيير ملامحها فسألها قائلاً :- مالك يااية شكلك مضايقة من حاجة ؟!
اية بحزن طفولي :- ايوة زعلانة ع حياة .
جاسم بتوجس يشوبه القلق :- مالها حياة ؟
اية بحزن :- مش عارفة كانت معانا ف الجامعة وقالت رايحة الحمام وبعدين اتأخرت ف اتصلت بيها وقالتلي انا مشيت وكانت بتعيط ولما جيت البيت كانت منهارة فعلا من العياط فضلت اهدي فيها شوية واقريلها قرآن لحد مانامت .
جاسم باستغراب :- طب مايمكن حاجة حصلت ف الجامعة وانتو قاعدين ضايقتها .
اية بتفكير :- لا ابدا محصلش حاجة خالص دة احنا كنا بنهزر ونضحك عادي والله .
جاسم بحنان وهو يربت علي رأسها :- طيب ياحبيبتي شوية كدة وهتصحي وهنعرف مالها وان شاءالله مفيش حاجة وحشة .
اية باابتسامة خفيفة :- ان شاءالله ياحبيبي . هحضر الغدا بسرعة عشان اكيد جعان .
ثم ذهبت لكي تحضر له الغذاء بينما هو دلف الي غرفته لكي يغير ملابسه وهو يفكر ف سبب بكاء حياة ومالذي حدث معها .....
************************************************
ب البلد :-
اسدال الليل ستائره واظلمت الشوارع في البلدة وفي بيت علوان المهدي كانت حسنية والدة حياة تنتحب وتبكي بعد ماحدث لزوجها ليربت عليها علي وهو يقول بحزن :- اهدي ياامي الله يخليكي انتي صحتك مش هتستحمل كل دة .
حسنية ببكاء وحزن :- شوفت ياولدي اللي حوصل لابوك كان هيروح من وسطينا .
علي بحزن :- بعد الشر عليه ياامي متقوليش كدة .
حسنية بنحيب :- كان مستخبيلنا فين دة كله بس ياربي ليه ياحياة يابتي تعملي فينا اكديه .
صالح متدخلاً في الحوار عندما استمع لاسم حياة فاستشاط غضباً قائلاً :- متجبيش سيرة الفاچرة ديه تاني ياامي بكفايانا اللي چانا من ورا عملتها .
بكت امه اكثر فتحدث علي بحنق :- مش وقته الكلام دة ياجماعة خالص احنا ف ايه ولا ف ايه .
صمتوا جميعاً لعدة دقائق ثم استمعوا الي صوت علوان وهو يقول بتعب ووهن :- صالح ياولدي .
لبي صالح نداء والده وذهب ناحيته وهو يقول بقلق :- نعم يابوي اؤمرني .
علوان بضعف :- هتتمم الچوازة ياولدي وترفع راسي جدام الناس .
نظر له صالح بعجز وقهر وهو يفكر لو لم تهرب حياة لم يكن سيحدث كل هذا هو يريد ان يقتلها حقاً فلقد تحولت حياته الي جحيم هو واهله بسببها نظر لوالده نظرة تحمل كل معاني العجز والقهر وقال :- حاضر يابوي امرك ..
