أخر الاخبار

رواية جبروت الفصل الخامس عشر 15بقلم أسماء ربيع أبوشادي

 

رواية جبروت

الفصل الخامس عشر 15

بقلم أسماء ربيع أبوشادي

 


ريتال بهدوء  : ماتبكيش.

فتحت عينيها وشهقات بكائها تزداد وانفاسها تكاد تنقطع 

ريتال بأسلوب نادراً ماتتحدث به : موجوعة أوي؟

ليله بصعوبة: م مش قا قادرة ا ت ن ف س صدري بي وجع ني.

ريتــال بألم و صوت مشحون بالتعاطف : صــدرك مــش بيوجعــك (وأشـارت بأصبعهـا إلى  قلبهـا حتـى انهـا وضعتـه فوقـه بقـوة ) وجعـك هنـا صـح؟

أماءت لها ليله ببكاء: ظلموني.

ردت عليها  بيقين : الله يراهم و ليس بغافل عن ظلمهم.

قالت لها بكل الخوف الذي تشعر به : بقيت لوحدي هروح مكان ماليش فيه حد.


ريتـال بأبتسـامة و دمـوع سـجينة بـين جفونهـا: اللـه أقـرب إليكي مـن حبـل الوريد.


أخبرتها : تعبانة اوي ، انا ماقدرش أعيش من غير أهلي .

ريتال: بعد العسر  يسر وسوف يعطيكي ربك حتى ترضي.

اشتد بكائها : أنا بموت ، حاسة روحي بتطلع.


تنفست بعمق تحاول طرد ذكرى الموقف المماثل  : وعسى أن تكرهي شيئا وهو خيرا ليكي .


اخـذت ليلـه تـردد بدمـوع و بـكاء شـبه هيسـتيري: وعـدني هيقـف جنبـي وعـدني هيصـوني  ويشـيلني في  عينيـه وكان هـو القاضي والجـلاد عليـا ، حبيتـه و وثقـت فيـه وحسـيته جـزء مـن روحـي ، ( ثم دافعت عن نفسها و كأنها متهمة بين قضبان ) أنـا ماعملتـش اي حاجـة ومـا اذتـش حـد.

اخذت تُرتبت على قدمها برفق  : قولي  حسبي الله ونعم الوكيل.


ليلـه بحرقـة : حسـبي اللـه ونعـم الوكيـل، حسـبي اللـه ونعـم الوكيـل ( وبأختناق و عيون جاحظة من الخوف أكملت ) كانـوا  عايزيـن يقتلـوا اخويـا والـلي هـو مالهـوش ذنـب فـأي حاجـة.


طمأنتها قائلة  : قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا.

هزت رأسها تأكيدا منها على اجابتها وعبرت عن صدمتها : أنـا مـش مسـتوعبه، كل اللـي بيحصـل ، دا كله فـوق طاقتـي، انا فين و رايحة فين و هعمل ايه و ازاي ،،، (و أشتد بكائها ) أنـا مـش قـادرة اسـتحمل و روحـي بتطلـع مني.


ريتال: قولي  لا حولا ولا قوة الا بالله.


ثـم اقتربت منهـا وجذبـت رأسـها وضمتهـا إلى  صدرهـا وتركتهـا تبكـي ، وبالفعـل بكـت كثيرا،بكـت حتـى ظنـت ان دموعهـا جفـت انتحبـت وعـلا صـوت شـهقاتها حتـى جذبـت بعـض الانظـار إليهـا، ولكـن بالنهايـة ... هـدأت .. و هدأن أمـواج عينيهـا الزرقـاء. 


رفعـت وجههـا مـن أحضانهـا ونظـرت إليهـا بأمتنـان شـديد و اطمئنـان لهـا رغـم انهـا إلى  الان لم تعـرف مـن هـي ولا حتـى اسـمها 


ريتـال بأبتسـامة حنونـة : انـا ريتـال ، ريتـال شريف   المهـدي بـدرس الطـب في جامعـة نيويـورك.


ليله بخفوت: أنا ليله.


ريتـال وهـي تمسح لهـا دموعهـا بيديهـا: الرحلـة لسـه طويلـة وادامنـا وقـت طويـل اوي،  ايـه رأيـك تطلعيلي كل الـلي فقلبـك وتشـاركيني همومـك.


ليله بخجل: أنا آسفة أنا ازعجتك و......


قاطعتهــا ريتــال : بــصي بما انــك بكيتــي فحضنــي وأنــا مســحت دموعــك وقولتلــك اســمي، فانتــي خــلاص بقيتــي أختــي واتدبســتي فيــا رســمي، وهخنقــك منــي طــول مــا انتــي بنيويــورك دا إذا كنتــي هتســتقري فيهــا يعنــي، وإذا تقبـلـي وحتــى لــو مقبلتيــش دا خــلاص إجبــاري.


ليله بدموع: أنا مش عارفة اقولك ايه.


تجاهلت معنى العرفان في كلماتها و طلبت منها بأصرار : قوليلي كل حاجـة ، ابتـدي مـن البدايـة لحـد اللحظـة الـي قعـدت جنبـك فيهـا 


وقـف بطريـق المطـار ينظـر عاليـا في  السـماء إلى  تلـك الطائـرة التـي تحلـق بهـا 


بـدر بدمـوع: غصـب عنـي يـا حتـة منـي واللـه فراقـك غصـب عنـي ماقدرش 


أكـون أناني  واخليكي جنبـي وتتعذبي ادام عينيــا ، كان لازم ابعـدك عــن كل الـلي بيحصـل وعشـان تشـوفي  مسـتقبلك ، مكنش ينفع اسيبك هنا تموتي  بالبطيـئ ،أنـا عـارف اني همـوت فبعدك ، بـس كمـان متأكـد انـك هتنجحـي وتبقـي حاجـة كان لازم أبقــى ادامــك كــدة علشــان ماتضعفيــش وتتحــدي نفســك وتتخطــي الــلي حصـل ،،( تنهد بألم و تنفس بعمق لتخرج منه انفاس حارقة من نار فراقها الذي بدء للتو )  انتـي لسـه سـيباني لكـن وحشـتيني ، وحشتيني  ياللـي غيبتـي عـن عينـي ،، قلبـي بيوجعنـي عليكي وبيوجعنـي اكتـر لأن  ماكنـش في  أيـدي حاجـة اعملهـا علشـانك كان نفـسي أخـدك فحضنـي وأقولـك تعالي نهـرب مـن الدنيـا كلهـا  بـس انـا عـارف ان ده مـش وقتـه ولا ينفـع ( و أكمل بيقين ) اوعـدك هترجعي  لحضنـي تاني ) و أزال دمعتـن سـقطوا مـن عينيـه وقـال بثقـة وتصميـم ) هترجعي لعشـك يـا عصفـورتي .


*** 


على بُعــد عدة أمتــار منــه؛ كان يركــض بين الزحــام وهــو ينظــر حولــه لــكل الوجــوه لعله  يــرى وجههــا بينهــم ، يريــد فقــط رؤيتهــا قبــل أن ترحــل .

 نظـرة واحـدة فقـط ، الا يحـق لـه ذلـك؟ هـو أصبـح كلـه ملكا لهـا ٱلا يحـق لـه أن يراهـا قبـل أن تغـادر إلى  تلـك البـلاد البعيـدة؟

تبـاً لهـا جامـدة المشـاعر تلـك ، ٱلا تشـفق على عاشـق يتذلـل إلى  نظـرة مـن عينيهـا فقـط.. صبـرا صبـرا صـبرا سـوف يـأتي اليـوم الـذي تصبحـين بـه ملـكي ، وامتلــك قلبــك وعقلــك كمــا امتلكتــي قلبــي وعقـلي ( تنهد بأشتياق )وســوف امتلــك ذلــك الجسـد الجـذاب و سـيصبح جسـدي ملـكك أيضـا إلى  الابـد لا تمسه امرأة سواكِ .... 


جلـس على أحـد المقاعـد بأحبـاط بعــد ان تأكـد أنهـا قـد رحلـت، وصـار يلــوم نفســه لانه لم يعلــم مســبقا أنهــا تخطــط للرحيــل، هــو لم يكــن ليمنعهـا ولكـن هـذا يعـد تقصـراً منـه ومـن الاوغـاد الـذي عينهـم لمرافقتها خـارج القصـر، تبـا لهـم لـن يرحمهـم على ذلـك التقصير، فقـد خـسر فرصـة رؤيتهـا قبـل الرحيـل.


في  الشرقية  بالمشـفى الـذي يرقـد بـه مـروان؛ تجلـس خـارج الغرفـة وهـي تســبح اللــه كثـيـرا وعيونهــا ذبلــت مــن كـثـرة البــكاء حـسـرة على فلــذات كبدهـا، ابنهـا الـذي يرقـد أمامهـا لا يشـعر بمن حولـه وابنتهـا التـي أصبحـت بمـكان لا تعلمـه، بعيـدا عنهـا وقـد اُجبـرت على ذلـك وهـم تقبلـوا مـا حدث قهــراً ولكــن احتســبوا ذلــك عنــد اللــه.. نظــرت إلى  ولدهــا بأمعــان وقــد شـعرت بشـئ مختلـف بـه وفجـأة لاحزت تحـرك يـداه قليلا وأيضـا جفونـه ودققـت بحركـة شـفتيه وكأنـه ينـادي أحـد، لم تسـتطع المقاومـة و اتجهـت إلى  ذلـك البـاب الـذي يحـول بينهـا وبينـه ودخلـت مسرعة إليـه ..


أم مروان بدموع: مروان...يا قلب امك سامعني...حبيبي رد عليا.


مروان بخفوت وبطء: أمي.


ردت عليه و دموع اللهفة تتساقط من عينيها : قلب امك وحبيب امك يا سند امك اســتنى لحظــة هنــادي الدكتــور (وركضــت خارجــا وهــي تنــادي بأعلى صوتهــا على الاطبــاء والممرضــات )


 أتـوا الاطبـاء وطلبـوا منهـا الانتظـار بالخـارج ودخلـوا لـكي يقومـوا بفحصـه  ولكـن هـو لـن يسـمح لهـم بـأن يقومـوا بعملهـم جيـدا وهـو يسـأل عـن زوجتـه بلهفـه رغـم انـه اا يسـتطيع النطـق جيـدا وحتـى الرؤيـة مشوشـة امام عينيه 


مرت الايــام بطيئــة للغايــه وهادئــة إلى  حــد الاكتئــاب، القلــوب مجروحــة و الاروح تتألم فالــكل أصبــح يعــاني، والفــراق صــار داء أصــاب كل الاحبــة ... 

مـروان لم يتقبـل خبـر وفـاة زينـة وبالاسـاس حالتـه لم تتحسـن  ابـدا وبعـد ان كان ينطـق بصعوبـة أصبـح لا يتحـدث ابـدا ولا يبالي لأحـد أو شـئ وسـمح لـه الاطبـاء بمغادرة المشـفى فهـو أصبـح بصحـة جيـدة ولكـن مـا يؤثـر عليـه هـو العامل النفسي ، سمحوا له ب إكمـال علاجــه بالمنـزل، وعنـد عـودته وزيـارة 


بعـض الاقـارب والمعـارف لـه علـم بما حـدث مـع شـقيقته بالتفصيـل ، هو كان يسأل عنها و يستغرب عدم رؤيتها ولكن لم يكن يعلم شيء ، زادت حالتـه سـوء وعزلـة ، هو لم يكن يعرف ما حدث ولم يسأل عن ما حدث و لم يسـأل أحـد، حتـى لم يحـاول الاستفسـار فصدمـة  فقـدان زينـة كانـت تكفيـه مـع سـوء حالتـه الصحيـه ولكـن بعـض النـاس لا ترحــم.. وكُثــر هــم الشامتين ، لم يراعــوا زيــارة المريــض وأنــه لا يســتطيع التحـدث ولكـن صـاروا يتحدثـوا بـكل شـئ أمامـه  وكأنـه جمـاد لا يشـعر، ُصـدم هـو ممـا سـمع وتركهـم وكاد يذهـب إلى  منـزل عائلـة الشرقاوي ولكن منعـه أبـاه بالقـوة حتـى انهـار بين يديـه و اشـتد بـه المـرض مـرة اخـرى 

وصـارت حالتـه الصحيـه أسـوء واسـوء و حتـى لم يعـد يتحـرك بشـكل جيـد وأصبـح يحتـاج لمساعدة في  المـشي لعـدة خطـوات ... 

أمـا بـدر فأصبـح يعيـش على الذكريـات فقـط يقـوم مـن نومـه مبكـرا وهـو يتخيـل أنهـا باحضانـه و يذهــب إلى  عملــه ويعــود إلى  غرفتهــم لـكـي يســتقبله طيفهــا ، منــع الخـدم مـن دخـول غرفتهـم الخاصـة حتـى نظافتهـا أصبـح هـو يتولى ذلـك بنفســه، ولم يعــد ذلــك الوجــه المبتســم على الدوام  ولحيتــه التــي كادت تكــون منعدمـة اصبحـت طويلـة بشـكل كثيف وصـار يتحمـل لـوم والدتـه على موافقتـه سـفر زوجتـه وأنـه بذلـك قـد عصاهـا، يظـل يسـتمع إليهـا في  صمت ويتقبـل نظـرات والـده الغاضبـة ونظـرات النـاس مـن حولـه تلـك النظـرات المسـتنكرة، كيف لرجـل ان يسـمح لزوجتـه بالسـفر إلى  بلـد أجنبـي لتـدرس ، وبالنسـبة لهـم ذلـك القـرار عـارعلى الرجولـة،

 أمـا عن ليلـة

 سـاعدتها ريتـال لكـي تسـتقر بالسـكن المخصـص لهـا والـذي يخـص منحتهـا ولكـن هـي ظلــت دائما نائمة على الفــراش بغرفتهــا وريتــال لم تضغــط عليهــا فهــي 


تريدهــا ان تأخــذ الوقــت الــكافي  لكــي تحــزن على ماحــدث معهــا ومــع عائلتهـا، ولكـن مايهـون على ليلـه ولـو قليـلا هـي تلـك الشـعلة الحماسية المشـاركة لهـا بنفـس الغرفـة ... ماريـا، تلـك الفتـاة أباهـا مسلم من اصـول عربية و والدتهـا امريكية ولكـن انفصلـوا وهـي بالثامنـة مـن عمرهـا 

ماريا  تتحـدث باللهجـة المصريـة لأن المربيـة التـي كانـت تهتـم بهـا منـذ والدتهـا مصريـة الاصـل حتـى صديـق طفولتهـا وحبيبهـا عـادل المصـري وهـو ابـن المربيـة الخاصـة بهـا وهـي الان تـدرس القانـون الدولي بجامعـة نيويـورك .


أمـا ريتـال فعـادت لدراسـتها وعملهـا وأصبـح لديهـا واجـب يومـي تقـوم بـه  وهـو الذهـاب إلى  ليلـه لـكي تطمـئن عليهـا و وجـود ماريـا مـع ليلـه بنفـس الغرفــة يشــعرها بالاطمئنــان قليـلا عليهــا فــإذا حــدث شــئ ســوف تكــون هـي معهـا بنفـس الغرفـة وأيضـا تقـوم بالاتصـال بهـا فـورا كما اخبرتهـا ، بالطبـع لم تثـق بهـا بسـهولة ولكـن هـي علمـت عنهـا مـا يجعلهـا تتقبـل وجودهـا مـع ليلـه بمـكان واحـد


دخلـت إلى  الغرفـة وهـي تقـوم بفتـح النافـذة والسـتائر، وقامـت بسـحب 


الغطـاء عـن تلـك النائمة بفراشـها..


ريتــال بلهجتهــا الانجليزيــة: اســتيقظي يــا فتــاة فقــد انتهــى وقــت النــوم والبــكاء على الاطلال وحــان وقــت الاجتهــاد.


ليله بخمول: ايه يا ري ري اقفلي الدنيا برد جدا.


ريتــال وكأنهــا تعامل ابنتهــا أو شــقيقتها الصغيــرة رغــم أن فــارق العمــر بينهـم لا يتعـدى الثلاث سـنوات: قومـي يـا لي لي بـلاش كسـل  كفايـه عليكي كـدة، وراي٣ك حاجـات كتيـر.


ليله بأستغراب: حاجات ايه؟


ريتــال: أولا عنــدك مقابلــة عمــل في  مكتــب خبـيـر اقتصــادي قريــب مــن الســكن  والجامعــة ومناســب جــدا وفي  زمايــل عــرب وأجانــب هنــاك  وهترتاحي معاهـم وكمـان هتسـتفيدي خبـرة كبـيرة مـن هنـاك لأنه بيشـتغل بالمكتـب ده أفضـل خريجيـن مـن كليـة الاقتصاد والعلـوم السياسـية وكمان  صاحب  المكتـب دكتـور بالكليـة ومـن الاسـاتذة الكبـار بالمجـال وانتـي وشـطارتك لازم تسـتفيدي مـن الشـغل ده بـكل طريقـة .


ليله بذهول: واو، (ثم قالت بتوتر ) بس تفتكري هيقبلوني هناك؟


ريتــال بثقــة: أيــوة ملــف دراســتك وابحاثــك و تفوقــك لدرجــة منحتــك  للدراسـة هنـا يأهلـوكي انـك تكسـبي الشـغل ده،( وأكملت بقليل من المكر )  الدكتـور ده صديـق دكتــور جــاك وهــو الـلـي كلمــه عنــك وحــدد المقابلــة، وبعدين انتي لازم يكــون عنــدك ثقــة بالنفــس كبـيـرة ماتســمحيش لحــد يقلــل مــن شــأنك ابــدا.


ليلـه بامتنـان: حـاضر ... شـكرا يـا أطيـب صديقـة وأخـت في  العـالم، انتـي نعمـة مـن ربنـا في  حياتي ودخلتـي في  الوقـت المناسـب.


ريتــال: كلامك  متناقــض وده مــش مصلحتك ابــدا، قولتــي إني اختــك وانتـي بتشـكريني والاخـت مـش محتاجـة شـكر مـن اختهـا،( تحدث بعملية و اكتسب صوتها قليلا من الجدية ) انتبهـي على كلامك  هنـا كويـس جـدا ونسـقي كل حاجــة في عقلـك الاول سـواء بالعمـل أو الدراسـة أو التعامل مـع النـاس، وحاولي على اد ماتقـدري تسـتغلي كل حاجــة لصالحلــك واتعلمــي مــن كل كلمــة أو حتــى حــرف يتقــال ادامــك، والنـاس انتبهـي جـدا لتعامـلك معاهـم ويكـون بحـذر، في منهـم هيفيدك وفي اللي هيـضرك وفي  اللي لا هيفيدك ولا يضـرك ، النوع الاول تمام أما التاني احذري منهم والنوع التالـت منهم تجنبيهـم مالهمـش أهميه.


ليله بأستغراب مرح: انتي عايزاني ابقى مصلحنجيه 


ريتـال بجديـة: لا أنـا بفهمـك أسـلوب الحيـاة هنـا والـلي اذا فهمتيـه كويـس هتقـدري تعيـشي بسـهولة.


ليله: طيب مقابلة الشغل أولا، وثانيا؟


ريتـال: دراستك ك ونبتـدي البحـث عـن طـرق وأماكـن تقـدري تسـتفيدي منهـا بشـغلك و دراسـتك .


ليله: انتي جاية النهاردة غير كل يوم خالص.


ريتــال بهــدوء بعــد ان جلســت بجانبهــا على الفــراش: النومــة دي والبــكا والتحــسر على اللي كان مــش بيفيــد ، انتــي هنــا إذا ماقدرتيــش تثبتــي وجــودك مــش هتقــدري تعيــشي أو هتبقــي شــفافه في  نظــر الــلي حواليكي وفي  الحالتـيـن خسرانـة، مـش بقولـك انـسي الـلي فـات بس عايزاكي تاخديه دافع علشان تبقي اقوى و تعرفي تستردي حقك  .


ليله بدموع: تفتكري هقدر .

ريتال بثقة : خلي عندك يقين في الله ، وهـو أمـره كلـه خيـر وخـلي ظنـك انتـي كمـان خيـر ربنـا قـال أنـا عنـد ظـن عبــدي بي 


ليلة : والنعم بالله 

ريتــال بجديــة وعــوادت الحديث  بالانجليزيــة: هيــا يــا فتــاة فــلا وجــود لإضاعة الوقــت هنــا.


ليلــه وهــي تمسح دموعهــا وتتحــدث بالانجليزيــة أيضــا : مفهوم  دكتــورة تـالا.


عـادوا مـن الخـارج بعـد يومـاً شـاق ولكـن مثمـر فقـد تم قبـول ليلـه بالعمل


و قامــوا بالذهــاب إلى  الجامعــة ثــم الذهــاب لـشـراء بعــض الاحتياجــات لليلـه دخلـوا إلى  الغرفـة ولكـن....


الفصل السادس عشر

دخلـوا إلى  الغرفـة ولكـن تفاجئـوا بجلـوس ماريـا أرضـا تسـتند بظهرهـا على الفـراش وتدفـن رأسـها بين قدميهـا وتبـكي بصوت مسـموع


ليله بفزع: ماريا مالك بتبكي ليه؟


لم تـرد عليهـم وإنـما اسـتمرت بالبـكاء فأقتربت منهـا ريتـال ورفعـت وجههـا ونظـرت إلى  اثـار البـكاء 


ريتـال بلهجـة انجليزيـة دائما مـا تتحـدث معهـا بهـا رغـم انهـا تعلـم أنهـا تتقـن العربيـة: لا تخفضـي رأسـك وكُفي عن البكاء .


ماريا بالانجليزية أيضا: اتركيني أبكي تالا فقد اختنقت.


اقتربت منهـا ليلـه وهـي تُربـت فـوق ظهرهـا: اهـدي بـس وقولي  بتعيطـي ليه .


ماريــا باللغــة العربيــة بلكنــة مختلفــة : تعبــت كتيــر تعبــت خــلاص مــش قــادرة أكمــل في  الحيــاة.


ريتال بهدوء: اهدي ماريا وبطلي بكى علشان نفهمك.


ماريا: عادل خاصمني.


ليله بأستغراب: مين عادل؟


جاوبتها ببكاء : هو كل حياتي وماعنديش حد غيره هموت لو بعد عني.


ريتـال بملـل: يـا اللـه حبيبتـي لو سمحتي  وضحـي ايـه وصلـك للحالـة دي  علشان نعرف  نسـاعدك لو نقدر .


ماريـا وهـي تجفـف دموعهـا بيديهـا: أيـوة عايـزة اتكلـم  أنـا أحتاج  حد يسـمعني قبل ما اموت .


ليله: بعيد الشر عنك احنا معاكي احكي .


ماريـا: قولتلكـم أنـه بابـا عـربي لبنـاني هـما حبـوا بعـض و اتجـوزوا، وعيلـة بابـا كانـت ضـد الجـواز بـس بابـا مـا اهتـم، وبعديـن انـا جيـت الـدنيا ومـن وقـت ماكبرت  وهما  دايمـا مختلفين ، مـا كان ليا غيـر عـادل، 


ريتال : ايوة مين عادي بقى 


ماريا بنظرات ولهانة :عـادل يبقـى حبيبـي وصديـق طفولتـي وكل شـئ في  حيـاتي ، هـو ابن الـدادة يلـي كانــت بتســاعدني هنــي مصريـيـن وبابــا اختارهــا عشــان اقــدر أنــا اتكلــم عـربي منيـح وأنـا كنـت بحبـا كتـير، وكـبرت وعـادل معـي وحبـه بيكـبر بقلبـي ّ حتــى انــه علمنــي كل شئ، دايمــا لازم اتكلــم معــاه مصــري وعــربي وهــو كان بيعلمنــي اشــيا كتيــر و مــا احكــي مــع شــباب ولا اقــرب منهـم وأنـه احنا مختلفيـن وانا مسلمة و مختلفة عن الباقيين ، باختصـار كل الـلي كان مفـروض بابـا يعلمنيـاه اتعلمتـه منـه هـو، و بقـى كل شي في  حياتي ، بابا وماما  انفصلـوا ورجـع بابـا لبلـده وتركنـي مـع مامـا والمربيـة واكتفـى بأنـه يبعـت مصـاري كتـير وبـس واتجـوز واحـدة مـن بلـده وخلـف ولاد تانـين ونسـيني، أنـا ماكنـت بشـوفه غـير أيـام بالسـنة و مامـا كـمان اتجـوزت حـدا شـبهها مـن دينهـا وهـو رفـض أعيـش  معاهـم وكنـت لوحـدي مـع مربيتـي وعـادل ومـن سنتين ماتـت الـدادة يلـي كانـت هـي امـي مـش بـس مربيتـي حزنـت عليـها كتـير، وحسـيت اني رح مـوت بعدهـا لكـن عـادل برغـم حزنـه على امـه الا انـه وقـف معـي وسـاعدني اتخطـى وفاتهـا زي ماسـاعدني وأنـا طفلـة اتخطـى انفصـال عيلتـي وبعدهـم عنـي، وكان يشـجعني أنجـح واتفـوق ومـا اتأثـر بـشي، ( وارتفع صوتها بحرقة ) ولمـا كـبرت و بقيـت انسـانة واعيـة وناجحـة بحياتي واخـترت يلـي وقـف معـي ودعمنـي بالحيـاة جايين بيعترضوا وبابـا بيقـول بـدك ترتبطـي بابن الخدامــة ونـسـي أن الانســانة الميتــة الــي بيقــول عنهــا خدامــة هــي اللـي بقيـت معـي في  نفـس الوقـت الـلي هنـي تركـوني فيـه وماتخلـت عنـي بعدهم ، هـي وعـادل عوضـوني عنهـم، و بيلومـوني هـو ومامـا وبيقولـوا بقيتي  مثقفــة ومابيليــق فيـكـي، نســيوا أن إذا أنــا بقيــت ناجحــة هيــك فبيكــون بسـببه هـو وامـه وبدعمهـن الي اللي مايتقـدر باموالهم.


ليله: حبيبتي اهدي ماتنفعليش بس.


ماريـا بشـهقات وبـكاء شـديد: هددني ومنـع عنـي الفلـوس وخـد عربيتـي وقالي  ابعـدي عنـه و ارجعلـك كل حاجـة تاني ( ثـم أضافـت بحرقـة وبلهجـة لبنانيـة ) ليـش ابي بيعمـل معـي هيـك؟ 


ريتـال بجديـة زائفـة: طيـب لحظـة هقاطعـك ممكـن تتكلمـي معانـا بلهجـة  واحـدة انـا بفصـل منـك كـدة ، رحزيعلشان اقدر اركز معاكي ،


نظــروا إليهــا بأســتغراب وسرعــان مــا ضحكــوا رغــم أن الدمــوع تنــزل مــن اعينهــم 


ليله بضحك: يا بنتي احنا في  ايه ولا ايه ؟


ريتـال: لا مـا احنـا لازم نركـز بقـى يـا تتكلـم لبنـاني يـا مـصري يـا تختـصر وتتكلــم امريــكي وتريحنــا ، عرفنا أن ابوها لبناني و امها امريكانية و مربيتها مصرية فمش لازم تتكلم زي التلات دول .


ماريــا بضحــك وقــد تناســت حزنهــا قليـلا: مــا صدقــت أن مصريــة تعيــش معايـا بالسـكن تيجـي تقولي  اتكلـم امريـكي (ونظـرت إلى  ليلـه ) فكـرك انتي جيتـي معايـا بنفـس الغرفـة صدفـة؟ لاااااء، انـا لمـا عرفـت مـن المشرفة انـه جـاي بنـت مصريـة بالسـكن اصريـت تكـوني معايـا انـا بنفـس المـكان.


ريتال بمرح : أيوة اعترفي ، كنتي مخططة لكل ده من البداية.


 ليلـه: اه، بتسـتغلنا عشـان مصريـين زي حبيـب القلـب بـس ماحكتيـش ليا عنـه مـن يـوم مـا جيـت السـكن.


ماريــا بنظــرات ســاخطة: على اســاس انتــي بتتكلمــي ، انتــي دايمــا نايمـة بالفراش لدرجـة ندمـت اني اخترتـك معايـا في الغرفة، ناقصـة اكتئـاب القصة .


ريتال بشهقة مصطنعة: ايوووووة عقدتي البنت يا ليله.


ليله بحنق: على  اساس مين اللي قاعدة بتبكي و تنوح بقالها ساعة دلوقتي.


ماريـا: سـاعة ببـكي سـاعة واحدة ،  مـش طـول الوقـت ، ماقـدرش أبـكي اكتـر مـن سـاعة بمـوووووت الحـزن بيقتـل يـا بنتـي.


ليلــه بتنهيــدة: ماحــدش بيحــب يكــون حزيــن بتجبرنا الحيــاة اننــا نحــزن ونغـيـر طباعنــا.


ردت ريتال بتثميو إرادة : يبقى  زي مــا هــي اجبرتنــا على تغيـيـر بعــض صفاتنــا احنــا كـمـان نجربهــا على تقبــل صفــات تانيــة وطبــاع تانيــه.


ماريا: أيوة فيلسوفة تالا.


ريتال: دي فلسفة الحياة إذا جهلتوا بيها ضعتوا. 


ماريا: وايه هي الفلسفة دي من وجهة نظرك؟


ريتـال : إذا وقعـت أقـف مـرة تانيـه بـس بهـدوء وحـذر ومـا اسـتعجلش وإذا تعبـت أرتـاح واشـحن طاقتـي علشـان أقـدر أواجـه كل حاجـة وإذا ضعفـت 


ارجـع أقـوي  نفسي مـرة تانيـه ومـا انتظـرش حـد تاني يقويني، ومـا ادخلـش في  حـرب إلا واكـون عنـدي قـدرة للانتصار، وأهـم قاعـدة إن مافيـش سـند غيـر اللـه وماينفعـش اسـتقوى بغيـر اللـه وماينفعـش اتـوكل غـير على الله  . 


ليلـه بحنين : اللـه كلامـك شـبه كلام بابـا بـس ضيفي  عليـه جملـة الزرعـة الذكيـة هـي اللـي تميل مـع الريـح لمـا تعصـف ضـد تيارهـا.


 ماريـا بسعادة : عرفتـوا ليـه اصريـت انـك تكـوني معـي يـا ليلـه؟ انـا محتجالكـم في حياتي كتير.


ريتال: طيب كملي يلا باباكي طلب تبعدي عنه، عملتي انتي ايه؟


ماريــا: اســتغنيت عــن كل شــئ بــس عشــان حبيبــي وســيبت البيــت وجيـت السـكن هنـا وبـدأت شـغل في  مكتـب محامـي كبـير وكـان بيفيدني بالتدريــب.


ريتـال بأستنكار : يعنـي اتحديتـي ابـوكي وحتـى اسـتغنيتي عـن فلوسـه والحيـاة الـلي وفرهالـك بـس عشـان حـد تاني.


ماريـا: لاء السـؤال مـش كـدة السـؤال أتخلـى عـن حـد كان موجـود معايـا بــكل مراحــل حياتي و دعمني بكل حياتي ، واختــار حــد مــش موجــود بحياتي  ابــداً وكل اللــي بيجمعنــي بيــه ذكريــات عــن طفولتــي البائســة وشــوية فلــوس كل شــهر.


ريتـال بتفكـير: امممـم كل اللـي اقـدر اقولهولـك أن مـا ينفعـش تتخلـي عـن حـد مـا أتخـلاش عنـك وتغـدري بيـه عشـان مـصروف شـهري، وأن اذا هـو متمسـك بيـكي يبقـى انتـي كمـان اتمسكي بيـه.


ليلـه : أنـا بقـى مـا قـدرش اقولـك غيـر حاجـة واحـدة، انـا لـو بأيـدي أتخلـى عـن الكـون كلـه بما فيـه علشـان بـس لحظـة وأنـا فحضـن أبويـا هعملهـا بـدون تـردد.


ريتـال: كلامك صـح يـا ليلـه بـس للأسف مـش كل الابـاء زي بعـض ولا كل الابنـاء بيتشـابهوا ، بس برضو يا ماريا لحد  دلوقتـي معرفناش سبب  الحالـة الـي كنتـي فيهـا مـن شـوية دي، ولا باباكِ كلمـك مـرة تانيـه؟

ماريـا: لاء بـس عادل شـافني بالشـغل وكنـت واقفـة مـع شـاب بيشـتغل معايا هنــاك و اتعصــب لدرجة كانــوا هيتخانقــوا وســحبني مــن هنــاك وطلــب منـي مـا اروحـش مـرة تانيـه وأنـا رفضـت وقولتلـه إني محتاجـة للشـغل ده وصممـت إني مـش هسـيبه وهـو اتعصـب ومـشي واتصلـت بيـه ما بـيرد عليـا.


ليلـه بأستنكار : يعنـي انتـي ماكنتيـش بتبـكي على اللـي حصـل ده كلـه وبكيتـي لأنـه خاصمـك واخـد موقـف منـك .


 ماريـا: أيـوة ، أنا تخيلت حياتي  مـن غيـره واتخنقـت فجـأة وافتكـرت كل حاجـة وصرت ابكي .


ريتال : طيب بما انه خلصتي بكى ، اكيد ما اكلتيش حاجة صح؟ 


ماريا بتأثر مثير للضحك : أيوة مااكلتش وجعانة جدا.


ليله: احنا اتغدينا برة في  مطعم عربي وجيبنالك أكل معانا.


ماريا: يا ااااااالله تسلموا ، انتوا بقيتوا عيلتي.


ريتال وهي تقف: اكيد احنا عيلتك ، انا لازم أمشي لاني اتأخرت.


ماريا: طيب ماتفضلي معانا ونسهر مع بعض.


ريتـال: لاء مـا ينفعـش وبعديـن انتـوا عندكـم شـغل بكـرة وأنـا عندي دراسـة وليلـه لازم تصحـى بـدري وتذاكـر شـوية قبـل ماتروح الشـغل.


ماريــا بتفاجــئ: شــغل، بدأتي  شــغل يــا ليلــه؟ وأنــا اســتغربت لمــا رجعــت 


ومالقيتك  وانتــي مــن يــوم ماجيتــي ماتركتي  فراشك أبــدا.


ليلـه بأبتسـامة: لسـه أول يـوم ليـا بكـرة ، النهـاردة ري ري اخدتنـي وخرجنـا ظبطنـا شـوية أمـور.


ماريــا: ري ري بالموضــوع إذا لازم يظبــط ريري انتــي ماتقدريــش تيجــي وتعيـشـي معانــا في  الســكن هنــا؟


ريتـال وقد عاد إليها جمودها :  مـا ينفعـش ، مـش مسـموح اسـيب البيـت أو انـام  بـرة بـدون مـا يكـون في  شـغل أو سـفر.


ماريـا بأسـتغراب: طيـب ليـه؟ ومـين مـش بيسـمح؟ على اسـاس انتـي قولتـي  قبـل كـدة في  الجامعـة أنـه ماعندكيـش حبيـب أو مرتبطـة.


ريتال بتجاهل: لازم أمشي دلوقتي ، بعدين نتكلم سلام.

ماريا بصراخ : اعاااااااااا.


ليله وريتال بفزع: في  اييييه؟


ماريا بفرحة: عادل بيتصل.


ريتــال بحنــق: إلى  اللقــاء انتبهــي على عقلــك ليلــه فأنتــي برفقــة مختلــة عقليــا.


ماريا وهي تتجه إلى  الشرفه لكي ترد: أنا مختلة عشقيا وليس عقليا.


ريتـال: كـدة قلقـت اكتـر ( ونظرت إلى ليلة ) لا إلـه الا اللـه لـو احتاجتـي حاجـة اتصلـي بيا فـورا، والصبــح هصحيــكي قبــل مــا اجــي عشــان تســتعدي واوصلــك للشــغل بطريقــي.


ليله بنظرات ممتنة: حاضر يا ري ري ، يا اختي الغاليه.


ماريــا... فتــاة بعمــر ليلــه تقريبــا وشــديدة المــرح بشــكل مميــز ومتفوقــة 


دراســياً تــدرس بكليــة الحقــوق بنفــس الجامعــة....


في  الشرفة:


ماريا بدموع: لا زعلانة .


عادل: وأنا مايهونش عليا زعلك.


ماريـا: لا هونت  يـا عـادل انـت مشـيت واتصلـت بيـك ومارديتـش وأنـا بكيـت كتـير وافتكرتـك هتبعـد عنـي.


عـادل: أبعـد عنـك؟ قولتلـك يـا كل عشـقي ان مافيـش حيـاة بدونـك اصلا، عمـرك ماتهـوني ابـدا، وانتـي عارفـة انب بغـير عليكي ومابتحملـش حـد يقـرب منـك ومع ذلك  عاندتينـي.


ماريـا: مـش عاندتـك بـس حقيقـي ماقـدرش اسـيب الشـغل وأنـت عـارف هـو اد ايـه مهـم.


عــادل: مــن البدايــة انــا رافــض انــك تشتغلي وقولتلــك أنــا هوفرلــك كل المصاريف  وكل الـلـي تحتاجيــه ، انتي دلوقتي بقيتي ملزومــة منــي أنــا.


ماريـا: عـادل أنـت عـارف إني مــش بشــتغل بــس علشـان الفلـوس وكمـان الشغل بيفيدني بدراســتي ومستقبلي وفهمتــك وطلبــت منــك ماتحـكـي في الموضــوع مــرة تانيــة.

عادل بأستسلام : طيب خلاص ممكن بقى تنزلي علشان اصالحك ؟


ماريا بأبتسامة عاشقة: لا ما أنا خلاص صالحتك.


عادل: طيب خلاص انزلي انتي بقى صالحيني.


ماريا بأستنكار : على  اساس زعلتك أنا ومارديت على  اتصالاتك؟


عـادل بعشـق: بـس انـا كنـت زعلان منـك وزعـللن علشـان كنـت متأكـد انـك بتبـكي و دلوقتـي قدامـك دقيقـة واحـدة اذا مانزلتيـش هعمـل فضيحـة زي المـرة الـلي فاتـت والمشرفة  تطلبـي الشرطـة المـرة دي.


ماريــا: لاء يــا مجنــون انــا نازلــة اســتنى رجاءا ولا  تتهــور عــادل (وإضافــة باللهجــة الانجليزيــة ) لا اريــد إثــارة المشــاكل مــرة اخــرى.


اقتربت منـه وهـو يقـف على جانـب الطريـق بجـوار السـكن الخـاص بهـا وبمجرد اقترابها قطـع هـو الخطـوات الفاصلـة بينهـم واخذهـا بين احضانـه باشـتياق وكأنـه لم يراهـا منـذ عـام كامل...


الحيـاة تسـتمر رغـم كل الصعوبـات، قـد يصـل بـك الامـر انـك عندمـا تضـع رأسـك فـوق الوسـادة تتمنـى ان لا تسـتيقظ مـرة اخـرى، وكأنـك اكتفيـت مـن البقـاء بذلـك العـالم ولكـن يخلـف اللـه ظنـك و يخلـق الامـل بداخلـك مـن جديـد و يرزقـك بمن يعاونـك على تخطـي تلـك المرحلـة القاسـية مـن حياتـك وذلـك مـا يحـدث معنـا جميعـا..... 

 بعـد مـرور اكـثر مـن عـام على لقــاء ليلــه و ريتــال..

 تقربــوا الثلاث فتايــات كثــيرا مــن بعضهــن البعــض 


وأصبحــوا عائلــة واحــدة يتشاركن كل شــئ معــاً .. آدم ظــل على تواصــل دائــم مــع ريتــال وأيضــا انفصــل بالعمــل عــن شركات قاســم رسـلان وقــام بافتتـاح شركته  الخاصـة ولم يعتـرض قاسـم ابـدا فهـو سعيد أن حفيـده يريـد أن يبنــي مســتقبله باستقلالية ولكــن هــذا ليــس متــاح للجميــع فجســار هــو الخليفــة على عــرش مملكــة رسـلان مــن بعــد قاسـم لذلــك لا يمكنــه الاستقلال عنـه ابـدا، وتقـرب ادم  أيضـا مـن الفتايـات وأصبـح فـرداً مـن عائلتهـم الصغـيرة، ظلـوا يجتهـدوا ويعملـوا، قليـلا كان وقـت راحتهـم وكثيـرا كان وقت اجتهادهـم، فهـم يشـبهون بعضهـم في  مسـعاهم و تصميمهم كلًا يريـد إثبـات ذاتـه. 


تخرجــت ريتــال وأصبحــت طبيبــة جراحــة وبالطبــع هــي تختلــف عــن الباقـون هـي لا تـدرس بنفـس المناهـج الخاصـة بباقـي الطلبـة كـما تعلمـون ، وشـاركها بذلـك اليـوم عائلتهـا المترابطة واسـتمرت بالعمـل في  المشـفى الـذي تعمــل بــه مــع الطبيــب جــاك وأيضــا تقــوم بتحضــر دكتــوراه في  مجــال دراســتها وتســتمر بابحاثهــا المبهــرة للجميــع. 

 ماريــا وعــادل ...

ذلــك الثنائي المختــل عشــقياً كثيــرا مــا يختلفــون ولكــن يعــودوا لعشــقهم بقــوة ... 

أمــا ليلـه فهـي تحـاول أن تسـتمر على امل اللقـاء ، تعيـش وتبتسـم وتفـرح مـن اجـل صديقاتهـا ولكـن الفرحـة ليسـت كاملة ابـدا فهـي ينقصها الوالديـن والشـقيق ، ينقصهـا الكثـير.. دائما مـا تنـام وهـي تحلـم ان كل شـئ انتهـى وعائلتهـا بجانبهـا وحبيبهـا عـاد واعتـذر و أصلح كل شيء ولـن يتركهـا مـرة اخـرى ، دائما مـا تنظـر إلى  الهاتـف وهـي تنتظـر مكالمـة تعلـم انهـا لـن تأتي و كيف  تأتي وهـم لا يعلمـون عنهـا شـئ حتـى هاتفهـا القديـم قـد اخـذوه منهـا قبـل الرحيـل,, لم تحـاول أن تكسـر العهـد الـذي اخذتـه على نفسـها بأنهـا لـن تتواصـل مـع احـد إلى  ان يحـدث اللـه امـرا وتعـود إلى  اهلهـا أمـام الجميـع بـرأس مرفـوع، كثـيرا مـا تضعـف وتحمـل الهاتـف لتتصـل بهـم ولكـن تعـود و تتراجع  مــرة أخــرى لا تعلــم هــل تخــشى أن يعــرف أحــد بهــذه المكالمــة فيحاولـوا أذيـة عائلتهـا ام مـازال هنـاك امل في  العاشـق المتخـاذل، ورغـم ذلـك هـي تنتظـر ان يأتي إليهـا يطلـب الغفـران على مافـات ومضـى ويعـود بهـا إلى  الوطـن.. هـي تعلـم أنـه لن ينسـاها ابـدا وأيضـا يرسـل لهـا الكثيـر مـن المـال كل شـهر في  حسـابها الـذي فعلـه لهـا قبـل وصولهـا أمريـكا وهـو يعلــم انهــا لا تســحب مــن المــال شــئ ولكنــه يســتمر في  الارســال أيضــا.. هـي تشـتاق  للجميـع إلى  حـد لا حـد لـه.. 

اليـوم يـوم حفلة  تخـرج ليلـه مـن كليـة الاقتصـاد والعلـوم السياسـية وتخـرج ماريـا مـن كليـة الحقـوق ، 


تتلفــت حولهــا تشــعر بوجــوده هنــا، قلبهــا يخفــق كما كان يخفــق دائما بجـواره، انسـحبت مـن وسـط الجمـوع بعـد ان هنأوهـا بنجاحهـا،

 تبحـث عنـه هنـا وهنـاك إلى  أن رأتـه هـا هـو.. يقـف بعيـد بأنتظارهـا ينظـر إليهـا تلـك النظـرة التـي تجعلهـا تشـعر أنهـا المـرأة الاجمـل بالعـالم أجمـع، ينظـر اليهـا باشـتياق العـالم، وقـد وقـف أمامهـا دون حـراك.. 

أمـا هـي فتتقـدم منـه  دون شـعور منهـا بذلـك..

 أأنـت هُنـا؟

هـا أنـا قـد أتيـت ....


                  الفصل السادس عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close