أخر الاخبار

رواية حسناء أنارت دربي الفصل التاسع عشر 19بقلم جوهرة الجنة

        

رواية حسناء أنارت دربي  

الفصل التاسع عشر 19

بقلم جوهرة الجنة


عادت خديجة من شرودها، لتشدد من قبضة يدها قائلة: حتى وأنت ميت يا أخي لم أرتح منك، لكن فقط انتظر فور أن ينسى الجميع ما فعلته، ولا يعودوا يشكوا بي سأجعل حسناء تندم على حياتها.


داخل المنزل نظرت رانيا لوالدها وقالت: يبدو أن أمي لم تعد تستطيع التحكم في تصرفاتها.


إبراهيم :أنت محقة وعلى ما يبدو يجب أن أسرع فيما أفعله ونسافر معا قبل أن تورطنا أمك في مصيبة جديدة.


رانيا بابتسامة :حقا أتشوق لهذا السفر، أنا وأنت فقط، ولا يزعجنا لا أوامر أمي ولا نصائح أختي التافهة.


إبراهيم :هيا بنا الان، لنعد إلى المنزل.


قامت رانيا وحضنت والدها، وخرجوا معا بعد أن أغلقوا باب المنزل، وعادوا لمنزلهم في جو مليئ بالضحك، غير مبالين بما حدث وبفعلة خديجة.


في المساء عاد فؤاد رفقة حسناء للمنزل، وشاركوا سعادتهم مع الجميع، حيث بارك لهم أهله ثم اتجه كل واحد لغرفته بعد أن تناولوا العشاء لينالوا قسطا من الراحة.


مرت تلك الليلة هادئة على الجميع، لتشرق شمس يوم جديد، وتوقظ جميع قاطني المنزل خاصة النساء اللواتي اعتدنا الإستيقاظ باكرا من أجل تحضير الإفطار.


التقت حسناء بوردة في الدرج لتلقي عليها تحية الصباح، فردت عليها قائلة: صباح الخير، كيف حالك اليوم.


حسناء :بخير الحمد لله، وأنت كيف حالك وكيف حال جنينك.


كانت تتحدث وهي تنظر لبطن وردة الذي بدأ يبرز، لتجيبها قائلة :أحيانا يتعبني قليلا لكن إحساسي وهو داخلي ينسيني كل شيء، حقا إنه إحساس مميز ولا يمكن وصفه.


حسناء بابتسامة؛ أتفهمك، هيا بنا نحضر الإفطار.


اتجهوا للمطبخ وساعدوا زينب ونادية في تحضير الإفطار ثم اجتمعوا حول الطاولة سوى أنس وليلى اللذان غادروا باكرا لمدرستهم، لينظر مصطفى لذلك التجمع بسعادة وقال: لو مت الان سأكون مطمئنا وسعيدا.


عائشة :لا تقل هذا يا مصطفى، أطال الله لنا في عمرك.


مصطفى :لا تحزني هكذا، أنا أقول هذا الكلام من سعادتي، أبنائي أصبحوا أباءا، وابنتي تقدم لها شخص طيب، ماذا أريد أكثر من هذه الحياة إذن.


عائشة :حقا،هل أتى أحد ليطلب يد نادية.


مصطفى :أجل إنه إبن صديق لي، توفت زوجته منذ سنوات، ورأى نادية في زفاف فؤاد، وعندما وجد الفرصة المناسبة تقدم لطلب يدها وسيأتي بعد غذ لتتعرف عليه.


شعرت نادية بالاحراج والخجل، فهي لطالما اعتقدت أنها أصبحت كبيرة، ولن يتزوج بها أحد في مثل هذا السن، ونسيت أن الله هو من يكتب أقدارنا ويقرر متى يسعد عبده.


جمال :لكن يا والدي هل سألت عنه.


مصطفى :بالتأكيد ،فأنا لن أزوج ابنتي من أي شخص.


حمزة :قلت أنه كان متزوج، أليس لديه أولاد.


مصطفى :لا، لم يرزقهم الله بالأولاد طيلة فترة زواجه لكن هذه من المفترض أن تطرحها نادية، أم أنك لست موافقة يا نادية.


نادية بخجل: أبي أنا لن أوافق أو أرفض قبل أن أتعرف عليه وأصلي صلاة الاستخارة كما اعتدت من حسناء.


ابتسمت حسناء سعيدة كونها علمتها شيئا مفيدا كهذا، ليقول مصطفى :لك كامل الوقت لتقرري.


همس فؤاد لحسناء قائلا :يبدو أن مخططي سيتأجل مجددا.


حسناء بتساؤل: عن أي مخطط تتحدث.


فؤاد بابتسامة :إنه مفاجأة.


أرادت حسناء أن تجبره على الحديث، لكن الوقت والمكان لم يكونوا مناسبين، فنظرت له بتوعد كونه أثار فصولها وسكت، لكنها لن تصمت له وستجعله يتحدث في أقرب فرصة تسنح لها.


غادر كل واحد لعمله إلا حمزة الذي كان لديه دوام مسائي، فانقسمت النساء يقومون بأعمال المنزل، إلى أن سمعوا صوت طرقات على الباب، ففتحته حسناء لتجد ليلى أمامها.


ليلى :السلام عليكم.


حسناء :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضلي إلى الداخل.


ليلى :لا أريد أن ازعجكم، أنا فقط أتيت لأطمئن عليك.


حسناء :أيتها الغبية عن أي انزعاج تتحدثين، ادخلي هيا.


ليلى :في الحقيقة لا أريد أن أرى أحدا من عائلة زوجك بعدما حدث بالأمس، ربما لا تكون ردة فعلهم مثلك.


حسناء :لا تقلقي من هذا الجانب، فلا أحد من العائلة يعلم بما حدث من الأساس، ولا داعي ليعلموا شيئا كهذا.


ليلى :ما دام الموضوع هكذا فسأدخل.


دخلوا للمنزل، لتستقبلها النساء بابتسامة ويجتمعوا في غرفة الجلوس بعد أن أنهوا كل شيء، وبدأوا يتبادلون الحديث والنكات مستمتعين بمثل تلك التجمعات.


قبل موعد الغداء بقليل غادرت ليلى التي رفضت الجلوس أكثر، وأتى الرجال والأطفال ليجتمعوا على طاولة الأكل، ووسط ذلك الهدوء رن هاتف حسناء لتجد المحامي يتصل بها فعقدت حاجبيها مستغربة من اتصاله.


فؤاد :حسناء ما بك لا تجيبي.


حسناء :إنه المحامي.


مصطفى :ألم تلتقوا به بالأمس.


فؤاد :أجل لكن ربما نسي شيئا، ناوليني الهاتف سأجيب عنك.


أجاب فؤاد قائلا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


المحامي :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، هل هذا رقم السيدة حسناء.


فؤاد :أجل معك زوجها، كيف لي أن أساعدك.


المحامي :في الواقع توجد بعض الأوراق تحتاج لتوقيع السيدة حسناء.


فؤاد :أية أوراق هذه.


المحامي :أوراق تخص الأملاك وأفضل أن تأتوا في أقرب وقت لأوضح لكم كل شيء.


فؤاد :حسنا سأرى الوقت المناسب ونأتي.


أغلق فؤاد الخط لتنظر له حسناء بتساؤل، فقال: المحامي يقول أن بعض الأوراق تحتاج إمضاءك من أجل الأملاك ويريدنا أن نذهب لمكتبه.


حسناء :حسنا ولكن متى ستكون متفرغا لنذهب.


فؤاد: بعد الغداء نذهب وننهي كل شيء.


حسناء :إن شاء الله.


أنهوا غداءهم لتتجهز حسناء، وتذهب رفقة زوجها عند المحامي وأنهوا جميع الإجراءات اللازمة، فأصبحت الأملاك بشكل رسمي بإسم حسناء، وأصبح فؤاد وكيلا على أملاك إبنه حتى يصل سن الرشد.


عند ليلى اتجهت للمطعم حيث وجدت وليد في إنتظارها، فألقت السلام عليه وجلسوا يتبادلون الحديث، ولم يهتم وليد بكلام صديقه، واستمر في علاقته مع ليلى التي أصبحت تميل له كثيرا، وبدأت بعض المشاعر تتكون داخلها ناحيته.


مضت الأيام على نفس الحال، وقد تعرفت نادية على فاروق، الشخص الذي تقدم للزواج بها، ووافقت بعد أن صلت صلاة الاستخارة، ليقرروا عقد قرانهم بعد شهر من خطوبتهم، بينما كان اليوم حفل خطوبتهم، والذي حضره المقربين فقط، إضافة إلى ليلى ووليد.


في غرفة نادية، كانت معها حسناء وليلى وليلى الصغيرة ليساعدوها في تحضير نفسها، بينما باقي النساء تكلفوا بتحضير الطعام وترتيب الصالون.


نادية :أشعر بتوتر شديد كأنني سأخطب لأول مرة.


حسناء بابتسامة: هذا الشعور طبيعي، وستشعري به حتى لو خطبت عشر مرات، فلا تقلقي واقرئي بعض الآيات القرآنية وستشعري تلقائيا بالراحة والهدوء.


ليلى :أكثر ما يعجبني في حسناء أنها دائما تستحضر ذكر الله في كل شيء.


حسناء :ألا بذكر الله تطمئن القلوب.


نادية :صدقت يا حسناء، ذكر الله يدخل الطمأنينة على قلوبنا.


ليلى الصغيرة :ولكن يا أختي نحن نقضي أغلب أوقاتنا في المدرسة ولا أجد وقتا لقراءة القرآن أو ذكر الله عز وجل.


ابتسمت حسناء كونها تعلم أن أغلب الأشخاص يفكرون مثل ليلى، ويقدمون أعذارا على أفعالهم لتقول :ما رأيك أن أريكِ الأن أنه لديك الكثير من الوقت لذكر الله عز وجل.


ليلى الصغيرة :حقا وكيف هذا.


حسناء :سأسألك سؤال، كم هي المدة التي تلزمك للوصول للمدرسة.


ليلى الصغيرة :إذا أخذني والدي بسيارته عشر دقائق تقريبا، أما إذا ذهبت في الحافلة حوالي نصف ساعة.


حسناء :وماذا تفعلين في طريقك للمدرسة.


ليلى الصغيرة :لا شيء.


حسناء :أتعلمين أنك خلال هذا الوقت تستطيعين قول سبحان الله وبحمده أكثر من مئة مرة وتأخذين عليها أجرا، إضافة للتشهد والتكبير، هل تعلمين كم حسنة ستفوزين بها خلال هذه المدة القصيرة، هل تعلمين أن التسبيح مئة مرة في اليوم يمسح جميع خطاياك، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال: «سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْر».


ليلى الصغيرة: حقا لم أكن أعلم هذا، شكرا لك يا أختي على هذه النصائح، لا أعلم ماذا كان سيحدث لو لم تتزوجي بعمي فؤاد، وتصبحي جزءا من هذه العائلة.


ليلى: وجود حسناء بحياة أي شخص نعمة لا تقدر بثمن. 


حسناء بابتسامة خجولة :بدل أن تتحدثوا عني ركزوا في سبب إجتماعتا اليوم وهذه العروس الجميلة. 


نادية: رجاءا يا حسناء لا تزيدي من توتري بتذكيري بما سيحدث اليوم.


ليلى: يبدو ان حالتك أصعب مما تخيلت. 


ليلى الصغيرة :عمتي عندما تتوتر لا تعرف كيف تفكر أو ماذا تفعل. 


فكرت حسناء قليلا في حالة نادية، ثم أحضرت هاتفها والسماعات وجعلتها تضعها في أذنيها وشغلت القران الكريم في هاتفها، لتبدأ الاستماع له وتشعر تدريجيا بالارتياح والتوتر بدأ يزول عنها. 


حسناء :هيا بنا ننزل للأسفل، ونتركها بمفردها حتى تهدأ.


نزلوا جميعا وتركوا نادية مغمضة العينين تستمتع بتلك اللحظة الهادئة والمريحة ،ولم تشعر كيف مر الوقت سريعا إلا حينما دخلت عليها والدتها. 


عائشة :بسم الله، ما شاء الله، حفظك الله من عيون الناس يا إبنتي. 


نادية :شكرا لك يا أمي. 


عائشة :هيا بنا ننزل إنهم ينتظروك. 


تنفست نادية بعمق ثم نزلت رفقة والدتها، لتجد امرأة كبيرة في السن في الصالون فحيتها، لتقول المرأة :سبحان الله الذي ابدع في خلقك. 


نادية : شكرا لك يا خالتي.


عائشة :ها يا سيدة زهرة، ما رأيك في ابنتي. 


زهرة :يبدو أننا سنتفاهم يا سيدة عائشة، فهي ما شاء الله جميلة خلقا ومظهرا، ومنذ رأيتها علمت أنها ستكون زوجة جيدة لابني. 


عائشة :وهذا ما نتمناه.


في غرفة أخرى، كان فاروق رفقة والده جالسين مع مصطفى وأبنائه يتحدثون بخصوص الزواج وتحضيراته، قبل أن يأتي موعد تركيب الخواتم، ليجتمعوا في الصالون. 


حسناء بهمس لفؤاد: فؤاد أخبر السيد فاروق أن خالتي زهرة هي من ستلبس الخاتم لنادية كونها لم تصبح زوجته بعد. 


أماء لها فؤاد ثم ذهب ناحية فاروق وأخبره بهذا، فلم يمانع هو الآخر لتقوم السيدة زهرة بتركيب الخاتم لنادية، و ارتدى فاروق هو الأخر خاتمه، فخرجت الزغاريد من فم زينب وعائشة سعيدين بهذا الحدث. 


انقضى اليوم على خير، إلا أن حسناء لاحظت تقرب ليلى ووليد من بعضهما طيلة الاحتفال مما أثار استغراب حسناء، لكنها لم تجد الوقت لتستفسر عن نوع علاقتهم بعد أن غادرت ليلى باكرا، ولم يكن يعلم أحد أنها غادرت رفقة وليد. 


فؤاد :حسناء هل أنت بخير. 


استفاقت حسناء من شرودها، و استدارت ناحية فؤاد بعد أن نزعت حجابها قائلة :أنا بخير فقط شردت قليلا.


فؤاد :ويا ترى من هذا الذي تجرأ وأشغل بال زوجتي الحبيبة.


حسناء بابتسامة :وما الذي سيتغير إن علمت فأنت أيضا أثرت فضولي ذلك اليوم ولحد الساعة لم تخبرني بالمفاجأة.


فؤاد :حقا يا فتاة، لا تنسين أبدا.


حسناء :في العادة أنسى لكن حين يتعلق الموضوع بك لا أستطيع النسيان.


ضمها فؤاد بحنان لصدره قائلا :أحمد الله الذي رزقني بك، حقا لا أعلم ماذا أفعل بدونك، أعشقك يا حسناء فؤادي.


ابتسمت حسناء بحب قائلة :أعجبني هذا اللقب كثيرا، حسناء الفؤاد.


فؤاد :ما دام يعجبك فسأناديك به دائما يا حسنائي.


ابتعدت عنه حسناء سريعا وقالت :ها أنت تحاول مجددا جعلي أنسى الموضوع الأصلي.


ضحك فؤاد عليها قائلا :يا لك من مخربة اللحظات الرومانسية.


صمت قليلا يتأمل ملامحها ثم استكمل حديثه قائلا :غدا إن شاء الله سأريكِ المفاجأة.


حسناء :أنا متشوقة كثيرا لأعلم. 


نام الجميع على أمل أن يكون الغد أجمل، وعم السكون الأرجاء قبل أن تتخلله بعد ساعات صوت أذان الفجر الذي أيقظ حسناء وأيقظت معها فؤاد فتوضأوا، ثم غادر فؤاد للمسجد بينما ظلت حسناء تصلي في المنزل.


أنهت حسناء صلاتها لتسمع صوت جواد يبكي، فحملته تحاول تهدئته وحضرت له قارورة الحليب التي ما إن تناولها بدأ يهدأ تدريجيا وغفى مجددا، و تزامن مع عودة فؤاد الذي قال: ما لك لم تعودي في النوم لحد الأن يا حسناء.


حسناء :استيقظ جواد جائعا وأطعمته وقد نام للتو.


فؤاد :حسنا هيا بنا ننم، إن الجو بارد وقد بدأت تمطر.


حسناء :إذن ستبدأ فترة الزكام الذي يلازمني يوميا.


فؤاد :صحيح لاحظت خلال هذه المدة أنك تعطسين كثيرا.


حسناء :للأسف هذا حالي كل شتاء.


فؤاد :كان الله في عونك، من الصعب التعايش مع وضعك لشهور.


حسناء :الحمد لله على كل حال، هيا بنا ننم.


تسطحوا على السرير، فجذبها فؤاد ضاما إياها، ليغمضوا أعينهم ويناموا براحة في حضن بعضهما، إلى أن أشرقت الشمس واستيقظ أصحاب البيت وتناولوا فطورهم، وذهب كل واحد لعمله.


في غرفة حسناء كانت قد تجهزت لتغادر المنزل رفقة زوجها كي ترى مفاجأته. اعتقدت أنهما سيستقلان السيارة إلا أن فؤاد قال :تعالى من هنا المفاجأة قريبة من المنزل.


تحركت حسناء تلحق به، ليصلوا أمام أحد المنازل، ذو طابق واحد واسع، فنظرت حسناء لزوجها باستغراب قائلة :ماذا نفعل هنا.


ناولها فؤاد مفتاحا وقال: مرحبا بك في منزل الجديد.


نظرت له حسناء بعدم تصديق، تحاول أن تستشف من ملامحه إن كان يمزح، إلا أن الجدية التي طغت على ملامحه أتبث لها أنه يقول الحقيقة.


حسناء :هل نحن سنقضي باقي عمرنا هنا. 


فؤاد بابتسامة :أجل، أنا وأنت و أبناءنا إن شاء الله.


صمتت حسناء تاركة المجال لعينيها كي تعبر عن مشاعرها، ليبتسم لها فؤاد قائلا :افتحي البوابة ودعينا ندخل.


فتحت حسناء البوابة الخارجية للمنزل والذي كان عبارة عن سور عال يخفي معظم البيت، ثم دخلت برجلها اليمنى بعد أن سمت الله، ورددت دعاء دخول المنزل.


دخلت لتجد ممرا يؤدي للمنزل وعلى يمينه مرآب للسيارات، وعلى اليسار كانت توجد طاولة وكراسي تحيط بها، إضافة إلى شمسية تحجب الشمس عن الجالس، ثم تحركت جهة باب المنزل، ليناولها فؤاد مفتاحا أخر، ففتحت الباب ليظهر المنزل الواسع به أربعة غرف نوم وصالونين ومطبخ وحمامين، وقد كان مزيجا بين اللونين الأبيض والأزرق السماوي، مما أضفى عليه لمسة جميلة.


فؤاد: يا ترى هل أعجبك المنزل أم لا. 


حسناء :المنزل رائع حقا، لا توجد كلمة تستطيع وصفه، أحببته كثيرا. 


فؤاد: هذا سيكون منزلنا من اليوم فصاعدا.


حسناء :ولكن لماذا قررت أن نبتعد عن والديك. 


فؤاد: أريد أن أعيش رفقة زوجتي وأبنائي فقط، وأيضا أنت لا تتصرفي بحريتك في منزل العائلة، بينما في هذا المنزل تستطيعين ارتداء ما يحلو لك و تنزعي حجابك دون أن تخافي من دخول أحد من إخوتي. 


حسناء: وماذا إن انزعج والديك وإخوتك من هذا، فالجميع يقطنون في ذلك المنزل، ونحن سنبتعد عنهم. 


فؤاد: لا تقلقي هم يعلمون بهذا الموضوع كذلك أيدوني في رأيي. 


حسناء: شكرا يا فؤاد، تفكيرك في التفاصيل الدقيقة يسعدني. 


فؤاد: ما دمت لا زلت أتنفس سأسعى دائما لإسعادك يا حسنائي. 


حسناء :أدامك الله وأطال في عمرك. 


فؤاد: أمين، تعالي نرى الغرف والمطبخ، وإذا وجدت شيئا ناقصا أخبريني. 


بدأت حسناء تستكشف المنزل ومع كل باب تفتحه تندهش من تصميمه، ففؤاد اهتم حقا بالتفاصيل الصغيرة، وقد صمم غرفة النوم على ذوقهما معا، ومزج بين ما يحبه وما تحبه حسناء، وقام بترتيب غرفه خاصة بالأطفال، وغرفه خاصة بالضيوف بينما ترك غرفة فارغة، أما في الباب

المؤدي إلى الحديقة الخلفية، فصمم جداره بزجاج مضاد للكسر ووضع أريكة ومكتبة بها بعض الكتب والروايات التي تحبها حسناء. 


أمسك فؤاد بيد حسناء قائلا: تعالي لأريكِ شيئا أخر سينال إعجابك أكثر. 


تحركت حسناء خلفه ليدخلها إلى الصالون ثم اخذ ناحية باب جانبي به، فتحه لتظهر غرفة متوسطة، لكن المميز بها أنها كانت مخصصة للصلاة، بها سجادات للصلاة وخزانة مخصصة للمصاحف، لتنزل دمعة من عيني حسناء، وقد أسعدتها هذه الغرفة أكثر من المنزل بأكمله. 


               الفصل العشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close